رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

570

صدور نتائج أسوأ حريق في لندن منذ الحرب العالمية الثانية

08 سبتمبر 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ لندن - هويدا باز

كشفت النتائج النهائية للتحقيقات في حريق برج جرينفيل شمال غربي لندن والذي يعد أسوأ حريق في مبنى سكني في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، وكان قد احترق بينما كان سكانه نياما في 14 يونيو من عام 2017، عن أن من نجوا من سكانه المسلمين تعرضوا للخذلان من قبل المجلس المحلي، خلال الفترة التي أمضوها في اسكان مؤقت في بعض الفنادق بعد الحريق، وكان الحريق الذي اندلع في الساعات الأولى من صباح 14 يونيو 2017 إثر عطل في ثلاجة في مطبخ شقة في الطابق الرابع، قد انتشر بسرعة عبر المبنى الذي يضم 24 طابقا في غرب لندن، بسبب غطاء الواجهة الشديد الاشتعال المثبت في الخارج، وقد أودى الحريق بحياة 72 شخصا.

   تعرضوا للخذلان

ويمثل هذا التقرير النهائي خاتمة تحقيق مستقل من جزأين بقيادة القاضي المتقاعد مارتن موربِك، وفي حديثه لدى إعلان النتائج التي توصل إليها قال موربِك، إن كل الوفيات البالغ عددهم 72 نتيجة الحريق «كان يمكن تجنبها»، مشيرا إلى أن الضحايا تعرضوا للخذلان، وتشير نتائج التحقيقات النهائية إلى أنه كان يتوجب على مجلس كنسينغتون وتشيلسي أن يبذل المزيد من الجهد لتلبية احتياجات الأشخاص من خلفيات متنوعة، وتؤكد على أن العديد من أولئك الذين يعيشون بالبرج من المسلمين كانوا يحتفلون بشهر رمضان، لكن الطعام الحلال لم يكن متاحًا لهم في جميع الفنادق التي نُقلوا إليها بصورة مؤقتة، ولم يكن من الممكن أيضًا مراعاة شرط تناول الطعام في أوقات محددة. وفي حديث لصحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية، قالت زارا محمد الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني إن معاملة الأقليات والمجتمعات الدينية من قبل المجلس تسلط الضوء على قضايا بنيوية ونظامية أوسع نطاقًا يجب معالجتها. وقالت زارا محمد «لا يزال برج «جرينفيل» تذكيرًا صارخًا وصدمة لكثيرين، ليس فقط بفعل الحريق ولكن أيضًا للطريقة التي يتم بها التعامل مع الأناس الأكثر ضعفًا في مجتمعنا، ويجب أن نتعلم الكثير الآن، وبالنسبة لأولئك الذين كانوا ينتظرون العدالة، فإن التغيير الهادف ضروري». وأشارت إلى ما قالت إنه ربط على نطاق واسع لقضايا العرق والطبقة في قضية حريق برج جرينفيل حيث كان حوالي 85 في المائة من سكانه الذين لقوا حتفهم في الحريق من الأقليات العرقية والمجتمعات ذات الدخل المنخفض، في حين أن 40 في المائة من السكان في العقارات السكنية الاجتماعية الشاهقة هم من هذه المجتمعات.

   عقود من الفشل

في الوقت نفسه نقلت صحيفة «الإندبندنت» أيضا عن متحدث باسم حركة Black Lives Matter أو (حياة السود مهمة) قوله: «يؤكد التقرير ما نعرفه بالفعل أننا نعيش في مجتمع حيث يتم تحديد التسلسل الهرمي للقيمة الإنسانية بناء على لون بشرتك، وحيث يتم تحديد سهولة الوصول إلى السلع الاجتماعية الأساسية مثل السكن اللائق حسب فئتك وعرقك».

وخلص التقرير النهائي للتحقيقات في حريق برج جرينفيل إلى أن الحريق الذي أودى بحياة 72 شخصًا كان نتيجة «عقود من الفشل» من قبل الحكومة المركزية وصناعة البناء في التصرف بشأن مخاطر الكسوة القابلة للاشتعال، كذلك يوجه التقرير انتقادات شديدة إلى جهاز إطفاء لندن واصفا مسؤولين فيه بأنهم كانوا «متساهلين»، ويضيف أن الجهاز لم يأخذ عبرة من حريق سابق في عام 2009 «بوجوب التنبيه إلى عدم قدرته على مكافحة الحرائق في المباني الشاهقة»، ويضيف أنه طلب من السكان الذين اتصلوا بأجهزة الطوارئ البقاء في شققهم وانتظار فرق الإنقاذ لمدة ساعتين تقريبا بعد اندلاع الحريق.

الحكومة ستضمن عدم تكرار مثل هذه المأساة: وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد قدم اعتذارا نيابة عن الدولة الأربعاء الماضي، قائلا إن الحريق «لم يكن يجب أن يحدث»، وقال ستارمر في بيان للبرلمان بعد صدور التقرير النهائي حول الكارثة «فشلت البلاد في واجبها الأساسي وهو حمايتكم أنتم وأحبابكم.. وأنا آسف جدا». وتعهد ستارمر بأن تضمن حكومته عدم تكرار مثل هذه المأساة وقال «ستأخذ الحكومة التقرير وتوصياته في الاعتبار لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة»، ومن جانبه قال رئيس بلدية لندن صادق خان إن سكان جرينفيل دفعوا ثمن الخداع المنهجي وجشع الشركات واللامبالاة المؤسساتية والإهمال.

من جانبها، دعت شركة «غرينفيل يونايتد» التي تمثل بعض الناجين والضحايا من جانبها الحكومة إلى التحرك بشكل عاجل، وقالت: «يجب على الحكومة الآن أن تمارس سيطرتها لتجنب المزيد من التفكيك للسلامة العامة التي كانت وظيفته الرئيسية، وليس مساعدة الفاسدين والقتلة وتحريضهم».

مساحة إعلانية