ثقافة وفنون

2928

التشكيلية العنود الغامدي لـ الشرق: رحلتي انطلقت عبر محطة مترو المكتبة ولا نهاية لها

شاركت الفنانة التشكيلية العنود الغامدي، في مبادرة "جداري آرت" التي أطلقتها متاحف قطر، لجعل الجدران في كافة أرجاء المدينة تنبض بالحيوية، والنشاط والمعنى والإبداع، من خلال جدارية ركزت فيها على أهمية التعليم، بوصفه أحد الروافد الرئيسية للتنمية، وذلك بمحطة مترو- مكتبة قطر الوطنية.

وأوضحت الفنانة العنود الغامدي في حوار خاص لـ(الشرق)، أن رحلة البحث عن العلم والمعرفة، لها طرق وأشكال ومسارات مختلفة لا نهاية لها، ومليئة بالتفاصيل الصغيرة، إلا أنها تجعل المعرفة أكثر جمالا وقوة، وهذا ما ركزت عليه جداريتها باحتوائها على الآية الكريمة "وقل ربِ زدني علمًا"، لافتة إلى أن مبادرة "جداري آرت" تسهم بشكل كبير في إطلاق قدرات الشباب وإبداعاتهم، انعكاس القيم الثقافية والحضارية للدولة.

وأكدت أهمية المعارض الافتراضية التي تعد اليوم منصة قوية لنشر الأعمال الفنية، وتبادل الخبرات والتجارب، لافتة إلى أن الحراك الثقافي والفني يشهد تطورًا كبيرًا يوما بعد يوم، وأن الدعم والتشجيع يشكلان دافعا للفنان، لبذل المزيد من الجهد وبالتالي تزيد مساحة الإبداع والابتكار لديه.

*شاركتِ ضمن مبادرة "جداري آرت" التي أطلقتها متاحف قطر.. حدثينا عن عملكِ الفني؟

- حظيتُ ولله الحمد بالمشاركة في مبادرة "جداري آرت"، التي تتيح فرصة للمواهب الفنية لإبراز أفكارهم وممارساتهم الفنية المختلفة، وكانت جداريتي في محطة مترو-مكتبة قطر الوطنية، حيث احتوت على آية قرآنية وهي "وقل ربِ زدني علمًا" بالخط الكوفي الهندسي، وقد اخترتُ هذه الآية الكريمة لأهمية السعي لطلب العلم والمعرفة، وحرص دولتنا على الاهتمام بالتعليم، بوصفه أحد الروافد الرئيسية للتنمية، فالتعليم دعامة أساسية من دعائم تقدم المجتمعات والدول، كما أن رؤية قطر الوطنية 2030 اهتمت بشكل خاص بالتعليم في إطار ركيزتها المعنية بالتنمية البشرية، ولذلك اخترت التركيز على موضوع العلم والمعرفة.

*كم استغرقت من الوقت لإنجاز جداريتكِ؟ وما التفاصيل التي ركزتِ عليها؟

- تنفيذ هذا العمل الفني تم على مرحلتين رئيسيتين، هما الأولى "الفكرة والتصميم"، وهذه المرحلة استغرقت مني أكثر من أسبوعين، حيث كانت هناك العديد من الأفكار والعبارات والأشكال التي كنت اعمل عليها، إلى أن وقع اختياري على الآية الكريمة "وقل رب زدني علما" والتي أيضا كان لها أكثر من تصميم وشكل، وصولا إلى الشكل النهائي المنفذ في الجدارية، أما المرحلة الثانية كانت مرحلة التنفيذ وهي الأصعب، إذ استغرق مني هذا العمل الفني قرابة عشرة أيام، بمعدل 8 ساعات عمل في اليوم الواحد بالموقع، وتتناول فكرة الجدارية الربط بين جمال الخط العربي، وعرضه بطريقة حديثة تلفت انتباه مستخدمي المترو، وزوار مكتبة قطر الوطنية، لذلك جعلت العمل الفني معكوسا من المنتصف لأبين أن العلم هو المرآة التي يمكن من خلالها رؤية من نكون وكيف سنصبح في المستقبل، وجعلت الكتابة ممتدة بشكل هرمي من أعلى الجدارية إلى أسفلها لأبين أن العلم طريق طويل لا نهاية فيه، كما أن خلفية الجدارية عبارة عن خطوط مختلفة الجهات والزوايا، ترمز إلى أن رحلة البحث عن العلم والمعرفة، لها طرق وأشكال ومسارات مختلفة لا نهاية لها، ومليئة بالتفاصيل الصغيرة، إلا أنها تجعل المعرفة أكثر جمالا وقوة.

إبداعات الشباب

* مبادرة "جداري آرت" من المبادرات الفنية المهمة، التي تضفي روحا على جدران المدينة؟ أهميتها للفنانين ولأفراد المجتمع؟

- لا شك أن مثل هذه المبادرات تسهم وبشكل كبير في إطلاق قدرات الشباب وإبداعاتهم، كما أنها تسهم بشكل كبير في انعكاس قيمنا الثقافية والحضارية، من خلال إرسال رسائل إيجابية وقيمة لكل أفراد المجتمع وكذلك زوار دولة قطر.

* برأيك؛ هل المجتمع المحلي على وعي بالفن الجرافيتي؟

- فن الجداريات يعد اليوم من أهم الفنون التي يشهدها الناس، حيث انه متاح للجميع ويكون في أماكن عامة، ويعطي متعة بصرية إذا نفذ بشكل جيد، كما انه دائما يحمل رسائل تراث الشعوب وتاريخها وفكرها، والمجتمع القطري من المجتمعات التي تحمل ذائقة فنية، لذلك تحظى الكثير من الجداريات المنفذة في قطر بالإشادة والإعجاب من قبل الأغلبية.

* لدى متاحف قطر العديد من المبادرات الفنية لدعم الفنانين، كيف وجدتِ هذه المبادرات؟

- في البداية أود أن أعبر عن شكري وتقديري لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، على دعمها الكبير، ورعايتها للفنانين الشباب وإتاحة الفرصة لهم لتزيين المباني والمرافق العامة في الدولة بالفن والإبداع البصري، وأنا سعيدة جدًا بكوني ساهمت بتجميل دولتي بالفن واستطعت أن أبرز قدراتي الفنية، وأن أعزز قيمنا التراثية والثقافية، من خلال آية من القرآن الكريم تحث على العلم والمعرفة بجوار صرح هام وحيوي، وهو مكتبة قطر الوطنية وفي مبنى المترو، الذي يعد من أهم المشاريع المستقبلية لدولة قطر.

فكر وإبداع

* لكل فنان مسار خاص يسعى من خلاله لطرح أفكاره وإبداعاته، فما توجهكِ الفني؟

- أنا في بداية طريقي في عالم الفن، وعاشقة للخط العربي، وبالأخص للخط الكوفي الهندسي، حيث أشغل وقت فراغي بشكل كبير، في تنفيذ أعمال وكتابات فنية مختلفة، للتعبير عما يدور بداخلي، أو تفاعل عمل يحيط بي، كما هو الحال في جائحة كورونا حيث نفذت أكثر من عمل فني منها جدارية في الحجر الصحي، تحتوي على كلمة "الأمل – Hope" دونتها بطريقة فنية هندسية، حيث كان الهدف الرئيسي منها تحفيز المرضى الموجودين في الحجر الصحي ونشر الطاقة الإيجابية، وأيضا الكتابة على كمام الوجه عبارة "كل هم سيزول" تحويل الكمام إلى عمل فني، وكان الهدف من هذا العمل تحفيز أفراد المجتمع، كما أنني ساهمت في تجميل بعض المرافق العامة في استاد المدينة التعليمية أحد ملاعب كأس العالم 2022، إذ قمت بعمل أربع جداريات كان عنوانها "الأصالة" وركزت فيها على أن موروثنا الحضاري والثقافي، الذي يعد مصدر إلهامنا لمستقبل مشرق، وقمت بكتابة النشيد الوطني بطريقة فنية بالخط العربي ودمجه مع رسومات ترمز لتراثنا وثقافتنا القطرية، وغيرها من الأعمال الفنية وكل ما أتمنى هو أن انشر رسالة الأصالة والتراث والوحدة والسلام، من خلال دمج الفن الحديث بالخط العربي بطريقة فنية ومبتكرة.

المعارض الافتراضية

*ما رأيكِ في المعارض الافتراضية، التي انتشرت في ظل أزمة كورونا؟

- ظروف جائحة كورونا التي ألزمت العديد من الناس "التباعد الاجتماعي" حفاظا على سلامتهم، أدت إلى ميلاد أنماط جديدة من المعارض لم تكن مطروقة في عالم الفن التشكيلي، وهي ظاهرة المعارض الإلكترونية أو ما يسمى بالافتراضية، أرى أن هذه المعارض الافتراضية شيء جميل، ويجب ألا تزول بزوال كورونا، وذلك لأن الكثير من الأشخاص المطلعين على الفن، لا تسمح لهم ظروفهم، بزيارة المعارض التي تقام، فهذه المنصة الإلكترونية تعطي المجال للجميع، للاطلاع على الأعمال الفنية الموجودة في المعرض، ومن خلال تجربتي بوضع بعض أعمالي في معرض افتراضي، رأيتُ أن هذه المنصة تعد منصة قوية حيث بإمكان الأشخاص من داخل وخارج قطر الاطلاع على الأعمال الفنية، ونأمل باستمرار هذه المعارض الافتراضية وان نراها بكثرة في قطر.

أهمية الدعم

* يرى البعض أن هناك حراكا ثقافيا وفنيا لافتا، فما أهمية ذلك؟

- الحراك الفني في قطر يشهد تطورًا كبيرًا يوما بعد يوم، فكما شاهدنا في هذه الفترة الصعبة التي مر بها العالم أجمع بسبب جائحة كورونا، إقامة العديد من المعارض الافتراضية والمعارض الشخصية التي تتناول فنونا مختلفة، ويرجع السبب الرئيسي في تطور هذه الحركة، إلى الدعم الكبير الذي تقدمه المؤسسات والجهات في الدولة للفنانين القطريين وإعطائهم المجال لإبراز أعمالهم الفنية وإيصال رسائلهم للعالم.

*ختاما.. ماذا تأملين من المجتمع تجاه الفنان؟

-أي فنان مهما بلغ مستواه يحتاج إلى الدعم والتشجيع، إذ يشكل هذا دافعا له لبذل مزيد من الجهد لإسعاد المجتمع الذي يهتم بفنه، لذلك كلما زاد التحفيز والتشجيع من المجتمع زادت مساحة الإبداع والابتكار لدى الفنان، وهذا ما نحتاجه من المجتمع المحلي وأفراده.

اقرأ أيضاً

"صوت هند رجب" عن غزة يفوز بالأسد الفضي في مهرجان البندقية

اختتام المرحلة الأولى من المسابقة الدولية لفن الخط العربي جائزة الأخلاق

قطر ضيف شرف النسخة السادسة والعشرين لمعرض بغداد الدولي للكتاب

أخبار ذات صلة

«الساعة التاسعة».. إبداع قطري يتألق في مهرجان القاهرة للمسرح

كتارا تفتتح معرض سيرة ومسيرة للفنانة خولة المناعي