محليات

3325

د. الأنصاري لـ "الشرق": تطوير نظام تقصي الأخطاء الطبية بمؤسسة حمد الطبية

إجراء 2844 جراحة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين

خطط للقضاء على قائمة الانتظار في أقسام الجراحة بالكامل

التوسع في إجراء الجراحات الطارئة واستقطاب أطباء تخدير وكوادر تمريضية

قطر تحقق أقل نسبة أخطاء طبية في العالم متفوقة على الدول المتقدمة

خدمة للاستشارات لإطلاع الأسرة على سير الجراحة وحالة المريض

تجهيز سقف غرف العمليات بمؤثرات ضوئية ورسوم تدخل الهدوء على المريض

قطر تبذل جهوداً واسعة لتوفير خدمات طبية عالية الجودة لأفراد المجتمع

42822 حالة يتلقون الخدمة في عيادات الجراحة منها 9960 مريضاً جديداً

نظام تصنيف المرضى يعطي الأولوية للحالات الطارئة

توفير طبيب استشاري تخدير لجميع العمليات الطارئة دون استثناء

كشف الدكتور عبد الله الأنصاري نائب رئيس الشؤون الطبية والأكاديمية والبحوث لخدمات الجراحة بمؤسسة حمد الطبية عن تنفيذ خطة لتطوير نظام تقصي الأخطاء الطبية بمؤسسة حمد الطبية ليواكب أفضل الأنظمة في العالم. مشددا على أن قطر تحقق أقل نسبة من للأخطاء الطبية في العالم متفوقة على الدول المتقدمة.

وأعلن الدكتور الأنصاري في حوار خاص مع "الشرق" العمل على التوسع في الجراحات الطارئة التي تمثل حاليا 50 % من الحالات التي تراجع مركز الجراحات المتكاملة. مشيرا إلى أن نظام تصنيف المرضى المعمول به حاليا يعطي الأولوية للحالات الطارئة.

وأكد الدكتور الأنصاري في حواره وضع خطة للقضاء على قائمة الانتظار بالمركز الجراحي بالكامل، وذلك من خلال استقطاب أطباء التخدير والكوادر التمريضية. مشيرا إلى توفير نظام متطور لمشاهدة الجراحة عبر شاشات عرض في غرف العمليات يحاكي العرض السينمائي. ومبينا دور ذلك في توعية المريض وخلق تواصل مع الجراح مما يقلل التوتر خلال الجراحة.

وأعلن عن تنفيذ مشروع يعتبر رائدا في المجال الجراحي يهدف إلى إيجاد تخصصية لأطباء التخدير في المجالات الجراحية. موضحا الانتهاء من تخصيص طبيب تخدير لقرابة 80 % من التخصصات الجراحية إلى الآن. ومنوها في السياق ذاته بالسعي إلى توفير طبيب استشاري تخدير لجميع العمليات الطارئة دون استثناء.

الشرق التقته في حوار خاص وإلى نص الحوار:-

الجراحات المتكاملة

* نريد الاطلاع على خدمات مركز الجراحات المتكاملة في مؤسسة حمد الطبية؟

ـ يعد المركز فريدا في دولة قطر، نظرا لتوفر جميع الخدمات التي يحتاجها مريض الجراحة تحت سقف واحد، حيث يوفر خدمات استقبال فعالة تركز على تقديم الخدمة في الوقت والمكان المناسبين وطبقا لأعلى معايير الجودة، ويتم من خلالها توزيع المريض على الغرفة المناسبة له ثم إلى غرفة العمليات المخصصة له لإجراء الجراحة يعقبها نقله إلى غرفة الإفاقة ثم إلى غرفته، وفي حالة حاجة المريض لرعاية مكثفة يتم تحويله إلى قسم العناية المركزة.

ويوفر المركز خدمة الاستشارات من خلال عيادة متخصصة تمكن الأسرة من الجلوس مع الفريق الجراحي للاطلاع على سير الجراحة وحالة المريض وخطة العلاج بعد العملية، وهذه الخدمة تضفي نوعا من الخصوصية. ونحن نسعى في دائرة الجراحة إلى توفير أقصى درجات الراحة للمرضى وأسرهم، فنحن جميعا هنا من أجل تقديم الخدمة للمريض.

ويجب التأكيد على أن مركز الجراحات المتكاملة يعمل طبق نظام صارم هدفه حماية المريض والفرق الطبية والتمريضية والإدارية وفي الوقت ذاته توفير خدمة ذات جودة عالمية المستوى، فعلى سبيل المثال يتم تعقيم غرف العمليات بعد كل مريض، فضلا عن إجراء مراجعة غرف العمليات 3 مرات متتالية يجريها الجراح والتمريض والتقنيات للتأكد من أن جميع مستلزمات العملية متوفرة، وذلك ضمن إجراءات الأمن والسلامة المتبع بالمركز الجديد.

وهذا الأمر يجعل نسبة الخطأ ضئيلة جدا، وهنا تجب الإشارة إلى أن دولة قطر من أقل الدول في العالم حدوثا للأخطاء الطبية مقارنة بالدول المتقدمة التي تحدث فيها أخطاء طبية بنسب عالية.

وفي هذا السياق أود الإشارة إلى ردود الفعل الإيجابية التي نتلقاها من المرضى نتيجة التطور الذي لمسوه في المركز، حيث نوفر على سبيل المثال نظام عرض الجراحة عبر شاشات عرض في غرف العمليات تمكن المريض الذي تجرى له الجراحة باستخدام التخدير النصفي من متابعة الجراحة مع شرح الجراح لها وكأنه فيلم سينمائي وهو من الأمور التي تساعد في توعية المريض وتقليل التوتر.

وهذا الأمر خلق تواصلا بين الجراح والمريض خلال العملية، وهو من الأمور الهامة والضرورية في بعض الجراحات، كما يظهر للمريض حجم الجهد الذي تبذله الفرق الجراحية.

مؤثرات ضوئية

أضف إلى ذلك تجهيز سقف غرف العمليات بمؤثرات ضوئية ورسوم تدخل الهدوء على نفس المريض، وهذا كله يخلق نوعا من التقدير لجهود الدولة التي تبذل الكثير من أجل توفير خدمات طبية عالية الجودة لأفراد المجتمع.

قائمة الانتظار

* هل هناك خدمات جديدة يتم التخطيط لها حاليا ضمن المركز الجراحي؟

ـ في الواقع هناك العديد من الخدمات التي تهدف في الأساس إلى الحصول على درجات أعلى من رضا المرضى من خلال تطوير الجودة، وفي الحقيقة نفكر حاليا في التوسع في الجراحات الطارئة التي تمثل حاليا 50 % من الحالات التي تراجع المركز.

أضف إلى ذلك العمل من أجل القضاء على قائمة الانتظار بالكامل، وذلك من خلال استقطاب أطباء التخدير والكوادر التمريضية التي يحتاجها المركز، وهذا الهدف يمكن الوصول إليه من خلال نظام تصنيف المرضى المعمول به حاليا، وهو نظام يعطي الأولوية للحالات الطارئة، وفي هذا الإطار تم إجراء دراسة حول إمكانية خلو غرفة عمليات للحالات الطارئة، ووجد أن هناك غرفة عمليات خالية كل 30 دقيقة على الأقل، أي أن الحالة الطارئة منذ الإبلاغ عنها حتى وصولها إلى المركز تكون دائما هناك غرفة عمليات جاهزة في انتظارها نتيجة التواصل المستمر بين الفرق الطبية، ومن ثم تتم إعادة جدولة العمليات، وهذا كله يعتمد على أسس علمية مثبتة.

الأخطاء الطبية

* هذا يدفعنا للسؤال عن الأخطاء الطبية وعلاجها؟

ـ الخطأ شيء إنساني لا يمكن منعه بالكامل ولكن يمكن محاصرته وتقليله، فعلى سبيل المثال في أحد المستشفيات العالمية التي حصدت لقب أفضل مستشفى في العالم أجروا جراحة لإزالة الضغط عن العصب في اليد السليمة لأحد المرضى، وهنا يكمن الفرق في ثقافة المجتمع بين الشرق والغرب في هذا المجال، حيث ركز المستشفى على اكتشاف الأسباب التي أدت للخطأ ومعالجتها لتلافي حدوثه في المستقبل والاجتهاد في تعلم الدرس بوعي، أما في الشرق فنحن نركز فقط على العقاب فقط وهذا هو الخطأ.

وكما أشرت قطر تحقق نسبة متدنية جدا في الأخطاء الطبية تعد الأقل في العالم فعلى سبيل المثال، يحدث 300 ألف خطأ طبي سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا معلن، ولكن هنا في قطر أفراد المجتمع يخلطون بين المضاعفات التي تحدث بشكل طبيعي بعد الجراحات و البرامج العلاجية والأخطاء الطبية. ولدي استفسار دائم وهو: لماذا إذا حدث أمر طبي ما في أوروبا والولايات المتحدة يقبله الجميع، في حين يرفضون حدوث أمر مماثل له هنا وبشدة حتى وإذا كانت الظروف هي التي دفعت إليه؟

وفي هذا السياق، يجب أن يعلم الجميع أن الأخطاء الطبية يشترك في حدوثها العديد من الأسباب وليس شخصا واحدا أو سببا واحدا، كما لا يوجد طبيب يريد أن يؤذي مريضه، ومن ثم علينا دراسة تلك الأسباب والعمل على تلافيها بشكل علمي، مع ضرورة الاعتذار للمريض بشكل سريع وصريح. وهنا يحضرني خطأ طبي حدث في إحدى الدول المتقدمة راحت ضحيته سيدة كانت تعالج من السرطان، فبدلا من حقنها بالعلاج الكيماوي استبدل بالخطأ بمنظف الأرضيات وتوفيت المريضة في التو، وكان الهدف الأول لإدارة المستشفى هو معرفة أسباب الخطأ وعدم تكراره كما أشرت، وبناء على ذلك تم إنشاء نظام يقي حدوث ذلك في المستقبل، إضافة إلى الاطلاع على التجارب الدولية المتميزة في مجال الجودة.

وعلى الرغم من أن نسبة الأخطاء الطبية في حمد الطبية لا تذكر إلا أن المؤسسة عمدت إلى إنشاء نظام تقصي يعتمد على معرفة الأسباب والعمل على تلافيها، وللحقيقة هذا النظام قام بحماية مئات من الحالات. ونحن ماضون في تطوير هذا النظام ليواكب أفضل الأنظمة المعمول بها في العالم.

43 ألف حالة

* نريد معرفة أعدد الحالات التي تستقبلها أقسام الجراحة في المؤسسة؟

ـ تحضرني الآن إحصائيات شهري يناير وفبراير من العام الجاري 2017، حيث بلغ عدد العمليات الجراحية التي أجريت خلال الشهرين المشار إليهما 2844 جراحة، منها 1514 عملية جراحية خلال يناير في حين بلغ هذا العدد 1330 جراحة في فبراير.

وبشكل من التفصيل إن أردت، فقد أجريت خلال يناير 685 جراحة بسيطة، 259 جراحة متوسطة، 570 جراحة بالغة. في حين أجرينا خلال فبراير 572 جراحة بسيطة، 257 جراحة بسيطة، 501 جراحة بالغة.

وخلال شهري يناير وفبراير أيضا استقبلنا 9960 مريضا جديدا في عياداتنا إضافة إلى المرضى المتابعين بالفعل والبالغ عددهم 32862 حالة ليصل إجمالي مرضى العيادات الخارجية في أقسام الجراحة 42822 حالة.

مركز المحاكاة الجديد

* وماذا عن التدريب الطبي للفرق الجراحية من خلال مركز المحاكاة الجديد؟

ـ نحن نخطط لتنفيذ برامج تدريبية وورش عمل في مركز المحاكاة بعد افتتاحه، باستخدام أحدث أجهزة محاكاة العمليات الجراحية التي سيوفرها المركز، وذلك بهدف تطوير مهارات الفرق الجراحية العاملة بالمؤسسة.

ومن المنتظر أن يوفر المركز تقنيات تصوير الجراحات التدريبية، وتكمن أهمية هذه التقنية في إعادة عرضها على الفريق الذي خضع للتدريب ومراجعة الأخطاء التي وقع فيها كل فرد من أفراد الفريق لعدم تكرارها، وهذا الأمر سيكون له أثر كبير على تطوير جودة الخدمات، وفي الحقيقة نحن نستفيد من هذه التقنية حاليا من خلال مركز الجراحات المتكاملة وهي تساعدنا في تطوير مهارات الفرق الجراحية بشكل كبير، كما تمكنا من نقل وقائع الجراحة خارج غرفة العمليات لمتابعتها.

مركز الرعاية القصيرة

* وهل يمكن أن تطلعنا على مركز الرعاية القصيرة الجديد؟

ـ يعد من المراكز الهامة حيث نتطلع إلى افتتاحه قريبا في مدينة حمد بن خليفة الطبية، حيث سيرفع الضغط عن مرافق مؤسسة حمد الطبية فيما يتعلق بكافة الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية قصيرة لا تتعدى 24 ساعة، حيث سيخرج المريض إلى بيته بعد قضاء يوم واحد فقط في المستشفى.

وفي حالة المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية نتيجة أمر طارئ حدث لهم سيتم نقلهم إلى مستشفى حمد العام من خلال فريق التنقل، وهو من الفرق عالية التدريب والتأهيل، وهذا الفريق مهمته نقل المريض من المركز إلى الأقسام الداخلية في مستشفى حمد بحرفية عالية لدرجة أن المريض وكأنه في العناية المركزة خلال عملية النقل.

والمركز الجديد يوفر 14 غرفة عمليات مجهزة بأفضل التجهيزات الجراحية، فضلا عن توفير العيادات من خلال 10 طوابق كل منها يوفر تخصصا معينا.

17 غرفة عمليات

يضم المركز الجراحي 17 غرفة عمليات مجهزة لاستقبال أية حالات، إضافة إلى 3 غرف عمليات مدمجة توفر تقنيات التصوير الإشعاعي والمقطعي وغيرها، وتناسب تخصصات جراحية معينة إضافة إلى الجراحات المعقدة، وهذه الغرف تم تخصيص منسق لها للتنظيم بين التخصصات التي تحتاج إجراء جراحات بها.

طبيب تخدير ثابت مع الفريق الجراحي

قال د. الأنصاري: يجري العمل على مشروع يعتبر رائدا في المجال الجراحي، نسعى من خلاله إلى إيجاد تخصصية لأطباء التخدير في المجالات الجراحية، وهذا المشروع يهدف إلى إيجاد طبيب تخدير ثابت مع الفريق الجراحي كجزء من الفريق لا يتغير، فكما أن هناك جراح مسالك بولية، سيكون هناك طبيب تخدير مسالك بولية وهكذا في جميع التخصصات الجراحية.

وقد نجحنا في تخصيص طبيب تخدير لقرابة 80 % من التخصصات الجراحية إلى الآن، أضف إلى ذلك أننا نعمل حاليا على توفير طبيب استشاري تخدير لجميع العمليات الطارئة دون استثناء، نظرا لأن تلك الحالات تكون لها طبيعة خاصة في التعامل.