رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2106

قصة وفاء.. "أم نضال" فلسطينية ستينيّة تحفظ القرآن وتهديه لروح زوجها الذي شجعها

05 أغسطس 2021 , 06:34م
alsharq
الحاجة أم نضال موسى
غزة - حنان مطير

كانت الحاجة أم نضال موسى -62 عامًا- تذهب إلى المسجد يوميًا برفقة جاراتها، تتابع الندوات الدينية وتحفظ ما استطاعت من القرآن الكريم، فيما كان زوجها يوصلها بسيّارته، مع بعض الجارات، حتى توفي أبو نضال وباتت زوجته تذهب للمسجد مشيًا على أقدامها وذكراه لا تفارقها.

حرصت الحاجة على حفظ الكثير من سور القرآن الكريم، لكنها قرّرت حفظه كاملًا بعد وفاة زوجِها الذي لم يوفر جهدًا ووقتًا في تشجيعها ودعمها، حتى حققت ما قرّرت في عمر يزيد على الستين.

تقول أم نضال "للشرق":" العمر لا يحد النجاح والتميز أبدًا، فما البال إن كان يخص حفظ القرآن الكريم؟ إنه أعظم إنجاز أنجزته في حياتي".

وتضيف:" ذات مرة جاءت إحدى النساء الداعيات تقترح عليّ وعلى الكثير من النساء المُتابَعة في المسجد وحضور الندوات وحفظ سورٍ من القرآن الكريم وما إلى ذلك من أمور دينية ممتعة، فشاركتُ، بدعمٍ من زوجي وتشجيع كبير".

 كان زوج أم نضال يوصلها بسيارته في قرية برهام برام الله ويصطحب بعض الجارات اللواتي يشاركنها ارتياد المسجد ما ترك بداخلهن مشاعر جميلة وعلاقات قوية وفق أم نضال.

وتتبع:" أصررتُ خلال العامين الأخيرين على إتمام حفظ القرآن الكريم مهما بدا الأمرُ صعبًا وها قد بلغتُ ما تمنيت وحققتُ حلمي، لم يكن الأمرُ سهلًا، ولكنه كذلك لم يكن مستحيلًا عليّ لأنني امتلكت الإرادة واجتهدتُ وثابرت ثم أيقنت أنني سأحفظه ما دام ذلك قراري".

توفي زوجها قبل عامين، ما سبب لها حزنًا كبيرًا، وفراغًا وضيقًا، فصارت تذهب مشيًا على أقادمها، لكن ذلك لم يوقفها حتى في ظل جائحة كورونا، بل زادنها دافعًا لحفظ كتاب الله وإهدائه لزوجها.

توضح أن وفاة زوجها كانت دافعًا كبيرًا لها في الحفظ  إلى جانب نيل مرضاة الله تعالى، وتعبر:"  أعرف أنه بإذن الله سينال الثواب العظيم إلى جانبي فهو الذي شجعني وأدخل الحماس في قلبي للحفظ وكان يحاول تذليل كل الصعوبات أمامي كي أحظى بحفظ كلمات الله العظيمة".

اعتادت أم نضال الحفظ بعد صلاة الفجر وبعد صلاة الضّحى، وصارت تقرأ ما تحفظه في صلواتها وفي تراويحها في شهر رمضان، فكانت كل حياتها قرآن وفق وصفها.

 وتشير إلى أنها صارت تجيد اللغة العربية بطلاقة وتميز وهي التي لم تدرس لأكثر من الصف السابع، واليوم وبعد حفظه أيقنت أنّ التميّز والنجاح لا يحدّه العمر. تعلق:" ما دام من حولك أناس أحبّة وما دام القرار بداخلك مشتعلًا، فإن العمر لا يكون ذا قيمة،  فلا تتركوا أعماركم تضيع بدون التمتع بذلك الكنز العظيم".

مساحة إعلانية