رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

676

دراسة قطرية حديثة: ضغط الدم المرتفع قد يزيد فرص البقاء على قيد الحياة

02 أبريل 2017 , 06:49م
alsharq
الدوحة - قنا

كشفت دراسة أجراها باحثون وأطباء من وايل كورنيل للطب – قطر ومؤسسة حمد الطبية، أن الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري وقصور القلب الحاد يتقلص خطر وفاتهم إلى حدّ كبير، في حين يزداد خطر إدخالهم إلى المستشفيات لأمور تتعلق بقصور القلب.

ويأتي هذا الاحتمال في حال كان ضغط الدم الانقباضي لديهم مرتفعاً عند إخراجهم من المستشفى مقارنة بالأشخاص ذوي ضغط الدم الطبيعي.

ويُقصد بضغط الدم الانقباضي الرقم الأول في قراءات ضغط الدم وهو يشير إلى مقدار الضغط داخل الشرايين عند انقباض عضلة القلب لضخ الدم إلى أنحاء الجسم. ويُقاس ضغط الدم الانقباضي بوحدة مليمتر زئبق ويُستخدم في العادة كمؤشر لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

والدراسة الجديدة، هي أول دراسة تقيّم ارتفاع ضغط الدم والنواتج الصحية لدى الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري وقصور القلب الحادّ في آنٍ معاً. حيث حلّل الباحثون السجلات الطبية لـ 2492 مريضاً مصاباً بالنوع الثاني من السكري من بين 5005 أشخاص أُدخلوا إلى المستشفيات بعد إصابتهم بقصور قلب حادّ وذلك في 7 بلدان وهي: قطر، وعُمان والسعودية واليمن والكويت والإمارات والبحرين.

وبناء على قياس ضغط الدم الانقباضي المدوَّن في أوراق إخراج المرضى من المستشفيات، قسّم الباحثون المرضى إلى أربعة مستويات من حيث قياس ضغط الدم: أقلّ من 120 مليمتر زئبق (ضغط دم منخفض)، و120-129 مليمتر زئبق (طبيعي)، و130-149 (متوسط)، و150 فأعلى (مرتفع). ثم بدأ الباحثون بتحليل معدلات الوفيات وحالات الإدخال اللاحقة إلى المستشفيات لأمور تتعلق بقصور القلب الحادّ خلال فترة عام في أعقاب دخول المستشفى للمرة الأولى بسبب قصور القلب.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتجاوز لديهم ضغط الدم الانقباضي حاجز 150 مليمتر زئبق يقلّ احتمال وفاتهم بنسبة 45 بالمائة، فيما يزداد احتمال إدخالهم إلى المستشفيات لأمور تتعلق بقصور القلب بنسبة 47 بالمائة وذلك خلال فترة متابعة امتدّت لعام كامل.

وأظهرت الدراسة أن معدل وفيات المصابين بارتفاع ضغط الدم أقلّ بكثير، لكن في المقابل ارتفع معدّل الإدخال إلى المستشفيات مقارنة بالمرضى ذوي ضغط الدم الطبيعي، حتى بعد أن عدّل الباحثون التحليل لمراعاة السن والجنس وأمور مثل التدخين والكولسترول ومعدّل ضربات القلب والكرياتينين (مؤشر وظائف الكلى) والجزء المقذوف للبطين الأيسر (مؤشر وظائف القلب).

وفي هذا الصدد أوضح الدكتور شربل أبي خليل الأستاذ المساعد للطب والطب الجيني في وايل كورنيل للطب - قطر واستشاري أمراض القلب في مستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية، وقائد فريق العمل أن المبادئ التوجيهية المعمول بها حالياً في ما يخص مرضى النوع الثاني من السكري تشير إلى ضرورة أن يكون ضغط الدم الانقباضي أقلّ من 140 مليمتر زئبق، بل وأقلّ من 130 مليمتر زئبق لدى بعض المرضى. غير أن المصابين بالنوع الثاني من السكري وقصور القلب الحادّ في آنٍ معاً يتّسم القلب لديهم بفسيولوجيا مرضية خاصة وقد تنطبق عليهم بسبب ذلك مبادئ توجيهية مختلفة.

وشدّد الدكتور أبي خليل على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات، قبل إدخال أي تغييرات على المبادئ التوجيهية الطبية المتعلقة بإدارة ضغط دم مرضى النوع الثاني من السكري وقصور القلب الحادّ.

وأكد أنّ نتائج هذه الدراسة تطابق نتائج دراسات أخرى ربطت بين عوامل اختطار أمراض القلب والأوعية الدموية ونواتج بدَت مخالفة للاعتقاد السائد.

وأشار إلى عدد من العوامل التي يمكن أن تسهم في تفسير نتائج الدراسة منها ترجيح أن مرضى النوع الثاني من السكري وقصور القلب وارتفاع ضغط الدم يزورون أطباء القلب وأخصائيي السكري مراراً وعلى نحو منتظم، ومثل هذه المتابعة الحثيثة قد تسهّل اتباع منهج العلاج بنجاح وتسهم في التشخيص المبكر لأي مشكلة صحية أخرى قد تظهر لاحقاً.

يُذكر أن هذه الدراسة هي تحليل لسجّل "جلف كير" التي نُفّذت برعاية جمعية القلب الخليجية وبتمويل من الشركة الدوائية الفرنسية "سرفييه". ويعمل مختبر الدكتور أبي خليل بتمويل من برنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب – قطر، وهو البرنامج المموّل من مؤسسة قطر، ومنحتين من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في إطار برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي.

مساحة إعلانية