تقارير وحوارات

3136

خبراء وأكاديميون: مؤسسة قطر مصدر إلهام الشباب نحو التميز

في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها..

د. الدرهم: استقطاب جامعات دولية فكرة مبتكرة لتوطين الخبرة

فاطمة الرميحي: تشكيل قدرات الشباب باستخدام أحدث التقنيات

د. هوكينز: إنشاء جامعات دولية سهل الوصول إلى مستوى تعليمي عال

د. العبدالله: المؤسسة نجحت في إعداد الجيل القادم من خبراء الأعمال

أكد خبراء وأكاديميون أن مؤسسة قطر مصدر إلهام الشباب نحو التميز وذلك خلال فعالية "مؤسستي"، التي أُقيمت بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مؤسسة قطر، بمشاركة أعضاء المؤسسة وشركائها، وذلك في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

وعندما تأسست مؤسسة قطر عام 1995، لم يكن من المتوقع أن يتجاوز تأثيرها الإيجابي طلاب المدارس والجامعات أو المشاركين فقط في برامجها ومبادراتها، فقد اجتمع الخبراء في مجالات التعليم والاقتصاد والفنون والثقافة لتبادل وجهات نظرهم حيال التأثيرات الإيجابية التي حققتها مؤسسة قطر في الدولة والمنطقة والعالم، عبر توفير الفرص وتشكيلها مصدر إلهام نحو التميز، وذلك على مدار الـ 25 عامًا الماضية.

* مواجهة التحديات

قال الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر: لا شك أن للمؤسسات التعليمية الدور الأساسي في نهضة أي مجتمع فهي المسؤول الأول عن توجهات المجتمع العلمية والتقنية ونقله إلى آفاق أرحب في مجالات التكنولوجيا والتقدم العلمي المختلفة، ومنذ تأسيس جامعة قطر في عام 1977 وهي تقدم تعليمًا نوعيًا للمجتمع القطري في مختلف المجالات العلمية ذات الأولوية الوطنية، إلا أن مشهد التعليم العالي في قطر شهد طفرة نوعية منذ أن أنشئت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع قبل 25 عامًا حيث دأبت مؤسسة قطر على تعزيز الابتكار وريادة الأعمال على المستوى الإقليمي، ودعم مساعي تنمية المجتمع وثقافة التعلّم مدى الحياة، وإعداد ألمع العقول لمواجهة التحديات المستقبلية الكبرى.

ولعل أهم ما يميز هذه المؤسسة من وجهة نظري، أنها مؤسسة غير ربحية تتألف مما يزيد على 50 كيانًا في مجالات التعليم، والبحوث، وتنمية المجتمع. كما عمل القائمون على المؤسسة وفي مقدمتهم صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، حفظها الله، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، على عقد العديد من الشراكات مع الجامعات العالمية الرائدة، مما أوجد بيئة تعتمد على المبادرات التي تعالج التحديات الأكثر إلحاحًا، وتتيح الفرص العالمية، وتمكّن الأفراد من صياغة حاضرنا ومستقبلنا، ومن ضمن هذه الشراكات تلك التي تم توقيعها في الكثير من المجالات البحثية مع جامعة قطر.

وأشار إلى أنه كان لمؤسسة قطر الدور البارز في إنشاء الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وفي إيجاد ثقافة وبيئة بحثية متطورة في قطر حيث إن الصندوق أسهم في إيجاد شراكات بحثية متميزة بين جامعات المدينة التعليمية وجامعة قطر، كما أن لجامعة قطر الحصة الكبرى من المنح البحثية التي يمولها الصندوق بصورة تنافسية.

لا شك أن فكرة استقطاب جامعات دولية شريكة لمؤسسة قطر كانت فكرة رائدة وطريقًا مبتكرًا نحو توطين الخبرة ونقل التجارب كما أنه يتيح خيارات غير مسبوقة لأبنائنا الطلبة للالتحاق بأعرق الجامعات العالمية دون تكبد عناء مشقة السفر وكذلك إيجاد روح التنافس بين الجامعات في قطر وهو ما نشاهد نتائجه اليوم من خلال المستوى المتقدم لبلدنا الحبيب قطر على خارطة التعليم عالميًا فقد كانت النتائج مبهرة.

* جودة التعليم

أكد الدكتور توم هوكينز، مدير المدرسة الأمريكية بالدوحة، أن التزام مؤسسة قطر بجودة التعليم كان له تأثير واسع النطاق ومهم على قطاع التعليم والمجتمع بأسره في قطر، وقالت: تعمل المدرسة الأمريكية في الدوحة منذ 30 عامًا، واستفادت مدرستنا من مبادرات مؤسسة قطر منذ تأسيسها خاصة فيما يتعلق بالتعليم.

على سبيل المثال، يستقطب معهد التطوير التربوي، عضو التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، خبراء في مجال التعليم لإجراء دورات التطوير المهني التي يستفيد منها الطاقم التعليمي في جميع مدارس دولة قطر ومن بينهم المدرسة الأمريكية بالدوحة.

وأضاف: لقد استفاد طلاب المدرسة الأمريكية بالدوحة أيضًا من "كلية الطب المصغرة" وهو برنامج تواصل يديره أطباء من سدرة للطب، يهدف إلى استقطاب المتخصصين والخبراء من المستشفى، بهدف تقديم محاضرات مصغرة لطلاب المدرسة الأمريكية بالدوحة والمهتمين بعلم الأحياء وعلوم الحياة.

>> د. توم هوكينز ود. حسين العبد الله

وقال: من خلال إنشاء جامعات شريكة دولية، وفرت مؤسسة قطر للجميع إمكانية الوصول إلى مستوى عالٍ من التعليم العالي هنا في قطر، بل واستقطبت أيضًا أشخاصًا من جميع أنحاء المنطقة، لتكريس دور قطر المحوري للتعليم، حيث يمكن للذين يبحثون عن الدراسات المتخصصة أن يعثروا على ما يريدونه في هذه الدولة.

وأضاف: مؤسسة قطر طموحة تمامًا بما ينسجم ورؤية قطر، بالإضافة إلى التعليم، تُؤمن مبادرات مؤسسة قطر الأخرى، مثل أكاديمية قطر للموسيقى، وأوركسترا قطر الفلهارمونية، بأنه من أجل أن تكون هذه الدولة هي الأفضل، يجب أن يحصل الناس على الأفضل.

* بناء مهارات

قالت السيدة فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، فيما يتعلق بالنسيج الثقافي للدولة، فإن دور مؤسسة قطر يتمثل في الدعم الذي تقدمه للشباب لبناء مهاراتهم، حيث تتجلى جهود المؤسسة في الفرص التي تتيحها للطلاب الذين يتطلعون إلى صقل مواهبهم في قطر.

وأضافت أنه مع تركيز مؤسسة الدوحة للأفلام على اتاحة الفرصة لأصوات جديدة في السينما ورعاية المواهب الشابة، نرى تآزرًا قويًا في أعمالنا بما يتماشى ورؤية مؤسسة قطر، وتعززت شراكاتنا مع الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر مثل جامعة نورثوسترن في قطر، وجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، ومع ركائز تنمية المجتمع في مؤسسة قطر، على مرّ السنين، نتطلع إلى تعزيز التعاون في مساعينا المشتركة للمساهمة في التنمية المستدامة من خلال اقتصاد قائم على المعرفة النوعية.

وقالت: ساعدت المبادرات التي تدعمها مؤسسة قطر في تعزيز التدريب الإعلامي، مثل مختبرات الابتكار في جامعة نورثوسترن في قطر، في تشكيل قدرات الشباب القطري في سرد المحتوى المرئي باستخدام أحدث التقنيات، و في الواقع، كان بعض الفائزين في مهرجان أجيال السينمائي الأخير من طلاب جامعة نورثوسترن في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر.

من خلال العديد من الفعاليات والمبادرات التي تدعم مجتمعنا، ساعدت مؤسسة قطر في بناء قوتنا الناعمة؛ إنها قوة ملهمة للتغيير الإيجابي في البلاد. من نواح كثيرة، يمثل شعار مؤسسة قطر - كما هو موضح في شجرة السدرة - روح المثابرة التي تم غرسها في المجتمع.

* المشهد التجاري

قال الدكتور حسين العبدالله المدير العام التنفيذي ورئيس قطاع التسويق بالبنك التجاري، فقد ساعدت مؤسسة قطر أيضًا في تشكيل المشهد التجاري وقطاع ريادة الأعمال في قطر، وقد أثبت خريجو المدارس والجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، مرارًا وتكرارًا، أنهم يمتلكون النزاهة المهنية وهي سمة مهمة لقطاع المال والأعمال. ليس من المفاجئ إذن أن تكون المؤسسات الراسخة مثل البنك التجاري قد أدركت قيمة وعمق المعرفة التي يجلبها طلاب مؤسسة قطر معهم، ورحبت بها في قوى العمل الخاصة بكل منها.

وأضاف: بصفته بنكًا تأسس منذ أكثر من 40 عامًا، شهد البنك نموًا بالتعاون مع مؤسسة قطر، وذلك من خلال الاستثمار في أحدث البنية التحتية، وتشجيع البحوث وتعزيز المحادثات العالمية التي تتجاوز الحدود، إذ فتحت مؤسسة قطر أمام عقولنا آفاقًا جديدة.

تابع حسين العبدالله: من خلال الجامعات الشريكة المتخصصة مثل جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، ومراكز الابتكار مثل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، تقوم مؤسسة قطر بإعداد الجيل القادم من خبراء المال والأعمال من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى التدريب ذي المستوى العالمي، هنا في قطر.

وختم حديثه بأن مؤسسة قطر قد نمت لتصبح مؤسسة تاريخية لا يوفيها حقها فحسب. بطريقة ما، تعد المدينة التعليمية في مؤسسة قطر نموذجًا مصغرًا لما نهدف معًا إلى تحقيقه. بأن نكون في بيئة شاملة للجميع، ومنفتحة على الحوار والأفكار الجديدة، ومحفزة على الابتكار، مع الاحتفاظ بهوية قطر الفريدة وتراثها.