رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

307

النظام السوري مستفيد من ضربات التحالف

02 أكتوبر 2014 , 09:18م
alsharq
بيروت - وكالات

في حين تقصف الطائرات الأمريكية في شرق سوريا، أطلق الرئيس السوري بشار الأسد، العنان لقواته في الغرب، مما يثير قلق الأصدقاء القليلين لواشنطن على الأرض ويهدد بتقويض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن هدف واشنطن في سوريا هو هزيمة الدولة الإسلامية بدون مساعدة حكومة الأسد، والحلفاء العرب الذين انضموا للضربات التي تقودها الولايات المتحدة هم بعض من أشد معارضي الأسد.

ورغم ذلك وبعدما كبح الجيش السوري استخدام قوته الجوية في الأيام الأولى من الضربات فقد كثف قصفه في غرب سوريا لبعض جماعات المعارضة التي تعتبرها واشنطن حلفاء لها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جماعة مراقبة تتابع الحرب في سوريا، أنه في يوم الخميس الماضي وحده أسقطت الطائرات الحربية السورية قنابل تشمل براميل صلب مليئة بالمتفجرات والشظايا في محافظات حماة وإدلب وحمص وحلب وحول دمشق.

وقال رامي عبد الرحمن، الذي يدير المرصد ومقره بريطانيا "في أول يومين انخفضت الضربات الجوية السورية بنسبة 90% تقريبا لكن بعد ذلك حدث المزيد والمزيد أكثر من ذي قبل، أنهم الآن يستهدفون إدلب كل يوم".

وأعلن الجيش السوري الأسبوع الماضي، أنه استعاد بلدة عدرا العمالية التي توفر طريقا مهما للعاصمة من مدينة حمص.

وقالت إيزابيل ناصر، وهي محللة مستقلة متخصصة في شؤون سوريا، إنه في حين تنفذ واشنطن ضربات في الشرق "يمكن للجيش أن يركز على الممر الغربي، ويكون أقل إرهاقا عما كان في السابق".

وأضافت، "بصورة خاصة يبدو كأن النظام يستهدف جيوبا لدعم المعارضة في ريف حمص وحماة".

ومنذ بدء حملة القصف لم تبد حكومة الأسد اعتراضات وأكدت إنها أبلغت بالقصف مقدما، وتعترف واشنطن بإبلاغ سوريا وحليفتها الرئيسية إيران بشأن القصف لكنها تنفي التنسيق معهما.

وتقول مصادر لبنانية قريبة من دمشق، إن حكومة الأسد تشعر أن الحملة الجوية الأمريكية تخدم مصالحها، وليس لدى الحكومة السورية نية لإرسال قواتها إلى مناطق نائية حيث تقصف الطائرات الأمريكية تنظيم الدولة الإسلامية وتركز بدلا من ذلك على المناطق القريبة من العاصمة.

وقال مصدر أمني لبناني، على اتصال وثيق بالمسؤولين السوريين، "لا شك أن النظام السوري سيستفيد من حرب ضد الدولة الإسلامية وهي حرب يخوضها التحالف الدولي وليس فقط النظام السوري".

وأضاف، "استبعد شخصيا أن يكون باستطاعة الجيش السوري دخول المناطق التي يقصفها الأمريكيون، لكن مجرد إضعاف تلك القوات أمر جيد لأنهم في نهاية الأمر لن يكونوا قادرين على شن هجمات".

وقال حسن حسن، وهو محلل في معهد ديلما في أبوظبي، إن حكومة الأسد تحاول خلق انطباع بأن الضربات التي تقودها الولايات المتحدة منسقة معها في محاولة لإضعاف معنويات خصومها في أنحاء البلاد.

وأضاف، "من الخطر إعطاء هذا الانطباع لأن مقاتلي المعارضة السورية والمعتدلين سيبدأون في الارتياب وسيكونون أكثر تشككا إزاء الضربات الجوية".

"قد يقتلوا الأمريكيين"

وفي مقابلة يوم الأحد، قال أوباما الذي أوشك على إصدار أوامر بضربات جوية ضد حكومة الأسد قبل عام لمعاقبة دمشق على استخدام أسلحة كيماوية، إنه يدرك التناقض الظاهر في مهاجمة الدولة الإسلامية، وهي من أقوى أعداء الأسد على الأرض.

وأضاف، أنه ما يزال يريد رحيل الأسد عن السلطة لكنه يعتبر الآن أن الدولة الإسلامية خطر أكبر، وقال "كي تبقى سوريا موحدة ليس ممكنا أن يقود الأسد تلك العملية بكاملها.

"وعلى الناحية الأخرى وفيما يتعلق بالتهديدات العاجلة للولايات المتحدة.. تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة خراسان.. هؤلاء الناس يمكن أن يقتلوا الأمريكيين".

وتجنبت قوات التحالف توجيه ضربات قرب العاصمة ومناطق أخرى في الغرب ذي الكثافة السكانية الأكبر وحيث تقاتل قوات الأسد جماعات أخرى من مقاتلي المعارضة السنيين في الأغلب.

وقال سياسي لبناني قريب من حكومة الأسد إن الولايات المتحدة طمأنت دمشق مسبقا إنها لن تضرب أهدافا للحكومة السورية وقدمت روسيا وإيران حليفتا الأسد تطمينات مشابهة أيضا، وأدلى مسؤولون سوريون بتصريحات مشابهة.

وأثار قرار التحالف عدم تحدي حكومة الأسد تساؤلات وخاصة من تركيا التي تعارض الأسد ولم تنضم بعد إلى التحالف العسكري ضد الدولة الإسلامية، ودعت أنقرة إلى فرض منطقة حظر جوي في شمال سوريا لحماية اللاجئين وهو ما سيتطلب تحركا لمنع قوات الأسد من استخدام المجال الجوي، لكن دمشق واثقة حتى الآن من أن هذا الاقتراح لم يكتسب قوة دفع.

منطقة عازلة

وهون رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي من فكرة إقامة منطقة عازلة الأسبوع الماضي، وقال أنها ليست جزءا من الحملة الحالية.

وفي حرب أهلية معقدة متعددة الجوانب يتمثل احد الآمال المحتملة للمخططين الأمريكيين في أن يؤدي إلحاق الضرر بالدولة الإسلامية إلى إعطاء متنفس للمقاتلين من الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والذي يقاتل ضد كل من الدولة الإسلامية وحكومة الأسد.

لكن قادة الجيش السوري الحر يقولون إن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لا تساعدهم وإنما تساعد فقط حكومة الأسد.

وقال أبو عبيدة، المسؤول في حركة حزم وهي جزء من قوات الجيش السوري الحر إن النظام استفاد، وأضاف أنه توجد حتى الآن تحركات من النظام على أكثر من جبهة، وأشار إلى تقدم الجيش السوري في ريف حماة ومناطق أخرى.

وقال إن الجيش السوري الحر لا يمكنه مغادرة الجبهات التي يعمل عليها سواء مع النظام أو مع الدولة الإسلامية، وأن الضربات الجوية السورية مستمرة، وأضاف أنه لا يوجد تنسيق مع الجيش السوري الحر ولا يمكنه التحرك.

مساحة إعلانية