رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1642

فرنسا تتبرأ من حفتر وتهاجم فاغنر

03 يوليو 2020 , 07:00ص
alsharq
مسار طائرة تتجه الى قاعدة الخادم - الجزيرة
عواصم - وكالات

بعد أن كانت أكبر داعميه الأوروبيين دبلوماسيا ولوجستيا، وصمتت عن آلاف القتلى والمجازر التي ارتكبها رجاله، تبرأت فرنسا أخيرا من الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، لكن بعد ماذا؟ ولماذا الآن؟ فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي راهن على حفتر، في الدفاع عن مصالح بلاده وشركاتها النفطية في ليبيا، ها هو اليوم على وشك أن يخسر آخر أوراقه.

ففي ندوة صحفية مشتركة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، نفى ماكرون، بوضوح دعمه لحفتر، وأعلن عدم رضاه على هجومه على العاصمة طرابلس في 4 أبريل 2019.وبعد أن واصل هجومه المتكرر على تركيا التي أجهضت مشاريعه الاستراتيجية في ليبيا، انتقد ماكرون لأول مرة روسيا، حليفته "السابقة" في دعم حفتر، وشركتها الأمنية فاغنر،

وأشار إلى أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في هذا الشأن.

وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة، رد على الرئيس الفرنسي بجملة لها مغزى "ليت كان ذلك قبل 14 شهرا". فالزمن هنا يفرق، فقبل 14 شهرا كانت طرابلس تواجه لوحدها معركة البقاء، أمام زحف غادر لمليشيات حفتر، استبق مؤتمرا أمميا للسلام، في حين تكتلت عدة دول، بينها فرنسا، خلف الجنرال الانقلابي للإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليا.

وإنكار ماكرون، أن بلاده لم تدعم حفتر ولم تؤيد هجومه على طرابلس، مسألة تدعو للذهول والاستغراب.

فقبل عام واحد فقط اعترفت باريس أن صواريخ جافلين الأمريكية التي عثر عليها الجيش الليبي بعد تحريره مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس) تعود ملكيتها للجيش الفرنسي.تأخرت باريس 14 شهرا لإدانة هجوم حفتر على طرابلس، و12 شهرا بعد انكشاف أسلحتها في غريان، ولم تدن تورط شركة فاغنر الروسية في العدوان على طرابلس طيلة 9 أشهر، فما الذي تغير حتى تتبرأ من حفتر الآن، وتدين فاغنر بهذه الحدة؟

السبب الرئيسي المعروف أن حفتر هُزم هزيمة ساحقة في حربه على طرابلس، وتراجع شرقا وجنوبا عن دائرة قطرها يتجاوز 400 كلم، و"المنهزم لا صاحب له"، لذلك تخلت عنه فرنسا مثلما فعلت السودان واليونان وقبلهما إيطاليا.

لكن السبب الحقيقي وراء هجوم ماكرون على فاغنر وإثارة الأمر مع بوتين، هو تحرك مرتزقة فاغنر نحو حقل الشرارة النفطي، في أقصى الجنوب الغربي الليبي، بالقرب من مدينة أوباري، وسيطرتها عليه الأسبوع الماضي، بعدما كادت وحدات موالية للحكومة الليبية أن تستعيده.

ويعد هذا الحقل أكبر حقل نفطي في ليبيا وقد يصل إنتاجه إلى 300 ألف وحتى 400 ألف برميل يوميا في حالات الذروة، واحتياطاته تبلغ 3 ملايين برميل.

لكن أهم تفصيلة في هذه النقطة، أن شركة توتال النفطية الفرنسية لها أسهم ضمن مشروع حقل الشرارة، الذي تديره المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، بالشراكة أيضا مع شركات ريبسول الإسبانية، و"أو إم في" النمساوية، وإكوينور النرويجية.

فعندما تقترب شركة أمنية روسية من حقل الشرارة، الذي يستثمر فيه عملاق النفط والغاز الفرنسي أموالا كبيرة منذ سنوات، فهنا نكون دخلنا "مجال النفوذ الفرنسي" في ليبيا، وهذا سبب غضبة ماكرون من فاغنر.

لذلك اتصل ماكرون ببوتين، هاتفيا، الجمعة، للتعبير عن إدانته لنشاط فاغنر في ليبيا، بينما أبلغه بوتين، أن "المتعاقدين الخاصين" (مرتزقة فاغنر) لا يمثلون روسيا.

وعلق ماكرون على تبرؤ بوتين من فاغنر، بأنه "يلعب على هذا التناقض". لكن ليس بوتين وحده من يلعب على التناقض، بل ماكرون يتخبط أيضا في تناقض مريع بليبيا، فكيف يدعم بلد ديمقراطي جنرالا انقلابيا للوصول إلى السلطة بالقوة العسكرية، وإقامة نظام ديكتاتوري يتوارثه أبناؤه!

من جهة، رصدت مواقع مختصة بحركة الطيران لأول مرة انطلاق طائرات شحن سورية وروسية إلى قاعدة الخادم التي تديرها الإمارات في ليبيا، وتوضح حركة الطائرة أنها انطلقت من دمشق باتجاه اللاذقية ثم إلى مصر، وغابت عن الرادار بعد وصولها إلى غرب الإسكندرية. لكن موقع "فلايت أوير" المختص برصد الطيران بث صورا توضح مسار الطائرة بعد أن دخلت مصر، حيث اتجهت إلى مطار قاعدة الخادم في ليبيا وظهرت هذه الطائرة مرة أخرى الثلاثاء الماضي غرب الإسكندرية أثناء خروجها من مصر عائدة إلى سوريا.

وكذلك رصد الموقع طائرة شحن روسية من الطراز نفسه، حيث انطلقت من موسكو إلى مطار حميميم في اللاذقية السورية، ومن هناك باتجاه مصر ثم إلى الحدود مع ليبيا ثم غابت عن الرادار.

من جهته، قال السفير التركي لدى باريس إسماعيل حقي موسى إن حظر التسليح المفروض على ليبيا لا تتم مراقبته، ولا يتم احترامه شرق ليبيا "ويتعرض (قرار الحظر) للانتهاك يوميا من قِبل مصر والإمارات".

وفي كلمة له أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسي، أكد السفير التركي أن بلاده موجودة في ليبيا بدعوة رسمية من الحكومة (الليبية) الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. وأضاف حقي موسى "لا أفهم لماذا تهتم أوروبا وفرنسا بحظر توريد السلاح عبر البحر فقط، في حين تتجاهلانه بريا وجويا، حيث يتعرض قرار الأمم المتحدة بهذا الشأن للانتهاك يوميا عبر الحدود المصرية البرية، وعبر الجو من خلال إرسال الإمارات طائرات إلى ليبيا".

من جانبه، ندد المبعوث الأممي السابق بليبيا غسان سلامة بما سماه نفاق بعض الدول بمجلس الأمن الدولي، متهما إياها بأنها وجهت "طعنة في الظهر" بدعمها حفتر في هجومه الفاشل على طرابلس. وقال الدبلوماسي اللبناني في مقابلة مع "مركز الحوار الإنساني" الأربعاء "لم أعد أملك أي دور، ففي اليوم الذي هاجم فيه طرابلس، حظي (حفتر) بدعم غالبيتهم (أعضاء مجلس الأمن) في حين كنا نتعرض للانتقاد في ليبيا لأننا لم نوقفه".

 

ومنذ تسميته رئيسا للبعثة الأممية في يونيو2017، حاول سلامة تحقيق تقدم في المحادثات بين طرفي النزاع لإيجاد حل، لكنها تعثرت أكثر من مرة. ورأى سلامة أن هجوم حفتر الذي أطلق بدعم عسكري من مصر والإمارات وروسيا وكذلك بدعم فرنسي تنفيه باريس "أدى إلى توقف عملية السلام التي عملنا عليها لمدة عام كامل".

وأضاف "هنا تفهمون أن نفاق تلك الدول، في هذه المرحلة، وصل إلى مراحل تجعل من عملكم إشكاليا جدا". وقال سلامة "إن دولا مهمة لم تكتف فقط بدعم حفتر، بل تواطأت عمدا ضد عقد المؤتمر الوطني" في غدامس (غربي ليبيا) وأضاف "لم يكونوا يريدون أن يعقد" المؤتمر.

وتابع "أنا غاضب جدا" معتبرا أن النظام الدولي القائم حاليا "متضعضع تماما" خصوصا فيما يتصل "بالتدخل العسكري المباشر في نزاعات محلية". وأعرب عن أسفه لأن "قادة دول مهمة لم يعد لديهم أي ضمير". واستقال سلامة من منصبه في مارس الماضي قائلا إن صحته لم تعد تتحمل تلك الوتيرة من الإجهاد، مؤكدا أنه سعى لعامين وأكثر إلى لم شمل الليبيين وكبح التدخل الخارجي وصون وحدة البلاد.

اقرأ المزيد

alsharq د. مريم المسند: احتفالات حلب تكريم لدولة قطر

اعتبرت سعادة الدكتورة مريم بنت علي المسند وزيرة الدولة للتعاون الدولي، أن احتفالات مدينة حلب بحملة “حلب ست... اقرأ المزيد

334

| 22 ديسمبر 2025

alsharq سفيرنا في بريطانيا: قوة الأمة تُبنى بأيدي وعقول ونزاهة أبنائها

شارك أكثر من 900 شخص من مسؤولي الحكومة البريطانية وأعضاء البرلمان ورجال الاقتصاد والسفراء لدى المملكة المتحدة والصحفيين... اقرأ المزيد

190

| 22 ديسمبر 2025

alsharq المنخفضات الجوية تفاقم معاناة نازحي غزة

شتاء ثالث لأهل غزة منذ العدوان الإسرائيلي الجائر، وقد بدت حياة النازحين شبه مستحيلة، بعد أن تحولت أحياء... اقرأ المزيد

54

| 22 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية