اقتصاد

1122

خبراء لـ الشرق: تبني أحدث الابتكارات يقلل مخاطر البنوك ويعزز ريادتها

نشر موقع "intelligent cio" تقريرا تحدث فيه عن واقع الأمن السيبراني في قطر خلال الفترة الأخيرة، كاشفا عن تحقيقها لتطور واضح خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي مكنها من تجاوز العديد من الهجمات التي طالتها قبل سنتين من الآن، حيث كانت الدوحة هدفا لـ 439638 هجمة مست مختلف القطاعات، وبالذات المصرفية منها التي كانت على رأس المجالات المهددة، إلا أن استناد قطر على أفضل وأحدث التقنيات المستخدمة في الأمن السيبراني على المستوى العالمي، أعطاها القدرة على الخروج من مثل هذه الأخطار دون أي أضرار أو خسائر كبيرة، مع توقعات استمرار الدولة في المضي قدما في العمل السيبراني خلال المرحلة المقبلة، بالنظر إلى الحرص الحكومي الكبير على تنمية هذا القطاع، والوصول به إلى أحسن المستويات التي تضعها في ريادته في منطقتي الشرق الأوسط والخليج.

قطاع البنوك

وكشف التقرير أن قطاع البنوك يعد من بين أكثر المجالات اهتماما بالأمن السيبراني، وذلك تحت قيادة مصرف قطر المركزي الذي أرسى استراتيجية أمن تكنولوجيا المعلومات وإرشادات مخاطر التكنولوجيا، بغية توجيه المصارف لتبني أحدث الابتكارات المتعلقة بالأمن السيبراني، والسهر على تطبيقها بحذافيرها من أجل حماية أنظمتها والتقليل من نسب المخاطر التي تحيط بها، خاصة وأن عملها على تكثيف الخدمات المقدمة من طرفها الكترونيا لإراحة عملائها، يسهل امكانية استهدافها من قبل شتى الجهات الناشطة في القرصنة، وتدمير القواعد البنكية عن بعد بالاعتماد على الإنترنت.

وبين التقرير أن نجاح قطر في تقوية دفاعاتها السيبرانية بالشكل المطلوب سيلعب دورا كبيرا في تعزيز اقتصادها المحلي، مفسرا ذلك بالإشارة إلى نجاح أي هجمة سيبرانية في ضرب أي طرف داخل الدوحة، سيؤدي إلى اضعافه بالشكل الذي سيؤثر حتى على خطط النمو الاقتصادي التي ترسمها الدولة في إطار رؤيتها المتعلقة بعام 2030، مؤكدا فوز الدوحة لحد الساعة برهان تطوير القطاع، ودعمه بالصورة التي تسمح له بالوقوف سدا منيعا أمام المخاطر التي يواجهها، وذلك بالتركيز على تطوير الأنظمة بطريقة دائمة، تمنع مرتكبي مثل هذه الجرائم الإلكترونية من تحقيق أهدافهم بالرغم من سعيهم الدائم إلى تغيير أفكارهم وبرامجهم.

الأمن السيبراني

وتعليقا منهم على ما جاء به التقرير أكد العديد من خبراء القطاع حقيقة التطور الكبير الذي تشهده قطر في مجال الأمن السيبراني خلال الأعوام القليلة الماضية، مقدرين نسبة النمو بين عامي 2018 و2021 بحوالي 50 %، مرجعين ذلك إلى الاهتمام الحكومي الكبير بضرورة تعزيز أنظمة الدفاع السيبرانية في البلاد، سواء كان ذلك على مستوى الجهات الحكومية أو الخاصة، والتي باتت تبحث بشكل دائم عن إغلاق جميع الثغرات أمام المخترقين من مختلف قارات العالم، بواسطة الاستناد على أحدث التقنيات والتركيز على تكييفها بشكل دائم مع المخاطر المحتملة، مشيرين إلى أن قطاعي المصارف والرياضة يأتيان على رأس قائمة المجالات المعنية بالهجمات الإلكترونية.

تقوية القطاع

وبين البعض الآخر منهم أهمية تقوية القطاع السيبراني في البلاد من الناحية الاقتصادية، كونه يعتبر المسؤول الأول عن حماية البنوك في الوقت الحالي، وإبعادها عن عملية التخريب والقرصنة ما يضمن بشكل كبير استقرار الاقتصاد الوطني، ناهيك عن دورها اللامتناهي في جلب الاستثمارات الأجنبية، وتشجيع رجال الأعمال غير القطريين على دخول شتى الأسواق المحلية، عن طريق تهيئة المناخ المناسب وإعطائهم الضمانات المطلوبة فيما يتعلق بالحفاظ على رؤوس أموالهم، وإبقائها بعيدة عن الأضرار الناتجة من الهجومات الإلكترونية.

نمو معتبر

وفي حديثه للشرق قال المهندس صلاح السعدي إن نمو قطاع الأمن السيبراني في الدوحة حقيقة لا يمكن الشك فيها، مستدلا في ذلك بنجاح مختلف الجهات في صد العديد من الهجمات الإلكترونية القوية خلال الفترة الأخيرة، مقدرا نسبة نمو القطاع بحوالي 50 % إذا ما قورنت الأوضاع بما كانت عليه الأوضاع في 2018، مرجعا التطور الحاصل على مستوى الأمن السيبراني في الدولة إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الحرص الحكومي على ضرورة دعم هذا المجال والوصول به إلى أعلى المستويات في جميع الجهات العمومية وحتى الخاصة منها، والتي بدأت في التركيز على هذا القطاع في السنوات القليلة الماضية إدراكا منها لأهميته البالغة في إنجاح أي استثمار.

وبين السعدي الدور الحكومي الكبير في تحصين القواعد السيبرانية في البلاد، من خلال إطلاق العديد من المبادرات وعلى رأسها إنشاء الفريق القطري للإستجابة لطوارئ الحاسب الآلي " Qcirt " على مستوى وزارة المواصلات والاتصالات، والتي تعمل على التعرف على جميع الهجمات الإلكترونية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن بمختلف أنواعها، وتنبيه باقي الجهات الوطنية بخطورتها بواسطة إرسال رسائل إلكترونية مباشرة تشرح أسلوب العمل المتبع من المخترقين، مع التوجيه نحو الطرق المناسبة للتعامل معها وصدها.

القطاع الخاص

من ناحيته أكد ناصر عبدالله اليافعي المدير العام لشركة سداد لحلول الدفع أن الاهتمام بتطوير القدرات الوطنية في الدولة لم يعد ينحصر على الجهات الحكومية وفقط، بل تعداها إلى الخواص الذين باتوا يحرصون بشكل كبير على تطوير قدراتهم في هذا القطاع، من خلال التنسيق المستمر مع الفريق القطري للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي كيوسيرت التابع لوزارة الاتصالات، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة الداخلية ممثلة بإدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية، وكذا العمل مع مصرف قطر المركزي بالنسبة للشركات العاملة في المجال المالي بهدف مكافحة الاحتيال الإلكتروني المنتشر بكثرة في هذا القطاع.

وضرب اليافعي المثال عن المجهودات التي تبذلها الشركات الخاصة من أجل تطوير دفاعاتها السيبرانية بشركته سداد لحلول الدفع، والتي تعمل على اتباع جميع التشريعات والقوانين والأنظمة التي تدعم هذا المجال، بالنظر إلى ارتكاز أنشطتها على المعاملات الإلكترونية التي تحتاج إلى أنظمة تحمي من الهجمات السيبرانية ومحاولات الاختراق وعمليات الاحتيال والتلاعب، مشددا على إيلاء الشركة جل اهتماماتها لمتطلبات تقوية الأنظمة الإلكترونية، ما مكنها من الحصول على شهادة "ISO 27001" لتحديد المخاطر وحماية المعلومات السرية للعملاء، كما تعتبر من الشركات القليلة الحاصلة على معيار "PCI DSS" للتحكم في بيانات حاملي بطاقات الائتمان والحد من الاحتيال، بالإضافة إلى تشفيرها لمعاملاتها الإلكترونية وفق شهادة تشفير" 256 بت" لبوابة الدفع، ما يرفع حصانتها الإلكترونية إلى مستويات مميزة.

تشجيع الاستثمار

بدوره كشف المهندس أحمد خليل عن الدور المهم الذي باتت تلعبه الأنظمة السيبرانية في تعزيز الاقتصادات العالمية، وهو ما ينطبق على الوضع في قطر، قائلا بأن تعزيز هذه القواعد يعد تحصينا للاقتصاد الوطني وسندا له لتجاوز العقبات المخاطر التي من شأنها التأثير عليه والتأدية به إلى التراجع جراء الاختراقات التي باتت تستهدف شتى القطاعات، وعلى رأسها المالي والرياضي مع اقتراب قطر من احتضان كأس العالم لكرة القدم في نسختها الثانية والعشرين، داعيا جميع الجهات إلى الاهتمام بهذا القطاع والسعي إلى تطويره في المستقبل.

وبين الخليل أن الوصول بقطاع الأمن السيبراني في الدوحة إلى أعلى مستوياته سيسهم في زيادة حجم الإستثمارات وبالأخص الأجنبية منها، من خلال عمله على خلق البيئة المناسبة لحماية الأموال والوقوف سدا منيعا أمام الاختراقات التي قد تستهدف البنوك والمصارف بين الحين والآخر، وهو ما يبحث عنه أي رجل أعمال قبل التفكير في إطلاق مشاريع خاصة به في أي دولة كانت، مؤكدا على أن نجاح الدوحة في تحصين أنظمتها السيبرانية سيعزز دون أي أدنى شك مكانتها كاحدى أفضل الوجهات الاستثمارية في منطقتي الخليج والشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً

 اقتصاد دولة قطر يرتفع 2.9 بالمئة خلال الربع الثالث من عام 2025

قطر تمنح صفقة غاز بقيمة 4 مليارات دولار

وزارة التجارة: ورشة حول التعرف على المستفيد الحقيقي

أخبار ذات صلة

24.3 مليار ريال تقديرات قيمة التعاملات العقارية

النفط يهبط وسط مخاوف من تخمة المعروض