رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منوعات

3965

اللحوح.. تجارة اليمنيات الرابحة في رمضان

05 يونيو 2017 , 11:46ص
alsharq
صنعاء- ليلى الفهيدي

مع حلول شهر رمضان الفضيل كل عام، تنتشر على أرصفة وفي أسواق العاصمة اليمنية صنعاء، بائعات "اللحوح" (نوع من الخبز الشعبي)، الذي يعد الأكثر استهلاكا لاستخدامه في "الشفوت"، الوجبة الأبرز وذات الحضور الطاغي في المائدة الرمضانية اليمنية، وعند جميع الأسر سواء كانت فقيرة أو غنية. وتجد بائعات "اللحوح" في اليمن رمضان فرصة ذهبية للكسب والربح بخلاف باقي أشهر العام، حيث يتراجع بشكل شبه كلي الإقبال عليه ويتحولن لبيع الخبز، حيث تعتمد أسر فقيرة كثيرة، خاصة من فقدت عائلها على هذه المهنة لتدبير معيشتها.

تعتبر "أم محمد" إحدى بائعات اللحوح الشهيرات في صنعاء القديمة لـ"الشرق"، رمضان شهر الخير والبركة بالنسبة لمن يعملن في هذه المهنة، حيث يتضاعف الطلب عليه بشكل كبير.

وتشكو، "أم محمد" التي تقدم بها العمر، من نظرة المجتمع الدونية إلى مَنْ يقمن ببيع اللحوح، وتعرض الصغيرات منهن للمضايقات، مشيرة إلى أن ذلك دفع كثيرا من النساء اللاتي يعشن من عائد هذه المهنة إلى التعامل مع محلات وبقالات تجارية لتسويق مخبوزاتهن مقابل نسبة تقتطع عليهن من كل حبة.

وتقول "الظروف هي التي تجبر النساء على أن يعملن في بيع اللحوح أو الخبز والملوج، رغم أرباحها القليلة جدا، إلا أنها الطريقة الوحيدة لكي يكسبن لقمة عيشهن بشرف".

دفاع

تدافع فاطمة، إحدى بائعات اللحوح في صنعاء عن مهنتها وتراها عملا شريفا وليس عيبا، إنما العيب، هو التسول أو الموت من الجوع، مشيرة إلى أن شهر رمضان موسم مهم لبيع اللحوح، حيث يتم الاستعداد له منذ وقت مبكر بشراء كمّيات كبيرة من الذرة، والتي ارتفعت أسعارها بسبب الحرب، كما تقول.

وتؤكد فاطمة لـ "الشرق"، أن هناك عشرات الأسر تجاوزت الفقر والفاقة وانتشلت نفسها من حالة العوز والفقر المدقع واستطاعت أن تأمّن مستقبل أطفالها من خلال بيع اللحوح.

اللحوح اليمني

يعدّ اللحوح نوعاً مميزاً من الخبز التقليدي في اليمن، ويستهلك بصورة دائمة في محافظتي حجة والمحويت، وموسمياً في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات خلال شهر رمضان.

ويشبه اللحوح اليمني، الرقاق في خفة وزنه ورقته، ويصنع من الحبوب كالذرة الحمراء والبيضاء ويخلط أحيانا بالقمح والدقيق الأبيض الذي يزيد تماسكه ويضيف عليه لمعة خاصة، وتضاف إليه بعض النكهات، ويتم عجنه باليد ويترك ساعة أو أكثر حسب حرارة الجو ليتخمر ثم يوضع على (طنجرة) حتى يسخن ويصبح جاهزا للأكل.

ويتميّز هذا النوع من الخبز بأنه خفيف على المعدة وسهل الهضم، ووفق الدراسات التاريخية، فإن اللحوح نوع من الخبز منشأه أثيوبيا، وينتشر في اليمن، ومن أشهر المدن التي عرفت بصناعته المحويت وصنعاء وتعز.

اللحوح في رمضان

يرتفع الطلب على اللحوح في شهر الصوم باليمن، باعتباره أحد أهم مكوّنات وجبة "الشفوت" الشعبية، التي تتكوّن من خبز اللحوح واللبن، وتعدّ من الوجبات الخفيفة في المائدة الرمضانية اليمنية. ومع ارتفاع عدد بائعات اللحوح في شوارع وأرصفة وأسواق صنعاء، ابتكرت بعض الأسر وسيلة جديدة لتسويق منتجاتها عبر محلات بيع الموادّ الغذائية والمولات التجارية والمخابز ونقاط بيع الرغيف الآلي. ويعد امتهان إعداد وبيع خبز اللحوح من المهن المربحة والمدرّة للدخل، لقلّة تكاليفه وسهولة تحضيره، بالإضافة إلى ما يوفّره من فرص عمل مؤقّتة للأسر العاملة في تحضيره وتسويقه. وخلال شهر رمضان يرتفع سعر اللحوح بنسبة 100 % عن أسعاره في الأيام العادية.

أسعار اللحوح تشتعل في رمضان

تتفاوت أسعار اللحوحة الواحدة حسب وزنها وجودتها ما بين 80 و120 ريالا يمنيا (الدولار الواحد = 360 ريالا يمنيا)، ويرتفع السعر أكثر في شهر رمضان مع ازدياد الإقبال عليه، حيث تعول بائعات اللحوح على شهر الصوم لتعويض الركود في بقية العام.

مساحة إعلانية