رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1441

اعتقال وقتل وتنكيل..  متى يحترم الشرق الأوسط حرية الصحافة؟

02 أكتوبر 2019 , 07:18م
alsharq
يسري محمد

باللون الأسود تظهر منطقة الشرق الأوسط، متذيلة 180 دولة حول العالم بمؤشرات حرية الصحافة وفقاً لتصنيف "منظمة مراسلون بلا حدود للعام 2019"، لتتفاوت فيها طرق التعامل مع الصحفيين من الكراهية وحتى القتل وما بينهم فواصل من الاعتقال والسجن والتنكيل .

وإن كان يطلق على الصحافة السلطة الرابعة، فالسلطات الثلاث السابقات إن لم تكن تؤذيها فهي تحتقرها في الغالب .. رغم بساطة سلاحها ودقته في آن واحد.. فلا هي تتحكم بالسلطة ولا هي في جاه الرقابة والمساءلة البرلمانية أو تعيد للناس حقوقهم مثل القضاء.. لكن على الرغم من ذلك تظل الصداع الدائم في رأس الأنظمة.

المشهد الإعلامي العربي والشرق الأوسطي الذي طالما حوصر في المؤسسات الصحافية الرسمية، طغى عليه عاملان رفعا من السقف وطموح التطوير لمهنة عانت المخاطر منذ عهد النقوش على المعابد.

الجزيرة ثورة بالمشهد الإعلامي

العاملان تلخصا في وافدين جديدين أحدثا ثورة في المشهد الإعلامي، الأول قناة "الجزيرة" أما الثاني فهو "الصحافة الجديدة" ممثلة في مواقع التواصل الاجتماعي.. لكن كيف كانت النتيجة على الجانب الآخر ؟..

المطالبة بالإغلاق والحجب، والاعتقال والسجن وربما القتل للصحفيين ..

أصبح الصحافيون يئنون تحت وطأة الاعتقالات التعسفية وربما واجهوا التصفية بدلاً من تلقي ردود حاسمة على مزاعمهم من الأنظمة، وازدادت المخاطر مع ثورات الربيع العربي ومطالب الحرية والكرامة .

وتؤكد منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية - في تقريرها للعام 2019 - أن حرية الصحافة واصلت تراجعها في عدد من الدول، محذرة من أن "الكراهية للصحافيين تحولت إلى عنف".

وقالت المنظمة إن 24 في المائة فقط من 180 بلدا ومنطقة تمت دراستها، تبدو في وضع "جيد" أو "أقرب إلى الجيد" لحرية الصحافة، مقابل 26 في المائة في 2018.

وأشارت إلى "تزايد المخاطر وهذا يسبب مستوى غير مسبوق من الخوف في بعض الأماكن" بين الصحافيين، موضحة أن المضايقات والتهديدات بالقتل والاعتقالات التعسفية تصبح أكثر فأكثر جزءا من "مخاطر المهنة".

الاحتلال يتعمد التصفية

ووفق مراكز حقوقية فلسطينية، يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين الفلسطينيين خلال ممارسة عملهم، مشيرة  إلى أن "جيش الاحتلال - ومنذ انطلاق مسيرات العودة مارس 2018 - قتل صحفيين اثنين وجرح 173 آخرين 42 منهم تكررت إصاباتهم، من بينهم 10 صحفيات".

قتل الصحافيين فتح الأعين

وتصنف منظمة "مراسلون بلا حدود" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأصعب منطقة وأخطرها في العالم، وحسب التقارير فقد قتل 38 شخصاً ما بين صحافيين وصحافيين إلكترونيين ومتعاونين ووصل عدد السجناء إلى أكثر من 400 .

ويقول مراقبون إن مقتل صحفيين بالمنطقة فتح أعين الكثير من المنظمات على واقع الممارسة الصحفية في البلدان العربية، إذ قال الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار إن "وقف آلة الخوف في المنطقة قد أصبح ضرورة ملحة بالنسبة لذوي النيات الحسنة المتشبثين بالحريات المكتسبة عبر التاريخ".

وكان صحافي عربي قد وجد على باب منزله عبارة تحمل في طياتها تهديداً بالقتل، وإزاء ذلك دانت "مراسلون بلا حدود" الضغوط المراد منها تخويف الصحفي الاستقصائي، ودعت المنظمة السلطات لحمايته وضمان سلامته.

وإزاء منطقة لا تتحاور مع فنون صاحبة الجلالة إلا بالقتل والسجن والتخويف.. يبقى السؤال مفتوحاً على جرح : متى يحترم الشرق الأوسط حرية الصحافة ؟

 

مساحة إعلانية