رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

768

هل تسعى أبوظبي إلى تصفية القضية الفلسطينية للتطبيع مع إسرائيل؟

04 يوليو 2020 , 07:00ص
alsharq
شركتا
القدس المحتلة - الأناضول

أثارت سياسة أبوظبي تجاه إسرائيل تساؤلات عديدة حول الثمن المدفوع في سبيل كسب ود إسرائيل، بينما تشير الدلائل إلى أن تصفية القضية الفلسطينية هي الثمن الذي ترقب فيه إسرائيل ووافقت عليه أبوظبي. ويبدو أن دولة الإمارات تسير على حبل مشدود في رسم ملامح علاقاتها القديمة الجديدة مع إسرائيل، من خلال مقاربة تراجع إسرائيل عن خطة ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة والتقدم في عملية السلام على قاعدة حل الدولتين، في مقابل الانتقال من التعاون المعلن في مكافحة "كورونا" إلى تحسين العلاقات، التي وصفها السفير الإماراتي في واشنطن بـ"الحميمة".

وترى أبوظبي أن عملية الضم قد تشعل العنف وتزعزع الاستقرار في المنطقة بأكملها، لكن الأهم لديها، الحرص على المضي قدما بالعلاقات مع إسرائيل، إضافة إلى أن تلك العملية ستقوض مساعيها في طريق التطبيع العربي- الإسرائيلي. وفي ما يُشبه النصيحة "الودية"، أرسل السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، المعروف بقربه من مراكز صنع القرار الأمريكية، رسالة صريحة إلى الرأي العام والأوساط السياسية الإسرائيلية ضمّنها عنوان مقال له وضع فيه الإسرائيليين أمام خيارين: "إما الضّم وإما التطبيع".

وللإمارات تاريخ طويل من العلاقات "السرية" مع إسرائيل، خارج إطار العلاقات الرسمية. ويعتقد مراقبون أن التحول الأبرز في العلاقات بين الدولتين كان بعد وصول رجل الأمن الفلسطيني السابق، محمد دحلان، إلى الإمارات، في أعقاب فصله من منظمة التحرير الفلسطينية، في يونيو 2011، وتعيينه مستشاراً أمنياً لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد. ويُعرف "دحلان" بضلوعه بملفات فساد مالي وتعاون سري مع إسرائيل، عندما كان قائدا للأمن الوقائي في قطاع غزة بين عامي 1994 و2001، ثم مستشارا للأمن الوطني في السلطة الفلسطينية ومناصب أخرى بمنظمة التحرير.

وأنشأت إسرائيل أول بعثة لها في الإمارات عام 2015، لتمثيلها في "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة"، ومقرها أبوظبي، وفي السياق، وقعت شركتان إسرائيليتان اتفاقا مع شركة إماراتية، لتطوير حلول تكنولوجية للتعامل مع فيروس كورونا. وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الشركتين هما "الصناعات الإسرائيلية الفضائية"، و"رفائيل" (الحكوميتان). وأوضحت الإذاعة، في تغريدة عبر "تويتر" أنّ "الشركتين الإسرائيليتين، وقعتا الاتفاق مع شركة G42 الإماراتية، دون تفاصيل.

وتتبع الشركتان المذكورتان، وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتزود الجيش بالمعدات والصواريخ وأنظمة الدفاع العسكرية، فيما قال حساب إسرائيل بالعربية التابع للحكومة عبر تويتر إن "شركتي رافائيل وصناعات الفضاء، رائدتان في مجال التكنولوجيا، وقعتا مع G42، شركة ذكاء اصطناعي إماراتية رائدة، مذكرات تفاهم للتعاون في البحث وتطوير حلول لمكافحة فيروس كورونا". و"G42" شركة متهمة ببناء أدوات رقمية وتطبيقات إلكترونية يقال إنها تستخدم من طرف المخابرات الإماراتية في مراقبة المستخدمين وجمع بيانات عنهم، وفق تقارير حقوقية دولية.

وأعلنت الإمارات، رسميا، في 26 يونيو الماضي، إطلاق مشاريع مشتركة مع إسرائيل في المجال الطبي ومكافحة "كورونا"، وفي اليوم نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية أن أبوظبي زودت إسرائيل، بـ100 ألف جهاز فحص للفيروس. جاء ذلك، قبل يوم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تعاون بلاده مع الإمارات في مجال مكافحة كورونا، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين. ومؤخرا، سعت الإمارات إلى استثمار جائحة كورونا، لزيادة وتيرة تطبيعها مع إسرائيل، على حساب القضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة تعد الأصعب في تاريخها منذ نكبة عام 1948.

مساحة إعلانية