محليات

1178

حمد بن ثامر: المهنية والإلتزام سلاح الجزيرة الأهم ودرعها الأقوى

احتفلت شبكة الجزيرة أمس بالذكرى السابعة عشرة لانطلاقتها بحضور سعادة الشيخ حمد بن ثامر ال ثاني رئيس مجلس ادارة شبكة الجزيرة وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث وسعادة مبارك بن جهام الكواري الرئيس التنفيذى للمؤسسة القطرية للاعلام وجمع من الاعلاميين ومديرى مكاتب الجزيرة بالدول العربية والاوروبية، استهل الحفل بكلمة لسعادة الشيخ حمد بن ثامر ال ثاني رحب فيها بالحضور، وأكد على استمرار الجزيرة فى نهجها الاعلامى الحر ة حينما حملت في صوتها قبل سبعة عشر عاما ظاهرة جديدة في الفضاء العربي تنطق بما هو أصدق وأقرب للناس من السائد حول العالم فهي اليوم كذلك تسير على الخط نفسه".

وأضاف سعادته " ولقد كان وقوفنا الى جانب الانسان والتزامنا بالمهنية وقواعدها وسعينا المستمر لبلوغ الحقيقة مهما كلف الثمن هو أقوى ما لدينا من مبادئ وهو ما جعلنا نتميز في الوقت نفسه، ولا يخفى عليكم أننا دفعنا مقابل ذلك الكثير والغالي من الدماء ومن حرية زملائنا العاملين في الميدان الذين يحرم بعضهم اليوم من حقه الانساني ومن حريته وراء القضبان، وعبد الله الشامي ومحمد بدر هما آخر الأسماء في قائمة التضحيات المستمرة من أجل الحقيقة ومن أجل الدفاع عن الانسان وحقه في أن يعرف ويفهم ما يدور حوله وفي أن يبدي رأيه ويعبر عن وجهة نظره بحرية تامة وبعيدا عن أي خوف أو قيد ".

وواصل سعادته قائلا " ورغم كل شيء فان المهنية والالتزام بها ستظل سلاحنا الأهم ودرعنا الأقوى على الدوام وأنتم جميعا حاملوا رايتها وفي امكانكم بها وحرصكم عليها تظل الجزيرة متميزة في المقدمة، واذ نحتفل هذا العام فقد انضمت الى باقة شبكة الجزيرة قناة الجزيرة أمريكا وسوف نشهد في العام المقبل باذن الله انضمام قناة الجزيرة تركيا الى باقة قنواتنا، كما أننا ماضون في الاستعداد في اطلاق قناة الجزيرة UK في لندن وخدمة الاخبار باللغتين العربية والانجليزية على الهواتف النقالة وأجهزة التواصل الاجتماعي، ونحن على يقين بأن الجزيرة لن تتوقف عن اثراء تجربتها وتوسيع قاعدة مشاهديها في العالم وستظل وفية لمبادئها وللعاملين فيها في مختلف مواقعهم ومهامهم".

مشاريع وطموحات

حملت كلمة الدكتور مصطفى سواق المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة الاعلان عن الكثير من المشاريع والتطلعات التى تعمل عليها الشبكة حاليا حيث قال: نلتقي في يوم من أبرز أيام الجزيرة، نستذكر فيه معا يوم انطلقت قناة تغرد خارج سرب الاعلام العربي الذي رسمته على مقاساتها سلطات مازالت تحاول الاحتفاظ به مكبلا بقيود تبعيتها، بينما حلقت الجزيرة عاليا

في فضاء مفعم بالحرية والمهنية والعمل الجريء، فحققت بذلك نجاحا منقطع النظير في عالمنا العربي المليء بالانكسارات والتحديات.

واشار فى كلمته الى ان الجزيرة وقفت منذ انطلاقتها مع الانسان، في وقت كانت فيه معظم وسائل الاعلام العربي تقف مع الحكومات والأنظمة، أو مع أصحاب رؤوس الأموال والمشاهير.

ظل الانسان، على اختلاف ألوانه ومشاربه وجغرافيته، بقصصه وأحلامه، بمعاناته ومبادراته، ظل ملهمنا في غرف الأخبار وفي الميادين، وكانت حريته وكرامته وحقوقه الانسانية عناوين تصدّرت نشرات أخبارنا. كان هذا هو الحال في الماضي، وهو نفسه في الحاضر، وسيظل الانسان كذلك.

وقال اننا في سعينا من أجل انجاز هذه الأهداف الكبرى، لم نقف عند الانسان العربي وحده، باطلاق قناة الجزيرة، (ثم الجزيرة مباشر، والجزيرة الوثائقية، وأخيرا الجزيرة مباشر مصر)، بل توجهنا الى أقوام آخرين يتحدثون أو يفهمون لغات اخرى، فكانت قناة الجزيرة الانجليزية، ثم قناة الجزيرة بلقان؛ ويجري العمل لاطلاق الجزيرة ترك. جاء ذلك انعكاسا مبكرا لادراكنا أن رسالة الجزيرة وقيمها يمكن أن تحدث فرقا في حياة مختلف المجتمعات، خاصة تلك التي عانت طويلا من بغي الانسان على الانسان.

وفي اطار مشاريع تطوير الجزيرة وتوسيعها وتوزيعها، جاء اطلاق قناة الجزيرة أمريكا ليتوج أهم انجازات هذا العام، وذلك في العشرين من أغسطس الماضي. انها قناة تسعى لاحداث ذلك الفرق الذي طالما انتظره المشاهد الأمريكي المهتم بالبرامج والأخبار المحلية والعالمية، والذي يرجو أن تسهم الجزيرة، كما تنص على ذلك رسالتها، في اعادة التوازن للاعلام العالمي، ومنه الأمريكي طبعا. ولم يمض الا نحو شهرين على اطلاق القناة حتى كانت "تايم وورنر"، احدى كبريات شركات التوزيع عبر الكيبل، توقع اتفاقية لبث قناة الجزيرة أمريكا للمشتركين على شبكتي (تايم ورنر) و(برايت هاوس)، وهو ما يضيف الى الجزيرة ملايين البيوت، بحيث تصبح متوافرة في بيوت نحو خمسة وخمسين مليون مشترك.

وبالاضافة الى ارتياد هذه الفضاءات الجغرافية والاعلامية الرقمية الجديدة، فاننا نعمل على الوصول الى جمهور أوسع وأكثر تنوعا، عبر مخاطبة فئات اجتماعية وعمرية جديدة أيضا، وبأشكال وأنواع اعلامية مختلفة. وهذا يقودنا مباشرة الى قطاع الشباب الذين باتوا يتزودون بالمعرفة عبر طرائق تختلف عن ذي قبل، حيث باتت منصات التواصل الاجتماعي مرجعا لتلقي الأخبار والتفاعل معها، فكان اعلاننا عن مشروع قناة الجزيرة بلاس، التي نعمل على اطلاقها في بدايات العام المقبل 2014 باذن الله، التي سوف تعمل على انتاج المحتوى الاخباري والبرامجي الملائم للاعلام الرقمي، بقوالب جذابة تتلاءم وتوجهات الشباب اليوم. ونحن نعتقد أن هذا المشروع سيمثل بحق اضافة نوعية في فضاء الاعلام الجديد.

المعتقلين

غير أن المفارقة التي تثير الأسى في النفس، ونحن نسعى، في عالم متحضر، لتوزيع أكبر لقنواتنا يتيح للمشاهد الحرية في الاختيار، أن نواجه لجوء بعض السلطات الى محاولة حجب شاشة الجزيرة: تارة بالتشويش على شاراتها عبر الأقمار الاصطناعية، وتارة أخرى عبر اصدار قرارات، توصف بأنها قضائية، بحجب البث واقفال المكاتب، ونحو ذلك كثير؛ وليس اعتقال طواقم الجزيرة أو القنص والضرب بآخرها.

فقد واجهت الجزيرة عبر تغطية قنواتها كافة، والجزيرة الأم (الاخبارية) والجزيرة مباشر مصر بصورة خاصة، منذ قيام الثورات العربية، حملة شرسة استهدفت التشكيك في كل ما قدمته من تغطية مهنية متميزة لحراك الربيع العربي، دفعت ثمنها من حرية أبنائها ودمائهم.

غير أن الحملة الأبرز انطلقت منذ وقوع الانقلاب العسكري في مصر قبل أكثر من ثلاثة شهور. فخلال أكثر من مائة يوم، أغلقت مكاتبنا واعتقل أكثر من سبعة وأربعين من زملائنا العاملين في الشبكة أو المتعاونين معها، بعضهم لساعات وآخرون لأشهر؛ فها هو محمد بدر مصور قناة الجزيرة مباشر مصر معتقل منذ أكثر من مائة يوم في سجن طـرة لا لذنب اقترفه سوى أنه حمل الكاميرا التي وثق بها ما كان يحدث؛ وها هو عبدالله الشامي يكاد اعتقاله في سجن أبي زعبل يصل الى ثمانين يوما، وهو المراسل الذي كان يغطي الأحداث بكل موضوعية واقتدار. ونحن هنا نطالب مرة أخرى بالافراج عنهما، ونرجو أن يكون ذلك قريبا.

لم تقف السلطات المصرية عند هذا الحد، بل استصدرت قرارا بحجب البث لقناة الجزيرة مباشر مصر. ولم تسلم مكاتب الشبكة من الاعتداء والسطو، تارة بسرقة الأجهزة والمعدات وأخرى بالحرق. كما مورست ضد الجزيرة بلطجة متعددة الأشكال، بحق العاملين في مكاتبنا هناك، من بلطجة بالسيوف والنار والرصاص الذي استهدف الزميلين المصورين محمد فرحات ومحمد الزكي، الى بلطجة اعلامية غير مسبوقة، عبر بعض الصحف والفضائيات، بالتزييف والتشويه،بل وحتى بالتشكيك في صدق ووطنية العاملين، وصلت ببعض "النقابيين" الى حد المطالبة بسحب الجنسيات.

لكن الجزيرة، مقابل كل ذلك، لم تتخل يوما عن التعامل بأسلوبها المتحضر والقانوني، فأقامت دعاوى على عدد من المؤسسات الاعلامية والصحفيين، بل وعلى السلطة الانتقالية المؤقتة نفسها التي راعت عمليات التشويش. ونجحت عن طريق ادارة الحريات وحقوق الانسان في استصدار عضوية أطقم العاملين فيها بالانضمام للاتحاد الدولي للصحفيين.كما استمرت الجزيرة على سياستها التحريرية المعروفة، فلم تفارق مهنيتها وظلت تغطي بموضوعية، وتقدم الرأي والرأي الآخر في المشهد المصري، والمشهد السوري كذلك؛ رهانها في كل ذلك على المشاهد الانسان الذي تقدر ذكاءه وظمأه للحقيقة والمعرفة. ظلت قنواتنا تطور محتواها وأدواتها، مستندة في ذلك الى دعم كامل من مختلف قطاعات الشبكة، خاصة قطاعات الابداع والتشغيل والتكنولوجيا. والى جانب ذلك يحقق كل من مركز الجزيرة للدراسات ومركز الجزيرة للتدريب تطورا ملحوظا، من حيث الكم والنوع، لا بد من التنويه به في هذا المقام.

درع الجزيرة

وقد احتفت الجزيرة بمن رحلوا عنها فى العام الماضى، وتوجت الفائزين بمسابقة التصوير الضوئى وهم ناصر الظفيرى وعبدالرحمن محسن وصلاح حسن، كما كرمت الفائزين بدرع الجزيرة لتحملهم المخاطر فى سبيل العمل الصحفى والوقوف على الحقيقية الكاملة وهم، عبدالله الشامى المعتقل بسجن ابو زعبل بمصر وتسلم الجائزة نيابة عنه صديقهحسام سرحان، ومحمد بدر المصور المعتقل بسجن طرة تسلمت الدرع نيابة عنه شقيقته سالى بدر، ومحمد فرحات مصور ومحمد الزكى وابوبكر الحاج على وايمن جاب الله مدير قناة الجزيرة مباشر مصر لتعرضه للاعتقال فى 3 يوليو بمصر، وعبدالفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة بالقاهره، ومحمود حسين وميلاد فضل وزينة خضر ونياسو جونستون مراسلة الجزيرة الانجليزية ومجاهد شرارة ومحمد صالحة وجمال الشيال،

نكهة خاصة

الاعلامى المميز محمد كريشان اكد فى كلمة له للشرق ان الاحتفال هذا العام يكتسب نكهة خاصة، فعلى الصعيد الانسانى نحتفل بالذكرى السابعة عشرة لانطلاق الجزيرة بعد عودة الزميلة ايمان عياد بعد عامين من الغياب، وقد تركت فراغا واضحا، وعلى الصعيد المهنى تحتفل الجزيرة هذا العام وسط تحديات معروفة حيث كانت الجزيرة منذ العام قبل الماضى فى قلب العاصفة التى جاءت مع الربيع العربى، هذا الربيع الذى بقدر ما أتى للجزيرة بالكثير من المشاهدين والمعجبين اتى لها ايضا بمزيد من الغاضبين وكانت الجزيرة دائما تتحرك ضمن هذه المعادلة "المعجبين والغاضبين " وعلى الجزيرة ألا تخضع لهؤلاء او هؤلاء بمعنى الا تصاب بالغرور من ردود افعال معجبيها ولا تصاب باهتزاز من ردود افعال الغاضبين، وربما تكون الجزيرة بحاجة لبعض المراجعات والتصويبات وهو امر ضرورى لكل مؤسسة، فاذا استطاعت ان تحافظ على الروح النقدية واستمرت فى عطائها فذلك يضمن مسيرتها الحيادية لانها لا تستطيع أن تتقدم بدون هذه النظرة النقدية، فالجزيرة ورغم ما مر من عمرها مازالت تحتفظ بقدرة على الاستماع للانتقاد داخل المحطة وخارجها والادارة قادرة على التفاعل مع محيطها، ولست هنا مدافعا عن الجزيرة لانى اعمل بها فليس كل ما يقال عن الجزيرة حقيقى وليس كل ما يقال عنها ظالم،ففى السنوات الثلاث الماضية لم يعد هناك هامش للحياد فى الطبقات السياسية والثقافية ولكن هناك اصطفافا سياسيا وثقافيا، ولذا علينا ان نسعى لتصويب ما نراه ليس فى مكانه فلا مستقبل للجزيرة ان لم تكن قادرة على تصويب مسارها ان كان الامر يستدعى ذلك،

معارك الحرية

ومن جانبه قال الاعلامى عبد الفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة بالقاهره ان الجزيرة تخرج من معركة لتدخل معركة اخرى وكل هذه المعارك من اجل حرية الصحافة والتعبير واتاحة المعلومات للمواطن العربى ونقل الرأى والرأى الاخر الامر الذى جعلها هدفا لاركان الفساد والاستبداد لانهم المستفيدون دائما من حجب الحقيقة والمعلومة والرأى الحر، فلا غرابة في ان تنال الجزيرة بعض السهام، وأرى ان هذه السهام ليست لخطأ مهنى ترتكبه الجزيرة وانما لمزيد من المهنية واستمرار السهام يعنى اننا نسير فى صالح المواطن العربى،وفى صالح من عذبوا وقتلوا، فالان جميع مكاتب الجزيرة فى القاهرة مغلقة وغير قادرة على العمل رغم ان جميعها مستوفاة للتصاريح والاعتمادات اللازمة،ولكن لا يسمح لها بالعمل أو حضور المؤتمرات الرسمية فضلا عن انه يتم التحريض عليها، وعن اعتقاله بسبب الاحداث فى مصر اكثر من مرة قال انه لا فرق بين الشخص والمؤسسة فاعتقال هو تعطيل لعمل المؤسسة فى مصر للتأثير على ما يمكن ان تنقله الجزيرة،

ريادة

ومن جانبه عبر سعادة مبارك بن جهام الكوارى الرئيس التنفيذى للمؤسسة القطرية للاعلام عن سعادته بما وصلت اليه الجزيرة، مشيرا الى ان الجزيرة اثبتت على مدار السنوات الماضية ريادتها فى مجال العمل الاعلامى وتنوعت نوافذها والسنتها وتخصصاتها وأصبحت جزرا متعددة، وما سمعته اليوم من مدير عام الجزيرة يؤكد أن هناك مجموعة من المشاريع الطموحة التى ستشكل اضافة جديدة للعمل الاعلامى، بعد ان تواجدت فى بقاع شتى من العالم واستعدادها لمزيد من الانتشار.

وجه الاعلام

وبدوره قال السيد محمد جاسم العلى اول مدير عام لقناة الجزيرة أنها اصبحت اليوم جزرا متعددة بعدة لغات وتخصصات وتصل لكل المشاهدين فى كل العالم وأصبحت الان وثائقية ورياضية وستكون جزرا اخرى موجودة بلغات عديدة، بعد ان غيرت وجه الاعلام العربى وأعطت دفعة قوية للرأى الاخر الذى ظل محجوبا فى الاعلام الرسمى، واستطاعت أن تقلب المعادلة واصبح للرأى الاخر وجود وحرضت الحكومات العربية على مزيد من الانفتاح والديمقراطية، وحرضت كذلك المؤسسات والدول لاقامة نوافذ اعلامية مشابهة،حتى اصبح هناك خمس تجارب عربية والباقى قد يأتى فى الطريق فالساحة مفتوحة والمنافسة مطلوبة.

اقرأ المزيد

رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يزور درب الساعي

قام معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليوم، بزيارة إلى... اقرأ المزيد

94

| 14 ديسمبر 2025

بالتعاون مع ميزة وجوجل كلاود.. فودافون تكشف عن تحول في قدراتها السحابية

وقّعت فودافون قطر وميزة الشركة القطرية الرائدة في خدمات وتكنولوجيا المعلومات، اتفاقية استراتيجية تهدف إلى تسريع التحوّل الرقميّ... اقرأ المزيد

42

| 14 ديسمبر 2025

قطر توقع اتفاقية مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لدعم ترشيح محمية خور العديد للتراث العالمي

وقعت دولة قطر ممثلة في وزارة البيئة والتغير المناخي، اتفاقية تعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، بهدف... اقرأ المزيد

82

| 14 ديسمبر 2025