رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

516

خبيرة حقوقية أممية لـ الشرق: المقاومة في جنين ليست إرهاباً

08 يوليو 2023 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكدت شيري ماكارثي المنسقة العامة بمنظمة جلوبال ليجال ريفورم، والخبيرة الحقوقية بعدد من لجان الأمم المتحدة للحقوق والحريات المدنية، أن الأوضاع الإنسانية المتزايدة في تفاقم خطورتها في جنين حسب ما ترصده التقارير الأممية والمؤشرات الداخلية جراء العملية الوحشية التي تم إطلاقها من قبل القوات الإسرائيلية على مدار يومين على مدينة جنين ومخيمها، والمشاهد المؤسفة في تدمير الطرقات وقصف المستشفيات وترك نحو 80 في المائة من المدينة بمعاناة واضحة في البنية التحتية لاسيما في الكهرباء والمياه، جانب آخر أن من يسكن مخيم جنين كانوا بالأساس مهجرين قسراً من منازلهم ومشردين عن بيوتهم والآن باتوا مضطرين إلى العودة إلى حياة التشريد والهجر بعد تدمير كثير من المنازل والممتلكات، وجعل المدينة ومخيمها غير صالحة للعيش بنسبة كبيرة جراء العمليات العنيفة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، والتي لم تتوقف حتى الآن ولكنها انتقلت إلى أماكن أخرى بالضفة، مع تزايد العمليات من المقاومة في المقابل، وانتظار ما ستخبرنا به الأيام المقبلة من رد فعل سيكون قريباً حتماً على مستويات عديدة، أهمها المستوى الإنساني الكارثي في المعايير الأممية الذي تقترب له الأزمة الإنسانية المباشرة، جانب آخر إن قصف المستشفيات في غير ساحة القتال ودون أن تكون تلك المستشفيات ذات صفة عسكرية ومنع الطواقم الطبية من مباشرة مهامها الإنسانية والإغاثية لعلاج الجرحى، كل هذا ليس فقط انتهاكا صارخا للقوانين الدولية ولكنه يرتقي لجرائم حرب حسب التقرير الأممي الأخير، الأزمة في وجود هذا النهج المتكرر وتناميه على أكثر من مستوى.

جرائم حرب

وقالت ماكارثي إنه ليس من المنطقي أن يتم التعامل مع القضايا التي نشاهدها في المشهد الفلسطيني بسياق مغاير في التوصيف والتصنيف فيما يتعلق بمعاييرنا لجرائم الحرب والانتهاكات المتعمدة، بالمقارنة مع ما شاهدناه في أوكرانيا عموماً. وأشارت إلى أن مخيم جنين هو مخيم لجوء بالأساس، وإطلاق حملات عسكرية إسرائيلية بتحميل المدينة ومخيمها لاتهامات إرهابية مزعومة، ثم بعد ذلك الشروع في خلق حملة أمنية مباشرة عنيفة لتصفية أو القبض على من تصفهم القوات الإسرائيلية بالإرهابيين، وحينما تخرج مقاومة مسلحة لردع الاعتداءات يتم التنكيل بهم واستخدام هذه الوقائع وتوظيفها سياسياً لعنف إضافي جديد. وتابعت: "بالتأكيد نحن لا نتحدث هنا عن العقاب الجماعي أو الحوادث الفردية، ولكن دراسة أسباب العنف الرئيسية ودوافعها لا يمكننا أن نعزلها عن الاعتداءات الممنهجة من قبل القوات الإسرائيلية التي لديها تاريخ طويل من استخدام العنف غير المبرر في مناطق مأهولة بالسكان وتدمير البيوت والممتلكات بوتيرة مكثفة، ثم استغلال التشريد لموجات إضافية من توسع في المستوطنات في مناطق أخرى، كما لا يمكننا أن نفصل أيضاً بين العمليات في ابريل الماضي في جنين أو في التحركات في نابلس وضواحيها من هجمات متعمدة من أجل تحقيق غايات واضحة ومعلنة في التصريحات الرسمية الإسرائيلية باستهداف مدينة جنين ومخيمها ونهج مكرر بمناطق عديدة بالضفة الغربية".

قمع منظم

وأوضحت شيري ماكارثي الخبيرة الحقوقية الأممية في تصريحاتها لـ الشرق أن حجم الدمار شبه الشامل الواقع للبنية التحتية في جنين يخرج بكل تأكيد عن سياقات العنف المبرر أمنياً بالحق في الدفاع عن النفس كما في كثير من التصريحات الغربية، معتبرة أن هذا الحق بالأساس ينتقل للفلسطينيين أنفسهم أمام ما يواجهونه من قمع منظم وشامل، إذ ما الذي تنتظره أمام تدمير البيوت والمستشفيات والخدمات ومحطات الطاقة والمياه؟. واضافت: "كان من الطبيعي أن تنخرط عناصر المقاومة الفلسطينية في مواجهة القوات الإسرائيلية كحق مشروع لها في الدفاع عن نفسها أمام نظام قمعي واعتداءات غير مبررة على الإطلاق".. واضافت: "بالتساؤل عن موقف الأمم المتحدة فان أغلب المقررين ينددون بقوة بما يحدث في المشهد الفلسطيني، كما يتم توجيه خطة دعم إغاثية إنسانية من أجل مساعدة المتضررين، وهناك الكثير بالفعل من الممكن القيام به ولكن بأدوات شبه مبتورة مع غياب الإرادة السياسية في عواصم صناعة القرار لتحميل المسؤولية الكاملة للسلطات الإسرائيلية وردعها عن مسارها المتطرف والعنيف بحق الفلسطينيين سواء في الضفة وقطاع غزة، والشواهد في صفقات التسليح الجديدة مع إسرائيل وموجات الضغط الدبلوماسي من أجل مزيد من عمليات تقويض القضية الفلسطينية وداعميها الإقليميين مشهد مؤسف بكل تأكيد، فهذا النهج يتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة بالكامل، ويعطي ضوءاً أخضر ضمنيا لإسرائيل بالإفلات من العقاب، فبدلاً من الانخراط في نهج فاعل من عملية سلام حقيقية، نجد صمتاً متجدداً ومتكرراً لا يمكن لوم الفلسطينيين الآن حينما يعتبرون المجتمع الدولي جزءاً من مشهد المسؤولية لما يعانونه، وهو موقف يتطلب تدخلاً أممياً فاعلاً ودولياً مؤثراً من أجل حل حقيقي يتجاوز الهدن الوقتية، ويضغط على إسرائيل من أجل وقف النهج العنيف والمتطرف لسياساتها في الضفة في موجات هي الأعنف منذ 2002.

مساحة إعلانية