رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2391

المرأة الفلسطينية ترقص فوق القنابل بحزامٍ من كاوتشوك

03 يوليو 2021 , 07:00ص
alsharq
الفنانة عبير جبريل داخل معرضها
غزة - حنان مطير

منذ صغرها والفتاةُ راقصة الباليه تسيطر على فكرِها، تمعن النظر فيها عبر الشاشة الصغيرة فتُسحِرُها بخطوات قدميها الهادئة ويقفز قلبُها مع قفزاتها السريعة وشقلباتها.

كم تمنّت الفنانة الغزيّة عبير جبريل أن تتعلّم الوقوف على أطراف أصابعِها، والرقص كما يحلو لها، كفتاة الشاشة الصغيرة، لكن التدريب على تلك الرقصات لم يكن متوفرًا في قطاع غزّة الذي ما إن ينتهي فيه عدوانٌ حتى يُشنُّ عليه عدوانٌ آخر.

منذ 11 عامًا وراقصة الباليه، هي محور تفكير الفنانة عبير التي تجسدها في كل لوحاتِها، وحول هذا تقول لـ"الشرق":" أرى فيها الجمال والرشاقة والحرية، والأهم أنني أراها قويّة شامخة، تدوس كل شيء تحت قدميها وتستمر، تماماً كما المرأة الفلسطينية التي داست على جراحها وهمومِها".

وتضيف:" المرأة الفلسطينية ترقص صبرًا وتحديًا وقوةً وشموخًا، والرقص الذي أقصده في لوحاتي يعني الاستمرار في الحياة، واستكمال البحث عن الأمل، وشق الطريق مهما كان صعبًا ومهما تكالبت عليها الظروف".

وتتبع:" لذلك فإن الفلسطينية ترقص على إيقاعات ليست موسيقية كالعادة، إنما على إيقاعات سوداء مظلمة وهذا ما أبرزه في لوحاتي".

لقد جسدت الفنانة عبير المرأة الفلسطينية في إحدى لوحاتها على هيئة راقصة باليه تلف "إطار الكاوتشوك" حول خصرها، في رمزية للتحدي والانتفاض والثورة التي تعيشها فلسطين.

وفي لوحةٍ أخرى ترقص فوق القنابل، وفي تلك اللوحة أيضًا كل معاني التحدي والصمود ومكافحة الاحتلال والظلم والعدوان وكل ما يعوق استمرار حياتها، وفي ذات الوقت تحمل على قدمها مصباحًا ينير عتمتها ويزيل خوفَها وألمَها، وفي لوحة ثالثة تظهر من حولها البنايات المقصوفة والأبراج المدمرة إلا أنها تواصل الرقص، وكذلك تقصف الفلسطينية أمام جدار الفصل العنصري وتنظر ومن حولها الأسلاك الشائكة والقيود. تعبر:" إنها المرأة الفلسطينية المميزة بحزنها وحصارها وقيودها، المرأة التي تحاصرها الظّلمة من كل الاتجاهات، ذاتها هي القوية الصامدة التي لا تتوقّف عن زرع الحب والأمل، وزرع الحياة، في لوحات الفنانة عبير لن تسمع الإيقاع إنما ستراه، لن تسمع الموسيقى إنما سترى السواد وسيمتلئ قلبك بالنور لكثرة ما تزخر اللوحة بإيحاءات التحدي والقوة".

عبير التي أنهت دراستها من كلية الفنون الجميلة بجامعة الاقصى بغزة غالبًا ما تجعل محور أفكارها حول المرأة الفلسطينية لكثرة ما تشعر بشموخها وصبرها وقوتها، ففي معارض سابقة شاركت فيها حاولت تكراراً تجسيد الدور التكاملي بين المرأة والرجل، مبينةً زوايا التحد للظروف والواقع في الصورة، ولكن في إطار لا يبتعد عن أفكار الشعب الفلسطيني المحافظ بل في ظل احترام العادات والتقاليد المجتمعية.

وتأمل الفنانة من خلال لوحاتها الفنية البصرية أن تبرز حلمها بأن يعيش الإنسان في أمان بعيدًا عن الحصار والاعتداءات المتكررة وخاصة المرأة التي تحمل كونًا من المشاعر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مساحة إعلانية