أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس، التوصل لاتفاق بين إدارته والكونغرس لإنهاء الإغلاق الحكومي الجزئي. وقال ترامب، في مؤتمر صحفي بثه راديو سوا، إنه سيوقع على قانون يعيد فتح الحكومة حتى 15 فبراير المقبل. وأضاف سيكون هناك اتفاق حول أمن الحدود سنحوله إلى قانون. وحث الرئيس الأمريكي كلا من الجمهوريين والديمقراطيين على التوصل إلى اتفاق يضمن أمن الحدود قبل 15 فبراير. وفي وقت سابق اليوم، أعلن أن الإدارة الأمريكية تدرس مع مجلسي النواب والشيوخ مقترحا لإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة بشكل مؤقت.. ونقلت قناة الحرة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في البيت الأبيض القول إن إدارة ترامب تتجه نحو تبني مقترح من الكونغرس لتمويل الحكومة حتى 15 فبراير المقبل. ويؤثر الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة على نحو 800 ألف موظف فيدرالي لم يتلقوا رواتبهم.. ومن المنتظر أن يتسلم هؤلاء رواتبهم في نهاية الإغلاق، لكن بانتظار ذلك فإنهم يعانون من عدم القدرة على دفع فواتيرهم وقروضهم أو حتى شراء حاجاتهم الغذائية.

وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقادات للديمقراطيين في الكونغرس بسبب إعلانهم خطة لإنهاء إغلاق الحكومة من دون الإشارة إلى تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك الذي يسعى إلى موافقة الكونغرس على توفير مخصصات له. وكتب ترامب في تغريدة له اليوم: شيء واحد تم إثباته هو أن الديمقراطيين لا يبالون بشأن الحدود المفتوحة وما تجلبه من مخدرات وجرائم. وكان قد أعلن في وقت سابق اليوم أن الديمقراطيين في مجلس النواب يخططون لإجراء تصويت، بعد غد، الخميس، حول حزمة تمويل لن تشمل الخمسة مليارات دولار التي طلبها الرئيس ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك. وقال ديمقراطيون في الكونغرس إن الحزمة المكونة من جزأين ستشمل مشروع قانون للاستمرار في تمويل وزارة الأمن الداخلي عند المستويات الحالية حتى الثامن من فبراير بقيمة 1.3 مليار دولار لأمن الحدود، فضلا عن إجراءات لتمويل وكالات أخرى مغلقة حتى الثلاثين من سبتمبر، نهاية السنة المالية الحالية. وكان الرئيس ترامب أكد أنه مستعد لاستمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية حتى يحصل على التمويل اللازم لبناء الجدار على الحدود الأمريكية - المكسيكية.. مشيرا إلى أن الجدار يمثل ضمانة أمنية هامة للولايات المتحدة ضد الهجرة غير الشرعية. وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة /فوكس نيوز/ الأمريكية، ليس لدينا خيار، لابد أن يكون لدينا أمن حدودي، والجدار جزء من الأمن الحدودي.. مضيفا سمعت الكثير عن أن الجدار وسيلة قديمة الطراز، لكنه ليس قديم الطراز، إن فعاليته مثبتة مئة بالمئة.. وهو يمنع الناس من دخول البلاد (بشكل غير شرعي). ويصر ترامب على الحصول على خمسة مليارات دولار من الكونغرس من أجل تمويل بناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهو ما وعد به خلال حملته الانتخابية الرئاسية، في المقابل، يرفض الديمقراطيون اعتماد هذا المبلغ، ويرون أنه كثير للغاية وسيضر بالموازنة العامة. يشار إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي أخفق في الحادي والعشرين من ديسمبر الماضي في تأمين الأصوات اللازمة لتمرير تشريع يؤيده الجمهوريون في مجلس النواب يشتمل على تمويل الجدار، ليبدأ الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية في 22 ديسمبر ويتسبب في تعطيل ربع مكاتب الحكومة الفيدرالية. ويعتبر هذا الإغلاق الجزئي هو الثالث من نوعه خلال عام 2018، حيث أغلقت الحكومة الأمريكية مرتين سابقا، أولاهما كانت لمدة ثلاثة أيام في 20 و21 و22 من يناير، ثم المرة الثانية كانت في 9 فبراير، في حدث هو الأول من نوعه بأن تغلق فيه الحكومة الأمريكية لثلاث مرات في العام ذاته منذ نحو 40 عاما وبالتحديد منذ العام 1977.

اجتمع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اليوم، مع وفد من أعضاء الكونغرس الأمريكي، وذلك على هامش فعاليات منتدى الدوحة الثامن عشر المنعقد حالياً. جرى خلال الاجتماع بحث علاقات التعاون الاستراتيجية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية وأوجه تطويرها، إضافة إلى عددٍ من القضايا ذات الاهتمام المُشترك.

أفادت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة بسيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الأمريكي، بينما عزز الجمهوريون أغلبيتهم في مجلس الشيوخ ليتقاسموا بذلك الكونغرس. وحصل الحزب الديمقراطي على 222 مقعدا مقابل 199 مقعدا للحزب الجمهوري في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعدا، مما يضع حدا لسيطرة الجمهوريين على المجلس في السنوات الثماني الماضية. أما في مجلس الشيوخ، فقد انتزع الجمهوريون مقعدين إضافيين ليعززوا سيطرتهم على المجلس رغم أن حسم بعض المقاعد سيتطلب جولات إعادة أواخر الشهر الجاري. حيث حصل الجمهوريون على 51 مقابل 45 للديمقراطيين بمجلس الشيوخ.أما في ما يتعلق بالتصويت على حكام 36 ولاية فتفيد المؤشرات بتقدم الجمهوريين الذين تمكنوا من الفوز في ولايات مهمة مثل فلوريدا. ويعني فوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب أن الرئيس دونالد ترامب سيواجه خلال العامين المتبقيين من ولايته الأولى معارضة أقوى داخل الكونغرس أثناء تمرير الموازنات وبعض التشريعات المهمة. وقالت مراسلة الجزيرة وجد وقفي إن خسارة الجمهوريين مجلس النواب تعد هزيمة للرئيس ترامب، وأشارت إلى أهمية دور المجلس، سواء في المجال التشريعي، وكذلك في فتح ملفات مهمة، كملف التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية، فضلا عن اتخاذ إجراءات لعزل الرئيس إذا ثبت تورطه في مخالفات خطيرة. ووفق التقديرات المعلنة، انتخبت لأول مرة مسلمتان، هما الفلسطينية الأصل رشيدة طليب والصومالية الأصل إلهان عمر، في مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي. وانتخبت الأولى عن ولاية ميشيغان، بينما انتخبت الثانية عن ولاية مينيسوتا. كما ستدخل مجلس النواب لأول مرة امرأة من السكان الأصليين، وقالت مراسلة الجزيرة إن 100 امرأة سيدخلن مجلس النواب الجديد رقم 116 الذي يباشر عمله في 3 يناير المقبل. ورغم خسارة حزبه مجلس النواب، وصف ترامب في تغريدة بتويتر الانتخابات النصفية بالنجاح الهائل. وذكرت مصادر صحفية أن ترامب اتصل بزعيمة الأغلبية الديمقراطية (الجديدة) في مجلس النواب نانسي بيلوسي مهنئا إياها بفوز الديمقراطيين بأغلبية مقاعد مجلس النواب من جهتها، قالت بيلوسي إن النتائج تظهر أن الشعب الأمريكي سئم الانقسامات. وأكدت ضرورة إعادة الاعتبار للدستور في مواجهة سياسات إدارة ترامب.من جانبه، قال الكاتب رونالد كلاين في صحيفة واشنطن بوست إن هناك خمسة تشريعات يجب أن ينجزها الديمقراطيون الأمريكيون قبل كل شيء وتشمل القضايا التالية: زيادة الحد الأدنى للأجور، وتعزيز قانون الرعاية الصحية، والحفاظ على قانون حقوق التصويت، وتشريع قانون لتبسيط وتسهيل تمويل البنية التحتية، وتشريع ينص بوضوح ودون أي غموض على منح الأطفال المهاجرين (من يُسمون بالحالمين) الوضع القانوني لبقائهم في الولايات المتحدة. ونصح كلاين الديمقراطيين بعدم البدء بالتحقيقات وجلسات الاستماع التجريمية أو إجراءات عزل الرئيس، رغم أنها مهام مغرية لمجلس تشريعي جديد، بحسب قوله.كما نصح الكاتب الديمقراطيين بالابتعاد عن الأمور التي يحقق فيها المحقق المستقل روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية 2016، مذكرا إياهم بأن النائب الجمهوري في المجلس ديفن نيونس ومجموعته كانوا يتدخلون في تحقيق مولر بتظاهرهم بالتحقيق في الأخطاء الإدارية، محذرا الديمقراطيين من أنهم سيرتكبون خطأ كبيرا إذا بدأوا تحقيقا مماثلا لتحقيق مولر. وذلك بحسب ترجمةالجزيرة نت.