رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2927

مسلمات في بريطانيا يقهرن الصعاب

07 فبراير 2021 , 01:14ص
alsharq
لندن - هويدا باز

رغم أن المملكة المتحدة من أوائل الدول الأوروبية التي تحقق المساواة بين حقوق النساء وحقوق الرجال في العمل إلا أن النساء وخاصة المسلمات المحجبات لا زلن يواجهن الصعوبات في الوصول إلى العديد من المناصب العليا في المجتمع البريطاني، ومع التحدي والمثابرة حققت العديد منهن نجاحات يشهد لها الإعلام والمجتمع البريطاني معا، فكانت هناك أول عمدة مسلمة في بلدية في لندن، كما تولت أول مسلمة منصب قاضية أمام المحاكم البريطانية، وأول حكم امرأة في مباريات كرة القدم الإنجليزية، وانتخاب أول امرأة رئيسة للمجلس الإسلامي في بريطانيا، كما عينت وزارة التعليم البريطانية أول مديرة مسلمة لمدرسة حكومية للمرحلة الثانوية في لندن، ووصل التحدي إلى ترقي النساء المسلمات سلم النجاح ورسمن بعملهن أرقى صور التفوق وغيرن الصور غير الحقيقية للمرأة المسلمة بين أفراد المجتمع البريطاني على مدار أعوام كثر.

أول عمدة مسلمة

طوال 20 عاما قضتها "راقية إسماعيل" في العمل الخيري، كان هدفها تحقيق المساعدة للمحتاجين في منطقتها وفي أنحاء إنجلترا، وهي مسلمة من أصول صومالية، وعملت في مجلس المدينة في بلدية "ازلنجتون" شمال لندن، كي تستطيع الوصول عبره إلى تقديم الخدمات والمساعدات لكافة أفراد منطقتها، وساهم اقترابها من جميع أفراد المجتمع البريطاني في منطقتها، في تحقيق نجاحات متعددة لها في مجلس البلدية، مما رشحها كي تنتخب عمدة لبلدية "ازلنجتون"، وهذا منصب قيادي هام في بريطانيا، وكان من الصعب أن تصله نظرا لكونها مسلمة، إلا أنها واصلت كفاحها للوصول إليه لتحقيق هدفها، ولم يكن ارتداؤها لرداء العمدة الشرفي أهم حلمها بل كان حلمها أن تحسن ظروف المحتاجين من المهاجرين واللاجئين، كما أن "راقية إسماعيل" وصفت نفسها بأنها صوت من لا صوت له، وفي تصريحاتها عقب تعيينها عمدة ذكرت "راقية" أنها تعمل كي تكون قادرة على تقديم العون إلى كل محتاج، وأن تكون قدوة للمسلمات في بريطانيا كي يحققن الآمال للوصول إلى أهدافهن لمساعدة الجميع، وتحقيق التواصل بين المسلمين وكافة طوائف المجتمع البريطاني.

أول قاضية مسلمة

كم راودها حلم الدفاع عن المظلومين أمام القضاء البريطاني، منذ صغرها، فكافحت حتى حصلت على شهادة تخرجها في القانون، بل تحدت الرجال واجتهدت حتى أصبحت مؤلفة لمبدأ رائد في قانون الأسرة الإسلامي في بريطانيا، حيث يتم الاحتكام به حتى الآن، وتعتبر"رافي أرشاد" أول قاضية مسلمة في تاريخ القضاء البريطاني على الإطلاق، وأصبحت بذلك أول قاضية ترتدي الحجاب أيضا في قاعات المحاكم البريطانية، وتبلغ القاضية "أرشاد" من العمر 40 عاما وهي من أصول آسيوية، وذكرت القاضية "أرشاد" في تصريحاتها للصحفيين أنها فخورة بأنها أول قاضية ترتدي الحجاب في قاعات المحاكم البريطانية، وبدأت في عام 2001 تبحث عن منحة لدراسة القانون ورغم تحذيرات المقربين لها بأنها لن تحصل علي هذه المنحة بسبب الحجاب إلا أنها اجتهدت وتفوقت وحصلت على المنحة من مدرسة the Inns of" Court School of Law " رغم ارتدائها الحجاب، وقالت "أرشاد" في تصريحاتها "أردت أن يقبلني الناس على نفس شخصيتي وحجابي دون أية تنازلات، وتدربت في العديد من المكاتب، ثم التحقت بمحكمة الأسرة في نوتنجهام "St Mary’s Family Law Chambers" واستمرت في العمل بها طوال 15 عاما تقريبا، ولم تكتفِ "أرشاد" بالعمل في محكمة الأسرة، إلا أنها تدربت في مكاتب خاصة في مجال قانون الطفل والزواج القسري والعنف الأسري ومعظم قضايا الأسرة في الشريعة الإسلامية. واعتبرت "أرشاد" نجاحها بمثابة منارة لجميع الشباب المسلم الذي يريد أن يحقق نجاحا في مجال عمله المهني، كما أنه خطوة جديدة تضاف لنجاحات المرأة بشكل عام والمرأة المسلمة بشكل خاص في مجال القانون.

حكم كرة القدم

"جواهر روبل" هي أول حكم في مباراة كرة القدم في بريطانيا حتى الآن، بعد حصولها على موافقة من اتحاد الكرة الإنجليزي كي تكون أول حكم رسمي في الموسم الثاني للمباريات في بريطانيا، وصنعت أول مشوارها في التحكيم منذ تعلقها بكرة القدم، ومنذ صغرها وهي تحب كرة القدم، وتأخذ الكرة معها عند ذهابها إلى المدرسة في منطقة "ويمبلي" غرب لندن، وكان أهلها يرفضون هذه اللعبة لأنها للأولاد، إلا أنها كانت تصر أن تستمر في لعب الكرة في المدرسة، و"جي جي" وفق ما يطلقون عليها في ملعب "ويمبلي" الشهير في لندن، أكملت دراستها في الجامعة تخصص تكنولوجيا المعلومات، وقررت أن تعطي وقتها كاملا لاكتساب مهنة الحكم في مباريات كرة القدم، ونظرا لحبها الشديد لهذه الكرة الذهبية فقد حققت نجاحات عدة في هذا المجال وجعلها تترقى في سلم التحكيم في كرة القدم إلى أن وصلت لدرجة السابعة في التحكيم وفي انتظار ترقيها إلى المرتبة الخامسة لتحقيقها نتائج مبهرة في هذا المجال، وفي تصريحاتها ذكرت "جي جي" أنها كانت تلاقي رفضا كبيرا من قبل لاعبي كرة القدم الرجال خاصة حجابها، ولكنها أصرت ولم تتوقف حتى أجبرت الجميع على قبول تفوقها وتواجدها على أرض أي ملعب بل حصلت على تقدير رياضي وتقييمي من العديد من الخبراء في مجال الرياضة البريطانية والمعلقين واللاعبين، وأعربت في تصريحاتها عن نيتها في الاستعداد لتحقيق الحلم الأكبر في التحكيم في مباريات الدوري الممتاز أو مباريات دوري أبطال أوروبا.

مديرة مدرسة

"بشرى ناصر" عملت في مجال التعليم طوال أكثر من 25 عاما، وتقلدت مناصب عدة حتى وصلت إلى منصب مديرة مدرسة حكومية للتعليم الثانوي لتكون أول مسلمة تحصل على هذا المنصب في المملكة المتحدة، وحاملة وسام الشرف الملكي للإمبراطورية البريطانية "CBE"، وكان عملها مع الأطفال والمدرسين في مجال التعليم مساعدا لها على تفهم العديد من المشاكل والمساعدة على حلها بطرق سهلة، وخلال حديثها مع الشرق ذكرت "بشرى ناصر" مديرة مدرسة "plashet" الثانوية للبنات في شرق لندن، أنها ورغم أنها لاقت العديد من الرفض من قبل الأطفال والمدرسين خلال بدء عملها إلا أنها تحملت حتى أوصلت مدرستها الثانوية إلى قمة المدارس البريطانية، مما جعلها تحصل على وسام"التميز" من قبل ولي العهد البريطاني الأمير "تشارلز"، وفي حوارها مع الشرق قالت: إن التحدي لتغيير أنماط سيئة عن المسلمين في المجتمع البريطاني يقع على عاتق الجميع مما جعلني أستمر وأبحث في العديد من المشاكل التي تعتبر راسخة في عقول الأطفال والشباب حول الإسلام والمسلمين، مما قربني منهم وحصلت على ثقتهم وزال الحاجز النفسي معهم وتعاملوا معي كما أي مدير مدرسة اخرى، وكرمت "بشرى ناصر" ضمن قائمة 10 شخصيات نسائية مسلمة في بريطانيا في التميز أطلقتها صحيفة التايمز البريطانية، كما اختيرت لتكون المستشارة الخاصة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" في أعقاب تفجيرات في قطارات لندن في 7 يوليو 2005، وفي حوارها مع الشرق، ذكرت "بشرى ناصر" أنه كان يجب أن أكون النموذج الحسن للمسلم في المجال التعليمي بين العديد من الأديان والثقافات المختلفة في المدرسة، وهذا أضاف اليها عبئاً ثانياً بجانب عملها التربوي، لكنها استطاعت تحقيق الهدف وتقديم نموذج جيد للمسلم بين الأطفال في المدرسة وأفراد المجتمع البريطاني.

رئيسة المجلس الإسلامي

"زارا محمد" من اسكتلندا رغم صغر سنها حيث تبلغ 29 عاما، إلا أنها حصلت على موافقة من أكبر عدد من أعضاء المجلس الإسلامي في بريطانيا كي تنتخب لتكون أول إمرأة رئيسة للمجلس على الإطلاق منذ إنشائه، وذلك خلال فترته القادمة لمدة 4 سنوات، لم تتوقع " زارا" أن يكون عملها في المجلس الإسلامي يحقق لها هذا الهدف، حيث تسعى "زارا" إلى السعى إلى مزيد من تلبية طموحات الشباب المسلم في المجتمع البريطاني من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية والعملية في كافة المجالات، وذكرت "زارا" عقب فوزها بالمنصب في مؤتمر صحفي في لندن أنها تدعو النساء إلى التقدم لنيل المناصب لأنهن قادرات على تحقيق المزيد من النجاحات في المناصب القيادية في بريطانيا، ونظراً للرؤية التي تنتشر بين المسلمين الرجال فإن هناك صعوبات كثيرة لتقلد امرأة منصب رئيس مجلس إسلامي، ولكنها كانت الأجدر لهذا المنصب كما وصفها عمدة لندن "صادق خان" بأنها شخصية قيادية هامة من الشباب وتمنى لها التوفيق لتحقيق مزيد من النجاحات للمجلس الإسلامي في بريطانيا، وكانت "زارا" قد درست القانون وحصلت على شهادة الماجستير في قانون حقوق الإنسان وعملت مستشارة تدريب وتطوير الطلبة، وأصبحت أول امرأة ترأس اتحاد الجمعيات الإسلامية الطلابية في عام 2016.

مساحة إعلانية