نجحت فرقة الغد لفنون الدراما في تقديم باكورة أعمالها الجماهيرية "مملكة أم الأفاعي" حتى أمس الخميس بمسرح عبد العزيز ناصر، أمام جمهور بدأ قليلا ثم تزايد في الأسبوع الثاني من المهرجان. حيث لفتت المسرحية الأنظار بتداخلها مع الأجواء الكرنفالية للمهرجان، من خلال اللوحات الاستعراضية التي قدمتها راقصات من الهند، وألوان الملابس والديكور التي صممها الفنان القدير عبد الله دسمال الكواري. وتفاعل الجمهور مع الرسائل التربوية الهادفة التي قدمها العرض، بالإضافة إلى المقاطع الكوميدية التي كانت موظفة في العمل، والمسرحية من تأليف خالد الزيارة وإخراج محمد البلم. وتمثيل كل من علي الشرشني، وعلي الخلف، وعبد الله الهيل، وعلي ربشة، وعبد الله خالد، ومحمد خالد، ونتاشا. كتب أغاني المسرحية الشاعر عبد الرحيم الصديقي، ولحنها الفنان البحريني يعقوب يوسف.

يتواصل بمسرح عبد العزيز ناصر عرض مسرحية "مملكة أم الأفاعي" لفرقة الغد لفنون الدراما، وهي من تأليف خالد الزيارة وإخراج محمد البلم، تمثيل نخبة من الممثلين الشباب، من بينهم علي الشرشني (في دور الملك هامان)، وعلي الخلف (في دور كبير الوزراء)، وناتاشا صوفار (في دور الأميرة شارميلا)، وعبدالله الهيل (في دور عمران البستاني)، وعبدالله خالد (في دور زفير)، ومحمد خالد (في دور شهيق)، وعلي ربشة (في دور أحد الأهالي)، وعبدالله أحمد (في دور أحد الأهالي).. كتب أغاني المسرحية الشاعر عبدالرحيم الصديقي، ولحنها الفنان البحريني يعقوب يوسف. بمشاركة راقصين من الهند. وكان المخرج محمد البلم جدد الدعوة لعشاق المسرح لمشاهدة العرض الذي وصفه بأنه قريب من الجمهور وبأن أجواءه تتماشى مع أجواء المهرجان، وهي بسيطة في تركيبتها، وعميقة في مفهومها، وتحمل قيما تربوية ووطنية واجتماعية.. علما بأن "مملكة أم الأفاعي" هي العمل المسرحي القطري الوحيد في المهرجان، وهو ما اعتبره مخرج العرض مسؤولية كبيرة وضعت على عاتق الفرقة، مؤكدا أن الانطباعات إلى حد الآن جيدة، والجمهور راض عما شاهده. من جانبه أشار المؤلف خالد الزيارة إلى أن العمل يتناول حقبة من الزمن الإنساني، حيث يدور صراع بين الخير والشر في مملكة يحكمها حاكم طيب وعادل، ويتكاتف أهل المملكة بروح واحدة لينتصر الخير وتتحقق المعادلة. وقال الزيارة إن فكرة المسرحية تعود إلى بعض المواقف التاريخية التي حرصت من خلالها على عدم الاصطدام بأي ثوابت.

علي الشرشني لـ"الشرق" أنا بمملكة أم الأفاعي الملك المحب لشعبه عودة النشاط المسرحي ساهمت في تنشيط الفرق تعرض غداً فرقة الغد لفنون الدراما مسرحية مملكة أم الأفاعي وذلك على مسرح عبدالعزيز ناصر بسوق واقف والمسرحية من تأليف خالد الزيارة وإخراج محمد البلم وبطولة نخبة من فناني قطر أمثال علي الشرشني وعلي الخلف ونتاشا وعبدالله الهيل ومحمد زيارة علي ربشه وعبد الله زياره وبمشاركة فرقة الأكاديمية الهندية. "الشرق" التقت الفنان علي الشرشني *ما هو دورك في مسرحية " مملكة أم الأفاعي "؟ بداية أشكر فرقة الغد على اختيارهم لي في هذه المسرحية وأن أقوم بدور الملك الطيب القريب من شعبه ويعيش معهم في مملكته بسلام ويحب شعبه ويحبونه، وهناك من يطمعون بخيرات البلد ويحاولون اختطاف ابنة الملك وزرع الفتنة، وهو دور جميل ويليق بي. *ما هي الرساله التي تحملها المسرحية إلى الجمهور؟ بالتأكيد أن المسرحية جميلة وممتعة وتحمل رسالة واضحة للجمهور حيث إنها تدعو للحب والتعاون والإخاء والابتعاد عن الحسد والحقد، ومن خلال هذا العمل الكبير نعود الأطفال خاصة على المصافحة والمبادرة إلى مساعدة الآخرين بالإضافة إلى التعاون والتوحد والوقوف إلى جانب الضعفاء والمحتاجين. *ما رأيك بعد توقف نشاط المسرح الشبابي؟ رغم توقف نشاط المسرح الشبابي إلا أن الفرق جميعها لم تتوقف عن دورها أو أعمالها، وما زالت جميعها تقدم أعمالا وتواصل عملها من أجل المسرح في قطر، والدليل على ذلك أن مسرحية راهن ومرهون ضمت شبابا أكفاء وأن هذا العمل المسرحي أيضًا يضم عددا من الشباب الأكفاء. *ما رأيك في المواهب الشابة الصاعدة؟ هناك مجموعة من المواهب الشبابية والكوادر القطرية الجيدة والقوية موجودة وأثبتت كفاءتها من خلال جميع الأعمال والأدوار التي قدمتها تلك الطاقات الشبابية، لذا أطلب من الفرق الاهتمام بالشباب والوقوف إلى جانبهم، وذلك لدعم المسرح وإكمال مسيرتنا في ذلك حتى لا يتوقف المسرح عن تقديم الأعمال. *بحسب رأيك كيف يمكن صقل المواهب الشبابية؟ يكون صقل المواهب الشبابية بعمل دورات وورش تدريبية لهم بشكل مستمر حتى يتمكنوا من إتقان الأعمال وذلك من خلال دمجهم مع ذوي الخبرة في مجال المسرح لكي يستفيدوا منهم ومن خبرتهم، موضحا أنه خلال هذه الفترة توقفت الدورات والورش ولا نعلم لماذا، وهو عكس ما كنا عليه سابقا، ولا بد من إدخال الشباب بالعمل وعدم إهمالهم مع ضرورة الاستمرار في العمل حتى يكتسبوا خبرة. *كيف ترى عودة النشاط المسرحي مرة أخرى؟ عودة هذا النشاط أسعدت الجميع، إذ أن الفرق الأربعة بدأت العمل مرة أخرى، كما أنها تستعد لأعمال متعددة ومختلفة، حيث إنها تقدم أعمالا باستمرار ودون توقف، وخلال الأيام الماضية شاهدنا نجاح المسرحيات وكذلك خلال الفترة الحالية تعرض مسرحية لفرقة أخرى ولا تقل عن مستوى المسرحيات السابقة من حيث النجاح كما نتوقع، ونتمنى من الفرق عدم التوقف ومواصلة الأعمال.

تقدم فرقة الوطن المسرحية غدا السبت، عرضها الأخير بعد أن استمرت لمدة 15 يوما متواصلا، حيث بدأ عرضها أول يناير وهي تأليف سعيد المناعي ومن إخراج المخرج عبدالواحد محمد وتمثيل نخبة من الممثلين الشباب من بينهم: هدى علي وخالد ربيعة، وندى أحمد، وأحمد الخياط وموري وفاطمة يوسف، ومحمد عادل، وإسماعيل القصاص ويلدز الزيتوني وفاطيما الزهراء وسمر وكريم ومجموعة كبيرة من الفنانين الذين وصل عددهم على خشبة المسرح إلى أكثر من 30 فنانا وفنانة وقد أشرف على العمل الفنان عبدالله غيفان. وتدور فكرة مسرحية "سعيد راهن ومرهون" حول شخصية مواطن متوسط الحال اسمه سعيد يستمع لنصيحة أحد أقربائه حول أبسط طرق الثراء السريع وتحقيق مكاسب، وذلك عن طريق البورصة التي ستحقق له مكاسب تساعده على قضاء الحوائج والتفريج عن نفسه وأسرته، ونصحه بأن يقوم برهن بيته لصالح البنك، وفي مقابل ذلك يحصل على مبلغ يبدأ به الاستثمار في البورصة ويسدده فيما بعد من الأرباح، وبالفعل يستدين سعيد من البنك عن طريق رهن بيته وينفق أمواله على أشياء ليست أساسية وهامة، ويتفاجأ بأنه مطالب بتسديد دين البنك، وتحدث العديد من المفارقات الكوميدية، ويطرح العمل مجموعة من القضايا الاجتماعية التي نعيشها ولكن في إطار كوميدي. وتعد مسرحية "سعيد راهن ومرهون" باكورة أعمال الفرقة الجماهيرية مع بداية العام الجديد على أن تستمر في تقديم الأعمال المسرحية التي تعالج قضايا اجتماعية وفي إطار كوميدي هادف. وقال الفنان صالح المناعي رئيس فرقة الوطن المسرحية إن العرض الذي سوف يختتم اليوم وسوف يتم عقد جلسة نقاشية بمقر الفرقة، وذلك لمناقشة جميع جوانب العمل الإبداعية وحتى يتعرف المشاركون فيه على جوانب القوة والضعف في أداء كل فنان وذلك بحضور جميع فريق العمل يتقدمهم المخرج عبدالواحد محمد ويأتي ذلك ضمن خطة الفرقة الثقافية التي سوف تقدمها في مجلسها الثقافي الأسبوعي. وأضاف المناعي أن لدى اللجنة الثقافية بالفرقة عددا من النصوص التي سوف يتم اختيارها لتقديمها للجنة إجازة النصوص بالوزارة ومن ثم تقديمها في قادم الأيام.

تقيم فرقة الغد لفنون الدراما التابعة لوزارة الثقافة والرياضة غداً مؤتمرا صحفيا للكشف عن تفاصيل العمل المسرحي الاستعراضي (مملكة أم الأفاعي)، والذي سيتم تقديمه على خشبة مسرح عبد العزيز ناصر يوم ٢٠ يناير الجاري، برعاية سعادة وزير الثقافة والرياضة. يشارك بالمؤتمر رئيس فرقة الغد الفنان محمد البلم، والمؤلف خالد عبد الله الزيارة، والشاعر عبد الرحيم الصديقي.

منذ أن أعلن الفيلسوف الفرنسي "رولان بارط" موت المؤلف بإيعاز ضمني من الكاتب الألماني برتولد بريخت، حتى أصبح النص الدرامي مسرحا لجدل قديم متجدد حول حدود الحرية التي يمتلكها المخرج للتصرف حذفاً، وتعديلا، واختصارا، واختزالاً.. ونتج عن هذا الجدل خلاف بين المؤلف والمخرج وصل في أحيان كثيرة إلى حدود القطيعة، وفي الجانب الآخر من الجدل بدت العلاقة (مخرج ـ مؤلف) ناجحة، يحكمها التوافق في مستوى الرؤية، والهدف، والنتيجة، وفي هذه الحال يبيح المخرج لنفسه حق التصرف في النص، ويتحول بمقتضى هذه الصفة إلى مؤلف ثان، أو شريك آخر في العمل، فيتحرر النص من سلطة المؤلف. لمزيد من تسليط الضوء على هذه الجدلية القائمة في المشهد المسرحي، التقى (الملف الثقافي) عددا من الكتاب والفنانين، وطرح عليهم السؤال التالي: ما هي حدود تدخل المخرج في النص الدرامي؟ فكان التالي: على المخرج تأليف نص جديد دون العبث بأفكار الآخرين بداية يقول الفنان سعد بورشيد: النص عندما يكتبه كاتبه فهو نص أدبي للقراءة وهذا أمر متعارف عليه منذ الإغريق مرورا بعصور النهضة، وبعد ذلك يأتي دور المخرج المفكر الذي تكون له رؤية واضحة مستنبطة من روح النص وليس ذلك التزاما بحرفية النص فللمخرج الحق في قراءة مغايرة لما هو مكتوب حرفيا وهذه لها محاذيرها وليس كل من يستطيع أن يلجأ إلى هذا الأسلوب إلا المخرج المتمكن من أدواته، وأرجو ألا يفهم معنى كلامي بتصرف الممثلين على خشبة المسرح وهو خارج المسؤولية الفكرية والفنية للمخرج.. للمخرج المبدع كتابة ثانية للنص الأصلي، وفي بعض الأحيان يمكن الاستعانة بالمؤلف والتفاهم معه، مع الحفاظ على روح النص، أما إذا أراد المخرج تغييرا كاملا في النص فقد أصبح مؤلفا آخر لأنه خرج عن أصل النص، وبالتالي يغيب الكاتب، وأنصح المخرج بأن يؤلف نصا جديدا دون العبث بأفكار الآخرين. المؤلف المسرحي ينتهي دوره عندما يبدأ المخرج من جانبه يقول الفنان حمد عبد الرضا: أي مخرج يبدأ عمله باختيار النص والأدوار وتحديد رؤيته ولحظة اختياره النص والاجتماع بالممثلين حتى يوم العرض. المخرج يحدد المستوى الفني (الديكور والسينوغرافيا وحركة الممثلين والتقنيات الأخرى وهذه المسألة مهمة هل المخرج يحترم النص أو لا يحترمه. هناك بعض المخرجين يقومون بالتعامل مع النص بالطريقة التي يرونها مناسبة ويسمى بالإعداد المسرحي، أعطي مثالا على ذلك المسرحيات التي قدمتها فرقة قطر المسرحية، والتي حازت على جوائز مهرجان المسرح الخليجي، منها مسرحية "مجاريح"، والبوشية".. النصان لمؤلف إماراتي والبيئة إماراتية، تختلف في بعض التفاصيل عن البيئة القطرية. في هذا العمل حاول المخرج أن يضيف بعض المشاهد والمفردات التي تناسب البيئة القطرية، والعرض المسرحي من وجهة نظري هو عرض غير متوقع للجمهور ماذا يقدم المخرج للجمهور برؤيته؟ وأنا أؤمن ـ من خلال تجربتي مع فرقة قطر المسرحية ـ بأن المخرج له حق التصرف في النص المسرحي برؤية وإبداع والمؤلف المسرحي مرحلة تنتهي ما إن يبدأ دور المخرج. عبد العزيز جاسم هو المخرج الوحيد الذي يحترم النص يقول الكاتب تيسير عبد الله: مررت أنا والشاعر عبد الرحيم الصديقي بتجارب في الاعتداء على النص وفي الحفاظ عليه أيضا، ربما من أبرز تجاربنا تلك التي كانت مع الفنان عبد العزيز جاسم الذي أعتبره من أكثر المخرجين احتراما للنص المكتوب، ولذلك قدمنا معه ما يقرب من خمس مسرحيات. عندما يخرج النص من عند المؤلف فإن الكرة في ملعب المخرج، فإن هو غير وتصرف في النص ونجح العمل على الخشبة فإننا نفرح ككتاب، لكن إن هو فشل فلابد أن يتحمل المسؤولية في ذلك. العمل المسرحي عمل جماعي، نحن نؤلف النص ويأتي المخرج فيصبح المؤلف الثاني للنص، وأغلب المخرجين الذين تعاملنا معهم لديهم الوعي الكامل بالنص، إلا أن الفنان والمنتج والمخرج عبد العزيز جاسم هو الوحيد الذي يحترم النص، وبالنسبة إلى الجدل الدائر فإنه غير واضح المعالم، والنص المسرحي غير مقدس، ولكن من يقدر ذلك إلا المخرج الذي يمتلك من الوعي والمعرفة والموهبة ما يخول له أن يتصرف في النص ويبدع في العمل. بعض المخرجين يتعسفون على النص الأصلي يقول الفنان سالم المنصوري: ‏‫النص من إبداع المؤلف وتحت مسؤوليته ويحمل أفكاره ومغزاه، ولا يحق للمخرج أن يكتب النص بطريقته، بل عليه أن يحترم إبداع وفكر المؤلف، وإذا أقدم على تنفيذ وإخراج النص فإنه لا يحق له الإضافة أو زيادة شخوص، أو التعديل، إلا بموافقة المؤلف واطلاعه على النص وأخذ موافقته بحيث لا يخل بالفكرة أو بالخط الدرامي للنص. من حق المخرج أن يحذف بعض الحوارات في النص دون أن يخل ذلك بالحدث الدرامي أو الفكرة، ولكن ليس من حقه أن يؤلف عملا جديدا، وإن أعجبه النص وأراد أن يعدل بالحذف والإضافة فعليه أن يكتب: "إعداد فلان". عندما أضع فكرة وأفاجأ بأن المخرج استبدلها بفكرة أخرى، وإذا لم تكن له دراية في الإخراج ولا في التأليف فهذه كارثة أكبر. أما إذا كان متمكنا وله أعماله مشهود بها فستكون هناك ثقة بينه وبين المؤلف، بحيث يطلع الأخير على التعديل ويتناقشان فيه، والمصيبة أن بعض المخرجين يتعسفون على النص الأصلي فيحملونه ما لا يحتمل وبالتالي يصبح مشوها وبلا هوية. المؤلف يقع في حرج عندما يكون العرض دون المستوى يقول عبد الله دسمال الكواري (مصمم ديكور): أنا مع تدخل المخرج في النص المسرحي لأن له رؤية أخرى في العمل المسرحي مادام أنه تصدى للنص وسيخرجه برؤيته، ورؤية المخرج تستوجب أن يعدل في النص الأصلي. هناك خطوط حمراء في الفن عموما، وفي المسرح خاصة. فبعض المخرجين يشتغلون على أعمال لشكسبير، فيأخذون مقاطع من نصوصه، ويخرجونها بأسلوبهم، بمعنى أنهم يبنون على تلك المقاطع، وهم محاسبون أمام الجمهور لأنهم تصدوا لهذه الأعمال. لكن غالبا ما يقع المؤلف في حرج من الجمهور أو الصحافة عندما يكون العرض دون المستوى ويمكن أن ينتج عن ذلك خلافات مع المخرج، وهذا الأمر حصل مع المخرج القدير سعد دردش في مسرحية "المخطوطة" ليوسف إدريس، حيث صدم الأخير عندما رأى العمل فعلق قائلا: هذا ليس عملي. النص ليس قالبا لا يخرج عنه الشريك الآخر (المخرج) الذي له الحق في أن يعدل ويضع رؤيته وإسقاطاته التي تحسب عليه، فإذا فشل يقال إنه أساء للعمل.

دعا مركز شؤون المسرح، التابع لوزارة الثقافة والرياضة، الفرق المسرحية إلى ضرورة مراعاة المعايير التي وضعها، وذلك عند الإقدام على كتابة نصوص للمسرح الموازي، وذلك في إطار التعاون بينه وبين الفرق المسرحية، علاوة على تعاونه مع المبدعين من كتاب ومخرجين. ووجه الفنان صلاح الملا، مدير المركز، خطابات إلى الفرق المسرحية، واصفًا فيها المسرح الموازي، بأنه "جزء مهم من نشاط مركز شؤون المسرح بمراحله التالية: المسرح المدرسي، المسرح الشبابي، المسرح الجامعي". وأرجع الملا الهدف من مثل هذا المكاتبات إلى "إثراء خطة المركز للاهتمام بالمسرح الموازي"، مشددًا على ضرورة أن تلامس النصوص اهتمامات المراحل المشار إليها، "وأن تكون مناسبة للمرحلة العمرية، والاقتراب من قضايا المجتمع، خاصة المرحلة الجامعية والشبابية". كما دعا الملا إلى أهمية التأكيد على ترسيخ القيم المجتمعية والأسرية والتربوية، "ولا بأس من طرح المواضيع الخيالية، والتي لا تتعارض مع قيم المجتمع بصفة عامة، وأن يراعى في كتابة الشخصيات المراحل المدرسية، بنين وبنات بشكل منفصل". وشدد مدير مركز شؤون المسرح على ضرورة موافاة المركز بجميع النصوص من مختلف المبدعين، سواء كانوا كتابًا أو مثقفين قطريين. وتأتي هذه الخطوة بمثابة معالجة لأبرز معوقات المسرح القطري، وهي أزمة النصوص، وإن كانت ظاهرة تتجاوز المحلية، إلى بعدها العربي، فإن ملامستها للمستوى القطري، تعني الشروع في معالجتها، لتهيئة البيئة المسرحية أمام اكتمال منظومة العمل المسرحي، بعد السعي إلى معالجة أزمة النصوص، خاصة فيما يتعلق بالمسرح الموازي، والذي سيبدو أنه عنوان لمرحلة الحراك المسرحي المقبلة. يأتي هذا في الوقت، الذي سبق أن صرح فيه الفنان صلاح الملا لـ"الشرق" بنيته إلى الاتجاه إلى المسرح الموازي، وذلك عن طريق تعاون مركز شؤون المسرح مع الكتاب والمثقفين القطريين، علاوة على تعاونه مع المؤسسات التعليمية والثقافية المعنية في الدولة. إثراء مسرحي تعكس مطالبات مركز شؤون المسرح إلى الفرق الأهلية، الرغبة في إثراء الحركة الفنية المسرحية، من خلال المسرح الموازي، وهو ما ترجمه المركز في باكورة أنشطته، بعدما جرى تدشينه قبل منتصف العام الماضي، وتمثل هذا النشاط في فعالية "عيالنا على المسرح"، والتي أقامها المركز على خشبة مسرح قطر الوطني، وتعاون فيها مع المدارس المستقلة، ما كان محصلته 6 عروض مسرحية، بنصوص لكبار المبدعين القطريين، فيما اتسمت عناصر هذه الفعالية بتوجهها القطري في جميع عناصرها، ما جعلها فعالية قطرية مكتملة الأركان.

"سعيد راهن ومرهون" تجربته الأولى في الكتابة المسرحية مسرح قطر الوطني من المسارح التي نفتخر بها الكاتب الحقيقي لا بد أن يكون مثقفا ومدركا للأشياء سعيد المناعي فنان مخضرم، يتكئ على مخزون من التجارب التي أحبها الجمهور، فقد شارك منذ بداية الثمانينيات في أعمال مسرحية وتلفزيونية وإذاعية عديدة، كتب عملا إذاعيا استحسنه الناس، وأفلاما ومسلسلات تلفزيونية لم تُنتج بعد، كما شارك في فيلم سينمائي قطري، وقدم أخيرا مسرحية بعنوان "سعيد راهن ومرهون" لفرقة الوطن المسرحية كأول تجربة له في الكتابة المسرحية، ويأتي هذا العمل تشجيعا للفرقة لدخول مرحلة المسرح الجماهيري. درس سعيد المناعي علم الاجتماع، وقد ساعده إلمامه بالظواهر الإيجابية والسلبية في المجتمع القطري، وقراءاته في هذا الصدد من منظور ثقافي وعلمي، بالإضافة إلى انتمائه الوجداني لبيئته، على تناول قضايا المجتمع من واقع معرفة ودراية. دخل المناعي مجال الفن في عام 1982، وتنقل في مشواره الفني بين التمثيل والكتابة التي يعتبرها مرحلة متأخرة، إذ "ليس من السهولة أن تكتب نصا فنيا"، هكذا يقول المناعي، لأن الكتابة بالنسبة إليه "تحتاج إلى خبرة واطلاع، بالإضافة إلى الممارسة، وقبل ذلك الموهبة ومعرفة كيف تحرك الشخوص في العمل". في حديثه لـ(الشرق) أشار سعيد المناعي إلى أن الكاتب الحقيقي لابد أن يكون مثقفا ومدركا للأشياء، ويرفض المناعي التقليد الأعمى لأن الكاتب لا يعبر إلا عن ثقافته وبيئته وإن كانت بعض النصوص تنفتح على الإنسانية إلا أن ذلك لا يمنع من وجود خصوصية في كل مجتمع، ويقول في هذا السياق: أنا ككاتب أبحث عن هذه الخصوصية في مجتمعي، وبالنسبة إلى فإن إجازة نص "سعيد راهن ومرهون" من قبل لجنة الرقابة بوزارة الثقافة والرياضة سببه اطلاعي وخبرتي ومشاركتي في العديد من الأعمال الفنية. وعن ندرة الأعمال المسرحية قال سعيد المناعي: من خلال مشاركتي بمسرحية "سعيد راهن ومرهون" اتضح لي أن ابتعاد الكتاب عن الكتابة للمسرح سببه تدخل المخرج في العمل وفرض أفكاره التي قد لا تتلاءم مع أفكار الكاتب، حيث لا يجوز للمخرج إضافة حوارات والتصرف في النص الأصلي، ولابد من أن يلتزم كل واحد بدوره. في سياق آخر قال المناعي: المهرجانات لا تصنع جمهورا، ولكي تؤسس قاعدة جماهيرية لابد أن يخرج العرض إلى الناس في فترات متواصلة، ومخطئ من يقول إن قلة الأعمال المسرحية تعود إلى عدم توفر أماكن للعرض، لأن وجود مسرح واحد يكفي للعرض بشرط أن يكون هناك تنسيق بين الفرق المسرحية والمسرح، ومسرح قطر الوطني من المسارح التي نفتخر بها. عرض المهرجان في سؤال حول حضوره في مهرجان الدوحة المسرحي قال سعيد المناعي: شاركت في عمل أو عملين منذ انطلاقة المهرجان، وأنا ضد فكرة تقديم العمل المسرحي في المهرجان فقط لأن العرض المسرحي الذي شاهدته فئة قليلة من الجمهور وفي يوم واحد من المهرجان تطلب بروفات ووقتا وجهودا من هنا وهناك، وبالتالي فإن الاكتفاء بتقديمه في المهرجان هو تعسف عليه، لأن المسرح موجه للجمهور بمختلف فئاته، وإعادة العرض في فترات متتالية يعزز ثقة الممثل بنفسه ويجعله يتدارك أخطاءه التي وقع فيها. عامل مشجع حول ما ينقص الكاتب القطري اليوم قال المناعي: ينقصه استثمار كتابته في الأعمال الفنية، فالكاتب عندما يكتب يريد أن ينفذ عمله الذي كتبه حتى يشعر بأن هناك قيمة مضافة وليس مجرد كاتب يكتب أعمالا قد لا تجد صدى لدى القارىء، ولكي يتحقق ذلك لابد من وجود جهات تتبنى كتاباته، وهذا الأمر يشجع الكثير من الكتاب على تقديم الأفضل.

أعلنت فرقة الدوحة المسرحية عن تشكيل مجلس إدارتها الجديد للسنتين القادمتين، وذلك عقب مناقشة التقرير المالي والإداري للسنتين الماضيتين، حيث تم تجديد الثقة في الفنان إبراهيم محمد العمادي رئيس مجلس الإدارة، والفنان فالح فايز السعيد أمين السر العام، وناصر صالح الخلاقي أمين اللجنة المالية، وأحمد عبد الرحمن المفتاح أمين اللجنة الثقافية، وعلي صالح الخلف أمين اللجنة الفنية. في لقاء مع "الشرق" أشار إبراهيم محمد إلى أن هناك وجوهًا جديدة انضمت إلى مجلس الإدارة، لافتا إلى أن التغيير مهم لمواكبة المستجدات الجديدة، ومسايرة الوضع الحالي للحركة المسرحية، مؤكدا أن الفرقة دائماً ما تنادي بضرورة تطوير الحركة المسرحية القطرية لتواكب العصر، وتتماشى مع سياسة المسؤولين والمهتمين والقائمين على الحركة المسرحية، وقال في هذا السياق: نحن بحاجة ماسة لجهود الشباب لنحرك الفعل المسرحي في دولتنا الحبيبة. مضيفا: أشكر أعضاء الجمعية العمومية لثقتهم باستمراري في رئاسة مجلس الإدارة، كما أشكر الإخوة أعضاء مجلس الإدارة السابقين على ما بذلوه من جهد لتسيير أمور الفرقة من كل النواحي، وأشكر الأعضاء الحاليين على موافقتهم بتحمل مسؤولياتهم في تفعيل نشاط الفرقة، وأتمنى التوفيق والنجاح للمجلس الجديد. جدير بالذكر أن فرقة الدوحة المسرحية جاءت نتيجة دمج الفرق المسرحية عام 1994، وقدمت منذ قرار الدمج وحتى اليوم العديد من الأعمال المسرحية من بينها "قرية الزهور" (1994)، و"غناو الشمالي" (1999)، و"مغرم هل الشوق" (2001)، و"الاختراع العجيب" (2003)، و"الحادث والكائن في موت عايش بن ظاعن" (2004)، و"ياهل الشرق" (2005)، و"سندريال وطيور الغابة" و"أسفار الزباري"، و"هالشكل يازغفران" (2010)، و"كلني يا جناب السلطان"، و"كرك" (2012)، وغيرها من الأعمال التي شاركت بها الفرقة في مهرجانات محلية وخليجية وعربية. وكانت الفرقة قدمت في الدورة الماضية من مهرجان الدوحة المسرحي مسرحية "انكسارات سعيد المجبر" من تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي.

علمت "الشرق" أن مهرجان الدوحة المسرحي في دورته المرتقبة، والمقرر لها 27 مارس المقبل، لن يتم إلغاؤها، وأنها ستقام في حلة جديدة. وذكرت مصادر أن وزارة الثقافة والرياضة، الجهة المنظمة للمهرجان، لن تعمل على إلغائه، "ولكنها سوف تسعى إلى تقديمه في نسخة جديدة، مغايرة عن تلك التي جرى تقديمه خلال السنوات الماضية". وفي الوقت الذي لم تصرح فيه ذات المصادر بتفاصيل النسخة المرتقبة، فإنها أكدت أن إقامة المهرجان في دورته الرابعة والثلاثين، "يأتي في إطار حرص الوزارة على دعم الحراك المسرحي القطري، ليتم تقديم المهرجان إلى الساحة الفنية بصورة أفضل مما كان عليه خلال الدورات الماضية". يأتي هذا فيما سادت تكهنات خلال الفترة الأخيرة بإلغاء الدورة المرتقبة للمهرجان خلال الفترة المشار إليها، والتي اعتادت وزارة الثقافة والرياضة إقامته خلالها، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح. ولم تصرح المصادر بالموعد الجديد لإقامة المهرجان، واكتفت بالتأكيد على أنه يجري حاليا بحث كافة السيناريوهات التي ستكون عليها النسخة المرتقبة من المهرجان، "وعندها يمكن تحديد مدة إقامته". ومن المقرر أن يتولى مركز شؤون المسرح، التابع للوزارة، مهمة تنظيم المهرجان، وذلك بعد تدشينه قبل منتصف العام الماضي، وتكليفه بمهام الحراك المسرحي في الدولة، ليكون مظلة جامعة له، لتصبح هذه هي المهمة الأبرز للمركز، منذ تدشينه، بعد مهام مسرحية أخرى، على رأسها إعادة المسرح المدرسي، بجانب مسرح الفرق الأهلية، وكذلك القطاع الخاص، بجانب مسرح الجاليات، والذي انطلقت أولى فعالياته قبل أيام، بالعرض المسرحي السوداني، والذي يعد الأول من نوعه في قطر.

قررت فرقة الوطن المسرحية تخصيص ريع العرض المسرحي "سعيد راهن ومرهون" ليومي الخميس والجمعة لأهالي مدينة حلب المنكوبين، وذلك بالتعاون مع "قطر الخيرية"، في حركة نبيلة تضاف إلى دعم المسرحيين والفنانين والأدباء القطريين لأشقائهم السوريين. كما قررت الفرقة تخصيص ريع العرض ليومي الأحد والإثنين القادمين لصندوق الغارمين، بالتعاون مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف". وقال المناعي رئيس الفرقة لـ "الشرق": تم اتخاذ هذا القرار من قبل مجلس إدارة الفرقة بالتعاون مع جميع المشاركين في العمل، على أن يخصص ريع العرض غدا وبعد غد لمساندة أشقائنا في حلب، والوقوف معهم في محنتهم، ويخصص ريع العرض ليومي الأحد والإثنين القادمين لصندوق الغارمين. ويأتي هذا القرار بدافع الأمل في أن نساعد بما أمكن للتخفيف من معاناة كل محتاج سواء داخل الوطن أو خارجه، ونعيد إلى الأذهان تلك المقولة الشهيرة لسعد الله ونوس "نحن محكومون بالأمل". مضيفا: أشكر سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة على رعايته الكريمة للمسرحية، ودعمه المتواصل للشباب، ونتمنى من الجمهور أن يحضر في الأيام المذكورة لمشاهدة المسرحية، والمساهمة في هذه الرسالة التي نريد أن نوجهها من خلال الخشبة. جدير بالذكر أن مسرحية "سعيد راهن ومرهون" يتواصل عرضها بمسرح قطر الوطني، وهي من تأليف سعيد المناعي وإخراج عبد الواحد محمد، وتمثيل كوكبة من الممثلين الشباب. خدمة لقضايا الإنسان أكد صالح المناعي أن الفرقة لا تنظر إلى الربح المادي الذي ستجنيه من المسرحية، بقدر ما يعنيها أن توجه جزءًا من المداخيل لخدمة قضية إنسانية، وأشار في هذا السياق إلى أن المسرح ولد من رحم التراجيديا، ولذلك كان صوت الإنسان في كل بقاع الأرض.

يستضيف غدا مسرح عبدالعزيز ناصر بسوق واقف المسرحية الكوميدية "عرب تويت"، وتستمر حتى نهاية شهر ديسمبر الجاري. وفكرة العمل للدكتور هاشم السيد، ومن تأليف الفنان طالب الدوس وإخراج فالح فايز، وانتاج شركة "إيكوميديا"، وبمشاركة نخبة من فناني الخليج. وتدور أحداث المسرحية حول الوطن العربي، وما يحدث فيه حيث هناك إسقاطات سياسية واجتماعية و اقتصادية وإعلامية، فضلا عن العديد من المشكلات التي تواجهها الأسر العربية كذلك الحال بالنسبة لأزمات الوطن العربي، وذلك من خلال قالب كوميدي.

تألق الفنان نافذ السيد مساء اليوم على خشبة مسرح "بتلكو" في البحرين، وذلك خلال عرض المسرحية الخليجية "بيت العمدة"، تأليف وإخراج هشام يوسف، تمثيل كوكبة من الممثلين الخليجيين نذكر من بينهم أحمد المجلي ومنيرة محمد وراشد العازمي من البحرين، وإسماعيل سرور وموضي علف من الكويت، وسلطان المقبالي من السعودية، إلى جانب خلود البلوشي، ونسرين شريف، وفاطمة كازروني، وشعاع توفيق. يقوم الفنان نافذ السيد بدور العمدة المنتخب من قبل أهل القرية، والمسرحية تناقش قضايا البيت الخليجي، وهي من النوع الاجتماعي الكوميدي. وأعرب نافذ السيد لـ"الشرق" عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل الذي يجمعه بنخبة من الفنانين الخليجيين. وأشار إلى أن الدور الذي لعبه هو دور جديد لم يسبق أن قدمه على خشبة المسرح، حيث يقود بدور شخص متسلط يتبع أهواءه ولا يعبأ بالآخرين. ولفت إلى أن هذه التجربة تعد إضافة الى مسيرته الفنية، خاصة وأن المسرح البحريني من أهم المسارح في منطقة الخليج، كما أن مشاركة نجوم من الخليج يعكس أهمية التجربة. وقال في هذا السياق: كان عرضا رائعا من خلال تفاعل الجمهور البرحيني الذي شاركنا المواقف والانفعالات، وستعرض المسرحية حتى يوم 19 ديسمبر الجاري بمعدل عرضين في اليوم الواحد. بدوره، قال منتج العمل د.رمزي الجمالي: المسرحية تطرح قضايا البيت الخليجي بشكل عام، والبيت البحريني بشكل خاص، وقد أضفنا إليها اللحمة الوطنية في دول الخليج.

يغادرنا غدا وفد الفرق المسرحية إلى الشارقة وهم الفنان علي الخلف من فرقة الدوحة وخالد الحميدي من فرقة الوطن وعبدالرحيم الصديقي من فرقة قطر ومحمد خالد الزيارة من فرقة الغد وذلك لحضور فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي ينطلق عند الثامنة من مساء غدا الخميس بمشاركة خمسة عروض من الإمارات والبحرين والأردن والجزائر وموريتانيا. وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام ومدير المهرجان إنه يسعى إلى أن يكون "أكثر من مجرد مناسبة سنويّة لتقديم جملة من العروض المسرحية المنتجة حديثًا والمتنوعة في أساليبها وموضوعاتها وفي مسافاتها وطموحاتها من الجدة والأصالة؛ فهو يسعى إلى أن يكون مشروعًا للتطوير أو الإضافة إلى ما نعرفه من أشكال العروض المسرحية، أو مدخلًا لإعادة التفكير والنقاش حول المفاهيم والمعارف السائدة، سواء حول فن المسرح بوصفه نشاطًا فنيًا وثقافيًا ومعرفيًا واجتماعيًا، أو حول تطلعات وتوجهات صنّاعه".. ويُفتتح المهرجان بملحمة مسرحية جديدة من تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة تحت عنوان "داعش والغبراء"، وهي من إخراج محمد العامري. أما العروض الأربعة الأخرى، والتي ترتكز بنيتها الفنية على الحكاية والشعر والأداء وعلى أساليب متعددة من التعبيرات الفنية التي تختزنها الذاكرة الجمالية للصحراء، فهي: "جزيرة الجوري" ـ تأليف عبدالله ملك ـ إخراج عبدالله ملك (البحرين)، "كثبان" تأليف وإخراج فراس الريموني (الأردن)، "صهيل" تأليف وإخراج هارون كيلاني (الجزائر)، "تبراع لملميح" تأليف وإخراج تقي سعيد (موريتانيا). وتنظم يوميا جلسات نقدية تقرأ العروض المقدمة وتبرز خصائصها الجمالية والفكرية وتكون بمثابة حلقة وصل بين المتفرجين وصنّاع العروض. وربطًا للممارسة الإبداعيّة بالتنظير ارتأت اللجنة المنظمة أن تأتي الندوة الفكرية المصاحبة لهذه الدورة تحت عنوان "المسرح والصحراء" بمشاركة مجموعة من الباحثين المسرحيين هم مرعي الحليان وإبراهيم المبارك ومحمد يوسف من الإمارات، وأحمد شنيقي من الجزائر وعبدالرحمن بن زيدان من المغرب وعثمان جمال الدين من السودان وبدر الدلح من الكويت وجمال ياقوت من مصر، وتجيء المسامرة الفكرية على محورين: المسرح والصحراء: الفرجة والفضاء؟ والمسرح الصحراوي: أي موضوع وأي شكل؟.

شهد مسرح قطر الوطني اليوم العرض الثالث من فعالية "عيالنا على المسرح"، والتي تأتي في إطار احتفالات الدولة باليوم الوطني، وينظمها مركز شؤون المسرح بوزارة الثقافة والرياضة، بالتعاون مع اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني. العرض جاء بعنوان "حمدة والحذاء"، وقدمه طلاب مدرسة المرخية الابتدائية المستقلة للبنات، وعكس مواهب مسرحية واعدة، ما يشكل بذرة مسرحية، يمكن أن يكون لها حضور مسرحي لافت مستقبلاً، إما بأن تكون رافداً للمسرح الشبابي لاحقاً، أو أن تصبح ذات ذائقة مسرحية بارزة. العمل مأخوذ من نص مسرحي للفنان الكبير عبدالرحمن المناعي، بعنوان "الحذاء الذهبي"، وأعده بتصرف الفنان غانم السليطي، وأخرجه الفنان فالح فايز. وقدمته طالبات مدرسة المرخية الابتدائية المستقلة للبنات. وعلمت "الشرق" أن المرحلة الأولى "مدارس البنات" من الفعالية أسفرت عن فوز وتأهل مسرحية "الفيل والأرانب"، من تمثيل مدرسة نسيبة بنت كعب المستقلة للبنات. ويشارك في الفعالية نجوم المسرح القطري ما بين مؤلفين ومخرجين، وهي الفعالية التي يعد جميع عناصرها من المكون القطري بشكل كامل. ويقدم العروض طلاب المدارس المستقلة، في تجربة توصف بالفريدة من نوعها، بأن يقوم الطلاب بأداء مثل هذه الأعمال المسرحية، وخاصة في احتفالات اليوم الوطني، الأمر الذي أسهم في تشجيع أولياء أمورهم على الموافقة على إشراكهم بها، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الإبداعية في مجال المسرح. وتأتي العروض باكورة لأنشطة مركز شؤون المسرح بوزارة الثقافة والرياضة، للأخذ بيد المسرح المدرسي وإعادته بشكل متطور، وتقديم نموذج للصداقة المسرحية المدرسية. فيما يأتي تقديمها على خشبة مسرح قطر الوطني لأسباب فنية، كونه يضم مختلف الإمكانيات التي تحتاجها الفرق المشاركة، على أن يتم تقديم العرضين الفائزين بدرب الساعي. وحسب تصريحات سابقة للفنان غانم السليطي، رئيس فعالية المسرح في اليوم الوطني للدولة 2016، فإن "وجود المسرح ضمن فعاليات درب الساعي يعد فخراً لكل الفنانين، وهي فرصة منحتها اللجنة المنظمة لنا، من أجل تقديم صناعة مسرحية مدرسية أكثر تطوراً، وأن هناك نية لمواصلة التعاون مع وزارة التعليم لإعادة إدارة التربية المسرحية إلى سابق عهدها بحكم أنها المكان الذي يولد فيه المسرح".

انطلقت أمس بروفات المسرحية الكوميدية "عرب تويت" من تأليف طالب الدوس وإخراج فالح فايز، إنتاج شركة إيكوميديا. وينتظر تقديم العمل على مسرح عبدالعزيز ناصر بسوق واقف خلال الفترة من 21 ديسمبر القادم إلى 30 من نفس الشهر بمشاركة كل من محمد المنصور، ومنى شداد، وعلي الغرير، وجاسم الأنصاري، ومحمد أنور، ونورة البلوشي، وعلي ربشه، وعبد الله البكري، وأبو هلال وغيرهم. وقال المخرج فالح فايز لـ"الشرق": العمل من النوع الكوميدي الفنتازي، وهو فكرة الدكتور هاشم السيد وتأليف طالي الدوس، وتطرح المسرحية قضايا الواقع وما يحدث في المنطقة العربية في قالب كوميدي. مضيفا: نحن بصدد الإعداد والتخطيط للديكور، حيث إن أحداث المسرحية تدور في أزمنة مختلفة (عصر الجاهلية والعصر الحديث)، ويقوم العمل على إسقاطات من الواقع. وأكد فالح فايز أن الجديد في هذه التجربة المسرحية هو الجرأة في الطرح، متمنيا أن يحقق العمل النجاح المطلوب.

كرم مهرجان الزرقاء المسرحي في الأردن ـ مؤخرا الفنان والمخرج فهد الباكر تقديرا للنجاحات التي حققها في مسيرته الفنية. وفي كلمة الوفود العربية قال الباكر: "يطيب لي باسمي وباسم جميع الوفود المشاركة أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للمملكة الأردنية الهاشمية راعية الفن والفنانين، وكذلك خالص التقدير للجنة المشرفة على إدارة مهرجان الزرقاء، على الجهد الملموس والعطاء المبذول للخروج بهذا المهرجان في أفضل صورة، وهذا ما لمسناه من روعة التنظيم وحسن الاستقبال وكرم الضيافة. وأضاف: "عبارة "أعطني مسرحا أعطك شعبا مثقفا" ليست مجرد عبارة بل هي واقع وحقيقة، فلا يخفى علينا أثر المسرح التنموي وأهميته للشعوب والمجتمعات باعتباره أحد منابر الأدب والثقافة ومختلف الفنون. لا أظنني أغالي عندما أقول إننا اليوم في حاجة إلى العناية بالمسرح الهادف الذي يرتقي بشعوبنا العربية المتطلعة إلى مستقبل مشرق وحضارة مزهرة، وهنا يأتي دور المسرح وأهله، المسرح الذي يرتقي بالفكر ويسمو بالوجدان ويستثير الروح الوطنية في النفوس. إنه المسرح الذي حرصنا اليوم على الحضور من أجله. نعم إنها مسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة". جدير بالذكر أن فهد الباكر عضو لجنة تحكيم المهرجان، ويتنافس على الجوائز ست مسرحيات هي: "الساعة صفر" من الجزائر، و"ماراثون" من العراق، و"هواء بحري" من مصر، و "أمطرت لؤلؤا" من الإمارات، و"لم يك شيئا" من السعودية، و"عطيل يعود" من الأردن، كما يشهد المهرجان إقامة العديد من الندوات النقدية المخصصة لمناقشة العروض المسرحية المقدمة.

أعرب الفنان عبد العزيز المسلم عن سعادته بعرض مسرحيته الجديدة «البيت المسكون 3»، أمام الجمهور القطري اعتبارا من غدا على خشبة مسرح الموسيقار عبد العزيز ناصر مسرح الريان سابقا مؤكدًا أنه يحرص دائما على عرض جميع أعماله المسرحية للجمهور القطري. وأضاف المسلم "أنا متشوق للوقوف أمام جمهوري القطري المتذوق للفن الهادف منوها بأنه يقدم في العمل شخصية عبيد التي أحبها الجمهور، لكن هذه المرة من خلال إطار جديد يتماشى مع القصة التي تستعرض الأحداث المتواجدة على السطح في المجتمع، فهذا ما كان يحرص عليه حين كتابة النص، فهي استكمال لقصة العائلة التي عرفها الجمهور. ولفت إلى أن "العمل يناقش عددا من القضايا المتواجدة في عالمنا العربي والأحداث السياسية المحيطة في إطار كوميدي وعما إذا كان يتوقع نجاحًا أكبر للجزء الثالث عن سابقيه في الدوحة قال لاشك أن النجاح الكبير للجزأين السابقين يفرض علينا تحديًا للحفاظ على هذا النجاح". وقال إن العمل لاقى نجاحا كبيرا خلال عرضها في الكويت وذلك لجهود فريق العمل المتمكن أصحاب الخبرة وأنا أثق دائما في فريق العمل المتميز ما بين نجوم كبار وأصحاب خبرة وبين الشباب أننا نقدم عملًا مميزًا.. وسنكون عند حسن ظن جمهورنا في قطر الحبيبة من خلال عرض هذا الجزء وتم تجهيز مسرح الموسيقار عبد العزيز ناصر بالديكور والسنغرافيا واستعد فريق التقنيات وإضاءة والموسيقى، وحاول مؤلف وبطل العرض الفنان عبد العزيز المسلم أن يجعل هذه الجزء من المسرحية مختلف تماما عن الجزأين السابقين.

استوحى أحمد البدر من شعار المهرجان الخليجي المدرسي السابع الذي يقام في البحرين "خليج يجمعنا ومسرح يوحدنا" كتابة نص مسرحية "النخلة الذهبية" الذي ستشارك به مدرسة خالد بن أحمد الإعدادية للبينين بتسعة ممثلين طلاب، كما أنه سيتم تكريم صالح المناعي كاتب ومخرج مسرحي خلال المهرجان ويعتبر من الشخصيات القطرية التي عملت وأعطت المسرح الكثير. وقال أحمد البدر سوف ينطلق المهرجان خلال الفترة من 23 إلى 28 الجاري، ويتضمن عروضًا مسرحية وإقامة معارض، وسوف تشارك دولة قطر بعمل مسرحي في المهرجان سوف يقدم يوم الأربعاء في تمام الساعة السابعة مساء، وستكون المشاركة في المعرض عبارة عن تقديم نبذة عن تاريخ دولة قطر وعن تاريخ المسرح المدرسي وصور لأشهر الفنانين في قطر، بالإضافة إلى طريقة صناعة الدمى والعرايس في المسرح، إضافة إلى مسرحية النخلة الذهبية وهي من تأليف أحمد البدر وإخراج إسلام فوزي وبمشاركة 9 ممثلين طلاب، والمسرحية تمثل دول الخليج بالذهب لما فيها من خيرات والأطماع التي تدار حولها، منوها أن المسرحية مطابقة لشروط المهرجان. من جهته قال صالح المناعي المكرم من دولة قطر في المهرجان: إن هذا التكريم يعني لي الكثير وهو تشجيع للمواصلة في هذا العمل الجميل، كما أنني أقدر هذا التكريم الذي جاء دليلا على إعطائي الكثير في مجال التربية المسرحية قبل انتقالي إلى مجال الثقافة كما أنه يعتبر دافعا للمشاركة بأعمال أخرى في المستقبل. وأعرب عن أمله في أن يكون هناك عطاء أكثر وتطوير للحركة المسرحية بشكل أكبر، متمنيا أيضا من المسؤولين تطوير الحركية المسرحية علاوة على عودة المسرح المدرسي كما كان في السابق خاصة أنه الممول الرئيسي للحركة المسرحية في قطر وأن أغلب الممثلين خرجوا وتم اكتشافهم من المسرح المدرسي.

يستعد فريق مسرحية السلطان للسفر إلى الجزائر للمشاركة في مهرجان بيجا للمسرح الدولي الذي يقام في تاريخ 29 من الشهر الجاري ويستمر حتى 4 نوفمبر، وذلك بعد اتمام البروفات اللازمة للمسرحية والتي امتدت لشهر ونصف . وأكد سالم المنصوري مخرج ومؤلف المسحرية أن فريق العمل سوف ينطلق إلى الجزائر بتاريخ 28 الشهر الجاري للمشاركة في المهرجان، موضحا ان كافة فريق العمل مستعد بعد اتمام البروفات الخاصة بالمسرحية، لافتا إلى ان المسرحية نفسها سبق أن عرضت في مهرجان عشيات طقوس للمسرح الدولي في الأردن وحصلت على جائزتان وهما جائزة لجنة التحكيم الخاصة والجائزة التشجيعية للمثلة خلود، ورشح النص ليكون الأفضل في المهرجان. وقال أن مسرحية السلطان من عمل وتأليف واخراج سالم المنصوري وبطولة سالم المنصوري وعبد الواحد محمد و محمد حسن وسامح الهجاري وسرينا، ومخرج مساعد سمير مصطفى.