محليات

6511

الرحالة السعودي عبدالله السلمي لـ الشرق: تجولت في قطر مشياً على الأقدام

الجن ضربني ليلاً والأهالي أخبروني بأن الجافورة مسكونة

بطل الراليات مبارك الهاجري أنقذني من الموت

 

أنهى الرحالة السعودي عبدالله السلمي رحلته التي أطلق عليها ( من الدوحة – إلى – الدوحة ) والتي استمرت حوالي 28 يوماً في الحي الثقافي (كتارا) حيث حظي باستقبال حار، وطاف خلال رحلته معظم مدن وقرى قطر وذلك مشياً على الأقدام لاكتشاف قطر والاطلاع على حضارتها وعلى ماضيها، والتعرف على أهلها وتم استقباله بحفاوة في معظم المناطق التي ذهب إليها، وتم تكريمه من قبل الجميع. وقال الرحالة السلمي في حديثه لـ «الشرق» إن الهدف من الرحلة التعرّف على رجالات قطر وأهلها والشعب القطري واكتشاف مناطق قطر وقراها وسواحلها الجميلة وشواطئها الجذابة والسياحة فيها والمدن والقرى فكانت الانطلاقة من الدوحة.

 

طابع مميّز لبيوت الوكرة القديمة

وقال الرحالة السعودي السلمي، ذهبت للوكرة الجميلة وتعرفت على بيوت أهلها القديمة، وأعجبتني فكرة تحويل البيوت الى سوق في مدينة الوكرة وفنادقها القديمة المطلة على شاطئ الوكرة، وأصبحت معلما سياحيا يرتاده الجميع، وتقول الروايات ان قبر عنتر بن شداد موجود في جبل الوكرة حسب روايات أهل الوكرة، كما أعجبتني بيوت الوكرة القديمة التي تعبّر عن عبق الماضي والتاريخ، ومجالسها والحوش الكبير في البيت وتعرّفت على الحالة الاجتماعية القديمة.

 

 

في سيلين والعديد ضيّعت المسار

بعد الوكرة المرور الى مدينة امسعيد الصناعية، ثم تابعت السير مشياً على الأقدام الى سيلين وخور العديد وأعجبتني رمالها وسواحلها الجذابة، وتعرّفت على (عنات) الشباب وأهل قطر وبصراحة لفت نظري طيبة أهل قطر وشبابها، وكانت جمعة الشباب في ( العنة ) جميلة حيث يمارسون الرياضة من خلال الصعود للكثيان الرملية والسباقات، كما يمارسون في العنة لعبة كرة الطائرة والقدم، وأعجبتني شبة النار ليلاً، ومن القصص التي صادفتني ضياعي في يوم ممطر وأخذت أكثر من ساعة ألف على نفس المنطقة، كما صادفت (أبوفانوس) أمامي في كل مكان، أما الكثبان الرملية فمنظرها يسر الناظرين.

شاب قطري أنقذني من الغرق

عندما بدأت بنصب خيمتي صادفني شاب قطري ونصحني بعدم النوم هنا لأن الأمطار ستغرق المنطقة، لم استجيب له في البداية بسبب التعب ومحاولة النوم، لكن إصراره على النوم معهم في العنة فهي مرتفعة وفيها كبائن وخلدت للنوم وفي الصباح رأيت المنطقة التي كنت سأنام فيها مليئة بالأمطار الغزيرة، وصدق الشاب الذي أنقذني من الغرق والبرد والهواء القوي.

 

الساحل الغربي

ثم واصلت المسير الى بركة العوامر ومنها إلى ساحل قطر الغربي الكرعانة والجميلية ودخان وزكريت، ثم عرجت الي الغويرية والزبارة وعين محمد التي أصبحت معلما سياحيا بعد ترميمها والعريش ومدينة باظلوف و الشمال.

 

الرويس عروس الشمال

ثم الرويس التي قضيت فيها يوماً كاملا وتم استضافتي من قبل عبدالله المهيزع الذي أهداني تذكرة مباراة الافتتاح في كأس العالم وطلب مني زيارته فلبيت الزيارة وأكرم وفادتي وقد تم توجيه الدعوة الى أهل مدينة الرويس لحفل العشاء الذي أقامه على شرفي، ثم واصلت المسير مشياً عل الأقدام ومررت بقرية عين سنان والقرى القريبة منها.

 

ترحاب الكعبان

في منطقة الكعبان استقبلت بترحاب كبير من أهالي المنطقة، ونمت هناك، وقام محمد عيسى الكعبي من قبيلة الكعبان بتوفير كابينة تلازمني من مدينة الكعبان وحتى ام صلال لأن الأمطار كانت غزيرة والأجواء باردة والنوم في الخيمة متعب.

 

 

الخور استقبلتني بحفاوة

أما في مدينة الخور فقد تلقيت دعوة من نادي الخور وأهداني درعا تذكاريا، وتعرّفت على تاريخ النادي العريق، كما استقبلني رجل الأعمال سعيد بن سالم البنعيد المهندي بحفاوة بالغة وأقام على شرفي مأدبة عشاء حضرها لفيف من أهل الخور وأهداني تذكارات من مدينة الخور وكتاب الخور القديمة الذي أعجبني كثيراً، وأشكر بوصقر على ذلك.

متحف بولحدان

بدعوة من عبدالله لحدان المهندي زرت مدينة الذخيرة الجميلة وتعرّفت على متحف بو لحدان الذي يضم بين أقسامه تاريخ المنطقة، والبيت مصمم ومبني من الحجارة التي توجد في نفس المنطقة وأخبرني بولحدان بأنه شيّد المتحف على حسابه الخاص وكان يشرف على البناء واستوحى الفكرة من البيوت القديمة، المنطقة تتميز بتاريخ حضاري جميل وخلال تنظيم قطر لكأس العالم 2022 زار المتحف عدد كبير من السياح، وأنا أشيد بتجربة بولحدان والمجهود الكبير الذي بذله خلال جمع المقتنيات.

 

 كتارا.. نهاية الرحلة

بعد الخور ذهبت الى ام قرن وأم صلال وبعض القرى وأنهيت الرحلة في المعلم السياحي الحديث ( درب لوسيل ) الذي شهد الاحتفالات النهائية بفوز الأرجنتين ببطولة كأس العام 2022 النسخة (22) من البطولة، ثم أكملت مسيرتي الى كتارا حيث استقبلني العديد من المواطنين والأصدقاء وكانت سعادتي لا توصف.

 

رشحوني للحصول على أفضل مشجع

أتمنى من الجماهير في قطر والسعودية وجميع الدول العربية وفي كل مكان في بقاع العالم التصويت لترشيحي كأفضل مشجع لأن الفيفا كرمني ووضع اسمي للتصويت على موقع الفيفا، وأنا أهيب بالجماهير في كل مكان التصويت لصالحي لأنني حضرت الى قطر مشياً على الأقدام والفوز سيسعد كل عربي لأنه مونديال العرب.

وأضاف الرحالة السلمي، أن من غرائب رحلتي الى قطر مشياً على الأقدام من جدة – الدوحة أبوح لأول مرة لجريدة الشرق القطرية، ببعض الأسرار التي لم يتم نشرها. حيث قال: لأول مرة أبوح بهذا السر وهو عدم موافقة جهة عملي في الذهاب مشياً على الأقدام، وتم رفض اجازتي ولم يمنحوني مستحقاتي، وفصلوني بسبب ذهابي الى قطر، لم أزعل بل واصلت طموحي، لم يكن لديّ سوى مبلغ (3000) ريال أصرفه على رحلتي، غادرت مدينة جدة وذهبت للعمرة.

 

في الطائف اتهموني بالجنون !!

وفي الطائف أوقفتني دورية شرطة، وطلبوا مني مستندات الموافقة على الرحلة وشرحت لهم بأنني رحالة سعودي قرر أن يذهب الى قطر لحضور كأس العالم مشياً على الأقدام، لم يفهموا بأنني أهوى هذه الرياضة الجديدة واتهموني بالجنون، ثم ركبوني السيارة ورجعوني الى مكة المكرمة، وقبل دخول مكة المكرمة طلب مني الشرطي النزول من السيارة بالقرب من الجسر، وتحت الجسر بكيت بكاء شديداً نابعا من القلب وتحطمت آمالي وطموحاتي لكنني بالعزيمة والاصرار والإرادة القوية قررت التصميم على مواصلة الرحلة مهما كانت الأمور، بعد وصولي الى قطر اتصل بي الشرطي الذي أوقفني وشكرني على وصولي الى قطر ورفع من معنوياتي وقدم لي العذر وهنأني على الوصول بسلام.

 

الجن سطرني !!

في إحدى المناطق القريبة من الجافورة قررت بعد المغرب النوم بالقرب من الشارع، وقمت بنصبة الخيمة وضربت الأوتاد بالليل بالمطرقة، ثم نمت ولم أقرأ المعوذات، وأنا مستغرق في النوم وجدت من يسطرني بكف خلف رقبتي طوال الوقت صحيت ولم أر أحداً وكانت الخيمة تتحرك رغم أن الجو هادئ، ثم عدت ونمت وبعد فترة واصل الجن ضربي، خفت كثيراً وقرأت المعوذات، وأخبرني أهل المنطقة بأن هذه المنطقة يسكن بها الجن وأنت ضربت الوتد بالمطرقة بعد المغرب وهذا أثر عليهم.. وردوا عليّ الصاع صاعين !!

 

 

مبارك الهاجري أنقذني من الموت !!

عندما وصلت الى منطقة أحسست بتعب شديد وإعياء بسبب عدم وجود أكل ونقص البروتينات ولم أجد عندي ما آكله سوى الجبن وخبز والتصبيرة وبدأت فلوسي تنفد لأنني صرفتها خلال الرحلة، وبعد أن وصلت لمرحلة فقدان الوعيّ والدوخة قررت الذهاب بالقرب من الشارع، وبالصدفة مرت سيارة قطرية مسرعة، ولكن عندما شاهدتني وقفت وإذا بشخص يقوم بتصويري والحديث عني، وعندما عرفت أنه بطل الراليات ورجل الأعمال القطري مبارك الهاجري، استعدت قواي وبدأت الذاكرة بالانتعاش وتحمّست وزودوني ببعض الأكل وعصير البرتقال الذي أنعشني وأعاد لي التوازن، وشرحت لمبارك هدفي من الرحلة وطلب مني عند الوصول الى قطر أن يستضيفني في بيته، وأعطاني مساعدة لتسهيل أموري.

 

مبارك الهاجري: حمل رسالة سامية دعماً لكأس العالم

تحدث رجل الأعمال وبطل الراليات مبارك الهاجري قائلاً: « الله أراد أن أكون سبباً في وقت هو محتاج له وصورته ونشرته عبر اسنابي، وقد صادفته عراقيل كثيرة خلال رحلته، واستغربت بأنه يحمل علمين على كتفيه السعودية وقطر فتوقفت بجانبه وسألته وكان في حالة إعياء شديد وشفت الموت بين عيونه وطالبته بالراحة حتى يستعيد عافيته، وقمت بتزويده بما يحتاجه من ماء وعصير، ورفعت معنوياته وحفزته فقد عبر 1150 كلم وباق 300 كلم، كان رجلا طموحا ومتعلما وصاحب أخلاق عالية ومنظما، طالبته بمواصلة المشوار الى قطر لأنه يحمل رسالة سامية وهي دعم كأس العالم ومشاهدة مباريات وأحداث كأس العالم 2022، وقلت له: سأستضيفك في بيتي لا تفكر في الاقامة، وسأستقبلك في مركز جوازات بوسمره، قدم الكثير الى قطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكانت سناباته بلغت مشاهداتها حوالي نصف مليار مشاهد لولا هذه المشاهد لما اختارته الفيفا للترشيح كأفضل مشجع عالمي».