رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: الحياء خلق رفيع دليل على الإيمان

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن أخلاق الإسلام وآدابه ظلال يستظل بها من حر هذه الدنيا وزمهرير هذه الأزمان وفيح هذه الأوقات والمتغيرات، وأن أخلاق الإسلام وآدابه حصن حصين وسور عظيم صعب اقتحامه وعسير تعديه. وقال في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: من هذه الأخلاق والآداب أدب الحياء، فإن من يطالع الظروف والأحوال ومجريات الأحداث فإنه يتطلع إلى الحفظ والحماية من التطورات والمتغيرات خاصة فيما يخص الأخلاق ولن يجد المسلم خيرا ولا أفضل وأضمن من أن يتحلى بخلق الحياء حصنا يتحصن به وملجأ يلجأ إليه ومأوى ومأمنا يأمن به على نفسه ودينه وخلقه. وأوضح الخطيب أن الحياء في حقيقته شعور نبيل وخلق كريم يتولد من الإيمان بالله ورسوله ومصدره دين الله الحنيف، هذا الشعور يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح وهو من صفات النفس المحمودة ومن صفات الشرفاء وأهل السمو والرفعة، الحياء قيمة من قيم الإسلام وخلق عريق من أخلاق أهل الإيمان. وأكد أن الحياء بلغ مبلغا رفيعا ونال قدرا كبيرا فقد أثنى الله تعالى عليه كخلق بعدما حث عليه وأثنى على أهله بل وشرف به أكرم خلقه من النبيين والمرسلين والأولياء والصالحين، وكفى بالحياء شرفا أن يثني رب العزة سبحانه وتعالى عليه ويذكر أهله بكل خير. وأضاف: لقد تشرف بهذا الخلق النبيل حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، كما تشرف به موسى صلى الله عليه وسلم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى كان رجلا حييا ستيرا ووصف الله تعالى ابنتي شعيب عليه السلام بهذا الخلق فقال سبحانه «فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا» وكان الحياء قد سيطر عليها وشمل كيانها كله وكان صفة لها حتى قبل لقاء موسى ولذلك قال الله تعالى (تمشي على استحياء) ولم يقل تمشي على حياء لتأكيد الحياء فيها. وقال: تشرفت بالحياء أمنا عائشة الصديقة رضي الله عنها تقول رضي الله عنها: كنت أدخل بيتي بعد وفاة رسول الله وبعد وفاة أبيها وكان قد دفن بالبيت رسول الله وأبو بكر فكنت أقول لنفسي إنما أبي وزوجي فأخلع وأضع ثيابي، فلما مات عمر ودفن بجوار رسول الله وأبي استحييت أن أخلع ثيابي فكنت أشد ثيابي على نفسي حياء من عمر، رضي الله عنها تستحي من ميت. واستحيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ماتت أن يصلي عليها الرجال وهي في النعش بلا غطاء، فصنع لها ما يغطي النعش كاملا فارتضته رضي الله عنها وأوصت به أن تغطى به إذا ماتت، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن عثمان ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة، هؤلاء هم أصحاب رسول الله بلغوا في الحياء أن الملائكة تستحي منهم.

796

| 26 نوفمبر 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الإمام: القول الحسن يقرّب القلوب ويجلب المودة

قال د. محمد حسن المريخي إن من كبير وعجيب خلق الله تعالى اللسان الذي بين الفكين، وما ينطق ويعرب ويعبر من الكلام بلغات متعددة مختلفة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، والكلام من عجيب خلق الله تعالى بهذا اللسان الصغير ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين. وقال الخطيب فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إنه باللسان يكسب المرء من الحسنات ما لا يحصيها إلا الله، ويتلطخ بالسيئات والخطايا ما لا يحصيها إلا الله من قرأ حرفا من كتاب الله فله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف بهذا صح الخبر عن الصادق المصدوق وصح عنه أنه قال وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. وأضاف: الكلام باللسان إما طيب يؤجر عليه وإما خبيث سيئ يجازى ويعاقب عليه، فالكلام إما أن يرفع صاحبه ويسمو به في العلياء عند الله وعند الناس وإما أن يرديه ويهبط به في الغبراء، وأشرف وأسمى ما يتكلم به المرء وينطق به اللسان القول الحسن والكلام الطيب بعد ذكر الله تعالى وتلاوة آياته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وذكر الشيخ محمد المريخي أن القول الحسن قول الله ورسوله ومع الوالدين والبر بالأرحام ومعاملة الأصدقاء والخلان والتلطف مع الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلام اللين والمطمئن الذي يريح النفوس ويبشر بالخير ويطمئن القلوب ويجبر الكسور ويفرح الحزين ويعطي الأمل بإذن الله ويذهب الحزن والضيق، وفي الحقيقة أن القول الحسن أو التوفيق له يعد هداية من الله وتوفيقا منه سبحانه، يهدي ويوفق إليه من شاء من عباده، قال الله تعالى في شأن من وفقه وهداه وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ومعناه أنه تعالى وتبارك يرشدهم إلى أقوال حسنة طيبة يلهمهم إياها، يقولونها، فالكلمة الطيبة والقول الحسن هداية من الله وتوفيق منه. وقال الشيخ المريخي إن القول الحسن يرفع صاحبه عند الله ثم عند الناس ولو كان له أعداء ومعارضون، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات... فهي مغنم مبارك، وصاحب القول الحسن مأجور عند الله مهدي موفق محبوب عند الناس يألفهم ويألفونه، نال القبول والرضا والموافقة، والكلمة الطيبة تحفظ المودات وتديم الصحبة وتمنع كيد الشيطان وتغسل الضغائن وتجمع القلوب وتجلب المودة وتنقذ من النار.

1288

| 19 نوفمبر 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: تربية الأجيال أولوية قبل كثير من شؤون الأمة

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي إن تربية الأجيال والأبناء والناشئة يجب أن تكون الشغل الشاغل والحال والمقلق خاصة في هذا الزمان الذي امتلأت فيه الحياة بالمغريات والمبدلات والمؤسفات التي تنسف وتبيد في ظرف لحظات وساعات، تبيد وتنسف عمل أعوام وجهد أيام، كل بناء في هذه الحياة يهون ويعوض ويؤخر حتى يمكن الاستغناء عنه سواء كان حسيا أم معنويا. وأكد في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ أن بناء الإنسان وتنشئته وتربيته فإنه لا يؤخر عن حينه ولا يصرف عنه النظر إلى أجل ولو كان مسمى، وذلك لأن التربية والبناء للإنسان إذا فات فإنه غالبا لا يعوض، وإذا عُوض فإنه لا يكون كاملا تاما. عناية قصوى بالتربية وأضاف الخطيب: لقد اعتنى الإسلام واهتم بتربية أبنائه وأجياله من أول الأمر وهم في أصلاب آبائهم، فأمر بتزويج صاحب الديانة وتقديمه على غيره، تزويج صاحب الخلق والأمانة إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.. كما أمر الإسلام بعدما أكد على انتقاء الأب، أمر باختيار الأم الصالحة أو البنت المتدينة التي تربت في ظلال الدين عند والديها. لا إهمال للتربية وأوضح الشيخ محمد المريخي أن الأمم والبلدان قديما وحديثا لا تغفل عن قضية تربية نشئها وأجيالها ولا يتولى التربية فسادها أو فساقها، ولأن الأمة التي تغفل عن التربية فإنها في الحقيقة تغفل عن مصيرها المحتوم، ومن غفل عن مصيره وقادم أيامه ولياليه ولم يعد عدته فسوف يدفع الثمن غاليا غدا، يوم تحتاج الأمة إلى من يرفع عنها عدوها وحاقدها وحسادها والماكر بها المتربص بها الدوائر ويوم تحتاج الأمة حاجة ماسة إلى من يسند ظهرها ويحمي ثغرها ويصون ويحرس دينها وعقيدتها، التربية التي نحن بصددها والتي نطرق بابها هي تربية الإسلام وعلى الإسلام، أولا وقبل كل شيء التربية على كتاب الله وسنة رسول الله، أما ما يسمونها بالتربيات أو التربية - زورا وبهتانا - على غير هدي الله ورسوله المشرقة والمغربة فليست تربية ولا تمت إلى معاني التربية بصلة، فإنها تربيات فاشلة أثبتت فشلها وفسادها وخرابها. التربية على القيم وأضاف: كما تكون التربية بإيقافهم على كتاب الله البينات وخاصة التي تتكلم عن التربية، كما في سورة الإسراء والنور والفرقان ولقمان التي تبين عظمة وكبير اهتمام الإسلام بالناشئة، وتربيتهم كقوله يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ، وقوله وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، وقوله يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وتكون التربية بالقدوة بإبراز القدوة الصالحة المستقيمة التي تفعل الخير دائما وتعتمد الاستقامة والصلاح، فالأبناء بحاجة إلى قدوات صالحة يروونهم ليل نهار يسمعونهم يحببونهم إلى الجنة ويحذرونهم من النار، والأجيال تريد من يجلس معهم من الوالدين والأقربين والمربين والثقات والناصحين يريد من يتفرغ لهم ومن لم يجد عنده وقتا لهم فلن يجد له مكانا عندهم. تربية الوجدان لا الأبدان وذكر الخطيب أن التربية ليست تربية الأبدان وتسمين الأجسام وتلميع الملابس والثياب ولكنها تربية الوجدان والجوارح تربية على الأخلاق والآداب والمروءات والشيم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق: التربية أيضا بتحذيرهم من القدوات السيئة المنحرفة والفاسدة وبيان حقيقتها، والتربية لا تقوم بإقناع الناشئة بوجوب اعتناق اللسان الأجنبي وزرع ذلك في قلوبهم بأنه مستقبل العالمية والتطور في الوقت الذي ضيعت فيه الأجيال لسان الشريعة العربي، حتى أعجم القرآن والوحي عليهم، إن من أعظم الضعف أن تتكل الناشئة بغير لغتها وتؤرخ. إن أهمية تربية الأبناء مقدمة على كثير من شؤون الأمة وكبير مهامها كيف لا وهم يعمرون الأرض بطاعة الله ويحرسون العقيدة والدين، ويصونون الدين والأنفس ويدفعون العدو الماكر والخبيث ويسدون المنافذ، ويسندون الظهور ويحرسون الثغور. ونوه الخطيب بأن كثيرا هم الذين غفلوا يغفلون عن تربية الناشئة على الدين والصلاة والاستقامة، كثير سواهم في هذا الزمان، ووالله لقد خسروا وخر عليهم السقف من فوقهم، وتعبوا وعجزوا وهلكوا وأسفوا والله لقد كان الأسف الكبير والجرح العميق والأسى الشديد لقد جرفتهم الثقافات والأفكار والدنيا والغرور، ونسيان الدين الحق، فمنهم من لقى الله على غير هدى ومنهم من يترنح وينتظر النهاية المأساوية.

1383

| 12 نوفمبر 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الإمام: اتباع خطوات الشيطان يقود لطريق الضلال

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن إبليس اللعين كائن في هذه الحياة الدنيا ومخلوق في هذا الوجود هو رأس الشر ومنبعه، وعين البلاء ومصدره، إذا ذُكر الأعداء فهو رأسهم وإذا ذكر الأشرار فهو سيدهم وإذا ذكرت المصائب والمحن فأم المصائب المصيبة به، وكل الشرور هو مصدرها ومنبعها وفاعلها ومؤسسها، كل شر عند شره هين، وكل بلاء عند بلائه لين، إنه إبليس اللعين. وقال إن إبليس له خطوات وطرق ومسالك يؤمر بها ويدعو إليها، وأدوات يستعملها ووسوسة وكيد ونزعات ووعد وأمر ونهي وتخبط وزلات يتسبب بإنزال العباد فيها، وإنه يزين السوء ويدعو إليه، ويأمر بالفحشاء والمنكر ويصد عن سبيل الله وعن الصلاة، كما يدعو إلى التعري وكشف العورات وإبداء السوءات يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما. وأشار د. المريخي إلى أن إبليس ذكره الله في القرآن في 56 آية محذرا منه ومبينا خطورته ونزغاته وهي طرقه ومسالكه وما يأمر به وأدواته التي يستعملها ووساوسه وكيده وكل ما يستخدمه للإغواء، قال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر. وبين الخطورة العظمى لمن تتبع خطوات الشيطان بأنه يؤدي إلى عبادته من دون الله تعالى، يقول الله تعالى ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم. وذكر الخطيب أن سبيل الشيطان مظلم واتباعه خسارة دنيوية وأخروية وأتباعه عميان لا يبصرون الحق ولا الاستقامة ولا يعرفون سبيل المؤمنين لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها وسوف يرهقهم الشيطان ويتبعهم بالشهوات والمحرمات وسوف يعميهم عن الحق ويصدهم عن سبيل الله، وسوف يلقي بهم في الحرام والكفر والضلال وسخط الله وغضبه كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين. وسوف يأتي يوم القيامة ويتبرأ منهم على رؤوس الأشهاد في ساعة لات حين مندم، قال الله تعالى وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم. ولفت الخطيب إلى أن الشيطان اليوم استولى على الناس أيما استيلاء حتى قادهم يحتفلون به ويقلدونه في الرقص والحركات ويشوهون وجوههم يحتفلون بأعياد الشياطين، زينها الشيطان لهم رضوا بالهوان لأنفسهم واتباع الشياطين، وإن ابلى البلاء اليوم وأكبر أدوات الشيطان هذه الأغاني والموسيقى فقد أغوى الشيطان بها الأمة واستولى بها على عقولهم وقلوبهم كبارا وصغارا رجالا ونساء فبغض بها القرآن في قلوبهم وأضعف بها الدين والإيمان ورقق وهون هيبة الإسلام في النفوس واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا. هذه الأغاني المحرمة الخبيثة وإن فعلها كل الناس تسببت في تكريه القرآن وقسوة القلوب وعميانه وموت الأرواح وانتكاس البصيرة وجند الشيطان من أتباعه ممن غرر بهم ليدافع عن خبث الأغاني من عبادها. إن صاحب الأغاني لا يحب القرآن - وإن زعم حبه - فها هو يلاحق الأغاني ويبذل نفسه ونفيسه ووقته وعمره ولا يطيق ساعة يجلس يتعلم قراءة القرآن، ولو جلس فإنه في غاية الكدر والتعب والضيق وأورث الشيطان الناس بالأغاني عجمة في ألسنتهم حتى بدأ القرآن شاقا عليهم ثقيلا لا يكاد الواحد منهم يبين، وأذهب الشيطان بالأغاني الحياء والحشمة والمروءة حتى انكشفت السوءات وبدت العورات وعلت الأصوات والجهر بالباطل.

1635

| 05 نوفمبر 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الإمام: الإسلام دين القيم الإنسانية في أسمى معانيها

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن دين الإسلام رحمة الله للبشرية إلى يوم الدين، وأن الإسلام دين الرحمة والمودة، دين يجمع ولا يفرق دين القيم والمثل العليا وكريم المبادئ الأخلاقية ومن تأكيد الإسلام على قيمة الإنسانية في أسمى معانيها أنه دعا إلى التعارف والتكاتف والتواصل بين الناس ليس بين أفراد الأمة فقط وإنما حتى من غير المسلمين لما لذلك من تقوية الأمة وحمايتها وحراستها، ولما في التعارف والتواصل مع غير المسلم من الدعوة إلى الإسلام ونشر قيم الدين والملة، وإطلاع البشر على استقامته وسموه وأهدافه وغاياته يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل إن الله عليم خبير. دين تواصل بين الشعوب وأضاف الخطيب: لأن الإسلام دين العالمين أمر بالتواصل والتعارف مع الشعوب والأقوام وعرض الشريعة عليهم، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل رسله وكتبه إلى ملوك الأرض وكبراء الناس في أممهم يدعوهم ويبشرهم بدين الله ويعدهم وعود النجاة والفلاح إذا تابعوه وآمنوا به يخاطبهم بالحسنى والأسلوب المحبب للنفوس كما أمره الله تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله. دعوى دون إكراه وذكر الشيخ محمد المريخي أن القرآن الكريم يؤكد على ألا يكره الناس ولا يرغمهم على شيء فقط يدعوهم ويبلغهم ويريهم حسن الإسلام وكريم خصاله، وسمو غاياته، لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم، قال تعالى أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين والتعارف حيلة وقربى وزيادة ومودة ونصح وبذل وحب للخير، هذا إذا كان مع الأخ المسلم، أما إذا كان التعارف مع غير المسلم فهو صلة وعشرة وزيادة وخلق وبيان السبيل المستقيم ونصح وإرشاد وبيان للحقائق وإظهار للكرم والشجاعة الأدبية والعلمية واستعداد للحوار الهادف البناء ابتغاء الوصول إلى بر الأمان الدنيوي والأخروي دون إكراه على الدخول في الإسلام ولا إكراه على التنازل عن المبادئ. وأردف: في التعارف مع غير المسلم يظهر فيه خلق المسلم النبيل والتصرف المستقيم وكشف لأخلاق الإسلام، ذلكم لأن التعارف معهم في حقيقته دعوة للدخول في الإسلام، ببيان حقيقته المغيبة عندهم وإزاحة لما علق في الأذهان من الأخطاء الفظيعة والأفكار المنحرفة والتصور الخاطئ، التعارف معهم دعوة إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له، كما أنها دعوة للوقوف على هدي رسول الله والتعرف عليه من خلال السماح للنفس بالطلاع على كبير مقامه صلى الله عليه وسلم في كتاب الله وسنته المطهرة وأنه سيد الخلق وصفوة الخليقة وسيد ولد آدم والناس أجمعين. وقال الخطيب إن التعارف فرصة للنجاة لهم من الخسارة الأخروية فكم من مهتد هداه الله تعالى على من شاء من عباده المؤمنين بعد التعرف والمعرفة والجلوس معهم وحبا للخير ورغبة في كشف الحقيقة، فكم صرح هذا وغيره بأنه بعد وقوفه على الحقيقة أنه لم يسمع بهذا الخير في الإسلام، وأنه بهذه الحقيقة أذهبت فكرة أو فكرا معوجا عن الإسلام وأهله وكم من مهتد بكى بعد الهداية فرحا بنجاته وسلامته وعافية الله له مما كان عليه.

1955

| 08 أكتوبر 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي : المداومة على المساجد راحة للقلب وانشراح للصدر

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي إن أطهر البقاع بيوت ربها، وخير البلاد مساجدها، وأشرف الأرض مواضع سجودها، ويتواضع البنيان وتتصاغر القصور وتتأخر الحصون عندما يكون الحديث عن المساجد بيوت الله تعالى. وأوضح أن المساجد بيوت الله في الأرض هي مهبط رحماته متنزل كراماته ومتنفس عباده ومهوى الأفئدة ومأوى الملائكة، أمر الله ببنائها وتشييدها على التقوى لعبادته وطاعته وذكره وتلاوة آياته، ونهى ومنع وزجر من أن يُدعى أحد معه، فيها وفي غيرها وأضاف الخطيب خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: بيوت الله أشرف بقاع الأرض وأطهرها وخيرها وهي نورها وأمنها وأمانها، مهوى الأفئدة ومكان الدعاء وموضع السجود لله تعالى، لأهميتها وفضلها ومكانتها ذكرها الله تعالى في 28 آية من كتابه الكريم، وأضافها إليه إضافة تشريف وتكريم كما قال: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا، ورغب سبحانه بعبادتها وبنائها في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله عسى أولئك أن يكونوا من المهتدين.. أجر بناء المساجد واسترشد الخطيب بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:من بنى لله مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة، وقال جل وعلا: في بيوت آذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب. المساجد تنفي خبث النفوس وأكد الشيخ محمد المريخي أن المساجد تنفي خبث النفوس وتطهر القلوب وتؤدب الوجدان وتربي الأخلاق، وهي خير ما تبدأ به المشاريع والمجمعات والمدن والدول والأوطان، وهذا الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مقدمه إلى المدينة مهاجرا، حيث تسابق الناس لاستلام خطام ناقته عليه الصلاة والسلام، كلٌ يريد شرف نزول رسول الله عنده، فقال لهم دعوها فإنها مأمورة حتى بركت به في مكان مسجده ونزل عنها وأمر ببناء المسجد النبوي المبارك، وقال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام رواه مسلم. انشراح للصدر وهي راحة للقلب وانشراح للصدر وهي الإيمان بالله والتصديق بلقائه، كل هذا وأكثر منه يجده المصلي في المسجد وهي ويقيم الصلاة لله تعالى ويحافظ عليها، يقول رسول الله: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط. فضائل عمارة بيوت الله فلو استعرضنا الفضائل التي يكافأ بها عمار المساجد لما أسعفنا الوقت ولكن نذكر منها ما تيسر. أولها: أن المصلي يجلس في خير بقاع الأرض وهي المسجد، رسول الله يقول: أحب الأماكن إلى الله تعالى. ثانيها: أن المصلي لا يخطو خطوة إلى المسجد إلا رفعت له درجة ومحيت عنه خطيئة ثالثها: إذا صلى المصلي مع الجماعة فله ثواب سبع وعشرين درجة. رابعها: لو صلى الضحى في أي مكان فله ثواب من تصدق بعدد مفاصل جسمه والتي عددها ثلاثمائة وستين مفصلا، لكن إذا صلى الضحى في المسجد فيرتفع ثوابه ليصل إلى ثواب عمرة خامسها: جلوسه في المسجد ينتظر الصلاة، يوكل الله له الملائكة تستغفر له سادسها: كلما غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة بعدد ذهابه ورجوعه، تاسعها: أهل المساجد مشهود لهم بالإيمان

3236

| 17 سبتمبر 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي في جامع الإمام: دعاة الإصلاح في الأرض صمام الأمان

أكد فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن من أجل نعم الله على عباده وجود المصلحين في الأرض الذين يصلحون ما يفسده المفسدون، هم صمام الأمان بعد الله بعد إذن الله عز وجل للبلدان والأمم والمجتمعات (وما كان ربك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون). وقال د. المريخي في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن المصلحين هم اتباع الرسل والأنبياء في السير في الأرض لإصلاحها وتعميرها وما كان الله ليعذب قوما وفيها الصالحون العاملون الذين ينصحون العباد ويحذرونهم (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) وهم الغرباء في آخر الزمان.. يقول صلى الله عليه وسلم: ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء) وفي راوية قيل: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي لفظ آخر يصلحون ما أفسد الناس من سنتي حتى قال صلى الله عليه وسلم: هم أناس صالحون قليل في أناس سوءٍ كثير والمقصود أنهم هم أهل الاستقامة فطوبى لهم يعني هنيئا لهم الجنة والسعادة الذين يصلحون ويدعون إلى الإصلاح إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور وقلّ الخيّرون ثبتوا هم على الحق واستقاموا على الدين الحق ووحدوا الله تعالى وأخلصوا له العبادة واستقاموا على الصلاة يريدون رضوان الله ويخافون عذابه. وقال د. المريخي: لقد أصلح الله تعالى الأرض ببعث الرّسل بالدين الحق وهدم الشرك والكفر فنصحت الرسل وبشّرت وحذّرت وأنذرت فاستقامت الأمور وصلحت الأحوال وتعاقبت الرسل على الأمم والأقوام (اعبدوا لله ما لكم من إله غيره) فاستنارت الأرض بنور ربها ورسله وكتبه فأوصى الله تعالى العباد (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين) لكن الشياطين وأتباعهم تعاقبوا على العباد يضلونهم ويعملون على إفسادهم امتثالا لأبيهم إبليس اللعين الذي تعهّد عند ربّه على العمل على إغواء ذرية آدم (قال فبعزّتك لأُغوينّهم أجمعين). دعاة الإصلاح نعمة وأوضح الخطيب أن المصلحين دعاة الإصلاح نعمة ومنة عظمى على الأمة وعلى المجتمع هم البركة التي يبارك الله بسببها في البلاد والعباد والمجتمع وهم خيرة الناس وأطهر العباد يدعون إلى الله عز وجل يصلحون ويعمّرون حسيا ومعنويا يستقدمون الخيرات ويطردون الشر والمكدّرات يعلمون من الله ما لا يعلم غيرهم من الخير إذا صلح الناس ومن الشر إذا فسدوا وأعرضوا عن دين ربّهم (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين) المصلحون هم حملة الرسل وخلفاؤهم في الناس بعدهم وهم الورثة لمهماتهم عليهم الصلاة والسلام هم نور الله تعالى في أرضه وبركتها (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديَ الصّالحون) الصّالحون الدّعاة المخلصون لهم الدّعاء والاحترام والتّبجيل والكرامة والاهتمام وأفضل من هذا لهم عند ربّهم البشرى والتأييد والمقام الكريم إذا نزل البلاء وحلّ العذاب هم النّاجون بإذن الله تعالى الفائزون بالجنه. المصلحون أكرم الخلق وأضاف: هم أكرم الخلق الذين يرجع إليهم الناس بعد الله عند الكرب وعند اختلاط الأمور، وانتشار الفساد، وتغيّب الدين وملة المرسلين، كهذا الزمان الذي نعيشه والذي تكلّم فيه الرويبضة، وخاض الخائضون، وغلبت الدنيا على الدّين واستولت النفوس على أصحابها، وعُبِدَ الدرهم والدّينار، وافترى المفترون، واشرأب المنافقون، فينبري لهذا كله عباد الله الصّالحون ينفون عن الدّين والعلم تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. الفساد مكشوف وذكر بأنه ليس للفساد والمفسدين بعد الله تعالى إلا الصالحون الذين يبطلون الباطل ويدحضونه ويكشفونه ويفضحونه الذين مهما تستّر الباطل وثدثر فلن يتمكّن من اخفائه وهروبه من بيان أهل الحق والصلاح فينكشف ويعود خاسئاً مفضوحاً يتوارى من الفشل. ومهما بلغ الفساد والمفسدون ومهما توغّلوا في إضلال الناس وإفسادهم، فلن يستمر فسادهم ولو بنوا أمماً فاسدة، فإن الحق يدمغهم وفسادهم فإذا هم خامدون (كأن لم يغنوا فيها) والمصلحون والمفسدون ضدّان متضادان، هؤلاء يفسدون ويخربون ويدمرون حسيا ومعنويا، وهؤلاء يصلحون ويعمّرون ويبنون. فضل الصلاح والإصلاح أما الصّلاح والإصلاح فلا تسأل عن فضل الله به على الأنفس والأمة والمجتمع فإنه لا يعدله شيء في مقام أو ثمرات الإصلاح، فهو البناء والاستقامة والخير، وهو البلسم الشّافي. وباب المعروف الذي تدخل منه الخيرات على الأنفس والمجتمعات والبلدان. ويكفي في الصّلح والإصلاح قول الله تعالى (والصّلح خير) فكم عمّر الصلح من الأنفس وكم أسعد من الناس وكم أعاد من المودات وكم وصل من الأرحام بعد قطيعتها، وكم أدخل من المسرّات والرضوان. وأكد المريخي أن الإصلاح: بناءٌ وتعمير، وتشييدٌ وترميمٌ وتعزيز. وتساءل: هل استقامت الأمور إلا بالإصلاح بعد إذن الله عز وجل وتيسرت الأحوال، وقامت المشاريع، ورفرت حمائم السلام على المتخاصمين والمختلفين والمتقاطعين. فضل السّاعين بالصّلح وتناول فضل السّاعين بالصّلح والإصلاح وقال إن بلوى وفساد ذات البين كثيرة جداً اليوم والمجتمعات والناس والأسر وشؤون الناس وأحوالهم متوقفة مشلولة بسبب الخلافات التي سببت القطيعة.. أرحام مقطوعة ومودات مبتورة وخلات متكدرة.. وأكد أن المجتمع في أمس الحاجة إلى توصيل أوصاله وعروقه وليس لذلك إلا الصالحون المصلحون بعد إذن الله تعالى، فليسعَ الصالحون المحبون للخير في إصلاح ذات البين وتأليف القلوب وإعادة الوئام وصلة الأرحام..

1006

| 27 أغسطس 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: الخوض في الدين بلا علم.. ظاهرة خطيرة

أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن من أبشع الأحوال وأضل السبل وأخزى الأوضاع التي يمر بها الإنسان في هذه الحياة هو هوان الدين وهبوط قيمته ونفور النفوس منه مما يؤدي إلى الخوض فيه بلا علم، والتقوّل على الله ورسوله، والاعتراض أو التشكيك فيه أو منح النفس الحق لتسرح وتمرح في دين الله بلا ضابط أو رابط، تقدم وتؤخر تقبل وترد ترفع وتخفض وهذه ظاهرة سيئة وبلوى عريضة تكاد تنتشر في دنيا المسلمين يناقشون حكما لله ورسوله يتطاولون لا يتأدبون مع الآيات والأحاديث. الفتوى بغير علم.. تهلكة وأوضح أن الخوض في الشريعة بغير علم إلقاء بالنفس إلى التهلكة وأن التقوّل على الله ورسوله خزي ما بعده خزي به تزهق الأنفس وتهلك الديار وتفسد الأرض ويكون الغضب والسخط الرباني وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا، والتقول على الله ورسوله من بلوى هذه الأزمان، وهو إيذاء وإزعاج ومسبة وتنقيص وفي حق الله ورسوله افتراء وكذب بإضافة ما ليس للدين إلى دين الله كما قال تعالى: وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، وفي قوله عز وجل: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون. الجهل.. طريق للضلال وقال إن هؤلاء المتقولين على الله تعالى يكون في قلوبهم مرض وشك وريبة وعدم استقرار فلا يطردونه باللجوء إلى الله واستغفاره ولكن يستجيبون لهذا الشك فيظهرونه ويحاولون مسايرته تحت مسميات يزينها لهم الشيطان ليزدادوا ضلالا وحيرة وضياعا ثم يتركهم في غيهم يعمهون، والخطورة أنهم يضلون الناس ويهمون إيمانهم ويعكرون إسلامهم إلا من اعتصم بالله ولجأ إليه ليحتمي منهم. وقال الخطيب إن القول على الله ورسوله بغير علم ولا دراية طريق للكفر والإلحاد والزندقة لأنه يهون الحرام ويذهب هيبة الله من القلب ويستصغر ويحتقر الزواجر والنواهي، وإن التقوّل على الله غاية في الخطورة ولقد وقع فيه البعض فأرخى حبل الملة والدين عندهم، التقول على الله اليوم ردّت به الآيات والأحاديث وما أمرت به ونهت عنه، وهو سبيل الشيطان. مآلات القول دون علم وذكر الخطيب بأن الله قد حرم التقول على الله وعلى رسوله وهدد وزجر ومنع من الخوض في الدين، ولذلك قال: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم تعلمون، حرم سبحانه التقول عليه فقال: قل حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وقال تعالى: إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، يعني الشيطان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب على الله متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، وقال: من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار وقال: من حدّث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، حتى قال صلى الله عليه وسلم: إن كذبا عليّ ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. العبث بالدين.. أمر عظيم وأضاف: ومن شدة غضب الله على المتقول وأهله وخطورته على الدين قال: ولو تقول علينا بعض الأقاويل ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين يعني لأخذناه بقوة ومؤاخذة ولقطعنا يده اليمين ثم لقطعنا نياط قلبه، وقال له: لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين، وقال: ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع سبيل الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، حذرهم من الذين لا يعلمون الحق ومن الميل إلى أهواء الكفار والملحدين وأهل الجهل فما عندهم إلا الهوى والضلال، كان رجل نصراني أسلم فكان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا، فكان يقول ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فتركوه، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأرض لا تقبله، كان يريد العبث بما ينزل من الآيات يقدم فيها ويؤخر ويبدل ويغير، وقد سمى الله في القرآن المتقولين عليه بالكذابين الذين يفترون على الله الكذب وهددهم بقوله تعالى: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون.

689

| 20 أغسطس 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الإمام: محاسبة النفس ومراقبتها من علامات التوفيق

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي إن النفس أمارة بالسوء، داعية إلى الطغيان والرذائل والقبائح والجهل، قائدة إلى الهلاك، تواقة إلى اللهو واللعب والشر لذلك وجب ألا يترك لها الحبل على الغارب ولا يرخى لها العنان ولا تترك بلا خطام ولا يسمح لها أن تتولى دون دفّة الإنسان بل يتولاها سوط الطاعة وعصا التهديد والتأديب مسترشدا بقوله تعالى الذي يبين حقيقة النفوس (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي). وذكرأنها أمّارة بالفحشاء والمنكر وسائر الذنوب والمعاصي وهي مركب الشيطان ومن بابها يدخل إبليس على الإنسان فلا تترك النفس لهواها وملذاتها ومبتغاها، تطلعاتها مريبة، وغوائلها عجيبة، ونزعاتها مخيفة، وشرورها كثيرة. وذكر الخطيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علّمنا أن ندعو ربّنا فنقول: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا. رواه الترمذي فمن أراد الله تعالى به خيراً وفّقه لمحاسبة نفسه، ومتابعتها ومراقبتها، لأن محاسبة النفس توفيق وإيمان وإسلام، وهدى مستقيم. وأكد الشيخ المريخي أن محاسبة النفوس طريقة المؤمنين وسمة الموحدين، وعنوان الخاشعين المتّقين، فالمؤمن مستيقظٌ منتبهٌ بإيمانه وهداية الله له، فهو مبصر واعٍ للأمور ووساوس النفوس وتقلبات القلوب وخطورة المعاصي والذنوب (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) أما غير المؤمنين فإنهم غافلون، عميان لا يبصرون تقودهم أنفسهم ذات اليمين وذات الشمال، اختلطت عليهم الأمور حتّى جهلوا حقيقة دنياهم، وغابت عنهم استعدادات أخراهم بسوء أعمالهم ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ ). العافية أنواع ونوه الخطيب بأن العافية بكل أنواعها وأشكالها في محاسبة النفوس فإذا حاسب المرء نفسه وساءلها ووقف لها مراقباً ومتابعاً وجد العافية البدنية والنفسية والإيمانية، ووجد الإيمان بإذن الله تعالى، ولهذا أمر الله تعالى بالانتباه للنفس وحذّر منها بعد أن بيّن حقيقتها بقوله (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) وقال تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ) وفي الحديث: (الكَيِّسُ من دَانَ نفسه، وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجزُ من أتْبَعَ نفسه هواها وَتَمنَّى على الله الأماني) ولا يغفل عن محاسبة نفسه إلا من سفه نفسه، إذ كيف يكون عاقلا وهو يعلم أن الهلاك بإهمال النفس ثم يترك نفسه تسيِّره وتقوده، ولهذا ما أردى الكفار في لجج العمى إلا ظنهم السيء بأنهم يمرحون في هذه الدنيا كما يشتهون بلا رقيب، ويفرحون بما يهوون بلا حسيب، قال الله تعالى عنهم: إنهم كانوا لا يرجون حسابا) وقال: (ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ). وأضاف: محاسبة النفس أن تقيس بين نعمته عز وجل وجنايتك، فحينئذٍ سيظهر لك التفاوت وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمته أو الهلاك والعطب. وحث كل مسلم بقوله: قم بتفقد النفس وعيوبها ووسوستها وسؤالها والتحقق من الهمسات والخطرات، وتصفح ما صدر من الإنسان في ليله ونهاره، وإمضاء ما كان محموداً واتباعه بما شاكله وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن او اتبع السيئات حسنات لتكفيرها، والانتهاء من مثيلاتها في المستقبل. *********************** برواز السلف يحاسبون أنفسهم وأوضح الخطيب أن السلف الصالح كان في انتباه كبير وعريض للنفوس بعد توفيق الله تعالى، كانوا يحاسبون أنفسهم أشد المحاسبة، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم...) ويقول أيضاً رضي الله عنه: (والله لوددت أن أنجو يوم القيامة كفافاً لا عليَّ ولا لي). ويقول: (لو نادى مناد ليوم القيامة كل النّاس يدخلون الجنّة إلا واحداً، لخشيت أن أكون أنا). وقال الحسن البصري رحمه الله:(من حاسب نفسه قبل أن يحاسَب خفَّ في يوم القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسُنَ منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته، وأكيس الناس من دان نفسه وحاسبها، وعاتبها وعمل لما بعد الموت واشتغل بعيوبه وإصلاحها.

1225

| 13 أغسطس 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: المتقون الحق لا يغترون بانفتاح الدنيا عليهم

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن المسلم ليس كغيره من بني البشر فهو يتميز بإيمانه وإسلامه وتوحيده لربه عز وجل، يتميز بإيمانه الذي يبصره ويهديه بيقينه في هذه الدنيا وما يدور فيها ويحدث. وقال في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ إن المسلم هو المعتبر المتعظ الذي لا يمرر الحوادث كغيره من البشر ولكنه البصير الفطن المتعظ وأخذ الفائدة من مجريات الأحداث وتقلبات الأوضاع والاستفادة والاستعداد والتحصن وكذلك الاتعاظ والاعتبار، والاتعاظ من أجلّ النعم على الإنسان، إنه استيقاظ وانتباه واستعداد لطاعة الله ورسوله والتحصن بحصن الدين الحنيف. وأضاف: أثنى الله على المتعظين المعتبرين ومدحهم فقال تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون الذين لهم قلوب واعية ونفوس راضية وعقول مستقرة، فكأن الذي يسمع لله ورسوله هو الذي يسمع لحقائق الأمور ويتدبر النصح ويحذر التحذير، وكأن من يعرض عن الله ورسوله لا سمع لهم أصلا. وقال الخطيب: إن الله أرشد العباد ووجههم ليسيروا في الأرض وليسعوا في مناكبها لينظروا وليعتبروا، لينظروا حسيا ومعنويا عاقبة المتقين الذين عظموا ربهم ورسوله فأقاموا دينه واعتصموا بالوحي المنزل فلم يبدلوا ولم يغيروا ولم يغتروا بانفتاح الدنيا عليهم، لأنهم يدركون ويعلمون حقيقتها وكنهها فأقاموا في الدنيا ملازمين الدين متحصنين بحصنه الحصين حتى جاءهم أمر الله وما بدلوا تبديلا من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. كما أمر سبحانه بالسير في الأرض والسعي فيها للنظر كيف كان عاقبة من أعرض عن الله ورسله ودعوة التوحيد، واغتر بدنياه وانشغل عن عبادة ربه، بل استكبر واستعلى وافترى على الله وصادم الرسل وسخر من الشرائع قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المتقين كيف كان عاقبة المجرمين، وليتذكر أولو الألباب، فاعتبروا يا أولي الأبصار.

792

| 18 يونيو 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: أحب الناس إلى الله أنفعهم لعباده

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ، أن الله تفضل على العباد بحوائجهم وحاجياتهم وما يعينهم على أمر دينهم ودنياهم، فبهذه الحوائج تعمر دنياهم ويصلح دينهم وتطيب حياتهم وتفرح قلوبهم وتنشرح صدورهم ويصلح حالهم ومجتمعهم. وأضاف الخطيب: ومن فضل الله بهذه الحوائج أن رتب الأجر والثواب لمن سعى في توفيرها واستجلابها لأهلها، وشجع على القيام بها، وأثنى على الساعين فيها، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد سأله رجل عن أي الناس أحب إلى الله، فقال: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا.. حتى قال: ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وقال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر رواه البخاري، وفي الصحيحين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. وأردف: ومن فضل الله ورحمته أن جعل من عباده عبادا يسارعون لإسداء المعروف بالمحتاج والتفريج عن المكروب، يسعون في قضاء حاجة المضطرين ونفوسهم ممتلئة بالرضا، فالسعي لقضاء حوائج الناس هو من أجلّ الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فهو نعمة تستحق الشكر على من ألهمه الله إياها، وقال قال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى.. وقال: وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وحوائج الناس نفائسهم وأثمانهم والغالي عليهم والنفيس عندهم حسيا ومعنويا. وقال الشيخ د. محمد المريخي إن حوائج الناس نعم ومنن وهبها الله إياهم، غالية نفيسة بها حياتهم ومعيشتهم وسرورهم، حوائج الناس فلذات أكبادهم ومدخراتهم، أبناؤهم وذرياتهم وآمالهم وغاياتهم وأهدافهم، وحق هذه الحوائج أن تُشكر ويُحمد عليها المولى جل وعلا، وأن تُحفظ وتُصان، وتُبذل دونها الأرواح والمهج يقول تعالى وأما بنعمة ربك فحدث يتحدث المرء بنعم الله بصفة عامة ويحث نفسه وإخوانه على شكر المولى جل وعلا بالقول والعمل، ويحذر من كفرانها ولا يحدث بها عند وجود الحاسدين والحاقدين وحين الفتن والمحن. وذكر الخطيب أن كتمان الحوائج وسترها وعدم التحدث بها إلا لمن يحب ويبارك خير وعافية، ففي الكتمان حفظ للنعمة ودفع للبليّة، وحماية وحراس من زوالها وتبدلها أو منع وصولها، وفي كتمان الحوائج سبب للنجاح والبلوغ وقضائها وسلامة من الفساد، وفي الكتمان دفع للحاقد والحاسد وإبعاد للفاسق والفاجر والسفيه، وشأن الحوائج ومقامها أن تصان وتغطى ولا تترك لأعداء النعم وخصماء المنن، ولمن في قلبه أمراض وأضغان وأحقاد على نعم الله وعباد الله، يقول الله تعالى: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ... وأكد الخطيب أن من أشد ما يُخاف منه على الحوائج هو الحسد والعين والحقد الذي هو تمني زوال نعمة الله على الناس وتمني تبدلها وتغيرها وذهابها، وليست الحاجيات في الشؤون الحياتية والدنيوية ولكن حتى النفوس والذرية والأبناء والملك، فهذا يعقوب عليه السلام يأمر أبناءه بالدخول من أبواب متفرقة ولا يدخلون من باب واحد، خشية أن يعيّنهم الناس ويحسدونهم ويصيبوهم بأعينهم، فيقول: وَقَالَ يَٰبَنِىَّ لَا تَدْخُلُواْ مِنۢ بَابٍۢ وَٰحِدٍۢ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَٰبٍۢ مُّتَفَرِّقَةٍۢ ۖ وَمَآ أُغْنِى عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ ۖ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ.

682

| 04 يونيو 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: جهود حثيثة لـ "تغييب" المسلمين عن الأحداث

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن الحديث عن الأمة الإسلامية حديث جدير بأن يُنشر ويُعرض ويُشرح للأجيال والناشئة وللناس أجمعين، بسبب التجهيل والتهميش الذي يمارسه الأعداء وأعوانهم المنافقون من أجل تغييب الأمة وتاريخها ودينها وعقيدتها، فالحديث يكشف التجهيل الخبيث الممارس على الأمة وأجيالها كما يكشف بلوى الجهل العميق الذي وقعت فيه الأمة. وأضاف الخطيب: ثمة حقيقة غابت وتغيب عن أفراد الأمة، وهي أن هذه الأمة لم تكن موجودة في دنيا الوجود من قبل - أعني أمة الإسلام - حتى بعث الله تعالى رسوله محمدا نبيا ورسولا، فدعا الناس إلى توحيد الله والإيمان به وبرسوله، دعاهم ليعبدوا الله وحده، دعاهم إلى دينه القويم وشريعته المباركة، فاستجاب له أقوام ممن شاء الله أن يستجيبوا وكفر به آخرون فكانت هذه الأمة أمة الاستجابة أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وأردف: هذه خير أمة خلقها الله بنص الوحي كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله، رواه الترمذي وهو حديث حسن، فأوجدكم الله وأنشأكم ورباكم بالإيمان على يد رسوله صلى الله عليه وسلم فهي أمته عليه الصلاة والسلام، وليست أمة أحد من الناس غيره عليه الصلاة والسلام، قادت الدنيا والعالم قرونا طويلة عزيزة متينة مهابة، يحسب لها الحساب، شامخة بين الأمم لاعتصامها بربها والشريعة، لا تعرف شعارات الشرق ولا رايات الغرب، أمة مسلمة موحدة، ثم ابتليت الأمة بأعدائها ومنافقيها، يكيدون لها حتى فرقوا بينها وبين دينها وعقيدتها، فارتخى حبلها وانخرط عقدها فهانت على الأمم وقصد خيراتها البشر وتجرأ عليها كل خائب وعاثر وكل مفلس وفاجر، فصارت دويلات وبلدات ومحطات. وأكد الشيخ محمد المريخي أن الأعداء يعلمون قوة الأمة إذا اجتمعت، فلذلك يعملون ليلا ونهارا من أمد بعيد على ألا تجتمع الأمة على الإسلام ليسهل عليهم النيل منها. وقال الخطيب: تلك هي أمة الإسلام أمة مسلمة من شاء فليدخل فيها بعد إذن الله ومن شاء أن يخرج منها فليخرج فالباب مفتوح، ولا إكراه في الدين والله غني عن العالمين، تلك أمة الإسلام والعرب سادتها وحملة لوائها ورايتها وهم أسيادها، فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان اختارهم الله وشرفهم ليكونوا وزراء رسول الله وجنوده ودفاعه الأول بعد الله تعالى، ولكن العرب إنما نالوا الشرف بدينهم وعقيدتهم فأكرمهم الله وشرفهم شهداء ورحماء ورفقاء في الجنة خالدين فيها أبدا، لم يكرموا لعروبتهم لأن العروبة لا تسمن ولا تغني من جوع عن الإنسان إذا أرخى حبل الدين القويم، فلذلك هلك أبو جهل وأمية ابن خلف وسائر الصناديد فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ. وذكر بأن الوحي قد أخبر عن هذا الحال المتردي الذي تمر به الأمة وتكالب أعدائها عليها، يقول رسول الله: يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قيل: يا رسول الله فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت رواه أبو داود وهو صحيح. مشكلة الأمة في ضعف إيمانها نوه الخطيب: ولكن هذه الأمة تعرف أسباب ضعفها وهوانها على الناس، ومرت الأمة بهنات وهنات ونكبات وهزائم ومحن وما تشككت في عقيدتها ودينها، ولا نسبت المحن والبلاء وما أصابها لدينها أو لقصور في دينها، حاشاها، بل كانت تعتقد اعتقادا جازما بأن ما أصابها إنما بسبب ضعف إيمانها وإقبالها على دينها، كانت تنسب الهزيمة والضعف إلى نفسها وأعمالها فكانت تخرج من كل بلية قوية في دينها وعقيدتها.

771

| 28 مايو 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الإمام: الانفتاح والحرية.. كلمتان معسولتان هدفهما تدمير الأسرة

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن من أهم ما ينبغي أن يتحدث عنه الناصحون المخلصون والمهتمون بشؤون المجتمعات هو الحديث عن الأسرة وسعادتها، وذلك لما طرأ على الأسرة وما أصابها من التغيير والتبديل وما أصابها من الضرر البالغ ولما فقدته الأسرة وخسرته من أمنها وأمانها وسعادتها واهتزاز أركانها وتفرق أفرادها وهجر أرضها وظلالها وتفضيل العيش بعيدا عنها، ولأن السعادة قد غادرت ساحة كثير من الأسر، فأضحت خاوية هزيلة، تولى إدارة دفتها الغرور والدنيا والخواء والشهوات، بعد أن كان دين الله القويم هو سيدها فلم تعد الأسر تخرج الآباء والأمهات الذين تستند بهم الظهور وتحرس بهم الثغور، فهي خاوية على عروشها تقلبها رياح الفتن ذات اليمين وذات الشمال. وأكد الخطيب أن الأسرة والعائلة والبيت الزوجي أساس منظومة المجتمع المسلم ونواته، ولقد اهتم الإسلام بالأسرة أيما اهتمام حتى جعلها من أهدافه السامية ومساعيه المباركة فأحاطها بجملة من الأوامر والنواهي والآداب والوصايا، بل نص على إعداد أركانها فأمر بتزويج الصالحين أهل الديانة والأمانة والخلق الكريم ومن هو أهل لصيانة الأسرة ورعايتها وتخريج الرجال والأمهات. وأضاف: الأسرة والعائلة حصن حصين وظل وارف، حصن تتحطم على عتباته مخططات الأعداء والمنافقين، كما تتحطم على شواطئه سفن الظلمة وأرباب الشهوات أعداء الأسرة، أعداء الاستقامة والدين، فالأسرة نعمة ومنة من الله على عبده المسلم، كانت للنبيين والمرسلين أسراً وعائلات يأوون إليها بعد الله تعالى. وأكد الشيخ محمد المريخي أن الأسرة ظل الله تعالى في الدنيا وظلال الدين والحفظ والحماية والهداية والاستقامة، وهي صحة وعافية وإيمان وراحة بال ويقين واطمئنان، اسألوا من تربى في ظل والديه وإخوته وعائلته، اسألوه عن سعادته واستقامته وإيمانه، الأسرة قرة عين للإنسان تؤويه وتنصحه وتحميه ولا يتخلى عن الأسرة إلا من سفه نفسه. وقال إن أصل خراب الأسر التطلع إلى الخروج من محيط الأسرة وضوابطها إلى ما يسمى بالحرية والانفتاح الذي أفسد على الناس آخرتهم قبل دنياهم. ولفت الخطيب إلى أن أبلى البلاء هو ما ابتدعه أهل البدعة والغواية من الشرور والضلالة عن محيط الأسرة والرضا بالعيش وحيدا منفردا منعزلا باسم الحرية وأخواتها، وفي الحقيقة هذا انتحار وإزهاق للنفس وإدام بطيء وطاعة للشيطان وتزيين لسوء العمل أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنا إن هجر الأسرة والعائلة كفران للنعمة وجحود للمنة الربانية وهو شيء يتمناه أعداء الإسلام. وذكر د. المريخي أن سعادة الأسرة أن تؤسس على دين الله وإقام الصلاة وانتشار الحس الشرعي الأصيل فيها ليكون حارسا لها، ودافعا لكل عدو يهاجمها ويقتحم أسوارها مروا أبناءكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع تسعد الأسر إذا أقيمت على طاعة الله ورسوله، ووجد فيها الزوج الصالح والزوجة الصالحة وأنشئت الذرية على الهدى المستقيم، وعظّم فيها أمر الله من الحجاب والأمر بالمعروف وطرد منها الشيطان وأدواته وتسعد الأسرة إذا تطهرت من الغرور الحاصل اليوم في الدنيا وتطهرت من المزامير والأغاني الفاسدة، كما تسعد إذا حفظت من المحرمات حسيها ومعنويها. وأردف: كانت السعادة ترفرف على الأسرة عندما كان دين الله يقودها والصلاة عمودها والحلال والحرام دستورها، وفي الأمس القريب قام على الأسر الآباء والأمهات والأجداد والجدات - مع أميتهم وقلة تعلمهم- لكنهم قاموا بواجبهم نحو أسرهم وبما أمرهم ربهم، فاعتمدوا توجيه الشريعة وتعليماتها أساسا للتربية والأخلاق والآداب والحياء والعفة والطهارة، فأثمرت التربية المباركة، والله لقد أثمرت رجالا صالحين يُشدُّ بهم الظهر ويُسد بهم الثغر وتُحمى بهم الأعراض والديار، وأثمرت أمهات مؤمنات مسلمات إلى الآن توجد منهم بقية باقية، عمروا الديار والأرض وبارك الله في أعمارهم وأبنائهم، فكانت النفوس الطيبة والقلوب الصافية والأخلاق الفاضلة وكان المجتمع المبارك فظهرت الفضيلة وماتت الرذيلة فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة إن شاء الله صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

524

| 21 مايو 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي: المفرط في رمضان محروم من الخير كله

هنأ فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ المسلمين بخواتيم شهر رمضان.. وأوضح الخطيب أن أعز المواقف وأصعبها وأشدها ثقلا على النفس موقف الفراق والافتراق، وخاصة إذا كان الفراق ليس بعده لقاء ولا اجتماع أو احتمال، وأصعب الفراق وأقساه على القلب فراق الحبيب وذهاب العزيز ومغادرة اللبيب، يودع المسلمون المخلصون شهرهم بالدموع والحزن على فراقه ومغادرته، يودعونه بعد ساعات، يودعونه وقد عاشوا وقضوا وقته المبارك وأيامه ولياليه بين الصيام والقيام والدعاء وقراءة وتلاوة القرآن ومناجاة ربهم والتضرع بين يديه . وأضاف: في ليلة الوداع ويومه يمر طرف الشهر أمام عين العابد وهو يتساءل كيف مضت أيامه، وكيف انقضت لياليه، ولا يدري أيعود عليه أم لا يعود، فيا سعد من نال في الشهر أمانيه وفاز بالقبول والجنة والعتق من النار، فإن المحروم من حرم، ويا ليلة الختم ما أشجاك، وما أحلاك وأرجاك، في ليلة الوداع تنطفئ من المساجد المصابيح وقد كانت عامرة بالصلاة والتسابيح ويعتق الله فيها من النار عبادا استحقوها ودوّنت أسماؤهم فيها، وإنما يوفى العامل أجره إذا قضى عمله، وإنما الأعمال بالخواتيم. وأردف الخطيب: وكما انسلّ الشهر من بيننا ووقفنا منه على عتبة الختام، نعجب للياليه كيف تصرمت ولأيامه كيف فرطت فإن هذا الختام مشهد متكرر في كل طيات الحياة وتصاريفها، فالنهايات مكتوبة على جبين البدايات، والخواتيم هي أقدار المفتتحات، حتى تصل إلى خاتمة الخواتيم ونهاية النهايات حتى تغادر الحياة والأحياء هذا الكون ونخلف وراءنا كل ما كنا نكدح فيه ونتعب ونصطرع لأجله وننصب، حينها ندرك حقائق الأشياء وقيم الآمال السالفة في الدنيا، وما بُذل فيها من عناء، وقد وصف الله حقيقة تبدو عند مشهد الختام بقوله: «لقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ»، يعني: شديد الحدة نافذ البصر يرى ما لم يكن يراه في سالف عهده، والمراد بذلك كل أحد من بر وفاجر لأن الآخرة بالنسبة للدنيا كاليقظة بالنسبة للنائم. وذكر أن خواتيم الأعمال ومآلات الأحوال هي المغيبات التي وجفت لها قلوب الأنبياء وأمضت نفوس العباد والصلحاء، لأن العبرة بها وحسب، وما قبلها إنما هو دليل إليها لا يقين بطيّ الصحائف عليها،

997

| 30 أبريل 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الإمام: ملازمة الدعاء من أسباب كشف الضر ودفع الألم

قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: هنيئا لكم ما أنتم فيه من شرف الزمان والأوقات الحسان، وما تفيأتم من ظلال شهر الصيام والغفران شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان أنتم في أوقات الشرف والكرامة والرفعة والرضوان، أوقاتكم تضاعف فيها الحسنات وتكفر فيها السيئات وتستجاب الدعوات وتثقل فيها الموازين، بين أيديكم أبواب الجنة مفتحة وأبواب النار مغلقة، والشياطين مصفدة، تلوح ليلة في أيامكم المقبلة من الشهر هي خير من ألف شهر وصيام وقيام يغفر به ما قدم من الذنوب والآثام. وأوضح الشيخ د. المريخي أن أفضل ما وفق له المسلم بعد تيسير الصيام والقيام الدعاء والتضرع لله عز وجل، الدعاء عبادة عظيمة من أجل العبادات وأعظمها وهو حق لله سبحانه وله مكانة عظيمة في الدين، يقف على مقام الدعاء وكبير منزلته الموفقون المخلصون، يدل الدعاء على الله تعالى وقربه من عبده كما يدل على قدرته وقوته ويدل على سمعه وبصره وعلمه وإحاطته وجوده وكرمه. وذكر أن الدعاء دأب الأنبياء والصالحين، وملجأ التقين ومنهج المخبتين إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين، فنوح عليه السلام يقول عنه ربه وَنُوحا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ، ويلجأ أيوب عليه السلام ليكشف عنه ربه ما نزل به وأصابه ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر.. ويدعو يونس ربه وقد أحاطت الظلمات وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات.. ، وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، ويدعو حبيبنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم ربه كثيرا ويتضرع له يدعو لنفسه وأهله وأصحابه وأمته. وأضاف: الدعاء يظهر عبودية الإنسان لربه ويعرفه بضعفه وفقره وقلة حيلته، وحاجته لربه وخالقه، فإن دعاء الله تعالى يشعر العبد بعزته وكرامته ورفعة مقامه فهو يلجأ إليه ويدعو ربه القادر وينزل به حاجاته وشؤونه وضوائقه وفرجه. وإذا كان دعاء البشر ذلا وفقرا وقهرا، فإن دعاء الله عز ورفعة وغنى، وإذا كان الناس يعرضون عن إجابة الداعي والسائل، فإن الله يحب الإلحاح ولا يمل حتى يمل العباد، كريم يعطي بغير حساب يتفضل ويغدق ويشمل برحمته ويخرج عبده من الظلمات إلى النور ويعوضه ما فقده حتى ينسيه ما نزل به وكدره. وأردف: إن الله تعالى يندبنا لدعائه واللجوء إليه وسؤاله وقال ربكم ادعوني استجب لكم وأفضل العبادة الدعاء، وما رؤي أمر جدير لرفع البلاء ودفع الشقاء من الدعاء والتوجه إلى الله تعالى بصدق وإخلاص فملازمة الدعاء أخذ أسباب كشف الضر ودفع الألم وطرد العدو كما قال الخليل عليه السلام وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا. ولفت الخطيب إلى أن الدعاء في رمضان دعاء مخصوص في حال مخصوص وفي قرب من الله تعالى وذل له وانكسار، دعاء رمضان دعاء الصائم والصائم عزيز على ربه تعالى حبيب إليه لإخلاصه وشدة مراقبته واستغنائه وتركه لأكله وشرابه وشهوته ابتغاء وجه ربه، وإلا فهو يخلو بنفسه ولا يراه إلا الله فيخلص لربه في عبادته وصيامه لدرجة أنه لا يخطر على باله أنه يفطر أو يأكل أو يهدم صيامه، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به. ونوه بأن دعاء الصائم دعاء العبد المخلص حتى بلغ أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، فكم صلحت بالدعاء أحوال لم يخطر ببال أن تصلح، وكم نام ظالم فأتاه سهم الإجابة قبل أن يصبح، وكم من الحوائج والأمور تنتظر دعوة الداع لربه، وكم من الضوائق والمكدرات والمحزنات في حاجة إلى الدعاء ليكشفها الله تعالى. وحذر الخطيب بقوله: إن الغفلة عن أهمية الدعاء كبيرة عريضة، فلا يدرك فضل الدعاء وحاجة الناس له إلا من رحم الله تعالى فتعلموا من دروس رمضان ووجود آية الدعاء بعد آيات الصيام، تعودوا الدعاء وتعلموه خالصا لله تعالى ولا تنسوا الأوقات بالإجابة ومنها نهار الصيام وعند الفطر والسحر والسجود وفي الثلث الأخير من الليل وبين الأذانين وساعة الإجابة يوم الجمعة، ولا تنسوا الخلوة مع الله فإن لها أسرارا وروحانية.

682

| 16 أبريل 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: الحياة في ظلال القرآن نعمة تبارك العمر

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد بن حسن المريخي أنه تم الحديث في أيام الشهر الماضية عن الصيام وفضل الشهر وأنعم به من حديث وذكرى، وان قرين الصيام وزينة رمضان كتاب الله القرآن، ففي شهر رمضان تنزّل القرآن وتليت آياته على سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، ولم يسم شهر بالقرآن سوى رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. وأكد أن القرآن أنزل في ليلة مباركة في ليلة القدر، القرآن يا أمة القرآن، وما أدراكم ما القرآن تنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ، القرآن حجة الله على عباده، وأحد الشهود يوم القيامة والشافع المشفع، حبل الله المتين الخالد إلى يوم الدين. وأضاف الخطيب أن الأمة الإسلامية على موعد مع القرآن في هذه الأيام طيلة الشهر المبارك من حيث إقبال الناس على تلاوته وسماعه والإكثار من لقائه والجلوس له، وما أحوجنا للقرآن نحن أهل هذا الزمان، قراءة وتلاوة ومدارسة واعتصاما به والوقوف على أسراره، حاجتنا ماسة للقرآن وقد ضل أكثر الناس عن القرآن، خف وزنه عند الأمة واستولت الدنيا على النفوس واغترت بحياتها الدنيا واستحكمت الشهوات وقدمت المشتهيات، فجُهل مقام القرآن وأُرخي حبله وأُرخص ثمنه وقدره. وذكر الشيخ المريخي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصح بتلاوته بعد العمل به، وقبل رسولنا نصح الله بالقرآن يقول الله تعالى لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم يعني فيه شرفكم ورفعتكم وعزكم ونصركم وسعادتكم، وقال سبحانه كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه رواه مسلم. وقال الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.. رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة لك أو عليك وقال إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين. وقال: لكم في القرآن البركة في الأعمار والأرزاق والأهل والذرية، لكم في القرآن استقامة الأمور وحفظ البلدان والثغور، لكم في القرآن استنارة البصيرة وقوة الشكيمة، لكم في القرآن النظر بنور الله واتضاح الحقائق وتبين السبل ومعرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه، القرآن سمعته الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به.. وفاضت عين النجاشي رضي الله عنه – وكان نصرانيا- لما سمع آيات سورة مريم، وانقلب حال عتبة بن ربيعة واندهش لما سمع القرآن وقد قرأ عليه رسول الله فواتح سورة فصلت حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون... الحياة في ظلال القرآن نعمة يعرفها من ذاقها، نعمة تبارك العمر وتزكيه، وتسعد القلب وتهديه، وأي نعمة أعظم على هذا العبد الضعيف من نعمة مخاطبة الله له وكلامه، إنه لمن المؤسف أن يكون في دنيا المسلمين مسلمون لا يعرفون لرمضان قدره ولا للقرآن فضله.

615

| 09 أبريل 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي: احترام النعم حفظ للديار والبلاد والأنفس

أكد فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن الاحترام والتقدير مبدأ إسلامي عريق، رعاه الإسلام واهتم به وطالب الأمة به على وجه الإلزام، واعتماده في معاملاتهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم، مع النفس والإنسان والجماد والحيوان حتى مع المعارض والخصم للعقيدة، كما طالب به في الدعوة إلى الله وقال الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن من أشد ما طالب الإسلام باحترامه وتقديره وتوفيره نعم الله وآلاؤه ومننه. وذكر د. المريخي أن احترام النعم معناه تقديرها وحفظها، وحراستها والثناء على منعمها سبحانه، ومداراتها من الحاسدين والحاقدين فإن كل ذي نعمة محسود. احترام النعم نسبتها إلى ربها والقيام بحقها وعدم نسبتها إلى غير الله سبحانه من مخلوقاته الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة كما أن احترام النعم معناه زجر السفهاء وطردهم عنها حتى لا يعبثوا فيها كي لا يتسببوا في زوالها وتحولها. وأكد أن احترام النعم حفظ للديار والبلاد والأنفس كما أكد أن احترام النعم حياة طيبة هنيئة رغيدة، مع الوعد الكريم في الآخرة من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون. وأضاف: وكما لاحترام النعم ثمرات، فإن لكفران النعم مذهبات ونتائج مؤسفات، فإذا أهينت النعم وأهملت فلم تحترم ولم تشكر غادرت الأرض التي أهينت فيها ولا تسأل عن ديار أو أمة أو قرية هجرتها النعم وتركتها المنن، يقول الله تعالى عمن يحترمون النعم لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل، ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور، لم يحترموا النعمة فبدل الله عليهم وغيّر وصرف النعمة عنهم. ولفت الخطيب إلى أن الرسل عليهم الصلاة والسلام كانت تذكّر أقوامهم بالله وتوحيده ونعمه وآلائه ومننه، ليعبدوه ويوحدوه ويشكروه، وكانت تدعوهم إلى احترام النعم وتقديرها والمنن، وقد ذكر الله تعالى هذا في كتابه الكريم على لسان هود عليه السلام فقال: واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون، اذكروا النعم ذكر الشاكرين المقررين، الذي يعبدون الله ويوحدونه، فلعلكم تفوزون بالمطلوب وتنجون منا لمرهوب، فذكر النعم فلاح وفوز، وقال تعالى على لسان صالح عليه السلام واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين بمعاصيه ونسيان النعم والعبث فيها.

1161

| 26 مارس 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: المعاملات الربوية من أعظم المحرمات في الإسلام

أوضح فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي أن الربا أوسع أبواب أكل أموال الناس بالباطل، والذي عمت به البلوى اليوم، يأكله كل الناس إلا من رحم الله، يأكلونه ويبيعون به ويشترون، تساهل فيه أهل هذا الزمان حتى لم يعد يعرفون معاملة بغيره، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان يأكلون فيه الربا، قيل كلهم يا رسول الله؟ قال من لم يأكله أصابه من غباره. وقال الشيخ د. محمد المريخي: الربا حرمه الله تعالى بما فيه من أكل الأموال بالباطل والإضرار بالفقراء والمحتاجين وتوريط الناس بمعاملاته الفاسدة ومضاعفة الديون عليهم وإذلالهم عند عجزهم عن السداد وقطع المعروف بين الناس وسد باب القرض الحسن وفتح باب القروض بالفائدة، الذي أثقل ويثقل كاهل المعوزين والفقراء ولما في الربا من تعطيل التجارات والأعمال المباحة التي تنتظم بها حياة الناس. الربا من أشد الموبقات وذكر أن الربا من أعظم المحرمات في الإسلام وأشد الموبقات ومن أكبر الكبائر وهو ماحق للبركة جالب للعقوبة تضافرت نصوص الوحي كتاب الله وسنة رسول الله على تحريمه والتحذير منه، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وقال جل وعلا: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون، وعدد رسول الله صلى الله عليه وسلم الموبقات المهلكات التي تهلك العبد وترديه فقال: اجتنبوا السبع الموبقات - وذكر منها الربا-. لا اكتراث لتداعياته ولفت الخطيب إلى أن الربا وآكله وأكله وانتشاره كما هو الحال في هذا الزمان ومسارعة الناس إليه وعدم الاكتراث بحرمته وجرمه يعد هذا من أشراط الساعة، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بين يدي الساعة يظهر الربا رواه الطبراني، فاليوم انتشرت المعاملة بالربا كانتشار النار في الهشيم حتى لو قال قائل إنه لا تعامل اليوم إلا بالربا لصح قوله، لشدة انتشاره وقوة تمكنه واعتماد الناس له، ومن تحرز منه واجتهد للفرار من بلواه أصابه غباره كما قال رسول الله: ليأتين على الناس زمان لا يبقى فيه أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه غباره رواه أبو داود. الربا أسهل الطرق لحياة الفقر ونوه الخطيب بأن الربا ومعاملاته اليوم قتل الناس وأفقرهم وأدخلهم السجون وجعل عليهم الديون ووضع الأغلال في أعناقهم والقيود في أيديهم وباع الناس بثمن بخس وجررهم في المحاكم والقضاء، وأفلسهم وأحزنهم وألقى بهم في مهاوي الردى، الربا اليوم أفلس أهله ومحق ما عندهم من البركات وأضعف إيمانهم وهلهل إسلامهم وأذهب عافيتهم وهم لا يشعرون. وأردف: في الدنيا اليوم من لا يأكل ولا يشرب ولا يعمل ولا يتاجر ولا يساهم ولا يتحرك إلا في الربا، يأكل الربا من كل وجوده الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، يوم القيامة يقومون يخرجون من قبورهم كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له فيا الله كم من صرعى بالربا اليوم وكم لم من الضحايا وكم له من الخاسرين المفلسين الذين أكلوا من الربا؟ فمنهم من كان أكله للربا إلى كعبيه ومنهم إلى ركبتيه ومنهم إلى حقويه خصره ومنهم إلى شحمة أذنه ومنهم ألجمه الربا إلجاما، يا حسرتى على أقوام باعوا أنفسهم للشيطان والدنيا والغواية وإذا ذكّروا بحرمته وكبير جرمه أرغد وأزبد وهاج وماج وانتفخت أوداجه غاضبا رافضا رادا تحريم الربا. وأكد الشيخ د. محمد المريخي أن خطر الربا خطر شامل عام على البلدان والمجتمعات والأمم والأفراد والجماعات فإن أكثر المشاريع اليوم ربوية، فما يكون من مشروع إلا ويتحول بالربا، ولذلك تجد نسبة المشاريع الفاشلة الخاسرة عديمة الجدوى.

1759

| 19 مارس 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي في خطبة الجمعة بجامع الإمام: الطاعة أفضل عمل يقر العين ويفرحها

قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن المريخي إن حال الرضا والسعادة القلبية والنفسية والبدنية، وحال الطمأنينة والأمن القلبي والنفسي وذهاب الخوف والقلق والمكدارت هو حال قرار العين وبرود دمعها وانقطاع بكائها واستحرارها. وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن للسرور والفرح دمعة باردة وللحزن دمعة حارة ساخنة، إنه ما يسمى بـ (قرة العين) في الشرع الحنيف. وأضاف الخطيب: قرة العين.. سرور يحصل في النفس والرضا بما جاءها من الخير، ويقابلها من النعم الحسية والمعنوية. وبين الخطيب أن قرة العين تكون في كل شيء يسر المؤمن ويدخل عليه السرور والطمأنينة، في الولد والزوج والزوجة والوالدين وبرهما وصلة الأرحام والأصدقاء والخلان والبلاد والمجتمع، وتواجد النعم ونزول الأرزاق. فتقر العين بولد صالح بار، زوج صالح مستقيم مطيع لربه، وزوجة ودود مطيعة، وإخوة متحابين ومتراحمين متواصلين وأرحام وأصدقاء صالحين وخلان وأهل ود ومحبة وبلد طيب آمن مبارك، ونعمة ومنة متواجدة مشكورة وتقدير وتثمين للنعم، وحياة طيبة ميسورة وتعاون على البر والتقوى، ومن الأحوال والشؤون ما ربنا يرضى، وكل ما يدخل على النفس السرور والطمأنينة. وأردف: أكبر ما تقر به العين ويرتاح له البال وتطمئن به القلوب، الصلة بالله عز وجل من خلال العمل بطاعته والقيام بدينه وشريعته، بل كل قرار للعين يأتي بعد القيام بالدين الحنيف، وهذا الذي أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: وجعلت قرة عيني في الصلاة وإذا نزل به أمر أو حزبه هرع إلى الصلاة، وقام يصلي بين يدي ربه صلاة طويلة - أعني قيام الليل - التي بشر الله تعالى أهلها بقول: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فمن أسر عملا يبتغي به وجه الله أسرّ الله له قرة عينه يوم يلقاه. وذكر الخطيب: إن قرة العين سبيلها الأوحد القيام بدين الله وعلى رأسه عموده الصلاة، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لبلال رضي الله عنه: أرحنا بها يا بلال أرحنا بها من الهموم والغموم وبلاءات الدنيا، إذا دخلنا في الصلاة استرحنا وقرت أعيننا، ودخل السرور قلوبنا، واطمأنت بذكر ربنا. إن قرة العين صحة وعافية ظاهرة وباطنة وسلامة ورضا، صحة حسية ومعنوية وبركة وحياة طيبة وهي جنة الدنيا، وحياتها الطيبة الماتعة وهي الفوز قبل الفوز. ولفت الشيخ محمد المريخي أنه إذا قرت العين واطمأنت هبت على القلب نسائم الرضا والسرور، وأشرق المحيا بالنور، ونزلت العافية في البدن واستقرت وطابت الحياة واستقام الحال. ونوه الخطيب بأن قرة العين نعمة ومنة من الجليل سبحانه، لا يلقاها إلا الموفقون، يتفضل الله بها على من يشاء من عباده، وهي هدف وغاية نبيلة يتطلع لها العقلاء المؤمنون الذين عرّفهم الله تعالى مننه وهداهم سبل السلام، الفائز بها فائز معتبر، يُقتدى ويهتدى به. فكم للناس من الحاجة الماسة اليوم لقرِّ الأعين وسعادتها وخاصة في هذه الأزمان، كم عند المسلم من أمور الدين والدنيا يرجو قرة عينه فيها، ويتمنى على الله أن يحقق له أمنياته فيما يتعلق بالأسرة والمجتمع وأحوال العالم.

1330

| 05 مارس 2022

محليات alsharq
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: النميمة " مهنة "صاحب الوجهين هدفها الخراب

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي إن إطلاق الإنسان للسانه حال من أحوال ضعف الدين وقلة الحيلة والورع وخلل في فهم التدين بدين الله، وموبقة من موبقات الآثام حين يطعن في الأحساب والأنساب غيبة ونميمة.. ووصف هذا الحال بأنه حال مذموم وهتك للاستار. وأوضح د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن الغيبة وأختها النميمة، مفسدتان هادمتان مخربتان، ابتلي بها جل الناس، وما سلم منها ناس إلا من رحم الله، لا يكاد يستثنى منها أى أحد، من علماء وعامة، وكبار وصغار، ورجال ونساء. هاتان البليتان تتغذيان على الحرام والزقوم والآثام، غذاؤها الحقد والحسد وعشاؤها الهدم والخراب، ومسرتها إذا اشتعلت النار بين الأحبة، وتقاطعت الأرحام وابتعد الأحبة والأشقاء والخلان إنهما ضيافة الفساق، وجهدَ العاجزين ومرعى اللئام وأكلة لحوم البشر بل أكلة الجيف. ووصف النميمة بأنها مهنة صاحب الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه، وهي نقل الكلام بقصد الوقيعة والإفساد والتخريب، دافعها الحسد والحقد وقلة الحيلة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تجدون من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، صاحبها لا يدخل الجنة مع الداخلين الأولين، وإنما يؤخر إلى ما شاء الله، يقول رسول الله: لا يدخل الجنة نمام وهذه البلية سبب رئيسي في عذاب القبور، يعذب النمام بسبب سلوكه هذا في قبره، يقول رسول الله عن قبرين اثنين وقد مر بهما: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول. ذو الوجهين متلون حسب المواقف والمصالح، وكذلك صاحب الغيبة، يدفعهما الحقد والحسد والحقد والعداوة والبغضاء وفساد النية وظلام القلب، فهل رأيتم أسوأ ممن يسعى للخراب والهدم وبث الفرقة وإشعال النيران؟ هل رأيتم أفسد ممن يحزنه اجتماع الأحبة ولقاء الأرحام وسرور الخلان؟ ان الغيبة والنميمة غالبا ما تصدران من حاقد أو حاسد أو عدو أو مبغض للخير.

2177

| 26 فبراير 2022