قال سفير المملكة المتحدة في العراق، سيمون كوليز، إن بلاده حذرت السلطات العراقية من التهديدات التي يمثلها تنظيم ما يسمى بـ"داعش"، وذلك في وقت سابق، لقيام التنظيم بالدخول والسيطرة على مناطق واسعة في البلاد. وأضاف كوليز، اليوم الاثنين، "لا أقول إن هناك أحدا تمكن من رؤية والتنبؤ بسرعة التقدمات التي حصلت وكانت في جزء منها نتيجة انهيار جانب كبير من القوات الأمنية العراقية، فكون الموصل ضعيفة كان حقيقة معروفة، وكون "داعش" تسيطر على مناطق بالعراق في الأنبار وغيرها من العام الماضي هو حقيقة كانت أيضا معروفة". وتابع السفير البريطاني، "لقد كنا على علم تام بالخطورة المحدقة هذه، وقدمنا النصح للحكومة العراقية حول أفضل وسيلة لمواجهة الموضوع"، لافتا إلى أن الحكومة البريطانية تواصلت مع حكومة رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وأكدت أن الطريقة الوحيدة لإلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" هي من خلال "إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب"، بما فيها من إجراءات سياسية واقتصادية وأمنية.

أعلن مصدر أمني في محافظة صلاح الدين شمال العراق، أن الاشتباكات التي جرت بين "داعش" والعشائر جنوب تكريت، أسفرت عن مقتل وإصابة 47 شخصا، غالبيتهم من عناصر التنظيم. وقال المصدر إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين مسلحي "داعش" وأبناء العشائر في ناحية الضلوعية، أسفرت عن مقتل 15 عنصرا من التنظيم وإصابة 17 آخرين ومقتل 4 من أبناء العشائر وإصابة 11 آخرين بجروح مختلفة. وعثر على مقبرة جماعية لعناصر من "داعش" في حي الضباط بمدينة الفلوجة، تضم 26 جثة أغلبها لعرب، كما عثر على مقبرة مماثلة تضم رفات أكثر من 22 من عناصر التنظيم كلهم من العرب. وقالت الشرطة إن 15 جنديا ومتطوعا واحدا سقطوا بين قتيل وجريح، إثر اشتباكات في ناحية جرف الصخر التابعة لقضاء المسيب شمالي مدينة الحلة جنوب بغداد. كما أعلن مصدر أمني في بعقوبة اليوم أن عناصر تنظيم داعش أعدموا 12 شخصا بقرية نوفل التابعة للأطراف الشمالية لقضاء المقدادية شمال شرقي بعقوبة، في أثناء انسحابهم منها.

ضيق تنظيم "الدولة الاسلامية" الخناق على ثالث كبرى المدن الكردية في أقصى شمال سوريا، سعيا لتوسيع سيطرته على مناطق حدودية مع تركيا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد. ويسعى التنظيم الجهادي الذي تكتسب عملياته في سوريا زخما من الهجوم الكاسح الذي يشنه في العراق منذ شهر، إلى ربط مناطق سيطرته في شمال سوريا وشرقها، مع المناطق التي سيطر عليها في شمال العراق وغربه. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات له إن "ريف مدينة عين العرب "كوباني باللغة الكردية" بات محاصرا بشكل كامل من الدولة الإسلامية" التي تتقدم باتجاه المدينة الواقعة في ريف حلب. وأوضح إن عناصر التنظيم الجهادي "يبادرون إلى الهجوم ويتقدمون، وسيطروا في الأيام العشرة الماضية على سبع قرى تقع إلى الجنوب والشرق والغرب من عين العرب"، ثالث كبرى المدن الكردية في سوريا بعد القامشلي، في محافظة الحسكة، وعفرين، في ريف حلب. وبحسب المرصد، يبلغ عدد سكان عين العرب وريفها نحو 400 الف نسمة.

أكد أثيل النجيفي محافظ نينوى العراقية، التي سقطت بأيدي "داعش" في العاشر من الشهر الماضي، إن التنظيم يستعد للانسحاب من الجانب الأيسر من مدينة الموصل وتسليمه إلى "جيش الطريقة النقشبندية" المقرب من حزب البعث الفرع الذي يتزعمه عزة الدوري. وأشار إلى أن "هناك على ما يبدو شبه اتفاق بين داعش والنقشبندية للتخلي عن الجزء الأكبر من مدينة الموصل تهيؤا لترك محافظة نينوى والعودة إلى قواعدهم في منطقة الجزيرة"، حسبما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية. وقال النجيفي أمس إن داعش "ليست لها إمكانية المواصلة ومسك الأرض، حيث لا يتجاوز عددهم اليوم في مركز المحافظة ألفي عنصر، وهم غير معتادين أو مهيئين لاحتلال مدن وتسييرها إداريا، بل هم يقولون للناس نحن لن نبقى وسوف ننسحب"، موضحا أن "إدارة المحافظة خارج سيطرتي الآن مع أني أديرها من خلال الهاتف والاتصالات المباشرة. وأشار النجيفي إلى أن "الموصل ستعود لسيطرة الدولة خلال شهرين ومن دون تدخل عسكري؛ إذ أن الناس وداعش لا يريدون أي تدخل للقوات المسلحة التي تخلت عن الدفاع عن المحافظة"، معبرا عن اعتقاده أن "النقشبندية" سوف يعملون على إعادة المحافظة إلى الشرعية كونهم معتدلين وهم أصحاب طريقة صوفية.

قتل 6 من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" واثنان من العشائر، فجر اليوم الأحد، خلال اشتباكات بمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق. وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، إن الاشتباكات مستمرة، منذ فجر اليوم، بين مسلحي "الدولة الإسلامية" من جهة وقوات الشرطة وأبناء العشائر من جهة أخرى، في محاولة لاقتحام قضاء الضلوعية، شرق مدينة سامراء، مبينا أن مسلحي "الدولة الإسلامية" فجروا جسرا يربط قضاء الضلوعية وبلدا بسامراء. وأضاف المصدر، أن "هجوما واسعا شنه مسلحو "الدولة الإسلامية" على محورين من قضاء الضلوعية بمحافظة صلاح الدين، منذ ساعات الفجر الأولى، مشيرا إلى أن قوات الشرطة وأبناء العشائر تصدوا لهذا الهجوم واندلعت معركة شرسة أدت إلى مقتل 6 منهم واثنين من أبناء العشائر، حسبما ذكرت وكالة الأناضول. مضيفا أن "عناصر "الدولة الإسلامية" انسحبت بعد أن تلقت "ضربات موجعة"، وتحصنت في بناية المحكمة بقضاء الضلوعية الذي يشهد اشتباكات مسلحة بين عناصر التنظيم وقوات الشرطة والأهالي، فيما انتشر قناصة من "الدولة الإسلامية" على أسطح المباني وسط القضاء.

هاجم مسلحون ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قريتين شيعيتين في محافظة ديالى الواقعة في شرق العراق وقاموا بتهجير سكان القريتين بعد معارك ضارية مع القوات الامنية مسلحين، وفقا لشهود عيان. وأفاد الشهود، أن المسلحين هاجموا أولا قرية التوكل الواقعة على بعد نحو 100 كلم شمال مدينة بعقوبة، واشتبكوا مع القوات الأمنية والمسلحين الشيعة الذين انسحبوا بعد قتال دامي. واثر انتهاك المعارك ودخول المسلحين، غادر سكان القرية التي تتكون من نحو مئتي منزل تاركين وراءهم مزارعهم وماشيتهم باتجاه حي المعلمين في ناحية المقدادية القريبة. وبعد وقت قصير شن عناصر "الدولة الإسلامية" هجوما مماثلا على قرية الزركوش التي تضم نحو 40 منزلا وتقع شمال ناحية السعدية شرق بعقوبة، وخاضوا معارك مع القوات الأمنية وقاموا بتهجير سكانها باتجاه قرية شهربان القريبة. ويسيطر عناصر "الدولة الإسلامية" الذين يحاولون منذ اكثر من أسبوعين دخول ناحية المقدادية من دون أن ينجحوا في ذلك، على ناحية السعدية وتقوم القوات الأمنية بقصف مواقعهم فيها بالطائرات.

نقرأ من الصحف العربية الصادرة اليوم السبت 12 يوليو 2014: مجلس الأمن يصوت على قرار مساعدات إنسانية لسوريا، وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يبيع النفط بـ 55 دولارا للبرميل ويصبح أغنى جماعة مسلحة في العالم، وقصف صاروخي لمطار بنغازي واستمرار الجدل حول توطين مجلس النواب هناك فيما تنفي مفوضية الانتخابات التحضير لأول عملية اقتراع رئاسي في ليبيا. مساعدات إنسانية لسورية ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية، أن دبلوماسيين أعلنوا أمس الجمعة أن "مجلس الأمن الدولي سيتبنى الاثنين المقبل، قرارا يسمح لقوافل وكالات الأمم المتحدة لعمل الإنساني وشركائها، بتقديم مساعدات إلى ملايين المدنيين السوريين عبر استخدام المعابر الحدودية وخطوط النزاع داخل البلاد". وقال السفير الرواندي أوجين ريشار جاسانا، الذي يترأس مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الجاري: "نحن قريبون من اتفاق جيد جدا". وستمر القوافل عبر 4 نقاط حدودية، اثنتان في تركيا (باب السلام وباب الهوا) ونقطة في العراق (اليعربية) ونقطة في الأردن (الرمثا). وينص القرار على "آلية مراقبة" بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "للتأكد من الطبيعة الإنسانية لشحنات الإغاثة". وتعتبر الأمم المتحدة ان هذا النظام من شأنه أن يسمح بإيصال مواد غذائية وأدوية إلى ما بين 1,3 و1,9 مليون مدني إضافي معظمهم في مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة. "داعش" أغنى تنظيم في شأن مختلف قالت صحيفة "الحياة" اللندنية، إن مصادر في الإدارة الأمريكية أبدت قلقها من تنامي النفوذ المالي والتجاري لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على إثر ورود تقارير موثوقة تشير الى أن دخل التنظيم يبلغ مليون دولار يوميا على أقل تقدير. وسيطر التنظيم على بئر أو بئري نفط في جبل حمرين، الواقع جنوب مدينة كركوك، فور بسط نفوذه على الموصل في 10 يونيو الماضي، وتتراوح كمية إنتاج النفط في حقل حمرين بين 16 و20 ألفا في اليوم، ويبيع "داعش" البرميل بنصف سعر السوق الدولي، أي نحو 55 دولارا، وهو ما يترك هامشا ربحيا كبيرا للمتعاونين معه في تجارته النفطية، ويجعل من الصعب على حكومة كردستان العراق مكافحة هذه التجارة. وأضافت "الحياة" أنه ليس هناك أرقام موثوقة لكمية النفط السوري الذي يتم استخراجه وبيعه، إلا أن بعض الخبراء قدروا الكمية بين الفين وخمسة آلاف برميل، وهي من شأنها أن تدر على التنظيم ربع مليون دولار يوميا. في السياق نفسه، تحدث خبراء في واشنطن عن قيام "داعش" ببيع كمية من الذخائر والأسلحة، صارت فائضة لدى التنظيم بعد استيلائه على مخازن سلاح الجيش العراقي. ويقول بعض الخبراء إنه "يمكن اشتراء رشاش إم -17 الأمريكي بنصف سعره في أسواق تكريت أو أربيل، والغالب أن مصدر هذه الأسلحة الموصل". عائد هذا الدخل ممكن إضافته إلى 420 مليون دولار يقال إن التنظيم استولى عليها من المصارف الحكومية العراقية التي سيطر عليها في محافظة نينوى، ما دفع الخبير ستيف ليفين إلى القول إنه "قد يكون بحوزة داعش ما مجموعه 1.3 مليار دولار". ويجعل هذا المبلغ من "داعش"، الذي تضعه واشنطن على لائحتها للتنظيمات الإرهابية، "أغنى تنظيم إرهابي في العالم". لا انتخابات رئاسية في ليبيا أبرزت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، نفي المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، صدور تعليمات لموظفي المفوضية بالبدء في التحضير لانتخابات الرئاسة وأنها ستكون من الشعب مباشرة. وأكدت المفوضية في بيان لها أمس أنها ما زالت بصدد استكمال المرحلة السابقة والتي لم تستكمل بعد، مشيرة إلى أنها سبق أن أعلنت وفي مرات سابقة أنها غير مسؤولة عن صحة ما ينشر خارج قنواتها الرسمية. وكان عمر حميدان، الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الذي يستعد لتسليم السلطة إلى مجلس النواب الجديد، قد أبلغ "الشرق الأوسط" مؤخرا أن أول انتخابات رئاسية بليبيا ستجرى في الرابع عشر من شهر سبتمبر المقبل، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد بعد نجاح الثورة التي قامت عام 2011 ودعمها حلف شمال الأطلنطي (ناتو) ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي. وأضافت الصحيفة في سياق آخر، أن مطار بنينا الدولي ببنغازي تعرض لقصف بأربعة صواريخ لكنها لم تسفر عن تسجيل أي خسائر بشرية، حيث قال مدير المطار إبراهيم فركاش، إن الصواريخ سقطت على محيط المطار وأوقعت أضرارا بموقف السيارات ومبنى الحجر الصحي وتدمير واجهة المطار في تدميرها، مشيرا إلى أن صاروخا آخر سقط في نفس المكان. بموازاة ذلك، أعلنت الشرطة الألمانية أن شابا تونسيا أصيب بحروق تهدد حياته بعد أن أشعل النار في نفسه أمام السفارة الليبية في برلين أمس الجمعة مضيفة أن الشاب معروف للعاملين بالسفارة ولا يبدو أن دوافعه سياسية.

بثت وزارة الدفاع العراقية، تسجيل فيديو، يظهر قيام قوة تابعة لسلاح الجو بتوجيه ضربات تجاه أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" في مناطق حزام بغداد والأنبار. وكان جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، أعلن اليوم الجمعة، عن مقتل العشرات من عناصر وقيادات تنظيم "داعش" بينهم عرب الجنسية بقصف استهدف اجتماعا لقادة التنظيم غربي الرمادي. وقال المتحدث باسم الجهاز صباح النعمان إن "جهاز مكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع القوة الجوية استهدف اجتماعا لقادة تنظيم داعش الإرهابي في مبنى المخبارات القديمة قرب كمرك القائم (350 كم غرب الرمادي)، ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر وقيادات التنظيم الإرهابي".

أعلنت الحكومة المحلية في الكوت، عن نزوح أكثر من 200 عائلة من مدن الموصل وسامراء وبعقوبة على خلفية سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على الموصل قبل شهر. وقال فلاح القريشي، مدير إعلام مجلس المحافظة "إن اللجان المشكلة من قبل مجلس المحافظة سجلت على مدى الأيام الماضية نزوح 208 عائلة جاءت من مدن الموصل وسامراء وبعقوبة نتيجة للأوضاع الأمنية فيها والأعمال التعسفية التي ينتهجها إرهابيو داعش والقاعدة بحق المدنيين وأن النازحين توزعوا بين الأقضية والنواحي وخصوصا في شمالي المحافظة". وأضاف أن "المحافظة وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقي شكلت منذ 3 أيام غرفة عمليات لحصر أعداد العوائل النازحة صوب المحافظة، وسد احتياجاتهم ولتهيئة الأجواء أمامهم وأن النازحين توزعوا بين السكن والإقامة في الفنادق وعند الأقارب". وأشار القريشي "إن جمعية الهلال الأحمر والمحافظة يوليان اهتماماً كبيرا بتوزيع المساعدات الغذائية ومياه الشرب والمستلزمات الإغاثية الأخرى بين العوائل النازحة وأن الأيام المقبلة ستشهد نزوحا لعدد آخر من العوائل نتيجة لما تتمتع به محافظة واسط من استقرار امني".

ذكرت الشرطة العراقية، اليوم الجمعة، أن 15شخصا قتلوا من بينهم عناصر في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأصيب 8 آخرين بجروح في أعمال عنف متفرقة في مدينة بعقوبة "57 كم شمال شرقي بغداد". وأوضحت المصادر أن " 3 جنود و 5 من مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا بعد معرركة عنيفة تمكنت القوات الأمنية خلالها من تحرير معسكر "النورمندي" مقر اللواء 20 في الجيش العراقي واستعادت السيطرة عليه بعد ساعات قليلة ". واقتحم مسلحي تنظيم داعش منزل أحد عناصر الشرطة في الإطراف الجنوبية لناحية السعدية شمال شرق بعقوبة، وقتلت 2 من أشقائه وإحراق منزله بالكامل على خلفية قيام الشرطي بقتل أحد عناصر داعش في منطقة السعدية، وأطلق تنظيم داعش أكثر من 6 قذائف هاون على القرى القريبة من مقر اللواء 22 الفيلق الثاني بعد إجباره من قبل القوات الأمنية وأبناء العشائر على ترك المناطق التي سيطر عليها لعد ساعات وأدى إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة 8 آخرين ".

أعلن قائد عمليات الأنبار غربي العراق الفريق الركن رشيد فليح، اليوم الجمعة، وصول 500 متطوع إلى المحافظة لمقاتلة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وقال فليح إن "500 متطوع من أبناء العشائر من منطقة التاجي شمال بغداد وصلوا مدينة الرمادي (مركز المحافظة) لمساندة الأجهزة الأمنية في مقاتلة عناصر الدولة الإسلامية التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير في الأنبار". وأضاف أن "المتطوعين تلقوا تدريبات عسكرية في جميع المجالات، وفق أساليب حديثة في التصدي للإرهاب، واستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة". وأوضح فليح أن "المقاتلين الجدد سيشاركون الأجهزة الأمنية بقتال الدولة الإسلامية في العراق والشام بشكل ثانوي، لأنه لا يمكن زجهم في معارك عنيفة ضد المجاميع المسلحة، وبخاصة أنهم متطوعون جدد".

يقول الجندي العراقي، إنه ترك الجيش الأسبوع الماضي يأسا، ورغم أنه لا يزال ينوي القتال فإنه لن يعود إلى الوحدة التي تركها في مدينة الرمادي بغرب البلاد. هو يريد بدلا من ذلك الانضمام إلى عشرات الألوف من المتطوعين دفاعا عن المراقد الشيعية، في مواجهة المسلحين الذين زحفوا على شمال البلاد وغربها والذين يعتقد أنهم يهددون الآن طائفته. قال الجندي البالغ من العمر 31 عاما، والذي طلب حجب اسمه خشية العقاب، "الضباط أوصلونا إلى مرحلة إما أن يموت فيها الجندي أو يهرب". أضاف "سأذهب للقتال كمتطوع وليس كجندي. لست خائفا وإنما هي قناعتي". تلقي القصة الضوء على صراع يمكن أن يمزق العراق، فمع تضرر وحدات الجيش الشمالية بقوة بسبب فرار الجنود مع سقوط مدن سنية رئيسية في يونيو، باتت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يهيمن عليها الشيعة تتكئ بقوة على ميليشيات شيعية ومتطوعين يحركهم شعور الوازع الديني. ويوجد في بعض المناطق الآن مسلحون شيعة ومتطوعون مدنيون لا يقلون عددا -إن لم يكن يزيدون- عن الجنود النظاميين، حسبما يقول متطوعون ومتحدث باسم إحدى الميليشيات. البعض يذهب إلى الجبهة بينما يقف آخرون في نقاط تفتيش ويحرسون قواعد ويشاركون في حملات. وأمكن حشد عشرات الآلاف منذ وجه أعلى مرجعية شيعية بالعراق نداء برفع السلاح في مواجهة الهجوم الخاطف، الذي قاده تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وساعد هذا على الأرجح قوات الأمن على درء انهيار تام، لكن تظل المخاطر عالية، فكثير من المتطوعين الجدد ليست لهم فائدة تذكر في ساحة المعركة، كما أن نشر ميليشيات شيعية في مناطق مدنية يمكن أن يزيد من حدة الطابع الطائفي للصراع. ولا يرجح أن يكبح المالكي -الذي يلقي عليه كثيرون باللائمة في تفاقم الصراع- هذه الميليشيات في وقت يجاهد فيه للبقاء في السلطة. دعوة لرفع السلاح يرفع متطوعون يرتدون زيا مموها أيديهم بالتحية العسكرية وهم يدخلون مكتب العقيد علي الماجدي، المكتب عبارة عن غرفة متسعة بها أرائك مزخرفة وموائد صغيرة ومنافض للسجائر ومزهريات في قاعدة عسكرية في حي أبو غريب بغرب بغداد. وقال الماجدي إن 1200 متطوع وصلوا لتعزيز قوته الأصلية التي يزيد قوامها على 3400 مقاتل، منذ دعا آية الله العظمى علي السيستاني أعلى مرجعية شيعية في العراق في 13 يونيو، كل الرجال القادرين على حمل السلاح إلى قتال المسلحين. قدم هؤلاء دعما مطلوبا بشدة لرجال الماجدي المكلفين بحماية منطقة كبيرة على حدود محافظة الأنبار، التي يسيطر المسلحون على أكبر مدينتين فيها. قال العقيد إن معظم المتطوعين يكلفون بمهام "الخط الثاني"، مثل تفتيش السيارات والوقوف في نقاط التفتيش، لكنه قال إن هناك قلة تتوق للعمل على خطوط الجبهة، حتى أنها تتخذ هذه الخطوة من تلقاء نفسها. وأضاف "إذا كانوا مدربين ويريدون الانضمام لإخوانهم فلن نقول لهم لا". كانت فتوى السيستاني ضمانا بعدم حدوث نقص في أعداد مثل هؤلاء المتطوعين، وكثيرون منهم شبان من مناطق شيعية يعتبرون التطوع واجبا مقدسا. ولم يتردد أحد المتطوعين في الإجابة حين سئلوا عن سبب تطوعهم، فقال واحد "دعوة الشيوخ" وقال ثان "للدفاع عن الأمة" وأجاب آخر "للدفاع عن العراق". "كان من الخطأ" معظم المتطوعين الذين التقى بهم كاتب المقال أبدوا حماسة بالغة -وتذكر ضابط أمن متقاعد وهو يضحك كيف أنه نجا بالكاد من انفجار عبوة ناسفة- لكن حتى بعض المسئولين العراقيين يتساءلون عن جدوى انتشارهم في النهاية. وقال مقاتل عمره 25 عاما في سامراء بالقرب من خط الجبهة، إن كثيرا من القادمين الجدد صغار السن أكثر مما ينبغي أو غير مدربين جيدا مما يحول دون الاستفادة منهم. وأضاف المقاتل أن أحدهم أطلق الرصاص بطريق الخطأ على زميله بينما كان راكبا خلفه في سيارة، وقتل آخر نفسه بينما كان يضع بندقيته بين رجليه دون أن يحرك صمام الأمان. أسلاف الميليشيات براعة الميليشيات الشيعية النسبية، ساعدت الجيش في إبطاء تقدم المسلحين وإشاعة الاستقرار على خطوط القتال. ومنذ سقوط الموصل أكبر مدن الشمال في أيدي المتشددين في العاشر من يونيو، وانهيار القوات العراقية يزداد ظهور جماعتي عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، المدعومتين من إيران واللتين تقاتلان مع القوات الحكومية حول محافظة الأنبار الغربية وفي محيط بغداد منذ الشتاء. وأنصار رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر الذين قاتلوا القوات الأمريكية تحت لواء جيش المهدي خلال سنوات الاحتلال من 2003 إلى 2011 عادوا باسم جديد هو "سرايا السلام"، وظهر رجل الدين بعمامته السوداء على شاشات التلفزيون هذا الأسبوع محاطا بمساعدين يرتدون زيا مموها وهو ينظر مليا في خرائط ويفكر في عمليات النشر حول سامراء.

قتل 11 شرطيا وأصيب 24 آخرين بجروح، خلال اشتباكات متواصلة منذ أمس الخميس، مع مسلحين ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" يحاولون اقتحام مدينة الرمادي من جهة الغرب، بحسب ما أفاد مصدر في الشرطة وطبيب. وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة لوكالة "فرانس برس" اليوم الجمعة: "تدور منذ أمس اشتباكات ضارية بين القوات العراقية ومسلحين من (الدولة الإسلامية) يحاولون اقتحام الرمادي غرب بغداد، من جهة الغرب". وأضاف أن "الاشتباكات وقعت في منطقة الخمسة كيلو وقرب مقرات حكومية بينها مبنى مجلس المحافظة الجديد ومناطق أخرى، بينها التاميم والحربة حيث فجروا مركزا للشرطة وسيطروا على مركز ثان". وقال المصدر ان 11 شرطيا قتلوا وأصيب 24 آخرين في هذه الاشتباكات، وهي حصيلة أكدها الطبيب أحمد العاني من مستشفى الرمادي. في موازاة ذلك، أعلن ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي "فقدان أثر 31 عسكريا بينهم عدد من الضباط الذين كانوا موجودين في إحدى المناطق القريبة من موقع الاشتباكات".

نشرت صحيفة "تيليجراف" البريطانية، رسماً توضيحياً يظهر هيكل القيادات التابع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وعلى رأسه "الخليفة" المزعوم أبو بكر البغدادي. تعريف الأشخاص في هيكل "داعش" الأول: أبو بكر البغدادي "إبراهيم البدري". الثاني: النائب "أبو مسلم التركماني"، اسمه فاضل الحيالي، ضابط جيش سابق من تلعفر. الوزراء.. من اليمين الأول: أبو عبدالرحمن البيلاوي، اسمه عدنان إسماعيل نجم، ضابط سابق في الجيش، المسؤول العسكري الأول، قتل في الموصل في 5 يونيو الماضي. الثاني: أبو قاسم، اسمه: عبدالله أحمد المشهداني، مسؤول استقبال العرب وتأمين الانتحاريين. الثالث: أبو هاجر العسافي، اسمه: محمد حميد الدليمي، مسؤول البريد في التنظيم، "وظيفة هامة، التنسيق ونقل التعليمات". الرابع: أبو صلاح. اسمه: موفق مصطفى الكرموش، مسؤولية المالية في التنظيم. الخامس: أبو علي، وكنيته الأخرى: أبو لؤي، اسمه: عبدالواحد خضير أحمد، المسؤول الأمني العام عن التنظيم. السادس: أبو محمد، اسمه: بشار إسماعيل الحمداني، مسؤول ملف السجناء. السابع: أبو عبدالقادر، اسمه: شوكت حازم الفرحات، المسؤول الإداري العام في التنظيم. مكتب الحرب.. من اليمين الأول: أبو كفاح، اسمه: خيري عبد حمود الطائي، مسؤول التفخيخ. الثاني: أبو سجى، اسمه: عوف عبدالرحمن العفري، مسؤول الشؤون الاجتماعية في التنظيم "رواتب وإعانات ورعاية أسر". الثالث: أبو شيماء، اسمه: فارس رياض النعيمي، مسؤول مخازن السلاح في التنظيم. المحافظون.. من اليمين الأول: أبو ميسرة، اسمه: أحمد عبدالقادر الجزاع، مسؤول التنظيم في بغداد. الثاني: أبو مهند السويداوي، اسمه: عدنان لطيف السويداوي، مسؤول داعش في الأنبار، ضابط سابق في الجيش. الثالث: أبو جرناس، اسمه: رضوان طالب الحمدوني، مسؤول داعش على الحدود بين العراق وسوريا. الرابع: أبو فاطمة، اسمه: أحمد محسن الجحيشي، مسؤول داعش في محافظات الفرات الأوسط. الخامس: أبو فاطمة، اسمه: نعمة عبد نايف الجبوري، مسؤول التنظيم في محافظة كركوك. السادس: أبو نبيل، اسمه: وسام عبد زيد الزبيدي، مسؤول التنظيم في محافظة صلاح الدين.

حذرت مصادر غربية واسعة الاطلاع في بروكسل من خطر انزلاق دول إقليمية إلى الانخراط في أدوار عسكرية مباشرة على الأرض العراقية، الأمر الذي ينذر بتعقيد النزاع وتزايد احتمالات توسعه. وقالت المصادر الغربية لصحيفة "الحياة" اللندنية، نقلاً عن "مصادر عراقية موثوقة"، إن الغارات الجوية التي شنت في الأيام الماضية في العراق ضد مواقع "داعش" دعماً للقوات الحكومية التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي، "نفذتها طائرات إيرانية يقودها طيارون إيرانيون". وأضافت، أن هذه الطائرات انطلقت من قواعد إيرانية قريبة من حدود العراق، وفي بعض الأحيان من قواعد جوية في سوريا. وشددت المصادر، نفسها على أن الطائرات الحربية التي تسلمها العراق من روسيا، لم تشارك في القتال بعد، وأن الإعلان عن وصولها سهل للطائرات الإيرانية تنفيذ غاراتها، وأشارت إلى، أن طائرات الهليكوبتر التي استهدفت مواقع المعارضين المسلحين كانت طائرات تابعة لسلاح الجو العراقي. ولفتت المصادر، إلى أن المشاركة الميدانية الإيرانية في الأحداث الدائرة في العراق توحي بأن طهران اختارت طريق التشدد، وأنها تتعامل مع تقليص سلطة الحكومة العراقية الموالية لها على أنها محاولة لتقليص النفوذ الإيراني في هذا البلد، وهو "ما لن تقبل به في وقت تخوض مفاوضات صعبة مع الغرب تتعلق بملفها النووي".

ذكرت الشرطة العراقية أن 3 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بينهم قيادي بارز، قتلوا برصاص القوات العراقية في مناطق شمال شرقي مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد، إلى جانب مقتل 157 آخرين خلال 48 ساعة مضت. وقالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الخميس، إن القوات الأمنية تمكنت من قتل 3 من مسلحي تنظيم داعش، بكمين في أحد البساتين التابعة لمنطقة الصدور شمال شرقي بعقوبة بينهم المسؤول العسكري ومخطط اقتحام مقر الفيلق الثاني في الصدور عبد المجيد كامل، وهو أحد ضابط جيش سابق في إحدى منشآت التصنيع العسكري المنحلة. في السياق نفسه، أعلنت القيادة العسكرية في العراق اليوم أنها تمكنت خلال الساعات الـ48 الماضية من قتل 157 من عناصر "داعش" وتنفيذ 132 طلعة جوية لقصف مقار وتجمعات ومعسكرات التنظيم في قواطع العمليات العسكرية في الموصل وتكريت والأنبار والحلة وبعقوبة.

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 20 عنصرا من تنظيم ما يسمى بـ"داعش" لقوا مصرعهم وأصيب آخرون بجروح إثر الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري على معسكر "الطلائع" الذي يتخذه التنظيم مقرا لتدريب مقاتليه في "الرقة" السورية. وفي ذات المحافظة، أفادت أنباء بمقتل شقيقين اثنين وسقوط عدد من الجرحى من العائلة ذاتها جراء الغارة التي نفذها الطيران الحربي على منطقة "الفخيخة" بالقرب من معكسر "الطلائع". من ناحية أخرى، سيطر التنظيم على قرى عبدي كوي ، كندال ، كري صور في الريف الشرقي لمدينة عين العرب "كوباني"، عقب انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي منها، حيث شهدت هذه القرى اشتباكات عنيفة وعلى مسافات قريبة بين الطرفين. وقد ارتفع عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي الذين لقوا مصرعهم منذ يوم أمس جراء هذه الاشتباكات إلى 18 قتيلا .

أعلنت "قيادة عمليات بغداد" مقتل47 عنصرا من تنظيم ما يسمى بـ"داعش" وتدمير عدد من العربات العسكرية. وذكرت قيادة عمليات بغداد، في بيان لها اليوم الأربعاء، أن قوة من الفوج الأول "اللواء 24" تمكنت من قتل 45 عنصرا من التنظيم وتدمير 4 عربات قتل من فيها في مناطق العبادي، والشورتان، والسعدان غربي بغداد، كما تمكنت قوة من الفوج الأول "اللواء 60" من تدمير عربتين وقتل من فيهما ضمن منطقة "جسر الرفوش"، غربي بغداد. وأضافت أن قوة من الفوج الثالث "اللواء 25" تمكنت من قتل اثنين آخرين ضمن منطقة "عرب جاسم"، جنوبي العاصمة. من ناحية أخرى، أعلن مصدر أمني في بابل أن العقيد عباس الخفاجي، آمر الشرطة الاتحادية في شمال بابل، أصيب بجروح خطيرة إثر اشتباكات مع عناصر "داعش" بناحية "جرف الصخر"، شمال غرب مدينة الحلة، جنوبي العراق. وفي الموصل ، قتل 4 أشخاص وأصيب 10 آخرون اليوم في قصف غربي المدينة الواقعة شمال العراق. وقال مصدر أمني إن منطقة "الشفاء"، غربي الموصل، تعرضت للقصف، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين.

اعتبر رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، اليوم الأربعاء، أن أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، أصبحت "مقرا لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والقاعدة والبعث"، مؤكدا أن بغداد لن تسكت على سيطرة الأكراد على مناطق متنازع عليها. وقال المالكي في خطابه الأسبوعي المسجل الذي بثته قناة "العراقية" الحكومية "لا يمكن السكوت عن أي حركة استغلت الظروف وتمددت (...) ولا يمكن أن نسكت أن تكون أربيل مقرا لعمليات داعش والبعث والقاعدة والإرهابيين".

في ليلة من ليالي الأسبوع الماضي وبسيارة دفع رباعي نوافذها معتمة توقفت عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية عند منزل ضابط سابق بالجيش العراقي.. كان أحد الرجال الذين يراهم التنظيم عقبة أمام هدف إقامة خلافة تمتد من العراق إلى البحر المتوسط. توقع الأسوأ وبينما كانت عناصر التنظيم تقتاد اللواء المتقاعد إلى السيارة التي تكسوها راية التنظيم السوداء التي ترفع الشهادتين كان ابنه وزوجته يتوقعان ما هو أسوأ. قال الابن في اتصال تليفوني وهو يجهش بالبكاء "أتصل بأسر ضباط آخرين ولا أحد يعرف لماذا أخذوهم". خلال الأسبوع الأخير اعتقل المسلحون الذين سيطروا على مدينة الموصل الشهر الماضي ما بين 25 و60 من الضباط الكبار السابقين بالجيش وأعضاء حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه صدام حسين وذلك حسب روايات سكان وأقارب لمن تم اقتيادهم. وربما تحمل مثل هذه المداهمات دلالة على شقاق في التحالف الذي ساعد مقاتلي الدولة الإسلامية في تحقيق نصر سريع عندما جاءوا من الصحراء واستولوا على الموصل الشهر الماضي. والمدينة التي يعيش بها ما يقرب من مليوني نسمة هي أكبر مدينة على الإطلاق تسقط في أيدي الجماعة التي خرجت من عباءة تنظيم القاعدة وتعرف الآن باسم الدولة الإسلامية، كما أن الموصل جزء محوري في خطط التنظيم لإقامة خلافة إسلامية. وحين سيطرت الجماعة التي كانت تعرف حينذاك باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أجزاء شاسعة من العراق بسرعة خاطفة الشهر الماضي كانت تحظى بتأييد جماعات مسلحة سنية أخرى. كان أبناء العشائر والمتحالفون السابقون مع حزب البعث يتوقون لضرب زعماء الشيعة رغم أنهم لا يشاركون الدولة الإسلامية رؤيتها لدولة الخلافة لكن زعماء تلك المجموعات بات مطلوبا منهم الآن أن يبايعوا الخليفة الجديد. خطوة استباقية وقال أثيل النجيفي محافظ نينوى، الذي مازال يجري اتصالات هاتفية بسكان في الموصل بعد أن فر إثر سقوطها إلى مدينة أربيل التي يسيطر عليها الأكراد إنه يعتقد أن الدولة الإسلامية تريد توجيه رسالة مفادها أنها الجماعة الوحيدة على الأرض وأن على الناس أن يتبعوها أو يسلموا أسلحتهم. أما النائب حيدر عبادي، فقال إن الدولة الإسلامية تتخذ خطوة استباقية للقضاء على التحديات المحتملة، وأضاف أن التنظيم يعلم جيدا أنه لن يبقى إذا انقلبت هذه المجموعات عليه لذا فإنه لا يعطيها الفرصة. ومضى قائلا، إن الدولة الإسلامية دعت أصدقاءها من البعثيين السابقين للتعاون وإنهم فعلوا هذا فإذا هي تلفظهم الآن، وأضاف أن البعض سيتعهد بالولاء وأنها ستعدم من لا تعتقد أنه سيبايعها. وأكد ضابط بالمخابرات العراقية، اعتقال المتشددين لضباط كانوا يعملون في عهد صدام وقال إن الهدف من هذا هو ترويع الناس أو الانتقام أو الحيلولة دون تعاونهم مع الحكومة العراقية. وقال النجيفي، إن حوالي 2000 من سكان الموصل تعهدوا بالقتال إلى جانب الدولة الإسلامية منذ سيطرت على المدينة، لكنه قال إن من غير المرجح أن تكسب الدولة الإسلامية تأييد الضباط الذين أفنوا عمرهم في الجيش والبعثيين شديدي الارتباط بالحزب المنحل. أساليب مألوفة من بين أولئك الذين قال النجيفي، إن الإسلاميين اعتقلوهم اللواء وعد حنوش الذي كان من قادة القوات الخاصة في عهد صدام، وكذلك سيف الدين المشهداني، القيادي البعثي، الذي ظهر على إحدى بطاقات اللعب التي نشرها الجيش الأمريكي لأهم المطلوبين بالعراق خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وقال المحافظ وبعض السكان، إنهم يعتقدون أن إعلان الدولة الإسلامية عن قيام دولة خلافة الأسبوع الماضي أثار استياء أهل المنطقة وإن هذا ربما دفع الجماعة لاتخاذ خطوة استباقية لبتر أي بوادر للمقاومة. ورغم صورة التحالف التي جمعت الدولة الإسلامية والعشائر السنية ومخضرمي حزب البعث الشهر الماضي فإن هناك تاريخا من العداء بينهم. "الرياح تأتي بما تشتهي سفنهم" من بين الأسباب التي تدفع تنظيم الدولة الإسلامية للعمل سريعا لاستئصال خصومه المحتملين تلك القوة التي اكتسبها نتيجة تقدمه الخاطف الشهر الماضي. قال رمزي مارديني الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلسي للأبحاث في واشنطن، "لأن الرياح تأتي بما تشتهي سفنهم، فإن هناك ما يحفزهم للسعي لبسط سيطرة أكبر على الموصل عاجلا وليس آجلا". وأضاف، "لن يسمحوا لجماعات مسلحة أخرى بالعمل في الموصل.. ربما كانوا يستهدفون تعزيز وضعهم وتحويل المدينة إلى عاصمة فعلية لدولة الخلافة". ورغم أن مارديني يرى أن الدولة الإسلامية قوية الآن بما يمكنها من "الضرب وتعزيز الوضع وطرد الجماعات الأخرى" فإنه يرى أن مصير الجماعة في الموصل على المدى الطويل أقل وضوحا. قال "لا يخفى سرا أن الجماعات المتمردة الأخرى التي تمثل الحركة السنية ستنقلب في النهاية على الدولة الإسلامية". وتأكيدا على ضرورة الالتزام بفكره أصدر التنظيم "ميثاق المدينة" الذي يحظر التدخين والمخدرات والكحوليات ويأمر النساء بالاحتشام والتزام المنازل. وكان هذا ما فعله ابن لواء الجيش المتقاعد الأسبوع الماضي حينما اقتاد المتشددون أباه البالغ من العمر 68 عاما. قال الابن "قلت لهم إن ما يفعلونه لا يتماشى مع الإسلام وهو بالضبط ما كانت قوات (رئيس الوزراء نوري) المالكي ستفعله.. وقالوا لي ألا أخاف وإنهم سيعيدون أبي بعد أن يستجوبوه".