رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

712

ضمن المهرجان المسرحي الخليجي.. العرض السعودي «ديجافو» يلقي الضوء على معاناة ذوي الإعاقة

01 ديسمبر 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ هاجر بوغانمي

وسط إقبال جماهيري كبير شهده مسرح الدراما في الحي الثقافي (كتارا)، تواصلت مساء أمس عروض المهرجان المسرحي الخليجي للأشخاص ذوي الإعاقة في نسخته السابعة والذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة الى غاية 3 ديسمبر المقبل، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث سيتم تكريم الفائزين في هذه المناسبة كنوع من الاحتفاء بأصحاب المواهب والقدرات من الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز اندماجهم في المجتمع، وتوحيد الرؤى والأفكار حول قضاياهم.

وتفاعل جمهور المهرجان مساء أمس مع المسرحية السعودية «ديجافو» من تأليف أسعد علي العلائلي، وإخراج فيصل عبدالله بوحشي. وهي من الأعمال المميزة التي تطرح موضوع وهم ما نراه، أو ما يهيئ لنا أننا رأيناه في الماضي، وهي عملية نفسية وحدسية بالدرجة الأولى، لكنها أيضا تقوم على فكرة فلسفية.

تدور أحداث المسرحية حول شاب من الأصحاء في وهم الرؤية «ديجافو» حيث يجد نفسه في مجتمع غريب عنه، ويكتشف أن كل من حوله هم من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، وأن كل شيء مهيأ لذوي الإعاقة فقط. وتتصاعد الأحداث حتى تبلغ الذروة في قالب كوميدي ممتع، وفي خضم الأحداث المسرحية تبرز تطورات على مستوى المراحل التي يمر بها هذا الشاب السليم، منها التقديم على وظيفة والتقدم للزواج والتواصل مع جمعية خيرية تهتم بالأشخاص العاديين، ليجرب حياة ومعاناة الأشخاص ذوي الإعاقة.

من جانب آخر، تسلط المسرحية الضوء على المصاعب والمشكلات التي يعاني منها الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية تحديدا، بطريقة فنية استطاع من خلالها المخرج أن يوصل الفكرة الى الجمهور بأسلوب سلس.

   - محاكمة دوبي

وحضر الجمهور بأعداد غفيرة مساء الجمعة الماضي، لمشاهدة المسرحية البحرينية «محاكمة (دوبي)» من تأليف يعقوب يوسف وإخراج طاهر محسن، وهو من الأعمال التي مزجت بين الكوميديا والتراجيديا، في قالب تغلب عليه الرمزية، حيث تدور أحداث العمل في محل غسيل وكي الملابس، ومن خلال مشاهد مترابطة تتفاعل الملابس مع بعضها، ومع عامل المحل، مما يخلق تجربة مسرحية مدهشة وتتكون الشخصيات في المسرحية من مجموعة من الملابس التي تمثل مختلف جوانب الحياة البشرية، تجسد كل قطعة ملابس شخصية مميزة، وتحمل معها قصصا ومشاعر خاصة، الحوار بين الملابس والعامل يتسم بالذكاء والعمق، حيث يتناول مواضيع وجودية تتعلق بالهوية والانتماء والمشاعر الإنسانية وغياب العدالة الاجتماعية، وهذا التنوع في الشخصيات أثرى المسرحية وعكس تعقيدات النفس البشرية، كما أن الحركات التعبيرية والتفاعل الجسدي بين الشخصيات عزز من تأثير الرسائل التي حاول النص إيصالها.

  - عرض اليوم من سلطنة عمان

تعرض اليوم على مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا مسرحية «السفينة ما تزال واقفة» من سلطنة عمان، والعمل من تأليف عبدالكريم جواد، أحد أعمدة المسرح العماني، وهو ناقد وأكاديمي، وإخراج أمجد الكلباني، بمشاركة 12 موهبة.

 تدور أحداث المسرحية حول مجموعة من الأشخاص من ذوي الإعاقة على متن سفينة في وسط البحر يتعرضون لعاصفة شديدة مما يؤدي الى تغيير وجهة السفينة الى شاطئ جزيرة صخرية نائية، يموت عدد من الركاب الذين كانوا على متنها ويصاب عدد آخر ومنهم النوخذة، ويبدأ بعدها الصراع بينهم من أجل البقاء، الا أن مجموعة من الجهات تحاول استغلال ضعف المجموعة وانقطاعهم، من خلال مساومتهم في توفير مستلزمات الحياة مقابل التنازل عن السفينة التي قضوا جل حياتهم عليها. بين التمسك بالماضي والتطلع للمستقبل تتضح الأحداث والشخصيات ليعيش الجمهور وسط العاصفة في أحداث متقلبة بين الواقع والمستقبل.

جدير بالذكر أن لجنة تحكيم المهرجان تتكون من المخرج المسرحي سعد البورشيد عضو هيئة التدريس في برنامج الفنون المسرحية بكلية المجتمع ِ(قطر)، والكاتبة تغريد الداود (الكويت)، والفنان حسن رجب (الإمارات)، والإعلامي أنور بوكمال (البحرين)، الناقد الدكتور سعيد السيابي (سلطنة عمان).

وتم اختيار لجنة التحكيم وفق مجموعة من المعطيات منها الخبرة والاحترافية في مجال الفن والنقد المسرحي، حيث يتمتع أعضاء لجنة التحكيم بتجارب متنوعة ونشاط مسرحي يتراوح بين الكتابة والإخراج المسرحيين، والنقد الفني والمسرحي تحديدا، الى جانب ما يتمتع به هؤلاء من معرفة على مستوى الأنشطة الإبداعية الموجهة لفئة ذوي الإعاقة وحضورهم في العديد من المحافل والمهرجانات المسرحية الخليجية والدولية.

وعبرت الكاتبة الكويتية تغريد الداود في تصريحات صحفية عن شكرها لدولة قطر على ما تقدمه من دعم كبير للثقافة بمختلف مساراتها، وفي المهرجان المسرحي الخليجي السابع حيث لفت انتباهها حسن التنظيم والاحترافية في استضافة المهرجانات الكبرى، معربة عن أملها في أن يكون المهرجان وسيلة لإبراز قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة والتعرف عليهم وتقديم افضل ما عندهم.

وأضافت قولها: هذه الفعالية لها خصوصية كونها تختص بالمسرح الذي نؤمن بدوره الكبير في المجتمع وتسليط الضوء على اثره في تعزيز الهوية الثقافية والفنية لنا نحن الخليجيين بشكل عام، بالإضافة الى ترابطنا ووحدتنا وهو يعني بشكل مباشر ذوي الاعاقة، وادماجهم من خلال المسرح في المجتمع وتسليط الضوء على امكاناتهم وقدراتهم اللامحدودة وان كانت هناك اعاقة ولكن هذا لا يمنع انه قادر على التعبير عن نفسه من خلال شتى أنواع الفنون.

جدير بالذكر أن المهرجان المسرحي الخليجي للأشخاص ذوي الإعاقة تأسس عام 2008 ويقام كل عامين في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي. ويهدف المهرجان إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الفعاليات الاجتماعية والأنشطة الثقافية والفنية ويتيح لهم الفرصة لتحقيق أحلامهم ومشاركة مواهبهم وقدراتهم في فنون التمثيل المسرح.

شهدت الدورات السابقة من المهرجان مشاركة مميزة من مختلف الفرق المسرحية الخليجية، حيث قُدمت أعمال إبداعية تنوعت بين العروض الكوميدية والتراجيدية، ويسعى المهرجان الى تسليط الضوء على قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز الثقة بأنفسهم، الى جانب تسليط الضوء على قدراتهم واكتشاف مواهبهم المسرحية، ناهيك عن أنه فرصة لتعزيز التراث الخليجي. كما يهدف المهرجان الى توفير بيئة داعمة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الأنشطة الثقافية والفنية، مما يعزز مشاركتهم في مختلف مناحي الحياة.

مساحة إعلانية