رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة محلية

374

إقالة خاليلوزيتش وتعيين الركراكي وحد صفوف المنتخب المغربي

03 ديسمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
حسين عرقاب

 

المغرب في الدور الثاني من كأس العالم قطر 2022 في صدارة المجموعة السادسة، ولثاني مرة في تاريخها بعد مونديال المكسيك 1986 هو العنوان الأبرز لمرحلة مجموعات النسخة الثانية والعشرين من العرس العالمي، بالذات لنا كعرب بعد أن حفظ أسود الأطلس ماء وجهنا وضمنوا لنا بطاقة على الأقل من أصل أربعة منتخبات ناطقين بلغة الضاد شاركوا في الحدث الرياضي الأكبر من حيث المتابعة الجماهيرية، والتعرف على أساب نجاح المنتخب المغربي في هذه المنافسة قد يتطلب منا العودة حتى إلى المرحلة التي سبقت إعطاء ضربة بدايتها، والتي لم يكن البعض يتوقع فيها تألق المغرب بسبب مشاكل البيت الداخلية تحت قيادة خاليلوزيتش، لتقدم الجماعة المغربي لكرة القدم على تغييره بالمواطن وليد الركراكي الذي شكل كلمة السر في توحد هذا الجيل، بعد أن نجح في إذابة الجليد وتوحيد الصفوف قبل انطلاق المونديال.

وأول ما قام به الركراكي هو لم الشمل وإعادة الثنائي نصير مزراوي وحكيم زياش إلى قائمة المنتخب من جديد، ليكون الأول أسدا يذود عن شباك الحارس ياسين بونو، ويشكل الثاني رقما صعبا في عملية الوصول إلى شباك الخصوم منذ أول لقاء جمع المغرب بكرواتيا، مع الإيمان بقدرات الهداف يوسف النصيري الذي انتقد كثيرا قبل بداية المونديال، ليرد بعد ذلك بأدائه المبهر في لقاءات مرحلة المجموعات، رفقة الصابيري الوافد الجديد على كتيبة الركراكي، الذي أوفى بجميع عهوده، دون نسيان سفيان أمرابط في وسط الميدان، الذي كان بمثابة الجدار الذي تتكسر عليه خطط المنافسين.

القرار المناسب

الأكيد أن أول خطوة نحو هذا الإنجاز وبلوغ المغرب الدور الثاني لكأس العالم قطر 2022 هو إقدام الجامعة المغربية بقيادة فوزي لقجع على إقالة المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش وتعيين وليد الركراكي على رأس الإدارة الفنية للمنتخب، وهو القرار المناسب والشجاع بالنسبة للقائمين على الكرة المغربية، الذين فضلوا الاستغناء عن المدرب السابق للمنتخب الياباني، واستبداله بمدرب الوداد البيضاوي السابق قبل أسابيع قليلة من إعطاء ضربة البداية للنسخة الثانية والعشرين من المونديال الأول من نوعه في منقطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

خيار الجامعة المغربية وإن لم ينل الإجماع في ذلك الوقت، بالنظر إلى خطورته وحجم المغامرة فيه إلا أنه أثبت مع مرور الأيام جدواه، بعد أن تمكن الركراكي في ظرف وجيز من الدخول في الأجواء وبناء منتخب قوي تمكن من خلاله من التعادل مع وصيفة كأس العالم روسيا 2018، والفوز على بلجيكا ثانية الترتيب الدولي، ومن بعدها كندا العائدة إلى المنافسة بعد 36 سنة من الغياب، مستغلا في ذلك العديد من المفاتيح.

حماة العرين

الأكيد أن أول المفاتيح التي وظفها المدرب وليد الركراكي بشكل جيد في هذه البطولة حارسا المرمى ياسين بونو ومنير المحمدي اللذان لعبا دورا كبيرا في اقتطاع المغرب لتأشيرة العبور إلى الدور الثاني لثاني مرة في تاريخه، بعد أن وقف نجم إشبيلية الإسباني كالأسد في الذود عن شباكه في لقاءي كرواتيا وكندا، بينما شكل حارس الوحدة السعودي أحد الأعمدة الرئيسية التي بني عليها الفوز التاريخي لأسود الأطلس على منتخب بلجيكا لحساب مباريات الجولة الثانية عن المجموعة السادسة، التي عوض فيها زميله بونو ثواني قليلة قبل إطلاق صافرة بدايتها بعد تعرضه لوعكة صحية أثناء عزف النشيد المغربي.

صلابة دفاعية

ومن بين أهم عوامل نجاح المنتخب المغربي في هذه البطولة لحد الآن الصلابة الدفاعية لأسود الأطلس، الذين لم يتلقوا سوى هدف وحيد في ثلاث مباريات جاء عن طريق الخطأ في لقاء كندا الأخير، مرتكزين في ذلك على الرباعي أشرف حكيمي على الجهة اليمنى ونصير مزراوي على اليسار بالإضافة إلى القائد غانم سايس الذي لعب دور الميزان في ترتيب أوضاع الخط الخلفي، وزميله في المحور نايف أكرد العائد من إصابة، الذي لم يكن الكثير ينتظر تقديمه لهذا المستوى، بعد أن دخل المعسكر برصيد شبه خال من المباريات بعد تلقيه ضربة مؤلمة مع بداية الدوري الانجليزي الممتاز مع ناديه ويست هام، دون نسيان البديل الفعال جواد اليميق الذي قطع التيار أمام مهاجمي بلجيكا وكندا حينما زج به الركراكي بغرض الحفاظ على النتيجة.

الأجنحة الطائرة

وبغض النظر عن دورهما الدفاعي واستبسالهما في مهمة الحفاظ على نظافة الشباك المغربية، يعد ثنائي الأروقة في أسود الأطلس أشرف حكيمي على الجهة اليمنى، ونصير مزراوي في اليسار أولى المحطات التي تبنى عليها الهجمات المغربية في هذه البطولة، وذلك بالنظر إلى نزعتهما الهجومية الواضحة وتنقلهما السريع من الخلف إلى الأمام، بطريقة تجعلهما أول مهاجمين عندما تكون الكرة مع المنتخب المغربي وآخر مدافعين في حال ضغط الخصوم على أسود الأطلس، ما يعطي تفوقا مغربيا دائما في الشقين الخلفي والأمامي.

القلب النابض

وغير بعيد عن الخط الخلفي للمنتخب المغربي يتمركز ومنذ بداية البطولة القلب النابض لأسود الأطلس سفيان أمرابط، الذي أسهم بشكل واضح في كسر الهجمات المتجهة نحو شباك الحارس ياسين بونو انطلاقا من وسط الميدان، من خلال تحركه على الجهتين اليسرى واليمنى لتغطية الفراغات التي قد يتركها تحرك حكيمي أو مزراوي إلى الأمام، ليشكل بذلك السند الحقيقي لمحوري دفاع المنتخب المغربي غانم سايس أو نايف أكرد، اللذين استفادا كثيرا من التموقع المميز للاعب فيورنتينا الإيطالي، الذي وضعه أداؤه المبهر في المونديال على رادار نادي ليفربول الانجليزي، الذي وضعه حسب آخر التقارير الإعلامية على رأس قائمة المطلوبين في سوق الانتقالات الشتوية المقبل.

كلمة السر

قد لا يختلف اثنان على أن حكيم زياش تحت قيادة وليد الركراكي لا يمت بأي صلة لحكيم زياش مع المدربين السابقين لا من حيث الأداء ولا القتالية في الملعب، فنجم تشيلسي الذي كان من المغضوبين عليهم من طرف المدرب الفني السابق لأسود الأطلس وحيد خاليلوزيتش، عاد وبنفس جديد تمكن من خلاله بأن يلعب دور كلمة السر في المنتخب المغربي، بالذات من الناحية الهجومية للمنتخب المغربي، التي انتقلت بشكل نوعي منذ رجوع لاعب أياكس أمستردام السابق الذي أكد بالأرقام قيمته الفنية، بعد أن سجل هدفا في هذه البطولة في شباك المنتخب الكندي، وكان وراء تمريرتين حاسمتين في لقاء بلجيكا لحساب الجولة الثانية من مباريات المجموعة السادسة، التي أنهاها المغرب لمصلحته بهدفين دون رد، مؤكدا بذلك نوعية الإشادة التي تلقاها قبل انطلاق البطولة من مدرب المنتخب وليد الركراكي، الذي بين الموهبة التي يحظى بها هذا النجم، وقدرته على الإسهام في تحقيق المغرب لنتيجة غير مسبوقة في هذا المونديال، سواء كان ذلك من خلال أهدافه أو تمريراته المفتاحية التي من شأنها وضع المهاجمين في أحسن الوضعيات لتسجيل الأهداف، وحسم المقابلات لمصلحة أسود الأطلس.

أحسن رد

ومن بين أهم أسباب النجاعة الهجومية للمنتخب المغربي في النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم، مهاجم نادي إشبيلية الإسباني يوسف النصيري الذي تألق في هذه البطولة بشكل كبير، من خلال هدفه المسجل في مرمى المنتخب الكندي لحساب مباريات الجولة الثالثة من المجموعة السادسة لمونديال قطر 2022، والذي أسهم من خلاله في ضمان عبور أسود الأطلس في الريادة، أو حتى من خلال تحركاته الكثيرة في المباريات السابقة، والتي أربك من خلالها دفاعات المنتخبات التي لاقت المغرب في المباراة الأولى والثانية، راداً بذلك على الانتقادات التي طالته وطالت مدرب المنتخب المغربي بعد إعلان قائمة أسود الأطلس المشاركة في هذه البطولة، بحجة تراجع مستواه وابتعاده عن التهديف والمشاركة رفقة ناديه، هو ما لم نره في هذه البطولة بعد أن تمكن من فرض كلمته أمام أفضل المدافعين في العالم، والسير بالمنتخب المغربي إلى الدور الثاني لثاني مرة في تاريخه بعد مونديال المكسيك عام 1986.

المفاجأة السارة

وبغض النظر عن الأسماء التي كان يتوقع تألقها في كأس العالم قطر 2022، ضمت قائمة المنتخب المغربي لكأس العالم قطر 2022 لاعب سامبدوريا عبد الحميد صابيري الذي لم ينتظر أن يتوهج بهذه الطريقة، بالنظر إلى أن المونديال يعد أول منافسة رسمية يظهر فيها رفقة منتخب بلاده، وهو الذي التحق بالمعسكر الإعدادي للعرس العالمي، لاعب منتخب ألمانيا للشباب سابقا شكل المفاجأة السارة لعشاق الكرة المغربية، الذين انبهروا بمستوى صاحب 26 عاما في هذه البطولة، وهو الذي جاءت أقدامه بهدف جميل في مرمى المنتخب البلجيكي من مخالفة مباشرة، بالإضافة إلى نجاحه في لعب دور السم القاتل لدفاعات الخصوم كلما أتيحت له الفرصة في ذلك، مؤكدا بذلك وفرة الخيارات بين يد المدرب وليد الركراكي الذي سيحتار في لقاء إسبانيا القادم حول ماهية التشكيلة التي سيخوض بها هذه المواجهة المهمة في تاريخ أسود الأطلس، لا سيما وأن الدكة لا تضم الصابيري فقط بل تضم معه العديد من النجوم القادرين على صنع الفارق، وأولهم إلياس شاعر مهاجم كوينز بارك رينجرز الإنجليزي.

مساحة إعلانية