هدّد الجيش الإسرائيلي، المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بـ "رد عسكري مؤلم" على أي هجمة أو عملية فدائية تستهدف أمن دولة الاحتلال. وقال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال سامي ترجمان، إن الجيش سيواصل العمل بصورة حثيثة ودائمة لحماية أمن دولة إسرائيلي. وأضاف، خلال زيارة أجراها اليوم الجمعة، لمستشفى "سوروكا" الإسرائيلي لعيادة الجنود المصابين جرّاء اشتباك مع مقاومين فلسطينيين في قطاع غزة، فجر اليوم، أن إسرائيل سترد على الهدوء بالهدوء، غير أن أي عمل عدائي ضدنا سيلاقي رداً عسكرياً مؤلماً، على حد قوله. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت فجر اليوم الجمعة، بين مقاتلي "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وقوات الاحتلال التي توغّلت شرق خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة، ممّا أسفر عن استشهاد أربعة مقاومين فلسطينيين وإصابة 5 جنود إسرائيليين إصابة أحدهم على الأقل بالغة وخطيرة.

اتهمت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، كلا من إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية بالتسبب بتشديد الحصار على قطاع غزة، وتفاقم الأزمات الإنسانية فيه. وقال النائب عن حماس، أحمد بحر، خلال اعتصام نظمته الحركة في غزة، إن سبب تشديد الحصار على غزة، هو أنها "ترفض التنازل وتتمسك بالحقوق وتدافع عن كرامة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية". وأضاف، أن "الكارثة التي تواجهها غزة جراء الحصار المشدد أسبابها 3 جهات أولها الاحتلال الإسرائيلي عبر إغلاق المعابر وعدم إدخال الكميات اللازمة من الوقود والمواد الغذائية لسكان القطاع". وأوضح، أن المتسبب الثاني للحصار هو السلطة الفلسطينية "عبر فرض ضرائب على كميات الوقود الخاص بتشغيل محطة الكهرباء بزيادة سعر اللتر إلى الضعف بهدف خنق غزة". وأضاف، أن "حكومة رام الله تساهم في الحصار عبر وقف المنحة الأوروبية المخصصة لشركة الكهرباء بغزة، وضغطها على مصر لإغلاق معبر رفح وعدم إيصال الوقود القطري". واعتبر بحر، أن الجهة الثالثة الضالعة في الحصار هي مصر، "عبر إغلاق معبر رفح البري مع غزة ومنع إدخال الوقود القطري المجاني الممنوح للقطاع وهدم الأنفاق".

بحث رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، اليوم الأربعاء، في لقاء بعدد من الأكاديميين والشخصيات السياسية والوطنية ونشطاء المجتمع المدني في غزة، سبل تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام. وقال المستشار الإعلامي للحكومة المقالة، طاهر النونو، في مؤتمر صحفي عقب انتهاء اللقاء الذي عقد بعيداً عن الإعلام، إنَّ أهم نقطة تم الحديث فيها خلال هذا اللقاء هي المصالحة، مؤكداً على طرح رؤى واضحة من أجل الخروج من حالة الجمود في المصالحة، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا. وأضاف أن هنية أكد التزام حكومته وحركة حماس باتفاقي القاهرة والدوحة بكل تفاصيلهما، وأكد الحرص على ضرورة تنفيذهما بأسرع وقت على قاعدة الشراكة. وأوضح النونو أن هنية تحدث خلال اللقاء عن علاقات الحكومة وحركة حماس بالجوار، وخاصة مصر مشدداً على متانة هذه العلاقة وضرورة حل ما يمكن أن يؤثر على ذلك.

جدد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة دعوته للسلطات المصرية برفع الحصار عن قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه من غير المعقول أن يكون الأمن المصري على حساب سكان القطاع المحاصرين. وأكد هنية في تصريح له اليوم الجمعة، أن "من حق مصر حماية أمنها، لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب غزة"، مطالباً "بوقف حملة التحريض والتهديد المصرية على قطاع غزة". وناشد السلطات المصرية بفتح معبر رفح أمام سكان قطاع غزة، والتخفيف من الحصار والتضييق الذي أصابهم جراء الإغلاق المتكرر للمعبر. وأعرب عن استغرابه أن يتم تدمير الأنفاق الأرضية دون وجود بديل يسد حاجة الأهالي، قائلاً: "نحن لا نتوقع العدوان والتجويع إلا من العدو الصهيوني". وكشف هنية عن وجود اتصالات مكثفة تجريها حكومته مع العديد من الدول من أجل وقف تدهور الأوضاع الإنسانية داخل القطاع نتيجة استمرار الحصار وتزايده خلال الفترة الحالية.

وصلت قافلة أميال من الابتسامات 23 إلى قطاع غزة، مساء اليوم الخميس عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، وهي أول قافلة مساعدات تصل القطاع بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. وقال رئيس القافلة عصام يوسف في مؤتمر صحفي في الجانب الفلسطيني من معبر رفح إن القافلة نجحت في الوصول لغزة بعد انقطاع لمدة تزيد عن ثلاثة شهور جراء أسباب كانت خارج إرادتهم. وشكر السلطات المصرية على ما قدمته من تسهيلاتٍ لعبور القافلة إلى قطاع غزة، قائلا نتوقع أن تستمر مصر بذلك وستقدم المزيد بالمستقبل بمشيئة الله عز وجل، لأننا نريدها دائمًا بالريادة. وشدد يوسف على أن لا شيء سُيعيق قدومهم بالمستقبل لغزة، وستحمل قافلة "أميال من الابتسامات" ما تتمكن من حمله والوصول له من كافة أصقاع الأرض. وأضاف مخاطباً أهل غزة إن معاناتكم كبيرة ونحن نعلم ذلك جيدًا، وهي لا تقل عن معاناة فلسطيني الضفة الغربية والشتات، وحسبنا أن نقول أصبروا واصمدوا فتحرير فلسطين سيكون قريبًا. وضمت القافلة متضامنين من الجزائر وليبيا والأردن وبريطانيا والسويد وماليزيا، حملوا معهم بعض المساعدات.