رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1924

متاحف مشيرب تستضيف مؤتمر ومعرض أركيوميد ثلاثي الأبعاد

06 فبراير 2019 , 01:21ص
alsharq
الدوحة - قنا

احتضن بيت بن جلمود بمتاحف مشيرب، مجموعة البيوت القطرية التاريخية الأربعة في مشيرب قلب الدوحة ، مساء اليوم، المؤتمر والمعرض التفاعلي أركيوميد ثلاثي الأبعاد ArcheoMed 3D.

وتأتي هذه الفعالية، في إطار شراكة بين متاحف مشيرب، وسفارة الجمهورية الإيطالية لدى الدولة بمبادرة من مكتب /اليونسكو/ بالدوحة.

واستعرض مؤتمر ومعرض أركيوميد، نماذج من المواقع الأثرية التي تصنفها منظمة /اليونسكو/ على قائمة التراث العالمي منذ 1978 في منطقتي دول حوض البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية، مستخدما أحدث تقنيات العرض ثلاثي الأبعاد، فضلا عن تكنولوجيا الواقع المعزز التي ستمكن الزوار من التفاعل مع المواقع الأثرية المختلفة، وذلك للتوعية بأهمية الحفاظ عليها باعتبارها موروثا ثقافيا مشتركا لكل الإنسانية.

وقال سعادة السيد باسكوالي سالزانو سفير جمهورية إيطاليا لدى الدولة في كلمة له بالمناسبة، إن إقامة هذا المعرض في الدوحة، سيسهم في نشر الوعي حول الموروث الثقافي والأثري في دول حوض البحر الأبيض المتوسط والخليج، والتعريف بالتقنيات التي من شأنها أن تسهم في الحفاظ عليه واستحضاره للأجيال القادمة، منوها إلى أن إيطاليا وقطر تتفقان على أن الثقافة والمعرفة ملك وحق للجميع ولا يقتصران على فئة بعينها أو مجموعة دون الأخرى، وهو الأمر الذي يعكسه عدد الدول الممثلة في المعرض.

وأضاف: على الرغم من أن الموروث الثقافي هو فعليا جزء من الماضي، إلا أنه خير شاهد على القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعوب في الحاضر وتذكرة للمفاهيم التي يجب أن نحافظ عليها في المستقبل، متمنيا أن تساهم هذه المبادرة في تشجيع الحوار، والتعريف بالثقافات المختلفة المكونة لمنطقة دول البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، والخليج.

وأوضح السفير الإيطالي، أن سفارة بلده بالدوحة قدمت العام الماضي برنامجا ثقافيا مكثفا من خلال التعاون مع مختلف الجهات، معربا عن تطلعه إلى المضي قدما في هذا الجانب، بدعم من وزارة خارجية إيطاليا لتعزيز الحوار.

ونوه سالزانو إلى أن قطر لا تغلق أبوابها في جانب حوار الثقافات، وهي مثال لشمولية كل الأطراف.

من جهته، قال الدكتور حافظ علي، مدير متاحف مشيرب، إن الشراكات مع المنظمات الدولية خاصة تلك التي تتفق مع رؤيتنا من الأمور التي نسعى إلى تحقيقها دائما في متاحف مشيرب. لذلك فإن العمل مع سفارة الجمهورية الإيطالية في قطر هو بمثابة فرصة أخرى نستطيع أن نستخدمها لإثراء الحوار ما بين الثقافات وللتأكيد على مبادئ التسامح والتفاهم وتقبل الآخر، كما تسعى متاحف مشيرب إلى تقديم ومواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في عرض التاريخ المجتمعي للأجيال الجديدة بمشاركة المنظمات الدولية الراسخة.

وفي جوابه على سؤال لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، حول أهمية المعرض بالنسبة للزوار ورواد المتاحف، أبرز حافظ علي، أن من شأن المعرض، أن يقدم جولة افتراضية للزوار من أجل التعرف على الحضارات القديمة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية، ليروا كيف أن التكنولوجيا قربت هذه الحضارات الإنسانية من أجل دراستها وفهمها، واصفا هذه التجربة بـ"المميزة"، حيث إن متاحف مشيرب دائما سباقة إلى العرض التفاعلي.

وحول شراكات متاحف مشيرب مع سفارات وجهات أخرى، أوضح الدكتور حافظ علي، أن متاحف مشيرب كانت لديها تجارب مع السفارة الفرنسية بتنظيم مؤتمر عن المدن الذكية (مدينة مشيرب نموذجا) واستعدادات قطر لمونديال 2022، بالإضافة إلى فعاليات مشتركة مع السفارة البريطانية بندوة دراسية هامة، بالإضافة إلى شراكات متميزة مع جامعة حمد بن خليفة وجامعة قطر وسفارات أخرى من أجل خدمة رسالة متاحف مشيرب.

إلى ذلك، كشف مدير متاحف مشيرب أنه في غضون الأيام القادمة سيتم تنظيم ندوة مصاحبة للمعرض الحالي بحضور خبراء من /اليونسكو/ ومن السفارة الإيطالية للحديث عن التقنيات الحديثة واستفادة الهيئات التراثية منها، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن تطبيقات جديدة تسهل التواصل بين متاحف مشيرب مع المجتمع بعدة لغات، فضلا عن تنظيم معرض للتصوير الضوئي يبرز معالم مشيرب بالتعاون مع الجمعية القطرية للتصوير الضوئي في مارس المقبل.

بدورها، قالت الدكتورة آنا باوليني، مديرة مكتب /اليونسكو/ في الدوحة، إن "توثيق الموروث الثقافي عنصر مهم من عناصر إحياء وحفظ المواقع الأثرية، كما أن العرض باستخدام تقنيات العروض ثلاثية الأبعاد يساعدنا على إعادة اكتشاف الشكل الأصلي لهذه المواقع ورؤيتها في صورة حية خلال الحقب الزمنية المتفاوتة.. منوهة إلى أن معرض أركيوميد يعد فرصة مميزة لرؤية هذه الأماكن خلال فترة ازدهار منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط".

وشددت باوليني على أن المواقع الخمسة عشر التي يتم عرضها، لها قيمة كونية وعالمية، مؤكدة على أن الحفاظ عليها مسؤولية الدول والإنسانية جمعاء.

وفي ذات السياق، أشادت بدور دولة قطر في الحفاظ على التراث، مذكرة باستضافة الدوحة للجنة التراث العالمي عام 2013 واستقبالها بحفاوة.

كما قدم السيد أليساندرو فورلان من رومانيا، والمؤسس لشركة Altair4، وهي شركة متخصصة في إعادة بناء المواقع الأثرية ثلاثية الأبعاد، شروحات عن التقنيات والطرق التي يتم اتباعها من أجل التوثيق وإنجاز الأعمال، لافتا أن اسم التطبيق تم استيحاؤه من اسم "نجم".

وكانت قد عقدت على هامش المعرض، ندوة نقاشية بعنوان /إحياء مواقع التراث القديم من خلال الواقع الافتراضي/، أدارتها الدكتورة آنا باوليني، ممثلة /اليونسكو/ بالدوحة، بمشاركة ألساندرو فورلان، مؤسس شركة Altair4، البروفيسور توماس ليستن، القائم بأعمال رئيس قسم التراث الثقافي في متاحف قطر، والمهندس المعماري رافايللو فورلان، أستاذ مساعد في العمارة والتصميم العمراني في كلية الهندسة بجامعة قطر.

جدير بالذكر، أن المعرض يغطي مجموعة من المعروضات التثقيفية والتعليمية من خلال تقنيتي الـ"باركود" والواقع المعزز، بحيث يستطيع الزوار استخدام هواتفهم الذكية لمشاهدة نماذج المواقع الأثرية بالعرض ثلاثي الأبعاد، واستحضار كل بياناتها والمعلومات المتاحة عنها، وذلك بعد تنزيل تطبيق ArcheoMed.

ويغطي المعرض عددا من المواقع الاثرية بدول حوض البحر الأبيض المتوسط، بدءا من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وتركيا، وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر ودول الخليج العربي مع التركيز على دولة قطر. وسيكون من بين المواقع الأثرية في المعرض كل من حصن الزبارة في قطر، إلى جانب آيا صوفيا في تركيا، وقلعة الحصن في سوريا، وقصر الجم في تونس ومدينة الجميلة في تونس ومدينة وليلي بالمغرب.

مساحة إعلانية