رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
الدكتور إبراهيم شهداد: مشرف الفصل كان يجبرنا على شرب حليب وليامس

ضيفنا في مجلس الشرق الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد شهداد، حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية عام 1988، تقلّد عدة مناصب إدارية بجامعة قطر، فهو عضو هيئة التدريس في قسم العلوم الإنسانية بجامعة قطر، وعمل استاذا للتاريخ الحديث والمعاصر، وشغل منصب مدير الوثائق والدراسات الإنسانية، ثم رئيس قسم العلوم الإنسانية بكلية الآداب، كما شغل منصب رئيس وعضو في العديد من اللجان بالجامعة، له العديد من الدراسات والبحوث والمؤلفات المتعلقة بتاريخ منطقة الخليج العربي، حاز جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم والفنون والآدب في (العلوم الاجتماعية والإنسانية) تاريخ الخليج والجزيرة في عام 2008 مناصفة مع الدكتور مصطفى عقيل.. فتح قلبه لمجلس الشرق وكان هذا الحديث نابعاً من القلب عن حقبة من تاريخ قطر.. الولادة في الدوحة الجديدة كانت ولادتي في فريج الدوحة الجديدة عام 1953 والتي تعتبر أحدث المناطق في بداية خمسينيات القرن الماضي وعدد بيوتها كان قليلا وأغلب السكان نزحوا من منطقة سوق واقف وبعض مناطق قطر، وكانت حياتنا سهلة وجميلة وهي مرحلة الحرية الكاملة واللامسؤولية وأعتبر الشارع ملعبا مفتوحا سواء بكسب صداقات أو الاستفادة من خبرة الشارع الذي يتواجد به مختلف الشرائح وبخاصة في بداية التكوين، لأنك تقابل مجموعة من الناس تستفيد منهم، وفي الفريج تحب دفء مشاعر الناس وترابطهم وتعاونهم معك وصدق الناس وصفاء قلوبهم. قهوة الفريج لم تكن هناك في تلك الفترة وسائل ترفيه أو أماكن سياحية أو وسائل اعلام تنقل لك الأخبار، بل كنا دائماً نجلس ونتجمّع في قهوة الفريج مع مجموعة الأصدقاء ونشرب الشاي ونتجاذب أطراف الحديث، ونناقش جميع أمور الحياة، فكانت القهوة عبارة عن منتدى ومنبر حر تطرح فيه رأيك وتستمع لآراء الآخرين من حولك، كما تستمع لأخبار الديرة وكل ما يحدث في البلد، وللعلم مازلنا نحن الأصدقاء نجتمع في محل بمنطقة الدوحة الجديدة ونتذكر الماضي الجميل. مدرسة صلاح الدين بداية علاقتي بالدراسة كانت مدرسة صلاح الدين الأيوبي القديمة هي بداية علاقتي بالدراسة والتعليم وانطلاقي نحو آفاق جميلة في عام 1963، وكان مديرها الوالد فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري (رحمه الله)، الذي كنا نعتبره والدنا وقدوتنا وقد استفدنا منه كثيراً، وكان مربيا فاضلا الكل يحبه ويقدره، ثم تحولنا لمدرسة صلاح الدين الأيوبي الجديدة القريبة من مدرسة الصناعة، كان لدينا أساتذة قطريون أذكر منهم راشد حسن الدرهم وعبدالله السيد وإبراهيم المحمود وكذلك الأستاذ الفاضل محمد بن علي المحمود، كانت وزارة المعارف تصرف لنا رواتب شهرية حوالي (45) روبية، وكسوتي الشتاء والصيف من الملابس، وأحذية مصنوعة من الهند ومصر وكذلك غترة وسراويل تشجيعاً على اقبال الشباب على التعليم سواء كانوا قطريين أو مقيمين. شرب الحليب بالقوة وأذكر ان مربي الفصل كان يشرف علينا ويتبعنا، بل كان يجبرنا في الصباح الباكر على شرب (حليب وليامس) من أجل مصلحتنا وذلك في المدرسة حيث كان يوزع علينا بالمجان من قبل وزارة المعارف، وذلك لتقوية ذاكرتنا كما يقول المدرسون لأن الحالة الاجتماعية في تلك الفترة كانت ضعيفة والناس كانوا بسطاء، كما كانت تصرف لنا وجبة إفطار، ووجبة غداء من قسم التغذية بالمجان والكتب والأدوات المدرسية، وكانت الباصات توصلنا لمنازلنا، كل هذا يقدم من قبل وزارة المعارف التي كانت تحثنا وتحفزنا للإقبال على التعليم. منافسة قوية بين المدارس كما كانت تربطني بالأستاذ المربي الفاضل عمر الخطيب وهو من لبنان علاقة قوية حتى وفاته، كان رحمه الله يهتم بالرياضة وركز على كرة القدم وكنت أنا من ضمن فريق الناشئين الذي أسسه الأستاذ عمر الخطيب ولعبت بجوار الكابتن محمد غانم وعيال الصديقي عبدالله ومحمد والبلم وغيرهم، وكنا كلنا اخوة متعاونين ومتكاتفين، كما كانت المباريات مع مدرسة خالد بن الوليد لها طابع خاص وكانت هناك منافسة قوية في كل الألعاب، كنا ننتظر هذا اليوم بشوق وتلهف ونشجع فريق مدرستنا بحماس منقطع النظير، وكانت المدارس في تلك الفترة زاخرة بالمواهب الرياضية، لأن في المدارس كنزا من المواهب، وكانت المنافسة قوية في دوري المدارس بل كانت في بعض الأحيان أفضل من دوري الأندية !!. عبدالله شهداد لعب للعروبة ومات في حادث أذكر ان أخي عبدالله شهداد ( رحمه الله ) كان لاعباً معروفاً في نادي العروبة وله ذكريات ومواقف جميلة، يتذكر اللاعب المعروف الكابتن طالب بلان حادثة طريفة وقعت في تلك الفترة، بأن لاعبي فريق العروبة كانوا يتدربون أمام نادي العروبة وكانت الأرضية من الاسفلت الجاف وكان اللاعبون يسددون الكرة على حارس المرمى عبدالمجيد إسماعيل وهو يقوم بصدها، ولكن عندما يسدد عبدالله شهداد لا يصد الكرة، وزعل عبدالله وقدم استقالته من النادي، وعندما سئل عبدالمجيد قال: ان تسديدات عبدالله قوية جداً ولا يمكن صدها، وبعد ذلك تم الأخذ بخاطره لأنه كان من أوائل اللاعبين مع نادي العروبة وللنادي محبة خاصة وعدل عن استقالته ورجع لأحضان النادي، وقد توفي بسبب حادث على دراجة نارية قرب محطة بترول ناصر بن خالد آل ثاني، وبعد وفاته وفي أول مباراة لنادي العروبة كانت مع نادي قطر في موسم 1965/‏1966 في بطولة الدوري العام وفاز نادي العروبة (3/‏1) وضع جميع اللاعبين شريطا أسود على ملابسهم حداداً على وفاته والوقوف دقيقة حدادا عليه. الثقافة جذبتني لم استمر كثيراً بالرياضة لأنني وجدت نفسي غير موهوب وليس لديّ الإمكانيات الفنية، فتحولت للثقافة، حيث كنت شغوفاً بالعلم وزيادة المعرفة وجذبتني الثقافة والأدب والتاريخ، وركزت على قراءة الكتب والقصص المختلفة والمجلات وأصبحت لديّ حصيلة جيدة من المعرفة، كنت دائم التردد على المكتبة لأنهل من أمهات الكتب الموجودة بالمكتبة، وكنت أستعير الكتب وكذلك أقضى وقت الفسحة في المكتبة، وكنت ألخص بعض القصص وأشترك في المسابقات وحصلت على العديد من الجوائز لأنني كنت متفوقاً. شاركت في مهرجانات استاد الدوحة أتذكر عندما كنت طالبا في المدرسة الابتدائية شاركت في المهرجانات المدرسية التي كانت تقام على استاد مدرسة الثانوية (استاد الدوحة) حالياً، وقدمنا نشيد (أحرار يا عرب أحرار )، وكنا نحمل السيوف ونلبس ملابس زاهية، كما شاهدت أحداث معركة ودبابات وصراعا بين الجزائريين والفرنسيين وتحسبها كأنك في معركة حقيقية وهي عبارة عن تمثيل، وكنا سعداء بتلك المهرجانات التي نستعد لها استعداداً طيباً، كما لا ننسى زيارة المناضل الفلسطيني (أحمد الشقيري ) مؤسس وأول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي استاد الدوحة تم القاء الخطب والكلمات والقصائد بمناسبة الثورة الفلسطينية واستاد الدوحة شهد أحداثا رياضية غير مباريات كرة القدم مثل المصارعة والملاكمة حيث استعرض البطل (محمد علي كلاي ) مهاراته، وبطولة اختراق الضاحية والعاب القوى، ومهرجان كرة اليد في الستينيات،وكذلك أنشطة ثقافية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ومهرجان العهد الجديد عندما تولى صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد 1972 م، وكان أبرز حدث رياضي في كرة القدم هو زيارة فريق سانتوس البرازيلي للدوحة في شهر فبراير من عام 1973 م بكامل نجومه ومن ضمنهم الجوهرة السوداء الملك (بيليه ) أحسن لاعب في العالم في تلك الفترة، ولعب مع النادي الأهلي القطري وفاز عليه (3/‏0) وسط حضور جماهيري كبير غير مسبوق. الإعدادية مرحلة التأطير أنا أعتبر المرحلة الإعدادية هي مرحلة التأطير حيث تختلف كثيراً عن المرحلة الابتدائية من ناحية نوعية الطلاب واختلاف المناهج الدراسية، واختلاف الأصدقاء والثقافات وتوسيع مدارك الطالب وتكوين شخصيته وفيها جميع أطياف المجتمع القطري، وأنا درست في مدرسة قطر الإعدادية القديمة بجوار مستشفى الولادة وقد استحوذت المدرسة على جميع أهل قطر في تلك الحقبة حيث كانت الوحيدة، لقد كانت مدرسة جميلة وكان طرازها فريدا من نوعه في تلك الأيام وبها خريطة الوطن العربي قام بتنفيذها مدرسو التربية والاجتماعية والفنية، كما أن الصفوف والحوائط الداخلية للمدرسة معلق عليها لوحات فنية من رسومات الطلبة وكذلك الخطوط الجميلة التي كانت من تنفيذ الطلبة، وقد حضر الملك سعود بن عبدالعزيز ملك السعودية، وزار المدرسة الإعدادية وأقيم له احتفال بتلك المناسبة وتزينت المدرسة بأعلام قطر والسعودية، وكانت تقام على ملاعبها التحتية منافسات دوري كرة السلة واليد والطائرة، وعلى ملعب كرة القدم كانت تقام عليها مباريات المدارس وتتدرب الأندية القطرية عليها عصراً وبها مضمار لألعاب القوى نجري عليه وتقام مسابقات، كما أذكر بها حديقة جميلة ونافورة، وعندما كنت في نهاية المرحلة الإعدادية طلعت نتيجتي وكان ترتيبي (16 مكرر) على مدارس الإعدادية بقطر ومنحت عدة جوائز منها قلم باركر وألبوم صور وغيرها من الهدايا العينية. مدينة دخان أبهرتني أذكر انني ذهبت في رحلة مدرسية لمنطقة دخان المدينة الصناعية التي بدأ منها استخراج البترول واستقطبت أهل قطر للعمل في شركة نفط قطر المحدودة. وقد شاهدنا آبار البترول وبخاصة البئر الأول رقم (1) الذي استخرج منه البترول، وتجولنا في مدينة دخان الصناعية وشاهدنا بيوت الموظفين والعمال، وسينما دخان التي كانت تعرض عليها الأفلام والجماهير يجلسون في الهواء الطلق لمشاهدتها وكانت شاشة العرض كبيرة، كما شاهدنا نادي اتحاد العرب بدخان الذي انطلقت منه كرة القدم، وتناولنا وجبة الغداء في مطعم دخان الذي كان يسمى في تلك الفترة ( الميز)، كما شاهدنا فيلما وثائقيا يحكي قصة ظهور واستخراج النفط وعن مدينة دخان وكيفية العمل هناك، وكنا سعداء بذلك أن نرى جزءا من الوطن الغالي قطر المزدهر في تلك الحقبة الجميلة. الصدفة قادتني لدخول دار المعلمين بعد الانتهاء من المرحلة الإعدادية توجهت للدراسة في دار المعلمين، وكانت الصدفة هي التي قادتني لدخول الدار لحبي ورغبتي وشغفي للتدريس لأن المدرس كان له مكانة كبيرة، وقد كان مدير دار المعلمين في تلك الفترة الأستاذ محمد بن عبدالله الأنصاري وكان مقرها في (بيت الجبر ) في حزم المرقاب، وأذكر قدم الطلبة في دار المعلمين في تلك الفترة مسرحية ( صقر قريش ) من تمثيل الطلبة ومعهم المدرس الأستاذ /‏عاهد الشنطي ومن اخراج اللبناني عبداللطيف سمهون، وكانت الدراسة في دار المعلمين قوية وقاسية جامعة بين العلمي والأدبي، ومنها النظري والعملي وكنا نذهب للمدارس للتدريب على كيفية طرق التدريس وتحت اشراف المدرسين، وقد درست أثناء دراستي في دار المعلمين في مدرسة طارق بن زياد، ثم مدرسة عثمان بن عفان في المنتزه،كانت امتحانات الشهادة في دار المعلمين تأتي من القاهرة وتصحح أيضاً في القاهرة. وأذكر، وأجزم أن الدراسة في دار المعلمين كانت أقوى من بعض الكليات الموجودة في الجامعات !!. لم أدخل سلك التدريس !! بعد التخرج من دار المعلمين لم أقم بالتدريس، لأنه تم اختياري لدخول كلية التربية في جامعة قطر لأنني كنت الأول على دفعتي في دار المعلمين، وكان رئيسها في تلك الفترة الدكتور محمد إبراهيم كاظم الذي اختار أفضل الأساتذة في الجامعات العربية، كانوا يكلفوننا بعمل أبحاث لدرجة أنني كنت أقوم بعمل أبحاث أثناء فترة الاجازة الصيفية، قضيت أربع سنوات جميلة في كلية التربية بجامعة قطر اكتسبت خلالها مهارات وخبرة علمية وعملية من جراء الأبحاث وتوجيه الدكاترة وإصرارهم على تعليمنا وتأهيلنا واعدادنا للمرحلة القادمة، كنا نحب الدراسة ونقضي جُل يومنا في الجامعة ومتابعة دراستنا وأبحاثنا، وفي إجازة منتصف العام كانت الجامعة ترتب لنا زيارات الى الدول الأوروبية والآسيوية والعربية للتعرف والاستفادة المعرفية والترفيه عن الطلبة، وقد حصلت على المركز الأول على دفعتي في قسم التاريخ الذي هو جزء من السياسة، وتخرجت من جامعة قطر بدرجة بكالوريوس تربية في عام 1977، وتم اختياري معيدا في الجامعة. اخترت كمبردج.. ثم عين شمس أوفدوني في بعثة دراسية الى جامعة كمبردج ببريطانيا لعمل رسالة الماجستير، وذلك حسب اختياري الذي كان هدفه الاستفادة من وجود الوثائق والمعلومات في الأرشيف البريطاني خاصة أنهم يسجلون المعلومات اليومية الوثائقية في تلك الحقبة في دفاترهم الخاصة بالمناطق التي تقع تحت سيطرة نفوذهم، ويهمني كباحث في رسالة الماجستير أن أحصل على بعض الوثائق التي تهم أبحاثي، وبدأت بهمة ونشاط بدارسة اللغة الإنجليزية، لم أتمكن من مواصلة دراستي في كمبردج بسبب الظروف الخاصة التي صادفتني، وعدت للدوحة، ثم غيّرت وجهة دراستي الى القاهرة واخترت جامعة عين شمس. نتابع الجزء الثاني من حديث د. إبراهيم شهداد لمجلس الشرق في الأسبوع القادم.

2428

| 09 مارس 2023

محليات alsharq
عبد العزيز الملا لمجلس الشرق: هذه قصة الرسائل المتبادلة بين الملا حبيب وعبدالناصر

نواصل في الجزء الثاني من لقاء مجلس الشرق مع الخبير التربوي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملا وهو يروي ذكرياته خلال حقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ويتحدث عن المدرسين والمهن التي كانت في سوق واقف، وعن قصة ملا حبيب مع جمال عبدالناصر، ويواصل مشواره مع العمل في سلك التعليم، وغيرها من الأمور التي جادت بها قريحته عبر (مجلس الشرق). أحسن شاي زنجبيل عند عموه !! أذكر كان سالم سعيد عموه وهو من ساحل عمان في تلك الفترة يسكن في قطر، فهو رجل يحب الكرة بشغف ويعشقها بجنون ويجمع اللاعبين والفرق ويلعب مباريات تحدي الفرجان، وقد لعب مع نادي النصر، ولعب مع عدة أندية رياضية مثل النجاح، وكان يملك (كافتيريا) في نادي النصر، وكان يبيع السندويشات الخفيفة والحلويات والمكسرات والمرطبات والشاي، وكان يعمل في فصل الشتاء الشاي بالزنجبيل وكنا نستمتع بشرب الشاي بالزنجبيل الذي تشعر بالحرارة والدفء بعد شربه، ولا ندفع له المبلغ فوراً بل نتسلف بالدين، ويسجله في الدفتر، ثم ندفعها عندما تتوفر لنا الفلوس، وكان رجلاً متسامحاً وطيباً عليه رحمة الله. الملا حبيب وعبدالناصر كان الملا حبيب هو مطوّع وكان إمام مسجد (عبلان) الذي يقع بين بيت الغزال وبيت الشيخ فالح آل ثاني، وكنا نذهب للصلاة عنده في المسجد، وكان يعطينا حلويات يطلق عليها (برميت) وذلك لتشجيعنا على المحافظة على الصلاة، وقد أخفى عن الجميع علاقته القوية مع الزعيم جمال عبدالناصر رئيس مصر، لكن الحقيقة ظهرت وانكشف المستور، وكانت المفاجأة الكبيرة عندما انتقل الرئيس جمال عبدالناصر إلى جوار ربه، فقد ذهب له محمد مبارك الدرويش وزملاؤه ووجدوه يبكي بحرقة على موت الرئيس عبدالناصر، وقال لهم بصوت عالٍ (مات البطل، مات البطل)، وسألوه ما علاقتك به؟، وقام مسرعاً وفتح المشتخته (الصندوق) وهنا كانت المفاجأة والدهشة على وجوه الشباب، فقد وجدوا بالصندوق رسائل متبادلة مع الزعيم عبدالناصر وذلك عن طريق مدير مكتبه (الخولي) كما وجدوا دعوات كثيرة للملا حبيب لزيارة مصر في تلك الفترة، كما شاهدوا أسطوانات عليها صورة جمال عبدالناصر وفيها أغانٍ وطنية مثل (حنا بنينا وحنا سنبني السد العالي)، وتم طلب تلك المقتنيات ولكنه رفض بشدة تسليم الرسائل والأسطوانات لأنه يعتبرها مقتنيات شخصية، وكان محتفظاً بها حتى وفاته، أتمنى من المسؤولين عن المتاحف أو من يهمهم الأمر الاحتفاظ بهذه الذكريات خاصة من زعيم مثل جمال عبدالناصر أيام فترة المد القومي العربي. شخصية محمود أبو واصل قوية أذكر في أيام الدراسة كان من المدرسين العرب الذين لهم شخصية قوية وله هيبة ويحترمه الطلاب والبعض يخاف منه هو الأستاذ أسامة أبو واصل مدرس اللغة الإنجليزية، كان في منتهى الرقيّ يأخذ ويعطي مع الطلاب ويتناقش معهم لا يضرب ولا يطرد الطلاب، كان عندما يخطئ الطالب يقوم بالتصحيح له حتى يتعلّم النطق الصحيح للكلمة الإنجليزية. مدرس الرسم في منصب قيادي كما أتذكر الأستاذ عبدالرحمن المزيّن أستاذ التربية الفنية (الرسم)، وكان مشهوراً ويتقن رسم وجوه الشخصيات في مرسم المدرسة، وكان خلال فترة الاستراحة يقوم برسم وجوه الطلاب، وكانت أغلب رسوماته تُعبّر عن الثورة الفلسطينية، وبعد أن قضى فترة زمنية معينة انتقل للعمل الثوري الفلسطيني وانضم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتبوأ منصبا قياديا كبيرا، حيث تم تعيينه في منصب وكيل وزارة، وكنا خلال الفترة الأولى نقوم بمراسلته بصفته مدرسنا. الحجام محمد البلوشي من الذكريات التي عاصرتها خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كان هناك رجل قويّ البنية وله شنبات كبيرة وهو من سلطنة عمان، اسمه محمد البلوشي وكان يقوم بعمل الحجامة للرجال وكان الإقبال عليه كبيراً، وكانت أدواته هي عبارة عن قرون ثور وكذلك إبرة خياطة الخياش حيث يقوم بثقب المكان ثم يقوم بمص الدم. وكان يعتبرها مهنة طبيّة تدر عليه دخلاً يقتات منه، وكان يتخذ غرفة في منارة مسجد الأحمد مكاناً لعمل الحجامة. مسجد الأحمد تخطى (100) عام يعتبر مسجد الأحمد في سوق واقف من أقدم المساجد في قطر وقد بناه (الأحمد)، وربما تأسيسه تجاوز المائة عام، وأذكر كان إمام المسجد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالوهاب المطاوعة ويقولون كان صوت المؤذن فيروز من أجمل الأصوات، ثم تعاقب عليه عدة أئمة عينتهم إدارة المساجد، ثم جاء الشيخ محمد بن راشد البلوشي ومكث أكثر من (20) عاماً إماماً للمسجد، وكان خطباء الجمعة يختلفون، فقد خطب فيه بعض خريجي جامعة المدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود وأذكر منهم محمد عبدالله الأنصاري وبعض الخريجين، كما خطب بعض القضاة في المحاكم الشرعية. سوق واقف مركز اقتصادي كانت منطقة سوق واقف تعج بالحركة والنشاط والحيوية، فكانت الحركة الاقتصادية مزدهرة فهناك سوق الطيور، والدجاج والحمام، كما تجد أمامك سوق الفواكه والخضار، وسوق القصابين، وسوق الحدادين وسوق الصفارين وسوق الذهب، كما تجد الندافين الذين يقومون بندف القطن وعمل الفرش والمساند وكان أشهرهم باقر، والخرازين الذين يقومون بعمل الأحذية والنعل، والنجارين وسوق الملح وسوق التتن وغيرها من المهن البسيطة. كان يمر من منطقة السوق إلى البنك العربي مجرى مائي يقسم السوق إلى نصفين، وقام الخال بعمل دوسة (جسر صغير) وذلك للعبور إلى القسم الثاني، ثم قامت البلدية بدفن وردم المجرى المائي وأصبح السوق منظماً وجميلا، وكان يقف على مفترق السوق شرطي بلباسه الجميل ويرتدي الغترة والعقال وشعار شرطة قطر وينظم حركة المرور والسير، وكان في سوق واقف مركز شرطة. المسرح الحديث بدء من دار المعلمين أذكر بعد بدء الحركة المسرحية من دار المعلمين وقبلها من المعهد الديني الثانوي وبعض التجارب في ستينيات القرن الماضي، انطلق المسرح من مدرسة الاستقلال الثانوية التي كان مديرها محمد عبدالله الأنصاري حيث قدمت عدة مسرحيات مثل (حلاة الثوب رقعة منه وفيه) ومسرحية (سبع السبمبع) ومسرحية (عانس)، كما كنت مسؤولا إداريا في مسرح نجمة أيام مسرحية أم الزين تأليف عبدالرحمن المناعي وتمثيل مجموعة من الشباب منهم غانم المهندي وسعاد عبدالله وقدمت على مسرح نجمة الذي بعد إنشائه بدأت الحركة المسرحية في الظهور والتوّهج، وبدأ الإقبال الجماهيري على حضور مسرحيات. لولا الملقن فما مصير المسرحية؟ أذكر أننا شاركنا في المهرجان السابع للفنون المسرحية في دمشق بسوريا الذي يعتبر من أكبر المهرجانات وأنشطها في تلك الفترة، وقدمنا مسرحية إلى أين؟ تأليف عبد الله أحمد وإخراج هاني صنوبر 1976، وقدمت الكويت مسرحية علي جناح التبريزي وتابعه قفة، وقدمت العراق مسرحية الثعلب، وقدمت مصر مسرحية أقوى من الزمن، وعند الساعة الثانية عشرة ليلا تتم مناقشة ونقد المسرحيات التي قُدمت على خشبة المسرح، طلب مني وزير الإرشاد القومي السوري الذي يجلس بجانبي رفع حرارة النقاش والنقد في الجلسة، فطلبت من الوزير الأمان وكنت يومها رئيس الوفد، فتحدثت قائلاً: مصر كما قال الشاعر المصري حافظ إبراهيم: أنا إن قدر الإله مماتي.. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي ما رماني رام وراح سليما.. من قديم عناية الله جندي.. وتابع: مصر في كل شيء أعلى حتى في الفن، ولكن لولا الملقن فما مصير المسرحية؟ وشكراً، وهنا ضجت القاعة بصوت التصفيق الحار من قِبَل الحاضرين وخاصة الكويتيين، بصراحة لم يكن الممثلون المصريون حافظين أدوارهم في المسرحية وكانوا معتمدين على الملقن رغم أنهم من عمالقة المسرح في مصر في تلك الفترة مثل عبدالرحمن أبوزهرة وصلاح قابيل وبرلنتي عبدالحميد، ولم يشفع تبريرهم أمام الحضور ولم يقنع تبريرهم، وأنا خارج من القاعة مسك يدي الممثل عبدالرحمن أبوزهرة قائلا (إحنا عملنا فيكم إيه؟!) فقلت له أنا مدرس ولابد من قول الحقيقة للجميع حسب ما رأيت ولا أجامل، وقال لي أشكرك لأن لديك الجرأة، وفي صباح اليوم التالي طلعت الجرائد في دمشق وكتبت بالخط العريض: القطري عبدالعزيز الملا يقول (لولا الملقن فما مصير المسرحية؟!!). شؤون المسرح كرموني بصفتي أحد رواد الحركة المسرحية في قطر وعملت فترة طويلة مع فرقة المسرح القطري كإداري، فإن شؤون المسرح قد كرموني كأحد رموز الحركة المسرحية وذلك في مهرجان الدوحة المسرحي في دورته (34) والاحتفال بتكريم الرموز. تنقلت بين عدة مدارس مسيرتي مع سلك التعليم طويلة وحافلة بالعطاء وتنقلت بين عدة مدارس في قطر كمدرس ووكيل ومدير ثانوي، والمدارس هي: خالد بن الوليد ومدرسة الصناعة وخليفة الثانوية والدوحة الثانوية وكنت مديراً لثانوية الوكرة، وعملت بجد وإخلاص وتفانٍ لأنني أحب سلك التعليم والتدريس وعلمني أستاذي محمد بن عبدالله الأنصاري في دار المعلمين كيفية العطاء وإعطاء الطلاب المعلومات الهامة ومشاركة الطلاب في الأنشطة والتعامل مع الطلاب بمهنية ودبلوماسية حتى يحبوك ويخلصوا في تعليمهم وتعطيهم حافزاً قوياً لمواصلة التعليم. قصتي مع مدرسة الصناعة الثانوية بناء على تعليمات من محمد بن عبدالله الأنصاري أحد كبار المسؤولين بوزارة التربية والتعليم، طلب مني الانتفال فوراً إلى مدرسة الصناعة الثانوية ولما سألته لماذا؟، أجاب على الفور أصبح عدد طلاب المدرسة (60) طالباً فقط وعليك بذل مزيد من الجهد لزيادة عدد الطلاب أو يتم إغلاق المدرسة، وشمَّرت عن ساعدي ولملمت أوراقي وأغراضي ورغم صعوبة المهمة، وتحتاج إلى تفكير ووضع خطة لانتشال هذه المدرسة من الإغلاق، فجلست مستغرقاً في التفكير، وهداني تفكيري أن أذهب إلى مجلس وزير الداخلية الشيخ خالد بن حمد آل ثاني، وطلبت الجلوس معه عشر دقائق فقط، وعرضت عليه حال الطلبة القطريين وعزوفهم عن الإقبال على مدرسة الصناعة، وتفهم الموضوع وقال غداً سيكون عندك كبار الضباط واطلب منهم ما تشاء لمصلحة شباب قطر، وبالفعل حضر الضباط واجتمعنا معهم وشرحت لهم الهدف، وعلى الفور جاءت ثلاث سيارات وحملت الطلبة والمدرسين إلى كتيبة الدروع وذلك في عام 1982 تقريباً، وقد استقبلهم الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني، وشكرهم على الحضور إلى كتيبة الدروع وقال لهم كل طالب يوقع على عقد للانضمام للدروع سيتم صرف (3500) ريال شهرياً له، وبعد إكمال تعليمه في مدرسة الصناعة، سيمنح رتبة مرشح ضابط وسيعلق النجمة، وقد وقَّعَ العديد منهم على العقود خاصة أنه سيمنح خلال دراسته مبلغا شهريا، وبعد سماع زملائه هذا الخبر التحق عدد كبير منهم بمدرسة الصناعة وأصبح عدد الطلبة حوالي (300) طالب ثم أصبح العدد يزداد في كل عام في الالتحاق حتى أصبح عدد الطلبة في النهاية حوالي (800) طالب. لدينا في الوزارة سياسة الأبواب المفتوحة في وزارة التربية لدينا سياسة الأبواب المفتوحة، وقد طلبت مقابلة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وزير التربية والتعليم ووافق على الفور وشرحت له ما حدث وشكرني، طلبت منه منح مكافأة للطلبة الملتحقين بالثانوية الصناعية لتشجيعهم، فوافق على الفور، كما طلبت زيادة عدد الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج من طالب واحد إلى (8) طلاب يختارون من كل قسم حسب درجة تفوقهم، ووافق كذلك على طلبي، وهذا يعتبر إنجازاً لي وللطلبة، كما زدت في طلباتي وقلت له منجرتك الخاصة متوقفة منذ فترة ونحن نحتاجها لمدرسة الصناعة، فأهداها لمدرسة الصناعة تقديراً لهم وتشجيعهم. وأذكر سألني السيد أحمد رجب عبدالمجيد مدير إدارة البحوث في الوزارة، اليونسكو يريدون معرفة عزوف الشباب عن مدرسة الصناعة وارتفاع الإقبال مرة ثانية من (60) طالبا حتى أصبح (800) طالب، فقلت هذا ثمرة اجتهادنا وعلاقتنا بكبار المسؤولين، وزيارة الشيوخ والشخصيات في مجالسهم وعلاقتنا مع الطلاب وتشجيعهم وتحفيزهم باستخدام الدبلوماسية لا العنف معهم. انتهت قصة الهروب من المدرسة خلال تعييني مديرا لمدرسة خليفة الثانوية، وجدت أن الطلبة يهربون من المدرسة وخاصة في فترة الفسحة لكي يتناولوا فطورهم في مطعم هندي قريب من المدرسة، قادني تفكيري للذهاب للمطعم وإذا هو مكتظ بالطلبة، وطلبت كيمه وشاي وشباتي وأكلت معهم، ولم أتحدث مع الطلبة لكن رأيت في عيونهم الخوف والهلع، وعندما رجعت للمدرسة استفسرت من الشباب عن سبب هروبهم من المدرسة فوجدت شكوى منهم تتعلق بأن الكافتيريا بالمدرسة لا تناسبهم، بينما يجلسون في المطعم يتحدثون مع زملائهم ويأكلون أنواعا معينة من الأطعمة وسعرها مناسب، وعلى الفور خطرت في بالي فكرة للقضاء على هروب الطلاب دون الرجوع للوزارة لاستشارتهم، توجهت إلى مطعم المجلس بمنطقة السد وطرحت عليهم فكرة فتح مطعم وإحضار طاولات وكراسي عديدة للشباب وأن تكون أسعار الوجبات تتراوح من 3 ريالات سعر سندويش والوجبات لا تزيد على 20 ريالا، وسنمنحكم مكانا خاصا لكم وسيكون بالمجان، وعندما فتحت الكافتيريا أبوابها كان الإقبال كبيراً من قبل الطلبة وأشادوا بما تقدمه الكافتيريا وكانوا يجلسون على كراسي الكافتيريا يتحدثون مع بعضهم وقت الفسحة، وانتهت قصة الهروب للمقهى لأننا عالجناها بحكمة ودبلوماسية!!

2790

| 02 مارس 2023

محليات alsharq
عبدالعزيز بن عبد الرحمن الملا لمجلس الشرق: أهالي روضة راشد أهدونا التيوس والضببة والفقع امتنانا لتعليم أبنائهم

ضيف مجلس الشرق اليوم، الخبير التربوي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملا من جيل الزمن الجميل، ولد في منطقة سوق واقف قلب الدوحة النابض والذي يحمل عبق التاريخ وتفوح منه رائحة الماضي الجميل، منطقة كان يسكنها أغلب أهالي قطر وكذلك التجار، وكانت تعج بالحركة والنشاط منذ الصباح الباكر وحتى آذان المغرب الذي تتوقف فيه الحركة التجارية، بسبب عدم وجود كهرباء، بل كانت توضع (فناره) فوانيس تتعلق على مداخل السوق وفي ممرات السوق الداخلي، وكانت هناك مناوبة حراسة على السوق من قبل الحراس القطريين الذين يطلق عليهم تسمية (نواطير) مزودين بالسلاح. مجلس الشرق أبحر في ذاكرته المليئة بمخزون معلوماتي يخص تلك الفترة وغصنا في أعماقها واستخرجنا منها ذكريات تلك الفترة الجميلة من تاريخ قطر.. ولد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملا عام 1951 في بيت العائلة الكريمة الكبير في منطقة سوق واقف والذي يضم جميع أفراد عائلة الملا، وقال: وعشت طفولتي في ذلك البيت الكبير في قلب سوق واقف، وأذكر أنه كان على يميننا مطعم بسم الله الذي مازال قائماً بعد التطوير، وفريج البراحة من ناحية الجنوب، وفريج البحارنة ناحية الشرق، وشارع النجادة من ناحية الغرب، كان الجميع متكاتفين ومتعاونين. وقد بدأت دراستي في الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم عند المطاوعة، وأذكر أنه كانت المطوّعة آمنة هي التي درستني. تنقلت بين عدة مدارس بعد توجهي للدراسة النظامية كنت سعيداً جداً، والتحقت بروضة الوسط التمهيدية والتي كانت تقع عند مصلى العيد القديم وصيدلية بهزاد في الجسرة، لم أستمر طويلاً ثم نقلوني الى مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية في البدع واستمررنا حوالي شهرين، ثم حولونا إلى مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية القديمة التي بجوار مشيرب عند حوطة كان يلعب فيها فريق السلام، ودرست الصف الأول والثاني، ثم نقلوني الى مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية التي كان مديرها فضيلة الشيخ عبدالله الأنصاري وأذكر انه كان الطالب حمد عبدالله المري رئيس نادي الريان سابقاً هو الذي كان يؤذن في المدرسة في أوائل الستينيات وكان صوته جميلا، وكانت الوزارة تعطينا وجبة الفطور والغداء، ثم نقلوني إلى مدرسة أبوبكر الصديق ودرست فيها الصف الثالث وكان المدير صالح الخليفي، ولم أستمر فيها طويلا سوى سنة واحدة ثم حولوني الى مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية بجوار قسم التغذية والملاصقة للقسم الداخلي وهو سكن للطلبة القاطنين خارج الدوحة وكذلك القادمين من خارج قطر من الدول العربية والاسلامية، ودرست فيها الصف الرابع والخامس والسادس أعوام 62- 63 – 1964، ثم نلت الشهادة الابتدائية وحضرت احتفال يوم العلم وكرّمت فيه وفرحت عندما وجدت اسمي ضمن الطلاب في كتيب يوم العلم. في الإعدادية تغيّرت الأمور في المرحلة الاعدادية كانت هناك نقلة نوعية في مسيرتي التعليمية وتحولت لمدرسة قطر الاعدادية التي تقع بالقرب من مستشفى الولادة القديم، كانت مرحلة مهمة في حياتنا وتوسعت مداركنا وكنا نقبل بشغف على قراءة الكتب من المكتبة والاطلاع على الصحف والمجلات. لقد أبهرني تصميم المدرسة الوحيد في الدوحة في تلك الحقبة الجميلة من التعليم وكانت تحتوي على طابقين بها عدة صفوف ومرسم ومكتبة ومختبرات ومكاتب ادارة وغرف للمعلمين، وكانت تميّزها خارطة الوطن العربي التي رسمها اساتذة المادة الاجتماعية وتقع في باحة المدرسة، كما كانت هناك حديقة مميزة غناء بها الورود والأزهار الجميلة المتنوّعة والأشجار الباسقة ونافورة ماء، وكان الطلاب يتواجدون فيها أثناء الفسحة للاستراحة، وهناك ملاعب تحتية تضم كرة السلة والطائرة واليد ولها مدرجات خاصة تقام عليها منافسات دوري المدارس القوي، كما يوجد به ملعب كرة قدم وتقام عليه المباريات وتدريبات الأندية القطرية في حقبة الستينيات،وأذكر أنه وضع له شبك من الاسلاك الحديدية بارتفاع كبير حتى لا تذهب الكرة الى الشارع الذي يقع أسفل المدرسة، وأذكر أنه زارها الملك سعود بن عبدالعزيز في الستينيات بتاريخ 6/‏فبراير/‏1961 م، وأقيم له احتفال خاص بمناسبة هذه الزيارة وعلقت الأعلام السعودية والقطرية على أقواس المدرسة، وألقيت الخطب الترحيبية والأشعار، وحضرها كشافة المدرسة وجمهور غفير من الطلاب وأولياء الأمور. دار المعلمين نقطة تحوّل في حياتي بعد المرحلة الاعدادية وبعد تفكير عميق اتجهت للدراسة في دار المعلمين الثانوية وذلك لكي أساهم في تطوّر النهضة التعليمية في بلادي الغالي قطر، ولي فيها ذكريات جميلة، وتعتبر نقطة تحوّل في حياتي، وهي انطلاقتي إلى آفاق أرحب وأوسع ولاستعداد لخوض غمار المشاركة في التعليم، وفي دار المعلمين تعلّمت كيفية التدريس عملي في المدارس تحت اشراف مدرسين ذوي خبرة وكانت تجربة رائعة استفدنا منها كثيراً، وكذلك كنا ندرس منهجا نظريا في المعهد وكان متخصصاً في طريقة التدريس بالإضافة الى المواد التي تدرس في المدارس الثانوية، وكان خريج دار المعلمين أفضل بكثير من خريجي بعض الجامعات في التدريس. مسرحية صقر قريش قدمت على المسرح أذكر أنه وبتشجيع من مدير دار المعلمين محمد بن عبدالله الأنصاري، قدم المخرج اللبناني عبداللطيف سمهون مسرحية (صقر قريش ) على مسرح دار المعلمين الذي خصص لتقديم هذه المسرحية، وقام الطلبة وبعض المدرسين بتمثيل المشاهد وتم استخدام أصوات عصافير حقيقية وكذلك صوت خرير الماء والاضاءة، وكان التمثيل والاخراج رائعاً، وقد استمتع الجميع بهذا العرض الرائع. تخرجت من دار المعلمين بعد تخرجي من دار المعلمين عام 1970، احتفلت بنا وزارة المعارف بإقامة احتفال ( يوم العلم ) حيث يكرّم جميع الخريجين من الطلاب الحاصلين على الشهادات الابتدائية والاعدادية ومدرسة الصناعة الاعدادية الثانوية، والمدرسة الثانوية، والمعهد الديني الاعدادي والثانوية ودار المعلمين، والطلبة خريجو الجامعات العالمية والعربية، وتتم توزيع الشهادات عليهم، ويحضر أولياء أمور الطلبة والمدرسون وكبار الشخصيات في وزارة المعارف في تلك الفترة. درّست في روضة راشد بعد التخرج من دار المعلمين عينتني وزارة المعارف مدرساً في روضة راشد، مع مجموعة من المدرسين أذكر منهم أحمد حجر وسعيد عباد وجاسم البوعينين وكان مدير المدرسة فهمي الحلاق بالإضافة الى الاستاذ أحمد منيف، واجتهدنا في تعليم الطلبة رغم بعض الصعوبات، خصصت لنا الوزارة سيارة أجرة تنقلنا يومياً من الدوحة إلى روضة راشد، وكنا نعاني من بُعد مسافة الطريق، وخطورة الشارع وخاصة في الصباح الباكر عندما يكون الجوّ مكسواً بالضباب الكثيف، أو عندما تهطل الأمطار بغزارة، أذكر معنا الاستاذ علي القحطاني مدرس علوم شرعية وقد ظل فترة طويلة يقوم بالتدريس هناك، وأحد أبنائه الدكتور فهد علي القحطاني طبيب العيون المعروف.كان أهالي المنطقة أناسا طيبين وبسطاء، وكان الطلاب طيبين ويقبلون على التعليم بشغف، والطريف أن الأهالي كرماء وكانوا يقومون بإهدائنا الخرفان والصخلة والتيوس، و( الفقع ) والضببة أيضاً. حفظنا ألف بيت شعر من الأمور التي لن أنساها وقد استفدت منها هي حفظ أبيات من الشعر العربي، وقد اقترح علينا الاستاذ المصري أحمد منيب أن يعطينا كل يوم بيت شعر نحفظه عن ظهر قلب، ونسجله في مذكرة، وانشغلنا بحفظ الشعر يومياً ونحن ذاهبون لروضة راشد بالسيارة، وقد وسع مداركنا وتفتحت عيوننا وقلوبنا على الشعر وأصبحنا نحبه ونحفظه ونتداوله مع أصدقائنا، وقد حفظنا من الشعر (1000) بيت شعر. بداية الكهرباء كانت من مشيرب أذكر أنه كانت بداية دخول الكهرباء لقطر في 1953، وكانت موقع محطة توليد الكهرباء بمنطقة مشيرب وكانت مجانية لجميع المواطنين، وكانت عبارة عن (شبرة) مخزن وبه ماكينة واحدة، وتشتغل في أوقات معينة، وقد وضعت في البداية ماكينة ثم تبعتها بإضافة ماكينة أخرى، وكانت التمديدات بدائية وتوصل عن طريق أسطح المنازل وكانت التمديدات واضحة للعيان، وفي البداية استخدمت الاضاءة والثلاجات والمراوح، ولم تستخدم المكيفات بل تأخرت، وتم التمديد للمدارس والمباني الحكومية والمهمة ثم السوق التجاري، ومن ثم باقي البيوت. بعد فترة تم بناء مبنى خاص للإدارة، وتحولت الى ادارة الكهرباء ثم إلى وزارة، وقد سميّ شارع الكهرباء بالدوحة عليها وأصبح مشهوراً يرتاده الزوار والمواطنون والقاطنون في قطر. الكهرباء دخلت سوق واقف 1953 أول دخول للكهرباء في قطر كان في عام 1953 م في الفريج في مطعم وفندق بسم الله هوتيل، الذي كان يملكه رجل هندي اسمه ( حمزة)، وخصص الطابق الأول للفندق ويضم ست غرف أو سبع غرف، أما المبنى الأرضي فهو مطعم يقدم الأكلات الهندية مثل البرياني والكيمة والسبجية والسمبوسة والكليجة وغيرها من الأكلات الهندية وكذلك كان يصنع الايسكريم اللذيذ، وكان الاقبال على المطعم كبيراً، وكان بعض زوار قطر يسكنون في الفندق. والدي تاجر علف وشعير كان والدي تاجرا معروفا، وكان يستورد العلف والشعير من استراليا، وأذكر أنه زار قطر في تلك الفترة تاجر علف استرالي، وقد حجز له الوالد غرفة في فندق بسم الله، ثم جاءنا تاجر مشهور في الخليج اسمه مهدي منديل من الهند، وقد أنزله الوالد في نفس الفندق لأنه الوحيد الموجود في تلك الفترة، كما أن والدي كان يملك عمارة كبيرة وهي عبارة عن ساحة تستخدم كمخازن لتخزين البضائع فيها ويزود المحامل التي تذهب للغوص بالمؤن والمواد الغذائية وغيرها من احتياجات أهل الغوص، وتعتبر ثاني عمارة بعد عمارة (الخال) في الدوحة، وفي مدخل العمارة تجد المكتب وكراسي طويلة يجلس عليها رواد العمارة من كبار السن ويأتون من الساعة الثامنة صباحاً ويجلسون حتى وقت صلاة الظهر يتناقشون في أمور الدنيا، وعندما توفي جدي علي الملا وجدنا دفترا واحدا ذاكرا فيه الديون التي كانت على العملاء، وباقي الدفاتر ضاعت ويقولون تم رميها، وكان هناك (سوق الباكر) المزدهر بالحركة والنشاط، وكان موجوداً به صيدلية ومحلا تباع فيه أدوات الكهرباء وغيرها من الأمور وكان المانع وكيل ماركة فيليبس. إدارة السوق منحتني محلا تجاريا منحتني ادارة سوق واقف محلا تجاريا اسميته ( الملا بلازا ) وفي أحد الأيام مر عليّ رئيس الوزراء الاسترالي في الدكان، واستوقفته وأخبرته بأن والدي كان تاجرا ويتعامل مع استراليا في استيراد العلف والشعير منذ عام 1950 م، فقال هل كانت علاقتنا مع قطر منذ تلك الفترة، وقد أوضحت له قبل ذلك، وقال لي هذه المعلومة جديدة تهمني كثيراً لأول مرة أسمع بها، وبدأت علامة السرور والفرح عليه، وشكرني على المعلومة. كنت أشاهد الأفلام السينمائية في الأندية في تلك الحقبة الجميلة في أوائل الستينيات كانت وسائل الترفيه قليلة جداً، فقد كنت أتابع الأفلام السينمائية إما في نادي الوحدة وندفع رسوم الدخول، أو نادي النصر الذي كان الدخول فيه بالمجان، ويعتبر من أقوى وأفضل الأندية فهو تأسس منذ أوائل الخمسينيات واغلق في عام 1964 ولم يشارك في الدوري بل فاز بعدة كؤوس وكان خير سفير للرياضة في تلك الفترة، فقد زار لبنان وسوريا ودول الخليج وكان لديه مجموعة مميّزة من اللاعبين المحترفين والقادمين من عدة دول، ويدعمه الشيخ عبدالعزيز بن أحمد آل ثاني، وكنا نشاهد الافلام السينمائية كذلك في بيت الشيخ فالح آل ثاني أو بيت عبدالله خليفة المطاوعة الذي كان يحضر الأفلام من بيت الحاكم فكان أهل الفريج يحضرون ويستمتعون بمشاهدة الأفلام، فكانت هذه الوسيلة الوحيدة للترفيه في تلك الفترة. مجلس الشرق سيتابع الجزء الثاني من لقاء الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملا الأسبوع المقبل.

4682

| 23 فبراير 2023

محليات alsharq
د. سلطان الخالدي: هذه قصتي من مدرسة الوكرة للملحقية الثقافية بالقاهرة

نواصل في مجلس الشرق (الجزء الثاني) من لقاء الدكتور سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي الملحق الثقافي والعسكري بالقاهرة والذي يروي من خلاله مشواره مع الرياضة لاعباً وحكماً وإدارياً والعمل مع بعثة الحج القطرية، ورحلته مع مهنة التدريس والإدارة، ثم تعيينه ملحقا ثقافيا وبعده ملحق عسكري بالقاهرة والجهود الذي بذلها لخدمة طلبة قطر في القاهرة، وكيفية حصوله على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس، وفي عام 2020 تقاعد عن العمل بعد رحلة طويلة من العطاء. من الذكريات أيام زمان في فترة الستينيات من القرن الماضي خلال شهر رمضان المبارك كانت الأمسيات الرمضانية جميلة وتتميز بكثرة النشاطات الرياضية، أذكر كان نادي الوحدة الرياضي بفريق الجفيري ينظم دورات في كرة الطائرة ونشارك نحن مجموعة من الشباب فيها وكانت المنافسة قوية ومثيرة، كما كنا نشارك مع نادي الناشئين التابع لوزارة التربية والذي أصبح اسمه الأهلي في عام 1968 في مباريات كرة الطائرة والسلة واليد على ملاعب اللجنة الرياضية العليا في منطقة أم غويلينة وتشارك فيها معظم أندية قطر في تلك الفترة وكانت تحضرها جماهير من محبي الرياضة. أول اتحاد لكرة السلة أتذكر بعد تشكيل اللجنة الأولمبية القطرية في عام 1979 برئاسة الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني تم تشكيل الاتحادات القطرية ومن ضمنهم اتحاد كرة السلة برئاسة سعادة أحمد بن غانم الرميحي وصقر المفتاح نائباً للرئيس وإبراهيم أسد الأنصاري أمين السر العام وسلطان محمد الخالدي أمين السر المساعد، ومحمد علي المهندي أمين الصندوق، وعضوية محمد رضا الخزاعي وعلي خميس الكواري، وعلي ناصر المسيفري. في البداية تم وضع اللوائح الخاصة بالاتحاد مثل اللائحة المالية ولائحة المسابقات ولائحة الحكام ولائحة المنتخبات، وقد تم الاطلاع على جميع اللوائح في الدول العربية والعالمية وتم وضع اللوائح التي تناسبنا في قطر، وقد بذلنا جهوداً مضنية من أجل إتمام تلك العملية، ونظمنا الدوري القطري لفرق الرجال والشباب والناشئين وركزنا اهتمامنا على البراعم، وشكلنا منتخبات الناشئين والشباب وقد تم الاستعانة وجلب المدربين المتخصصين وركزنا على المدربين من كوريا الجنوبية، وساهموا معنا في تطوير العمل بجميع الأندية والمنتخبات، ووجدنا الإقبال الكبير من قبل الشباب القطري، وتم إقامة المعسكرات التدريبية في كوريا ونجحنا في خطتنا، ثم بدأنا نشارك في الدورات الخليجية والعربية، وتم الاهتمام بمجال التحكيم والتدريب وقد شارك عدد من الشباب المعتزلين في هذه الدورات، وبدأنا بنشر اللعبة في قطر. عضوية الاتحاد الآسيوي في فترة رئاسة ناصر العلي لاتحاد السلة اختلفت الرؤية وقمنا بالتركيز على تواجد عضو من قطر في عضوية مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي لكرة السلة، واتصلنا مع سكرتير الاتحاد الآسيوي لكرة السلة (مارتلينو) من الفلبين وفاتحناه في الموضوع بأن لنا رغبة في الترشح لمجلس الإدارة وبعض اللجان، فطلب منا تقديم طلبات الترشيح في الانتخابات القادمة في الفلبين، وبدأنا العمل والإعداد والتجهيز والتخطيط، ثم رشحنا أعضاء من قطر ونسقنا مع الاتحادات الآسيوية من أجل دعمنا وتحقيق الهدف، ونجحت مهمتنا وترشح أعضاء من قطر فحصل السيد ناصر العلي على منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، ومحمد رضا الخزاعي عضو لجنة المسابقات وسلطان الخالدي عضو لجنة الميني باسكيت وأصبح لنا ثقل كبير في الاتحاد، ثم بعد استلام سعادة الشيخ سعود بن علي آل ثاني رئاسة الاتحاد القطري رشح لمنصب الرئيس وتمت الموافقة عليه وأصبحنا نتسيّد آسيا في كرة السلة وأصبح لنا صوت مسموع وثقل كبير. بعثة الحج القطرية أذكر في عام 76/‏1977 طلب من والدي الأستاذ محمد بن عبدالله الأنصاري رئيس بعثة الحج في تلك الفترة أن أكون مديراً لمكتبه، انتقلت من وزارة التربية حيث كنت مدرساً في التربية الرياضية، لأصبح مديرا لمكتبه، واستمررت في العمل معه خمس سنوات، وكنت دائماً أسافر مع بعثة الحج إلى الديار المقدسة أثناء موسم الحج وكان العمل متعباً ومجهداً، وكنت أذهب قبل البعثة عن طريق البر بالسيارات، وذلك من أجل تجهيز كل أمور بعثة الحج القطرية وكان معنا عدة أطقم إدارية وطبية وأدوية وكانت عندنا عيادة نعالج جميع من يراجعنا، ولدينا سيارات إسعاف ويصل العدد إلى 150 شخصا وعدد السيارات حوالي 27 سيارة، وبذلنا قصارى جهدنا من أجل راحة الحجاج القطريين والمقيمين في قطر، وبعد تعيين محمد علي العلي المعاضيد رئيساً للبعثة طلب مني الاستمرار في العمل واستمررت خمس سنوات أخرى. مشواري بوزارة التربية وبعد حصولي على بكالوريوس تربية من جامعة قطر طلبت العودة لوزارة التربية وذلك بسبب الحوافز التشجيعية حوالي (40 %) كانت تصرف للمدرسين، وكان يومها الوزير عبدالعزيز بن تركي وطلبت تحويلي لمدرس بمدرسة مشيرب ودرّست هناك مواد العلوم الشرعية واللغة العربية والعلوم ولمدة أربع سنوات، ثم عينت بوظيفة وكيل بمدرسة حمزة الإعدادية، ثم انتقلت للمعهد الديني الثانوي بوظيفة وكيل مع المدير محمد جابر سلطان لمدة أربع سنوت، ثم عينت مديراً لمدرسة الوكرة الإعدادية لمدة سنتين ونصف، ثم صدر قرار تعييني مساعد ملحق ثقافي بالقاهرة. ملحق ثقافي وعسكري في عام 1994م طلبت وزارة التربية والتعليم عبر الإعلان تعيين مساعدين ملحقين ثقافيين في كل من بريطانيا والأردن والقاهرة والسعودية وأمريكا، وتقدم للعمل حوالي 200 مرشح من الوزارة وخارجها، وطلبت اللجنة المكلفة من الوزارة أن تكون الأولوية للموظفين العاملين بالوزارة ويقتصر التعيين على موظفي الوزارة فقط، وتم تقليص العدد إلى (120) مرشحا، ثم تم تقليص العدد إلى (8) مرشحين فقط، وبعد اجتماع اللجنة تقرر تقليص العدد إلى (5) مرشحين للتعيين في مصر والأردن وبريطانيا وأمريكا والسعودية، وكنت أنا منهم، واتصل بي سعادة الوزير عبدالعزيز بن تركي وقال رشحت لتكون أنت مساعد ملحق ثقافي في مصر وقلت له أنا تحت أمركم، وإن شاء الله أكون عند حسن الظن، وصدر القرار بتاريخ 17/‏10/‏1994م، وذهبت لمصر لتسلم مهام عملي وبعد سنة ونصف نقل الملحق العسكري سلطان العوجان إلى بريطانيا، وظل مركزه شاغراً، وفي عام 1995 صدر قرار بعد اتفاق بين وزارة التربية والتعليم مع وزارة الدفاع على أن أستلم مهمة الإشراف على المكتب العسكري بالإضافة إلى عملي كملحق ثقافي حيث تم تعييني في 2001م واستمررت في أداء عملي حتى عام 2020م.أذكر في 3/‏8/‏2008 صدر قرار بإلغاء الملحقين الثقافيين في الخارج ومن ضمنهم مكتب القاهرة، ولكن كنت أقوم بمهمة الملحق العسكري، وبعد اتفاق بين معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الداخلية وسعادة شيخة المحمود وزيرة التربية والتعليم تم تعييني للإشراف على مكتب الملحق العسكري والموظفين العاملين فيه، وبعد إلغاء المكتب الثقافي كانت هناك مشكلة بالنسبة للطلبة المبتعثين ويدرسون على حساب الوزارة وبعضهم على حسابهم الخاص فقررت حل هذه المشكلة التي يعاني منها الطلبة القطريون، وقابلت معالي وزير الداخلية وشرحت له وضع الطلبة فقال لي بالحرف الواحد أي مواطن قطري يأتيك لطلب مساعدة أو مبتعث سواء من وزارة التربية أو يدرس على حسابه فسهلوا مهماتهم وإجراءاتهم وساعدوهم، وقمنا بمهمتنا على أكمل وجه سواء في المكتب العسكري أو الثقافي. الماجستير والدكتوراه في الحقيقة في عام 1996 عندما كنت مساعد ملحق ثقافي كلفوني بمهمة حضور مناقشة الطلبة القطريين للحصول على درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه، ووجدت أن أغلب المتقدمين من الطلبة الذين كنت أدرسهم سابقاً، فطرأت فكرة تقديم الماجستير وظلت تشغل تفكيري وكان طموحي منذ الحصول على البكالوريوس هو الحصول على مؤهل علمي عالٍ، وخاطبت وزير التربية سعادة عبدالعزيز بن تركي بطلب تكملة دراستي العليا، ووافق بشرط أن لا يتعارض مع أداء عملي كمساعد ملحق ثقافي، وبدأت الإعداد لهذه المهمة بروح وهمة عالية وإصرار على تحقيق الهدف المنشود، وتقدمت إلى جامعة عين شمس بالقاهرة وطلبوا منى الحصول دبلوم الإدارة المدرسية وكذلك دبلوم في التربية، وبعد الانتهاء من ذلك سجلت في جامعة عين شمس وكان عنوان رسالة الماجستير (أصول تربية إدارة تربوية وتطوير السلوك التربوي لمدراء المدارس الثانوية في قطر) وتم مناقشتها في شهر أغسطس من عام 2001 وجلست مع مشرف الرسالة الذي اقترح عليَّ أن تكون رسالة الدكتوراه التخصص في مجال مدراء المدارس وكان عنوانها (تطوير السلوك الإداري لدى مدراء المدارس الثانوية العامة في قطر باستخدام أسلوب إدارة الأزمات) وبدأت تجميع البيانات وعمل الاستبيانات والإحصائيات والأبحاث الخاصة بالموضوع وقد أخذ مني وقتا طويلا حيث جلست مع عدد من المدراء وكذلك زرت عدة جامعات منها جامعة الشارقة وجامعة قطر، وبعد الانتهاء من موضوع الرسالة تقدمت لمناقشتها وكان ذلك في شهر أغسطس من عام 2005 وحصلت على شهادة الدكتوراه. استثناءات للطلبة للقبول بالجامعات خلال فترة عملي كملحق ثقافي وعسكري في مصر فقد كوّنت علاقات قوية مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والمسؤولين عن التعليم وفي بعض الجامعات والمعاهد والإدارات الأخرى، وكنت أخاطب الشؤون العربية التابعة لرئاسة الجمهورية بمصر بطلب استثناءات للطلبة التي معدلاتهم لا تسمح لهم بالقبول في الجامعات، ووجدت منهم كل ترحيب وتعاون، وتسهيل الأمور، وتمكنت من خلال هذه العلاقات من عمل عدة تسهيلات لبعض الطلبة القطريين وساهمت في الحصول على استثناءات لبعض الطلبة الجامعيين، وهذا من فضل ربي، وأفتخر أنني عملت من أجل خدمة بلادي الغالية قطر بكل تفانٍ وإخلاص، وتسهيل مهمة طلبة قطر في مصر. اللجنة الأولمبية دعمت نادي الطلبة من الأمور التي لا تنسى أبداً هي مساهمة اللجنة الأولمبية القطرية بدعم نادي طلبة قطر في القاهرة بالأجهزة والمعدات الرياضية والدعم المالي حوالي (خمسة ملايين ريال) حيث اجتمعت مع سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية سابقاً وسهل لنا أمور النادي، وتم الموافقة على تابعية النادي للجنة الأولمبية، وهذه من الأمور التي اسعدتني. سعادة لا توصف بالفوز بتنظيم المونديال شعرت بسعادة غامرة عندما أسند تنظيم مونديال 2022م إلى دولة قطر الصغيرة في مساحتها والكبيرة بأفعال رجالها وذلك بعد منافسة قوية مع دول كبيرة وعظمى ولكن إرادة الشباب كانت قوية ومحتويات ملف قطر كانت كافية بإعلان المصوتين لترجيح كفة قطر، وقد عملت الدولة بكافة أجهزتها ليكون هذا المونديال فريداً من نوعه، وقد بذلت قطر جهوداً مضنية من أجل تحقيق الهدف المنشود، وقبل انطلاق المونديال بسنة أكملت قطر كافة الملاعب المخصصة للمونديال، وكذلك كافة المشاريع والبنية التحتية وشبكة طرق كبيرة من الجسور والأنفاق ووسائل النقل من المترو (الريل)، ولا ننسى أن هذه الطرق تقرب المسافة بين الملاعب التي تمتاز بها قطر فيمكنك مشاهدة مباراتين أو أكثر في اليوم الواحد. كأس العرب كما أن استضافة كأس العرب 2021 الذي كان نسخة استثنائية أبهرت العالم ووضعت الاهتمام بأولوية اللغة العربية وقد وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اعتماد اللغة العربية رسمياً ضمن اللغات المعتمدة، وهذا بسبب الدور الكبير الذي بذلته دولة قطر بأن تكون اللغة العربية معتمدة في أكبر حدث رياضي عالمي، كما أن الافتتاح على ملعب (البيت) بمدينة الخور المصمم على الطراز المحلي الذي يعبّر عن (بيت الشعر) والذي يعبر عن كرم الضيافة واستقبال العالم، أما الختام فكان على استاد لوسيل الذي يُعد من أكبر الاستادات العالمية ويتسع لحوالي (80000) متفرج، ولا ننسى استاد الجنوب بالوكرة الذي يعبر عن البيئة البحرية واستاد الثمامة الذي يعبر عن (القحفية) واستاد 974 برأس أبوعبود على البحر ويبلغ عدد الحاويات 974 حاوية وهو يعبر عن البحر وعن السفن، وجوهرة الصحراء في المدينة التعليمية، وملعب أحمد بن علي في نادي الريان كلها تحفة فنية رائعة، وقد أبهرت قطر العالم في التنظيم، وكان حديث العالم وحققنا نجاحاً كبيراً ويعتبر أفضل تنظيم في العالم، وأصبحت لنا مكانة عالمية كبيرة في الرياضة وكان كل شيء في المونديال غير مسبوقة. وفي ختام حوار الذكريات تقدم سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي بالشكر قائلا: أشكركم وجريدة الشرق القطرية على هذا اللقاء.

3528

| 16 فبراير 2023

محليات alsharq
الدكتور سلطان الخالدي يخص "مجلس الشرق" بحكايات من الماضي الأصيل (1-2): صدمت لعدم اختياري للدراسة في الخارج رغم تفوقي.. فبكيت قهراً

والدي حرص على تعليمنا وكان يصطحبنا للمجالس.. والمجالس مدارس أغنية سميرة توفيق ضيعت عليَّ درجات امتحان الجغرافيا وزارة المعارف شجعتنا للتعليم بالرواتب وكسوة الشتاء والصيف المدرسون كانوا مخلصين.. وكانوا يدرسوننا بعد الدوام مجاناً ضيف مجلس الشرق الدكتور سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي، أحد الرياضيين الذين لعبوا بمدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية، وكان حارس مرمى فريق الناشئين التابع لوزارة التربية الذي أصبح اسمه في عام 1968 نادي الأهلي القطري وشارك في دوري كرة القدم، وبرع عيال (المنصوري) سابقاً (الخالدي) حالياً في لعبة كرة القدم والسلة والطائرة واليد وكانوا يشكلون منتخبات قطر في تلك الفترة، كما كان عضواً بارزاً في اتحاد كرة السلة القطري والاتحاد الآسيوي، عمل في سلك التربية والتعليم كمدرس رياضة ثم تدرج في وظيفته حتى وصل لمنصب ملحق ثقافي بسفارة قطر بالقاهرة، كما عمل مع بعثة الحج القطرية.. د. الخالدي فتح قلبه لـ مجلس الشرق وسرد ذكرياته ومسيرته التي دامت أكثر من (29) عاماً وكان هذا اللقاء. قال: كانت ولادتي في فريج مشيرب عام 1951، وكانت الحياة في تلك الحقبة الجميلة بسيطة والناس يتعاونون مع بعضهم البعض وكانت الدوحة صغيرة، ولم يكن هناك ازدحام كنا نتنقل بين الفرجان سيراً على الأقدام، ثم انتقلنا إلى الجسرة وبعدها بفترة انتقلنا لمنطقة الدوحة الجديدة، كان والدي يشتغل في دائرة الأعتدة الميكانيكية، أتذكر كنا نذهب مع الوالد يوم الجمعة إلى السوق القديم وكذلك شبرة الخضرة والفواكه القديمة وكانت على البحر وسوق السمك واللحم لأن جميع الأسواق بجانب بعض ونشتري جميع مستلزمات البيت. وقال د. الخالدي، كنا في الفريج مع أقراننا شغوفين بكرة القدم وكانت الكرة من الشراب والقماش وكان يطلق عليها كرة الشراب، لم نكن نملك مبلغا لشراء الكرة، كان التحدي بيننا في الفريج كبيراً وكنا نشعر بسعادة غامرة، وعندما دخلنا المدارس كنا نشتري حذاء رياضة أبيض فيه خط أخضر يسمى (الكويتي) ومن الذكريات الجميلة أن الوالد كان يحرص دائماً على تعليمك ويصطحبك معه إلى المجالس لأن المجالس كانت مدارس، ويعلمك آداب المجالس كما يعلمك (السنع) وهو كيف تتعامل مع الناس خارج المنزل. التعليم بدأ في الخمسينيات أتذكر عندما دخلنا المدرسة كنا سعداء جدا ونقبل بشغف على التعليم حيث كانت فترة الخمسينيات هي بداية التعليم في قطر حيث تم فتح العديد من المدارس، وكانت الدولة ممثلة في وزارة المعارف تشجع على التعليم وتخصص الحوافز لإقبال الشباب عليه حيث منحتنا راتبا شهريا لكل الطلاب القطريين والوافدين، كما كانت تخصص لنا كسوة الشتاء والصيف من الملابس بالإضافة للأحذية، وتصرف لنا الكتب والأدوات المدرسية بالمجان وكذلك المواصلات عبر الباصات توصلنا إلى منازلنا، وكانت تصرف وجبة غذائية لكل الطلاب ولا ننسى تناول طعام الغداء في قسم التغذية بالقسم الداخلي. وكان المدرسون مخلصين في التدريس وفي بعض الأحيان يدرسوننا بالمجان بعد نهاية الدوام، كنا مشغولين طوال اليوم بالدراسة وكذلك النشاط المدرسي اليومي، وكنا نقبل على المشاركة في نشاط الكشافة ونقوم بالتنظيم في المدرسة كانت حياة مليئة بالنشاط والحيوية. التحقت بالتعليم في أوائل الستينيات أذكر في عام 1960، وبالتحديد دخلت مدرسة صلاح الدين الأيوبي القديمة، درسنا فيها ثلاث سنوات ثم أصبحت فيما بعد مدرسة خديجة الابتدائية للبنات، وانتقلنا إلى مدرسة صلاح الدين الأيوبي الجديدة مقابل مدرسة الصناعة سابقاً وهي مبنية على النماذج الجديدة وبها ملاعب كرة السلة والطائرة واليد وكرة القدم، وكان مدير المدرسة فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري، وما زالت الذاكرة تتذكر ضابط المدرسة أستاذ خيري من لبنان يعاقب الطلبة المتأخرين بضربة فلقه ويخاف منه الطلاب !!. أغنية ضَيَّعت درجاتي ومن الذكريات الجميلة أننا كنا مجموعة من الطلاب نتنافس بحماسة للحصول على أعلى الدرجات في الصف، أذكر منهم: طارق الشملان، خليل إبراهيم ومحمد الشعراوي وسعد المانع، ومن الطرائف أن سؤالا جاء في امتحان الجغرافيا يقول أين تقع مدينة (حلب)، وتذكرت أغنية سميرة توفيق عنوانها (من بيروت لحلب)، وكتبت بيروت وخصمت عليَّ درجات السؤال وضيعتنا معلومات سميرة توفيق. النشاطات المدرسية والكشافة كنت دائماً أحرص على المشاركة في النشاطات المدرسية وألعب كرة السلة واليد والطائرة، كما كنت دائماً أشارك في نشاط الكشافة، ونذهب خلال عطلة الأسبوع في رحلات مدرسية مع الكشافة ونشارك في المخيَّم الكشفي العام الذي تقيمه الجمعية القطرية للكشافة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وتشارك فيه جميع مدارس قطر في تلك الفترة، وعلمتني الكشافة الطبخ جيداً، فكنت في كل رحلة أتولى عملية الطبخ، كما علمتني الاعتماد على النفس والصبر والانضباط وأن أكون مستعداً في كل وقت، وقد شاركت في جميع المخيمات التي أقيمت في منطقة رأس أبوعبود، وهذه المعسكرات تعلمك الاعتماد على النفس والمشاركة بالعمل مع الشباب والحراسات الليلية والطبخ والنظافة حيث تقوم بتنظيف الخيام يوميا وكذلك الصبر والتعود على الاستيقاظ مبكرا وكذلك الانتماء والولاء للوطن من خلال تحية العلم صباح كل يوم وهذه تزرع فيك الحماس وحبك لبلدك، والصلاة جماعة وإبراز مهارتك الشخصية وشغل أوقات الفراغ بما يعود عليك بالنفع، وبالليل تقام حفلات السمر يشارك فيها الطلبة ومن خلالها برزت مواهب غنائية وممثلون قطريون ويحضرها الأهالي من مدينة الدوحة، كما سافرت إلى منطقة نينوى بالعراق في شهر أغسطس حيث أقيم المخيم العربي الكشفي. ومن شغفي بالكشافة دخلت دورات تدريبية عديدة وأنا طالب في دار المعلمين من أجل التأهل والإعداد للحصول على الشارة الخشبية، وقد اجتزت الاختبارات بنجاح وحصلت على الشارة الخشبية. ومن طرائف الكشافة كنا في رحلة داخلية إلى مدينة فويرط، وكان معنا الأستاذ عبدالرحمن المولوي مدير المدرسة، وفي حفل السمر الليلي طلب منا الغناء فقلت أنا أحفظ أغنية سورية (يابوردين) كانت قد عرضت في مسلسل (غوار)، وغنيت الأغنية وشاركتني المجموعة وكنا سعداء بالرحلة. طلبوني للمشاركة في مسرحية.. ولكن !! أيضاً من الأنشطة التي شاركت فيها وذلك عندما كنت طالباً في دار المعلمين في بداية السبعينيات من القرن الماضي طلب مني الأستاذ محمد عبدالله الأنصاري وكان يومها يشغل منصب مدير دار المعلمين المشاركة في تمثيل دور الأجنبي في مسرحية (حلاة الثوب رقعته منه وفيه) وجلست أتدرب لمدة أسبوع على الدور وتقمصت الشخصية، ولكن كان معنا طالب اسمه هارون علي جاسم الجسيمان ويشبه في هيئته وشكله (الأجانب) أقصد الأوروبيين فوقع الاختيار عليه، وأعطوه الدور ونجح، وأنا لم أشارك وانسحبت من المسرحية، ولكن كنت على أهبة الاستعداد، وتعلمت شيئاً من فنون التمثيل، أذكر كان من أبطال المسرحية المدرس عاهد الشنطي ومحمد نوح، وسيار دهام الكواري، محمد سلطان الكواري، علي حسن، هارون علي جاسم وحسن حسين، وعرضت المسرحية على مسرح دار المعلمين لمدة يومين في عام 1971م وحققت نجاحاً كبيراً، وكان مؤلف ومخرج المسرحية اللبناني عبداللطيف سمهون. عائلة رياضية كنا عائلة رياضية نمارس كل الألعاب الرياضية في تلك الحقبة ونلعب في مدرسة صلاح الدين الأيوبي ثم شاركنا مع فريق الناشئين التابع لوزارة المعارف الذي تحوّل لنادي الأهلي في عام 1968، كنا نلعب مع مدرسة صلاح الدين الأيوبي في كرة السلة والطائرة واليد فقد كان أخي الكبير علي يلعب كرة الطائرة، وناصر كان يلعب كرة الطائرة والسلة، وأنا كنت ألعب كرة سلة وطائرة وقدم، ومسعود يلعب كرة اليد، وإبراهيم (رحمه الله) كان يلعب سلة وكرة الطائرة، بالإضافة إلى كرة القدم حيث لعبنا مع فريق الناشئين تحت إشراف الأستاذ عمر الخطيب (رحمه الله). تأسيس فريق الناشئين الذي تحول لنادي الأهلي كانت فكرة تأسيس فريق الناشئين تراود المربي الفاضل الأستاذ عمر الخطيب المدرس بمدرسة صلاح الدين الأيوبي، فتحدث في الموضوع مع الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف واقترح عليه تكوين فريق من الناشئين الموهوبين في المدارس ثم توزيعهم على الأندية وهذه كانت البداية فوافق على الفور، وفي عام 1964 تم تغيير الفكرة بعد أن رأى أن مستوى الناشئين ومهاراتهم وطريقة لعبهم وتجانسهم تحتاج إلى استمرارهم بفريق واحد بدلا من التشتت بين الأندية، فقام بتكوين مركز للناشئين بمدرسة صلاح الدين الأيوبي واستقطب العديد من الشباب وكان الإقبال كبيراً في كرة القدم، وكذلك الألعاب الأخرى وتم طلب إضاءة لملاعب كرة السلة والطائرة واليد وتم إضاءة الملاعب وكنا نتدرب بالليل على ملاعب مدرسة صلاح الدين الأيوبي، وكنا سعداء بذلك، أما فريق كرة القدم فيتدرب بعد صلاة العصر على الملعب الرملي بالمدرسة، وأذكر عندما شاهد مهارات المواهب الشبابية قرر تكوين فريق لكرة القدم والمشاركة بهم في الدوري القطري بالدرجة الثانية في منتصف الستينيات، ويتكون الفريق من اللاعبين التالية أسماؤهم وهم: محمد غانم الرميحي، ومحمد الصديقي، عبدالله الصديقي، عبدالله البلم، أحمد قمبر، شاهين الكبيسي، صالح المسلماني، عبدالله أحمد حسن، علي حسن (زيران)، عزت محمد رشيد، عبدالرحمن مراد، عقيل مال الله، سبعان مسمار، سبيل سالم وكذلك سيف بوهندي (حارس) وأنا سلطان كنت الحارس الثاني معه. أما قصة تغيير الاسم للنادي الأهلي ففي عام 1968 اجتمعنا واقترحنا تغيير الاسم ليصبح النادي الأهلي، وشاركنا في الدوري القطري ونافسنا الفرق الكبيرة، وأصبح لنا مقر خاص عبارة عن بيت تم تأجيره وتأثيثه من قبل وزارة المعارف وكان قريبا من مدرسة صلاح الدين وذلك لسهولة الوصول للملعب للتدريب على ملعب المدرسة، وخصصت الوزارة لنا باص لنقلنا للتمارين والمباريات، كما كانت تصرف لنا وجبات يومية. ملاعب اللجنة الرياضية في أم غويلينة أذكر أننا كنا نلعب على ملاعب اللجنة الرياضية العليا في منطقة أم غويلينة فريج إسحاق مباريات دوري كرة الطائرة والسلة واليد وتنس الطاولة وأذكر كان يلعب معنا حسن إبراهيم الملا الجفيري وهو مميّز في كرة الطاولة ولاعب لبناني اسمه جورج، وكنا ننافس على ألقاب البطولات مع الأندية الأخرى. بعد دمج نادي النجاح مع الأهلي تحت مسمى (الأهلي) في عام 1972م، كانت لنا كفريق لكرة السلة طلبات معقولة قدمناها للنادي الأهلي ولم يستجب لطلباتنا، فقررنا الانتقال لنادي السد بناء على طلب من عبدالله بن حمد العطية ولعبت كرة السلة وكان معي في الفريق عبدالعزيز التميمي، وخالد الكواري، عبدالله الرميحي، ومبارك الكواري، ولعب معنا في تلك الفترة الكابتن محمد وفا حارس المرمى ويوسف السوداني لاعب كرة القدم، وكانت اللوائح في تلك الفترة تسمح للاعب أن يلعب أكثر من لعبة. اغتنام الفرصة في المرحلة الإعدادية انتقلت للدراسة في مدرسة قطر الإعدادية القريبة من مستشفى الولادة السابق (حمده)، وعندما شاهدني مدرس الرياضة الأستاذ محمد علي متفوقاً في الرياضة وضعني مسؤولا عن النشاط الرياضي، وأعطاني فرصة لا تعوّض وهي قائد طابور الصباح يومياً واغتنمت الفرصة واستفدت منها من ناحية زرع الثقة بالنفس وتبوء مركز القيادة الطلابية وبناء الشخصية في تلك المرحلة الهامة من عمر الشباب. درَّست في الخليج ومشيرب بعد التخرج في دار المعلمين عام 73/‏1974 تم تعييني في وزارة التربية والتعليم في وظيفة مدرس تربية رياضية في مدرسة الخليج العربي وهناك كوَّنت فريقا لكرة السلة بالمدرسة، ثم نقلوني للتدريس في مدرسة مشيرب وكان مديرها الأستاذ سعد الكبيسي. المنتخبات المدرسية والوطنية والعسكرية خلال مشواري مع كرة السلة شاركت مع المنتخبات الوطنية والمدرسية والعسكرية خلال فترة سبعينيات القرن الماضي حيث شاركت مع المنتخب العسكري في بطولة السلة بالسنغال وفي سوريا، كما شاركت في البطولة المدرسية العربية، وفي البطولة العربية للمنتخبات ومهرجان الشباب العربي بالجزائر عام 1975، كنت ألعب في مركز صانع ألعاب، وأذكر كان جيلي من اللاعبين الذين شاركت معهم: عبدالعزيز التميمي، وفيصل الخزاعي، ومحمد رضا الخزاعي، ومحمود كنار، وسلمان كنار، أحمد صالح وعبدالرحمن الغانم أحد نجوم السلة في قطر وشارك معنا في مهرجان الجزائر.. أمي خففت الصدمة عندما تخرجنا من دار المعلمين تم ابتعاث أربعة طلاب من دفعتي للدراسة في الخارج أذكر منهم غانم السليطي الذي سافر لدراسة المسرح بالكويت، وعبدالله دسمال الكواري كذلك ذهب للكويت، كما تم ابتعاث عبدالإله المير لمعهد التربية البدنية في القاهرة، وعندما رجعت إلى البيت بكيت متأثراً من القهر أمام والدتي لأنهم لم يرسلوني للدراسة في الخارج وكنت من المتفوقين وقد خفف عني حنان الأم من ألم الصدمة، وجلست أفكر كيف أسافر للدراسة للخارج، فقررت دراسة الثانوية من جديد ونجحت في الصف الأول والثاني، وبعدها صدر قرار من سمو الأمير باستثناء طلبة دار المعلمين لتكملة دبلوم التربية في جامعة قطر التحقت بها حتى أنهيت دراستي الجامعية بالحصول على بكالوريوس تربية. ندعوكم لمتابعة الجزء الثاني من الحوار في الأسبوع القادم..

4144

| 09 فبراير 2023

محليات alsharq
المهندس شافي النعيمي لمجلس الشرق: ساعة رولكس جائزتي في مسابقة قرآنية

نتابع في الجزء الثاني من حوار ضيف مجلس الشرق المهندس شافي بن حسن الفرحان النعيمي، الذي يتحدث عن مشواره مع التعليم، وكيف انجذب لدراسة الهندسة المعمارية في جامعة عين شمس بالقاهرة، وكان شاهدا على نكسة عام 1967م وتنحي الرئيس جمال عبدالناصر، وكذلك شارك في جنازة عبدالناصر، كما تحدث عن قلعة زكريت التي بناها ارحمه الجلاهمة، وبعد تخرجه عُين مهندسا معماريا في إدارة الخدمات الهندسية وظل يتنقل من منصب إلى آخر حيث عُين نائب مدير المساكن الشعبية، بعد دمج وزارة الأشغال مع وزارة البلدية انتقل إلى وظيفة نائب مدير بلدية أم صلال حتى تقاعد عن العمل 2003. أذكر أن البناء صالح بوقحوص الحميدي، هو الذي كان يقوم بمهنة بناء البيوت والمساجد وكل ما يتعلّق بعمل البناء في قرية زكريت، وكان رجلاً بسيطاً ولم يتعلم أصول المهنة بل كان موهوبا حرفياً في أعمال البناء فهو إلى جانب إتقان عمله في البناء، كان حرفيّا في نقش وزخرفة جبس المسجد وكان يحفر عيون الماء، وقد شاهدته بنفسي عندما كان والدي يرسلني له لتقديم طعام الغداء له يومياً، فكنت أجلس بالساعات لمشاهدة طريقة عمل الزخرفة على الجبس بمحراب المسجد ويستعمل السكين وكان مبدعاً وفناناً وحرفياً في هذه المهنة، وقد شدني ذلك العمل وقررت بعد نجاحي في المرحلة الثانوية دخول الجامعة واخترت تخصص الهندسة المعمارية في جامعة عين شمس. من الذكريات الجميلة في حقبة ستينيات القرن الماضي، هو إهدائي ساعة ماركة رولكس بمناسبة فوزي بمسابقة القرآن الكريم، وكان يقام احتفال سنوي كبير بهذه المناسبة في قاعة الاحتفالات بقسم التغذية يكرّم فيه المتسابقون في حفظ القرآن الكريم بحضور وزير معارف قطر الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وقد كنت سعيداً بحصولي على هذه الهدية القيّمة في تلك الفترة. دار الكتب وبما أن مقر إقامتي الدائم كان في القسم الداخلي فقد كنت دائم الحرص على زيارة دار الكتب القطرية لأنها قريبة ومقابل القسم الداخلي، وكان لديَّ شغف قراءة الجرائد والمجلات والكتب، وكان الترحيب بنا كبيراً من قبل المسؤولين عن الدار في تلك الفترة، وكان يوجد بها أمهات الكتب التي يحتاجها القارئ، وبصراحة كانت دار الكتب القطرية منارة إشعاع ثقافي في قطر ويوجد بها جميع الإصدارات في تلك الفترة، وأتمنى استمرار مبناها الفريد من نوعه، وأن يرمم ويبقى شاهدً على نهضة قطر الثقافية، وألا يطاله معول هدم المباني التاريخية والتي تشهد على نهضة قطر وأن تكون إرثاً للأجيال القادمة. والدي والشعر يعتبر والدي من الشعراء المميزين والمعدودين في قطر ولديه ملكة حفظ عجيبة للشعر، ولديه علاقة مع الشاعر لحدان بن صباح الكبيسي، واشتغل والدي في آبار البترول في شركة أرامكو بالسعودية وكان يقول لنا كنت مضطراً ليكتب لنا (الفورمن) رئيسهم في العمل رسالة لأهلنا، ومن كثرة مطالبنا كان يتذمر علينا ويحاول إذلالنا، وبعد هذا الموقف غيرنا إستراتيجيتنا وكنا ننزل مدينة الخبر ليكتب لنا أحد المشهورين من الكتبة، وبعد ذلك قرر والدي أن يتعلم الكتابة والقراءة بنفسه ونجح في ذلك، وبدأ بكتابة شعره لأنه عندما تقدم عمر الوالد في السن، كان ينسى الشعر وكانت لديه ملكة الحفظ، لكن تمكنا في النهاية من إصدار ديوان شعر له بعنوان (ديوان بن فرحان) (1924 – 1970) تم طبعه للمرة الأولى في عام 1980 وهو أول ديوان تطبعه إدارة الثقافة، وقام بتقديمه الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة عندما كان يعمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام، وقام بتحقيقه الشاعر حمد بن محسن النعيمي، ولم يتم إجازة بعض القصائد من قبل المسؤولين بالإعلام في تلك الفترة، وفي عام 2008 فكرنا في إعادة طباعته للمرة الثانية وإضافة بعض القصائد التي لم تكن في الديوان الأول. تأثرت برسالة والدي عن عبدالناصر !! عندما كنت أدرس في الجامعة في مصر ورحيل الزعيم جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر عام 1970، وصلتني آخر رسالة من الوالد الذي كان في تلك الفترة مرافقاً لشقيقتي المريضة في لبنان، ويشرح فيها كيف كانت ساحة البرج وساحة الشهداء في وسط بيروت تعج بالجماهير التي خرجت تعبّر عن حزنها الشديد على رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، وكان يصفها بدقة متناهية ويعيّشك وكأنك في قلب الحدث، كما قال لي في آخر الرسالة لقد استخرت الله وقررت إجراء عملية الديسك في مستشفى البربير ببيروت. وفاة والدي ببيروت أذكر كان والدي حسن الفرحان مرافقاً لعلاج شقيقتي في بيروت، وهناك عاودته آلام الديسك وقرر إجراء عملية جراحية، فتوكل على الله بعد استشارة إخوانه عمي سويد وولده راشد وأخي حمد الفرحان، وقد انتقل إلى جوار ربه أثناء إجراء عملية الجراحة في مستشفى البربير في نوفمبر عام 1970، فقرر الأهل دفنه في بيروت في مقبرة الشهداء، لأن أهله كانوا متواجدين معه خلال رحلة علاج ابنته، وقد تأثرنا كثيراً بفقدانه لأنه كان عميد الأسرة ومحباً للجميع وبذل مجهوداً كبيراً وضحى من أجل تربيتنا وتعليمنا جميعاً، وقد تعلّمت منه الكثير، رحمه الله رحمة واسعة. جامعة عين شمس بعد تخرجي من الثانوية العامة، قررت دراسة الهندسة المعمارية في جامعة عين شمس والتحقت بالجامعة عام 1965، وأقبلت بشغف على دراسة الهندسة المعمارية، وسبب دخولي الهندسة كما ذكرت سابقاً أستاذ البناء بوقحوص، وكذلك كنت شغوفا بقراءة كل ما يتعلق بالمباني الهندسية وخاصة أعجبت بتصميم مبنى مطار الظهران الدولي في تلك الفترة، واجهتني صعوبات كبيرة في البداية ولكنني تمكنت من تجاوزها بفضل من الله ثم جدي واجتهادي، وتغلبت عليها بفضل من الله، وقد كانت حقبة الستينيات من القرن الماضي رائعة جداً بكل جوانبها، وقد كان للوافد العربي تقدير واحترام ويعامل مثل معاملة المصريين، وكان هناك ترحيب خاص بنا من قبل الطلبة المصريين، لدرجة أنهم يقومون بدعوتنا لمنازلهم للتعرّف علينا، وكانت مصر في أوج ازدهارها وتقدمها وكانت قلب العروبة النابض. نكسة 67 عندما جلست أقرأ الجريدة الصباحية كالعادة أحسست بانقباض في نفسي وبأن هناك حدثا ما، لأنني وجدت (مانشيت) جريدة الأهرام باللون الأسود، ودائماً كان العنوان الرئيسي باللون الأحمر ولفت انتباهي خبر يتعلق بإلقاء الرئيس عبدالناصر كلمة للشعب، واستمعت للكلمة حيث وجَّه الرئيس جمال عبدالناصر كلمة للشعب المصري أعلن فيها تنحيه عن منصب الرئيس، وكلف زكريا محي الدين بالقيام بمهام الرئيس، لا شعورياً قمنا بتغيير ملابسنا للخروج لنرى ماذا يحدث وكان معي زميلي خليفة دعلوج الكبيسي (رحمه الله)، وسبقنا محمد بن سالم الكواري، وكانت المفاجأة ظهرت حشود كبيرة من الجماهير متوجهة إلى بيت عبدالناصر تعبّر عن رفضها لتنحي الرئيس، وقد أغلقوا جميع الشوارع، ولم نعرف أين نذهب وكنا متأثرين مثلهم لأننا كنا نحب جمال عبدالناصر، وفي الطريق وجدت صديق دراسة مسيحيا مصريا اسمه عصمت شكري وهو يجهش بالبكاء وقال لي لماذا كل الناس تحب عبدالناصر وأنا ما أحبه، أعتقد أنني أنا الغلطان. أمواج بشرية في جنازة عبدالناصر وكذلك كنت شاهداً على وفاة الرئيس جمال عبدالناصر وكنت يومها طالبا جامعياً أدرس في جامعة عين شمس بمصر، وشاهدت في جنازة الرئيس أمواجا كبيرة من البشر في شوارع القاهرة التي غصت بالجماهير وهي متأثرة وحزينة برحيل القائد جمال عبدالناصر الذي دفن بمسجد جمال عبدالناصر في كوبري القبة، كما تابعت موكب الجنازة عبر التلفزيون في شقة الزميل راشد المناعي الذي أجر تلفزيونا لمشاهدة الجنازة المأهولة. أول تعيين لي 1977 أذكر أنني تأخرت كثيراً في الدراسة لأسباب خاصة، وعندما أنهيت دراستي تم تعييني في إدارة الخدمات الهندسية في شهر فبراير من عام 1977 بوزارة الأشغال، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام منها قسم الطرق برئاسة المهندس راشد المناعي وقسم المباني الحكومية برئاسة خالد الخاطر وقسم المساكن الشعبية برئاسة المهندس صدقي خضر، وتم تعييني بوظيفة مهندس في قسم المباني الحكومية، وتم إيفادي في بعثة دراسية إلى بريطانيا لدراسة دورة في اللغة الإنجليزية تخص الأمور الهندسية لمدة سنة، ثم عدت للدوحة بعد نهاية الدورة أشرفت على مباني صالة الوصول بمطار الدوحة الدولي، كما أشرفت على جميع المباني المدرسية في قطر، في عام 1980 صدر قرار بنقلي إلى قسم المساكن الشعبية بوظيفة مساعد رئيس قسم ثم عينت رئيس قسم، واشتغلت مع مجموعة من الموظفين والمهندسين القطريين والعرب وما زالت علاقتي بهم مستمرة، وكانوا نِعم الرجال وقمنا بزيارات متنوعة للمساكن الشعبية في جميع أنحاء قطر، كما قمنا بصيانة العديد من البيوت الشعبية في قطر. بلدية أم صلال انتقلت للعمل مساعد مدير لبلدية أم صلال وذلك في مدينة أم صلال علي، وعملت هناك مع مجموعة تعمل بجد ونشاط حتى 30 مارس عام 1999، وبعد ذلك طلبوني للعمل في البلدية، ثم تقاعدت في عام 2003م عندما صدر قانون التقاعد. أخي الأديب حمد الفرحان كان رفيق عمري أخي حمد بن حسن الفرحان النعيمي (رحمه الله) يحب الثقافة والأدب والشعر، أنهى دراسته الثانوية ثم اتجه للدراسة في جامعة بيروت العربية، لكنه لم يستمر في مواصلة الدراسة لأسباب خاصة، وعاد للدوحة وعمل في إدارة الجمارك لفترة طويلة، لكنه في الأخير تعيَّن في المكان المناسب الذي يحبه في إدارة الثقافة والفنون وعيّن رئيساً في قسم التوثيق ووجد ضالته التي كان يبحث عنها حيث كان يحب الأدب والثقافة والشعر، وكان له دور كبير في توثيق وتحقيق دواوين الشعراء القطريين وبعض كتب التراث، وألف كتابين هما كتاب حول المكتبات في قطر طبع في حياته، وكتاب دراسة في الشعر النبطي وطبعناه على نفقتنا الخاصة عام 2008 بعد مماته. قلعة زكريت كانت بيت الجلاهمة وتحدث عن قلعة زكريت قائلاً: في زكريت كانت توجد قلعة وتقع في شمالها خلف بيتنا وما زالت آثارها قائمة، وقد شيدت قلعة زكريت في العقد الأول من القرن الثامن عشر ميلادي تقريبا الشيخ ارحمه بن جابر الجلاهمة، حيث لا تزال حدود أطلال هذه القلعة واضحة حتى الآن، وكان يقيم في هذه القلعة ومن معه. وقد تحدثت مع عدد من أهل زكريت من بينهم سعد بن سعد الكشاشي المهندي، وعلي بونوره الحميدي وعبدالكريم الحميدي، وقد أكدوا لي أن هذه القلعة بناها الجلاهمة، وذلك عندما انشق عن أبناء عمومته الخليفة بسبب خلافات شخصية، وسكن فيها حتى وفاته في إحدى المعارك الشرسة، وقد تم تشييد قلعة زكريت وذلك في العقد الأول من القرن الثامن عشر ميلادي تقريبا حيث لا تزال حدود أطلال هذه القلعة واضحة حتى الآن. وأذكر حضرت مناقشة في مسرح قطر الوطني وكانت المتحدثة من أعضاء البعثة الفرنسية للتنقيب عن الآثار، وأكدت لي أن هذه القلعة بنيت في فترة معاصرة لبناء قلعة الزبارة، ولكن حتى الآن لم يتأكدوا أن هذه القلعة بناها ارحمه بن جابر، بل يقولون قلعة أثرية مع أن مصادر كثيرة تؤكد أن هذه القلعة بناها الشيخ ارحمه بن جابر الجلاهمة.

3291

| 02 فبراير 2023

محليات alsharq
المهندس شافي النعيمي: هذه حكايتي مع بوقحوص

ضيف مجلس الشرق اليوم، هو المهندس شافي بن حسن الفرحان النعيمي أحد الرجال القطريين الذين كافحوا من أجل التحصيل العلمي والحصول على أعلى المؤهلات العلمية، اختار مجال الهندسة المعمارية وتخصص فيها وواصل دراسته في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، وعن سبب اختياره مجال الهندسة أوضح أن أستاذ البناء بوقحوص هو الذي ساهم في حبه للهندسة عندما كان صغيرا وكان يذهب لمشاهدته في بناء مسجد زكريت وطريقة نقشه للجص بطريقة حرفية، الشرق زارت المهندس شافي النعيمي في مجلسه العامر في منطقة الدفنة لسبر أغوار سيرته وتجربته، وغصنا في أعماق ذاكرته ليروي لنا جانبا من الفترة الانتقالية التي فصلت بين جيلين والتحولات التي خاضها المجتمع القطري من البساطة ومحدودية الموارد إلى الحداثة والتنمية والتطور والانفتاح على العالم. كانت ولادتي في مدينة الظهران بالسعودية عام 1948م، حيث رحل والدي من قطر إلى السعودية مع مجموعة من القطريين بحثا عن طلب الرزق بعد كساد مهنة الغوص والعمل حيث اشتغل في شركة أرامكو في السعودية وهي شركة نفط أمريكية سعودية، وعند عودة والدي إلى قطر عام 1948، عمل في شركة نفط قطر، وأول عمل قام به هو مد أنابيب المياه من الجميلية إلى دخان، يقول الوالد بدأ العمل في أول رمضان وانتهى في 30 رمضان وكان في شهر يوليو في عز الصيف، ويضيف والدي قائلاً: كان المسؤول الإنجليزي يتعاطف معنا في شهر رمضان فهو لا يشرب الماء أمامنا، ويرش علينا الماء ونحن نشتغل لتخفيف وطأة حرارة الصيف اللاهبة، وحسب رواية والدتي أنني ولدت في تلك الفترة في الظهران، ثم عدنا لقطر. الجميلية وزغين.. ثم زكريت عند عودتنا من السعودية واستقرارنا في قطر سكنا في البداية في مدينة الجميلية التي تشتهر بوجود آبار المياه الارتوازية، ثم انتقلنا إلى زغين وكذلك المناطق القريبة من عمل والدي بالشركة، وفي عام 1956 عندما قرر بناء بيوت في قرية (زكريت) وكانت عبارة عن مبنى سكني من العرشان والشولان وبعض الأخشاب، وتقرر سكن العمال والموظفين في زكريت وتوفير لهم سيارات ثم باصات تنقلهم للعمل في دخان يومياً، وقرية زكريت قريبة من مدينة دخان. القبائل في زكريت كان أهل زكريت متعاونين ومتحابين، وكانت الحياة بسيطة ولكنها حلوة بتكاتف أهلها، كانت تلك القرية الوادعة الهادئة التي تقع على سواحل قطر الغربية تجمع أغلب قبائل قطر الذين تجمعهم المحبة والألفة، وكانوا يشتغلون في منطقة دخان حيث بداية ظهور النفط واستخراجه خاصة بعد كساد تجارة اللؤلؤ الطبيعي وظهور اللؤلؤ الصناعي. سيرة بني هلال قبل المدرسة! وأذكر في 1956 أثناء فترة العدوان الثلاثي على مصر كان والدي يحضر لنا مجلات المصور وآخر ساعة المصرية ونقرأ فيها أخبار العدوان الثلاثي على مصر، وكان والدي يعلمنا ويحفظنا بعض سور القرآن الكريم، وكان لدى والدي كتاب سيرة بني هلال الكبرى، ومن خلال تعلمنا للحروف في القرآن بدأنا أنا وأخي المرحوم الشاعر حمد بن حسن الفرحان نقرأ سيرة بني هلال، وعندما جاء والدي تفاجأ بقراءتنا لسيرة بني هلال، وكذلك نقرأ القرآن. أذكر عندما جاء فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري إلى زكريت عام 1958 وهو مسؤول شؤون القرى في وزارة المعارف لأجل افتتاح مدرسة لأبناء المنطقة فقد كلف المطوع عيسى بن حارب لتسجيل أسماء الطلبة الذين يرغبون في الدراسة، فسجلنا أسماءنا مع أخي حمد، وكان مقر المدرسة مثل سائر أغلب البيوت في زكريت في تلك الفترة مشيدة من أنواع من الأخشاب مثل الشولان والدنجل والمنقرور ولم تكن مبنية ويوجد بها صف واحد، وقد عيّن مديراً للمدرسة الأستاذ أحمد الرمحي من فلسطين وكان يقوم بتدريس جميع المواد ما عدا القرآن الكريم حيث كلف المطوع عيسى بن حارب وهو من ساحل عمان وكان عددنا قليل حوالي 6 طلاب. انفراج الأزمة ببناء المدرسة أذكر عندما فكرت معارف قطر في تلك الفترة ببناء المدرسة في صيف عام 1960، طلب أهالي قرية زكريت بناء المدرسة بأنفسهم بدلا من المقاولين من خارج القرية، وقد اعتمدت معارف قطر مبلغ (100) ألف روبية للبناء، وكونت لجنة من أهالي القرية برئاسة مبارك المطبوخ الرمزاني، وصالح بن علي العرابيد، وأنا رشحوني كاتبا وأسجل الحسابات وأتابع عملية البناء، وكان يشرف على البناء المهندس صدقي خضر وكان يأتي من الدوحة لمتابعة أعمال البناء، وقد تم انتهاء بناء المدرسة التي ضمت ستة صفوف للمرحلة الابتدائية، وأذكر من الطرائف التي حدثت أنه بعد نهاية البناء كان المبلغ المخصص لنا تقريبا (لك) بالروبية الهندية ولم أكن أعرف ما هو (الك) وضيّعت الحسبة واستفسرت من الوالد وعرفت أن الك يساوي مائة ألف روبية، وسألنا مبارك المطبوخ كم تبقى من مبلغ البناء، ووزعنا مبلغ الأرباح على جميع بيوت القرية وكانوا سعداء بذلك. أول حمام بزكريت في بيتنا ومن الذكريات الجميلة أن الوالد لديه خبرة في السباكة عندما كان يعمل في شركة أرامكو ونقل خبرته إلى قطر، وعند بناء بيتنا في عام 1961م قام بعمل حمام جميل يشبه الحمامات المتطوّرة فيه بانيو ودوش ومغسلة وحمام أفرنجي وعربي، لأن والدي لديه خبرة وتخصص في السباكة، ويعتبر أول حمام في بيوت أهل زكريت، وأذكر كانت الشركة توزع عدد (2) درام مياه حلوة لأن مياه زكريت كانت مالحة، وقام والدي بعمل خزان فوق البيت، وكان هو الذي يرفع المياه للخزان بالمضخة اليدوية وقد سبب له مرضا عانى منه كثيراً !!. كنت متفوقاً وأحب التعليم لقد كانت رغبتي كبيرة في التعلّم ومعرفة القراءة والكتابة، وعندما بدأت في المدرسة كنت من المتفوقين ونقلوني مع أخي حمد وكان عددنا ستة طلاب من الصف الأول للصف الثالث، وأذكر بعد نجاحنا بالصف الرابع جاءت لجنة من الدوحة وعملت لنا اختبارا ونقلوني من الصف الرابع إلى السادس الابتدائي، وكنا نحن ستة طلاب أربعة في الصف الرابع وأنا وأخي حمد في الصف السادس وكنا جالسين في نفس الصف مع مدرس واحد، وأذكر قدمنا امتحانات الشهادة الابتدائية (الصف السادس) في الدوحة حيث سكنت في غرفة مع أخي حمد في (القسم الداخلي) المخصص للطلاب خلال فترة تقديم امتحانات الصف السادس، وكنا سعداء بتوفير السكن والإقامة والإعاشة وأكل ثلاث وجبات في قسم التغذية المخصص لطلاب القسم الداخلي وبعض المدارس في تلك الفترة، وطلعت النتيجة ونجحنا وكانت نسبة النجاح في مدرسة زكريت (100 %) بمعنى احنا اثنين ونجحنا، وكانت سعادتنا لا توصف في تلك الفترة. تسلمنا شهاداتنا بالبرواز في يوم العلم أذكر أننا بعد أن نجحنا في المرحلة الابتدائية قامت معارف قطر بتكريمنا في الحفل السنوي الذي يقام في قاعة الاحتفالات بقسم التغذية القريب من القسم الداخلي، والذي يطلق عليه (يوم العلم) يكرّم فيه جميع الناجحين في جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ودار المعلمين والمعهد الديني ومدرسة الصناعة، وأذكر تسلمنا شهاداتنا الابتدائية بالبرواز وهي جميلة وكانت تحمل أسماءنا والترتيب العام لنا، وكانت مناسبة الاحتفال بالتخرج جميلة حيث يكون الحضور كبيراً ويحضر أولياء الأمور والطلبة المكرمون في زيهم الجميل، ويوزعون علينا كتابا يضم بين دفتيه أسماء جميع الناجحين في الشهادات المختلفة للذكرى. الدراسة من زكريت إلى الدوحة أذكر بعد التخرج في المرحلة الابتدائية انتقلنا للسكن في الدوحة وحطينا الرحال بالقسم الداخلي الذي كان مخصصاً للطلبة القطريين الذين يسكنون في القرى والمناطق خارج العاصمة الدوحة، وكانت الإقامة والمأكل والمشرب والمواصلات على حساب معارف قطر، وكنا سعداء بالانتقال من قرية زكريت إلى أجواء جميلة ومتطوّرة من سكن جميل ومرتب في العاصمة الدوحة ويقدم لنا كل ما نحتاجه بالمجان، وكان هناك مشرفون على الطلبة، كما يخصصون لنا وقتا للدراسة في إحدى قاعات القسم الداخلي، وكان هناك نشاط رياضي يومي ومشرف رياضي واجتماعي وغيرها من الأنشطة، وكان القسم الداخلي يضم طلابا من مدارس منطقة الشمال ومنطقة الخور ومنطقة أم صلال ومنطقة دخان وكل مناطق قطر، بالإضافة لبعض الوافدين من الطلبة القادمين من الخارج. درست في مدرسة الدوحة الإعدادية الثانوية القريبة من ملعب الدوحة الثانوية (استاد الدوحة) حاليا، وكانت مدرسة نموذجية جميلة ومرتبة وتضم فصولا لطلاب الإعدادية وأخرى للثانوية، كنا نقبل على الدراسة بشغف وبحب التعليم، وبصراحة كان المدرسون متعاونين معنا ويدرسوننا بإخلاص وتفانٍ، واختلف الوضع كثيراً عن بيئة زكريت وتعرفنا على أسماء جديدة وكونا صداقات وعلاقات كبيرة، وأذكر كان يدرس معي المذيع عبدالوهاب المطوع. شغفي بالدراسة استمررنا في الدراسة لمدة أسبوع ثم تم فتح صف خاص نقلونا له مع طلاب الوكرة وإبراهيم الباكر وطالب يمني أذكر اسمه محمد صالح المحولي، بعد انتهاء السنة الدراسية عاودني الحنين للدراسة من أجل تحقيق حلمي وهو الانتهاء من الدراسة بسرعة والانتقال للعمل، فقدمت كتابا للمدرسة لإجراء امتحانات الصف الثاني الإعدادي في الدور الثاني، وتمت الموافقة، واستلمت الكتب وشمرت عن ساعدي وبدأت الدراسة في الصيف ووفقني الله في الامتحانات ونجحت وانتقلت للصف الثالث الإعدادي وكنت سعيداً بهذه القفزة. حكايتي مع الأستاذ حسن توفيق أتذكر عندما كنت طالباً في الصف الثالث الإعدادي كان لدينا أستاذ مصري اسمه حسن توفيق وهو مشرف اجتماعي وكان دائماً يحفزني على الدراسة وعلى تقديم الامتحانات ويساعدني في متابعة تقديم الطلب، وفي الصف الثالث الإعدادي جاء بطلبات لمن يرغب في الدراسة في معهد سرس الليان بمصر، وعندما قدمت الطلب رفض بشدة وقال أنا شايف مستقبلك في تكملة الدراسة في الثانوية وعليك بتقديم طلب امتحان الصف الأول الثانوي في الصيف، وأحضر لي بنفسه الكتب وطلب مني قراءتها قبل الامتحانات، ولكن من المفارقات أنني لم أفتح إلا كتاب التاريخ لأنه كان يتكلم عن النهضة في أوروبا وكنت مولعاً به، وأتذكر يوم الخميس في صيف يوم حار وقبل موعد تقديم الامتحانات جاءني إلى (زكريت) في سيارة فولكس واجن الأستاذ حسن توفيق برفقة علي بن حميّد المسؤول عن الشرطة في منطقة دخان، وقال لي عليك الاستعداد للذهاب معي إلى القسم الداخلي لتقديم الامتحانات فأجبته بالرفض حيث إنني لم أفتح إلا كتاب التاريخ، لكن الوالد رد عليَّ بقوة وقال لي عليك بتجهيز نفسك حالاً لأن الأستاذ يحب مصلحتك وجاي عاني لك من الدوحة وقاطع مشوار كبير، فتوكلت على الله وعقدت العزم وذهبنا للدوحة وسكنت في القسم الداخلي، ودرست هناك في ليلة الامتحانات وكنت أواصل الدراسة في الليل ولم أنَم إلا بعد تقديم الامتحانات، وأذكر كان عندنا امتحان فيزياء وانقطعت الكهرباء عن القسم الداخلي وحملت كتبي وذهبت أذاكر في مسجد فريق الغانم بجوار القسم الداخلي حتى موعد الذهاب للمدرسة، وفي قاعة الامتحانات مر المراقب من أمامي وشاهد إجاباتي ونصحني بالدخول إلى القسم العلمي قائلا إجاباتك تؤهلك لذلك، ولله الحمد بعد تقديم الامتحانات في ظروف صعبة وقاسية نجحت في الأول الثانوي وانتقلت للصف الثاني الثانوي القسم العلمي حسب نصيحة الأستاذ ولم أنسَ في حياتي موقف الأستاذ حسن توفيق الذي نصحني وحفزني وجاء إلى زكريت من أجل أن أذهب لتقديم الامتحانات، هكذا كان معدن المدرسين في تلك الفترة الجميلة حب مصلحة الطلاب مهما كانت المشقة والصعاب والذهاب للقرى لإقناع الطلاب. كنت من أوائل الطلاب في بعثة للكويت أتذكر في عطلة منتصف الفصل أو ما تسمى عطلة الربيع في فبراير من عام 1964م، رشحت وزارة المعارف لأول مرة، بعض الطلبة المتفوقين للذهاب لبعثة مدرسية للاطلاع على معالم الكويت وزيارة بعض المدارس، وكان معي في البعثة المهندس حمد عبدالله المري، وكانت هذه أول مرة أسافر فيها إلى خارج قطر وقضينا تقريباً سبعة أيام كانت جميلة وممتعة وتعرفنا على معالم الكويت وزرنا مدارسها الجميلة في تلك الحقبة من الزمن الجميل، ومجلس الأمة الكويتي وبعض الوزارات الهامة وأسواقها التقليدية الجميلة. الخميس القادم نواصل الجزء الثاني من اللقاء

3302

| 26 يناير 2023

محليات alsharq
الوالد أحمد الهيل يواصل سرد الذكريات التاريخية: أبراج الخور وفرت لها الحماية من القراصنة

نواصل لقاء ضيف مجلس الشرق الوالد أحمد بن إبراهيم الهيل، الذي فتح خزانة أسرار الزمن الجميل ليحكي قصة كفاحه وأسفاره على متن السفن الشراعية وما تعرض له من صعوبات منذ خروجهم من مدينة الخور بدولة قطر الى منطقة سيمبارنغا في زنجبار وذلك من أجل جلب الأخشاب والتي تمتاز بها المنطقة ويستمرون أكثر من شهرين لتحضير الأخشاب والعودة ثانية مرورا بجزيرة سقطرى، كما يتحدث عن رحلته من الخور الى البصرة عبر الكويت وما تعرضت له سفينتهم التي كان قائدها (سليمان الخور) الملقب من قبل أهل الكويت (بساحر البحر) لمهارته في معرفة طرق البحر، ويعرج بنا للتحدث عن كيفية نقل البترول من مدينة عبدان الى صلالة وعدن ويتحدث عن مواقف عديدة في حياته يسردها عبر الجزء الثاني من مجلس الشرق. المبنى التراثي بجوار البراحة غير معروف من بناه! أتذكر براحة الجوهر والتي تقع بالقرب من السمادة الكبيرة بجوار بيت ودكان غانم بن شاهين وبيت محمد بن خليفة المطل على البراحة، وتقام فيها المناسبات الوطنية، وبخاصة الرزيف (العرضة) التي تقام أيام الأعياد ومناسبة أفراح الزواج حيث تبدأ الفرقة بمشاركة أهل الخور المشي من البراحة حتى بيت المعرس في أجواء رائعة جميلة، كما يقع مجلس الجوهر بالقرب من البراحة ولديهم فرقة شعبية رجالية تحيي المناسبات، وقد كانت السيدات تحضر مناسبة الأعياد، ويجلسن في المبني التراثي بالقرب من مكان العرضة، ويقع المبنى التراثي شرقي البراحة وهو مبنى كبير في تلك الفترة له باب كبير مقوس، وتحيط به أقواس على المبنى من كل الجهات، وأحجارها تختلف عن الحجر العادي، والمبنى مربع وفيه حفرة كبيرة وكذلك وجدوا مدافع قديمة أثرية ترجع للحامية التركية التي كانت موجودة في الخور في حقبة العثمانيين، ولم يعرف تاريخ هذا المبنى التراثي القديم الذي صمم على طراز تركي ومبني من الأحجار الخاصة بطريقة هندسية جميلة وموقعه مميز وكان يقع بالقرب من مدخل الخور الشمالي القريب من (البري) برج الخور، وقد تم بناء ثمانية أبراج في مدينة الخور تقريبا كما يقولون لحمايتها من القراصنة وقطاع الطرق. اليامي أكبر معمر في الخور يعتبر عوض بن بخيت اليامي أكبر وأشهر معمر في مدينة الخور، فقد توفي وعمره قرابة (135) سنة تقريباً، فقد عمل في البحر والغوص على اللؤلؤ لمدة 65 عاماً تقريباً، رافق الطواش الوجيه عبدالله بن علي المسند، وكان غيصاً ماهراً، يقال إنه عمل فيما بعد نوخذا في عدد من سفن الغوص على اللؤلؤ، تزوج أربع مرات، ولديه من هذه الزيجات ابنة واحدة، وقد أنجبت إحدى زوجاته ولداً أسماه بخيت لكنه فارق الحياة وعمره سنتان، كان (رحمه الله) طويلا حيث يبلغ طوله 220 سم، ووزنه 115 كجم، وطول إصبعه الصغير في قدمه اليمنى 5 سم، وإصبعه الكبير في يده اليمنى 15 سم، وطول قدمه 28 سم، ودائرة عنقه 58 سم، ومحيط وسطه يبلغ متراً وثلاثين سم، كان رجلا قوي البنية وطويلا وعريض المنكبين، وله قصص عديدة وقد ساهم في القيام بأعمال الخير، وهو في سن الثانية والعشرين شارك في حرب الزبارة ضمن جنود الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني (المؤسس). كما اشتهر علي أنه بناء ماهر، وقد بُني في عام 1940 م مسجد في الخور سمي باسمه وما زال مسجد عوض اليامي موجوداً في مدينة الخور، وقد قام ببناء أغلب بيوت الخور في تلك الحقبة الجميلة، وقام اليامي كذلك ببناء (البري) البحري الذي في مدخل الخور القريب من الحالة والنوف، كما كان طبيبا شعبيا يعالج بالكيّ بالنار ويعطي الأعشاب الطبية للمرضى، وكان محبوباً من أهالي الخور، توفي عوض اليامي إلى رحمة الله في 3 ذو الحجة 1401هـ الموافق 1981م بمدينة الخور. قلاليف الخور قديما أتذكر أيضاً كان كذلك هناك قلاليف في الخور في الفترة التي عشت فيها بالخور وهم علي القلاف، ومبارك القلاف، وعبدالله بودهوم، وعيسى بوجسوم، وماجد القلاف، وسعد ومحمد القعاطري وأبوهم خميس القعاطري وكانوا يسكنون بجانب بيت الحمدان، وكانوا يقومون بإصلاح وقلافة السفن في مدينة الخور ويقومون ببعض أعمال النجارة، وصناعة البلبول الذي يلعبون فيه الألعاب الشعبية القديمة. ماجد القلاف كان يصنع وينقش على المقابس في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، كان هناك حرفيون قطريون في أغلب المهن ولديهم موهبة بالفطرة، وكان ماجد القلاف رحمه الله بجانب براعته في القلافة والنجارة، فقد برع وأبدع في صناعة المقابس من الجبس ويرسم عليها نقوشا فنية إبداعية، وكان يحضر مادة (اليلو) الجبس التي تصنع منها المقابس من البحر من القصار بالقرب من مركز الشرطة، وكذلك من منطقة ساحل (صفى الطوق)، ويقوم بتقطيع المادة ثم يحملها في جفير كبير مصنوع من الخوص، وبعد تجفيفها يقوم بنحت ونقش المقبس، ثم يقوم ببيعها على من يريد اقتناء المقابس وبعد ما وصلت السيارات للخور كان يرسل المقابس للبيع في الدوحة، وماجد القلاف بطبعه فنان فتجد الرسوم والنقش على أبواب بيته بالصبغ الملون يختلف عن بيوت الآخرين. كما جاء بعده محمد بن أحمد المحري (رحمه الله) من منطقة شرق، فهو يقوم بنفس العمل وينقل مادة (اليلو) من منطقة صفى الطوق، وكان ماهراً في النقش والنحت، وهو مبدع وموهبة بالفطرة، وكان يبيع المقبس بثمن رمزي رغم أنه يتعب في صناعته ويستغرق وقتا طويلا في إنجاز عمله. مدينة البصرة أذكر دخلت البحر مع والدي وكان عمري صغيراً حوالي ثماني سنوات، والهدف هو تعليمي أسرار مهنة العمل في البحر والسفر عبر السفن الشراعية وذلك لإحضار البضائع من خارج قطر وبيعها، وكان والدي يملك عدة سفن، وكان ربان السفينة وقائدها هو (سليمان الهيل) الذي لقبه الكويتيون بساحر البحر لمعرفته وخبرته بطرق البحر وأسراره وكذلك معرفة مواقع الهيرات، وأذكر ذهبنا الى الكويت ومن الكويت الى البصرة وتستغرق الرحلة عبر السفن الشراعية للكويت أربعة أيام اذا كان الهواء دابر (كوس) ولكن اذا هبت رياح الشمال تستغرق أكثر من 15 يوماً، وكنا نذهب من الكويت للبصرة مع رئيس العشيرة الذي كان يرشدنا ويحمينا من قطاع الطرق حتى وصولنا للبصرة التي تتميز بكثرة النخيل ونحتاج للوصول من الكويت للبصرة أربعة أيام لأن شط العرب كبير وتدخل المراكب للبصرة، وكنا نجلس في البصرة أكثر من شهر من أجل تجهيز التمر والمواد الغذائية التي نحتاجها، وكانت البصرة هي سلة غذاء الخليجيين. هجوم القراصنة حوادث ومواقف عديدة حصلت لنا وأروي لكم هذه الحادثة، قبل وصول الجالبوت للبصرة رست في شط العرب وبندرنا هناك، وأذكر كان معنا من البحارة من الخور محمود العوضي ويوسف وأحمد البنعيد، وخلفان، وعيسى بوعبود البنعيد، وبوعليوي ومال الله وغيرهم، وكانت الحراسة في تلك الليلة على محمود العوضي وزميل له، وجاء القراصنة أو قطاع الطرق وتسللوا إلى السفينة عبر حبل (الباوره) وللأسف من التعب نام الحراس وفجأة هجموا على السفينة وذلك بحثاً عن الأموال وقاموا بتفتيش البحارة، ونزلوا للخن وكان عمي جاسم نائماً، ولم يلب طلبهم وطعنوه بالخنجر مرتين حاول مقاومتهم ولكن لم يستطع وهرب منهم ونزل للبحر وظنوا أنه مجروح بطعنتين وسيموت ولن يصل لشاطئ البحر، ولكن بقدرة الله قام بالسباحة حتى وصل لشاطئ البحر، وبالبحث عنه وجدوه على الشاطئ، وتمت معالجته في المستشفى ونجا من الموت بأعجوبة وبلطف الله. حفلة زهور حسين وحضيري بوعزيز أتذكر كانت البصرة تعج بالنشاط والحيوية ومزدهرة في تلك الحقبة الزمنية وفيها وسائل ترفيه عديدة مثل السينما والمسرح والحفلات الفنية التي تقام ليلا كما شاهدنا السيارات وأشجار النخيل في كل مكان، وبالفعل في تلك الفترة ينطبق عليها المثل الشعبي القائل (اللي ما يروح البصرة يموت حسرة)، وحضرنا حفلة لنستمتع بغناء الفنان حضيري بوعزيز وكان مطرباً مشهوراً في تلك الفترة، ومعه المطربة زهور حسين وكانت أشهر من النار على العلم في الطرب والغناء العراقي، وكانت حفلة رائعة واستمتعنا بليلة جميلة خير من ألف ليلة، ثم رجعنا الى الجالبوت وهناك نمنا نوماً عميقاً. نتزود بالمياه من فشت الديبل وأثناء ذهابنا الى القطيف أو الكويت أو البحرين كنا نتزود بالمياه من فشت الديبل، حيث كان هناك نبع ماء في البحر في رأس الفشت وتم بناء فوهة النبع لتعريف الناس به وكذلك للتزود بالمياه بعدة طرق، وأذكر كنا نقوم بوضع سفرة على فوهة النبع لكي يصل الماء الى الدرامات لملئها بالماء الصالح للشرب، وكانت كل السفن التي تمر بجانبه تتزود بالماء منه. تزويد هل الغوص بالتمر بعد عودتنا من البصرة نكون محملين بالتمر والمواد الغذائية، وقبل وصولنا للخور نقوم بالمرور على أصحاب السفن (النواخذه) في الهيرات ومناطق الغوص مثل بلهمبار وأم الشيف وكذلك نِيوة علي ونيوة حشف بالقرب من ايران، ونقوم بتزويد أصحاب السفن (النواخذه) المتواجدين من عدة دول بالتمر ونبيعه عليهم ونستلم فلوسنا نقداً، كما كانت السفن الكويتية تأتي للخور وتبيع المواد الغذائية وكذلك السفن الايرانية التي كانت تبيع الغنم وكذلك الخضار والفاكهة. مشاهدة فيلم عنتر من شغف الوالد الكبير بالفارس عنترة بن شداد حيث كان الوالد مغرما ببطولاته وكان لديه كتاب يروي قصص عنتر وكان يقرأ عليه دائماً أثناء ذهابنا في السفر البحار محمد بن عبدالله وكان يستمع لها باهتمام، وعندما وصلنا للبحرين وسمع والدي بوجود فيلم عنتر بن شداد يعرض في سينما القصيبي وهي أقدم سينما في البحرين، طلب منا الذهاب لمشاهدة الفيلم، وهناك شاهدنا الفيلم واستمتعنا بشخصية عنترة بن شداد كان ذلك في فترة الأربعينات من القرن الماضي، وكنا نشرب مرطبات تسمى (النامليت بوتيله)، وكان سعر تذكرة الدخول للسينما روبيتين. من الخور إلى سيمبا رنغا لقد ذهبنا من الخور إلى عدة دول منها باكستان والهند وسواحل عمان وايران وعدن وسقطرى وممباسا وسواحل أفريقيا حتى وصلنا الى سيمبا رنغا في زنجبار، وكان القائد والربان النوخذه (سليمان الهيل)، كنا نبيعهم التمر، ونشتري منهم الخشب وبخاصة من ليموه والى سيمبا رنغا، وأفضل وأجود الأخشاب كانت تأتي من (سيمبا رنغا)، وكنا ننتظر حوالي شهر تقريباً حتى نستلم الطلب، البداية تتم بتقطيع الأخشاب المطلوبة ثم يتم سحبها عبر النهر وارسالها لنا، بعد ذلك يتم تجفيفها وتقطيعها وتأخذ مدة طويلة، ونعود من زنجبار محملين بالأخشاب والدنجل والبامبو الذي تصنع منها (الخطرات) التي تستعمل لتجديف السفن الصغيرة، وتشتهر دار السلام بزنجبار التي كان يحكمها السلاطين العرب من سلطنة عمان بحركة تجارية مزدهرة وتشتهر بالقرنفل والبهارات والشاي، وترى الطابع العربي طاغيا على عادات وتقاليد أهلها وفي مبانيها وحضارتها، والذهاب والعودة تأتي في موسم واحد لأن السفن كانت تعتمد على الأشرعة ويسمى بموسم الوسمي، وإذا تأخرت عنه تجلس حوالي ستة شهور تقريباً!. جزيرة سقطرى ذهبنا من الخور إلى جزيرة سقطرى مروراً بسلطنة عمان واستغرقت رحلتنا حوالي (6) أيام، وهناك بعنا التمر، واشترينا منهم السمن الأبيض بأسعار زهيدة، وتكثر في الجزيرة الأغنام ولها مسميات خاصة، كما تكثر في الجزيرة أسماك التونة الكبيرة، وبها أجود أنواع الأسماك، كما تتميز بوجود شجرة دم الأخوين المشهورة التي تفرز مادة حمراء تشبه الدم وهي ذات فائدة، كما أنها تشتهر بأجود أنواع العسل، وأهلها طيبون وكرماء. نقل البترول اتفق والدي مع المسؤولين الانجليز عن النفط في عبدان بإيران بنقل شحنة من النفط معبأة في براميل تصل حمولتها حوالي (1500) برميل إلى مدينة عدن وصلالة بمنطقة ظفار، واتفق على مبلغ نقل البراميل بسعر (2) روبيتين عن كل برميل ووافق والدي على ذلك، وانطلقت سفينتنا الجالبوت بأشرعتها وعلم قطر يرفرف بلونه الأدعم متوجهة إلى الجهة المقصودة بعد أن تخطينا مضيق هرمز، دخلنا بحر عمان الذي يكثر فيه القراصنة ولكننا كنا حذرين منهم، كما كان لدينا تصريح من الانجليز بنقل البترول ورخصة للجالبوت موضوعة في علبة، خاصة أن هناك سفنا ومركبا انجليزيا يجوب المنطقة للتفتيش عن المهربين، وقد نزلنا الحمولة الأولى في مدينة صلالة ومكثنا فيها مدة يومين، ثم توجهنا إلى مدينة عدن التي كانت مزدهرة وشوارعها منظمة ومبانيها جميلة وبها مستشفيات وسينمات ومحلات تجارية في تلك الفترة وكانت تحت الانتداب البريطاني، وكان ميناؤها يعج بالحركة والنشاط، وأثناء عودتنا من عدن عرجنا الى رأس الخيمة وأخذنا منها (العوم) سمك صغير مجفف، وكذلك الفحم وعدنا الى مدينة الخور. حادث جزيرة زعاب أتذكر حادثة جزيرة زعاب برأس الخيمة، فقد هبت رياح شديدة وانقلبت الجالبوت التي يملكها والدي رأساً على عقب لأنها كانت تسير بالأشرعة، وغرقت السفينة وتعلق الركاب بها حتى وصلت للجزيرة وقد نجا جميع البحارة، وهناك تم تعديلها واصلاح السفينة وتفريغها من مياه البحر واصلاح الشراع، ثم عاد الجميع سالمين الى أهلنا في الخور. الغواصة الألمانية أتذكر أثناء الحرب العالمية الثانية كانت هناك غواصة ألمانية متواجدة بالقرب من المياه الإقليمية العمانية، وكان بوم الكويتي وسنبوك الخال محملين بالبضائع قادمين من الهند، وعندما لمحتهم الغواصة الألمانية حذرتهم ولكنهم ربما لم يسمعوا التحذير، وقامت الغواصة بضرب البوم الكويتي الكبير وأغرقته، ثم اتجهت الى سنبوك الخال وأغرقته، وقام بعض البحارة بركوب القوارب الصغيرة حتى وصلوا الى ميناء مطرح بمسقط ومنهم من مات غرقاً. شركة النفط ومحطة الكهرباء بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان وكساد اللؤلؤ الطبيعي وترك والدي العمل في مهنة البحر، توجهت للعمل في شركة نفط قطر بدخان، وشغلوني في منطقة ام باب وكانت هناك أعمال للشركة وكنت أتقاضى (75) ريالا شهرياً، وكنا نضخ البترول الى ميناء امسعيد للتصدير، ثم نقلت الى ام سعيد وعملت في الشركة حوالي خمس سنوات، بعدها تحولت للعمل في محطة الكهرباء بالدوحة، وكنت في البداية قارئ عداد وكنت أعرف جميع البيوت ثم تطورت في العمل وتمت ترقيتي الى مشرف كهرباء، وأذكر كانت هناك ماكينتان تعملان بالديزل تقومان بتزويد الدوحة بالطاقة الكهربائية في تلك الفترة بمنطقة مشيرب، وقد سمي شارع الكهرباء عليها لقربه من محطة توليد الكهرباء. وأشكر جريدة (الشرق) على هذا اللقاء الذي قدمت فيه بعض ذكرياتي.

7157

| 19 يناير 2023

محليات alsharq
عين حليتان هل حفرها نيزك هبط من السماء؟

ضيف مجلس الشرق هو رجل عصامي مكافح عاش أحداث فترة الثلاثينيات من القرن الماضي سافر بواسطة السفن الخشبية ذات الأشرعة التي كانت تمخر عباب البحر لعدة دول فمن مدينة الخور انطلق متوجهاً للكويت والبصرة وعبدان وساحل فارس، حتى وصل الى مسقط، ومنها الى صلالة وعدن وسقطرى ومنها السيمبا رنغا بزنجبار صادف العديد من المواقف الصعبة، حكاية ابن الخور، أحمد بن إبراهيم الهيل، وهو من مواليد 1931، يرويها لمجلس (الشرق) ويتحدث عن تفاصيل تنشر لأول مرة عن مدينة الخور جميلة الجميلات التي ولد ونشأ وترعرع فيها، ويتذكر مظاهر الحياة البسيطة فيها وكيف كان الناس يحبون بعضهم، وكيف كانت مركزاً تجارياً مزدهراً في تلك الحقبة الجميلة من الزمن الجميل، رجل أنعم الله عليه بذاكرة قوية تختزل الكثير من ذكريات الماضي ويسرد خيوط حكاية تلك الحقبة من الزمن الجميل بكل تفاصيلها، ويمتلك مخزونا كبيراً من الذكريات يرويها عبر مجلس الشرق. ولادتي في مدينة الخور أنا من مواليد مدينة الخور وذلك في عام 1931، مرضت والدتي بعد الولادة مباشرة فقامت بارضاعي والاهتمام بي (دولة بنت عوض بن بخيت اليامي) ابنة أكبر معمر قطري عاش في مدينة الخور فقد جاوز عمره (130) عاماً عند وفاته بمدينة الخور. وأعتبر مدينة الخور جميلة الجميلات مسقط رأسي ومكان ولادتي والتي أتردد دائماً على زيارتها وأشتم فيها رائحة عبق الماضي الجميل، قضيت فيها أحلى أيام طفولتي وشبابي وترعرعت في حضنها الدافئ، وتعلّمت واكتسبت خبرة من أهلها الطيبين، وأتذكر أيامي الجميلة التي قضيتها فيها مع أقراني كنا نلهو ونلعب الألعاب الشعبية القديمة، مثل البلبول وكان يسويه لنا ماجد القلاف، ونلعب (التيله) وكان أشهر وأحسن لاعب في تلك الفترة هو حمد بن صقر المريخي، وكنا نحبل بالفخ وذلك لصيد الطيور بأنواعها مثل المدقي والأصرد والمخضرم والصعو والسلاحي وبوبريقش والقحافي والفقاق والسمّن وغيرها، وكنا نسبح في (عين حليتان) وماؤها البارد الصافي في فصل الصيف. درست عن المطاوعة الحرمي والمحري لقد درست القرآن الكريم عند المطوّع (ملا جابر الحرمي أخ علي بن محمد الحرمي في مدينة الخور، وتعلمنا على يديه حفظ القرآن الكريم، وأذكر كان معي الدكتور محمد بن علي الحرمي أول طبيب جراح قطري، وكذلك عند المرحوم راشد بن علي المحري المهندي الذي علمنا الكتابة والقراءة واستفدنا من تعليمه، وكنا ندفع مبالغ رمزية تسمى الخميسيه نسبة ليوم الخميس، والمبالغ زهيده جدا وكانت من صغار العملة الهندية المتداولة في دول الخليج (غران، آنه، آنتين، وست آنات وهكذا. النساء يردن الماء من أم سويه أيام زمان كانت المياه العذبة تجلب من منطقة (أم سويه)، وكانت النساء في الخور هن الذين يردن المياه، وكانوا يملؤون (اليود) وهي القربة التي توضع فيها المياه ثم يضعنها على ظهور الحمير محملين بكميات كبيرة لاستعمالها في الشرب والطبخ لأنها مياه عذبة، أما غسيل الأواني والملابس فتستخدم مياه ( الجليب) أو (الجواجب) الموجودة على سيف الخور مياهها (خريج)، وكانت المياه تخزن في جرة كبيرة يطلق عليها (ليحله) وهي مصنوعة من الفخار، أما الحِب فهو مصنوع من الفخار أيضاً، وكن حجمه صغيرا ويوضع على خشبة مرتفعة ويوضع في الظل وبخاصة ظل الليوان في مكان مفتوح ليضربه الهواء في صيف وذلك لتبريد المياه، وهناك نوعان من الحب اللي طينته بيضاء وهو يأتي من العراق فهو يبرّد أكثر، واللي طينته حمراء تبريده أقل. صيد الغزلان أتذكر راشد بن حمرور وهو من أهالي الخور وكان راعياً للغنم ويصيد الغزلان بالقرب من عين حليتان بالخور، وكان يأخذ معه الكلب أثناء الصيد، وكذلك يحمل بندقية اسمها (بوصمعه ) وكذلك لديه بندقية أخرى اسمها (ميدر)، وطلبنا منه لحم غزال، وذهب إلى بيته، وبعد نصف ساعة تقريباً جاء محملا بغزالين على ظهره حيث كان من صيد ذلك اليوم، وكنا عند القصاب إسماعيل الذي يقصب اللحم مرة وحدة في الأسبوع، وقام بذبح وبتقطيع الغزلان وقام بن حمرور ببيع اللحم حسب طلب كل زبون، واشترينا منه، وكذلك قام البعض بشراء لحم الغزلان اللذيذ، كانت الخيرات في قطر كثيرة قبل أن تصل لها السيارات. التمر من القطيف كانت سفن والدي تأتي محملّة بالتمر والمواد الغذائية من مدينة القطيف بالسعودية الى الخور مباشرة وتبيعه على الناس، وكان يوضع التمر في (قلّه ) تزن تقريبا (مَن) الذي يساوي حوالي أربعة عشرة ربعة، وكذلك يوضع التمر في يالوق وهو أكبر من القلّة، وهما مصنوعتان من خوص النخيل، ولكن مذاق تمر العراق أحلى ولذيذ جدا ويفضله كثير من الناس ويزداد الطلب عليه. عمارتا الهيل وبومطوي أذكر كانت مدينة الخور مزدهرة بالحركة التجارية إبان حقبة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وكانت سفن الخليج تأتي مباشرة الى مدينة الخور، وكان مدير الجمارك يسمى ( قاسمي) قاسم فخرو وله بيت كبير يقع في منطقة الخريس في الخور واستخدم بعد ذلك في الخمسينيات كروضة أو تمهيدي للتعليم. مدابس تخزين التمر كانت هناك عدة بلوط في مدينة الخور ترسو بجانبها السفن في فترة المد، وكذلك كانت هناك عمارتان إحداهما تسمى عمارة الهيل وتقع بالقرب من بلط الهيل، وتضم العمارة تقريبا أربع أو خمس غرف وهي عبارة عن مخازن ومستودعات خصصت لتخزين المواد التي يحتاجها البحارة وأهل الغوص ولوازم السفن، وغرفة لتخزين التمر، ولدينا عدة مدابس بالخور لتخزين التمر، وغرفة لوضع وتخزين أشرعة سفننا لأننا في تلك الفترة كنا نعتمد على الشراع وليس المكائن ولدينا عدة سفن، وغرفة مخصصة لتخزين الأخشاب والدنجل والمنقرور ولوازم مواد البناء، وغرفة للمواد الغذائية وغرفة لتخزين سمك العوم (نوع من السمك الصغير المجفف )، وغيرها من احتياجات أهل الخور ولها باب رئيسي وهي ملك التاجر حسن بن جاسم الهيل الذي توفيّ في مدينة القطيف بالسعودية في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي منطقة شرق الخور تقع عمارة ( بومطوي) عند بلط حسن بومطوي وبها غرف عديدة خصصت كمخازن، كما يمتلك دكاناً قرب البلط مطل على البحر وكان لدى بومطوي وهو من الميسورين في تلك الحقبة عدة سفن خشبية للغوص ويمتلك بيتا كبيرا يتكون من طابقين ولديه مدابس للتمر، بعد ذلك انتقل الى الدوحة بعد كساد فترة الغوص على اللؤلؤ واستخدم الأهالي البلط لصيد السمك بطريقة الحداق. بحر الخور يصير حلو ! من الذكريات الجميلة أنه إذا نزلت أمطار الخير في الماضي بغزارة كانت وديان العقدة تهد على (الجلته) التي كان لها سور مبني من الاسمنت لحجز مياه الامطار ولها فتحات لتسريب بعض مياه الأمطار للبحر ومن شدة قوة السيول انهدم السد وذهبت المياه للبحر، وكانت مياه الأمطار تختلط مع مياه البحر وتصل لمنطقة الفرجية عند مدخل الخور ويصير ماء البحر حلو وتكثر فيه الروبيان. الذياب والضباع أتذكر عندما تغيب الشمس تكثر الحيوانات المفترسة مثل الذياب والضباع، وقد رأيت ذلك بأم عيني عندما كنت أباري المسكر، وكانت منتشرة بكثرة حول مدينة الخور لأن البيئة كانت في تلك الفترة تسمح لهم وذلك لوجود حفر كبيرة وبعض المغارات والمقاطع التي تختفي فيها تلك الحيوانات، ولم تكن هناك أصوات آليات في تلك الحقبة تزعجهم. طيور القطا المهاجرة كانت (عين حليتان) من العيون المشهورة بمدينة الخور وماؤها نصف مالح والنصف الآخر حلو وكان الأهالي يسبحون ويستحمون فيها أثناء فصل الصيف، وكذلك كانت النسوة تغسل ملابس البيت كله وأيضاً كن يسبحن في حليته المخصصة للسيدات والأطفال، كما كان للعين مجرى مائي يصب في البحر يطلق عليه (الساب) وتكثر بجانبه الطيور المهاجرة، وبخاصة طيور (القطا) التي تأتي بأعداد كبيرة جداً لشرب الماء، وأثناء طيرانها تغطي سماء مدينة الخور من كثافتها. وكما يقال أن عين حليتان أحد المعالم المشهورة اكتشفت من قبل بعض رجال المهاندة القادمين من (لخوير) على مطاياهم وذلك بحثاً عن إيجاد منطقة للسكن تتميّز بوجود الماء والخضرة والبحر، ووجدوا العين مغطاة بجلد سميك ويتسرب منه الماء، وعندما اكتشفوا طعم الماء فرحوا بذلك، وجاءت القبيلة وسكنت في الخور واتخذته موطناً لها وأطلقوا عليه خور المهاندة، ويقال إن المياه كانت تأتي من عروق مائية من ناحية الجلته، وهناك من يقول بأن نيزك نزل من السماء للأرض وأوجد تلك العين. صناعة السفن كما أذكر خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كانت السفن تصنع في مدينة الخور بوسطة القلاليف وأذكر كان هناك القلاف خميس القعاطري وسعد القعاطري الذي كان مشهوراً بالقلافة مع أفراد اسرته، وكانوا يجلسون عدة شهور من أجل تكملة صناعة السفن، وكانوا يصنعون السفينة من البيص حتى يكملونها وكانت لديهم مهارات عالية في صناعة السفن القلافة، وقد صنعت عدة سفن في الخور وبخاصة من نوعية الجلبوت وكان هناك قلاليف من البحارنه يأتون من الدوحة وعمل السفن، وكان الناس يأتون لمشاهدة القلاليف وفي وقت الفطور يتناولون معهم فطورهم المكون من بلاليط وبيض وقهوة وشاي وتمر. سكن بن عساف أتذكر كان حسن بن عساف الفضاله يسكن في مدينة الخور، وكان يمتلك سنبوك كبير، وكان كثير السفر ويجوب البحار ويذهب لبيع البضائع في كل مكان، وعند العودة لمدينة الخور يأتي كذلك محملا بالبضائع، وبعد فترة رحل مع أهله للكويت ليستقر هناك فيها، وباع بيته اللي في مدينة الخور الى التاجر (محمد حسين ) بمبلغ ثلاثين روبية، كان ذلك في فترة بداية الأربعينيات من القرن الماضي. الخريس سوقاً تجارياً بعد زيادة عدد السكان في الخور فتح بعض التجار دكاكين لهم في منطقة الخريس بمدينة الخور وأصبح سوقاً تجارياً يعج بالحركة والنشاط يبدأ يومه منذ الصباح الباكر وحتى قبل المغرب حيث كانت المحلات تقفل أبوابها بسبب عدم وجود الكهرباء، كانت هناك محلات تجارية للمواد الغذائية وغيرها من المواد الاستهلاكية وما يتعلق باحتياجات أهل البحر وأصحاب السفن، هناك دكان عبدالرحمن دامان ودكان باكر الهيدوس ودكان محمد عبدالله هيدوس الملقب (بالزبيري) ودكان محمود العوضي ومخبز الخور الوحيد وكان صاحبه رجب أحمد، ثم جاء في أواخر الخمسينيات علي الخباز، وكان يباع في الخريس السمك وفي بعض الأحيان اللحم وغيره، وكانت تفد للخور مجموعة من أهل البادية يبيعون اليقط والدهن وبعض الماشية، وأحياناً يشترون منهم التجار وفي الستينيات جاءت سيارات الشام الكبيرة محملة ببضائع سورية مختلفة وارده من بلاد الشام. جمارك في الخور !! أتذكر كانت هناك في الخور (جمارك) وكان المسؤول عنها هو محمد قاسمي، وكانت تفرض ضرائب ورسوم على السفن التي تدخل الخور محملة بالبضائع، كانت تجبى من قبل مسؤولين بالدولة، ولا تفرض على سفن البحارة والصيادين المحليين من أهالي الخور، كانت هناك محاولة فرض رسوم على سفن الغوص ولكنهم وقفوا لهم أصحاب السفن بالمرصاد ولم يدفعوا تلك الرسوم !!. الأمانات تحفظ عند التجار كانت الأمانات في تلك الحقبة توضع عند التجار ليحفظوها، وتسجل في دفتر خاص يسمى (دفتر الأمانات )، وأنا أحتفظ بنسخة من تلك الدفاتر، كذلك توضع في بيوت التجار داخل صناديق خشبية يطلق عليها (المشتخته)، وبعض الناس كانت تضعها في جرات فخارية وتدفنها تحت في الغرفة. بناؤون الخور مشهورون أذكر كان في الخور بناؤون قطريون مشهورون مثل علي بن ناصر الفضالة وعوض بن بخيت اليامي، وبارود، وكانوا هم أساتذة ولديهم عمال يشتغلون باليومية، وقد قاموا ببناء أغلب بيوت الخور والمساجد، وكانوا يأتون بالحجارة من مقاطع الخور وكذلك يستخرجون الفروش من البحر، والرمل متواجد بجانب سواحل البحر. الغسيّ أشهر نهام يقال إن أشهر (نهام ) في مدينة الخور هو ( عبدالله الغسيّ ) وكان صاحب صوت جميل ولد في الخور وعاش فيها ثم في حقبة خمسينيات القرن الماضي سافر للبحرين مع ياقوت طلباً للرزق، ثم عاد في أواخر الستينيات واستقر بمدينة الخور، وكان من فناني الفرق الشعبية بمدينة الخور، وهناك كانت أيضاً فرق للفنون الشعبية وأذكر البعض منهم ممن تختزله ذكرتي وهم دهام بن رماي وفرقة الغسيّ وياقوت، والغمري، وسالمين بن جوهر وغيرهم. السفن تنقل أهالي الخور للدوحة كانت في تلك الحقبة الجميلة وسيلة المواصلات من الخور للدوحة هي المطايا، وكذلك السفن الخشبية الصغيرة، كما كانت تنقل المؤن واحتياجات أهالي المنطقة، وكذلك عندما فتحت شركة البترول أبوابها كانت السفن الخشبية هي التي تنقل العمال الى الدوحة يوم الجمعة ومنها الى مدينة دخان، والعودة يوم الخميس، وكانت عملية مرهقة للعاملين في دخان، وكان أصحاب السفن يأخذون مبالغ رمزية على كل عامل إلى أن جاءت السيارات متأخرة وبدأت تحل محل السفن في نقل العمال الى دخان وامسيعيد. انتظرونا لنتابع الجزء الثاني مع الوالد أحمد الهيل في عدد الخميس القادم.

5396

| 12 يناير 2023

محليات alsharq
يوسف آل إسحاق لمجلس الشرق: القطريون الأبطال أخمدوا النيران في البئر 35

يستضيف مجلس الشرق الوالد يوسف بن محمد حسين آل إسحاق أحد السواعد السمر ومن الرعيل الأول من القطريين الذين عملوا في مجال النفط في خمسينيات القرن الماضي، حيث عمل سائقاً في شركة نفط قطر المحدودة بدخان واشتغل على السيارات الكبيرة وتحمّل أعباء كبيرة ومشقة ومعاناة لمدة خمس سنوات، وبالصدفة نقل للعمل سائقاً خاصاً مع المدير العام للشركة، وبعد قضاء (16) سنة تم نقله للعمل مسؤولا في شركة توزيع البترول القطرية (نودكو) مسيرة حافلة بالعطاء والمساهمة في بناء الوطن كل في موقعه، وتقديراً لخدمته الطويلة التي استمرت حتى عام 1995م فقد تم تكريمه من قبل قطر للبترول، في مجلسه العامر التقينا به وتطرقنا للحديث عن مسيرته في العمل بشركة النفط وشركة توزيع البترول وكان هذا اللقاء الذي يحمل عبق الماضي في مجلس من زمن الماضي. ◄ولادتي في الدوحة ولدت في مدينة الدوحة وبالتحديد في فريج (اسلطة) وذلك في عام 1934م، لم أدخل المدارس النظامية، بل دخلوني الأهل أدرس القرآن في الجسرة عند المطوّع (ملا حبيب)، وهو كان قاسياً جداً ويضرب بقوة وفي أي مكان من الجسم وكذلك كان يضربنا (فلقة)، لم أستمر عنده سوى أسبوعين أو ثلاثة فقط، وهربت بسبب الضرب المبرح وخاصة عندما رأيته يضرب أحد الدارسين بقوة. ◄قصة عملي بشركة النفط أذكر كنا مجموعة من القطريين نجلس في ظل ديوان الحاكم وذلك من أجل أن نحصل على عمل مثل سائق أو عامل في الشركة، اقترح عليَّ أحد الزملاء واسمه محمد فرج العمل سائقا لدى الشركة، ذهبنا للشركة وهناك عينوني بوظيفة سائق لأن عندي رخصة سواقة حصلت عليها قبل عام 1952 وهو العام الذي تعيّنت فيه بالشركة بتاريخ 9/2/1952 واستمررت في العمل بها حتى تاريخ 30 / 9 / 1968، وكان أول اختبار لي مع مجموعة تتكون من (20) سائقا على سيارة (باص) في طلعة (أم باب) وقد اختبرني رجل إنجليزي مسؤول عن المواصلات ولأول مرة أسوق الباص ورغم صعوبة الاختبار لكنني اجتزته بنجاح، وقال لي الإنجليزي بعد الاختبار (good) وأنا كنت لا أعرف معناها وهزيت رأسي مبتسماً، ونجحنا من المجموعة حوالي (4) أفراد فقط، وبعدها اشتغلت في الشركة بوظيفة سائق على سيارات من نوع لوري (نقل) تسمى (ايسي، بيغ بن، تنغراف، البيون، مارك)، وأذكر أول راتب تقاضيته مع العلاوات كان (150) روبية في الشهر، وسكنونا في غرف بمعسكر الشركة الذي يسمى (الكامب) ثم بعد فترة تمت ترقيتنا ونقلونا وسكنا في غرفتين مع مطبخ وحمام ويسكن في كل غرفة ثلاثة أفراد، وكنا نحن نطبخ في البيت، ثم تم ترقيتنا وسمحوا لنا بالأكل في (الميز) وهو مطعم خاص وذلك بعد طلبنا أيام حرب السويس. ◄نفتخر بتعلمنا اللغة الإنجليزية عندما عملنا بالشركة اكتسبنا خبرات في قيادة السيارات والآليات، كما أن البعض منا اشتغل في الأعمال ذات الصلة بهندسة البترول والأعمال الفنية وغيرها، وبسبب احتكاكنا بموظفي الشركة من الإنجليز وكذلك الهنود تعلمنا منهم اللغة الإنجليزية وكنا نفتخر بذلك عندما نتحدث بها أمام أهلنا وأصدقائنا، وكان أهلنا متعجبين منا، وكانت الحياة في دخان منفتحة وخاصة في الشركة ولديهم وسائل الترفيه وكذلك لديهم أندية يمارسون فيها نشاطاتهم أثناء وقت الفراغ، وكنا نحن مستأنسين. ◄سائق مع المدير العام أتذكر كنت أسوق سيارة كبيرة لا تتناسب مع عمري وشاهدني مدير المواصلات إنجليزي الجنسية وقال لماذا تسوق هذه السيارة ومن أعطاك إياها؟، وكانت إجابتي أن المسؤولين أعطوني هذه السيارة ولا أستطيع رفض الأوامر، وقام بنقاش حاد مع المسؤولين الذين عينوني، وطلب مني الحضور إلى مكتبه في الصباح الباكر بملابسي المدنية (الثوب والغترة والعقال) بدلاً من زيّ العمل (الأوفرهول)، في تلك الليلة لم أتمكن من النوم وكانت تراودني هواجس وأفكار عديدة خوفاً من التفنيش وطردي من الشركة وانقطاع رزقي هذا ما كنت أفكر فيه، وفي الصباح الباكر ذهبت لمقابلة مسؤول المواصلات وقلبي يدق من الخوف، وهناك كانت المفاجأة السارة حيث طلب مني مدير المواصلات العمل سائقا مع المدير العام للشركة كسائق خاص، وأذكر كان المدير بريطاني واسمه (هزلدين) وبعد فترة نقلوه لعمل آخر خارج قطر، وبعده تم تعيين مدير جديد اسمه (بول آنسر) كان قادما من مدينة طرابلس اللبنانية، وكان رجلا طيبا ومحترما ويعاملني معاملة جيدة، وكنت سائقه الخاص أوصله للاجتماعات والأماكن التي يريد الذهاب لها وأحضر معه الاحتفالات والمناسبات التي كانت تقام في تلك الفترة، وكان يدعوني دائماً للذهاب معه في اليخت الخاص به وكان يتواجد في (فرضة الشيوخ). وأذكر قصة طريفة وموقفا لهذا الرجل، حيث كنا في بيته في (مسيعيد) وعندما عدنا للدوحة نسيت ولم آخذ دراجة الولد معنا في سيارة المدير ماركة (كديلاك 59)، كانت زوجته تثرثر بكلام وزعلانة أنني نسيت الدراجة، ولم أعر كلامها اهتماماً بل واصلت تكملة السير للدوحة، وفجأة وبصوت عال قال لها زوجها (shut up) بمعنى اسكتي اخرصي وبعدها انقطعت عن الثرثرة، وعندما انتقل المدير العام للدوحة انتقلت للعمل معه، وقد استمررت في العمل معه حتى غادر البلاد. ◄كان لديَّ بطاقة خاصة لدخول سينما دخان نظراً لأنني السائق الخاص للمدير العام للشركة فإنه أعطاني بطاقة خاصة تخولني بالدخول للسينما سواء في دخان ومسيعيد لمشاهدة الأفلام الإنجليزية والأمريكية والهندية والعربية لأنه لم تكن في تلك الفترة دور للسينما في قطر سوى في دخان سينما مفتوحة في الهواء الطلق ويسمح للموظفين بدخولها في أيام محددة، وكذلك في مسيعيد مدينة تصدير البترول، وكان الإقبال عليها كبيراً من أجل الترفيه عن العمال وكنا نذهب للسينما سيراً على الأقدام وفي العودة إذا وجدنا سيارة توصلنا نكون سعداء. ◄حضرت اشتعال البئر رقم 35 والبئر 20 من الذكريات المؤلمة أثناء عملي سائقا مع مدير الشركة حصل حادث اشتعال في البئر رقم (20) والبئر رقم (35) في منطقة (النقش) وشاهدت بأم عيني كيفية معاناة إخماد وإطفاء النار من قِبَل العمال القطريين الذين كانوا يواصلون الليل والنهار من أجل أداء مهمتهم على أكمل وجه، وقد استمرت عملية إخماد النار أكثر من عشرة أيام، كنت أذهب يومياً مع المدير العام للشركة الذي كان يتابع سير العمل ويحفز ويحث العمال على ذلك، وكانوا يوفرون لهم كل التسهيلات بما في ذلك كمية الأكل، وكان بعض العمال يفرحون إذا زادت المدة لأنهم يحصلون على عمل إضافي من جراء عملهم في إخماد الحريق، أتذكر كان مدير الشركة مدعواً على الغداء في بيت أمير دخان سعد بن همام، وحضر المأدبة حاكم قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني ومجموعة من المسؤولين، وكنت أنا من ضمن الحضور. ◄مطار في دخان ومطار مسيعيد وعنيزة كان يتواجد في فترة الخمسينيات مطار في دخان تحط فيه الطائرات القادمة من البحرين أو بعض الدول وكذلك التنقلات الداخلية والتي تخص مسؤولي وموظفي وعمال شركة نفط قطر المحدودة، كما يوجد مطار آخر في مدينة مسيعيد تحمل منه المعدات والأدوات وهذا المطار نزل فيه الملك سعود عندما زار قطر في عام 1953م، وأنا كنت شاهدا على ذلك ووصلت المدير العام للشركة لكي يكون في استقباله، كما يوجد مطار في عنيزة بالقرب من الدوحة، وكان صغيرا ويستقبل الطائرات القادمة من خارج قطر وكذلك الطائرات المغادرة، ويوجد به غرفة واحدة ومستودع، وكنت أوصل السفير البريطاني عندما يكون ضيفاً على المدير العام لشركة نفط قطر المحدودة. ◄محمود عباس حقق مطالب القطريين أذكر كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعمل ممثلا لحكومة قطر في شركة نفط قطر لشؤون العمال القطريين، وأذكر كان رفيق عمري حمد بن صقر المريخي كان يعمل في شركة البترول على المعدات الثقيلة، وكان دائماً يطالب بحقوقه ولا يتنازل أبداً، فمرة تم التقصير في حقوقه وذهب للمطالبة بها في عهد (محمود عباس) وحقق له طلبه وأخذ له زيادة روبيتين في الراتب. ◄درست من أجل الحصول على مركز أفضل طلب مني المدير العام دخول المدرسة وبالفعل درست في الشركة وأنهيت عدة فصول وذلك من أجل تهيئتي للعمل في المكاتب، كما واصلت الدراسة في المدارس الليلية المسمى بمحو الأمية في مدرسة أبوبكر الصديق بتاريخ 17/10/1987 م، ولم أتمكن من إكمال دراستي بسبب ضغط العمل وتحمّل مسؤولية الإشراف العام على التوزيع. ◄ عملت في شركة البترول الوطنية للتوزيع نودكو بعد مغادرة المدير العام لشركة نفط قطر المحدودة وانتهاء فترة عمله في قطر، فقد تم اختياري للعمل مشرفا في شركة توزيع البترول ( نودكو) برأس أبوعبود وذلك بتاريخ 1/10 / 1968 واستمررت في العمل حتى عام 1995 حيث تقاعدت عن العمل، وعملت في البداية كاتبا ثم تم ترقيتي وأصبحت مشرفا على التوزيع، وكان العمل متعبا ومضنيا ونستمر في العمل لفترة طويلة بسبب الطلب والالتزامات مع موزعي ومحطات البترول، كنا نعاني من مشاكل كثيرة منها كثرة أعطال السيارات لأنها كانت قديمة منذ أن كانت عند الشركة، وخاصة بعد أن تسلمتها حكومة قطر من الشركة، أذكر من المحطات التي نزودها بالوقود هي محطة الجيدة، ومحطة ناصر بن خالد ومحطة المرقاب ومحطة الشعب، ومحطة الخليج، ومحطة العطية بالريان ومحطة المسلم ومحطة الشمال بالغرافة، وبعدها توالى فتح محطات البترول. ◄كان السائقون يعانون من ارتفاع درجة الحرارة ! كان السائقون القطريون الذين كانوا يعملون على سيارات نقل البترول يعانون من ارتفاع لا يطاق في درجة الحرارة التي كانت تأتيهم من ماكينة السيارة التي كانت بالقرب منهم لدرجة أن البعض منهم يغطي منطقة (الجير) بأكياس خياش باردة لكي يخفف عنهم عبء درجة الحرارة وخاصة في فصل الصيف!!. ◄كنا نتزود بالوقود من عبدان بإيران أتذكر عندما كنت أعمل في (نودكو) كانت السفن القادمة من مصفاة عبدان بإيران تنقل لنا مشتقات البترول عن طريق ميناء رأس أبوعبود شركة شل، حيث تقف السفن عند (البوية) ثم نقوم بنقلها لصهاريج نقل البترول عند الميناء عن طريق الأنابيب، وكنا نداوم ثلاثة أيام متواصلة من أجل تفريغ حمولة المشتقات من السفن ونملأ الخزانات وتقوم الصهاريج بتوزيعها من أجل الانتهاء من عملية النقل التي كانت متعبة وكنت أعمل مع العمال والموظفين حتى انتهاء الشحنة التي تستمر ثلاثة أيام أو أكثر. ◄زودنا سوريا بالبترول أثناء حرب أكتوبر 73 قطر دائما كانت وما زالت هي (كعبة المضيوم) وتقوم دائماً بمساعدة إخواننا العرب وأشقائنا المسلمين في كل مكان وتراها تقف بجوارهم بكل ما تملك، وتهب لنجدتهم ولمساعدتهم أثناء الحروب والأزمات، وهي دائماً تقف مع القضية الفلسطينية، وأذكر أثناء حرب أكتوبر عام 1973 بين سوريا ومصر وإسرائيل، قامت قطر بتزويد سوريا بالبترول وأرسلت حوالي (8) صهاريج وذلك بتعليمات من سعادة المرحوم الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني وزير الخارجية القطري في تلك الفترة. ◄لم أتغيب عن العمل وللعلم كنت حريصا جداً على عملي وكنت أميناً على وظيفتي وكنت متحمساً جداً لدرجة أنني لم أتغيّب يوماً واحداً عن العمل سواء في شركة نفط قطر أو شركة قطر للبترول الوطنية (نودكو)، وكنت أعمل من الصباح الباكر وحتى الواحدة بعد منتصف الليل بدون مقابل لإحساسي بالمسؤولية. قطر للبترول كرمتني لخدمتي الطويلة التي استمرت 40 عاما ◄ لم أحصل على مخالفة مرورية في حياتي والمرور كرمني خلال فترة عملي بالسواقة التي زادت على الستين عاماً لم أحصل خلالها قط على أية مخالفة مرورية لأنني كنت ملتزما بالتعليمات وقوانين السير ومنضبطا، ولا أحب عمل المخالفات، وأحترم رجال المرور، وقد تم تكريمي بشهادة تقدير وهدية في أسبوع المرور التاسع بتاريخ 10/4/1993م. ◄تم تكريمي من قبل قطر للبترول لم تنسَ قطر للبترول موظفيها وقد تم تكريمي من قِبَل سعادة محمد بن صالح السادة وزير الطاقة سابقاً وتم منحي شهادة تقدير ومبلغا ماليا، وقد تأثرت بهذا التكريم وكنت سعيداً جداً وذلك تقديرا لفترة خدمتي الطويلة حيث أمضيت أكثر من (40) عاماً.

5306

| 10 فبراير 2022

محليات alsharq
لماذا كان طلاب الخرسعة يضعون الضب في سيارات المدرسين؟

في الجزء الثاني من حوار مجلس الشرق مع الخبير التربوي الاستاذ إبراهيم بن يوسف الماس، يتطرق في حديثه إلى التحاقه بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، ويتحدث عن مدائن صالح وحادثة الذئب الذي كاد أن يفتك به، ثم عودته وتعيينه مدرس علوم شرعية في مدرسة اليرموك التي أطلق عليها مدرسة المشاغبين، بعد ذلك عيّن مدير مدرسة الغرافة الابتدائية، ثم التحاقه بجامعة الملك الامام محمد بن سعود ونيل رسالة الماجستير عن تحقيق كتاب (العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين.. لابن غنام) التي أشرف عليها عبدالله بن جبرين، والعودة للتدريس من جديد، ثم نقل لمدير مدرسة ابتدائية وتنقل بين العديد من المدارس واختتم عمله بالتوجيه في مادة العلوم الشرعية. في المعسكر الكشفي أكلنا تفاح مسروق! أذكر اختارت وزارة التربية والتعليم مجموعة من كشافة قطر للمشاركة في المعسكر الكشفي العربي السابع والذي استضافته سوريا في عام 1970 بمدينة الزبداني بمشاركة عربية كبيرة من مختلف الوطن العربي، وكانت الأجواء باردة، ومنطقة الزبداني تتميّز بكثرة المزارع والأجواء الرائعة، وأقيم المعسكر بجوار نبع نهر بردى الشهير الذي يصب في دمشق العاصمة. وكان رئيس الوفد في تلك الفترة الأستاذ عبدالوهاب المصري، وفي افتتاح المعسكر كنت أنا حامل علم دولة قطر، وحضر الافتتاح الرئيس السوري في تلك الفترة نور الدين الأتاسي وسلم علينا، وكان من أنجح المخيمات في تلك الفترة، وتعرفت على العديد من شباب الوطن العربي، وأذكر كانت مشاركة قطر ناجحة بكل المقاييس، ومن الذكريات والمقالب التي حصلت أثناء المعسكر أن الشباب يأتون لنا بالتفاح اللذيذ من المزارع القريبة من المخيم بالليل، ونأكله بشراهة، وقد علمنا بعد ذلك أن الشباب لم يستأذنوا من صاحب المزرعة، وإنما قطفوه من الأشجار وهذا يعتبر سرقة، ونطلب من الله أن يسامحنا على هذه الغفلة التي لم نكن نعرفها!. جزيرة شراعوه جميلة كان الترابط الاجتماعي والتآلف في منطقة (شرق) قويا وبخاصة من القاطنين في تلك المنطقة، وكان نادي التحرير الرياضي الثقافي هو منارة اشعاع ثقافي ورياضي، ويعتبر المتنفس لنا نحن شباب المنطقة، وكان المسؤولون بالنادي ومن ضمن المسؤولية الاجتماعية ينظمون رحلات مختلفة لربوع قطر، واذكر جيداً تلك الرحلة البحرية الجميلة إلى جزيرة شراعوه التي تكثر فيها الطيور والأسماك وتتميز بالهدوء، وقد انطلقت بنا اللنج (السفينة) من فرضة الدوحة متجهة للجزيرة واستغرق الوصول للجزيرة حوالي (6) ساعات، وقضينا فيها وقتاً ممتعاً متنقلين بين الصيد والسباحة في مياه البحر الزرقاء، ومسابقات كرة الطائرة والقدم، كما أن مجموعة شبابية قامت بتجهيز الغداء لأن العدد كان كبيراً، وتعرفنا على جزء غال من أرض الوطن (قطر) لقد كان للنادي في الزمن الجميل دور هام في لم شمل شباب الفريج والترفيه عنهم والتعرّف على المناطق القطرية في ربوع الوطن. معاناتنا للوصول للخرسعة أذكر كنت موجه مادة علوم شرعية وكنا نمر على المدارس لكي نقيّم أداء المدرسين ومستوى الطلبة ذهبت إلى الخرسعة، وكانت هناك مدرسة ابتدائية تجمع البنين والبنات، وكانت سيارتي (السوبرمان) تمر عبر طريق وعر وشاق وتكثر فيه الحصى الذي يؤثر عليها ويحتاج الوصول لوقت كبير، وبعد ذلك اكتشفت أن زملائي الموجهين الذين كانوا قبلي يوقفون سياراتهم على قارعة الطريق الرئيسي المعبد، ويطلبون سيارة خاصة تنقلهم عبر الطريق الوعر، وأذكر أخبرني بعض المدرسين ان بعض الطلاب يضعون (ضب) في سياراتهم ويكتشفون ذلك بعد أن يتوارى الطلاب عن أنظارهم. التحقت بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعد التخرج من المعهد الديني الثانوي عام 1972م والتحقت ببعثة دراسية بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة بالسعودية، مع مجموعة من الطلبة من دفعتنا وأذكر منهم محمد عبدالمحسن الفياض، عبدالرحمن محمد شريف، وصالح أحمد المسلم وعبدالرحمن أبوبكر مصلح، وابراهيم العجيل وكان رئيس الجامعة في تلك الفترة الشيخ عبدالعزيز بن باز، كانت المناهج في الجامعة صعبة جداً ويعزف الكثير من الشباب عن الانضمام للجامعة، لكن تأسيسنا القوي في مناهج المعهد الديني سهل علينا الكثير من الأمور وخفف عنا عبء المناهج الجامعية، وكانت الجامعة الاسلامية تضم طلبة أكثر من (82) دولة عربية واسلامية، والأجواء كانت جميلة وكنا ندرس في الحرم المدني وكنا سعداء في ذلك وقضيت فيها أجمل الأيام وكونت صداقات مع العديد من الطلبة بالجامعة، وكنت أملك سيارة (بيجو) للتنقل وزيارة المدن السعودية وقد تخرجت من الجامعة عام 1976م. في مدائن صالح المناظر بديعة أذكر كنا نقوم بزيارات سياحية متعددة الى مدن السعودية فركبنا الباص مع مجموعة من الطلبة وزرنا مدائن صالح والتي تقع شمال غرب السعودية وبالتحديد محافظة العلا وهي تتبع المدينة المنورة وشاهدنا المناظر الجميلة، والمنحوتات الرائعة والبيوت التي كانت تنحت داخل الصخور والواجهات المنقوشة والتي يبلغ عددها (153) باباً، ومن أشهرها قصر الصانع وقصر البيت حيث الأعمدة منحوتة، وهي منطقة بالغة الأهمية نظرا لذكرها في القرآن الكريم فهي موطن قوم ثمود الذين عقروا الناقة، كما ترجع لحضارة الأنبار الذين بنوا المدينة عن طريق النقوش. وأذكر قصة حدثت لي أثناء تلك الرحلة فقد طلبت من الشباب الصعود معي للجبل وبعد فترة تعب الشباب ورجع البعض منهم وطالبتهم بمواصلة السير ولم يستجيبوا لي فقررت الصعود وحدي، وبعد أن وصلت هناك وجدت سلسلة جبال كبيرة سوداء اللون، فجأة طلع لي الذئب وصرخت عليهم فلم يسمعوني، وبصراحة خفت وارتعبت لأنه كاد أن يفتك وكانت المسافة بيني وبينه حوالي 100 متر، ولكن بعد التوكل على الله قررت أن أخوض معركة التحدي وأواجه الهجوم وتشجعت فبدأت بجمع الحجارة وأرميه حتى بدأ يبتعد عني رويدا رويدا، وعدت مسرعاً لزملائي لأخبرهم بما حدث لي وعاتبوني على مواصلة السير وحدي، رغم أنها رحلة ممتعة ولكن كدر صفوها طلوع الذئب لي الذي أربكني وكاد يفتك بي. قصة غار ثور دائما وقت الاجازات نقوم برحلات خارج المدينة المنورة، ذهبنا زيارة الى غار ثور وهو الذي آوى النبي محمد ﷺ وأبو بكر الصديق في فترة الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهما في طريقهما إلى المدينة المنورة، وكانت تطاردهما قريش وجاءت تبحث عنهما، حتى وقفت على باب الغار، وشاهدت الخيوط التي نسجتها العنكبوت، إلا أن الله ردها بفضله وقدرته. خاطرنا من أجل دورة الخليج أثناء إقامة دورة الخليج العربي الرابعة لكرة القدم عام 1976م في قطر للمرة الأولى خاطرنا بأنفسنا من أجل حضور افتتاح الدورة حيث كنت طالباً في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، ومن حبي لكرة القدم قررت مع زميلي أن نحضر هذه الدورة، وكانت عندنا اجازة لمدة ثلاثة أيام وبالفعل عزمنا وتوكلنا على الله وانطلقنا في سيارتي (البيجو) إلى الدوحة وكان الجو في المدينة جميلا وعاديا، ولكن عندما وصلنا الى القصيم اختلف الوضع وجاءت أمطار غزيرة وعلى اثرها سالت الشعاب والأودية، ونحن في الطريق إذا بالأمطار الغزيرة تداهمنا حاولنا الخروج من مياه الأمطار، وتعطل البريك، وكنا نسير على بركة الله وفجأة طلعت أمامنا شاحنة كبيرة وهنا زاد الخوف والغلق ولكن إرادة الله كانت معنا وظلت سيارتنا في طريقها لم تنحرف وتجاوزنا الشاحنة بسلام، وبعد خروجنا من الرياض شاهدنا شاحنات كثيرة واقفة، وعندما وصلنا كان هناك حادث وطلبوا منا الذهاب لأقرب مركز شرطة من أجل انقاذ سائق الشاحنة الذي كانت رجله متعلقة في سبرنج الكرسي، وذهبنا وطلب منا الشرطي توصيله، وعندما أردنا مواصلة الذهاب الى قطر لكن الشرطي اصر علينا اعادته مرة ثانية الى المركز وأخذ يحقق مع السائق المصاب الذي يحتاج نقله للمستشفى فوراً، وانهينا مهمتنا وذهبنا لتكملة الطريق الى الدوحة، ووصلنا قطر بعد مجهود كبير وحضرنا أول دورة خليج نظمتها قطر واستمتعنا، وأذكر حضر حفل افتتاح استاد خليفة الدولي والدورة الرابعة الملك خالد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وحققت الدورة نجاحاً كبيرا وشاركت العراق فيها للمرة الأولى. مدرسة المشاغبين أول سنة تدريس بعد التخرج عام 1976 من الجامعة الاسلامية بتقدير جيد جداً، تم تعييني مدرسا بمدرسة اليرموك والتي يطلق عليها مدرسة المشاغبين نظراً لكثرة الطلاب المشاغبين فيها، ولم يكن في تلك الفترة قانون يسمح بتحديد عمر الطالب وكان بعض أعمار الطلبة أكبر من عمر المدرسين بل أكبر من عمري، وكانوا مشاغبين، ولكن المدرس اذا استطاع تكوين علاقة مع الطلاب فإنه يستطيع تطويعهم فتأكد أنهم سيحبونه فكنت ألعب معهم الكرة وتنس الطاولة، وكانوا يشجعونني اذا لعبت مع مدرس الرياضة وفزت عليه في التنس، جلست سنة واحدة في سلك التدريس الذي كنت أحبه كثيراً. انطلاقتي في العمل الإداري كان من الغرافة عينت مديرا لمدرسة الغرافة الابتدائية عام 1977 وكان المبنى عبارة عن بيت ولم تكن مدرسة نموذجية، ثم تم بناء مدرسة جديدة لسكان المنطقة، والحمدلله ساهمت في تكملة المسيرة ومن خلال خبرتي وضعت بصمة لهذه المدرسة بسبب علاقاتي الطيبة مع المدرسين والطلبة وأولياء الأمور، كما ركزت على اكتشاف المواهب والاهتمام بها وهذا من عمل المدرسين، ثم غادرت المدرسة للذهاب لتكملة الماجستير. الماجستير حصلت عليه في الرياض التحقت بجامعة الامام محمد بن سعود في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وذلك لدراسة رسالة الماجستير تحقيق كتاب (العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين.. لابن غنام) ذهبت الى مصر من أجل الحصول على النسخة الأصلية ووجدتها، وكذلك بحثت في مكاتب الرياض وغيرها وبصراحة تعبت كثيراً حتى وجدت ضالتي بعد جهد جهيد، كان المشرف على رسالة الماجستير عبدالله بن جبرين (الله يرحمه) وحصلت على تقدير (جيد جداً) وذلك في عام 1983 من المشرفين على الرسالة وكنت سعيداً بذلك. بعد الماجستير رجعت مدرسا! بعد أن أنهيت رسالة الماجستير وحصولي على تقدير جيد جداً، عدت للدوحة وعينوني للمرة الثانية مدرسا في مدرسة أبوعبيدة بن الجراح الاعدادية لمدة سنة كاملة، وأذكر جاء للصف رجل طويل وذو صحة جيدة ومتعاف وسألني عن أحد الطلاب وناديت على الطالب وذهب معه، وبعد أن جاء الطالب قلت له هذا والدك فضحك الطالب وقال هذا طالب معنا في المدرسة، ولم يكن في تلك الفترة تحديد سن للطالب لدخول المدرسة!. بعد ذلك عينوني وكيلا لمدرسة ابن خلدون في الهلال، ثم نقلت إلى وكيل في مدرسة الخليج العربي الاعدادية التي درست فيها، وكنت سعيدا أن أكون في هذه المدرسة التي خرجت أجيالا من شباب قطر، لم أستمر طويلا بل تم نقلي بعد مرور سنة إلى وكيل في المعهد الديني الثانوي. عينت وكيلا في المعهد الديني تم نقلي إلى المعهد الديني الثانوي في اللقطة كوكيل وكان مدير المعهد عبداللطيف زايد، بدأت عملي بهمة ونشاط وكنت أعمل بجانب أساتذتي من المدرسين وبذلت جهوداً كبيرة من أجل تطوير المعهد الديني، كانت المواد والمناهج قوية في تلك الفترة وكان اقبال الشباب على المعهد جيداً، ثم تم تغيير المناهج حسب متطلبات تلك الفترة. مسك الختام العمل في التوجيه في عام 1988 تم نقلي إلى التوجيه المدرسي كموجهه علوم شرعية وذلك لتقييم أداء المدرسين وكتابة الملاحظات، وتعويد الطلبة على قراءة القرآن، واكتشاف مواهب الطلاب من خلال مدرسيهم، ولابد من معاملتهم معاملة حسنة، وكنت في نفس الفترة أعمل في مراكز تحفيظ القرآن الكريم، كما شاركت في تنقيح ومراجعة الكتب المدرسية وبخاصة في مادة العلوم الشرعية من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي مع مجموعة من الموجهين، كما شاركت في تدقيق واعتماد أسئلة الامتحانات المدرسية في مادة العلوم الشرعية، وتقاعدت عن العمل في عام 2010.

5253

| 03 فبراير 2022

محليات alsharq
ابراهيم الماس: 10 باصات نقلت فريج الهتمي إلى كشتة في أم القهاب

نستضيف في مجلس الشرق الأستاذ والخبير التربوي إبراهيم يوسف الماس من مواليد عام 1950، نبحر في ذاكرته ونغوص في أعماقها ونستخرج من مخزونها الذكريات الجميلة، التي تحمل عبق الماضي الجميل، بدءاً من ولادته في فريج الهتمي مروراً بدراسته في مدرسة الخليج العربي الابتدائية، ثم انتقل للدراسة بالمعهد الديني المرحلة الإعدادية ثم المرحلة الثانوية، وقصة انضمامه للنشاطات الرياضية والاجتماعية والتحنيط، ويتذكر أحداث الستينيات من الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطر عام 1964 م وسببت كوارث، حيث خارت البيوت وتم ايواء الأهالي في المدارس والقسم الداخلي، ونعرج على مشاركته في مسابقة القرآن الكريم السنوية، ويتحدث عن يوم العلم وتكريم الطلاب والمهرجانات المدرسية التي تنظمها وزارة المعارف في حقبة الستينيات. ولادتي في فريج الهتمي كانت ولادتي في فريج الهتمي بمنطقة شرق، وذلك في عام 1950، عشت وترعرعت ونشأت في هذه المنطقة القريبة من البحر، وكانت تضم خليطاً من أهالي قطر من الهتمي والمالكي والسميطي والماس وغيرهم من قبائل قطر، كانت طفولتنا جميلة وبريئة، وأبواب البيوت كانت مفتوحة لأنه يوجد الأمن والأمان، وكنا نتنقل بين بيوت الجيران ونعتبرهم أهلنا، وكانت البيوت مكونة من عدة غرف، وكان في كل بيت (ليوان) وجليب للماء، وعريش نستظل به وننام عليه في الليل وبخاصة في فصل الصيف، وكان في كل بيت سدرة والبعض فيه أشجار اللوز والبمبر، كنت ألعب مع أقراني الألعاب الشعبية القديمة البسيطة مثل الدحروج والبلبول والقلينة ماطوع والخشيشة وبوسبيت حيّ لوميت، والتيلة وغيرها من الألعاب التي تمارس في تلك الفترة، وكنا نحب السباحة في البحر وصيد السمك. والدي كان نوخذة كان والدي نوخذة ويعمل في البحر على ظهر السفن، وكان جدي يمتلك عدة سفن تجوب عباب البحر في الخليج، وذلك من أجل التجارة وتوصيل المسافرين، لأنه لم تكن في تلك الفترة سيارات أو طائرات بل الاعتماد على السفن البحرية، وذكر لي والدي أنه كان يقوم بنقل سيارات الشيوخ الذين يذهبون للقنص في إيران على ظهر السفينة الخشبية وكذلك الخدم والعاملين مع الشيوخ، ثم انتقل والدي للعمل في شركة شل وبعدها انتقل للعمل في شركة نفط قطر المحدودة، وأخيراً عُيّن إمام مسجد راشد بن خليفة بفريج الهتمي. القلوب كانت صافية كانت قلوبنا صافية وكنا سعداء، وكانت الألفة والمحبة والترابط بين أهل الفريج، لم أدرس عند الكتاتيب (المطاوعة) بل دخلت المدرسة النظامية ودرست في البداية في (مدرسة شرق) الصف الأول ابتدائي، وكنا نذهب مع بعضنا البعض ونسولف أثناء الطريق، كانت حياة المدرسة حلوة وجميلة، نتعلم ونرسم ونمارس الرياضة في المدرسة، ونشارك في النشاطات المدرسية، ومهما اختلفنا مع بعضنا كأطفال وشباب لكننا ننسى بسرعة ونتصالح ونساعد بعضنا بعضاً وكانت الحياة حلوة رغم بساطتها. مدرسة الخليج العربي في عام 1960 افتتحت مدرسة الخليج العربي الابتدائية القريبة من المطار ذات البناء النموذجي الجميل، وكان طابور الصباح يقام في فناء المدرسة، كانت تلك المدرسة روعة في الجمال وكانت الغرف مكيفة الهواء وبها ملاعب كرة سلة وطائرة ويد وصالة للتنس والإسكواش، وملعب كرة قدم كانت تقام عليه بعض مباريات دوري الأندية والمدارس، وتوجد أنشطة كثيرة في المدرسة، وكنت أشارك في النشاط المدرسي ومهتما بالرياضة كرة القدم والطائرة والتنس والجمباز، والتحقت بفرقة الأشبال والكشافة التي تعلمك الاعتماد على النفس وتعوّدك على الصبر وتغرس فيك القيم النبيلة وحب الوطن والانتماء، وقد جذبتني هواية تحنيط الطيور والحيوانات وكانت جديدة علينا، كانت وزارة المعارف تصرف لنا رواتب شهرية كحوافز وكنا سعداء، كما كانت تصرف لنا أيضاً كسوة الشتاء والصيف وهي عبارة عن ملابس شتوية وصيفية وأحذية، وكذلك يعطوننا وجبات غذائية. هوايتي كانت التحنيط كنت من هواة فن التحنيط، والذي دفعني وشجعني أستاذ مادة العلوم المربي الفاضل الأستاذ علي فرج هاشم الأنصاري، الذي كان يدرسنا في مدرسة الخليج العربي، وقد تعلمت فن كيفية التحنيط على يديه، وكنا بعد المدرسة نذهب للبحث عن الحيوانات وطيور البحر والبر بأنواعها والأسماك وغيرها، ونأتي بها للمدرسة ونقوم بتحنيطها وذلك بعد استخراج الأمعاء منها وتنظيفها ووضع المحلول عليها خوفاً من التعفن ونضع القطن بدل الأحشاء، وقد أقمنا معرضاً في نهاية العام الدراسي، والأستاذ علي فرج الأنصاري كانت لديه كمية كبيرة من أعمال التحنيط المختلفة، وكان يأمل أن تكون هذه الأعمال الفنية موضوعة في متحف الفن الطبيعي كسائر متاحف العالم لكي يطلع عليها السياح، ولكن أتلفت هذه الأعمال ورميت في مزبلة التاريخ ولم تتم الاستفادة منها رغم أنها ثروة فنية قومية كان يستفاد منها مستقبلا للمتحف وتعريف السياح على التاريخ الطبيعي من الحيوانات والزهور والنباتات القطرية والطيور التي تسكن في قطر. الأمطار الغزيرة أغرقت منازلنا في ستينيات القرن الماضي هطلت على قطر أمطار غزيرة وبخاصة في عام 1964 م واستمرت أكثر من عشرة أيام وأغلقت المدارس والمؤسسات الحكومية، وكنا سعداء بنزول المطر نحن الأطفال نلعب ونلهو وكنا نضع خيشة على رؤوسنا لكي تقينا من الأمطار، أما الرجال فلدى البعض منهم مظلات تقييهم من حرارة شمس الصيف وتحميهم شتاء عند نزول الأمطار، وأتذكر خارت أغلب البيوت القديمة المبنية من الطين والبعض منها تهدم، وتضرر أغلب الأهالي وتم نقلهم إلى المدارس الحكومية وإيواؤهم فيها، وكنا نحن من ضمن الذين سكنوا في مدرسة الخليج العربي التي تحولت لمركز إيواء أهالي المنطقة وكانوا يزودوننا بالوجبات الغذائية، كما حوّل مبنى القسم الداخلي إلى مركز ايواء عدد كبير من الأسر القطرية المتضررة من الأمطار، وكان قسم التغذية التابع لوزارة المعارف في تلك الفترة يعمل ليل نهار ويزودهم بالوجبات الثلاث الرئيسية، وكان تعاون أهل قطر مع المتضررين كبيرا كل يساعد الآخر. كشتة فريج الهتمي أذكر في إحدى سنوات فترة ستينيات القرن الماضي وبعد نزول الأمطار اكتست الروّض باللون الأخضر وكنا نشم ريحة النباتات البريّة الجميلة، وقد قامت مجموعة من الأسر التي تقطن في فريج الهتمي بكشتة إلى روضة ام القهاب القريبة من الجميلية حملتهم عشرة باصات، ومن المشاهد التي لا تفارق مخيلتي كان منظر الأسر مجتمعة واعتقدت أن فريج الهتمي انتقل إلى منطقة أم القهاب، واجمل منظر أعجبني هو قيام السيدات بإعداد وتجهيز طعام الغداء في الهواء الطلق متعاونات مع بعضهن البعض، أما الرجال فكانت مهمتهم نصب الخيام وجلب المياه وحمل الأغراض الثقيلة، وكنا نحن الأطفال والشباب نلهو ونلعب الألعاب الشعبية وكرة القدم والطائرة، بالإضافة لقيام البعض منا بصيد الطيور عن طريق (الحبال)، وكنا فرحانين ومسرورين، والأهالي سعداء بالمناظر الخلابة وشم رائحة النباتات الجميلة والترفيه عن أنفسهم ويتجاذبون أطراف الحديث وهم في قمة سعادتهم، كان أهل قطر يذهبون للكشتة (التنزه) بعد نزول الأمطار والاستمتاع بالطبيعة، وفي الوسمي كانوا يذهبون إلى البحث عن الفقع وخاصة اللون الأبيض الزبيدي الذي يتميّز بريحة زكية ويؤكل الفقع كل حسب طريقته، ويفضل مع المجبوس واللحم. لعبت مع نادي التحرير لقد مارست الرياضة مع أقراني في الفريج واشتركت ولعبت مع فريق نادي التحرير الرياضي، والذي يقع في فريج شرق، بحكم سكني في فريج الهتمي، حيث لعبت كرة قدم وكرة الطائرة، والتنس (كرة الطاولة)، وأذكر دربني المدرب صلاح دفع الله على ملعب التحرير في الستينيات، كما لعبت مع فرق المدارس، وأحرزت المركز الثاني في تنس الطاولة على جميع مدارس قطر في فترة ستينيات القرن الماضي، بينما أحرز المركز الأول عبدالواحد جاسم السميطي الذي كان من أفضل لاعبي التنس في قطر بتلك الفترة. تكريمي في يوم العلم من الذكريات الجميلة في حقبة ستينيات القرن الماضي هو تكريم الطلاب خريجي المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية وإعدادية مدرسة الصناعة والمعهد الديني، وخريج الثانوية العامة بقسميها الأدبي والعلمي ومدرسة التجارة الثانوية ودار المعلمين، والصناعة الثانوية والمعهد الديني الثانوي وكذلك خريجي طلبة الجامعات القطريين، ودأبت الوزارة على قيام هذا الاحتفال سنوياً، وكنا نلبس وشاحا ملونا موحدا لكل مرحلة، ويقوم بتكريمنا ومنحنا الشهادات سعادة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف في تلك الفترة، وكانت الوزارة تطبع كتيبا يحمل جميع أسماء الخريجين من كل المدارس والجامعات ليكون ذكرى للطالب، وبحضور كبار الشخصيات وأولياء أمور الطلبة، وتقام مناسبة الاحتفال بيوم العلم في قاعة الاحتفالات بقسم التغذية التابع لوزارة المعارف. المعهد الديني بما أنني نشأت وتربيت في بيئة دينية، فقد أشار عليّ والدي الالتحاق بالمعهد الديني في المرحلة الإعدادية، وكان مبنى المعهد الديني نموذجاً جديدا من المدارس التي تم بناؤها في تلك الحقبة، حيث تم في البداية استخدامه كمدرسة إعدادية ثانوية ثم تم نقل الإعدادية لمدرسة قطر القريبة من مستشفى الولادة القديم الذي يطلق عليه (مستشفى حمدة) وتم بناء مدرسة جديدة بجوار المعهد خصصت لطلبة الثانوية، وكانت المنطقة تضم مدرسة ابوبكر الصديق الابتدائية، والصحة المدرسية واستاد الدوحة وكوارتر لسكن المدرسين (العزاب)، كانت الدراسة في المعهد تشبه دراسة الجامعة فهي صعبة ومناهج التدريس قوية والمواد دسمة والكتب كبيرة وتتعب الطالب لكن لها استفادة علمية كبيرة في المستقبل وتأسس الطلبة على قاعدة تعليمية صلبة وتزيد من ثقافتهم الدينية وبخاصة كتاب منار السبيل في الفقه على المذهب الحنبلي، ويكون الطالب متسلحاً بالعلم عند دخوله الجامعة، وكان المعهد الديني منار إشعاع حيث يلقي العلماء الذين يأتون من خارج قطر المحاضرات لطلاب المعهد الديني، وأذكر كان مدير المعهد الديني الشيخ يوسف القرضاوي، كما أذكر بعض المدرسين منهم الشيخ عليوة مصطفى والشيخ عبدالمعز عبدالستار، والشيخ عبداللطيف زايد، وموسى عبدالمحسن وغيرهم، والمعهد الديني خرّج جيلا مثقفا تبوأ مناصب قيادية في الدولة كوزراء وسفراء، أذكر منهم عبدالعزيز بن تركي والدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري والدكتور محمد عبدالرحيم كافود والدكتور مصطفى عقيل وغيرهم. وحدة تحفيظ القرآن الكريم اهتمت وزارة المعارف في خمسينيات القرن الماضي بتحفيظ القرآن الكريم للطلاب، وأنشئت وحدة تحفيظ القرآن الكريم التي لاقت إقبالا كبيراً، وخرّجت أجيالا كثيرة، وكانت الوزارة تساهم في تشجيعهم بتخصيص مكافآت مالية لحفظة القرآن. مسابقة القرآن الكريم السنوية للمدارس جرت العادة منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي بإقامة مسابقة القرآن الكريم لطلاب مدارس قطر بإشراف وزارة المعارف في تلك الفترة، وكانت هناك لجان متخصصة لإجراء اختبارات على الطلبة، وكان المعهد الديني هو مقر لجان الامتحانات، وبعد نجاح الطلاب، تقام حفلة سنوية في قاعة الاحتفالات بقسم التغذية لتكريم حفظة القرآن الكريم، وتوزع عليهم الهدايا العينية المتنوّعة من ساعات وأقلام وراديوهات ومسجلات وثلاجة ماء بلاستيكية، وكانت تحضر فرق الكشافة القطرية للمشاركة في تنظيم الحفل السنوي، ثم يدعى الجميع إلى حفل تقدم فيه ما لذ وطاب من المأكولات، وكنا سعداء بالمشاركة وبالهدية والتكريم. مهرجانات المدارس السنوية تجذب العوائل كانت المهرجانات التي تقيمها المدارس في آخر العام جميلة جداً وتجذب الأسر وأولياء أمور الطلبة وعوائلهم لمشاهدتها خاصة المعارض التي تعرض فيها نتاج ومشغولات الطلبة من عمل لوحات فنية، ونحت على الخشب والجبس، وزراعة النباتات، وتحنيط الحيوانات والطيور والحشرات وغيرها، كما تقام منافسات الألعاب الرياضية، وكنت أنا ألعب في تلك الفترة ضمن فريق الجمباز، حيث كنا نمارس هذه الهواية تحت إشراف مُدرسيّ الرياضة وكنا سعداء بهذه اللعبة الجديدة، ومن ذكرياتي في هذه اللعبة كنا نقدم عرضا أمام أولياء الأمور وبدأ زميلي عبدالحميد الأنصاري في التقدم ولكن يبدو عليه الاحراج وأخطاء ولم يعد يتحرك رغم أنه كان في التمارين جيداً وذلك بسبب رهبة الحضور الجماهيري، وعندما جاء دوري توكلت على الله وبدأت التمارين بالمشي على يدي حتى وصلت إلى جهاز المتوازي وقدمت استعراضات على الجهاز في تلك الفترة نالت استحسان الجمهور وأخذ يشجعني ويصفق لي بحماس. مهرجانات المدارس والأزاهير وتحرير الجزائر كان استاد الثانوية والذي تم تغييره إلى استاد الدوحة يستضيف سنويا منذ أواخر خمسينيات وستينيات القرن الماضي المهرجان المدرسي العام للأزاهير، وتقام فيه استعراضات من قبل فرق الأزاهير بألوان ملابسهم الزاهية وحملة الأعلام، وفرق الحربية، وتقدم مدرسة الصناعية استعراضات جميلة على الأدوات التي تم صنعها في المدرسة، لكن الأجمل كان تقديم قصة تحرير الجزائر وقدمت فقرة عن المناضلة الجزائرية (جميلة بوحريد)، وكان هناك استعراض وحرب بين الجزائريين والفرنسيين على أرض الملعب وكانت الجماهير الغفيرة التي اكتظ بها الاستاد تتفاعل مع هذه الأحداث، وبالفعل كانت أياما جميلة لا تنسى في تلك الحقبة الجميلة من الزمن الجميل.

5139

| 27 يناير 2022

محليات alsharq
راشد النعيمي لمجلس الشرق: ممنوع دخول القطريين نادي الأوروبيين

يستضيف مجلس الشرق السيد راشد بن حصيّن النعيمي وهو من الرعيل الأول الذين عملوا في شركة نفط قطر المحدودة، وشهد على أحداث فترة الخمسينيات في الشركة أثناء فترة استخراج وتصدير البترول، وعمل في عدة وظائف وتدرج من متدرب يومي الى موظف شهري حتى وصل إلى مصاف كبار المسؤولين في الشركة، وترأس نادي دخان الرياضي ونادي اتحاد العرب، وكان من الإداريين النشيطين والمحنكين وذا علاقات متعددة، كما ترأس لفترة معينة نادي قطر الرياضي، وكان آخر منصب رياضي تقلده هو نائب أول رئيس اللجنة الأولمبية القطرية عام1979، وقد عمل في مجال الاعلام حيث كان مراسلا لمجلة المشعل الشهرية التي تصدر عن الشركة، زرناه في مجلسه العامر بمنطقة (العبيب) وكان هذا اللقاء الذي استخرجنا منه ذكريات الزمن الجميل بداية من عمله بشركة نفط قطر اثم انتقاله للبلدية بعده عين مدير مكتب وزير الكهرباء والماء، مروراً بنادي قطر الكرة واتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية القطرية. بصراحة أنا ما أذكر أين كانت ولادتي لأننا كنا بدوا رُحلا، ولكن حسب ما ذكر لي جدي أنني ولدت في (روضة قطنة) وهي تقع شمال شرق مدينة الجميلية كان ذلك عام 1943م، كان أهلنا يسكنون تلك المناطق بحثاً عن الماء والكلأ من أجل رعي المواشي والابل، وأينما وجد الكلأ والماء انتقل له الأهل في تلك الفترة، إن حياة البدو تنقسم الى قسمين (المرباع) قسم الشتاء والأمطار واخضرار الروض، والقسم الثاني (المقيض) وهو في فصل الصيف ونسكن في المكان الذي تتواجد فيه مياه الآبار وظل الأشجار، وتشتهر المناطق التي تقع شمال غرب قطر بالمثلث مثل منطقة السويحية ومنطقة القاعية ومنطقة البصير وأبوسدرة ورأس محيش والزوير وامليحه والجميلية وغيرها، ويتواجد في الروض آبار مياه جوفية ارتوازية. بدأت في رعي حلال أهلي عندما كنت صغيراً لم أدرس عند المطاوعة (الكتاتيب) قراءة القرآن، وكذلك لم أدخل المدرسة، وبدأت منذ سن السابعة من العمر في رعي حلال أهلي من الابل والغنم ومساعدتهم، وكنت سعيداً بهذه المهمة الموكولة لي، ومارست مهنة الرعي حتى بلغت سن (14) عاماً تقريباً. انتقلت مع عمي إلى دخان عندما بلغت من العمر (14) عاماً ذهبت مع عمي علي بن رمزان النعيمي الى دخان، حيث يعمل هناك في شركة نفط قطر، وشاهدت هناك الحياة مختلفة جداً عن حياتنا، ودرست عند المطوع ابراهيم بن صالح الخليفي الذي كان يعمل في دخان ويدرس القرآن للشباب، وكنا نقرأ في مسجد دخان الذي يقع في منطقة (كولي كامب) سكن العمال وخلصت تقريباً نصف القرآن، وبعدها انتقلنا إلى منطقة زكريت ودرست هناك القرآن عند المطوع علي بن غيث الحميدي إمام مسجد زكريت، وختمت القرآن تلاوة. منصور بن خليل عينني في الشركة أذكر أنني ذهبت مع والدي في عام 1957 إلى شيخ الخطية منصور بن خليل الشهواني في منطقة الخطية التي تقع تحت جبل دخان، وهو رجل معروف وكريم وشهم وحكيم وذو رؤية وشخصية قوية وله علاقة قوية بالشركة لأنه كان هو دليلهم عندما بدأت الشركة بالعمل في قطر ويعرف كل مناطق قطر، وقد طلب منه والدي أن ألتحق بالشركة من أجل التعليم والعمل، وبالفعل كان شهماً وصاحب كلمة مسموعة في الشركة، ذهب معنا الى مستر (مجيجي) رئيس المدرسة ومسؤول التوظيف في دخان، وتحدث معه وقال له اعتبره مثل ابني حمد بن منصور، ووعده مجيجي خيراً، ولكن لم يقتنع إلا عندما تم ارسال كتاب التعيين إلى بيت الشركة في مشيرب بالدوحة، وتم تحويلي إلى امسيعيد حيث أنهيت اجراءات تعييني بوظيفة متدرب يومي. في دخان بدأ عملي مع الشركة في عام 1957 تم نقلي إلى مدينة دخان بوظيفة متدرب يومي، وسكنت في منطقة (ديكي 5) للعمال اليوميين، وأول راتب تقاضيته كان (213) روبية وأخذت منه مصروفي والباقي سلمته للوالد ليصرف على البيت، استمررت في العمل متدربا يوميا حتى عام 1959 نقلونا الى امسيعيد بعد تقليص عمل الشركة بدخان وجلسنا في امسيعيد حتى مطلع عام 1961، وكنت عاملا يوميا في دائرة التكييف والتبريد كموضب مكيفات هواء وأجهزة التبريد تحت التدريب، وعملت فيها بجد ونشاط وتفان واخلاص في العمل، وقد لفت أنظار المسؤولين بنشاطي المتعدد وبدؤوا يهيئونني لعمل أكبر ونقلوني الى دائرة هندسة البترول في عام1964. حرصت على الدراسة حتى أنهيت الثانوية بدأت الدراسة بهمة ونشاط في المدرسة التابعة لدخان في صفوف تعليم اللغة العربية والحساب والحِرَف المهنية وأكملت تدريبي في المعهد الصناعي، وكنت تواقاً لمزيد من العلم والمعرفة وقد استفدت من فرص التعليم الليلي المتاح للجميع من قبل وزارة المعارف، وثابرت على اتمام الدراسة في جميع المراحل، وبذلت كثيراً من الجهد من أجل تحقيق طموحي وقد كلل الله جهودي بالنجاح وقد أنهيت المرحلة الثانوية وذلك في عام 1966 /1967.أذكر كنت أذهب يوميا بعد انتهاء الدوام من دخان إلى الدوحة للدراسة بالليل والعودة ثانية بعد انتهاء الدراسة تقريبا الساعة الثامنة مساء، وكنت أداوم في عملي منذ الصباح الباكر حتى موعد انتهاء العمل. نجحت في امتحانات جمعية الفنون الملكية كنت من ضمن الدفعة الأولى التي اجتازت ونجحت في اختبارات اللغة الانجليزية المرحلة الأولى بتقدير امتياز، وذلك في امتحانات جمعية الفنون الملكية البريطانية وذلك عندما قدمت امتحانات في مركز التدريب الصناعي بأمسيعيد بعد أن أنهيت دراستي في البوك1 حتى البوك4، بعدها قدمنا اختبارات مرحلة متقدمة في اللغة الانجليزية وجاءت أسئلة الاختبارات مختومة بالشمع الأحمر من بريطانيا وجاء معها مشرف خاص وقدمنا الامتحانات تحت إشرافه وذلك في شهر أغسطس عام 1961م ونجحنا، وعلى إثرها تمت ترقيتي إلى الدرجة الرابعة كموضب مكيفات هواء وأجهزة التبريد. رقيت لقسم هندسة البترول كنت أعمل متدربا في قسم التبريد ميكانيكي مكيفات حتى تم تثبيتي وتعييني شهريا في القسم واستمررت في العمل أربع سنوات، وعندما رأت الشركة اخلاصي وتفانيَّ في العمل قررت زيادة راتبي ونقلي إلى عمل آخر يتناسب مع امكانياتي وتمت ترقيتي بتاريخ 1/7/1964 كمراقب فحص لآبار البترول في دائرة هندسة البترول تدربت على فحص الآبار ثم انتقلت لمصاف درجة الموظفين الشهريين الى غريد (14)، كنا نذهب يومياً لفحص الآبار وقياسها وكميات الانتاج ومعرفة تفاصيلها والمشكلات التي تواجهها ونقوم بحلها سريعاً، ونرسلها للجهات المختصة في قسم الانتاج. كنا نأكل الوجبات في (الميز) كنا نحن موظفي الشركة في البداية نأكل ثلاث وجبات في مطعم الشركة الذي كان يطلق عليه (الميز)، وأذكر كانوا يعطوننا في فطور الصباح العدس وخبز وبطاطس وخضار، وأحياناً إذا تكرمت الشركة تعطينا (بيض) لا يوجد أجبان ولا عسل ولا لبنة، وكانت وجبة الغداء والعشاء أغلبها عيش ودال (عدس)، وإذا تكرمت الشركة علينا تعطينا في منتصف الاسبوع تفاحة، وآخر الاسبوع برتقالة حتى الستينيات تقريباً، وبعد تعييني موظفا شهريا تم نقلي إلى سكن جديد في منطقة (التايب)، واختلف الوضع في نوعية الأكل وكثرته وتخصيص (ميز) خاص بالموظفين الشهريين. كنت حارس أمن في سينما دخان بالإضافة إلى عملي الأصلي فقد تم تعييني حارس أمن في سينما دخان التي كانت مفتوحة في الهواء الطلق وتعرض فيها أفلام أجنبية وهندية وعربية للترفيه عن العمال والموظفين، وكان يرتادها العاملون بشركة نفط قطر المحدودة، وقد خصصت أياما لدخول العرب وأياما للإنجليز والهنود، كانت وظيفتي مراقبة الدخول والحفاظ على ممتلكات السينما وعدم السماح لدخول غير العاملين بالشركة، ولم تكن هناك تذاكر وكان الدخول بالمجان. عملت مراسلاً لمجلة المشعل ونظراً لكثرة نشاطي وتعلقي بالصحافة فقد تم تعييني مراسلاً لمجلة (المشعل) وهي مجلة شهرية تنشر أخبار العاملين في الشركة ونشاطاتهم الرياضية والاجتماعية والثقافية والترفيهية وأخبار سفرهم والتحاقهم في دورات تدريبية والترقيات والمناسبات، وزيارات الضيوف للشركة، وكل أخبار الشركة في قطر وفروعها في العراق وابوظبي وتطبع في مطابع علي بن علي بالدوحة، وتوزع على عمال الشركة في دخان وامسيعيد والمكتب الرئيسي بالدوحة وبعض المسؤولين في الدوائر الحكومية، أما قصة تسميتها (المشعل) أذكر تم طرح مسابقة لاختيار اسم المجلة وقدمت عدة أسماء وأخيراً تم الفصل بين المشعل والمنهل وتم اختيار المشعل التي كانت أقرب للنفط وبها شعلة، وأعتقد بأن صاحب الاسم والشعار هو أردني الجنسية واسمه (أيوب العماري) وكان يترأس تحريرها (علي عزام) مدير العلاقات العامة بشركة نفط قطر المحدودة. مستشفى مخصص للعاملين بالشركة هناك مستشفى خاص بالشركة يقدم خدماته للمرضى العاملين بالشركة بدخان، ويوجد مستشفى آخر في امسيعيد يعالج المرضى، ويتواجد بالمستشفى أطباء وممرضون يعالجون الحالات المرضية العاجلة والطارئة وكذلك بعض الأمراض غير المزمنة، ومتوفر فيه جميع الأدوات والأجهزة والأدوية، ولكن المرضى الذين يحتاجون للعمليات يحولونهم للعلاج في مستشفى الرميلة بالدوحة في تلك الفترة لأنه لا يوجد أطباء متخصصون في العمليات الجراحية. ميناء زكريت كان مزدهرا في بداية عمل الشركة أذكر كان ميناء زكريت القريب من دخان مزدهرا وهاما جداً في بداية عمل الشركة في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، فقد كانت السفن الخشبية تأتي من البحرين وعبدان بإيران وبعض دول الخليج محملة بالماء والمؤن والمواد الغذائية، وبعض مشتقات البترول، وكذلك المعدات الخاصة والأدوات بشركة نفط قطر، وكان العمل جارياً على قدم وساق، ويقوم بتنزيل البضائع العمال القطريين في تلك الفترة، وكان هناك غرفة للجوازات وأخرى للجمارك بموظفيهم، وكان من ضمن العاملين في الجمارك محمد العثمان وذلك في عام 1938، وسعادة علي بن أحمد الأنصاري، الذي كان يسكن في مدينة زكريت التي كانت مزدهرة في تلك الفترة وأذكر كان موظفو الشركة الذين لديهم مهمات للسفر، فإن مسؤول الجوازات في الشركة هو سلطان بن راشد الهتمي الذي يقوم بعمل تصاريح الخروج، كان ميناء زكريت هو الميناء الرئيسي للشركة حتى عام 1953م ثم بدأت أهمية الميناء تتلاشى تدريجيا مع إنشاء ميناء الدوحة وآخر في امسيعيد، وانشاء المطارات في دخان وامسيعيد والدوحة. حكاية محمد المري الذي هاجر إلى أمريكا! أتذكر كان الموظف محمد بن سالم المري وهو من البادية، يعمل بالشركة بوظيفة نجار في دائرة الهندسة المدنية ولديه طموح كبير وينظر لمستقبل زاهر، بالإضافة إلى ذلك فقد كان لاعبا فذا وذا مهارات في كرة القدم وكان يلعب مع نادي اتحاد العرب الرياضي بدخان، ويتقن اللغة الانجليزية قراءة وكتابة بعد أن قضى أربع سنوات في مدرسة الشركة يدرس ويتدرب، ثم قدم استقالته من شركة نفط قطر المحدودة، وذلك بتاريخ 15/11/1963 حيث غادر قطر متوجها للولايات المتحدة الأمريكية (مهاجراً) من أجل طلب العلم والعمل، وسبب هجرته أنه كان طموحاً ومغرماً بالحياة الأمريكية ومبهورا بها، لأنه كان دائماً يشاهد الأفلام الأمريكية وبخاصة (الكابوي) والممثلين، وقد أعجب من خلال تلك الأفلام بالحياة والمعيشة في أمريكا، وربما هو أول قطري يهاجر إلى أمريكا في تلك الفترة، وخلال مقابلتي معه عندما كنت مراسلا لمجلة المشعل قال لي: أنا طموح ولديّ هدف أريد تحقيقه، وعلى المرء أن يجاهد في هذه الدنيا لبناء حياة كريمة ومستقبل زاهر يعود عليه وعلى وطنه بالخير والنفع والفائدة. وسافر هناك وقضى حوالي سنتين وعاد في عام 1965 وأثناء وجوده في أمريكا استفاد كثيراً من الناحية اللغوية، وأكد أن المعيشة هناك صعبة للغاية وتتطلب الكثير من التضحيات والاحتمال لفراق الأهل والأصدقاء والديار، أعتقد أنه مكث في قطر فترة قصيرة ثم عاد للولايات المتحدة للعمل وانقطعت أخباره، ولكن أخبرني أحد الأصدقاء والأقارب بأنه شاهده في البحرين وكان يعمل مع البحرية الامريكية، وغيّر اسمه إلى (جون المري)، وأرسل تحياته للإخوة فيصل النعيمي وعلي بن عمير النعيمي عبر الأصدقاء هذه حكاية محمد بن سالم المري الذي هاجر للولايات المتحدة الأمريكية عام 1963، وانقطعت أخباره. ممنوع ومحظور دخول نادي الأوروبيين! في دخان هناك ناد خاص VIP وبه المارينا وهو مخصص لكبار موظفي الشركة من الأوروبيين الأجانب فقط يمارسون فيه نشاطاتهم المختلفة من رياضية واجتماعية وفنية وثقافية، ويقيمون احتفالاتهم في المناسبات المختلفة وهو يقع في منطقة جميلة وهادئة على البحر ويوجد فيه كل وسائل الترفيه، وممنوع ومحظور دخول القطريين في هذا النادي لخصوصيته!.

8407

| 13 يناير 2022