رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2645

استشاريون نفسيون لـ الشرق: تهيئة الطلاب للعام الدراسي مسؤولية الأسرة والمدرسة

04 سبتمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
نشوى فكري

أكد عدد من الاستشاريين النفسيين، على أهمية التهيئة النفسية للطلاب لاستقبال العام الدراسي الجديد، خاصة في ظل استمرار جائحة كورونا للعام الدراسي الثالث على التوالي، مشيرين إلى أن التغيير في نظام حضور الطلاب للمدرسة قد أثر بشكل كبير على الطلاب وعلاقتهم بالمدرسة.. وقالوا لـ "الشرق" إنه يجب على الجميع معرفة أن تهيئة الطلاب للعام الدراسي هو مسؤولية مشتركة بين الاسرة والمدرسة، كما يجب أن ينظم الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون بالمدارس، برامج متخصصة ويشارك بها جميع منتسبي المدرسة لعمل التهيئة النفسية للطلاب، موضحين أن الأسرة مطالبة بالحوار مع أبنائهم، الأمر الذي يعد شيئا هاما مع تذكيرهم بأولويات الدراسة والتحفيز على القراءة والدراسة، فضلا عن الاهتمام بالتغذية السليمة، وتنظيم وقت النوم والاستيقاظ.. وشددوا على عدم الحديث بشكل سلبي عن الجائحة أو عن المدارس أو الدراسة عن بعد، فالحديث ينعكس سلبيا على استيعاب الطلاب ودراستهم والتزامهم الأكاديمي لذلك يجب تجنب هذا الأمر.

* تحدي كورونا

في البداية قالت الدكتورة حمدة المهندي – استشاري نفسي تربوي، إن تحدي فيروس «كورونا» قد فرض على المدرسة والأسرة تكاملاً في أدوارهما المحورية، الأمر الذي يتطلب معه تنفيذ وزارة التعليم لدورات تدريبية تنشيطية وتحفيزية لجميع الموظفين المختصين، وذلك بهدف تعزيز الشخصية التربوية للمعلم والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين وتنشيطها للقيام بدوره في البناء النفسي والاجتماعي للطلبة منذ أول يوم دراسي، مشيرة إلى أن دور وزارة التعليم يتضح أيضاً في تنفيذ مبادرات داعمة لأولياء الأمور، وتقديم ورش تأهيلية تساعدهم في الدعم النفسي لأبنائهم، من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف والأدوات التي تمكن من توفير بيئة تعليمية مناسبة، وكذلك تقدم لهم نصائح طبية وفقاً لما ورد من تعليمات أصدرتها وزارة الصحة العامة للحد من انتشار الفيروس بين الطلبة.

وأشارت إلى أنه من جانب آخر تساعد الأمهات بشكل خاص اللواتي تراكمت لديهن الأعباء بشكل مضاعف، فأصبحت مسؤولية التعلم عن بعد على كل واحدة منهن يحتاج لتفرغ ومتابعة متواصلين، ويزداد العبء في منازل الأمهات العاملات، مبينة أنه تحتاج كل منهن للدعم النفسي من قبل المدرسة، بما يمكنها من متابعة الأم دراسة أبنائها عبر المنصة، وبذات الوقت إنجاز الوظائف المنوطة بها والتي تتطلب التواجد في مكان العمل.. وأكدت على أنه يجب على أولياء الأمور التعاون والمتابعة مع المدرسة أولاً بأول ومحاولة التدخل المبكر لحل أي مشكلة قد تواجه الطالب والحرص على ذلك.

*مهام جديدة

بدورها ترى الدكتورة وسام الدد - استشاري أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي بمستشفى العمادي، انه مع بداية العام الدراسى الجديد، تواجه الأمهات قائمة مهام جديدة كاملة للعودة إلى المدرسة، تتضمن تعليم الطلاب كيفية الحد من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، والتكيف مع الروتين الجديد، والتعامل مع التفاعلات الاجتماعية المحرجة والمحفوفة بالمخاطر، مشيرة إلى انه بعد الاجازة الصيفية، سيكافح العديد من الطلاب للدخول فى الروتين اليومى للعام الدراسى من جديد، حيث قد تجد الامهات أيضًا صعوبة في تعديل جداولها ومواءمتها، ولذلك فمن المهم تأسيس روتين للعودة للدراسة، والذى يعد أمرا هاما للغاية فمن الافضل إنشاء جداول تحدد الأيام التي يكون فيها التعلم عبر الإنترنت مقابل التعلم الشخصي، الأمر الذي يساعد الطلاب على ترسيخ أنفسهم بشكل يومى وتحقيق الأهداف حتى لا يشعروا بعدم الاستقرار.

وأكدت على أهمية تعليم الطفل الاجراءات الاحترازية من غسل اليدين وارتداء الكمام واستخدام المطهرات، موضحة انه حتى في حالة عدم وجود جائحة، يمكن أن تؤدي العودة إلى المدرسة إلى إثارة القلق لدى الطلاب، وتشمل علامات القلق انخفاض الأداء الأكاديمي، أو تغيير في عادات الأكل، وكذلك عدم القدرة على النوم حتى وقت متأخر من الليل وصعوبة الاستيقاظ ؛ والشعور المفرط بالذنب والأرق؛ بالإضافة إلى تجنب الاصدقاء وتغير في المزاج مثل نوبات الغضب أو الانفعالات العاطفية... ونصحت الأمهات بضرورة مساعدة الطفل على تحديد مخاوفه، ثم تقديم معلومات ملائمة له لمعالجة هذه المشكلات، كما يجب طمأنته بأن معلميه سيكونون هناك للمساعدة، مشددة على اهمية تشجيع الطفل على إخبارك عن مدى تأثير مخاوفه عليه في المدرسة، وطلب مساعدة إضافية من الاخصائى الاجتماعى أو النفسى أو المعلم إذا لزم الأمر... وتابعت قائلة: يعد الخروج أيضًا أمرًا رائعًا للصحة العقلية والجسدية، وهو خيار اجتماعي أكثر أمانًا، فشجعى طفلك على أن يكون نشيطًا بدنيًا كلما أمكن ذلك، فكر في المشي أو ركوب الدراجة عندما يسمح الطقس بذلك، استهدفى التنزه مع العائلة في المساء، فهذه فرصة جيدة للتحرك للتواصل والاستمتاع في نهاية يومك.

*تهيئة الطلاب

من جانبها اكدت السيدة ظبية المقبالي، مرشد نفسي ومجتمعي بجمعية اصدقاء الصحة النفسية "وياك "، على أهمية تهيئة الطلاب في العودة للمدارس، من خلال البدء في تنظيم ساعات النوم والاستيقاظ صباحا وعدم السهر ليلا، مع تنظيم وتعديل نوعية الغذاء المتناول، بالإضافة إلى تحديد ساعات الجلوس واللعب بالأجهزة الالكترونية، مشيرة إلى انه يجب تقليص اوقات الاستخدام واللعب بها... وقالت فيما يتعلق بالجائحة، فمن الضروري تدريب الأبناء والتنبه على استخدام المطهرات أولا بأول وارتداء الكمام، وعدم مشاركة زملائهم الادوات المدرسية، بالإضافة إلى تجنب المصافحة والسلام مع زملائهم داخل المدرسة، موضحة انه يجب الاكتفاء بالتحية والسلام عن بعد، اى انه يجب توجيه الابناء لكافة هذه الامور حرصا على سلامتهم.

فيما يتعلق بالمدارس، أوضحت أن لدينا العمل بنظام التعليم المدمج اى اسبوع دوام مدرسي وأسبوع اون لاين، لذلك نحرص على التأكيد على الأبناء على تنظيم جداولهم منذ البداية، وفي حال وجود اى تعثر اكاديمي او الحاجة للمتابعة الاكاديمية، فيجب على المدرسة المتابعة أولا بأول مع اولياء الامور، حتى يتم توفير مساندة لهم سواء مثلا مدرس خارجي أو من خلال الدروس الاثرائية التي تتم داخل المدرسة، مشيرة إلى اهمية المتابعة منذ بداية العام، ومحاولة استثمار هذا الامر فيما يتعلق بالدراسة عن بعد، لمعرفة نقاط القوة والضعف في كل مادة ومحاولة تلافيها.. وتابعت قائلة: يجب عدم الحديث السلبي عن الجائحة أو المدارس أو الدراسة عن بعد، فالحديث ينعكس سلبيا على استيعاب الطلاب ودراستهم والتزامهم الاكاديمي لذلك يجب تجنب هذا الامر، والحديث بشكل ايجابي وتوضيح ان الجائحة هي ابتلاء من الله، وأننا سنستثمرها بطريقة ايجابية، بالإضافة إلى مشاركة الابناء في شراء القرطاسية والأدوات ليشعروا بالكيان.

*ارتباط الطالب

وقالت الدكتورة فلافيا محمد عثمان أخصائية نفسية، انه للعام الدراسي الثالث على التوالي يكون دوام الطلاب ما بين الحضور للمدرسة والاون لاين او التعلم عن بعد، ومما لاشك فيه ان التغيير في شكل التعليم قد أثر بشكل كبير على الطلاب وعلاقتهم بالمدرسة، مشيرة إلى ان ارتباط الطالب الوجداني بالمدرسة أصبح اقل وشغفه بها فاتر، لأنه وجد البدائل المختلفة من صحبة ومعلمين عبر شاشات الانترنت المتنوعة... واشارت إلى ان الطالب مع بداية العام الدراسي الجديد أصبح لا يشعر بالحد الفاصل بين الاجازة الصيفية والدوام المدرسي، خاصة إذا قضى اغلب الاجازة الصيفية بدون انشطة ترفيهية حقيقية تبعده عن الالعاب الالكترونية، مبينة ان الطالب اصبح يشعر بأن الدوام المدرسي يشكل عبئا عليه بجدية في تحصيل المعلومة عن بعد، رغم عدم تقصير المعلمين مع الطلاب في ذلك، وأيضا بعض الاسر تجد الدوام التناوبي يشكل عبئا عليهم خاصة مع الام العاملة، إلا ان هذا الامر أصبح أمرل واقعا في العالم بأكمله وعلى الجميع التعامل معه ومحاولة استثماره.

 *الدعم النفسي

ولفتت د. فلافيا إلى أن الأولوية اصبحت في جميع الدول هي تهيئة ودعم الطلاب نفسيا مع بداية العام الدراسي الجديد، موضحة ان هذه التهيئة يمكن ان تتم من خلال مجموعة الخطوات، فالاسرة مطالبة بتدريب الطلاب على تجديد النية لتلقى العلم، والوالدان عليهم مساعدة الطلاب وخاصة الصغار منهم في التجهيز وشراء المستلزمات المدرسية وإشعار الطلاب بالسعادة والبهجة خلال شرائها، بالإضافة إلى اهمية التحدث بشكل إيجابي من الوالدين عن المدرسة، فالطالب يستقي معظم افكاره وتوجهاته من الحديث الذي يدور داخل الاسرة.. واستطردت قائلة: كما يجب اشراك الطالب بأحد الانشطة الاجتماعية او الرياضية بالتوازي مع الدراسة، وعلى الكل أن يعى أن تهيئة الطلاب للعام الدراسي هو مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة، ومن الضروري ان ينظم الاخصائيون النفسيون والاجتماعيون بالمدارس، برامج متخصصة ويشارك بها جميع منتسبي المدرسة لعمل التهيئة النفسية للطلاب، بالإضافة إلى اهمية تنظيم وقت النوم والاستيقاظ، وايضا الاسرة مطالبة بالحوار مع الطلاب، والذي يعد شيئا هاما وتذكيرهم بأولويات الدراسة والتحفيز فضلا عن الاهتمام بالتغذية السليمة.

مساحة إعلانية