رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2335

بريطانيا تواجه خطر نفاد المياه

06 أغسطس 2022 , 07:00ص
alsharq
لندن - هويدا باز:

تمر المملكة المتحدة بظاهرة مناخية نادرة تكون الأشد منذ 46 عاما، وهي ظاهرة الجفاف والتصحر، حيث تواجه البلاد خطر نقص في مصادر المياه المتوفرة لجميع مناحي الحياة من استهلاك الأفراد وزراعة المحاصيل والحياة الحيوانية والبرية والبحرية وكافة أنواع الصناعات التي تعتمد على مصادر المياه بشكل يومي، وخلال شهر يوليو الماضي لم تسقط الأمطار وقد تستمر بعدم الهطول خلال شهر أغسطس الجاري على معظم الأراضي البريطانية، وفق هذه الظاهرة المناخية النادرة، وذلك بسبب موجات الحرارة الشديدة التي تشهدها المملكة المتحدة وأجزاء كبيرة من أوروبا، ونظرا لاعتماد المملكة المتحدة على مياه الأمطار كمصدر مهم للحصول على المياه، تواجه البلاد خطر الجفاف والتصحر ونقص المياه على كافة المستويات المعيشية، وحذر خبراء البيئة البريطانية من صعوبة الحصول على المياه خلال الشهر الجاري بسبب تزايد حالة الجفاف واستمرار توقف هطول الأمطار.

وكالة البيئة البريطانية تتحرك

ومع تزايد حالات الجفاف في المملكة المتحدة، بدأت الحكومة في وضع خطط طارئة لمواجهة حالات الجفاف، وعقدت وكالة البيئة البريطانية اجتماعا للمجموعة الوطنية للجفاف مع شركات المياه البريطانية والمزارعين للاستعداد للتعامل مع هذا الجفاف، وفي تصريحاته الصحفية ذكر المتحدث باسم وكالة البيئة البريطانية أن شركات المياه عليها واجب وطني لضمان توفير إمدادات المياه للجميع، مؤكدا أنه خلال الاجتماع تم الاتفاق على ضمان إنشاء خزانات ومد مواسير عاجلة بجانب وضع خطط إعادة استخدام المياه وإنشاء مزيد من محطات تحلية المياه، وكل هذه الخطوات بدأت في الدخول في حيز التنفيذ، كي يتم توفير المياه وإيصالها إلى المستخدمين وبشكل عاجل، وأوضح أن الوكالة تعمل على حصر الهيئات التي تتسبب في إهدار المياه والتعامل معهم بشكل جاد.

مخاطر الجفاف

اعتبر السير "جون أرميت" رئيس المجموعة الاستشارية للجنة البنية التحتية البريطانية (NIC)، أن البلاد سوف تواجه نقصا كبيرا في المياه بسبب حالة الجفاف، مما يجعلها تسعى إلى جمع المياه في زجاجات أو عبوات كبيرة لتأمين المياه للأفراد، حيث من المتوقع أن تواجه إنجلترا حالات جفاف جديدة خلال شهر أغسطس، مما يجعل الحكومة على استعداد وتأهب للحفاظ على وصول المياه إلى المستخدمين، مع إعطاء الأولوية إلى المستشفيات والمصانع والمزارع، وفي تصريحاته الصحفية لشبكة " سكاي نيوز" البريطانية ذكر أن هناك مراحل يجب ان تتبع ويتم البدء فيها متوازية معا، حيث إن شركات المياه البريطانية يجب عليها معالجة 20 % من المياه المهدرة حاليا من خلال التسرب، أي ما يقرب من 3 مليارات لتر يوميا، ويجب على الحكومة البريطانية وضع معايير مرنة للحصول على المياه، في الوقت نفسه يجب على المستهلكين خفض استخدامهم للمياه من حوالي 125 لترا إلى 110 لترات يوميا، حيث يجب خفض أو تقليل استخدام المياه إلى أقصى حد، واكد السير " جون أرميت" على أن بدء هذه المراحل معا قد يقلل من تدابير الطوارئ المحتملة لمعالجة نقص المياه بسبب الجفاف، والتي تكون باهظة التكاليف.

أثر الجفاف

تهدر المصانع كمية كبيرة من المياه خلال العملية التصنيعية بشكل يومي، تقدر بـ 20% أي 3 مليارات لتر يوميا، مما يجعلها أولى الجهات التي سوف تشهد صعابا بسبب الجفاف الذي تشهده المملكة المتحدة، حيث بدأت دعوات شركات المياه إلى المصانع البريطانية للسعي إلى معالجة إهدار المياه المتسربة من خلال العمليات التصنيعية على مستوى المصانع، ووقف تسريبها أو اعادة استخدامها، وتتعاون المصانع مع شركات المياه للبحث عن طرق معالجة المياه وإعادة استخدامها ثانية خلال عملية التصنيع، ووفق هيئة البيئة البريطانية يوجد أثر كبير من الجفاف على الحياة البيئية حيث تقل مستويات المياه في البحيرات مما يؤدي إلى تدمير الحياة البحرية وتضرر الأسماك والكائنات البحرية نظرا لانخفاض مستوى المياه في البحيرات والأنهار بسبب الجفاف، أما على مستوى الزراعة فيوجد أثر ضخم على نمو النباتات والمحاصيل بشكل عام، نتيجة قلة المياه الجوفية وانخفاض معدلات هطول الأمطار، مما يصيب التربة الزراعية بالجفاف وتدمر المحاصيل، وهذا ما حدث خلال استغاثة المزارعين البريطانيين من هذا الجفاف.

دور شركات المياه

وقعت شركات المياه البريطانية البالغ عددها 17 شركة على خطط الحكومة لمواجهة الجفاف عبر تأمين جمع المياه وتنقيتها وضخها عبر المواسير للوصول إلى المستهلكين، وقام عدد من هذه الشركات ومنها "Max Utilities " و" Southern Water" بوضع خطة عاجلة لتوفير المياه إلى المستهلكين خلال المرحلة القادمة، حيث حظرت استخدام خراطيم المياه في الشوارع والحدائق وحمامات السباحة، ووضعت غرامات باهظة للحد من إهدار المياه خاصة في منطقتي " هامبشاير"وآيل أو مان"، ومن المنتظر أن تحذو شركة " Thames Water " حذو الشركتين في هذا الحظر للتقليل من إهدار المياه لمواجهة الجفاف، كما جاءت دعوات من اللجنة الوطنية للبنية التحتية البريطانية (NIC) تطالب بضرورة ضخ 21 مليار جنيه استرليني منذ عام 2018 حتى عام 2050 بموجب 650 مليون استرليني سنويا لدعم مشروعات استثمارية عاجلة لتدبير الأمن المائي في المملكة المتحدة، مثل زيادة سعة خزانات المياه ومنع إهدار المياه المتسربة، وبناء شبكة مواسير لتوجيه المياه إلى المناطق المحتاجة إليها، كما قامت شركات المياه البريطانية بتركيب عدادات لقياس استهلاك المياه للأفراد للحد من الاستهلاك، وبالفعل بدأت الشركات في تنبيه المواطنين من زيادة استهلاكهم للمياه، وضرورة تقليل هذا الاستهلاك.

من أين يشرب البريطانيون ؟

تأتي المياه المخصصة للشرب في المملكة المتحدة من عدة مصادر، أهمها خزانات مياه الأمطار والأنهار والبحيرات والينابيع والصخور الجوفية، وتنقسم المملكة المتحدة إلى منطقتين " إنجلترا ومقاطعة ويلز" و" اسكتلندا وايرلندا الشمالية "، وفي انجلترا ومقاطعة ويلز يأتي ثلثا المياه المخصصة للشرب من المياه المخزنة من الأمطار والأنهار والبحيرات والثلث المتبقي من المياه الجوفية، أما اسكتلندا وايرلندا الشمالية تستخدمان 97% و94% على التوالي من مياه البحيرات والأنهار، نظرا لوجود مزيد من الأنهار بهما، وبذلك تعتبر إنجلترا وويلز من المناطق التي تعاني من الجفاف لاعتمادهما على مياه الأمطار وخزانات المياه والمياه الجوفية والتي جميعها تعتمد على الأمطار وتخزين المياه، وذلك عكس ما في اسكتلندا وايرلندا، لاعتمادهما على الأنهار والبحيرات بصورة أساسية في مياه الشرب، ويصل معدل استهلاك المملكة المتحدة للمياه إلى 16 مليار لتر يوميا، بمعدل استهلاك للفرد الواحد يقدر ب 150 لتر يوميا.

الخطوة المستقبلية

تستعد هيئة البيئة البريطانية للخطوة المستقبلية في حالة عدم هطول الأمطار واستمرار حالة الجفاف طويل الأمد، حيث تعلن حالة الطوارئ بالجفاف، وتطبيق خطط عاجلة لإيصال المياه إلى المستهلكين، بجانب حظر كامل لاستخدام خراطيم المياه على مستوى المملكة المتحدة، وبحث تقليل ضغط المياه وإنشاء مواسير المياه عبر المناطق لإيصال المياه إلى المنازل. وتعتبر مراحل الجفاف التي وضعتها المملكة المتحدة هي 4 مراحل الأولى طقس جاف عادي والثانية طقس جاف طويل الأمد والثالث جفاف والرابعة جفاف شديد وانجلترا حاليا في المرحلة الثانية وعلى مشارف الثالثة وهي طقس جاف طويل الأمد، ويعني ذلك أن هناك أثرا كبيرا على الحياة البرية والبحرية والنباتات والمحاصيل والصناعات.

اقرأ المزيد

alsharq أطباء بلا حدود : أطفال غزة يموتون من البرد القارس

حذرت منظمة /أطباء بلا حدود/، من أن أطفال قطاع غزة يواجهون خطر الموت نتيجة البرد القارس، داعية الكيان... اقرأ المزيد

100

| 20 ديسمبر 2025

alsharq مجلس التعاون يرحب بقرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا

رحب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بقرار الولايات المتحدة الأمريكية القاضي برفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون... اقرأ المزيد

64

| 20 ديسمبر 2025

alsharq رئيس وزراء لبنان يكشف خطة لاسترداد مواطنيه لودائعهم تبدأ بمن يقل عن 100 ألف دولار

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الجمعة، إنجاز مسودة مشروع قانون الانتظام المالي واسترداد الودائع لتتم مناقشته بمجلس... اقرأ المزيد

228

| 20 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية