رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

809

سوري يحفر بين الركام بحثاً عن 30 فرداً من عائلته

09 فبراير 2023 , 07:00ص
alsharq
بسنيا (سوريا) - أ ف ب

تنفس السوري مالك إبراهيم الصعداء عندما نجا مع زوجته وأولاده من الزلزال المدمّر، لكن فرحته لم تدم طويلاً، فهو منهمك منذ يومين في قرية بسنيا الحدودية مع تركيا في شمال إدلب، في الحفر بين الأنقاض في محاولة لإنقاذ ثلاثين فرداً من عائلته.

ورغم الجهود المضنية التي يبذلها إبراهيم مع عناصر إنقاذ وسكان القرية، لم يتمكنوا إلا من إخراج عشرة منهم فقط متوفين، فيما استحال المبنى وجدرانه أكواماً من الحجارة.

حين وقع الزلزال، فرّ إبراهيم مع زوجته وأولاده الثمانية من منزلهم في مدينة إدلب التي نزحوا إليها قبل سنوات. يروي كيف أنه لم يعلم ماذا يفعل حينها فيما كانوا يقفون في الشارع تحت الأمطار، لكن وجود عائلته قربه منحه الطمأنينة.

وسرعان ما تبدّد شعوره مع معرفته بوجود أقربائه تحت الأنقاض. وما كان منه إلا أن توجّه سريعاً إلى بسنيا التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن مدينة إدلب.

يقول الرجل، ذو اللحية السوداء، مرتدياً قفازات تساعده على رفع الحجارة «نحفر ولا ننام، نأمل منذ يومين أن يخرج أحدهم على قيد الحياة»، لكن الحظوظ تبدو ضئيلة. ويضيف «لا يزال هناك عشرون شخصاً تحت (الركام). إنه شعور لا يوصف. مأساة كبيرة» مضيفاً «ذهبت ذكرياتنا. دُفنت معهم».

يأخذ إبراهيم نفساً عميقاً، ينظر إلى الركام حوله ثم يردّد «نحن شعب منكوب بكل ما للكلمة من معنى».

وفي قرية الرمادية الحدودية مع تركيا، يبكي أيمن ديري (50 عاماً) شقيقه مأمون وأولاده الثمانية. لكنه يصرّ على عدم الاستسلام، علّ أحدهم يخرج على قيد الحياة. بعد ساعات طويلة من الحفر، انتشل عاملو الإغاثة أحد أبناء شقيقه (12 عاماً) جثة هامدة. لكنه مع ذلك يصرّ «لن نتعب. لا نعلم إن كان الباقون أحياء أم أمواتا، لكن الواحد منا لا يسعه إلا أن يأمل خيراً... وإن كنا نرى حال المبنى» الذي سقط سقفه فوق رؤوس قاطنيه. ويضيف بحزن «ليرحمهم الله أحياء كانوا أم أمواتاً».

مساحة إعلانية