تتلبد سماوات العراق، ومعه بلدان عربية أخرى بأدخنة المعارك، ولا تلوح في أفقه سوى طلائع تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش سابقا"، مستبيحة مدنه وقراه، نازعة حواضره من سياقاتها الثقافية المشرقة، لترتد بها إلى نزعات متطرفة تعيد تشكيل عقولها أبنائها وترويضهم، ليدينوا بالولاء للتنظيم وعقيدته. المسرحية العراقية - المغربية "اكسكلوسف"، لمخرجها العراقي، حيدر منعثر، المنافسة على الجائزة الكبرى لمهرجان المسرح العربي الذي يختتم فعالياته، اليوم الجمعة، بالعاصمة الرباط، تُقارع واقعاً عراقياً وعربياً دامياً. لا تكتفي "اكسكلوسف"، التي هي ثمرة عمل مشترك بين فرقة "ايسيل" للفن المسرحي في المغرب، ومنظمة المسرحيين العراقيين، بخوض جدل مسند إلى حوارات مسرحية مقنعة الحبكة والحجج فقط لمحاكمة الإرهاب في نسخته "الداعشية"، بل تذهب به إلى صياغة صور ومشاهد مسرحية بالغة الدلالة، للإحالة على حالة الفُصام العميق التي يعيشها هؤلاء الإرهابيون، الذين يتخلقون داخل الحارات ومنازل الدراويش والأغنياء، وفي مدرجات الجامعات، ومعتكفات المساجد، مأخوذون بسحر خطاب ديني هش، تغيب عنه مقومات الإقناع المنطقي المتفحص، ومستعيضاً عنها بفورة حماسة دينية متهورة. يقتحم المخرج العراقي تجربة جديدة، لم يسبقه إليها أحد، متناولاً موضوعاً لاهباً، أضحى مثار انشغال العالم، خاصة بعد اتساع الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها تنظيم" داعش" في كل من سوريا والعراق، واستقطابه لآلاف الشباب العربي المقاتل في صفوفه، قادماً من عواصم عربية وأوروبية، ملتهب الحماسة لخوض معارك "خلاص الإسلام"، و"فتوحاته الكبرى".

ساهمت مشاركة مغني الروك ستينج، الفائز بجائزة جرامي ضمن طاقم التمثيل في عرضه الغنائي على مسارح برودواي "ذا لاست شيب"، في ارتفاع مبيعات التذاكر، وأشيد بأدائه دور رئيس للعمال في العرض المأخوذ عن مرحلة طفولته في بلدة لبناء السفن بشمال شرق انجلترا. وافتتحت "ذا لاست شيب"، وهي أول مسرحية غنائية يكتبها ستينج، في 26 أكتوبر، وأثارت ردود فعل متباينة بين إشادة بالموسيقى وانتقاد للقصة المحيرة والمتشابكة. وأفادت تقارير أن العرض المسرحي خسر 75 ألف دولار أسبوعيا منذ بدء كتابة مقالات نقدية عنه قبل أن يعلن ستينج الانضمام شخصيا لفريق العمل لفترة محدودة. وحل ستينج "63 عاما" في التاسع من ديسمبر محل الممثل البريطاني جيمي نيل في تجسيد دور جاكي وايت كرئيس للعمال في حوض بناء السفن المغلق في بلدة وولسند. وارتفعت مبيعات التذاكر في الأسبوع الأول من مشاركة ستينج إلى أكثر من 817 ألف دولار مقارنة مع 491 ألفا في الأسبوع السابق. وكتبت صحيفة نيويورك بوست في عنوانها، اليوم الاثنين، "الربان الشجاع يتولى القيادة" فيما كتبت صحيفة يو.اس.إيه توداي أن "ستينج يقود (لاست شيب) بكبرياء وجاذبية".

حصلت فرقة المسرح العربي في الكويت على نصيب الأسد من جوائز مهرجان الكويت المسرحي، حيث فازت بالجائزة الكبرى كأفضل عرض مسرحي متكامل عن مسرحيتها "حاول مرة أخرى". وحصل مؤلفها صالح العامري على أفضل نص، ومخرجها مبارك المزعل على أفضل إخراج، ومحمد الرباح على أفضل ديكور، وفيصل العبيد أفضل إضاءة، وسارة أحمد أفضل ممثلة دور ثاني وسالي فراج أفضل ممثلة دور أول. جاء ذلك في ختام المهرجان الخامس عشر مساء أمس بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة وعدد من السفراء العرب والأجانب. وتنوعت باقي الجوائز بين عدة مسرحيات فحصل المسرح الشعبي على جائزة أفضل أزياء لابتسام الحمادي عن مسرحية "ماوراء" وأفضل ممثل دور أول على الحسيني. في حين حصلت فرقة مسرح الخليج العربي عن مسرحيتها "حرب النعل" على جائزة أفضل ممثل دور ثاني لحمد العماني وأفضل مؤثرات صوتية لعبد الله المطيرى. وحصلت مسرحية "الديوانية" لفرقة فن رن على جائزة أفضل ممثلة واعدة لعذارى قربان فيما حصل على ذات الجائزة خالد المظفر كافضل ممثل واعد عن مسرحية "معركة العقول الفارغة "لفرقة المسرح الكويتي. كان المهرجان قد بدأ في العاشر من ديسمبر بتكريم مجموعة من رواد المسرح الكويتي وأقيمت خلاله ندوة بعنوان المسرح والحرب بمشاركة مسرحيين عرب.

أصبح سايمون كاول قطب برنامج المواهب الغنائية "إكس – فاكتور" أحدث الأسماء الكبيرة التي تتعرض لإخفاق باهظ التكلفة في صناعة المسرح بويست إيند في العاصمة البريطانية لندن بعد الإعلان عن وقف عرض المسرحية الكوميدية الموسيقية "لا يمكنني الغناء" التي شارك في إنتاجها بعد ستة أسابيع فقط من بدء عرضها. وجاء سقوط المسرحية المستوحاة من برنامج "إكس – فاكتور" والتي تكلف إنتاجها 10 ملايين دولار في أعقاب إنهاء عرض مسرحيتين موسيقيتين واحدة لتيم رايس نجم وست إند والأخرى لأندرو لويد ويبر نجم مسارح برودواي في نيويورك.