رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

240

العبادي على خط السيستاني: "لا لقوات أجنبية بالعراق"

07 أكتوبر 2014 , 04:20م
alsharq
بغداد – وكالات

جدد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لنظيره التركي، أحمد داود أوغلو، اليوم الثلاثاء، رفضه لدخول أي قوات أجنبية إلى العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في موقف يبدو متناغما تماما مع موقف المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، الذي حذر، في سبتمبر الماضي، من أن تكون المساعدة العسكرية الخارجية مدخلا للمساس باستقلالية القرار السياسي والعسكري في البلاد، وذريعة لهيمنة القرار الأجنبي.

نقاشات مستمرة

وتجري نقاشات مستمرة بين دول التحالف حول الخطوة اللاحقة للقصف الجوي، التي يفترض القيام بها للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، خاصة مع تبين "عقم" هذه الهجمات دون قوة حقيقية تساندها على الأرض في تحقيق النتائج المرجوة منها عسكريا.

وجود أجنبي موفوض

وقال مكتب العبادي، في بيان صحفي، إن "رئيس الوزراء حيدر العبادي تلقى مكالمة هاتفية من نظيره التركي أحمد داود أوغلو"، مبينا أن "الجانبين بحثا في مجال مكافحة الإرهاب وموقف العراق من قرار البرلمان التركي بشأن إرسال قوات إلى العراق وسوريا".

وأضاف المكتب أن "العبادي عبر عن رفضه لوجود أي قوات أجنبية على أرض العراق"، مشيرا إلى أنه "شدد على ضرورة احترام جميع الدول سيادة العراق ووحدة أراضيه".

ويقول مراقبون، إن العبادي، الذي بدا منذ الوهلة الأولى لقرار تشكيل التحالف الدولي لمقاومة الإرهاب مرحبا بالتحالف، صار بعد ذلك يعبر بشكل واضح ولا لبس فيه، عن موقف الشق الشيعي شديد المحافظة والمقرب من إيران، الذي يرفض بقوة التدخل الدولي في العراق بسبب استبعاد طهران من المشاركة في الحلف.

وبدا العبادي وكأنه يستجيب لضغوط هائلة حتى يراجع موقفه من العمليات القتالية لدول التحالف من أساسه.

ترحيب ورفض

ورحب السيستاني على مضض بالتدخل الدولي لضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه رفض بشكل قاطع وجود قوات أجنبية على أرض العراق لقتال التنظيم المتشدد، مشددا على قدرة العراقيين وقواتهم الأمنية والعسكرية على القيام بهذه المهمة.

المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني

كما دعا السيستاني القيادات السياسية إلى اليقظة والحذر، مؤكدا على قدرة العراقيين على دحر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.

وقال السيستاني إنه "في الوقت الذي يجري فيه حشد جهود دولية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، فإنه يتعين على القيادات السياسية أن يكونوا على مستوى من اليقظة والحذر وألا تكون المساعدة الخارجية مدخلا للمساس باستقلالية القرار السياسي والعسكري، وألا يتخذوا من التنسيق والتعاون ذريعة لهيمنة القرار الأجنبي".

المصلحة الإيرانية أولا

ويقول مراقبون إن أعين القوى العراقية الشيعية الرافضة للتدخل الأجنبي لمقاومة الدولة الإسلامية في العراق، تبني مواقفها المبدئية من أي تدخل دولي لقتال "الدولة الإسلامية"، بناء على تقديرات المصلحة الإيرانية مثلما تراها طهران، وليس بناء على مصلحة العراق الذي بات يتهدده خطر شديد أمام ثبوت عجز القوات النظامية والشعبية التي حشد لها السيستاني نفسه والمدعومة من قوات الحرس الثوري الإيراني، على الصمود أمام ضربات المتشددين.

وتؤكد التطورات الحاصلة على الأرض أن التنظيم المتشدد استطاع الصمود أمام الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي، بل واستطاع تحقيق بعض التقدم للسيطرة على بلدات عراقية إضافية في محافظة الأنبار.

ولم تفلح جهود القوات العراقية على الأقل في إبقائه في حدود المناطق التي سيطر عليها في المراحل الأولى لظهوره.

العبادي في مأذق

ويرى محللون أن ضعف القوات العراقية والمجاميع الشعبية الشيعية وفشلها في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، ستضع العبادي، عاجلا أم آجلا، وإذا أراد أن يحافظ على ما بقي من العراق ضد زحف الإرهابيين، أمام التفكير في خيار الاستنجاد بالقوات الأجنبية، هذا إذا كان حقا يدير معركته مع الإرهاب لمصلحة العراق وليس لمصلحة إيرانية محضة لا يهمها ما يحصل للعراق، حتى وإن اندثر عن بكرة أبيه.

مساحة إعلانية