محليات

2015

تطبيق نظام تصنيف المرضى بكافة المراكز الصحية نهاية أغسطس المقبل

أكدت الدكتورة مريم عبدالملك -مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية- أن نظام تصنيف المرضى الذي تم تعميمه في عدد من المراكز الصحية هدفه في المقام الأول تحديد المرضى الذين هم أكثر أولوية للعرض على الطبيب، منوهة أنّ هذا النظام قبل تطبيقه خضع لدراسات علمية متعمقة، وتمت تجربته في مراكز صحية كمرحلة أولى، وأنّ عملية تقييمه مستمرة. وجار العمل على افتتاح مركزين جديدين في الكرعانة ولعبيب قريباً.

وقالت في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم، بمقر المؤسسة، وبحضور مسؤولي الرعاية الصحية الأولية، إن النظام أخذ بعين الاعتبار أن تكون الأولوية أيضا لكبار السن والأطفال دون سن الخامسة، وهو ما يتيح تقديم رعاية صحية آمنة، وفي وقت مناسب وتشجيع ذوي الحالات الصحية العادية على أخذ موقع مسبق قبل الحضور للمركز الصحي.

وفي ردها على سؤال بإلغاء طوارئ الأسنان بالمراكز الصحية ، نفت ذلك ، وقالت إنه لم توقف أيّ عيادة في المراكز الصحية ، إنما تسعى مؤسسة الرعاية الصحية لافتتاح عدد من المراكز الصحية الجديدة خلال الفترة المقبلة.

وكانت مؤسسة الرعاية قد بدأت بنظام تصنيف المرضى في كل من المراكز الصحية الآتية : أبو نخلة ومسيمير والشيحانية والغرافة والظعاين والخليج الغربي وعمر بن الخطاب والريان والوكرة والشمال، بينما سيتم تطبيقه بمركز مدينة خليفة الصحي بعد غد الثلاثاء ، وفي مركز المطار الصحي يوم 26 مارس الجاري ، ثم في كافة المراكز الصحية تباعا وفق الخطة الزمنية المحددة لها بنهاية شهر أغسطس المقبل.

ووفقاً للنظام فإن المرضى الذين يظهر التقييم الصحي أنهم يمثلون أولوية ويحتاجون للعلاج فوراً يتم إدخالهم إلى الطبيب أولا أما بالنسبة للمرضى الباقين ، والذين لديهم احتياجات روتينية سيتم تحديد موعد لهم في نفس اليوم أو في يوم لاحق. بينما سيتسنى للمرضى الذين يراجعون خلال مواعيدهم الحصول على وقت كاف مع الطبيب المعالج

وأشارت الى وجود 5 مستويات لتحديد الأولوية للدخول الى الطبيب وفقا للحاجة السريرية وهو المستوى الأول "الإنعاش" ، ويتطلب نقل المريض مباشرة بسيارة إسعاف للطوارئ ، والمستوى الثاني وهو "الطوارئ" ، ويتطلب أيضا نقل المريض بسيارة إسعاف للطوارئ والمستوى الثالث "عاجل" ، ويتطلب رؤية الطبيب ، وتقديم العلاج خلال فترة زمنية تتراوح بين 30 الى 90 دقيقة ، والمستوى الرابع "روتين" ويتطلب رؤية الطبيب وتقديم العلاج خلال 12 ساعة ، وأخيراً المستوى الخامس وهو "روتين- بسيط" ويتطلب رؤية الطبيب وتقديم العلاج خلال 24ساعة.

وأوضحت الدكتورة مريم أن مؤسسة الرعاية الأولية قامت بالعمل مع أطباء الطوارئ في مؤسسة حمد الطبية كفريق عمل متكامل لضمان عملية تنظيم نقل المرضى الذين يصنفون ضمن المستويين الأول والثاني

وكشفت أن البيانات المبدئية من مشروع تصنيف المرضى وخلال الممارسة الفعلية ، تبيّن أن متوسط الوقت الذي يستغرقه المرضى المصنفين على المستوى الثالث لرؤية الطبيب هو 28 دقيقة من وقت وصولهم إلى المركز الصحي ، بينما يتمكن المرضى المصنفون في المستويين الرابع والخامس من معاينة الطبيب في معدل من الوقت يبلغ 49 دقيقة من وصولهم إلى المركز الصحي ، ولذلك يتم إعطاء المرضى الخيار لحجز موعد للمتابعة قبل مغادرة المركز الصحي أو عن طريق خدمة خط الاتصال.

ولفتت الدكتورة مريم عبدالملك الانتباه إلى أن نظام تصنيف المرضى يرمي الى الوصول لعدة نتائج أبرزها: خفض عدد الزيارات غير الضرورية لأقسام الطوارئ في المستشفيات، وتحسين الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية ، وذلك بتوفير وقت كاف لفحص المريض الى جانب زيادة رضا المرضى عن الخدمات المقدمة ، وتوفير أوقات انتظار أقصر للمرضى الذين هم أشد توعكا من غيرهم.

كما تم تطبيق النظام تجريبياً في مركز أبو نخلة الصحي في يوليو عام 2014 حيث تم جمع أراء المرضى والموظفين قبل وبعد الاجراء التجريبي عن طريق الاستبيانات السريعة بالإضافة إلى جمع البيانات الاحصائية حيث تم تقييمها وحصر التغييرات الواجب اتخاذها لزيادة تحسين البرنامج في حين مازال التقييم مستمرا..

صعوبات وتحديات

وتحدثت الدكتورة مريم عبدالملك عن الصعوبات والتحديات في تطبيق نظام تصنيف المرضى ، وقالت: في السابق كانت هناك فترات انتظار متفاوتة ، قد تصل أحيانا لفترة طويلة من الزمن ، بينما كانت الأولوية الدخول الى الطبيب لمن يحضر أولا بغض النظر عن حالته الصحية أو الحاجه الملحة إلا أنه بفضل إدراج هذه الخدمة أصبح المرضى من ذوي الحالات الصحية الحرجة حق الأولوية في الدخول على الطبيب.

وأشارت الى أن النظام يستغرق وقتا حتى يتعود عليه المرضى والموظفون قبل الوصول لمرحلة الاستقرار والتكيف معه ، وخاصةً في المراكز الصحية التي تخدم المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو في المناطق النائية.

وأكدت أنّ وسائل الإعلام شريك أساسي في عملية توعية الجمهور بأهمية النظام الجديد ، ويقع عليه مهمة التثقيف المباشر ، ونقل الصورة الفعلية للاستراتيجية بمصداقية .

ونوهت الدكتورة مريم أن الإحصائيات التي تم جمعها من خلال (بطاقات استبيان لقياس مدى رضا المراجعين) تظهر أن 91 من المرضى أبدوا رضاهم عن خدمة تصنيف المرضى وأفادوا بأنها جيدة أو ممتازة.

لكنها أوضحت أنه وبسبب تسجيل بعض الشكاوى من النظام تقوم مؤسسة الرعاية حاليا بإجراء استبيان آخر يهدف لدراسة مدى وعي الجمهور بهذا النظام ورأيهم فيه ومدى استخدامهم لخط التواصل ( 107 ) الذي يتيح حجز مواعيد مسبقة لمعاينة الطبيب بما يوفر عناء الانتظار في المركز الصحي.

وبينت ان عدد المرضى الذين تم تطبيق نظام التصنيف عليهم يصل الى 25 الف مراجع ، في حين بلغ عدد المرضى الذين لم يتمكنوا من رؤية الطبيب خلال الفترة المحددة هم (32) مريضا فقط بينما بلغ عدد المرضى الذين تمكنوا من رؤية الطبيب خلال 4 الى 6 ساعات 494 أي بنسبة 2% من العدد الكلي للمرضى وذلك يرجع لكون حالاتهم روتينية مثل فحوصات ما قبل الزواج وطلب تحاليل طبية روتينية وفحوصات القومسيون الطبي والتي يتوجب على طالبيها الحصول على موعد مسبق من خلال خدمة "حياك" على الرقم (107) قبل الحضور إلى المركز الصحي.