رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

354

الأنبار.. الهامش الأبرز في "الانسجام" الأمريكي الإيراني

08 يناير 2014 , 04:36م
alsharq
القاهرة - محمد العجيل

يعود الملف العراقي اليوم مجددا إلى الواجهة، ليس من بوابة نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، ولا بعودة الغزو الأمريكي المباشر، بل من بوابة الربيع العربي، الذي طرق أبواب العراق متأخرا، مقارنة مع الجارة سوريا، بالإضافة لمصر وتونس وليبيا، مع اختلاف المشهد في كل منها.

"احتراب سياسي"

الأوضاع في الأنبار تفتح أبواب التساؤلات حول الانسجام الأمريكي الإيراني، والذي عادة ما يظهر على شكل "احتراب سياسي"، بشأن الملف النووي الإيراني المثير للجدل القائم منذ عقد تقريبا.

الاحتجاجات التي اندلعت في محافظة الأنبار، منذ العام الماضي، احتجاجا على الممارسات القمعية وإهمال حكومة المالكي تلك المنطقة ذات الغالبية السنية، تظهر أن المناخ العام في العراق بعد خروج الاحتلال الأمريكي، يزداد سوءا، بتهميش سياسي لفئات مجتمعية، وتوزيع غير متكافئ للسلطة، إضافة إلى التيار الثوري العربي في المنطقة، الذي أجج الشعور بضرورة إحداث تغيير جذري في الواقع السياسي العراقي العميق بأزماته، بين سوء الإدارة، والمنهجية الطائفية، إضافة إلى تردي الوضع الأمني في بغداد ووسط وشمال البلاد.

لا تخفي الحكومة العراقية، خصوصا أقطاب حزب الدعوة برئاسة المالكي، الانزعاج من احتجاجات الأنبار، والذهاب بوصفها بالإرهاب، وتصنيف إطار الحل بكسر شوكة المحتجين دون احتواء مطالبهم.

بالنسبة للجارة إيران، لا يمكن إغفال دورها المتجذر في الدولة العراقية، وتحكمها في القرار السياسي ببغداد، وفقا للإيديولوجية التي تحملها الحكومة، والتوجه الطائفي المرتبط عميقا بطهران.

البوابة السورية

يقول السياسيين العراقيين، إن تيار الاحتجاجات في الأنبار مرتبط بما يجري في سوريا، وأنه مرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

فتحاول طهران، أن تستثمر الاضطرابات الأمنية في العراق، لفك الحصار عن نظام بشار الأسد، وتأمين خط إمداده بالمعونات اللازمة لمواجهة المعارضة السورية، فيما قررت الحكومة العراقية استمرار الحملة العسكرية في الأنبار للقضاء على مسلحي تنظيم القاعدة.

ويبدو بروز الدور الإيراني في المشهد العراقي، منسجماً مع ما تكشّف من تفاهم استخباري بين قيادات في الحرس الثوري ومبعوثين عن تنظيم أمير "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ضمن صراع أجنحة في التنظيم، الذي شهد انشقاقاً وتراجع مجموعة منه عن مبايعة، "أبو بكر البغدادي" بسبب شكوك المنشقين في وجود علاقة تربطه بالاستخبارات الإيرانية.

حيث، أعلن نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد محمد حجازي، استعداد إيران لتقديم الدعم للعراق في حربه الحالية ضد "الإرهاب"، الأمر الذي يعتبر تدخلا فاضحا في الأزمة القائمة.

وتتزامن تلك التطورات، مع ما تشهده الأنبار من انقسام وخلاف عشائري كبير بين عشائر الرمادي والفلوجة، على خلفية التعاطي مع حكومة نوري المالكي ومستقبل المنطقة الغربية التي تمر بمرحلة حرجة نتيجة الانهيار الأمني، وبروز دور "ثوار العشائر" في مواجهة عناصر القاعدة ورفض دخول الجيش العراقي إلى مدن الأنبار.

مصالح مشتركة

في السياق، تعلن واشنطن في الفترة الأخير وبشكل مستمر، عن ضرورة إرسال مساعدات عسكرية لبغداد، وهذا ما حصل، حيث زودت حلفاؤها في العراق بطائرات استطلاع وأسلحة متطورة.

عند هذا الموقف، تبرز تساؤلات حول جدلية التلاقي الأمريكي الإيراني تجاه الوضع في الأنبار، باستغلال تواجد مسلحي القاعدة للتقليل من شأن الاحتجاجات الشعبية، المطالبة بعدالة الحكومة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الوضع في سوريا.

إن ارتباط الدعم الأمريكي للعراق، بالتعاطي مع ملفات إقليمية خاصة سوريا، يراه محللين، على أن هناك مصلحة مشتركة بين أمريكا وإيران لمحاربة القاعدة والتطرف الديني، وهناك محاولة للتوصل إلى اتفاق، حيث ترى كلتا الحكومتين، ضرورة محاربة القاعدة في العراق، قبل أن يتفاقم الوضع، في ظل استمرار الحرب بسوريا.

وبذلك، قد يكون هذا التقاطع، يخدم الأمريكيين والإيرانيين على حد سواء، بأن يكون مستقرا لصالح النفوذ الإيراني الذي يحاول التوسع في المنطقة، مقابل سريان المصلحة الاقتصادية لواشنطن، في ظل التجاذبات الإقليمية المتزايدة التي قد تتوسع في أي وقت.

مساحة إعلانية