رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

516

يزيد الصايغ: لا يوجد حلّ سياسي متفق عليه في سوريا

07 مارس 2017 , 06:28م
alsharq

عرض الدكتور يزيد الصايغ باحث أول في معهد كارنيغي في بيروت وجهة نظره التحليلية العلمية حول الوضع السوري كما يراه اليوم، طارحاً سؤالين: إلى أين يتجه المسار بعد استانة؟ وإلى أين تسير الأمور في سوريا؟ مشيراً إلى أن الحدث السوري بات معقّد جداً خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية في المنطقة، مُعرجّاً على التحولات الهامة التي حدثت في تركيا بعد محاولة الإنقلاب والصراع أيضاً مع حركة فتح الله غولن والتي كلاها جعلت السياسة التركية الداخلية تنعكس على سياستها الخارجية.

جاء ذلك في محاضرة القاها الصايغ بعنوان "سوريا وحوار استانة" أمس الإثنين بضيافة مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات، بحضور طلبة من معهد الدوحة للدراسات العليا وأساتذته، وباحثين مهتمين.

وأدار المحاضرة البروفيسور سلطان بركات مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني مُفتتحاً حديثه عن الفترة الأخيرة وما شهدتها من تطورات على صعيد المشهد السوريّ.

وتحدّث الصايغ كذلك عن عدم وجود حلّ سياسي متفق عليه في سوريا وبالتالي "نحن ذاهبون لاتجاه عام خاصة أن الدبلوماسية الرسمية التي تمثلها عملية جنيف منذ منتصف 2012 حتى اليوم تثبت أنّ جنيف لن تكون حاضنة لأي اتفاق، إنما هي واجهة رسمية فقط، وذلك لاعتبارات تخص طبيعة الدبلوماسية الدولية والمبادرات السياسية".

وأضاف حديثه بالقول عن المنطقة الآمنة في سوريا والتي طالبت بإنشائها تركيا منذ أربع سنوات إلاّ أنها بانتظار مظلة دولية كالأمم المتحدة أو إحدى المنظمات الدولية، موضحاً الفرق ما بين المنطقة الآمنة داخل مناطق النزاع السوريّ والتي هي بحاجة لعمل عسكري وما بين مناطق اللجوء إلى الدول المجاورة كالأردن والخليج العربي.

وأشار الصايغ إلى أن مباحثات الأستانة أيضاً ليست قادرة على إنجاز اتفاق سياسي مُرجعاً السبب في ذلك إلى أنّ نظام بشار الأسد غير مستعد وغير قادر أصلاً على القبول باتفاق رسمي سياسي، الاّ أن هذا لا يمنع أن أستانة عملية تفاوضية ميدانية مستمرة غرضها إحضار تركيا وروسيا على طاولة واحدة لإيجاد حل سياسي يُنهي الحرب في سوريا بطريقة حضارية ومعقولة على حد قوله، وأضاف الصايغ بأن معادلة الأستانة وإن نجحت فإنها ستصل إلى اتفاق بأن بشار الأسد سيبقى رئيساً الآن وخلال أي مرحلة انتقالية.

وفي ختام المحاضرة، تحدث الصايغ بأن المسار السوري من الآن وحتى 12 شهراً سيبقى على ما هو عليه، مُضيفاً بأن الحرب لم تنته ولكنها في مرحلتها الأخيرة التي من الممكن أن تستمر لسنتين أو خمس سنوات، وأنّ هذه المرحلة مرحلة عنف ومرحلة أستانية لضبط العنف وليس إنهائه، وأن النظام السوري سيبقى موجوداً برضى ضمنيّ من الجوار وليس رسمي، وأنه حالياً يستعيد الإدارة على المعابر مع لبنان وتركيا.

الاّ أنه في نفس الوقت ولو كان هناك اتفاق سياسي كامل فإن النظام السوريّ سيبقى في أزمة أسعار النفط واليورو، وأزمة إعادة إعمار البنية التحتية واستعادة اللاجئين لبلد يواجه بالأصل تحديات تنموية ما قبل الحرب. وهذا يعني أن نظام الأسد في أفضل حالاته سيكون لديه دولة مدمرة واقتصاد مدمر فاقد ثقته بالسوق العالمية.

ومن الجدير ذكره أنّ هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات والندوات العامة التي اعتاد مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني على تنظيمها بشكل دوري، والتي يشارك فيها نخبة عالمية من الأكاديميين والخبراء لطرح قضايا راهنة وذات اهتمام إقليمي وعالمي بهدف تعميق النقاش وطرح المقاربات لدراساتها.

مساحة إعلانية