رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

275

خبراء ومختصون لـ الشرق: قطع العلاقات ضرب تماسك البيت الخليجي في مقتل

09 يونيو 2017 , 01:21ص
alsharq
هديل صابر

القرارالسياسي لم يراع أواصر الإخاء وعلاقات الدم والمصاهرة

د.عبد الناصر صالح: المرحلة الحالية تتطلب التحلي بالصبر والحكمة

احتواء الأزمة مطلب ملِّح للحفاظ على تماسك الأسرة الخليجية

أثارت القصص الإنسانية التي استأثرت بنشرها "الشرق"، في إطار تداعيات قطع دول خليجية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، ردود أفعال مستنكرة، لما آل إليه الحال، معتبرين أنَّ قطع العلاقات الدبلوماسية ضرب لُحمة البيت الخليجي في مقتل، حيث إنَّ الخلافات السياسية لم تلتفت إلى تداعيات الأمر وانعكاساته على الجانب الاجتماعي والإنساني.

وباتت أغلب البيوت الخليجية في حالة حداد، سيما وأنَّ الكثير من الأسر الخليجية تضررت ضرراً صريحا بقطع العلاقات، فهناك مواطنة تبعد قسريا عن بلد زوجها مجبرة على ترك رضيعها لأنه يحمل الجنسية الإماراتية، وزوجة أخرى تحمل جنسية إحدى الدول الخليجية التي قطعت علاقاتها مع قطر تؤمر أن تترك زوجها وأبناءها دون أدنى رحمة، ودون الالتفات إلى خطر مثل هكذا قرار، سيُحدث شرخا في البيت الخليجي ليس من السهولة بمكان أن يلتئم، كما أنَّ القرار انتهك بنود القانون الدولي الإنساني انتهاكا صارخاً.

وللحديث عن هذا طرحت "الشرق" الموضوع على عدد من المتخصين، الذين أكدوا مدى حساسية المرحلة، التي تتطلب من أبناء الشعوب الخليجية أن تتحلى بالصبر وبرباطة الجأش، والحكمة والفطنة لكي تصل الشعوب ودولها إلى بر الأمان.

رباطة جأش

من جانبه شددَّ الدكتور عبد الناصر صالح - رئيس قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم جامعة قطر-، على أنَّ الفترة الحالية تحتاج إلى رباطة جأش، وأن يتحلى المجتمع بكافة أطيافه بالصبر، وبالحكمة، للخروج من الأزمة بأقل الخسائر.

وأكد أنَّ أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ألقت بظلالها دون أدنى شك على مجرى حياة المواطنين القطريين والخيلجيين الذين تربطهم علاقات نسب، ومصاهرة، وعلاقات متجذرة ليس من السهل بترها، إلى جانب أنَّ عدد من الأخوة الخليجيين قد اتخذوا من دولة قطر مسكنا ومرفأً، فكيف لهم أن يقتلعوا جذورهم بين عشية وضحاها، فكل ماذكر يؤكد تداخل المجتمع الخليجي فيما بينه، الأمر الذي أثر سلبا على المواطنين وعلى الأشقاء في دول الخليج.

وأشار الدكتور عبد الناصر صالح إلى أنَّ الفترة هذه تتطلب وعي بما يكفي لاحتواء مثل هذا النوع من القرارات السياسية التي لا يستطيع المواطن العادي إلا أن يتعاطى معها بحكمة، وبعد نظر، واستشراف المستقبل، مع الإيمان بقيادات دول الخليج، وأنَّ الأزمة ستحل، فمثل هذا الاحتواء سيخدم الناحية الاجتماعية والنفسية، مشددا على الحكمة ومؤكدا أنها مطلوبة في مثل هذه الظروف الصعبة.

ودعا الدكتور عبد الناصر صالح القادة إلى ضرورة إيجاد حل لهذه الأزمة، على الأقل فيما يتعلق بقطع العلاقات الدبلوماسية لأنها لم تك كذلك بل كانت قطع الأرحام، فمن المهم أن لا يزج المواطن الخليجي في مثل هذه الخلافات لتأثيرها المباشر على حياة المواطنين الذين تربطهم علاقات نسب ومصاهرة، وعلاقات دم، ومستقبل واحد ومصير واحد كما كان يدرس لنا، لافتا إلى أنَّ كافة الأعراف والمواثيق الدولية ترفض أي قرار له تداعيات مباشرة على مسار الحياة الإنسانية للشعوب، فكيف إن كانت الشعوب أخوة وتربطهم علاقات الجيرة والدم.

واختتم الدكتور عبد الناصر حديثه مؤكدا على دور القيادة القطرية في حل الأزمة، لأن تاريخ قطر خير شاهد على حكمة وفطنة آل ثاني في تجاوز العديد من الأزمات بكل كياسة وفطنه، وما يؤكد هذا أنَّ القيادة الحكيمة لم تصدر أي بيان ضد أي دولة من الدول لاحترامها مبادئ وقيم مجلس التعاون الخليجي.

المحامي الهاجري: قطع العلاقات مع قطر انتهاك صارخ للقانون الإنساني

ومن الجانب القانوني، قال السيد جذنان الهاجري - محامي -، إنَّ القضاء القطري لا يحق له أن ينظر بقرارات دول أخرى، لافتا إلى أنَّ ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان يأتي في إطار انتهاك للقانون الدولي الإنساني، والمواثيق الدولية، التي تنحاز إلى الأسرة، وإلى لم شمل الأسرة، مشيرا إلى أنَّ كل ما اطلعنا عليه من قصص يندى له الجبين، ويؤثر دون أدنى شك على سير الحياة نفسيا واجتماعياً.

المحامي المطيري : لايحق إنهاء حياة أسرة لأسباب سياسية

أكد المحامي فلاح المطيري أنَّ ما حدث لبعض الأسر هو مخالف مخالفة صريحة للقوانين الدولية، مشيرا إلى اتفاقية تنفيذ الأحكام القضائية بين دول الخليج، وبالإمكان الالتجاء للقضاء ، ولكن القضاء لا يستطيع أن يدلو بدلوه سيما وأنَّ هناك قرارات سياسية، إلا أنه لايوجد من يجبر أي سيدة من دول الخليج أن تترك عائلتها في قطر لمخالفة الأمر مع القوانين الدولية، فلا يوجد مسوغ يأذن بأن تنهى حياة أسرة لأسباب سياسية.

خالد أبو موزة : الخصومة يجب ألا تخرج عن حدود الشرع

تحدث الداعية خالد أبو موزة من منطلق ديني، معتبراً أنَّ هذه القضية من أكثر القضايا التي باتت تؤرق مضجع موطنو التعاون، مستشهدا بقصة المهاجرات اللاتي أسلمن زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وكنَّا متزوجات، فبعد إسلامهنَّ كان لابد من الانفصال عن أزواجهن غير المسلمين، فلم يكن من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يرد على المشركين صداقهم لأنه حق لهم.

ولفت إلى أنَّ سبب هذه القصة هو ما يحدث الآن، والقصص التي تناولها عدد من الصحف التي أظهرت انتهاكا لحقوق الإنسان، لأنها ضربت في اللحمة الخليجية، فهناك عدد من العائلات ستتشتت والسبب قطع العلاقات الدبلوماسية، فعدد البيوت القطرية التي تشهد تمازجا خليجيا كثيرة ، لا تعد ولا تحصى، والأمر كذلك في الدول الشقيقة، متأسفا على أنَّ المواطنين باتوا أطرافا في النزاع، وباتوا ورقة بيد أطراف الصراع.

وأشار إلى عدد من القصص التي وردت في صحيفة "الشرق" والتي تتعلق بمنع رضيع عنه والدته لأنها مواطنه وغيرها من القصص والذي يسمى في الدين "الفجور في الخصومة"، وهذا من صفات النفاق، فمهما بلغت الخلافات مداها لابد ألا تخرج الخصومة عن حدود الشرع، فالأزمة لو ابتعدت عن الفجور والاتهامات المتبادلة دون تدخل الشعوب لكان الحل يسيراً.

تأجيج الفتن

وشدد الداعية أبو موزة على ضرورة أن ينأى بالشعوب عن هذه الخلافات، التي لها انعكاس سلبي على استقرار الأسر، وعلى تأجيج الفتن، فمهما كانت الخلافات لابد أن يتم الاختلاف بأدب، فإذا وصل الحال بالخلاف إلى هذا الحد مع دولة شقيقة ، فكيف سيكون الحال مع العدو الحقيقي اسرائيل!، لذا هذه الحالة تحتاج إلى تحكيم صوت العقل، وعدم التصعيد، وعدم الانجرار وراء وحل السب والشتم للحفاظ على شعرة معاوية، قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ".

مساحة إعلانية