رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1046

سفير طاجيكستان في قطر: زيارة سمو الأمير لدوشنبه تشكل صفحة جديدة في تاريخ العلاقات

08 يونيو 2023 , 12:46م
alsharq
خسرو صاحب زاده، سفير طاجيكستان في قطر
الدوحة - قنا

شدد سعادة السيد خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان لدى دولة قطر، على أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لبلاده ستفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الطاجيكية - القطرية، وتؤتي ثمارها المرجوة لصالح الشعبين الصديقين، وشعوب المنطقة ككل، خاصة أن الزيارة تأتي في ظروف دقيقة وحساسة تمر بها المنطقة والعالم.

وكشف، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، على أن زيارة سمو الأمير المفدى ستتخللها زيارة للمسجد الكبير في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، الذي تم إنجازه من قبل قطر هدية من سمو الأمير للشعب الطاجيكي، حيث يعد هذا الصرح المبارك مشروعا فريدا من نوعه في منطقة آسيا الوسطى.

وقال: إن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى جمهورية طاجيكستان تهدف إلى استعراض العلاقات الثنائية، وتشمل الكثير من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف أن البلدين تربطهما علاقات سياسية بلغت اليوم أعلى مستوياتها، وترتكز على الأخوة القائمة بين القيادتين، وكذلك الأواصر الروحية والثقافية بين الشعبين، وأنه من منطلق هذه الصلات المتميزة والإرادة السياسية المتينة، نتطلع إلى تعزيز التعاون في المجالات: الاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية، والسياحية، والتنموية، والإنسانية، والثقافية، والعلمية، والفنية، والأمنية، وغيرها.

وأشار إلى أن قيادتي البلدين ستجريان مباحثات تشمل الموضوعات المتعلقة بسبل وآليات تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، والارتقاء بها إلى مستوى التبادل التجاري، خاصة أن دولة قطر تعتبر رائدة على مستوى العالم العربي في السوق الاستثماري الطاجيكي من خلال مشروع "ديار دوشنبه" العقاري، كما أنه من المتوقع أن تتناول المباحثات مستقبل الاستثمارات القطرية في طاجيكستان.

كما أشار إلى أن زيارة سمو الأمير المفدى تشمل مراسم التوقيع على الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم الجديدة حيث إن الجانبين الطاجيكي والقطري يواصلان التنسيق عبر القنوات الدبلوماسية بشأن حزمة متميزة من وثائق التعاون، سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة، وهي في مجالات: الاستثمار، والتجارة، والاقتصاد، والصناعة، والزراعة، والأمن الغذائي، والسياحة، والشباب، والرياضة، والبيئة، والشؤون المصرفية، وغير ذلك من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح أن المباحثات المرتقبة تتضمن أيضا آليات تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات الثنائية الموقعة على مدى السنوات الماضية بين حكومتي البلدين، والوزارات والدوائر الرسمية، التي يبلغ عددها 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم.

وشدد على أهمية تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين الدوحة ودوشنبه حيث تشكل عاملا مهما لتعزيز التعاون التجاري والسياحي والثقافي، والمزيد من التواصل بين الشعبين، حيث تمت كافة الإجراءات عبر وضع الإطار القانوني لتدشين الرحلات بين عاصمتي البلدين.

وقال: إن الجانب الطاجيكي بادر بمنح الخطوط الجوية القطرية الحرية الخامسة للطيران، والموضوع حاليا محل دراسة الجانب القطري، لافتا إلى أنه نظرا لأهمية الطيران المباشر بين البلدين، خاصة في عملية تنمية التبادل التجاري، تتطلع طاجيكستان إلى مبادرة الخطوط الجوية القطرية بتسيير رحلاتها المباشرة بين الدوحة ودوشنبه في أقرب فرصة ممكنة.

وأكد، في هذا السياق، على أن العلاقات بين طاجيكستان وقطر ترتكز على القواسم المشتركة الروحية والحضارية والثقافية بين الشعبين الطاجيكي والقطري، وهي ليست وليدة يوم وليلة، بل لها أصولها وجذورها وقيمها، كما أن هذه العلاقات تستمد قواها من روابط الأخوة القائمة بين قائدي البلدين، مما يمثل أرضية صلبة للجانبين للانطلاق نحو التعاون المثمر في مختلف المجالات.

وقال إنه من منطلق هذه العوامل بالذات استطاعت كل من طاجيكستان وقطر أن تحرزا تقدما ملحوظا في بناء علاقات متميزة لمصلحة شعبيهما، كما أن البلدين لديهما مواقف متقاربة ومماثلة تجاه كثير من القضايا الدولية والإقليمية، وهناك تعاون متميز بين الجانبين على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية.

ولفت إلى أن طاجيكستان استضافت في العام 2021 قمة منظمة شنغهاي للتعاون، حيث اتفق القادة المشاركون فيها بتوافق الآراء على منح دولة قطر صفة شريك في الحوار لدى المنظمة، الأمر الذي يعكس قوة التعاون بين البلدين عبر المحافل الدولية.

وذكر سعادة السفير أنه بفضل نتائج الحوار والتواصل المستمر على مستوى القمة والمستويات الرفيعة بلغت العلاقات السياسية بين البلدين أعلى مستوياتها، مشيدا بنتائج الزيارات الرسمية المتبادلة على مستوى القمة بين البلدين، وهي الزيارة الرسمية الأولى لفخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان إلى قطر خلال الفترة 6 - 7 مايو 2007، وزيارته الرسمية الثانية خلال الفترة 5 - 7 فبراير 2017، إلى جانب الزيارة الرسمية لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى طاجيكستان في صيف عام 2007.

وأوضح أن هذه الزيارات وضعت أسسا وقواعد متينة لبناء العلاقات المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها إلى مستويات منشودة، مشيرا في الوقت نفسه إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى طاجيكستان للمشاركة في أعمال القمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا في شهر يونيو سنة 2019، حيث أجرى سموه جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، حيث مثلت أبرز حدث على صعيد تعزيز وتوثيق العلاقات الثنائية بين دوشنبه والدوحة.

 

وقال سعادة سفير طاجيكستان: إن بلاده تنظر إلى قطر كدولة متقدمة ومتطورة على مستوى الشرق الأوسط، وعلى المستوى العالمي بشكل عام، وإن تعزيز وتنمية التعاون مع قطر يمثل أحد الاتجاهات ذات الأولوية في منظومة سياسة بلاده الخارجية.

وأعرب عن تطلع بلاده إلى ارتقاء علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين إلى مستوى علاقاتهما السياسية، وذلك عبر حرص الجانبين على استغلال الفرص المتوفرة لتفعيل هذه العلاقات بما يعود بالنفع على البلدين.

ولفت إلى أن أكبر تحد أمام الحركة التجارية والاستثمارية بين طاجيكستان وقطر هو أن بلاده تعتبر دولة حبيسة لا تطل على الموانئ البحرية، حيث إن التجارة البينية في الزمن المعاصر في ظل التنافسات المتزايدة بحاجة إلى طرق نقل أقل تكلفة ولذلك فإن حل الموضوع اللوجيستي له أهمية قصوى لتفعيل التجارة والتعاون الاستثماري بين البلدين.

ونوه بأن قطر رائدة عربيا في السوق الاستثماري بطاجيكستان من خلال مشروع "ديار دوشنبه"، الذي تقوم بتطويره شركة الديار القطرية، وتقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بـ 300 مليون دولار أمريكي، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه، ومن المقرر أن تنطلق مرحلتها الثانية خلال العام الجاري، معربا عن الأمل بأن يشكل هذا المشروع حافزا للمستثمرين القطريين للخوض بثقة في سوق الاستثمارات بطاجيكستان.

وقال في هذا الإطار: إن قطاع الطاقة المتجددة وعلى وجه الخصوص الطاقة المائية يمثل إحدى الأولويات لدى الحكومة الطاجيكية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للبلاد ولذلك نتطلع لحضور قطر في الساحة الاستثمارية في طاجيكستان لتنفيذ مشاريع الطاقة المائية من خلال جهاز قطر للاستثمار، والشركات القطرية المتخصصة.

وأضاف أن طاجيكستان دولة غنية بالموارد المائية، وهي تحتل المرتبة الأولى في المنطقة والمرتبة الثامنة في العالم من حيث موارد الطاقة الكهرومائية، والتي تقدر بنحو 527 مليار كيلوواط/ساعة، إلا أن البلاد لا تستغل هذه الموارد إلا بالنسبة لـ 4 أو 5 في المائة فقط، علما بأن حوالي 98 بالمئة من الكهرباء في البلاد يتم إنتاجها بواسطة الطاقة المائية المتجددة.

من جهة أخرى، تحدث سعادة السفير عن اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، حيث تمثل آلية محورية وعنصرا مهما لتفعيل ومتابعة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين طاجيكستان وقطر، حيث عقدت الدورة الثالثة لاجتماعات اللجنة المشتركة بمدينة دوشنبه خلال الفترة 29 - 31 أغسطس 2018، وتم التوقيع على بروتوكول الاجتماع، الذي يؤكد على ضرورة تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى قطاعات: البنوك، والصحة، والتعليم، والثقافة، والرياضة، والسياحة.

وكشفت عن مناقشات تجري بين الجانبين حاليا لعقد الدورة الرابعة لاجتماعات اللجنة في الدوحة، حيث التطلع إلى خروج الدورة المقبلة بنتائج عملية للتعاون، بما يلبي توجيهات القيادتين وطموحات الشعبين.

وشدد سعادته على وجود فرص وإمكانيات واعدة من كلا الجانبين من أجل تعزيز التعاون في مختلف قطاعات الاقتصاد والتجارة، وعلى وجه الخصوص في القطاع الاستثماري، حيث إن طاجيكستان لديها مناخ استثماري واعد ومتميز، يمنح المستثمرين الأجانب ضمانات وتسهيلات كثيرة لإقامة مشاريع استثمارية، وهناك عدة مجالات تعطي طاجيكستان لها الأولوية في مسيرة تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك تطوير سوقها الاستثماري، بما يحقق الخطط والأهداف المرسومة ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية إلى عام 2030.

كما شدد على أن التعاون الثقافي له أهمية كبيرة في توثيق العلاقات بين البلدين بشكل عام، وفي التقريب بين الشعبين الطاجيكي والقطري اللذين تربطهما أواصر روحية وحضارية وثقافية تمتد عبر القرون، مشيرا إلى تطلعه لتنظيم أيام ثقافية لدولة قطر في طاجيكستان.

وقال: إن الشعبين الطاجيكي والقطري تربطهما القيم الحضارية والروحية السامية والوشائج التاريخية والثقافية الضاربة في عمق التاريخ، وقد ترسخت هذه الأواصر والروابط بعد أن نالت طاجيكستان استقلالها عام 1991، لتحصل فيما بعد على اعتراف دول العالم كدولة مستقلة ذات سيادة، وجزء لا يتجزأ من الأسرة الدولية.

وأضاف أن دولة قطر كانت من أوائل الدول التي أعلنت اعترافها بسيادة طاجيكستان، ومنذ أن أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يمضي الطرفان قدما نحو مواصلة مسيرة علاقات التعاون البناءة المتبادلة المنفعة والمطردة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تنبني على قاعدة الأخوة، وحسن التفاهم، والاعتماد والاحترام المتبادل، حتى أضحت قطر اليوم شريكا مهما لطاجيكستان في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.

ونوه أيضا بأن دولة قطر كانت لها دائما مواقف إنسانية مشهودة لدعم طاجيكستان في حل القضايا الاجتماعية والإنسانية، خاصة في مجال التغلب على آثار الكوارث الطبيعية.

كما أكد على أن التعاون في مجال الرياضة يعد أيضا من المجالات المهمة للعلاقات بين البلدين، وللرياضة في جميع الأزمنة مهمة خاصة وفريدة من نوعها في تعزيز السلام والصداقة بين مختلف الشعوب.. معتبرا أن استضافة قطر للبطولات الدولية في مختلف الألعاب الرياضية تعكس الجهود البناءة وسياسة التفكير المستقبلي في توفير السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث شارك الرياضيون الطاجيك في عدة مباريات دولية في الدوحة، مشيدا بالتعاون الوثيق بين اللجنتين الأولمبيتين في كلا البلدين، والمؤسسات الرياضية الأخرى.

من جهة أخرى، ثمن سعادة سفير طاجيكستان الدور الذي تلعبه قطر على الساحة الدولية وقال: "نشهد اليوم ارتقاء مكانة دولة قطر على الساحة الدولية، وبالتعاون مع المجتمع الدولي تلعب قطر دورا فاعلا وبناء في حل الأزمات، وتوطيد السلام والتنمية المستدامة في مختلف مناطق العالم".

وأضاف: "نرحب بتفعيل كل الوسائل التي تساعد وتسهل عملية مفاوضات السلام على وجه الخصوص في أفغانستان وحل مشاكلها، وفي هذا السياق، نعتبر جهود دولة قطر مهمة في دفع عملية السلام في أفغانستان، وندعمها ونأمل أن تكون لها نتائج إيجابية، وفي الوقت نفسه نعتقد أنه من الضروري في المفاوضات بين الأطراف الأفغانية الأخذ بعين الاعتبار قبل كل شيء ضمان مراعاة مصالح القوميات والأطياف السياسية والاجتماعية المختلفة في البلد على حد سواء، حيث إنه دون مراعاة مصالحها لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان".

وأكد، في ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ على أن النزاع في أفغانستان لا يمكن حله عسكريا، وفي هذا الصدد يعتبر توفير منصة للحوار والمفاوضات بين الأفغان في الدوحة فرصة تاريخية لحل النزاعات في أفغانستان المجاورة، مشددا على موقف طاجيكستان الثابت بأن التوصل إلى السلام الدائم في أفغانستان لا يمكن تحقيقه إلا عبر مشاركة واسعة من الأفغان، وهي ترحب بأية مبادرة تفتح المجال للتفاوض بين الأفغان أنفسهم.

كما عبر عن استعداد طاجيكستان في إطار جهود المجتمع الدولي لمواصلة إسهامها العملي في مسار تحقيق السلام، والاستقرار، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد المجاور.

مساحة إعلانية