رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

537

الرعاية الصحية: الإكثار من اللحوم خلال العيد يربك الهضم

02 مايو 2022 , 07:00ص
alsharq
حسن السعيد
الدوحة - الشرق

يعتبر أكل اللحوم خلال الأعياد من أكثر العادات التي تجد رواجا لدى الكثير من البلدان العربية والخليجية خاصة ورغم التحذير من الإفراط في تناول اللحوم في الأعياد إلا أن هناك رفضا للفكرة من الأساس عند بعض الناس حيث انهم معتادون على الاحتفال من خلال الأعياد بتناول اللحوم الحمراء بأنواعها المختلفة، مثل الأغنام والأبقار والإبل، حيث إن اللحوم لها قيمة غذائية عالية لأنها المصدر الرئيسي للبروتين، الذي يحتاجه الجسم في عملية النمو وتجديد الخلايا والأنسجة، وكذلك لاحتوائها على العديد من الأحماض الأمينية، وهي أيضاً من المصادر الغنية بالحديد والزنك والفوسفور والكالسيوم والفيتامينات، إلا أن الإسراف في تناول اللحوم عن الحد المسموح به، يؤدي إلى ارتباك في عملية الهضم، ولذلك ينصح بتناول اللحوم في المقدار الصحي المطلوب الذي يقدر بنحو (70 - 100 جرام في اليوم)، وهذا الوزن يمد الإنسان باحتياجاته اليومية كاملة من البروتين.

وفي هذا السياق أشار السيد حسن السعيد -أخصائي الأغذية العلاجية في مركز أبو نخلة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، إلى أن الإفراط في تناول اللحوم يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، ومنها: صعوبة واضطرابات النوم، فمن المعروف عن البروتين أنه يمنح الجسم الطاقة دائماً، ولذلك قد تجد نفسك لا تميل إلى النوم في اليوم الذي تتناول فيه كميات كبيرة من اللحوم، وتصاب بالقلق والأرق، ولذلك ينصح بتناول اللحوم في وقت مبكر وليس خلال فترة المساء، لأنه الوقت الذي تحتاج فيه إلى نشاط وطاقة، كذلك صعوبة الهضم والإصابة بالإمساك، حيث إن اللحوم من الأطعمة التي تحتاج إلى وقت حتى يتم هضمها، ولا تحتوي على الألياف، ويمكن أن تسبب انتفاخات، وخاصةً اللحم الذي يحتوي على دهون والأفضل هو تناول كميات معقولة من اللحوم، بالإضافة إلى الكربوهيدرات الصحية مثل الحبوب الكاملة والخضراوات والفاكهة، كما أنَّ الإفراط في تناول اللحوم يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض، وخاصةً المتعلقة بالمناعة والفيروسات، مثل نزلات البرد، لأنك لا تتناول كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن اللازمة لمقاومة العدوى وعلى رأسها فيتامين سي، لكن بتوازن الطعام وتتناول الخضروات والفاكهة بكميات جيدة، سوف تتفادى الإصابة بالعديد من الأمراض.

وإذا كان تناول اللحوم يأتي على حساب مصادر الألياف الأخرى، فإنها ستؤثر مع الوقت على صحة القلب والشرايين، حيث إن اللحوم ترفع مستوى الكوليسترول الضار بالجسم، وخاصةً اللحوم المصنعة أو التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون غير الصحية.

كما أن الدهون المشبعة الموجودة في اللحم تعزز إصابة الجسم بالالتهابات، كما أن اللحوم تفتقر لمضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الالتهابات والوقاية منها، والمهم تناول الأطعمة الملونة، والمقصود بها الخضراوات والفواكه ذات الألوان العديدة لاحتوائها على مضادات الأكسدة المهمة للجسم.

ويؤدي تناول اللحوم بكثرة في التأثير على الكلى واحتمال وجود الحصوات، حيث إن بروتينات الحيوانات تحتوي على مركبات تسمى البيورينات، والتي تتحلل إلى حمض اليوريك، والكثير من هذا الحمض يسبب تكون حصوات الكلى.

ويضيف أخصائي التغذية حسن السعيد إن تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني سوف يتم تخزينه بالجسم على هيئة دهون، وستحتاج إلى الذهاب لصالة الرياضة لحرق هذه الدهون الزائدة من خلال ممارسة التمارين المختلفة، وينطبق هذا على مختلف أنواع اللحوم، وتحديداً اللحوم التي تحتوي على دهون كثيرة، وكذلك اللحوم المصنعة الضارة بالصحة.

ونتيجة زيادة حمض اليوريك في الجسم الذي يحدث بسبب تناول كميات كبيرة من اللحوم، فسوف تحتاج الكلى إلى مقدار زائد من الماء لتخليص الجسم من المواد السامة التي تتراكم بسبب اللحوم، ويتطلب هذا سحب المزيد من الماء الموجود في الجسم وكثرة الحاجة إلى التبول، ومع عدم شرب الماء بكميات كافية، يمكن أن تصاب بالجفاف.

أما الإفراط في تناول كميات أكبر من اللحوم، فيعود بالضرر على المعدة، وتتعسر عملية الهضم، بالإضافة إلى ما تسببه من ارتفاع دهون الدم، لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون المشبعة، خاصة الكوليسترول، الذي يلعب دوراً أساسياً في حدوث الجلطات، نتيجة ترسبه على جدار الأوعية الدموية، وكذلك يؤدي الإكثار من تناول اللحوم إلى ارتفاع نسبة حمض البوريك في الدم، وهو ما يسبب آلاما شديدة في المفاصل، وكذلك زيادة نسبة السكر لمرضى السكري.

وأشارت إحدى الدراسات من جامعة هارفارد الأمريكيَّة إلى أنَّ الأشخاص، الذين يتناولون اللحوم الحمراء بمعدل 6 - 7 مرَّات في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، وعلى الرغم من عدم احتواء اللحوم الحمراء على كربوهيدرات أو سكريات، فإنَّ كثرة تناولها يؤثر سلباً في قدرة البنكرياس على تنظيم السكر بالدم، ويؤدي الإفراط في أكل اللحوم إلى زيادة احتمال الإصابة بمرض النقرس (داء الملوك)، بسبب ارتفاع معدّل حامض اليوريك في الجسم فوق المستويات الطبيعيَّة، نتيجة تراكم بلوراته حول المفاصل، خصوصاً أصابع القدم.

مساحة إعلانية