رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1864

حمد الطبية: إنشاء مركز متعدد التخصصات لتقييم الذاكرة

07 مارس 2020 , 07:00ص
alsharq
مركز دعم التخصصي أحد الأبنية المختصة برعاية كبار السن
هديل صابر

شرعت مؤسسة حمد الطبية في إنشاء مركز متعدد التخصصات لتقييم الذاكرة، يضم فريقاً من الأطباء المتخصصين في طب الشيخوخة، وطب الجهاز الهضمي، وأخصائي الطب النفسي لرعاية المسنين والعلم النفسي العصبي، إلى جانب العلاج الوظيفي.

وأشار مصدر في المؤسسة لـ الشرق إلى أنَّ الأمر سيتبعه تطوير قاعدة بيانات وطنية للخرف، إلى جانب إطلاق برنامج للحد من خطر الإصابة بالخرف بالتوافق مع إستراتيجيات الحد من مخاطر الأمراض غير الانتقالية المزمنة، العمل على وجود وحدات بالقسم الداخلي بالمستشفيات مجهزة ومتخصصة في التعامل مع مرضى الخرف، إلى جانب إنشاء مراكز رعاية لمرضى الخرف وتقديم خدمات دعم القائمين على رعاية المصابين بالخرف، إطلاق البرامج الصديقة للخرف بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وما يصاحبها من أعمال لجعل دولة قطر صديقا لكبار السن.

*ضمن أولويات الصحة

وتابع المصدر قائلا: "إنَّ دولة قطر تتبع في عملها خطة وطنية للخرف 2018-2022، التي جاءت إيمانا من المعنيين بأهمية معالجة مسألة التكاليف البشرية والاقتصادية المرتبطة بهذه الحالة، وتفادي ارتفاعها بوتيرة سريعة في المستقبل، مما يسلط الضوء على ضرورة بقاء مرض الخرف ضمن أولويات الصحة العامة للبلاد، حيث يعتبر مرض الخرف أحد أبرز التحديات الصحية الدولية التي يواجهها المجتمع القطري اليوم، وإحدى الأزمات الاجتماعية المحدقة بالقرن الواحد والعشرين، والخرف يصف الحالات المرضية المرتبطة بتدهور وظائف الدماغ التي تؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك والعواطف، حيث يعتبر مرض الزهايمر النوع الأكثر شيوعا حيث يشكل ما يتراوح بين 50%-60% من كافة حالات الإصابة بالخرف".

وأوضح المصدر قائلا: "إنَّ الخطة سيتم تنفيذها على مدار 4 سنوات، حيث سيتم تقييم التقدم المحرز بناء على المؤشرات المحددة، إلى جانب السعي وراء إصدار تشريع قانوني لدعم وحماية حقوق الأشخاص المصابين بالخرف، مع إنشاء مراكز لتقييم القدرة على القيادة ـ تصميم وإجراء تقييم شامل للشيخوخة لكافة المسنين في مرافق الرعاية الصحية، وجعل الخرف من المجالات البحثية ذات الأولوية في الدولة".

تحديات مهمة

وكانت قد أعلنت الخطة أنَّ من أبرز التحديات الطافية على السطح لتحقيق أهداف الخطة الوطنية للخرف التي تم الإعلان عنها في 2018، انعدام التنسيق بين مختلف القطاعات الصحية والاجتماعية، في ظل وجود 4400 شخص ممن هم فوق الستين عاما مصابون بالخرف وإن كانت الأرقام ليست دقيقة، ومن المتوقع أن يشهد هذا العدد ارتفاعا بحوالي عشرة أضعاف في عام 2050 ليصل العدد لأكثر من 41000 شخص في حال عدم التوصل إلى إيجاد علاج أو تحسين وسائل الوقاية.

واستعرضت خطة قطر الوطنية للخرف 2018-2022، نقاط الضعف والقوة إلى جانب الفرص والمخاطر المتعلقة بالخرف في الدولة، فكانت نقاط الضعف تتركز حول تشخيص الخرف والوصمة المحيطة»، عدم توافر أي معلومات عن معدلات الإصابة بالخرف وانتشاره وكيفية استخدام الخدمات ومستوى الطلبات التي لم تتم تلبيتها، إلى جانب إدارات أخرى بمؤسسة حمد الطبية وبعض مزودي القطاع الخاص يقدمون خدمات تشخيص للخرف إلا أنها تفتقر للتنسيق والتوحيد، إلى جانب عدم توافر الخدمات الداعمة للمرضى وأسرهم والمتمثلة في مراكز الرعاية النهارية لمرضى الخرف، فيما تركزت نقاط القوة على الالتزام الوطني بتصميم خطة وطنية حول الخرف وتنفيذها، توافق وطني على ضرورة وضع مسار فعال ومنظم لرعاية مرضى الخرف، وجود مجموعة عمل معنية على درجة عالية من الكفاءة والتحفيز.

توفير الرعاية

وفي هذا السياق أقرَّت الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 بأهمية توفير الرعاية لفئة المسنين الذين يعانون من اضطرابات في قدراتهم الإدراكية والمعرفية، حيث أدرجت مجالاً مخصصاً لتغطية الصحة الإدراكية تحت مبادرة الشيخوخة الصحية، لافتة إلى أنَّ خطة قطر الوطنية للخرف تأتي استجابة لضرورة معالجة مسألة التكاليف المتزايدة التي تتصل بهذه الحالة المرضية على الصعيدين الإنساني والاقتصادي مع تسليط الضوء على أهمية إدراج الخرف بين أولويات الصحة العامة في البلاد.

مواجهة التحديات

وشددت خطة قطر الوطنية للخرف على أنه إذ لم تتم معالجة مشكلة انتشار مرض الخرف، فستترتب على ذلك تبعات جسيمة على الدولة، إذا إنَّ خطة قطر الوطنية تعمل لضمان استعداد الدولة لمواجهة تحدي مرض الخرف من خلال اعتماد نهج منسق، ومركز لتوفير الرعاية لمرضى الخرف وإجراء البحوث المتصلة، حيث ما يزيد على أربعة آلاف شخص يعانون حالياً من الخرف، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم عشرة أضعاف خلال الثلاثين عاما القادمة، وهناك احتمال كبير بأن يكون لدينا أكثر من 40 ألف شخص يعيشون مع هذا الوضع بحلول عام 2050، لذا فإن إطلاق خطة قطر الوطنية للخرف، والتي تعتبر إحدى الخطط الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تمثل التزام القطاع الصحي الراسخ بضمان استعدادنا الكامل لدعم فئة المسنين في المجتمع القطري، كما أنَّ الخطة توفر إطار عمل يحدد مجالات التركيز السبعة التي من شأنها تحسين جوانب رعاية مرضى الخرف بما يسهم في الارتقاء بجودة الرعاية وتجربة المرضى، والمجالات ستركز على ضمان إدراج الخرف ضمن أولويات الصحة العامة في دولة قطر، من خلال تشجيع التوعية بمرض الخرف وأهمية توفير الدعم لتحسين آلية تشخيص مرضى الخرف وعلاجهم ورعايتهم ودعمهم، فضلاً عن تشجيع الوقاية من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف وتطوير نظم المعلومات المرتبطة بالخرف، وتعزيز موارد الدعم المتوافرة للأهل القائمين على رعاية مرضاهم، فضلاً عن دعم البحوث والابتكارات المتصلة بالخرف.

3 عيادات ذاكرة في المراكز الصحية

وفي ذات السياق، تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية بشكل تعاوني لتأهيل وتدريب أطباء الأسرة العاملين في المراكز الصحية على التعرف على مؤشرات الإصابة بالخرف، بهدف تعزيز معرفة الطبيب ومهاراته في إدارة الخرف والاكتئاب والهذيان لدى كبار السن، مع التركيز على تحسين الكشف المبكر عنها، و تحسين إدارة المرضى.

وتعد خدمات الرعاية الصحية الأولية أساسية للأشخاص الذين يعانون من الخرف وأسرهم لتجنب الإدخال غير المناسب إلى المستشفى والذي يصاحبه تدني جودة حياة كل من المصاب بالخرف وأسرته إلى جانب العبء المالي، حيث يلعب أطباء الأسرة في الرعاية الأولية دوراً مهماً في الكشف المبكر عن الخرف وإدارته، ونظراً لأن أطباء الأسرة هم نقطة الاتصال الأولى للمرضى في النظام الصحي، فإنهم مؤهلون لتقديم الرعاية للأفراد الذين يعانون من الخرف بدءاً من مراحله المبكرة إلى مراحله النهائية، كما أنهم يتمتعون بفهم كامل وطويل الأجل للحالات الطبية والاجتماعية والنفسية لهؤلاء المرضى وأسرهم.

وأنشأت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عيادات الذاكرة التي تدمج بين الرعاية الثانوية والأخصائيين في المراكز المتخصصة الإقليمية المختارة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وهذا يضمن سهولة الوصول في بيئة المجتمع. ويتم بعد ذلك تحويل المرضى الذين يعانون من حالات الخرف الشديد ذات الاحتياجات المعقدة إلى الرعاية الثانوية.

وتدير مؤسسة الرعاية الصحية الأولية 3 عيادات للتقييم المعرفي في مراكز الصحة والمعافاة روضة الخيل، لعبيب والوجبة، ويتم تشغيل العيادات الثلاث بشكل مشترك مع أخصائيي الشيخوخة وأطباء نفسيين وأخصائيي العلاج المهني من مؤسسة حمد الطبية، والأطباء والممرضين الرئيسيين من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية.

* تطوير الخدمات للمصابين بالخرف

وقد أطلقت وزارة الصحة العامة بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية الخطة الوطنية للخرف، التي تمثّل أول إطار عمل شامل لتطوير خدمات الرعاية المقدمة للأشخاص الذين يتعايشون مع مرض الخرف، حيث تعتبر خطة قطر الوطنية للخرف الخطوة الأولى في تحقيق الهدف الوطني لأولوية شيخوخة صحية ضمن الاستراتيجية الصحية الوطنية 2018-2022 والمتمثل في زيادة سنوات العمر الصحية للسكان فوق 65 عاماً بمقدار سنة واحدة حيث تمثل الخطة رؤية دولة قطر الرامية إلى تطوير الخدمات المقدمة إلى المصابين بالخرف وتوسعتها مستقبلاً.

وتوضح المؤشرات العالمية أنَّ جميع دول العالم بما فيها قطر تشهد تزايداً مطرداً في أعداد المسنين ولا شك أن هذا ينطوي على إيجابيات ولاسيما مساهمة فئة المسنين في إثراء المجتمعات كما ينطوي على تحديات نتيجة ارتفاع الطلب على الخدمات المتخصصة على مستوى قطاع الرعاية الصحية.

مساحة إعلانية