رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. المريخي: ترك الحج مع القدرة المالية والبدنية عصيان لله

قال فضيلة الدكتور محمد بن حسن المريخي إن خير زاد يتزود به العبد بعد تقوى الله تعالى هو أداء مناسك الحج سواء كانت حجة فريضة أو حجة تطوع. وأوضح في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن فريضة الحج من أكبر النعم التي أنعم بها المولى عز وجل على عباده حيث جعل لها أجراً كبيراً وفوزاً عظيماً فجعل جائزة الحج المبرور دخول الجنات مستشهدا بالقول (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). المسلم يقظ دائما وذكر أن خير الناس المسلم الفطن المستيقظ المنتبه لهذه الدنيا وحيلها ومخادعاتها، الذي لم تغره ولم تخدعه، أدرك حقيقتها وكنهها فاستعملها لزرع الأعمال الصالحة فيها واغتنم أيامها ولياليها وأوقاتها وساعاتها يحصل الحسنات ويكفر السيئات بإذن الله تعالى ويسارع إلى الخيرات واضعاً أمام عينيه المصير المحتوم لكل حي على وجه هذه الحياة، ومذكراً نفسه بالحساب والسؤال وما يعقب ذلك من المواقف والأهوال من ضيق القبور وظلمتها وصعوبة السؤال وحرج الذنوب وطول الوقوف في المحشر عند وقبل الحساب، يتردد على سمعه قول الله ورسوله (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد....) (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.... ). وأضاف فضيلته إن هذه الآيات تصف مشهد القيامة وحال الناس يومئذ وتدعو العباد إلى عدم الغفلة عن المصير الذي لن يغيب عنه عبد واحد، كل سينزل به، لافتا الى أن الفطن من عبيد الله وإمائه من يعد عدة تلك الأيام ويشد الرحال لهذه المواقف، ويتزود لها (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى). وأفاد د. المريخي أن خير زاد يتزود به العبد لمثل هذه المواقف وهذا المصير بعد تقوى الله تعالى ما يستعد له المسلمون هذه الأيام من أداء فريضة الحج أو أداء مناسك الحج. وأضاف بأن الله تعالى قد أخبر عباده وأعلمهم أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات آمنون يوم القيامة مما سمعتم من المواقف العصيبة والأهوال كقوله عز وجل (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) وقوله (إلا من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون). أكبر النعم وشدد خطيب جامع الإمام على أن الحج إلى بيت الله الحرام من أكبر النعم التي أنعم بها المولى عز وجل على عباده حيث رتب عليه أجراً كبيراً وفوزاً عظيماً، مشيرا إلى أن كل البشر يتطلعون إلى هذا الفوز ويأبى الله إلا أن يكون فقط لعباده المؤمنين المسلمين، رتب الله تعالى وجعل جائزة الحج المبرور دخول الجنات والعيش في الرحمة والرضوان، جاءت هذه البشرى على لسان سيد البرية وخير الورى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث أمته على هذا المنسك ويبشرهم يقول (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). واستطرد قائلا: فأي شيء أفضل من هذا الفوز، ومن ذا الذي لا يريد الفوز بالجنة إلا من سفه نفسه، ويقول صلى الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) وهذه بشارة أخرى وهي مغفرة ذنوب الحاج حتى لا يبقى عليه ذنب إذا حفظ حجه وأدى ما افترض الله عليه واقتفى سنة رسوله وحفظ لسانه وجوارحه مما يعكر صفو حجه، فله هذه البشرى الكريمة، فلو لم يكن في الحج إلا هاتان البشارتان دخول الجنة ومغفرة الذنوب لكفى فضلاً وشرفاً. الحج رحمة دنيا وآخرة وقال إن فضائل الحج كثيرة وأكثر من أن تحصى، فالحج رحمة للعبد في دنياه وأخراه يكفي أن يتشرف العبد بالوقوف بين يدي الله تعالى في يوم عرفة ذلك اليوم العظيم والمشهد الكبير حيث يتفضل الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، يقول رسول الله (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفه) رواه مسلم.. وقال صلى الله عليه وسلم (ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذلك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام، إلا ما رؤى يوم بدر، قيل: ما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ فقال: أما إنه رأى جبريل يَزِعُّ الملائكة، يعني: يسويهم ويرتبهم ويصفهم للحرب، وإن الله ليطلع على أهل عرفة فيباهي بهم الملائكة فيقول: عبادي أتوني شعثاً غبراً، ثم يقول لهم: أفيضوا مغفوراً لكم). مغفرة للذنوب وجاء في الخطبة "إن الحج إلى بيت الله الحرام يغفر الله تعالى به الذنوب ويؤهل به لدخول الجنة (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرؤوف رحيم)، مضيفا أن من رحمة الله تعالى بعباده أنه فرض الحج مرة في العمر على من استطاعه وقدر عليه ولم يكلفهم إياه في كل عام، مستشهدا بحديث أبو هريرة رضي الله عنه: خطبنا رسول الله فقال: " أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا) فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله: لو قلت نعم، لوجبت ولما استطعتم". وحذر فضيلته من يتقاعسون عن فريضة الحج قائلا بأن الحج واجب على الفور لمن استطاعه ولا يجوز تأخيره.

443

| 26 أغسطس 2016

محليات alsharq
د. المريخي بجامع الإمام: الكلمة الخبيثة تفسد المجتمع وتسبب هلاك أفراده

حث على انتقاء الألفاظ توخياً للسلامة.. حذر فضيلة الدكتور محمد بن حسن المريخي من خطورة الكلمة التي قد تدخل صاحبها الجنة أو تهوي به في النار. وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الله -سبحانه وتعالى- لم يخلق الناس عبثاً أو يتركهم سدى يشرقون ويغربون ويهدمون ويفسدون في هذه الدنيا، موضحا أنه -سبحانه-خلقهم ليعبدوه وحثهم وأمرهم بعمل الصالحات وحذرهم من ارتكاب المحظورات، وأعلمهم -سبحانه- أنه سائلهم عن أعمالهم وهو عليم بذات الصدور ومحاسبهم على الفتيل والقطمير. وأضاف د. المريخي أن العبد مسؤول عن أقواله وأعماله وتصرفاته، عما قاله بلسانه وخطه بنانه، ومشاه بقدميه بل إن الله يقيم الشهود على عبده والحجة عليه من ذات عبده، فالشهود على العبد جوارحه وأعضاؤه، فيأمر الله تعالى الجوارح والأعضاء أن تنطق وتشهد على أصحابها فتشهد العين على صاحبها بما رأى بها، ويشهد اللسان على صاحبه بما نطق به، واليد والرجل "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون". عصر الكلمة وأضاف "نحن في عصر الكلمة والكلام الذي كثر وانتشر، فالكلمة المنطوقة والمكتوبة وتسابق الناس للقول والكتابة على نياتهم ومقاصدهم "وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون". وإن الكلمة الهادفة هى التي تبني، والكلمة الخبيثة تهدم وتخرب وتفسد، والكلمة الصادقة تهدي إلى البر، والكلمة المكذوبة تهدي إلى الفجور. فالكلمة مسؤولية وحمل يتحمله المتكلم". ولفت د. المريخي إلى أن الكلام أحيانا يكون كفراً يهوي بصاحبه في جهنم، وقال: "من قل صدقه كثر خطؤه، وأهل الكلام وحملة الأقلام ورجال الإعلام ممن يسنون سنناً حسنة وسنناً سيئة، هم شركاء في الأجر حين الإحسان، وهم حمّالو الأوزار حين الإساءة إلى يوم القيامة". واستطرد المريخي قائلا: فكم للكلام من التأثير والتغيير والتبديل، نعم تقوم دول بمحو دول لكلمة قيلت، وتهلك مجتمعات وتغرق وتنحدر في واد سحيق من الرذيلة بسبب كلام الخبث والغواية، وتقوم ملل ونحل ومذاهب وأحزاب وفرق وطوائف في الدين والدنيا على اللسان والسنان . وأكد الخطيب أنه من خلال الكلمة يوزن الرجال وتقدر الشخصيات وتثمن المروءات، وبالكلمة ينكشف للناس الغطاء عن معدن الرجال، وقد قالوا: إن الإنسان مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم أو نطق عرفت دينه ومذهبه وعقيدته، وقد قال الله -تعالى- عن أعداء رسوله والمؤمنين "ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول"، أي تعرف عداوتهم ونفاقهم أثناء حديثهم وكلامهم، وقالوا قديماً: رب كلمة قالت لصاحبها دعني، أي لا تتلفظ بي فإنك إن تلفظت بي وأطلقتني أوبقتك وأهلكتك وكشفت سرك وشخصك. خطورة الكلمة وأضاف "إن الله -سبحانه- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قد بينوا خطورة الكلمة، فهي إما أن ترفع صاحبها في أعلى عليين عند الله وعند الناس، وإما أن تهوي به وتوبقه وتهبط به إلى وادٍ سحيق من الذلة والمهانة والازدراء عند الناس، وعند الله تهوي به في جهنم، يقول رسول الله "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله -تعالى- ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله -تعالى- لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم. وفي رواية "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" . وقال إن رسول الله قد نصح معاذ بن جبل -رضي الله عنه- فقال له "كفّ عليك هذا قلت: يا رسول الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" . الكلمة تخرج من الملة ولفت في الخطبة إلى أن الله جعل على كل عبد وأمة من عباده ملكين يسجلان قوله، وما يتلفظ به فالأول يسجل الحسنات والآخر يسجل السيئات، يقول تعالى "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" وقال "وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين"، فيسجل كلام العبد في صحيفة له تعرض عليه يوم القيامة "اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً" "هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"، فالكلمة حساب وشدة وعسر بين يدي الله، أو رفعة ومفازة عنده سبحانه. وأكد د. المريخي أن الكلمة تكون أحياناً كفراً تخرج العبد من الملة، إذا قال في الله تعالى ورسوله أو الإسلام أو القرآن من الجحود والكفران، موضحا أن المنافقين قد قالوا ووصفوا رسول الله والصحابة بأوصاف الاستهزاء والسخرية، فعدهم الله تعالى كفاراً خارجين من ملة الإسلام كما في سورة التوبة "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" .

1283

| 12 أغسطس 2016

محليات alsharq
د. المريخي: قراءة القرآن أهم العبادات المقربة لله في رمضان

حث فضيله د. محمد بن حسن المريخي على الأكثار من قراءة القرآن في شهر رمضان لأنها أهم العبادات التى تقرب العباد من ربها و فيها الكثير من الخيرات التى يجب تدراكها قبيل انقضاء الشهر الفضيل. وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن شهر رمضان هو شهر القرآن الذي هو كتاب الله الخالد وكلامه الذي تكلم به مبشراً عباده الصالحين ومحذراً العصاة والمجرمين مبينا ان فيه الوعد الكريم لمن آمن وعمل صالحاً وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى وفيه الوعيد والتهديد بالعذاب والتحريق لمن أهمل واغتر من العبيد. إنه رفعة وسمو وأضاف : ان في القرآن خبر الدنيا والآخرة والأمم والأقوام والقرون الغابرة ، يعظ الله تعالى به عباده فيبشر المؤمنين بأن لهم أجراً حسناً وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ). مؤكدا ان فيه الرفعة والسمو لمن خاف الله وراقبه وتاب إليه واتقاه ( لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون ) فقال ابن عباس : فيه شرفكم ، وقال تعالى ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ) فهو الشرف لكم ، أنتم به في ذرى العلياء بين الأمم وفي أعلى المقامات عند الله تعالى به العز والتمكين ، به يعلو العبد ويسمو ويعز ويجل ويكرم ، وبدونه لن تنالوا شرفاً ، أنتم به غالبون منتصرون تهابكم الأمم وتحسب لكم حسابكم وتخضع رقابها لكم مهابة واحتراماً واستسلاماً ، مشيرا ان ذلك كان هذا لرسول الله وصحبه ومن تبعهم ممن كان متمسكاً بالإسلام ، فكان العدو يخاف من رسول الله والمؤمنين إذا سمع عن نيته التوجه إليه قبل شهر واحد من التوجه إليه، يقول تعالى لموسى وهارون عليهما السلام ( بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون). وقفات متعددة وقال إن القرآن الكريم يقرأ في شهر رمضان أكثر من غيره بعشرات المرات لافتا بان المسلم يقف على كتاب ربه في شهر الصيام وقفات متعددة يتلوه كثيراً فيتدبره ويتعظ بآياته. وشدد د.المريخي على إن شهر رمضان هو شهر القرآن وان الفرصة فيه كبيرة وسانحة لأن يستفيد المؤمن ويكسب الحسنات بقراءة القرآن ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور) ونوه خطيب جامع الإمام بإن قراءة القرآن تجلو عن القلب ما علق به من مسببات العمى أو الطبع بسبب الذنوب والمعاصي ، فيشرق القلب بنور القرآن وتشرق البصيرة فيرى العبد الحق حقاً والباطل باطلاً ويرى الخسارة قبل وقوعها فيحذرها ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) أي أحسن ، فما من حسن ومستقيم ومعتدل إلا والقرآن يدل عليه ويدعو إليه. هو العمل الصالح واستطرد فضيلته بان قراءة القرآن عمل صالح كبير ، يقول تعالى عن هذا القرآن ( ويبشر الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً ) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ) رواه الترمذي. موضحا ان بالقرآن تطمئن القلوب وترتاح النفوس وتنشرح الصدور وتستقيم الأمور وتستنير البصائر وتبصر القلوب ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فكم في النفوس من الحيرة والقلق وفي الصدور من الضيق والحرج بسبب الغفلة وقلة ذكر الله تعالى. وقال انه على المرء ان يراجع نفسه في رمضان بقراءة القراءن وان يقلب صفحاته وينظر في إسرافه وما يقضي فيه عمره من البعد عن الطاعة والاستقامة والالتفات إلى الآخرة والتزود لها وترك ما هو عليه من اللهو والضياع مما كثر في هذه الأزمان من ملاحقة الشيطان واتباع الأهواء.

302

| 17 يونيو 2016

محليات alsharq
د. المريخي: المسلمون بحاجة ماسة للقرآن لمواجهة المتغيرات

كتاب الله .. المخرج في أوقات الفتن .. قال د. محمد بن حسن المريخي إن الله تعالى قد جمع في رمضان جميع الفضائل والمنازل والمقامات فالصيام الذي ترجون ثمرته الكبرى التقوى وترجون فضل الله بمغفرة الذنوب (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن العبد يرجو أن يباعد الله تعالى وجهه عن النار ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) كما يرجو العبد الفرحتين للصائم ( يوم فطره وعند لقاء ربه ) . وذكر أن المسلمين يتطلعون إلى الولوج من باب الريان الذي خصصه ربنا عز وجل للصائمين يدخلون منه إلى جنات النعيم وتشرئب أعناقهم للشفاعة يوم الدين حين يأتي الصيام شافعاً يقول ( أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه فيشفع وتقبل الشفاعة ) .. وقال الخطيب إن أعظم ما يتطلع إليه المسلم الصائم هو الجزاء الكريم من المنان سبحانه لأن الصيام صبر على الطاعة وعن المعصية وعلى الأقدار المؤلمة، والله تعالى يقول ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ..ويقول تعالى في الحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) وجاء في الخطبة إن شهر رمضان هو شهر القرآن أنزله الله تعالى في مثل هذه الأيام المباركات ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) وإن الناظر فيه ليجد هذا واضحاً جلياً فالقرآن في رمضان يختلف عنه في غيره من الشهور والأيام ، فالقرآن يقرأ في الشهر بشكل لا مثيل له ، يتلى آناء الليل وأطراف النهار ، في المساجد والبيوت في الإذاعات والمحطات في الصلوات والخلوات فأشرقت الأرض بنوره وتبارك الليل بكثرة التاليين له المصلين المتعبدين لله تعالى واكتظت المساجد بالعباد. أيام الفتن إننا في قرون الدنيا الأخيرة التي تهب فيها الفتن بقوة شديدة فتصهر الناس وتذيب ما عندهم من العقائد والثوابت وتقلب أحوالهم وتفقد بعضهم دينه ، يقول صلى الله عليه وسلم ( بادروا بالأعمال الصالحة فستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناٍ ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا ) . وأَضاف " نحن فيما يسمى بعصر العولمة و إلغاء الحواجز والموانع والحدود وفتح الباب على الممنوعات ، فما أحوجنا نحن المسلمين اليوم للقرآن العظيم أكثر من ذي قبل ليحفظنا من هذه الدنيا وما فتح فيها حتى لا تنصهر وتذوب وتتحول، ما أحوجنا إلى القرآن يميز لنا بين الخبيث والطيب وقد اختلطت علينا الأوراق وتداخلت علينا الأمور . وذكر د. المريخي أن دنيانا اليوم صائرة إلى ثقافة واحدة هي ثقافة البطن والفرج، ما أحوجنا للقرآن اليوم نقرؤه ونتدبره ونصدقه ونقف على ما نصح به وحذر منه، نطالع وعده ووعيده وتبشيره وتهديده ، ففي القرآن خبر من قبلنا ونبأ ما بعدنا وحكم ما بيننا ، نطالع حسن عاقبة المتقين ونحذر سوء عاقبة المكذبين ( قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) نريد بالقرآن ليحفظ علينا لسان العربية لسان الوحي فقد اغتر أكثر الناس بالدنيا فهجروا العربية وركضوا وراء الألسنة الأخرى طمعاً في دنيا أو متاع . القرآن مطهر للقلوب وأوضح أن القرآن الكريم مطهر لقلوبنا وأنفسنا وبيوتنا من الشياطين حافظ لنا من الزيغ والانزلاق، ففي النفوس قلق وحيرة وفي الصدور ضيق وكآبة ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب ). وأكد إن حاجتنا للقرآن اليوم شديدة ماسة لأنه وحده القادر على مواجهة متغيرات الدنيا الكفيل باستقامة الأمور والإبحار بين أمواج الدنيا العاتية ، من اعتصم به نجا ومن أهمله ولى مدبراً منصهراً. ووصف رمضان أنه نقطة يتوقف عندها المسلم يراجع نفسه وحاله وعمله ويتفقد نفسه ومعتقده ، يراجع حاله مع ربه عز وجل والدين والشريعة. لقد أخذت الدنيا أقواماً وفئاماً من الناس أخذتهم بعيداً عن رحاب ربهم حتى أنستهم عبادة ربهم فهم اليوم أبناؤها وطلابها، يعيشون في الدنيا كأنهم لن يموتوا أبداً ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ) لم يعد للبعض بر ولا إحسان ولا تدين للواحد الديان ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) أخطؤا في أنفسهم وفي حق ربهم ورسولهم ودينهم وإسلامهم ، أخطؤا في حق والديهم وأرحامهم ، في حق ناسهم وأوطانهم ، أخطؤا في فكرهم وثقافاتهم وأمتهم .

760

| 10 يونيو 2016

محليات alsharq
المريخي: إذا أردت أن تكون من محبي الرسول فعليك بهذه العبادات

تناول د. محمد بن حسن المريخي في خطبته بجامع عثمان بن عفان بمدينة الخور اليوم، محبة النبي صلى الله عليه وسلم، مذكّراً بما تحمّله عليه الصلاة والسلام من مشاق وصعوبات وتضحيات جسام، من أجل أمته التي لم يترك أمراً يقربها من الله ومن الجنة إلا بينه لها وحثها عليه، وما ترك أمرا يقربها من النار ويباعدها من الله إلا بينه وحذّر منه، وهو ما يقتضي من جميع أمته محبته صلى الله عليه وسلم. وأضاف المريخي: إنه ما بذل أحد نفسه وجهده وما يملك ولا ضحى بالغالي والنفيس، ولا تحمل من المشاق والبلاء، ولا تعرض لمكدرات ومحزنات، مثل محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام، من أجل سعادة أمته ونجاتها وسلامتها وعافيتها. عظة وتذكرة وقال: إن الأمة لو تتبعت فضل الله تعالى عليها به صلى الله عليه وسلم، ما التفتت بعد الله إلى أحد غيره، ولا أذنت لألسنتها أن تذكر أحداً بعد الله تعالى، وتثني عليه بعد رسولها ونبيها، روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله تلا قول الله عز وجل في ابراهيم: "رب إنهنّ أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني"، وقول عيسى عليه السلام: "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"، فرفع يديه، وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد، وربُّك أعلم، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام، فسأله، فأخبره رسول الله بما قال، وهو أعلم، فقال الله: "يا جبريل اذهب إلى محمدٍ فقل: إنّا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك". وقال إنه صلى الله عليه وسلم، يصف فضله على أمته في الآخرة على الصراط، يصف الناس وهم يمرون كالبرق وكالريح حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً، يقول عليه الصلاة والسلام: "وفي حافتي الصراط كلاليب معلقةٌ مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناجٍ ومكدوسٌ في النار"، يقول: "ونبيكم قائمٌ على الصراط يقول: يا رب سلم سلم". ويدخل فئات من الأمة النار كما في حديث الشفاعة، يقول رسول الله: (فأنطلق فأستأذن على ربي، فيؤذن لي فأقوم بين يديه، فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يُلهمنيه الله، ثم أخر له ساجداً، فيقال لي: يا محمد ارفع رأسك، وقل يُسمع لك، وسل تُعطه، واشفع تُشفع، فأقول: رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبةٍ من برةٍ أوشعيرةٍ من إيمان، فأخرجه منها، يتردد على ربه بهذه الصفة يشفع أمته ثلاث مرات. وفي الثالثة يقول: فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقال لي: انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان، فأخرجه من النار"، وقال أيضاً في رواية بعد ما يسأل ربه يقال له: "يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاءُ الناس فيما سوى ذلك من الأبواب". وبيّن فضيلته بأن الأمة لن تبلغ مكافأته ورد جميله مهما بذلت من جهد، ولن تبلغ ذلك أبداً، إلا أن تسأل ربها أن يجزيه عنها خير ما جزى أنبياءه ورسله، عن أممهم وأقوامهم. وأضاف: "هذا يدعوها لمحبته ومودته، فتجعله أحب حبيب لها بعد الخالق جل وعلا، فإنه لم ولن يبذل لها أحد، كما بذل لها رسولها ونبيها صلى الله عليه وسلم، ولن تتشرف بمثله أبداً، فهو حبيبها الأول الرؤوف الرحيم بها، والحريص عليها، فمحبة رسول الله أصلٌ عظيم من أصول الدين، فرضها الله تعالى على عبيده، ثم أراهم الله تعالى كيف استحقت محبته عليكم وفرضت، هل رأيتم مخلوقاً يبذل نفسه لمخلوق إلى هذه الدرجة، بل يبذل نفسه ويرهقها حرصاً منه عليهم مع كفار هذه الأمة، حتى ناداه ربه أن يرحم نفسه ويهون عليه فيقول له: "فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً..) وفي آية الشعراء: "لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين" أي تكاد تقتل نفسك وتهلكها من أجل هؤلاء المعاندين؟ من شدة حرصه وجهده الذي يبذله لإقناعهم ونجاتهم، ويقول لنا وهو يصور حاله، مع الأمة الشاردة عن هديه ومنهجه: "إنما مثَلي ومثَلكم كمثل رجل استوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها، وهو يذبهن عنها ـ يعني يدفعن ويمنعهن حتى لا يقعن في النارـ ثم يقول: "وأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تفلتون من يدي"، وفي رواية: "أنا آخذ بحجزكم عن النار هلّم عن النار هلّم عن النار، فتغلبونني.. تقحمون فيها". معنى محبة الرسول وأشار الخطيب إلى أن محبة رسول الله معناها تقديم شرعه على كل شرع، وتقديم أمره بعد أمر الله على كل أمر، فأمر الله وأمر رسوله ليس محل نقاش واختيار: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهما الخيرة من أمرهم"، "وربك يخلق ويختار ما كان لهم الخيرة"، كما تقتضي محبته صلى الله عليه وسلم التأسي به، وتحقيق الاقتداء بسنته في أخلاقه وآدابه في نوافله وتطوعه، في أكله وشربه ولباسه، في جميع آدابه الكاملة وأخلاقه الطاهرة، كما تقتضي محبته، تعظيمَه وتوقيرَه والأدبَ معه، وفق المأذون وحسب المشروع. ومن مظاهر محبته تذكره دائماً، وتمني رؤيته وسؤال الله تعالى شفاعته، وورود حوضه، ومرافقته في الجنة والحشر تحت لوائه، وسؤال الله تعالى له الوسيلة بعد كل أذان، كما أمر بذلك صلى الله عليه وسلم: "ثم سلوا الله لي الوسيلة، فمن سأل الله لي الوسيلة، حلت له شفاعتي".

1966

| 27 مايو 2016

دين ودنيا alsharq
المريخي: المجاهرة بالمعاصي تُفقد المجتمع نعمة الأمن والأمان

قال د. محمد بن حسن المريخي إن الأمم والبلدان لو أنفقت نفسها ونفيسها وأموالها وخزائنها وأحكمت قبضتها على كل ثغر وحجر، ما استطاعت أن توفر الأمن والأمان المنشود، والاستقرار المطلوب، والراحة المبتغاة وذلكم لأن الأمن من عند الله -تعالى- يهبه لمن يشاء من عباده، وما عنده لا ينال إلا بطاعته . وذكر في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، اليوم، أن دول وأمم الكفر لا تعرف الأمان ولا الاستقرار مع ما تملك من قوة العتاد والبشرية، ومستوى الجريمة في تزايد مستمر "ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد". وأكد أن المعاصي والذنوب والمجاهرة بها لهي أكبر الأسباب التي بها يغير الله -تعالى- نعمة الأمن والأمان، فكم ذكر الله -تعالى- في محكم كتابه، إنما غير على الأمم والناس بسبب ذنوبهم كقوله "فأهلكناهم بذنوبهم" وقوله "فأخذناهم بذنوبهم" وقوله "فأخذهم العذاب بما كانوا يكسبون" وقوله "فكلاً أخذنا بذنبه". وأضاف "كم كدرت المعاصي والذنوب صفو البلدان واستقرار الأمم! "وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" وكم أذهبت الذنوب من نعمة! وكم غيرت من منّة! وكم جلبت من نقمة! "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون". أمر عظيم ولفت إلى أمر عظيم، وعمل صالح جليل به يديم الله -تعالى- الأمن والأمان على العباد والبلدان، وتطيب الحياة وتكثر الخيرات والبركات هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – أمان الله تعالى من العذاب، به تستقر البلدان وتدوم النعم، وبه تدفع النقم وينعم العباد، لذلك أمر الله -تعالى- به على سبيل الإلزام أمراً صريحاً ولتتفرق له طائفة من المؤمنين لهم صفات خاصة وتقوى ومعرفة، يقول الله -تعالى- "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون". وزاد "نالت الأمة الخيرية فكانت خير أمة على وجه الدنيا كما شهد الله -تعالى- "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" . ووصف -سبحانه- المجتمع الإسلامي بأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وبهذا وغيره جعلها أمة مرحومة فقال "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم". وعاب على المنافقين وتوعدهم بسبب تركهم هذا الأمر الجليل الذي فيه السعادة والحياة والنجاة فقال "المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف" – إلى قوله – "هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم"، كما بين سبب اللعنة التي لعن بسببها بنو إسرائيل بأنها كانت لتركهم الأمر بالمعروف. وقال إنه نظرا لأهمية الموضوع وخطورته في نفس الوقت أمر الله -تعالى- به رأفة ورحمة بهم، فإن وراءه أسرار السعادة والرضا والنجاة من العذاب، كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهمية الأمر بالمعروف فحث الأمة حثاً شديداً وأمرها به مغلظاً عليها لتنجو وتفوز وتسلم من سخط الله وعقابه فيقول "كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذنّ على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً -أي تلزمونه به إلزاماً- أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم – يعني بني إسرائيل-" رواه أبو داود والترمذي.

948

| 15 أبريل 2016

محليات alsharq
د.المريخي: أكل الحلال وكف الأذى عن الناس عاقبته الجنة

قال د. محمد بن حسن المريخي إن كسب الأرزاق وطلب العيش أمر حث عليه الشرع فالله جعل النهار معاشاً وجعل للناس فيه سبحاً طويلاً، أمرهم بالسعي والمشي في مناكب الأرض ليأكلوا من رزقه . وقال في خطبة الجمعة إن الله قرن بين المجاهدين في سبيله وبين الساعين في أرضه يبتغون من فضله فقال ( يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) وأخبر رسول الله أنه ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ) . ونقل الخطيب عن بعض السلف " : إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة ، ومما يروى عن عيسى عليه السلام أنه رأى رجلاً فقال : ما تصنع؟ قال: أتعبد . قال: ومن يعولك؟ قال: أخي. قال: وأين أخوك؟ قال: في مزرعة. قال: أخوك أعبد لله منك ) وعندنا في الإسلام : ليست العبادة أن تصف قدميك وغيرك يسعى في قوتك ولكن إبدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبّد. الاستغناء عن الناس شرف وذكر أن الاستغناء عن الناس بالكسب الحلال شرف عالٍ وعز منيف ، حتى قال الخليفة المحدث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إليّ من موطن أتسوق فيه لأهلي أبيع وأشتري ) ومن مأثور حكم لقمان : يا بنيّ استعن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال : رقة في دينه وضعف في عقله وذهاب مروءته. وقال د. المريخي إن في طلب المكاسب وصلاح الأموال سلامة الدين وصون العرض وجمال الوجه ومقام العز ، ومن المعلوم إن المقصود من كل ذلك الكسب الطيب فالله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وقد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين فقال عز وجل ( يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ) وقال عز شأنه ( يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) ومن أعظم ثمار الإيمان طيب القلب ونزاهة اليد وسلامة اللسان ، والطيبون للطيبات والطيبات للطيبين . وأضاف " ومن أسمى غايات رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث ، وفي القيامة يكون حسن العاقبة للطيبين ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من أكل طيباً وعمل في سنّة وأمن الناس بوائقه – يعني شره – دخل الجنة ) طلب الحلال واجب وقال إن طلب الحلال وتحريه أمر واجب وحتم لازم ، فلن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه إن حقاً على المسلم أن يتحرى الطيب من الكسب والنزيه من العمل ليأكل حلالاً وينفق في حلال ، انظروا رحمكم الله إلى خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه يأتيه خادمه بشيء من الأكل ثم يقول له : أتدري من أين هذا الأكل اشتريته من مال حصلت عليه في الجاهلية كذبت على رجل وخدعته بأن فسرت له حادثة أو قضية كذباً وخديعة فأعطاني هذا المال فاشتريت منه هذا الذي أكلت فأدخل أبو بكر اصبعه في فمه وقاء واسترجع كل شيء في بطنه وقال : لو لم تخرج هذه اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها ، وقال مخاطباً ربه : اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء.

3016

| 08 أبريل 2016

محليات alsharq
د . المريخي: الالتزام بالإسلام يضمن الفلاح في الحياة وبعد الممات

قال د . محمد بن حسن المريخي إن الخلق الحسن نعمة من نعم الباري جل جلاله على عباده، فإذا أراد الله بعبده خيراً وفقه لخلق كريم وسلوك قويم .وذكر المريخي في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الخلق الحسن مما أوصى به الإسلام أتباعه فهو من أولويات أوامر الشرع الحنيف لأنه مدعاة لقبول الناس لدين الله والدخول فيه.ولفت إلى قصة الأعرابي الذي أعجب بخلق النبي صلى الله عليه وسلم عندما بال في المسجد وقابله رسول الله بالمعاملة الحسنة مما زاده إعجاباً بهذا الدين وهذا النبي الكريم، فتوجه إلى الله تعالى داعياً : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً . لقد أثنى الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وشهد له بحسن الخلق وسماحة كرمه فقال له: " وإنك لعلى خلق عظيم" . وأثنى عليه أزواجه لحسن معاملته لهن تقول عائشة رضي الله عنها: كان خلقه القرآن . كأنه قرآن يمشي بيننا من رفعة خلقه ورحمته .وذكر الخطيب أن أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم أثنوا عليه كما وصف أنس بن مالك رضي الله عنه ذلك، فقال: كان رسول الله أحسن الناس خلقاً .ويقول عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً .وقال المريخي إن المتأمل في دين الله تعالى يجد حث الله ورسوله على التخلق بالأخلاق الحسنة وترتيب الثواب عليها والوعد بالمنازل الكريمة عنده لمن حسن خلقه واستقام دينه . يقول الله تعالى: " وقولوا للناس حسناً " .ويقول سبحانه: " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً " .وأضاف " حتى مع أهل العداوة والبغضاء يطلب الإسلام الخلق الحسن كما في قوله تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولىٌ حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) . وقال تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)يقول عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما: ما أنزل الله تعالى هذه الآية إلا في أخلاق الناس . وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الحثُّ على التخلق بالخلق الحسن وكان الوعد الكريم لصاحبه .الخلق يثقل الميزانوتحدث الخطيب عن حسن الخلق مسترشدا بقول رسول الله: "ما من شيء أثقلُ في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق" . وقال عليه الصلاة والسلام وقد سئل عن أكثر ما يُدْخِل الناس الجنة، قال: "تقوى الله وحسن خلقه" .. وعدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً . وبشر صاحب الخلق القويم بأنه يدرك درجة الصائم القائم بحسن خلقه ووعد ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه وأعرض عن المجادلة والمراء وإن كان محقاً ما دام الحوار مقاماً للجدال والمراء .الأخلاق صورة للباطنوذكر د. المريخي أن حقيقة حسن الخلق هي صورة لباطن المرء وما تنطوي عليه سريرته وبواطنه وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها . وما يظهر لنا معشر الناس على تصرفات الشخص إنما هي حقيقة النفس التي بين جنبيه وماهيّتها ومعدنها وهي حسنة أو قبيحة، والثواب والعقاب متعلقان بأوصاف النفس الباطنة أكثر مما يتعلقان بالأوصاف الظاهرة، ولذا تكررت الأحاديث في مدح حسن الخلق وذم قبيحه.وقال البعض من أهل العلم حسن الخلق قسمان: قسم مع الله تعالى وهو أن يعلم العبد أن كل ما يكون منه من تصرفات وأخطاء يوجب عذراً أو اعتذاراً لله تعالى وأن كل ما يأتيه من ربه من النعم ودفع النقم يوجب شكراً لله تعالى فلا يزال العبد شاكراً لربه معتذراً سائراً إليه بين مطالعة منته وشهود عيوب نفسه وأعماله.وأوضح أن حسن الخلق يكون مع الناس ببذل المعروف قولاً وفعلاً وكف الأذى والنصح والإرشاد وأداء ما أوجب الله عليه نحوهم من الحقوق والواجبات .ولفت المريخي إلى أن الخلق الحسن أو الخلق القبيح إنما هو سمعة الإنسان بين قومه وأهله فلذا حث الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على التخلق بالأخلاق الحسنة يقول عليه الصلاة والسلام "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز " .فإما أن يسمو المرء بعد إذن الله تعالى بحسن خلقه بين الناس وإما أن يسقط ويهبط إلى أسفل سافلين بقبيح تصرفاته وسلوكياته .مشيرا إلى أن في السمعة الطيبة خيراً كبيراً على المرء نفسه وأهله في حياته الدنيا وآخرته.

348

| 18 مارس 2016

دين ودنيا alsharq
الشيخ محمد المريخي: هذا زمان الابتداع والافتراء في الدين

دعا د. محمد بن حسن المريخي إلى التثبت من الأمور، وقال إن التأني والتثبت في الأمور توفيق من الله، وقال إن من وفقه الله جنّبه الاستعجال والتسرع في الحكم على الأشخاص والأشياء مستشهدا بقوله -تعالى- "يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" فلابد أن يكون المرء سمحاً وقوراً في سرّائه رابط الجأش حليماً متوكلاً على ربه في ضرائه، يقول رسول الله لأشج عبد القيس "إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله، الحلم والأناة". وأكد د. المريخي في خطبة الجمعة اليوم بجامع عثمان بن عفان بالخور، أن في التبين والتثبت نجاة وسلامة وفوزاً كبيراً، حيث يعرف المسلم به الحلال من الحرام ويسلم من التقول على الله بغير علم ويسلم من الزلل وينجو من البدعة وسوء المنقلب، ولفت إلى أنه ما وقع الناس في البدعة إلا عندما أهملوا استيضاح الأمور وما يعرض عليهم. وقال إن المسلمين اليوم في أمسّ الحاجة إلى التثبت واستيضاح الأمور لكثرة المنحرفين والمبتدعين ودعاة جهنم والمفترين على الله ورسوله والخائضين في الحلال والحرام والزندقة والإلحاد وظهور فرق الكفر والإلحاد كهذه التي يسمون أنفسهم عبدة الشيطان وانتشار المخدرات والمحرمات والمجرمين الذين يوردون الشباب موارد الهلاك ويغررون بهم. في التأني السلامة وأوضح أن الأناة هي التثبت وترك العجلة، مستدلاً بالقول المأثور: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، وبقول بعضهم: التثبت من الله والعجلة من الشيطان، مشيراً إلى أن الإنسان فيه الغضب والعجلة، ولكن أعطاه الله -تعالى- القدرة على التحكم فيهما وربطهما ومنع نفسه منهما متى شاء، حيث يقول -تعالى- "خلق الإنسان من عجل" ويقول -عز وجل- "وكان الإنسان عجولاً" قال الحافظ ابن كثير: يعني ضجراً لا صبر له على سراء ولا ضراء. وقال "وكان الإنسان عجولا". وشدد على أن عاقبة التأني حميدة وعاقبة التبين والتثبت من الأمور سعيدة، محذراً من خطورة الاستعجال وعواقبه، مشيراً إلى أن الله -سبحانه- أمر بالتأني واستيضاح الأمور قبل الإقدام عليها أو الولوج فيها، ونهى عن الاستعجال فقال "يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة" أي إنه إذا جاءكم من ينقل الأخبار فتبينوا منه وتثبتوا من الخبر ولا تستعجلوا في قبوله، فقد يكون كاذباً مُغرضاً فتقعون في الإثم والخسارة والمؤاخذة. ضرر عدم التثبت وقال -عز وجل- "يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا" . وروى المريخي وقائع من التاريخ تبين ضرر عدم التثبت، منها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسل الوليد بن عقبة ليأتي بزكاة بني المصطلق فخرج إليهم فلما كان في منتصف الطريق خاف ورجع وقد خرجوا لاستقباله ومعهم الزكاة، فجاء إلى رسول الله وقال: إنهم منعوا الزكاة فغضب رسول الله وحدث نفسه بغزوهم، فجاءوا إليه وأخبروه بالحادثة وأنزل الله "يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".

730

| 04 مارس 2016

محليات alsharq
د. المريخي: الإخلاص لله واتباع السنة شرطان لقبول عمل المسلم

قال فضيلة د. محمد بن حسن المريخي إن الأفكار والمناهج والتوجهات التي تبعد المرء عن حقيقة وجوده في الحياة وتقربه من الدنيا والشيطان لا تسمى قناعات ولكنها ضلالات وخسارات.. مستشهدا بقولة تعالى (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها امس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن قناعات الإنسان هي مرضاته عن أشياء في هذه الحياة الدنيا، اقتنع بها فارتضاها وأحبها فدافع عنها وحرص عليها، وذلك لأن القناعة في حقيقتها هي الرضا والقبول فإذا اقتنع المرء بالشيء قبله وأحبه وقد يتبناه ويستظل بظلاله.وأضاف بأن البلية الكبرى والطامة العريضة عندما ترتبط القناعة بالهوى فيقتنع الإنسان بالهوى فتكون قناعاته هوائية شهوانية ترسم له نفسه المنهج الذي يسير فيه والأشياء التي يحبها والتي يتناولها ويمارسها ويعتني بها ويحرص عليها.النفس الأمارة.. خطرولفت بأن النفس أمارة بالسوء فلن تقنع صاحبها الذي سلم لها زمام الأمور إلا بالذي هو سيء ومذموم، لافتا بأن الهوى هو شهوة النفس وما تحبه وترتع في ظله، وسمي الهوى بالهوى لأنه يهوي بصاحبه في الردى والدركات السفلى.. واستشهد فضيلته بقول ابن رجب: المعروف في استعمال الهوى عند الاطلاق أنه الميل إلى خلاف الحق كما قال الله تعالى (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).ونوه فضيلته على ان من القناعات ما هو ممدوح ومبارك وذلك عندما تكون القناعة والرضا عما يحبه الله ويرتضيه، فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع) رواه الترمذي وحسنه، فالنبي عليه الصلاة والسلام يهنئ من اقتنع بالإسلام ورضيه منهجاً له وعقيدة وشريعة ومسلكاً.وأشار إلى أن القناعات الطيبة هي الرضا بالإسلام وشرائع الدين وعقيدته السمحة، وهو ما يجب أن يكون عليه العاقل الفطن فلا يسلك مسلكاً ولا يعتقد معتقداً ولا يعمل من عمل إلا فيما يحبه الله ورسوله ويرتضيه الإسلام، ففي الحديث (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) فإن المسلم لن يقبل منه عمل صالح حتى يكون متابعاً لرسول الله مخلصاً فيه لله عز وجل، ولن يبلغ كمال الإيمان حتى تكون نفسه لا تتشوق إلا لما جاء عن الله ورسوله وحتى يكون محمد رسول الله بعد الله تعالى مقدماً على كل شيء حتى على نفسه ذاتها.من موقف الصحابةوذكر فضيلته موقف أخذ النبي عليه الصلاة والسلام ليد عمر رضي الله عنه حينما قال: يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي. فقال له: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي فقال رسول الله: الآن يا عمر) يعني بلغت كمال الإيمان.وعلق د. المريخي على هذا الموقف بقول الحافظ بن حجر رحمه الله: إن محبوب الإنسان إما نفسه وإما غيرها، فأما نفسه فإنه يحب لها دوام البقاء سالمة من الآفات وهذا هو حقيقة المطلوب، وأما حب الغير فإنما يحصل بسبب تحصيل نفع من المنافع على أي وجه من الوجوه حالاً ومآلاً.وأضاف فإذا تأمل المسلم النفع الحاصل له من جهة رسول الله وجده أكبر نفع وأجله وهو إنه عليه الصلاة والسلام السبب الكبير في إنقاذه من النار وظلمات الكفر والخلود الأبدي في الجنة فعلم أن نفعه عليه الصلاة والسلام أعظم المنافع الحاصلة للإنسان من جميع الوجوه فاستحق رسول الله أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره.أفضل القناعاتوأكد خطيب جامع الإمام بأن أكرم القناعات وأجلّها القناعات التي تكون في مناهج الدين الحنيف والملة الحنيفية بحيث لا يتجه المرء يمنة ولا يسرة إلا واستوضح دين الله واستفتاه فيما يتجه إليه ويختاره، فإذا ارتضاه الدين اعتمده وإذا رده الدين رده ورفضه، مشيرا إلى ان شر القناعات هي قناعات الهوى والنفوس، لأن الهوى كله مذموم فما بنى أحد قناعاته على الهوى وأفلح ولا سلم أحد قناعاته لشهوته ونفسه ونجا، يقول ابن عباس رضي الله عنهما (ما ذكر الله الهوى في القرآن إلا ذمة) فقال سبحانه (واتبع هواه فمثله كمثل الكلب) وقال (واتبع هواه وكان أمره فرطا) وقال (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) وقال رسول الله (إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرةً وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع أمر العامة )خطورة قناعات الهوىوشدد على أن هذه هي خطورة القناعات المؤسسة على الهوى والشهوات حيث يقع المرء في سخط الله وغضبه لأنه بقناعاته هذه سوف يحب ما أبغضه الله ويبغض ما أحبه الله، ويقدم من أخره الله، ويؤخر من قدمه الله، ويرفع من وضعه الله، ويضع من رفعه الله.ولفت بأن صاحب قناعات الهوى يتردى في البلاء والهلاك وتنقلب عنده الموازين وتختلط عليه الأمور وتظلم بصيرته فلن يرى إلا الظلام، يقول تعالى (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون).

976

| 29 يناير 2016

محليات alsharq
د. المريخي: شكر النعمة قولاً وعملاً من علامات التوفيق الاستقامة

قال فضيلة الشيخ د. محمد بن حسن المريخي إن شكر النعم أمان من العذاب وإن نعم الله سبحانه وتعالى كثيرة لا تعد ولا تحصى وأنه تعالى يقيدها ويثبتها بين أيدينا بشكره والاعتراف له بالعمل قبل القول . وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن زوال النعم بلية استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وذلك في قوله ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ) وذكر أن زوال النعم عسر وضيق ومشقة وأن النعم لا تراها العين ولا تشعر بها النفوس إلا إذا زالت وتبدلت ومن أراد أن يعرف نعمة الله تعالى علينا فلينظر إلى من تواضعت الأرزاق والنعم عندهم . ودعا فضيلته للتأمل في نعمتين من نعم الله سبحانه وتعالى التي لا تعد ولا تحصى، وهما النعمتان اللتان ذكرهما الله تعالى في قوله ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) نعمة الشبع وسد الجوع ونعمة الأمان . شكر النعمة واجب وعقب د. المريخي على هذه النعم قائلا، انظروا كيف يقتل الجوع وقلة الغذاء البلدان والناس ويقضي على أمم في ظرف أيام معدودة، يموت الإنسان تحت شجرة أو يجلس في مكان ينتظر الموت ليأتيه فيأخذه، يموت الإنسان هكذا برخص . وكان فضيلته قال في مستهل الخطبة للمصلين، إن الواحد منا لو أحسن إليه إنسان مثله فأخرجه من ضائقة أو قضى له حاجة من الحوائج أو أعانه على أمر ما، أو حتى لو عامله بلطف فإنه لا يعرف كيف يشكره ويرد جميله بل قد يعتذر إليه له بأنه عاجز عن الشكر، وأن لك فضلاً عليّ لا أدري كيف أرده أو أجازيك عليه، أو من هذه العبارات التي تبين امتنان الإنسان بما قدم له إنسان آخر، وقد يكون هذا الإنسان قد أحسن إليك مرة واحدة، ولكنك لا تنسى فضله ومعاونته فكيف بمن أنت كلك من إحسانه ومنته وهو خالقك ورازقك والمتفضل عليك منذ كنت نطفة إلى أن سواك بشراً سوياً، وأسبغ عليك نعمه بعد ذلك وأردف عليك مننه حتى أغناك بفضله عن سؤال الناس، وبحلاله عن حرامه. علامة الاستقامة وأوضح أن شكر النعمة قولاً وعملاً علامة التوفيق للعبد، وعنوان على استقامته ونجاته، يقول ابن القيم رحمه الله ( الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة ). واستطرد خطيب جامع الإمام كلامه عن كيفية شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه قائلا: فلا يكون العبد شاكراً لربه حتى تظهر آثار الشكر عليه، من ترديد الحمد والثناء على المولى عز وجل، ودعوة الناس لأن يشكروا ربهم، بتذكيرهم بالنعم وتنبيههم إليها، ثم شكر العبد لمولاه بجوارحه – يعني يؤدي شكر الله بالعمل بطاعته والمسارعة إلى أداء ما افترض عليه، والتقرب إليه بالنوافل والمستحبات المسنونات. الخير مع الشكر وزاد " أن الله أمر عباده بشكره على نعمه، والاعتراف بفضله ومنته، مشيرا إلى أن الله أمر عباده بالشكر، وأمر الأنبياء والمرسلين قبل بقية البشر أجمعين. يقول تعالى لموسى عليه السلام ( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) وقال لنبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم ( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين )، ثم أمر عباده بالشكر له سبحانه ووعدهم بالخير وتكثير النعم فقال ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) وقال ( يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) ووعد عباده الشاكرين بالجزاء الأوفى والمحبة الربانية كما في قوله ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) وقوله ( وسنجزي الشاكرين ) وكان رسول الله يعلم الأمة شكر الله قولاً يدعوهم إليه وعملاً يرونه يمارسه بينهم فكان يقوم يصلي من الليل حتى تتفطر قدماه من طول القيام. واستكمل فضيلته كلامه بقول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه أو ساقاه، فقالت له عائشة رضي الله عنها: أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) . ويقول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: يا معاذ أوصيك ألا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ). وأشار إلى ما عابه الله سبحانه وتعالى على أقوام من عباده قد عاهدوه لئن أعطاهم وأغناهم ليكونن من الشاكرين له، المعترفين بفضله قولاً وعملاً رازقين عباده المحتاجين سادّين جوعهم ، قاضين حوائجهم فأخلفوا ما عاهدوا الله عليه، فعاقبهم عقاباً خسروا به الدنيا والآخرة. يقول تعالى ( فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين، فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ) وقال ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ) فكانت العقوبة ( فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )، لافتا إلى أنه قد هدد الآخرين بقوله ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ) .

1278

| 22 يناير 2016

دين ودنيا alsharq
المريخي: رعاية الشباب وتوعيتهم بدينهم ضمان لمستقبل الأمة

قال فضيلة د. محمد بن حسن المريخي إن الشباب هم قوة الأمة وعمادها وذخيرتها ومستقبلها، مشيراً إلى أنهم أثمن ما تملك الأمم والبلدن، حيث تؤثر فيها تصرفاتهم وأخلاقهم وثقافاتهم تأثيراً قوياً مباشراً سلباً أو إيجاباً، لأنهم يدفعون عجلة التاريخ نحو أمل مشرق ومستقبل مضيء، أو يديرون عجلتها إلى الوراء جهلا وخسارة ودمارا . ونصح المصلين في خطبة الجمعة التى ألقاها، بمسجد عثمان بن عفان بالخور قائلا، إن العدو إذا أراد النيل من أمه توجه إلى شبابها بمغرياته ونصب حباله وشباكه، لافتا إلى أنه ما سمع ولن يسمع عن عدو ركز على كبار السن ووجه إليهم سهامه من أجل استمالتهم واقناعهم للسيطرة على مقدرات الأمة، لهذا تنصب اهتمامات الأمم أول ما تنصب على الناشئة والشباب تعلمهم وتثقفهم وتوجههم وتربيهم وترسم الخطط لمستقبلهم وتحصنهم الحصانة المتينة اللازمة . وتابع الخطيب بأنه من الملاحظ أن كل أمة تحرص أول حرصها على توجيه الشباب والناشئة نحو معتقداتها وأديانها، تغرسها فيهم وتنشئهم عليها لأنها تستمد من معتقداتها أخلاقها وشيمها بغض النظر عن صلاح هذا المعتقد أو فساده، موضحا أن أمة الإسلام خير الأمم وأطهرها وأصحها دينا وأكملها شريعة وأنقاها وأشرفها عقيدة أولى بها أن تربى أبناءها وتنشئ أجيالها على هذه الشريعة الغراء وهذا الدين الخالد، وهي في أمس الحاجة إلى هذه التنشئة لأنها الأمة الوحيدة من بين سائر الأمم التي تتداعى عليها الأمم وتجتمع من أجل محاربتها والتأثير عليها وصدها عن سبيل الله. وأضاف أن التربية على دين الله والتعليم المستمد من هدي رسول الله كفيل بتخريج أجيال كريمة طاهرة مقدرة، تزن الأمور وتتعقل في تصرفاتها وتعتدل في سلوكياتها وتتحلى بالأخلاق والشيم العالية، لأن الدين أخلاق وفضائل واستقامة واعتدال، والدين حصانة للنفوس والأخلاق والبلدان والمجتمعات وحجاب لها، وضبط للأفكار وسكينة وطمأنينة . واستطرد د. المريخي القول إن أمة المسلمين أضحت اليوم ضعيفة وأمم الأرض كلها ذئاب وسباع ضارية تعمل ليل نهار على الكيد والنيل من أمة الإسلام ولا سلاح للأمة يرد كيد الأعداء إلا تربية الناشئة على الدين الحنيف الذي سيكون حصناً لها وسوف يرد كل فكر منحرف وتطرف وعدو لدود ومنهج مرذول . ولفت بأن الأجيال التي تربى على الدين هي التي تحفظ العهود والأمانات والمواثيق لأن الله تعالى أمر بذلك وهو سائل عنها ومثيب أو مجاز ومعاقب فهي تستمد هذا النبل من الدين الحنيف فهو أساس عندها ودين تدين به لربها وليس شهوة أو هوى أو مزاجاً، ورأينا الأجيال التي تربت على محاربة الدين ونبذه وبغضه وركضت وراء الأحزاب والرايات الحمراء والصفراء، ورأينا كيف كان عاقبة أمرها، فنسأل الله العافية . وأكد خطيب مسجد عثمان بن عفان أن أعظم مهمة في هذا العصر تغذية منابع التدين وترسيخ العقائد الصحيحة والفهم المستقيم للدين الحنيف، لأن الشباب بلا عقيدة صحيحة وفهم صحيح للدين لا تطيب حياتهم ولا تستقيم أمورهم بل تجرفهم التيارات المشرقة والمغربة فهي مرة متزمتة وتارة مترددة وثالثة متبددة، وإذا قلنا بالتدين فإنما نعني به التدين على منهج كامل من كتاب الله وسنة رسوله بعيداً عن البدعة والانحراف والتطرف والتخبط، يجب أن نميز بين التدين الحق الذي يرتكز على ما جاء به رسول الله من عند الله تعالى، تدين فيه لإقامة الأركان وسماحة الأخلاق ورحابة الصدور وإعذار الجاهل وتقدير الكبير وتقدير الأمور ووزنها وعدم الاستعجال في الحكم على الناس، والوقوف عند الأحداث ونزول المحن، وبين التدين المزعوم الذي فيه العشوائية والتسرع وتكفير المسلمين واقتحام الصعب وعظائم الأمور، والاستجابة لكل ناعق وصارخ وتلبية نداء كل من زعم أنه كذا وكذا ممن تعرفون. وشدد فضيلته على أن الخطورة وكل الخطورة أن تترك الناشئة بلا علم شرعي متأصل، ذلكم أن المسلم يؤمن بالله ولقائه ومطلوب منه أن يعبد الله تعالى على علم ومعرفة، يعبد الله بما شرع وكيفما شرع سبحانه فيعرف الحلال من الحرام والأوامر والنواهي والعقائد والأحكام والبر والغحسان وصلة الأرحام ومعاملة الناس وأداء الحقوق ورد الأمانات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقدير النعم والمحافظة على المكتسبات وغير هذا مما لا يعد ولا يحصى مما سيسأل عنه بين يدي الله تعالى وهذه كلها في تعاليم الدين، فمن لم ينل نصيباً من العلم الشرعي فمن أين له أن يتحلى بها؟ . وقال إن الأجيال التي تنشأ على غير العلم الشرعي ضلت السبيل وخرجت من هذه الفضائل تماماً فلا تعرف براً ولا رحمة ولا صلة ولا مودة، ولم تحفظ أمانة ولم ترع عهداً ولا ميثاقاً، فلم تدر ما الصلاة ولا الإيمان وما الحرام وما الربا، فهي مسلمة بالاسم لا تعرف كيف تصلي لربها، هي التي احتارت عندما سئلت إذا جاء رمضان في الحج هل نصوم ونحن حجاج أماذا نفعل؟ فسكتت ولم تنطق وما علمت أن رمضان شهر مستقل لا يأتي في الحج وإن الحج يأتي في موعده المعروف . وحذر الشيخ المريخي من الطعن في دين الله بوصفه بالإرهاب والترويع فدين الله منزه مطهر وهذه التصرفات المشينة تلصق بأهلها وأصحابها ومن تصرف بها عليهم وبالها وشؤمها وهم صانعوها ودين الله بريء مطهر والتدين نعمة ومنة وفضل يؤتيه الله من يشاء. موضحاً أن هذه سلبية كريهة وطعنة في خاصرة الدين، إذ كيف نعد التدين مذموماً والمتدين بهذه الدرجة ورسل الله وأنبياؤه كانوا في أعلى مقامات التدين . وتسأل قائلا، فهل نسمي الرسل الكرام مطاوعة ونصفهم بالتطرف والغلو أو نجعلهم سبباً في ظهور التطرف معاذ الله هذا الكفر المخرج من الملة. وخاطب المصلين قائلا، ما كل من تدين أو أظهر الدين يستحق اسم المتدين، ذلكم أن النفوس فيها الشارد والضال والمبتدع والمبتعد والمشرق والمغرب فهؤلاء لا يستحقون ولا يحق لهم أن يتحلوا بالتدين إذ التدين الشرف والرفعة هو ما كان على منهج المرسلين على الدين الحق، فليست كل لحية متدينة وليس الأمر على إطلاقه ولكن من كان على كتاب الله وسنة رسول الله فهو الكريم العزيز السامي، وهو أهل إن شاء الله أن يحترم ويكرم ويبجل.

517

| 08 يناير 2016

محليات alsharq
د المريخي: شكر النعم بالحفاظ عليها أمان من العذاب

نصح د. محمد بن حسن المريخي، ب "شكر الله على النعم" طمعا في استمرارها، ورجاء في عدم انقطاعها. وأكد على أن شكر النعم أمان من العذاب . وذكر في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بجامع عثمان بن عفان بالخور أن الواحد منا لو أحسن إليه إنسان مثله فأخرجه من ضائقة أو قضى له حاجة من الحوائج أو أعانه على أمر ما، أو حتى لو عامله بلطف فإنه لا يعرف كيف يشكره ويرد جميله بل قد يعتذر إليه بأنه عاجز عن الشكر، ويقول له: لك فضل عليّ لا أدري كيف أرده أو أجازيك عليه، أو من هذه العبارات التي تبين امتنان الإنسان بما قدم له إنسان آخر، مشيرا إلى أنه قد يكون هذا الإنسان قد أحسن إليك مرة واحدة، ولكنك لا تنسى فضله ومعاونته فكيف بمن أنت كلك من إحسانه ومنته وهو خالقك ورازقك والمتفضل عليك منذ كنت نطفة إلى أن سواك بشراً سوياً، وأسبغ عليك نعمه بعد ذلك ورادف عليك مننه حتى أغناك بفضله عن سؤال الناس، وبحلاله عن حرامه. وتساءل: كيف يكون شكرك لله -عز وجل- الذي قال لنا ( وأتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وقال ( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ). واعتبر شكر النعمة قولاً وعملاً علامة التوفيق للعبد، وعنوان على استقامته ونجاته إن شاء الله، مستدلا بقول ابن القيم رحمه الله ( الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة). وأوضح أنه لا يكون العبد شاكراً لربه حتى تظهر آثار الشكر عليه، من ترديد الحمد والثناء على المولى عز وجل، ودعوة الناس لأن يشكروا ربهم، بتذكيرهم بالنعم وتنبيههم إليها، ثم شكر العبد لمولاه بجوارحه – يعني يؤدي شكر الله بالعمل بطاعته والمسارعة إلى أداء ما افترض عليه، والتقرب إليه بالنوافل والمستحبات المسنونات. ولفت إلى أن الله -تعالى- أمر عباده بشكره على نعمه، والاعتراف بفضله ومنته والإقرار بذلك، أمر عباده بالشكر، وأمر الأنبياء والمرسلين قبل بقية البشر أجمعين. الأنبياء أول الشاكرين واستعرض جملة من النصوص التي تشير إلى شكر الأنبياء للمنعم، منها قوله -تعالى- لموسى عليه السلام (فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) وقال لنبيه ومصطفاه محمد -صلى الله عليه وسلم- (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين).

772

| 11 ديسمبر 2015

دين ودنيا alsharq
المريخي: لا تسلم الأمة من المكائد إلا بتطبيق التعاليم الشرعية

قال فضيلة الشيخ د. محمد بن حسن المريخي إن الإنسان في حياته الدنيا تصيبه العديد من المصائب والمحن والمشكلات . وقال في خطبة الجمعة أمس بمسجد عثمان بن عفان بالخور إن من هذا المنطلق يكون الإنسان هنا في أمس الحاجة إلى النصح والنصيحة والناصحين المخلصين ولا يستغني عن ذلك أبداً مهما كانت منزلته ومهما علا مقامه فيبقى محتاجاً لإخوانه ما دام إنساناً .. منوهاً بأنه لذلك كانت النصيحة مشعل نور وهداية وسداد وتوفيق، تؤتي ثمارها وتورق أشجارها حين يأخذها المرء بقناعة وتفهم ويشعر من داخله أنه متواضع لها فيوفق لخير الأمور وأعظم النتائج، وعلى عكس هذا يكون المتعالي على النصح والنصيحة خاصة عندما يشعر بأنه فوق النصح والإرشاد فتكون النتائج المخيبة للآمال وانتكاسة الحال ويكون التعثر والتخبط . النصيحة مقام رفيع وأكد فضيلته أن للنصح والنصيحة مقاماً رفيعاً في دين الله ومنزلة وقدراً .. موضحاً أنها من أهم قواعد الشرع ومرتكزاته بل جعلت تشمل الدين كله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ). وأوضح أن هذا الحديث الشريف منهج قويم للأمة لتقتدي به ولتسير عليه ولا تحيد عنه إذا رامت الفلاح والسلامة لأنه وحي من الله العليم الحكيم، والنبي صلى الله عليه وسلم يرسم لأمته طريقاً تسير عليه ويوجهها بتوجيهاته لتنجو وتسلم وتصل إلى شاطئ الأمان، لأن الأمة لن تسلم من الشرور والمحن ومكائد الأعداء إلا إذا امتثلت أمر ربها جل وعلا ورسولها صلى الله عليه وسلم، يقول رسول الله ( إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ) .. مضيفاً أن النبي صلي الله عليه وسلم يوجه الأمة وينصحها لتأخذ بأسباب النجاة، ولقد بدت عظمة هذا الحديث من خلال أقوال العلماء وأهميته للدين والناس أجمعين، يقول أبو داوود رحمه الله: إن هذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الفقه . التناصح يعزز الدين وأشار د. المريخي إلى أن النصيحة والتناصح من أهم ما يعزز الدين في النفوس، ومن أكبر أركان البناء المعنوي للنفوس والمجتمعات، ولهذا جاء الأمر بالتناصح في أكثر من حديث وآية، يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه: "بايعت رسول الله على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" رواه البخاري ومسلم .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حق المؤمن على المؤمن ست – فذكر هذه الست – وذكر منها: وإذا استنصحك فانصح له) يعني من حق أخيك المسلم عليك أنه إذا طلب منك النصح والمشورة أن تنصح له وتقدم له المشورة الصادقة كما تحبها لنفسك، وقال رسول الله ( إن الله يرضى لكم ثلاثاً، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تنصحوا من ولاه الله أمركم ) رواه مسلم. وأوضح أن النصيحة هي بذل الخير للمنصوح، مستشهداً بقول الخطابي: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة وهي إرادة الخير للمنصوح، وقول رسول الله ) الدين النصيحة ) معناه أن الدين يعتمد على أمور عظيمة منها النصح والمناصحة، فهي تشمل الدين كله، تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان، فهي قضية مهمة مطلوبة وفي تركها والإعراض عنها خسارة وضرر بالغ، فإن أكثر فساد الأمور وخراب الأحوال يعود لخلل واحد وهو ترك المناصحة والإقدام على الأمور بلا علم بها ودراية . النصيحة لله ورسوله وعن أهمية النصيحة قال إنها بلغت في أهميتها ومقامها أن رسول الله يطلبها من صحابته في بعض أموره عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك في حفر الخندق وفيمن تعرض لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فكان يمارس النصح والتناصح فينصح ويقبل النصح وهو المشرع من قبل الله جل وعلا . وأضاف أن أكرم الناصحين وأفضلهم الذين ينصحون لله ورسوله، الذين ينصحون لدين الله، يدعون الناس إلى توحيد الله وعبادته ومتابعة رسوله ولقد سماهم الله محسنين، يقول عز وجل ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم) فالرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام أكرم الناصحين وأشرفهم، ثم العلماء الربانيون الراسخون في العلم الذين يدعون الناس إلى الاعتصام بالوحي المنزل، ثم دعاة الإسلام دعاة الخير والإصلاح والنصح لله مهمة النبيين وسبيل المرسلين فلقد أخبر الله تعالى عن أنبيائه الذين نصحوا أقوامهم كما هو حال نوح عليه السلام: (قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارا) – حتى قال – (ثم إني دعوتهم جهاراً ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا).... الآية . النصح لله وعرف د. المريخي أنواع النصيحة قائلاً: أولاً معنى " النصح لله " : والمقصود به القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها وهو مقام الإحسان فلا يكمل النصح لله دون ذلك، مضيفاً، كما يتطلب النصح لله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية له، وأما النصح لكتاب الله فإنه بالإيمان به والعمل بما فيه، وأما النصيحة لرسوله: فبالتصديق بنبوته وبذل الطاعة له ومتابعته، والنصيحة لأئمة المسلمين: فهو طاعتهم في المعروف والدعاء لهم وإعانتهم على اجتماع الكلمة وكراهة التفرق وبغض من خرج عليهم، والنصيحة لعامة المسلمين: هو إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وستر عوراتهم وسد خلاتهم ونصرتهم على أعدائهم والذب عنهم، وترك خداعهم وغشهم والحسد لهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه .

610

| 04 ديسمبر 2015

محليات alsharq
الشيخ المريخي: السحر داء خطير يتلف الجسد ويهدم الدين

أكد فضيلة الشيخ د. محمد بن حسن المريخي أن التوحيد هو القضية الكبرى في هذا الكون والقاعدة العظمى التي تدور عليها رحى الدين، لافتاً إلى أن توحيد الله تعالى هو أساس النبوات ومن أجله خلق الله السماوات والأرض وأرسلت الرسل مبشرين ومنذرين وخلقت الجنة والنار. واستشهداً بقوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، قائلاً في خطبة الجمعة اليوم بمسجد عثمان بن عفان بالخور: إن الخوف والرجاء والرغبة والرهبة واليقين والتوكل مسائل عظيمة لأنها أبواب التوحيد، مشيراً إلى أن الكثير من الخلق يغفل عنها حتى إن الشرك ليدخل عليهم من بابها وهم لا يشعرون. وحذّر د. المريخي من خطورة الخوف من غير الله وقال إنه شرك من شرك الجاهلية الأولى.. وأضاف "الخوف الشيء الذي يجعل العبد يخاف من الإنسان كخيفته من ربه عز وجل، وليس الخوف الطبيعي وهذا الخلل القلبي يؤدي بإنسان إلى فعل شركي، وذلك حين يصرف العبد شيئاً من حقوق الخالق إلى المخلوق لجلب نفع أو دفع ضرٍّ، بل يصل الأمر إلى الشرك في توحيد الربوبية حين يعتقد الجهول أن النفع والضر يمكن عند غير الله جل جلاله. (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادَّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم). وجدّد تحذيره من خطورة السحر مؤكداً أنه من أخطر المزالق والبلايا المهلكة والرزايا المُردية التي تؤدي إلى كبائر الذنوب إلى جانب أنها ناقض من نواقض الإسلام. وبيّن الشيخ المريخي أن السحر داء خطير وشر مستطير، له حقيقة خفيّة وضرر محقق يهدم الدين ويتلف الجسد ويخرب البيوت ويقطع الأرحام ويورد النار، لذا فقد حرمته جميع الشرائع السماوية وسمّاه الله كفراً وحذر منه ولم يجعل لصاحبه في الآخرة نصيباً ولا حظاً. وتابع، كما أنه هو عزائم ورقى وعقد ونفث، وعمل يؤثر به في القلوب والأبدان والمشاعر والطبائع.. لافتاً إلى أنه بضاعة الشيطان يلجأ إليه ضعاف النفوس والإيمان، من أجل منفعة أو دفع مضرة. وأكد أن الساحر مفسد فاجر قد نزعت من قلبه الرحمة واستأثر للذلة وباع نفسه للشيطان، وأوبق دنياه وأخراه، فلا تجد ساحراً سعيداً، وإن أوهم الناس بجلب السعادة لهم، ولا تجد ساحراً غنياً وإن خدع الناس بدفع الفقر عنهم، إنه سيئ الحال، خبيث الفعال دائم الذلة، ملازم للفقر والقلة، قبيح الخصال والطباع. السحر كُفر ونوّه بإن عالم السحر والسحرة والعرافين والكهنة عالم موبوء بالخرافات والدجل مطمور بالبغي والظلم، في أكنافه تعشعش الشياطين ويظلله الشرك والكفر المبين (ولا يفلح الساحر حيث أتى) يقول تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر).. وهذا تأكيد من الله تعالى على كفر الساحر، ولقد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبع الكبائر المهلكات فقال (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هنّ؟ فقال: الشرك بالله والسحر .....) رواه البخاري ومسلم. الساحر مفسد كبير وأوضح د. المريخي أن الساحر مفسد كبير ومجرم قد تعدى بجرمه وشره الحدود، فكانت عقوبته في الشرع الحنيف القتل لأنه من أعظم المفسدين في الأرض، كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ولاته: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة.. وعند الترمذي رحمه الله من حديث جندب (حدّ الساحر ضربة بالسيف) وقد نص أئمة الإسلام على كفر الساحر خاصة إذا ظهرت استعانته بالشياطين والتقرب منهم، وذهب بعضهم إلى عدم قبول توبته، يقول الحافظ الذهبي رحمه الله: فترى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر ويظنون أنه حرام فقط وما يشعرون أنه كفر. لقد انتشر السحر والسحرة في أرجاء الدنيا وظهرت فضائيات وإذاعات ومروجون للسحر ووقع بعض العامة في بلوى السحر. مشيراً إلى أن البعض أفسد دينه بسؤال هؤلاء الكفرة وصدقوهم وهابوهم، نسوا الله ربهم وعقيدتهم وإسلامهم. أسباب الإقبال على السحرة وقال إن السحر يوجد في كل مكان بسبب تداخل الناس بعضهم ببعض ووصول بعض الكفرة إلى ديار المسلمين بكفرهم وسحرهم ومعتقداتهم، وبسبب ضعف بعض المسلمين في عقيدته وحيائه من انكار المنكر وقلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعد عن تعاليم الشرع الحنيف والاكتفاء بالقليل منه والإقبال على علوم الدنيا المفسدة للقلوب والإيمان. وشدد على أن السحر هدم أنفساً وأسراً وفرق بين الأزواج وقطع الأرحام وأدخل أقواماً في دوامات من الفوضى والعبث، وضيّع على البعض مكتسباته والنعم ومنحه الشر والهم والبلوى. وتابع: إن العاقل ليعجب من تعلق الناس بهذه الأوهام واستشراء هذا الداء بين المسلمين وقد انتشر الوعي بالدين وجاءت الفتاوى ونقل العلم الصحيح عبر الإعلام ووسائل الاتصال. التعاويذ هدم للدين وتساءل فضيلته عن حقيقة الإيمان والدين؟ وعن العقول والإفهام؟ فما تلك الخيوط والخرز والحلق والحجب؟ أي نفع تجلبه التعاويذ الشركية والتمائم والحروف والخيوط والطلاسم؟ إنها سخرية بالعقل وهدم للدين وانحطاط في التفكير وانحراف في الديانة بعد أن منّ الله تعالى على عبيده بالإيمان والعقيدة وجاء محمد رسول الله بالحق من الله (فماذا بعد الحق إلا الضلال).

3669

| 20 نوفمبر 2015

دين ودنيا alsharq
المريخي يحذر من اتباع الفرق الضالة

قال الشيخ د. محمد بن حسن المريخي إن المنهج الإسلامي القويم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو خير ما تربت عليه الأنفس والمجتمعات والبلدان.. وأوضح في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن المنهج الإسلامي أحاط بكل شيء وعرّف كل شيء وحكم على كل شيء فاستنارت الأرض بنور ربها وتبين الرشد من الغيّ . وقال إن المقصود بالمنهج هو الطريق المتبع في هذه الحياة الذي يتبعه العبد في حياته سواء كان اعتقاداً أو تفكيراً أو تصوراً، وبناء عليه تتشكل شخصية المرء ويتصرف وفق منهجه هذا، فيقول ويفعل ويبني ويهدم ويقيم ويقدم ويؤخر وغير ذلك . الحاجة ماسة للحق وبيّن الخطيب أن الناس في المذاهب لهم اختلافات شتى، بين شرقي وغربي ومجاهر ومسر وكاتم ومبين، والماشي والراكب والمستعجل والمتباطئ، حتى باتت الحاجة ماسة ملحة لأن يعرف المصيب من المخطئ والفائز من الخاسر والمهتدي من الضال والسويّ من المنحرف والمعتدل من المكبوب على وجهه ( إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون ) .. مشيراً إلى أن الجواب في هذا الأمر لا يؤخذ ولا يقبل من الناس أنفسهم لأن كل واحد سيزكي نفسه ومعتقده ولذلك يجيب على هذه الأسئلة أو يفصل بين العباد الله تعالى رب العالمين وخالقهم ومدبر شؤونهم، يقول الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) . الحق لا يتجزأ وقال د. المريخي إن البشر الآخرين غير الرسول صلى الله عليه وسلم ما عندهم إلا الضلال والدين الباطل، لأن الهدى كله عند محمد رسول الله والدين الحق هو دينه فليس عند غيره إلا الباطل، ولأن الحق واحد لا يتعدد ولا يتجزأ ( فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال ) .. وأضاف " فما دام الحق في منهج رسول الله واتباعه فالذي عند غيره الباطل وبذلك تحسم القضية ويتميز الحق من الباطل والرشد من الغيّ والصلاح من الفساد، والله تعالى خير الشاهدين .. مستشهداً بقوله ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ) وأكد المريخي أن لا منهج حق إلا منهج الإسلام لأنه الهادي لصاحبه، الرافع لمتبعه في سلم الدرجات، المؤدي به إلى الفلاح والفوز، مضيفاً أن الله تعالى استفهم منكراً على من أعرض عن سبيله ومنهجه وشبهه في إعراضه كالمنكب على وجهه يمشي لا يرى إلا تحت قدميه تفاجئه المفاجآت وتباغته من المعترضات الطريق فلا يملك وقتها إلا التردي والاصطدام، يقول الله تعالى ( أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراط مستقيم ) . طريق الحق وقال د المريخي إن الإسلام دين الله الذي أرسل به رسوله هو المنهج الحق الذي نهجه الصحابة فقال الله عنهم ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) فازوا باتباع المنهج الإسلامي، باتباع الحق والصراط المستقيم . وقال إن منهج الإسلام هو منهج الحق الذي هو حريّ بأهل الأرض أن يتبعوه إن كانوا يرومون فلاحاً ونجاحاً، وليس منهج الفرق والأحزاب والجماعات والفلسفات والمعتقدات والخرافات، منهج النفوس الأمارة بالسوء والشطط والغوغائية . وأضاف أن الله تعالى أوصى بانتهاج منهجه والسير على صراطه المستقيم فقال ( وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )، وخط رسول الله خطاً مستقيماً : هذا صراط الله المستقيم، وقال عن بقية الخطوط: وهذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه ثم تلا الآية ( وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ... الآية ). وقال المريخي إن في دنيا المسلمين مسلمون موحدون حادت بهم الأهواء وزلت بهم الأقدام وانحرفت بهم السبل فاتخذوا مناهج غير منهج رسول الله واتبعوا السبل التي حذر منها نبي الله صلى الله عليه وسلم، استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، اعتنقوا المناهج المشرقة والمغربة التي تأخذ أهلها ذات اليمين وذات الشمال، والتي تلقي بمن اتبعها في مهاوي الردى، وهاوية العقائد الفاسدة وضياع العمر، سلبت منهم زهرة الشباب وأذهبت عنهم نضرة النشاط للعمل للآخرة، حتى أسلمتهم إلى أرذل العمر، حيث الموت والإقبال على الله، والقبر والسؤال والحسرات والندامة ولات حين مندم ولكن الحرج والأسف وثقل الأوزار، أوزار الشعارات الحزبية وألوية المعتقدات الشركية والكفرية، وبيارق الانحراف والصد عن صراط الله وسبيله . المجاهرة بالشرك وأعرب عن أسفه من مسلم موحد عنده عقل وإيمان يرضى بأن يكون مع الخوالف يرضى ويجاهر أنه اشتراكي أو ليبرالي أو شيوعي أو من هذه المهلكات المؤديات بأصحابها إلى النار رضوا بهذه واعتنقوها وشردوا عن محمد رسول الله وسبيله، بل وعملوا على صد الناس عنه ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً ).

605

| 30 أكتوبر 2015

محليات alsharq
المريخي: لا عز ولا نصر للمسلمين مع تفريطهم في عقيدتهم

وصف د. محمد بن حسن المريخي الهجرة النبوية بأنها حدث من الحوادث العظام في مسيرة الدين والشريعة، وموقع من مواقع التأمل والتفكر. وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ان الهجرة عظة وموعظة وذكرى للأمة المحمـدية تؤكد لها بكل جلاءٍ ووضوح ان التفريط في العقيدة والتساهل في الدين ومبادئ الملة وتاريخ الأمة مآله الهلاك وخرابُ الديار. ولفت إلى أن الهجرة تقول لنا انه اذا فَقَدَ المرءُ دينه وعقيدته وما ألزمه الله تعالى به — إذا فقد هذا فلن يغنيَ من بعده وطنٌ ولا مالٌ ولا أرض. وأضاف " ذلك وقفة نقفها عند درس من دروس الهجرة وهو درسُ صحةِ الانتساب إلى هذا الدين الحنيف وصدق الاعتزاز بمبادئه فلا انتماء إلى غيره ولا يجوز أن تنافسه رابطة أخرى. أمثال حية وتابع بأن النبي صلى الله عليه وسلـم وصحابته الأبرار ضربوا لنا مثلاً حياً عملياً في صحة الانتساب لهذا الدين والدفاع عنه، وذلك يوم ازداد اضطهاد المشركين لهم وضيقوا عليهم وحاربوهم وعذبوهم، حيث جاء الأمر من عند الله بالهجرة إلى المدينة النبوية فهاجروا تاركين الوطن والمال والزوجات والأولاد، ابتغاء مرضات الله ينصرون الله ورسوله ويُعلون راية التوحيد. وقال إنه ورد في السيرة أن المشركين حاولوا إغراء رسول الله لترك دعوة الله بأن يجعلوه سيداً عليهم ويعطوه من المال ويجعلون له القيادة والرياسة بشرط أن يترك الدعوة إلى دين الله. فجاءه عمه أبو طالب ينقل له هذا الإغراء المغري للنفوس الضعيفة فكان الرد — إذا صحت الرواية — كان الرد المبينُ الذي يُنبئُ عن قوة اليقين وعزيمه المتقين قال لعمه: (يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الدين ما تركته إما أن يظهره الله أو أهلك دونه) واجتمعوا لقتل رسول الله فألقى الله عليهم النوم فناموا وخرج من بيته وهم نائمون عند بابه ووضع تراباً على رأس كل واحد منهم. وتابع سرد قصص الجهاد في هذه الأيام بموقف بلال رضي الله عنه الذي عذبه أمية بن خلف في الرمال الحارة والشمس المحرقة ليترك دين محمد فلا يستجيب له ويبقى يعذبه حتى انقذه الله تعالى على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويسألُ المشركون صهيباً وهم يعذبونه: ألا تحبُ أن يكون محمد مكانك هنا نعذبه وأنت سالم في بيتك؟ فأجاب: إني لا أحب شوكة تصيب محمداً وأنا سالم في بيتي ومثل هذا كثير كانوا يفدونه بأرواحهم، يبيعون أرواحهم رخيصة لنصرة الله ورسوله. محاولات لإضعاف المسلمين وذكر د. المريخي بان قريشا حاولت بكل وسيلة بالحصار الاقتصادي والاجتماعي والعسكري فلم تفلح لرد المسلمين عن دينهم، قالوا نمنع عنهم التجارة، فلا يشترون منا ولا نبايعهم ولا نزوجهم ولا يتزوجون منا، وشنوا حرباً عسكرية قتلوا من قتلوا من أصحاب رسول الله كسُمية وياسر، وكل ذلك فشل في الصد عن سبيل الله، وفي المدينة كان النبي صلى الله عليه وسلـم يعمل كل شيء ليخالف اليهود والمشركين وليصنع بإذن الله دولةً أو أمةً متميزةً لها منهاجها وطريقها حتى قال اليهود عن رسول الله "إن هذا يفعل كل شيء ليخالفنا". ودعا المصلين إلى انتساب المسلمين إلى دينهم بسهولةٍ ويُسر ورخص ببيعُ البعض دينه بعرض من الدنيا، ضارباً المثل بالتاريخ الهجري الذي باعته الأمة رخيصاً وألقت به في البحر، متخلية عنه من أجل توفير مال أو مسايرة حضارة مزعومة أو تقدم أو مما يظهر من الأسماء في هذا العالم بحسب قوله. وأكد خطيب جامع الإمام أن التاريخ الهجري المبارك الذي هو مربوط بالدين ارتباطاً وثيقاً، ليس تاريخاً فقط وإنما ربط الله به الدين فالأمة تعرف مواسم الخيرات والطاعات وأيام الله بالتاريخ الهجري كشهر رمضان والحج والعِددَ كعِدةَ الطلاق والوفاة، وتعرف بالتاريخ الهجري أمجادها وذكرياتها. ترك "الهجري" مصيبة وانتقد فضيلته موقف الأمة بسبب تخليها عن التاريخ الهجري في فترة من الفترات لسبب من الأسباب الواهية التي لا تمت إلى الدين بصلة، مضيفاً أن الطامة الكبرى تأتي عندما ينبرى بعض أبناء المسلمين للدفاع عن إلغاء التاريخ الهجري وإثبات التاريخ الغربي فأين صحةُ الانتساب إلى الدين الحق؟!. كما دعا المصلين للنظر والمقارنة بين من يُعذبُ ويحرقُ وتُسلب أمواله فيصبر ولا يغير ولا يبدلُ، ومَنْ يقتنع بالتغيير والتبديل بكلمة طائرة فليعلم الذين يلقون بتاريخهم وتراثهم ويضربون بمبادئ دينهم عرض الحائط فليعلموا أنهم إنما يُلقون بأنفسهم وإنما يعرضون أنفسهم للضياع والهلاك. وانهم تلاحقهم مسؤوليات جسام بين يدي الله تعالى بسبب تعريض الأمة لنسيان دينها وتاريخها وتراثها (تالله لتسألن عما كنتم تفترون) (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ).. مضيفاً أن هؤلاء سيقولون إن الزمان يتطلب هذا، يتطلب ان نتماشى مع العالم وما يمليه علينا زماننا. وجواباً على هذا القول، هو أنه لو طُلب من الكفار اليوم على اختلاف مللهم وضلالاتهم، لو طُلب منهم باسم الزمان والتطور والحضارة أن يبدلوا دينهم أو معتقدهم أو تاريخهم لما استجابوا وتقاتلوا تحت رايات أباطيلهم ومعتقداتهم. وفي نفس السياق أكد د. المريخي أن القضية في مثل هذه الحالات: قضية انتساب صحيح أو باطل قوي أو ضعيف.

538

| 23 أكتوبر 2015

محليات alsharq
المريخي: انتظار رحمة الله مع العصيان ضرب من الحمق والخذلان

دعا د. محمد بن حسن المريخي الصائمين إلى الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، وكان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" وكان يخلط العشرين بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمّر وشدّ المئزر، وكان يخصها بالاعتكاف، فيلزم المسجد ويتفرغ للعبادة والطاعة، وكان أصحابه يعتكفون اقتداء به صلى الله عليه وسلم. وقال في خطبة الجمعة اليوم إن رمضان قرب رحيله وأزف تحويله وانتصب مودعاً وسار مسرعاً، فاستدركوا بقيته بالمسارعة إلى اغتنام المكارم والخيرات والفضائل والقربات في هذه الأيام والليالي الباقيات منه، فإنها أيام غر في جبين الشهر، وليالي غر في جبين العمر مضت ليال غر بفضائلها ونفحات ربها، وأوشك باقيها على الرحيل وكأنها ضرب خيال. العشر الباقية خزائن وأكد الشيخ المريخي أن العشر الباقية خزائن مليئة بالصالحات ورفيع الدرجات وإقالة العثرات وتكفير السيئات، وعتقاء النار وطالبي الفلاح والسعادات، مُضيفاً: فانهلوا منها، واستخرجوا دررها، وتعلقوا بحبل الله تعالى المدلى منها، استغلوا هذه الأيام بالطاعة، وتفرغوا من شواغل الدنيا وابذلوا أنفسكم صلاة ودعاء وصدقاً وإخلاصاً لعلكم تنالون أو تنالكم رحمة الله وبركاته، وفضائله ونفحاته، سخروا أنفسكم عباد الله في هذه الليالي مصلين وقائمين وتالين لكتابه، فإنها ليالي الفلاح والسعادة. وقال الخطيب إن رسول الله كان يطرق الباب على عليّ وفاطمة رضي الله عنهما يقول (ألا تقومان فتصليان، يطرق الباب ثم يتلو قوله تعالى (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) ويتجه إلى حجرات نسائه آمراً (أيقظوا صواحب الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة). وأضاف: "ولا تضيعوا فرصة في غير قربة إن إحسان الظن ليس بالتمني، ولكن إحسان الظن بحسن العمل، والرجاء في رحمة الله مع العصيان ضرب من الحمق والخذلان، والخوف ليس بالبكاء ومسح الدموع ولكن الخوف بترك ما يخاف منه العقوبة". وجدد التأكيد على أن رمضان فرصة لتصحيح الأخطاء، وتعديل المعوج، والتبرؤ من الذنوب والتعلق بحبل الله المتين. فكل بني آدم خطاء، ولكن خير هؤلاء التوابون العائدون إلى ربهم النادمون الذين يستغلون مثل هذه الأيام ويغتنمون مثل هذه الليالي ليعقدوا الصلح مع ربهم عز وجل ويعاهدوه على السير في مرضاته ومجانبة سخطه وغضبه. أيام العتق من النيران وقال المريخي إن هذه الأيام والليالي، هي أيام العتق من النيران، والنار عباد الله غمسة واحدة فيها تنسي العبد نعيماً عاشه عشرات السنين بل يقسم العبد المنعم بعد ما مسته غمسة من نار جهنم إنه ما مر عليه نعيم قط، فاستشعر النار وعقوبتها وعذابها وحرها، وتب إلى الله تعالى، وسارع إلى أن تكون مع عباده الذين يدعونه خوفاً وطمعاً. وأكد أن النجاة من نار الآخرة فوز عظيم شهد بذلك ربنا عز وجل فقال (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)، مؤكداً أن أكبر البلاء أن يغفل العبد عن مثل هذه الأيام، يغفل عن العمل الصالح والتوبة خاصة في هذه الليالي يغفل عن رحمات ربه التي تتنزل، والعتق والبراءة من النفاق والعذاب. وزاد القول "إن الغفلة عن إنقاذ النفس وسلامتها ضياع ما بعده ضياع، وتردٍ إلى أسفل سافلين، لهذا وصف الله تعالى الغافلين بأقبح وصف فجعل الأنعام أرفع درجة منهم فقال (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)، فافتح قلبك لما ينصح الله به العباد، والتفت إلى ما يهمك واحرص على ما ينفعك، وأصغ سمعك لقوارع القرآن والسنّة وحوادث الزمان. الليلة العظيمة وقال إن في هذه العشر الفاضلات ليلة عظيمة من أعظم ليالي الدهر بل هي أعظم الليالي وأكرم الأوقات ذكرها الله تعالى وخصها بسورة تتلى في كتابه، إنها ليلة القدر ولا يخفى عليكم فضلها ومقامها، أنزل الله تعالى فيها هذا القرآن العظيم تشريفاً لها وتعظيماً لوقتها (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) إنها خير من عبادة ألف شهر، تتنزل فيها الملائكة الكرام ومعهم كبيرهم جبريل الروح الأمين بالرحمات والخيرات والبركات يبشرون عباد الله المتقين، وقتها كله سلام ورحمة وبركة. وأضاف: بشّر رسول الله الأمة أن من قامها يصلي ويدعو ربه غفرت ذنوبه ومحيت سيئاته ورفعت درجاته، يقول (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم. ومن فضل الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط رؤيتها لمغفرة الذنوب إنما اشترط قيامها إيماناً واحتساباً، ولو اشترط رؤيتها لكان ذلك شاقاً ولكن رحمة الله وبركاته بهذه الأمة المباركة، وزيادة في الفضل والفوز بها أرشد عن وقتها بل وحصرها في هذه الليالي العشر فقال (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان). وزاد القول: وقد أخفى الله تعالى علمها عن عباده رحمة بهم، ليكثر عملهم في طلبها في هذه الليالي بالصلاة والذكر والدعاء، موضحاً أن من تضييع الأوقات وتفويت العمر أن يتشاغل البعض بعلاماتها فلا ينشطون للصلاة والدعاء إلا إذا رأوا شيئاً هنا أو هناك أو قال فلان أو علان. الدعاء شأنه عجيب واختتم بالقول "إن للدعاء في هذه العشر شأناً عجيباً وخاصية فافهموا، فإن الدعاء في هذه العشر يأتي في وقت وزمان وأيام وأوقات فاضلة، فهو في العشر الأواخر من رمضان، وفي جوف الليل والأسحار ودبر الصلوات وأحوال السجود وتلاوة القرآن". واختتم الشيخ المريخي خطبته قائلاً: كل هذا اجتمع لكم معشر المسلمين في هذه الأيام فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن السعيد من رحمه الله تعالى في هذه الأيام والشقي من حرم رحمة الله فيها.

1143

| 10 يوليو 2015

محليات alsharq
د. المريخي: التفريط في ما بقي من رمضان خسران مبين

دعا د. محمد بن حسن المريخي المصلين لاغتنام ما تبقى من شهر رمضان قبل أن يغلق الباب.. وقال في خطبة الجمعة: "بادروا أوقاته مهما أمكنكم، واشكروا الله تعالى على أن أخركم إليه ومكنكم، واجتهدوا في الطاعة قبل انقضائه، واسروا بالمثاب والمتاب قبل انتهائه، فساعاته تذهب، وأوقاته تنهب وزمانه يطلب، ويوشك الضيف أن يرتحل، وشهر الصوم أن ينتقل. واضاف: "انتصف الشهر وانهدم، وفاز من بحبل الله اعتصم، وخاف من زلة القدم، واغتنم شهر رمضان خير مغتنَم، وشقي الغافل العاصي بين الذل والسقم والأمن والندم، إن أيام رمضان تاج على رأس الزمان، من رُحم فيها فهو المرحوم، ومن حُرم خيرها فهو المحروم، ومن لم يتزود من عامه فيها فهو الظلوم المَلوم، ولا يهلك على الله إلا هالك، صعد رسول الله المنبر فقال: (آمين آمين آمين ـ ثلاثاً ـ فقلنا: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر، فقلت: آمين آمين آمين، فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين). دعوة لشد المئزر إن شهر الصيام وإن انتصف فإنكم تدخلون على نصفه الثاني، فاجتهدوا أكثر وأكثر، فإن من الناس من يجتهد في أيام الشهر الأولى ويكسل ويفتُر في بقية الأيام، ولا يزال يفتُر ويتكاسل حتى تضيع أو تمر عليه خير الأيام والليالي، العشر الأواخر من الشهر، فلقد كان رسول الله يخلط الأيام الأولى بنوم وصلاة وقيام، ولكنه كان يشمر عن ساعده إذا انتصف الشهر ويشد مئزره ويطوي فراشه إذا دخلت عليه العشر الأواخر من الشهر، فاقتدوا بنبيِّكم صلى الله عليه وسلم، وتفرغوا للطاعة خاصة في أيامكم المقبلة، سخِّروا الأبدان لتقف بين يدي العزيز الجبار، مصلية وداعية وضارعة ترجو النجاة والفلاح مع الناجين الفالحين، وأطلقوا النظر في تدبر الآيات البينات، وفرغوا القلوب من الشواغل، لتتفرغ لربها وخالقها علها تحظى بانكسارٍ لله تعالى، وخشوعٍ يكتب الله تعالى لها به سعادة ونجاة وحفظاً. شهر العتق من النار إن شهركم شهر العتق من النيران، والنجاة بالجنان والرضوان، فابذلوا أنفسكم لله تعالى في الأيام القادمة من الشهر، وظُنوا بربكم خيراً، فهو الكريم الرؤوف الرحيم بعباده، فلا تستبعدوا فضله ومنَّته بالمغفرة والعتق والنجاة.. إن حوادث الزمان المتأخر من عمر الدنيا، والبلاء الكبير المنتشر في كل مكان ـ وخاصة النازل على أمة الإسلام ـ جديرة بأن يجتهد المسلم في الدعاء في هذه الأيام والليالي، يدعو لنفسه وأهله وأمته. ألم تروا ما بإخوانكم المسلمين في فلسطين وسوريا وبعض ديار المسلمين، ألم تروا إلى تسلط الأعداء الكفرة على أمة الإسلام، فاللهَ اللهَ في الدعاء، ادعوا الله تعالى في هذه الأيام ليكشف البلاء عن المسلمين، فلقد أمر الله تعالى بدعائه، بعد آيات الصيام مباشرة، فقال عز وجل: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشُدون".. ثم هذا أوان التوبة والاستغفار والأوبة والانكسار والتضرع والافتقار، هذا زمان إقالة العِثار وغفران الأوزار، هذا شهر الإنابة، هذا رمضان الإجابة، من الكريم لمن طرق بابه، فاقصدوا باب التوبة تجدوه مفتوحاً، وابذلوا ثمن الجنة بدناً وروحاً، وأقبلوا على الله ما دام الأجل مفسوحاً، فإنه يا عبد الله.. لو بلغت ذنوبك كثرةً عَنان السماء وما انتهى إليه البصر من الفضاء، حتى فاتت العد والإحصاء، لو بلغت ذلك فتب إلى الله ولا تتردد، فإن الله تعالى يتوب عليك، ولا يبالي، فهو أرحم بك من والدتك التي ولدتك.

2602

| 03 يوليو 2015

محليات alsharq
الدكتور المريخي: "الفالنتاين" عيد الفاحشة

قال فضيلة الدكتور محمد بن حسن المريخي إن العصر الحالي هو عصر كثرت فيه الفتن وظهرت به الكثير من المخالفات وجهر فيه البعض بالعداوة لله ودينه ورسوله والمؤمنين. وقال في خطبة الجمعة بمسجد عثمان بن عفان بالخور اليوم إنه مهما أوتي المرء من العلم والمعرفة والمال والغنى والجاه والسلطان فلن يستغني عن الأخلاق الإسلامية لأنها في كفة والدنيا بكنوزها ومدخراتها في كفة أخرى. وأشار إلى أنه بسبب أهمية الخلق الكريم ذكره الله تعالى بأنه من أكبر صفات أكرم مخلوق خلقه وهو محمد عبده ورسوله يقول تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم). وأضاف: إن التربية على الأخلاق الإسلامية تربية مثمرة ناجحة تؤتي أكلها ضعفين، هي أصل كل تربية وإذا خلت التربية من الخلق الكريم فلن يغني عن المرء أصله وحسبه ولا ماله وجاهه، فالخلق الكريم نسب وحسب وحده. وأكد د. المريخي أن القليل من الناس من يهتم بالأخلاق الإسلامية سواء كان تعليماً أو تربية لنظرتهم القاصرة وعدم إدراكهم لدور الأخلاق في بناء الإنسان والأمم، منوهاً بأن من أهداف رسالة محمد رسول الله نشر الأخلاق وتأصيلها وتعليمها للناس، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وما أهمل أحد في التحلي بالأخلاق إلا وندم في آخر مشواره. وأكد فضيلته على أهمية تربية النفس والأبناء والأهل تربية المسلمين الذين استسلموا لله رب العالمين، تربية إسلامية أساسها الخلق الكريم القويم ونري أبناءنا القدوة الصالحة التي تعظم الأخلاق وتسعى إليها وتهتم بها. وأشار إلى أن الإسلام يثيب على التحلي بالخلق الكريم ويعاقب على الخلق السيئ ولم يجعلها شعارات ومثلاً عليا ترفع في أوقات وتخمد في أوقات أخرى. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم). وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً وكان يقول (إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً). عاقبة سوء الخلق وشدد إمام مسجد عثمان بن عفان على أنه عندما أهمل الناس فضيلة التحلي بالأخلاق (تربية وقدوة وتدريساً وتعليماً)، فتح عليهم الباب وجاءهم ما يوعدون، جاءهم من أخلاق الكفار والزنادقة وأهل الأهواء ومن لا هدف له في الدنيا ومن نظر إلى الدنيا نظرة استمتاع وبهيمية، جاءهم من الرذائل والفواحش وأعلنت بينهم ونشرت ونودي إليها، فمن منكر وخائف ومن منكر ومعرض ومن غير مبال ومن مغرور مخدوع فانهدم البنيان وخر السقف على الناس وترنحت الفضيلة وأصبح غريباً داعيها مستنكراً عليه، ففي كل يوم يظهر للمسلمين عيد مبتدع ومناسبة لا صلة للمسلمين بها وأشياء وأمور ينكرها الإسلام ويمجها المخلصون، في الوقت الذي ينادي فيه البعض الآخر ممن سفه نفسه وأتبع نفسه هواها وأرخى لها الحبل فينادون إلى فتح الباب للاحتفال بها والمشاركة في بلائها، فمن عيد للأم إلى الشجرة والبقرة والنجوم والأصنام والأوثان وأعياد الميلاد وغيرها، سيل من المناسبات البدعية والخرافية مما تقذف به الأمم الكافرة الحاقدة على الأمة الإسلامية. وقال إن آخر ما قذفته علينا واغتر به البعض من المسلمين ما يسمى بـ"عيد الحب" (الفالنتاين) وهو عيد الفاحشة، عيد يزين للأجيال ممارسة العشق والفاحشة لأنه عيد بين رجل وامرأة التقيا في الحرام، على الخبث والخبائث، على السقوط في وحل الفواحش والرذائل.

4026

| 13 فبراير 2015