رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة محلية

947

الشرق ترصد أصواتاً حرة في لندن تنتقد الحملة ضد المونديال

02 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
لندن - هويدا باز

طوال 12 عاماً منذ فوز قطر باستضافة مونديال كأس العالم في عام 2022، والحملات المغرضة بكافة أنواعها وتوجهاتها بدأت في نشر معلومات وحقائق مغلوطة حول قطر، والطرق وإن اختلفت إلا أن الهدف واحد وهو تشويه سمعة البلد المضيف وهي قطر، وجاءت تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية المختصة بالشؤون الرياضية "نانسي فيزر" المنتقدة لاستضافة قطر للمونديال هذا العام وتعليقات صحيفة التايمز البريطانية حول قطر، آخر هذه الحملات المغرضة التي انطلقت قبل أيام من انتهاء العد التنازلي لبدء مونديال كأس العالم، وقد انبرت العديد من الأصوات الحرة على مستوى العالم للرد على هذه الحملات ودحرها، وحاورت الشرق في لندن عددا من هذه الأصوات الحرة التي عبرت عن انتقادها لمثل هذه الحملات المغرضة والتأكيد الكامل على دعمها لقطر كأول بلد عربي وإسلامي يستضيف مونديال كأس العالم.

الحملة يتصدرها تحالف دولي من القوى المعادية للإسلام

وذكر الدكتور "داوود عبد الله" مدير مؤسسة "ميدل إيست مونيتور" البريطانية (MEMO) في حديثه إلى الشرق، أنه مع اقتراب موعد انطلاق مونديال كأس العالم في قطر، اشتدت الحملة الإعلامية ضد قطر، حيث بدأت هذه الهجمة المدبرة في عام 2010، عندما فازت قطر باستضافة المونديال، في البداية كانت هناك سلسلة من الادعاءات غير المثبتة حول الرشوة التي ادعوا أن قطر قدمتها للفوز بهذه الاستضافة، وباءت بالفشل بعد دحض هذه الادعاءات، وتبعها تقديم شكاوى حول المناخ الحار في قطر، وعدم جدوى استضافة المونديال في هذه الحرارة العالية، وعندما تمت معالجة ذلك أثار المنتقدون قضية حقوق العمال وعدم كفاية قوانين العمل في البلاد، والآن تصدرت حملة مغرضة جديدة يتصدرها تحالف دولي من القوى المعادية للإسلام ضد التقاليد والقيم الإسلامية التي تلتزم بها قطر، وقال الدكتور "داوود عبدالله" في تعليقه لـ الشرق، يحسب أن السلطات في الدوحة قد تمسكت بموقفها من خلال رفض المطالب المنحازة التي تتعارض مع القواعد الأخلاقية الإسلامية، ولم تتراجع قطر أمام جماعات الضغط وجماعات المصالح التي تتنكر تحت راية حقوق الإنسان، وطوال الـ 12 عاما الماضية حافظت قطر على تركيز البوصلة الوطنية بشدة من خلال التزامها بتقديم كأس عالم ناجحة بعزمها وكرمها لن تشهد منطقة الشرق الأوسط مثله من قبل، واستضافة قطر لكأس العالم هذا العام سوف تلهم مئات الملايين من الشباب والفتيات في نصف الكرة الجنوبي من الاستمتاع بلعب مثل هذه الرياضة وهي كرة القدم وتحقيق أعلى المستويات فيها، حيث إن هذه المنطقة لم تشهد منذ عقود ولم تحتفل بمثل هذه الفعاليات العالمية، وأكد في تعليقه أن كأس العالم بلا شك لحظة فخر كبير ليس فقط لدولة قطر بل للمنطقة العربية بأكملها والعالم الإسلامي. وأضاف الدكتور "داوود عبدالله" إنه مع وجود أكثر من مليون ونصف المليون شخص حجزوا بالفعل للحضور من الواضح أن الدعوات الصاخبة لمقاطعة الألعاب من العواصم الأوروبية لم تلق آذانا صاغية.

لأنها بلد عربي يستضيف بطولة عالمية بهذا الحجم

وفي كلمته لـ الشرق قال الأكاديمي والإعلامي البريطاني دكتور "عزام التميمي": من المؤسف أن الحملة على قطر ترجع إلى كونها بلداً عربياً يستضيف بطولة عالمية بهذا الحجم، ويكذب الغربيون عندما يدعون أنهم يتعاملون مع الأنظمة السياسية حول العالم انطلاقاً من مدى قربها أو بعدها من المنظومة الديمقراطية الليبرالية، وثبت أن هذه التقارير منحازة لأن حقوق العمالة التي يدعي كاتبو هذه التقارير أنها منقوصة في قطر، تكاد تكون منعدمة تماماً في بلدان في شمال أوروبا وشمال أمريكا حيث يجري استغلال العمال الوافدين للعمل بشكل غير قانوني في قطاعي الزراعة والإنشاءات، ونرى الكاتب البريطاني "دافيد أرونوفيتش" معروف بمواقفه العنصرية والمعادية للعرب والمسلمين، ولم أستغرب أن يكتب مقاله في صحيفة " التايمز" معترضاً على استضافة قطر للمونديال، وذكر ان هذه الحملة لن تؤثر على قطر في استعداداتها لاستقبال مليون ونصف شخص لحضور مونديال كأس العالم بعد أيام من الآن، وسوف تنكسر هذه الحملة المغرضة على صخرة الواقع في قطر خلال ايام استضافة المونديال.

الحملة قادها التضليل والتشويه لسمعة قطر بشكل متعمد

وفي كلمته لـ الشرق ذكر الدكتور"أندرياس كريج" البروفيسور والمحاضر في جامعة "كينجز كوليدج" لشؤون الدفاع والأمن، هذه الحملة مستمرة منذ عام 2010، لكنها تكثفت على مدار العامين الماضيين مع اقترابنا من نهائيات كأس العالم، مؤكدا أن هناك شبكة كاملة من الصحفيين والنشطاء الذين كسبوا قوت يومهم من الكتابة عن هذا الموضوع، وإنهم يعلمون أن لديهم شهرين آخرين فقط لجني بعض المال من القصة، لذا فهم يحاولون كسب بعض المال، وأشار الدكتور "أندرياس كريج" إلى أن هذه الحملة بدأت بمجموعة من الأشخاص الذين عارضوا فساد "FIFA "، ولم يعارضوا نهائيات كأس العالم في قطر بالدرجة الأولى، بل كانوا يعارضون نظام FIFA الخاص بتنظيم المونديال، وفي السنوات الخمس الماضية أو نحو ذلك، انضم المزيد والمزيد من النشطاء الذين انضموا إلى الحملة المغرضة، بجانب أن هناك مجموعة من الدلالات العنصرية الموجهة ضد قطر وضد العالم العربي والإسلام، ولم يكن هناك مثل هذا القدر من الانتقادات لأي حدث رياضي في التاريخ وذلك لأن قطر تعتبر دولة عربية وإسلامية، وأكد في كلمته أن معظم الأوروبيين يحملون أفكارًا عميقة الجذور مناهضة للعرب ومعادية للإسلام، لقد خرجت هذه الحملة الآن عن نطاق السيطرة وقادها التضليل والمعلومات المضللة لتشويه سمعة قطر بشكل متعمد، وقد اجتذبت هذه الحملة حتى الصحفيين ذوي السمعة الطيبة في أوروبا الذين يرغبون في مزيد من الشعبية الكبيرة، ونرى أن هذه الحملة لم تعد تهدف إلى إحداث تغيير في قطر بل بيع مقالات وقصص ذات شهرة ورواج عالمي، وقال الدكتور "أندرياس كريج": "لكي نكون صادقين هذه الحملة أوروبية بالكامل وموجهة وبعض الجماهير المختارة في أوروبا، معظمها في ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا والدول الاسكندنافية، وخارج هذه البلدان، يتطلع الناس والمشجعون في بقية العالم إلى انطلاق مونديال كأس العالم في قطر، وأن هذه الروايات المعادية لقطر ليست كبيرة، وحتى بعد كل هذه الحملات المغرضة فإن كأس العالم تعد حدثا عالميا لا يستهدف أوروبا وحدها بل العالم أجمع، وان تم إحباط بعض الأوروبيين من الذهاب، فلن يغير ذلك الحضور العالمي".

المونديال في قطر يعتبر تحديا وتحولا عالميا في المنطقة

وفي حواره مع الشرق ذكر الدكتور "وفيق مصطفى" رئيس المجموعة العربية في حزب المحافظين البريطاني الحاكم ورئيس الجالية المصرية سابقا في لندن، أن مونديال كأس العالم المقرر له في قطر يعتبر تحديا وتحولا عالميا في منطقة الشرق الأوسط والعرب بصفة عامة، وقال الدكتور "وفيق مصطفى": "لا أعتقد أن الحملة تغير الوضع بالنسبة للجمهور سواء في أوروبا أو العالم العربي والعالم أجمع، حيث إن هناك ما يقرب من مليون ونصف شخص سوف يتوجهون إلى قطر لحضور المونديال"، وأشار إلى أن الغيرة والحقد التي تتبادلها الدول في المنطقة هي ظاهرة تاريخية قبل وبعد الاستقلال في المنطقة وهي خلقت نوعا جديدا من الحرب الباردة الاقليمية في المنطقة خاصة بعد فوز قطر باستضافة مونديال كأس العالم المقرر لها أن يقام هذا العام، أضاف الدكتور " وفيق مصطفى" أنه من أهم التأثيرات الإيجابية لاستضافة قطر لهذا الحدث العالمي الضخم هي أن الثقل الثقافي والرياضي سوف يتحول إلى منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية بشكل عام، بعد أن كان يحدث في الدول الاعتيادية الكبرى في العالم ولها وزن كبير، وأشار إلى أن هناك شيئا جديدا يحدث عبر التحالفات الاستراتيجية التي تقام في المنطقة العربية بعد أن أصبحت الجامعة العربية تعاني من اعوجاج هيكلي بين حكومات مختلفة سياسيا.

عنوان الحملة الغيرة والحسد لرؤية العالم العربي يتطور

وفي حديثه لـ الشرق ذكر المدرب والمحلل الرياضي في بريطانيا "توفيق سليماني" أن عنوان هذه الحملة هو الغيرة والحسد لرؤية العالم العربي يتطور، بعد أن تراجعت دول أوروبا وأصبحت دولا عجوزا هرمة، وأكد أنه منذ الإعلان عن استضافة قطر للمونديال كأس العالم قبل 12 عاما والمسؤولون الأوروبيون والرياضيون يقولون كيف لدولة عربية في صحراء الشرق الأوسط تستضيف كأس العالم!، وكانت الانتقادات قوية في البداية وقد خفت في بعض الأحيان لكنها موجودة، وأكثر مثال على ذلك أن الرياضي واللاعب البريطاني "ديفيد بيكام" كان من أشد المنتقدين لاستضافة قطر للمونديال، والآن نراه يقود راية قطر لاستضافة كأس العالم، وتساءل المدرب والمحلل الرياضي "توفيق سليماني" لماذا رضخ العالم أجمع ومن بينهم مجموعة الميم "المثليين" في مونديال كأس العالم في عام 2018 في روسيا لأمر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بعدم الترحيب بهؤلاء في روسيا خلال كأس العالم، ومنع رفع علمهم خلال المونديال، ولم يتحدث أي شخص على هذا، ولماذا الآن يتحدثون عن قطر رغم التزامها بضرورة احترام الجميع ثقافة وتقاليد البلد المضيف للبطولة وهي بلد إسلامي، ووصف المدرب الرياضي "توفيق سليماني" هذا بأنه ليس من الديمقراطية من شيء، بل هي مراوغات وأحقاد بحق بلد عربي إسلامي رفع شعار جميع الاتحادات الرياضية الاوروبية والعالمية المعبر عن المعنى الحقيقي لها وهو (احترام)، وأكد على أن قطر أسكتت الأفواه بالعمل الجبار والمثابرة من قبل المسؤولين في قطر وعلى رأسهم سمو الأمير الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، مشيرا إلى أن العمل الجاد أوقف الأصوات الناقدة والأبواق الإعلامية في أوروبا، والحمدلله السياسة القطرية لا تعبأ بهؤلاء الناس في آخر المشوار.

مساحة إعلانية