رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

348

قتلى الجيش السوري بالمئات والنظام يتكتم خوفا من الشماتة

04 مايو 2015 , 02:57م
alsharq
القاهرة - بوابة الشرق

"ترتفع أصوات صافرات سيارات الإسعاف في أرجاء المنطقة، أثناء توجهها بسرعة إلى المشافي ناقلة جثث قتلى وجرحى قوات النظام.. سماع صوتها يكفي لرفع معنوياتنا، ويمكن أن يحوّل مسار معركتنا أحياناً".. هذا ما قاله أبو حذيفة، أحد مقاتلي الثورة المرابطين على جبهة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي.

وأضاف أبو حذيفة، "أحيانا نكون متعبين جدا، وذخيرتنا على وشك النفاد، ولكن حين تصلنا أخبار عن خسائر كبيرة في صفوف النظام، فإننا نستجمع قوانا، وننفذ هجوما قاسيا يكون بمثابة الضربة القاضية، ما يدفع جنود النظام إلى التراجع، وتُحسم المعركة لصالحنا".

مستشفيات ممتلئة

وسرّب أطباء يعملون في مستشفى مصياف واللاذقية الوطنيين، معلومات تشير إلى امتلاء المستشفيين بقتلى النظام وجرحاه، في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن ضجة كبيرة تصاحب نقل الجرحى إلى المشافي من قبل الشبيحة الغاضبين على قتل وجرح زملائهم، حيث إنهم "يتنقلون في سياراتهم بسرعة هائلة، وهم يطلقون النيران في الهواء، وأحيانا يطلقونها على البيوت بشكل عشوائي".

وقال طبيب في مستشفى مصياف، "يصلنا من جبهات سهل الغاب وجسر الشغور 15 جريحا في اليوم الواحد على الأقل، ويصاحب إدخالهم إلى المستشفى حالة من التوتر والعدوانية تجاه الأطباء والموظفين".

وأضاف الطبيب أن "الشبيحة يشتمون جميع الموظفين، ويتلفظون بعبارات نابية مع المراجعين، وتصيبهم حالة من الهستيريا والارتباك"، مشيرا إلى أن "أطباء المستشفى جميعهم يستنفرون لأجلهم، ويأخذون المعدات وأكياس الدم لجرحاهم، غير آبهين بالأقسام الباقية، والمرضى الموجودين فيها".

وأشار الطبيب السوري إلى ما قامت به إدارة مستشفى حماة الوطني، حيث إنها "خصصت قسما لجرحى النظام، في محاولة للتكتم على مصيرهم وطريقة علاجهم، ويشرف على كامل القسم كادر من الموالين للنظام، الذين يتلخص عملهم بإسعاف الجرحى، والقيام على خدمتهم".

وتابع الطبيب، "نفس الممرضين والأطباء الذين يسعفون جرحى قوات النظام، رأيتهم بعيني يقومون بتعذيب المعتقلين الذين يتم إسعافهم إلى المستشفى، وتوفي كثير منهم جراء ذلك".

إخفاء عدد القتلى

وقال الطبيب إنه بالرغم من أن أعداد القتلى تكاد تتجاوز الـ5 يوميا، فإن النظام لا يشيعهم دفعةً واحدة، "فيقوم الأطباء بوضعهم في البرادات، ثم يتم تشييع قتلى كل منطقة على حدة، لكي لا يثير ذلك سخط المؤيدين، وتمتلئ الشوارع بالجنائز التي يمكن أن تفجر موجة غضب شديدة على النظام بين مؤيديه"، مشيرا إلى أن "كادر المستشفى يسلم جثة قتيل واحد أو اثنين للمنطقة التي ينتمي إليها".

وأضاف الطبيب السوري أن النظام يوزع مكافآت مادية على أهالي قتلاه، ويمنحهم امتيازات خاصة، كبعض الوظائف الحكومية، مستدركا بالقول، إن بعض المكافآت أثارت سخرية المواطنين، حيث كانت عبارة عن "معسل أرجيلة"، مشيرا إلى أن ذلك ظهر في بث تلفزيوني لحفل تكريم أهالي القتلى.

وأضاف أن "من التعويضات التي وزعها النظام في الفترة الأخيرة، بطاقات مواصلات مجانية، وقبلها كانت المنظمات الخيرية توزع ماعز واحدة لعائلة كل قتيل، تعويضا لذويه"، وهو ما يراه معارضون "استغباءً وضحكا على المؤيدين الذين يستهلكهم النظام بحجة الدفاع عن الوطن، وحين ينتهي دورهم فإنه يُسكتهم ببعض المال".

مساحة إعلانية