اقتصاد

910

الدكتورة فانغ ليو : قطاع الطيران في قطر يلبي احتياجات مونديال 2022

"لفت نظري وأسعدني المستوى المتقدم وحجم الإنجازات النوعية التي استطاع قطاع الطيران المدني في قطر تحقيقه بزمن قياسي والذي يساهم بالضرورة في النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده البلاد"... بهذه الكلمات لخصت سعادة الدكتورة فانغ ليو، أمين عام منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) مدى إعجابها بواقع قطاع الطيران المدني بعد زيارتها الرسمية الأولى لدولة قطر منذ تسلمها منصبها.

وأعربت الدكتورة فانغ ليو في حوار مع مجلة "سماء قطر" التي تصدر عن الهيئة العامة للطيران المدني، عن سعادتها لمدى اهتمام الدولة بتنمية وتطوير هذا القطاع الحيوي وإدراجه ضمن الخطة التنموية الشاملة، لما له من تأثير إيجابي في دعم العديد من القطاعات الإنتاجية وتعزيز المنظومة الاقتصادية للدولة.

كما أكدت سعادتها أن الطيران المدني في قطر أمام تحدٍ كبير في السنوات المقبلة، ليثبت جهوزيته في خدمة وإنجاح استضافة الدولة لفعاليات كأس العالم 2022، معربة عن ثقتها بقدرة هذا القطاع على تأمين الخدمات الجوية اللازمة لهذه الفعالية الكبرى التي سترتقي إلى مستوى توقعات الجميع داخليًا وخارجيًا.

وعن أهم ما توصلت إليه اجتماعات الدورة 39 للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) قالت سعادة أمين عام المنظمة إن أهمية هذه الدورة تبلورت في الاتفاق التاريخي لاعتماد الدول الأعضاء مقياسا عالميا جديدا قائما على آليات السوق (GMBM) لتخفيض انبعاثات CO2 الناتج عن الرحلات الدولية، بالإضافة إلى إجماع الدول على القرارات التي من شأنها دعم مستقبل أكثر إستراتيجية، ودينامية وابتكارًا لقطاع الطيران المدني الدولي.

وجاء هذا الإنجاز التاريخي عند موافقة الجمعية العمومية لمنظّمة الطيران المدني التابعة للأمم المتّحدة في الدورة التاسعة والثلاثين لجمعيتها العمومية على التوصية باعتماد نص قرار نهائي للتدابير العالمية القائمة على آليات السوق.

ولفتت سعادتها إلى أن خطّة إيكاو للتعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي (CORSIA) صُممت من أجل تنفيذ سلّة من تدابير التخفيف التي تقوم بها أوساط النقل الجوي أصلًا بمتابعة تنفيذها من أجل تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطيران الدولي. وهي تشمل التحسينات الفنية والتشغيلية والتطورات في إنتاج واستخدام أنواع وقود الطيران البديلة والمستدامة.

وفيما يلي نص الحوار مع سعادة الدكتورة فانغ ليو،الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو):

ما هي أهم القرارات التي صدرت عن اجتماعات الجمعية العمومية لإيكاو؟ وما هي آلية تنفيذها؟

توصل ممثّلو الحكومات وقطاع الطيران والمجتمع المدني خلال الدورة 39 للجمعية العمومية لإيكاو التي انعقدت في مونتريال في سبتمبر-أكتوبر 2016، إلى الاتفاق على تدبير عالمي جديد قائم على آليات السوق من أجل مكافحة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطيران الدولي. وسيُتيح ذلك إستخدام خطّة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي كمساهمة إيجابية ومستدامة من أجل تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم".

وستبدأ عملية تنفيذ خطّة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي بواسطة مرحلةٍ تجريبية من عام 2021 حتّى نهاية عام 2023، ثمّ مرحلة أولى من عام 2024 حتّى نهاية عام 2026. وستكون المشاركة في هاتين المرحلتين المبكّرتين على أساس طوعي وستشهد المرحلة المقبلة من عام 2027 إلى عام 2035 انضمام جميع الدول. وقد قُبلت بعض الإعفاءات بالنسبة للبلدان الأقل نموًا والدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان النامية غير الساحلية والدول ذات المستوى المنخفض جدًا من نشاط الطيران الدولي.

استطاعت الدورة 39 للجمعية العمومية تحقيق تقدم كبير وبعيد المدى في جميع أهداف إيكاو الإستراتيجية لسلامة الطيران، وكفاءة الملاحة الجوية وأمن الطيران والتسهيلات، والتنمية الاقتصادية للنقل الجوي، وحماية البيئة.

وأقرت الدول الأعضاء في إيكاو موافقات واضحة على الأهداف والأساليب المتبعة عالميا في إطار خطط إيكاو الإستراتيجية الشاملة، وضرورة تطبيقها. كما أعرب المجتمعون عن تقديرهم ودعمهم الواضح لإعادة تحديد الأولويات الأخيرة التي وضعتها إيكاو بشأن المساعدة التقنية وبناء القدرات في إطار مبادرتها "لعدم ترك أي بلد خلف الركب" وساعد ذلك على ترسيخ المزيد من الشراكات العالمية المكثفة والاستغلال الأمثل للموارد.

كما صدر عن الجمعية قرار آخر بشأن تعديل اتفاقية شيكاغو لزيادة عدد الدول في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، ولجنة الملاحة الجوية الداعمة له بحيث يرتفع عدد دول المجلس من 36 إلى 40 دولة في حين يصبح عدد المفوضين الفنيين في لجنة الملاحة الجوية 21 بدلا من 19.

ما هي أهداف زيارة سعادتكم لدولة قطر وكيف ستساهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون بين الدولة ومنظمة إيكاو؟

كان شرفًا كبيرًا لي تلقي دعوة الحكومة القطرية لهذه الزيارة الرسمية الأولى لدولة قطر منذ أن تسلمت منصبي أمينا عاما لمنظمة الطيران المدني الدولي.

وقد لاحظت حجم الإنجازات النوعية التي وصل إليها قطاع الطيران المدني القطري في السنوات القليلة الماضية خاصة فيما يتعلق بتعزيز معايير أمن وسلامة الطيران التي تعد ركيزة نجاح هذا القطاع وتقدمه ،كما لمست خلال زيارتي مدى اهتمام الدولة بتطوير وتحديث أنظمة الملاحة الجوية بما يتناسب مع تسارع نمو الحركة الجوية في المنطقة.

وقد كان لي خلال زيارتي شرف لقاء معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وسعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات حيث تم بحث سبل التعاون المشترك في قطاع الطيران المدني وتنميتها وتطويرها، وتعزيز وتوثيق العلاقات بين دولة قطر والمنظمة. كما اجتمعت مطولًا مع سعادة السيد عبد الله بن ناصر تركي السبيعي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، وناقشنا العديد من القضايا المتعلقة بقطاع الطيران المدني وأهمها سبل تحقيق وضمان التنمية المستدامة في السنوات المقبلة على صعيدي التشغيل والبنية التحتية لهذا القطاع بهدف تحفيز تطور صناعة الطيران ودعم النمو الاقتصادي لدولة قطر.

ما هو تقييمكم لواقع قطاع الطيران في قطر بعد اطلاعكم على مقومات هذا القطاع خلال زيارتكم؟

لقد لفت نظري بشكل خاص أثناء الزيارة التزام الهيئة العامة للطيران المدني ببناء القدرات في كل المجالات لتفعيل دور الطيران وضمان مساهمته الفعالة في خدمة وإنجاح استضافة الدولة لفعاليات كأس العالم 2022، ويعود الفضل في ذلك إلى رؤية الحكومة القطرية الرشيدة وخططها الإستراتيجية في تنمية القطاعات الاقتصادية الحيوية وعلى رأسها قطاع النقل الذي يشمل الطيران المدني باعتباره أحد أهم القطاعات الإستراتيجية.

ونحن نعلم أن أمام قطاع الطيران المدني في قطر مهمة وطنية قادمة يجب أن يثبت فيها قدرته على تلبية احتياجات النمو السريع والمضطرد لحركة النقل الجوي التي ستتزامن مع استضافة قطر لفعاليات مونديال 2022 والتحديات المرتقبة التي ستواجهه في هذا المجال، وفي هذا الإطار يمكن لهيئة الطيران المدني في قطر الاستفادة من تجارب وخبرات الدول الأخرى في استضافة فعاليات عالمية مماثلة، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية والقدرة الاستيعابية اللازمة لهذا القطاع وتحديد الثغرات الموجودة والتنسيق مع سلطات الطيران المدني في الدول المجاورة في مجال تنظيم وتخطيط المجال الجوي وذلك لتلبية كل المتطلبات اللازمة لإنجاح استضافة وتنظيم هذا الحدث الكروي العالمي.

وبالنظر إلى الواقع الحالي والخطط المستقبلية فإننا واثقون أن أداء قطاع الطيران المدني في تأمين الخدمات الجوية اللازمة لهذه الفعالية الكبرى سيرتقي إلى مستوى توقعات الجميع داخليًا وخارجيًا.

ما مدى التعاون القائم بين إيكاو ودولة قطر؟

يبرز اهتمام الدولة بتعزيز نظام النقل الجوي لديها، من خلال التزامها بتطبيق معايير منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) في مجالي الأمن والسلامة ومواصلة عقد الشراكات والاتفاقيات الجوية وتوسيع شبكة الوجهات التي تربط دولة قطر بمختلف دول العالم.

وقد أسعدني ما لمسته من حرص لدى دولة قطر على تعزيز التعاون مع (إيكاو) في مختلف المجالات خاصة في تبني المبادرة التي أطلقتها المنظمة "لعدم ترك أي بلد خلف الركب" من خلال تقديم المساعدة للدول النامية بهدف دعم منظومة الطيران الدولي وتحقيق التنمية المستدامة في هذا المجال.

وقد تمكنت الهيئة العامة للطيران المدني في قطر من تسجيل العديد من الإنجازات والمشاريع النوعية من خلال تطبيق اللوائح التنظيمية في مجالي الأمن والسلامة وكذلك العمل على مراجعة وتحديث أنظمة سلامة الطيران لتعزيز نظام سلامة الطيران في الدولة، وهذا بالطبع يعود إلى الجهود الحثيثة التي تقوم بها كل إدارات الهيئة العامة للطيران المدني برئاسة سعادة رئيس الهيئة من أجل ضمان تقدم هذا القطاع.

ما هي التحديات التي تواجه قطاع الطيران المدني عالميًا؟

تساهم صناعة الطيران بشكل فعال في تطور اقتصادات الدول وتقود عمليات التنمية الاقتصادية لأي بلد من البلدان، ويبلغ عدد الرحلات الجوية حاليًا بحسب الأرقام المتوافرة لدينا، 100 ألف رحلة يومية على أن يتضاعف هذا العدد في العام 2030 ليصل إلى 200 ألف رحلة يومية عالميًا، وفي العام 2014 استطاع قطاع الطيران أن يساهم بحوالي 3.5 % من الناتج الإجمالي العالمي ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 5.8% في العام 2030.

وقامت سعادة الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي خلال زيارتها، بجولة على إدارات ومرافق الطيران المدني، بدأت بزيارة مقر الهيئة العامة للطيران المدني حيث التقت سعادة السيد عبد الله بن ناصر تركي السبيعي رئيس الهيئة واستعرضت معه واقع قطاع الطيران في قطر والمنطقة وأهم مقومات هذا القطاع الحيوي، والتحديات التي تواجهه ودور الهيئة في تنمية وتطوير صناعة الطيران محليًا وإقليميًا من خلال التعاون والتنسيق القائم بينها وبين منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) والمكتب الإقليمي التابع للمنظمة في الشرق الأوسط.

واستمعت سعادتها خلال الزيارة إلى شرح مفصل وعروض مرئية عن عمل إدارات ووحدات الهيئة خاصة المتعلقة بالملاحة الجوية والنقل الجوي والسلامة الجوية وأمن الطيران وأهم المشاريع والخطط التي تعمل على تطبيقها في مختلف المجالات، ومنها التنسيق القائم بين هيئات الطيران المدني في دول مجلس التعاون الخليجي لتخطيط المجال الجوي وإعداد ودراسة الأنظمة الكفيلة بإدارة الحركة الجوية وتحقيق الانسيابية في الأجواء. وقامت سعادة الدكتورة فانغ ليو، الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي بجولات تعريفية شملت كلية قطر لعلوم الطيران ومطار حمد الدولي وبرج المراقبة، حيث اطلعت خلالها عن كثب على مختلف المقومات والعناصر التي تشكل ركائز منظومة الطيران المدني في دولة قطر والذي يعد واحدًا من أكثر القطاعات نموًا وتطورًا في المنطقة.