رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

511

مستشار سابق بالبنتاغون والـCIA: اتفاق سلام أفغانستان تتويج لمفاوضات الدوحة

01 مارس 2020 , 07:00ص
alsharq
ميلفن آلان غودمان، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية CIA
واشنطن- الشرق

قال ميلفن آلان غودمان، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية CIA بملف مكافحة الإرهاب، والخبير الأكاديمي المخضرم بمركز السياسة الدولية بواشنطن، والمستشار السابق بوزارة الخارجية الأمريكية وكلية الحرب الوطنية بالبنتاغون، إن اتفاق السلام الشامل بين واشنطن وطالبان الموقع في الدوحة يكلل جهوداً عظيمة من المباحثات التي جرت في قطر خلال الشهور الماضية، لتعكس الرغبة الأمريكية الواضحة في إنهاء انخراطها بالمشهد الأفغاني، وتدارك الأخطاء الأمريكية السابقة، ووضع حد للخسائر في الأرواح والأموال الذي تكبدته الإدارة الأمريكية في الحرب التي استمرت لعقدين كأطول حرب أمريكية، وتحقيق السلام الذي يتطلع له الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي.

◄ نجاح المباحثات

يقول ميلفن أ. غودمان: "إن الاتفاق الحالي الموقع بين قيادات طالبان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، هو امتداد أكثر شمولاً للمباحثات الجدية للغاية التي أعدتها الإدارة الأمريكية وما تم تحقيقه من نجاحات ملموسة في مفاوضات الدوحة، وأرجح أن أول ما يجب ذكره هو أن هذه هي نفس الخطة التي كانت الولايات المتحدة تتحرك فيها في صيف عام 2019 عندما قام ترامب بعقد اجتماع مع قيادة طالبان في كامب ديفيد، ولكن الطبيعة السياسية وقتها قد قوضت بعض من مساعي السلام، ولكن كان هناك توافقاً مشتركاً بين طالبان وواشنطن على عدد من النقاط التي شملها الاتفاق الحالي بالطبع وساهمت مفاوضات الدوحة في تحديد العديد من التفاصيل المصاغة بالخطة المطروحة، كما أن الوثيقة الجديدة تعد تجديداً للمشاورات التي جمعت ترامب وقادة طالبان، ولقاءات مبعوثي الرئيس الأمريكي وممثلي الحركة في قطر، كما أنه يجب قراءة الإشارات الخاصة بالمسؤولية المشتركة عن نجاح الهدنة، عبر توصيفها الحساس بكونها هدنة لخفض العنف وليس لوقف كامل لإطلاق النار، وهي نجحت بالفعل عبر تغييب الهجمات الأساسية التي شنتها الولايات المتحدة ضد طالبان وطالبان ضد الحكومة الأفغانية والتي توقفت خلال السبعة أيام الماضية، وهو ما عزز توقيع الاتفاقية المهمة في الدوحة، وبقدر ما يرسم هذا الاتفاق مستقبل السلام الأفغاني، إلا أن الوفاق على البنود الخاصة في الاتفاقية الموقعة في قطر يعني بالضرورة إنجاز المهمة الأكبر وقرب إعلان النجاح الكامل للمفاوضات».

◄ جدية أمريكية

وأوضح المسؤول الأمريكي السابق، في تصريحاته لـ"الشرق"،: «إنه بطبيعة الحال تعاني الحكومة الأفغانية من بناء انتخابي غير مستقر فيما يتعلق بتشكيل الحكومة ونتائج انتخابات الرئاسة التي تمت في سبتمبر وتم الإعلان عنها عقب خمسة أشهر، فالموقف يشمل مفاوضات مع الأطراف السياسية الأفغانية، وفي هذه المرحلة، بات من الملاحظ وبجدية هو أن أمريكا تريد الانسحاب من أفغانستان أكثر من أي وقت مضى، فالحرب استمرت أكثر مما ينبغي، وكان يجب إنهائها في فترات أقرب، حتى سير المفاوضات نفسه مر بمراحل عديدة اقترب فيها توقيع اتفاق كامل، ولكن الآن، أمريكا تريد الانسحاب من أفغانستان، وقيادات طالبان متوافقين على بنود الالتزام بعدم دعم واحتضان التنظيمات الإرهابية المتطرفة في القيام بعمليات إرهابية من داخل الدولة الأفغانية، فإن الحركة، الساعية للسلطة في أفغانستان عبر الحكومة الائتلافية المقترحة، ترغب في وضع سياسي مستقر ومتسق مع المجتمع الدولي".

◄ تصحيح المسار

وأوضح ميلفن أ. غودمان: "في تقديري أن هناك أخطاء كثيرة وقعت في الفترة الماضية، سواء بإدارة بوش، أو بإدارة أوباما، فطالبان ليست تنظيم القاعدة ولا ينبغي مساوتهما، فالحركة الأفغانية لطالما كانت تبحث عن التفاوض مع أمريكا ومواصلة المباحثات المتقدمة، وبعض قيادات البنتاغون ارتكبت خطأ ربط طالبان بالقاعدة في كافة النواحي، ولكن الاتفاق الجديد سيلزم طالبان بحقيقة كونها لا تستطيع إيواء جماعات إرهابية في أفغانستان تحاول استهداف الولايات المتحدة أو الغرب عموما، وهو ما كانت تفعله حكومة طالبان السابقة، كما إن إخراج تنظيم القاعدة من المعادلة وفقاً لذلك سيغير من المشهد كثيراً، فإذا قرأت الخطوط العريضة للاتفاقية بشكل صحيح، فإن الولايات المتحدة لا تزال تتحدث عن الاحتفاظ بقوة صغيرة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان، بينما يتحدث قادة طالبان عن مغادرة جميع القوات الأجنبية، لذلك يبقى أن نرى عدد القوات المتبقية، فستضمن المرحة الأولى سحب 5000 جندي من القوات البالغ عددها 13000 جندي، مما يترك حوالي 8000 جندي وحسب، وسينظم عملية الانسحاب الكامل للقوات». ويوضح الخبير الأكاديمي بمركز السياسة الدولية بواشنطن: "إن الحقيقة الواضحة التي يجب أن يتم إدراكها، أنه لا يوجد هناك أي مكسب إستراتيجي من بقاء الولايات المتحدة في أفغانستان، الانسحاب هو الأمر المفروغ منه والتفاوض فقط في تفاصيل تحقيق ذلك، وكان خطئاً فادحاً التورط لعقدين كاملين في المشهد الأفغاني، وإن التدخل الأمريكي كان محدداً ومن عناصر الاستخبارات لتقويض تواجد تنظيم القاعدة وهو ما تحقق منذ عام 2001، ولم يكن ينبغي على أمريكا الانخراط لعشرين عام أخرى في هذا النزاع، فلا مصلحة تعود على الولايات المتحدة من التدخل في أفغانستان، ولا يجب أن تكون من المسؤوليات الأمريكية، وآن الأوان لتحقيق ذلك وهو ما تم عبر الاتفاق الحالي".

◄ إيقاف الخسائر

وأوضح ميلفن غودمان: "إن أمريكا أنفقت المليارات الخاسرة في أفغانستان، حتى فيما يتعلق بتسليح وتدريب الجيش الأفغاني بالدعم الأمريكي، فأثبتت طالبان أنها قادرة على بسط نفوذها بمراكز حيوية بالجنوب الأفغاني، وأن الجيش النظامي بأفغانستان ليس بقادر على التصدي لمقاتلي حركة طالبان، وإن المفتاح لقراءة الاتفاقية الحالية في الدوحة يوضح أن السلام في طريقه للتحقق، حتى بسماع كافة الآراء حول أن يكون الانسحاب الأمريكي جيداً أو سيئاً وأي سيناريو هو الأنسب، فحتى لو حدث الكثير من التعقيدات والفصول السيئة للوصول إلى نتيجة انسحاب أمريكا من أفغانستان فهذا هو الأمر الصحيح الذي يتوجب فعله، فإن السياسة العسكرية الحربية لأمريكا في الخمسة عشر عام الأخيرة كانت مخطئة بصورة فادحة في العديد من الفصول منذ فيتنام وهي الأخطاء نفسها التي تكررت في أفغانستان، فالولايات المتحدة خسرت العديد من الأرواح وأنفقت المليارات سواء في فيتنام أو أفغانستان، دون أن يكون لتلك الدول أي جدوى إستراتيجية حقيقية لأمريكا، وهو ما يعزز أهمية اتفاق الدوحة في تصحيح أخطاء الإدارات الأمريكية السابقة".

مساحة إعلانية