رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
ندوة عن الثقافة المجتمعية في مواجهة الأزمات اليوم

تنظم وزارة الثقافة والـريـاضـة والـتـي تقيمها إدارة البحوث والدراسات الثقافية ندوة تحت عنوان (الثقافة المجتمعية في مواجهة الأزمات) بــمــشــاركــة كـــل مـــن الأســـتـــاذ جــابــر الــحــرمــي الإعـلامـي القطري الـبـارز والــذي سيتحدث عن أهـمـيـة الــوحــدة فــي اسـتـقـرار الـــدول ونـمـائـهـا والـدكـتـور مـاجـد الأنــصــاري أسـتـاذ الاجـتـمـاع السياسي في جامعة قطر حيث سيتحدث عن مدى تأثير الثقافة في الوحدة الوطنية وسوف يدير الندوة الأستاذ فالح الهاجري مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية، وذلك مساء اليوم الساعة 8 مساءً بمقر مجلس الــوزارة بمنطقة الدفنة والدعوة مفتوحة للجميع.

1599

| 09 أغسطس 2017

رمضان 1436 alsharq
العوضي: لا أمل في إصلاح أحوالنا إلا إذا امتلكنا إرادة التغيير

تواصلت محاضرات مهرجان بشائر الرحمة الرمضانية، الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" بالتعاون مع سباير زون. وشهدت الليلة التاسعة بالمهرجان حضوراً كبيراً لمتابعة المحاضرة، التي ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور محمد العوضي، والسيد ماجد الأنصاري، أستاذ العلوم السياسية، وجاءت تحت عنوان "تاريخ الأمة بين الإرادة العجز". استهل د. محمد العوضي المحاضرة بالسؤال: كيف تتولد الإرادة لدى الإنسان، وكيف يفهم الإنسان نفسه؟ وقال إن كلمة إنسان ليست سهلة على الإطلاق، ومرت بتطورات متعددة؛ حتى وصلنا إلى عصر ما بعد الحداثة، الذي تلا عصري النهضة والتنوير. حضارة بلا معنى وقال العوضي، إن إنسان ما بعد الحداثة تحول إلى جزء من الطبيعة، وأصبح تافهاً عدمياً لا قيمة له، لأننا نعيش حضارة بلا معنى، وحين يفقد الإنسان معناه تتبخر الإرادة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن مفهوم الإنسان في القرآن الكريم مفهوم عظيم، يشمل تعريفه ويحدد ماهيته، وإرادته، وعوارضه، وجوهره وتناقضه. وتابع: إن القرآن عرف الإنسان بأنه عقل يفكر ويميز ويختار بين البدائل المتاحة أمامه، مستدلاً فيما ذهب اليه بالعلامة ابن تيمية الذي قال "متى تحققت القدرة الكاملة، والإرادة الجازمة مع عدم وجود عارض خارجي، يصدر الفعل مباشرة". وقال العوضي: إن الشريعة الإسلامية وضعت منهج تقوية الإرادة من خلال وضع دوافع مقدسة، ورادعة، وممجدة، وجعلت الإنسان مسؤولاً ولديه القدرة على التمييز والاختيار. السلوك الإنساني وجداني وأكد الدكتور محمد العوضي أن سلوك الإنسان وجداني نزوعي؛ بما ينفي أنه مجبر، وأن هذا السلوك معقد للغاية، داعياً إلى ضرورة التركيز على إنسانية الإنسان وأنه مخير فيما يعلم ومسير فيما لا يعلم. وفيما يتعلق بدور الإرادة في صناعة التاريخ، أكد الأستاذ ماجد الأنصاري، أن الإرادة على مدار التاريخ أسفرت عن حوادث جسيمة، وانتقلت من مرحلة الاستلاب إلى الاستقلال، وقال "إن روما القديمة كانت مستلبة، حتى قررت مجموعة من القبائل التوحد لمواجهة الأخطار، وكذلك إرادة الرسول قاومت مجتمع البادية القبلي والعنصري. وبين أن الحضارات تولد من توافر الإرادة لدى الجميع لمواجهة عدو خارجي أو مجتمع خاطئ، موضحاً أن صلاح الدين الأيوبي امتلك إرادة جعلته يقبل من — باب السياسة — أن يحكم في ظل خليفة فاطمي فاسد، منوهاً بأن صلاح الدين كان لديه مشروع أكبر وهو تحرير بيت المقدس، ولم تكن إرادته وليدة يوم أو لحظة. وحكى الدكتور محمد العوضي تجربة واقعية تعزز ما ذهب اليه الأستاذ ماجد الأنصاري في سياق حديثه عن الإرادة، موضحاً أنه ذهب إلى سويسرا قبل 5 شهور، والتقى راقصة باليه سويسرية اعتزلت الرقص واعتنقت الإسلام. وتابع: سألت الراقصة عن أسباب اعتناقها الإسلام الذي تعاني شعوبه من القتل والتدمير والخراب، فردت بأنها "أحبت الإسلام ومبادئه، وأنها فصلته عن واقع المسلمين، وأنها كانت علمانية مهتمة بسياسة الشرق الأوسط، وذهبت إلى غزه، وشاهدت كيف أن المرأة الغزاوية وهي الطبيبة والمهندسة والمدرسة، تؤدي دورها في المجتمع، وهي ترتدي الحجاب، وتقاوم قوة استعمارية مسلحة شرسة،بكل إرادة وحزم ما أثر في نفسي وجعلني أسلم". راقصة تملك الإرادة وتسلم وقال "إن هذه الراقصة امتلكت الإرادة،وأسلمت بناء عن اقتناعها بمبادئ الإسلام، وإرادة المقاومة في غزة، وطلبت أن تتزوج مسلماً يحفظ القرآن، وتحقق لها ما أرادت، بالزواج من شاب مغربي يجيد ثلاث قراءات للقرآن". ورداً على سؤال حول كيفية علاج ضعف الفضول المعرفي والإرادة في مجتمعاتنا التي تعيش حالة من الثراء..أكد الأستاذ ماجد الأنصاري أن هذا الضعف يعد إشكالية تشمل المجتمعات الثرية والفقيرة، موضحاً أن الحياة المدنية الحديثة فرضت مجموعة من القيم، وجعلت العلم سلعة مثل بقية السلع؛ نظراً لتسرب منظومة قيم وافدة من مجتمع مادي بحت، يتعامل بمقاييس الربح والخسارة، ما جعل مجتمعنا استهلاكياً في كل شيء. ونوه بأن حل مشكلة ضعف الفضول المعرفي يكمن في أن نبادر بإلغاء مفهوم الربح والخسارة في تعاملنا مع الحياة،وأن نفعل منظومة القيم،وأن نعيد إلى العلم قيمته الحضارية. صرنا حقل تجارب وأضاف الدكتور العوضي: أخطر ما تصنعه الحضارة الغربية، أنها جعلتنا الحديقة الخلفية للغرب، يجرب فيها مشاريعه وأسلحته، والمصيبة أننا أهل الشرق لا نكتفي باستعارة عادات الغرب وإنما نضيف عليها من عندنا. وبين أن النظم السياسية أغرقت الإنسان في التسلية المكثفة في ظل مشكلات اقتصادية واجتماعية وحقوقية، وهي عمليه إلهاء سياسية معروفة. ودعا إلى عدم الخضوع لهذا الواقع الصعب، والتمسك بقوة بمنظومة القيم، لافتاً إلى ضرورة أن يكون لدينا تماسك وتوازن اجتماعي،وأن نؤمن بأن الإسلام دين عظيم ومشرف، وقال "لا بد أن يكون لكل منا هدف في الحياة، وهو عبودية الله تعالي، والعمل على تغيير المجتمع، والانتقال من مرحلة القناعة الشعورية الجمعية إلى القناعة العقلية التي تنتصر إلى عالم الغيب والشهادة، ما يؤدي إلى خلق إرادة تخترق الواقع وتؤثر فيه. الأمة بلا إرادة وقال الدكتور ماجد الأنصاري في سياق رده على سؤال حول الفرق بين الإرادتين السياسية والاجتماعية "إن الإرادة السياسية معروفة ومحل اهتمام لكن المصطلح منتهك " موضحاً: أنه كلما نتكلم عن مآسي الأمة العربية وعدم إيجاد حلول لها، يكون الرد، لا توجد إرادة سياسية. وبين أن الإرادة السياسية تعد التزاماً من قبل اللاعبين في العملية السياسية من المسؤولين والأحزاب والحكام ومؤسسات المجتمع المدني والقوى الفاعلة، بالقيام بأعمال تؤدي إلى أهداف محددة مع تحمل نتائجها، موضحاً أن أحداً اليوم لا يلتزم بتحمل المسؤولية، وأن مؤسساتنا غير قادرة على تحملها، ولا تعرف نتائج هذه السياسات. ونوه د. الأنصاري بضرورة أن يسبق الإرادة وجود المعرفة والدراية السياسية، لافتاً إلى أن العالم العربي في مرحلة ما بعد ثورات الربيع التي أحالها البعض الى خريف عربي، لم يكن لديه استيعاب لنتائج الأعمال التي أدت إلى الثورات، وقال "إن الإدراك غاب عن الجميع، فالكل يمتلك الإرادة لكنهم يفتقدون الدراية السياسية". الإرادة من المجتمع وبين الأنصاري أن الإرادة الاجتماعية تتولد من المجتمع وتبدأ في صورة إرادة فردية للتحرك في مجال معين وتشكل إرادة مجتمعية لتحقيق رغبة عامة أو هدف كبير، وهو ما يعرف بالعقل الجمعي الذي يعاني من عدم النضج، ويندفع من خلال قادة الرأي في اتجاه معين، لكنه يتراجع وتخفت إرادته. وأوضح أن الفرق بين الإرادة السياسية والاجتماعية، أن الأولى تكون من خلال مؤسسات ناضجة منظمة، بينما الثانية نتاج حراك مجتمعي لا يمتلك سيطرة حقيقية. وأوضح الأنصاري أن الإرادة المنفلتة غير المتعقلة كانت سبباً في الكثير من المآسي، معرباً عن انزعاجه من المطالبات الوعظية السياسية، وقال " عندما حدث التغيير في العالم العربي تحولت المطالبات الى ممارسات عملية، وطالبنا القائمين على الأمور بمطالبات لحظية، وكان من الضروري امتلاك النضج وأن يتراجع من كان بيده الأمر خطوة الى الوراء لإنقاذ المشروع، لكن انتهى الأمر وقضي على المشروع تماماً". وبين الانصاري أن كافة المشاريع السياسية الناجحة لهذه الأمة منذ عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم،كانت نابعة عن إرادة متأنية ومتروية تفهم الواقع حولها، ما جعلها تحقق النجاح.

1636

| 27 يونيو 2015