رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

270

إستراتيجية أمريكية طويلة الأمد للتغلب على "داعش"

02 أكتوبر 2014 , 11:28ص
alsharq
واشنطن - وكالات

لا يزال يتعين على الولايات المتحدة أن تشرح بدقة ما يمكن أن يعنيه النصر في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش سابقا) لكن يتضح الآن أن النجاح سيكون رهنا إلى حد كبير بالأحداث السياسية في سوريا والعراق الخارجة عن سيطرتها كما يرى خبراء.

وإستراتيجية الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية تعتمد على سلسلة من الرهانات الكبرى التي قد يستغرق تحقيقها سنوات لا سيما في سوريا حيث تراهن على بناء قوة معارضة مسلحة "معتدلة".

وقال كارل مولر الخبير السياسي في معهد راند لوكالة فرانس برس إن الإدارة الأمريكية "تقر بأن الأمر سيستغرق وقتا طويلا حتى في أفضل السيناريوهات".

سنوات طويلة

ورغم صور المقاتلات تقصف مواقع جهاديين، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادته العسكريون تكرارا بأن على الأمريكيين أن يستعدوا لسنوات طويلة من الحرب وأن الغارات الجوية لن تؤدي إلى نتائج حاسمة.

وقال أوباما هذا الأسبوع "اعتقد أن الأمر سيشكل تحديا طويلا".

ويأمل الرئيس ومساعدوه بأن تستخدم الضربات الجوية في سوريا والعراق كسد منيع أمام تقدم المسلحين السنة وكسب الوقت لبناء قوات محلية ودفع الزخم السياسي قدما ضد هذا التنظيم.

وقال أوباما "ما يمكن أن تقوم به عملياتنا العسكرية هو مجرد صد هذه الشبكات والحرص على كسب الوقت لإيجاد وسيلة جديدة للقيام بالأمور".

واستنادا إلى الخطوط العريضة التي عرضها مسؤولون أمريكيون فإن إستراتيجية الحرب تستند إلى هزم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق أولا مع الاستعانة بالقوات الكردية والجيش العراقي والمتطوعين الشيعية وميليشيا من "الحرس الوطني" من العشائر السنية لم تشكل بعد.

وفي سوريا تراهن واشنطن على تدريب وتسليح قوة جديدة من مسلحي المعارضة بمعدل خمسة آلاف مقاتل سنويا.

القوة كبيرة

وبهذه الوتيرة، سيستغرق الأمر ثلاث سنوات قبل أن تصبح القوة كبيرة بما فيه الكفاية لتنتصر على تنظيم الدولة الإسلامية، كما قال الجنرال مارتن دمبسي رئيس أركان الجيش الأمريكي.

وإذا تمكنت قوة المعارضة المسلحة المدربة من قبل الأمريكيين من دحر تنظيم الدولة الإسلامية، فإنها يمكن على المدى الطويل أن تطيح النظام السوري، لكن المسؤولين الأمريكيين لم يحددوا بعد بدقة خطتهم بالنسبة لسوريا.

وفي العراق فإن دحر تنظيم الدولة الإسلامية لن يعتمد فقط على الأسلحة أو التكتيك العسكري وإنما على الحكومة العراقية التي يترأسها شيعي لكي تتخلى عن نهجها الطائفي وتتعاون مع الطائفة السنية كما يقول محللون.

تغيير جذري

وقالت مارينا أوتواي الخبيرة في مركز وودرو ويلسون إن الرهانات كثيرة على رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي الذي لا يزال يتعين عليه القيام بتغيير جذري.

وكتبت أوتواي "حتى الآن لم تتخذ الحكومة أية قرارات ملموسة يمكن أن تقنع السنة والأكراد بأن مصالحهما أصبحت الآن محمية".

وبعد الاجتياح الأمريكي للعراق في 2003، قال الجنرال ديفيد بترايوس الذي أصبح لاحقا قائد القوات الأمريكية هناك، عبارته الشهيرة "والآن كيف سينتهي هذا الأمر".

وأضاف مولر أن خطة هزم تنظيم الدولة الإسلامية تبدو في بعض الأحيان غير أكيدة بالنسبة "لكيفية انتهائها" لكن هذا جزئيا لان كان على الأمريكيين أن يتصرفوا بسرعة لوقف تقدم الجهاديين السريع، وقال "إن الهدف القريب الأمد هو وقف تقدمهم ومنع الوضع من التدهور أكثر".

وبالنسبة للهدف الطويل الأمد، فان إستراتيجية الإدارة لا تزال مرتجلة في بعض جوانبها، وقال مولر "أنهم إلى حد ما، يتعاملون مع الأمور بشكل آني".

ورغم هذه الشكوك المحيطة بالإستراتيجية الأمريكية فإن تنظيم الدولة الإسلامية ليس مجموعة لا تقهر ويمكن القضاء عليه إذا واجه ضغطا مكثفا لا سيما من جانب السوريين والعراقيين المعارضين لأساليب الوحشية كما يرى بعض الخبراء.

وقال مايكل أوهانلون من معهد بروكينغز "إذا تعرض تنظيم الدولة الإسلامية لهزائم كبرى في العراق السنة المقبلة كما أتوقع، فإن قوته في سوريا ستتراجع أيضا".

انتقاد لأوباما

وأضاف "لمجرد إننا لا يمكننا رؤية النهاية بوضوح، هذا يجب إلا يثنينا عن إقامة تحالفات وبسط بعض النفوذ" منتقدا الرئيس الأمريكي لعدم تحركه قبل الآن.

ونتيجة حملة الضربات يجب أن ترافق بتحركات سياسية في العراق وسوريا كما تقول أوتواي.

وقالت أوتواي إنه إذا لم تتمكن الحكومة العراقية وقادة المعارضة السورية من النهوض بالتحديات وأن يلقوا جانبا برامجهم الطائفية والعقائدية فإن التدخل الأمريكي سيؤدي في أفضل الأحوال إلى أبطاء تقدم تنظيم الدولة الإسلامية ليس إلا.

وأضافت أنه كما حصل مع التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان في العقد الماضي، "فإن تدخلا عسكريا ناجحا يمكن أن تنسفه تجاذبات الإستراتيجية السياسية".

مساحة إعلانية