استعادت القوات العراقية، اليوم الجمعة، خمسة أحياء في أنحاء مدينة تلعفر، (شمال غرب)، من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، في اليوم السادس للحملة العسكرية التي أطلقتها لتحرير المدينة وقضائها. وقال قائد الحملة العسكرية الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، في بيانات متعاقبة بثها التلفزيون الرسمي، إن قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية (تابعة للداخلية) وقوات الحشد الشعبي، استعادت السيطرة على خمسة أحياء في مدينة تلعفر، من قبضة التنظيم المتطرف. وأشار إلى أن الأحياء المحررة هي: "الخضراء"، و"النصر" (شرق)، و"النداء" (غرب)، و"سعد" (شمال غرب) و"الطليعة" وسط المدينة، والأخير ملاصق لحي "القلعة" الذي يعد مركز تلعفر. ويأتي هذا التقدم بعد ساعات من إعلان القوات العراقية عن تمكنها من استعادة السيطرة على حي "الجزيرة الجنوبي" فضلا عن مركز ناحية "المحلبية" بالكامل. والأحد الماضي، بدأت القوات العراقية هجوما لاستعادة قضاء تلعفر، في إطار حملة عسكرية مدعومة من الولايات المتحدة ضد التنظيم، الذي ما زال يسيطر على مناطق في غربي العراق وشرقي سوريا. في السياق ذاته، قال الملازم أول في الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش، صلاح الخفاجي، للأناضول، اليوم، إن القوات تتقدم في جميع جبهات تلعفر، على نحو متسارع. وذكر الخفاجي، أن التقدم يسير أسرع بكثير من الخطة التي وضعها قادة الجيش قبل انطلاق الحملة العسكرية. وأشار إلى أن صفوف "داعش" باتت منهارة ومعنوياتهم القتالية متدنية للغاية، وخلال وقت قصير سيخسرون تلعفر. وجاء هجوم تلعفر بعد 40 يوما من إعلان العراق تحقيق الانتصار على "داعش" في مدينة الموصل (شمال) إثر معارك عنيفة استمرت قرابة تسعة أشهر.

قال مصدر عسكري عراقي اليوم الجمعة، إن 6 آلاف مدني تم إجلاؤهم من الأحياء الشرقية والغربية داخل قضاء تلعفر خلال الـ48 ساعة الماضية. وبدأت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي اقتحام قضاء تلعفر غرب الموصل الأحد الماضي، وحررت عشرات القرى بمحيط القضاء، فيما استعادت حتى اليوم، الجمعة، 12 حياً سكنياً من أصل 25 حيا داخل البلدة ذات الغالبية التركمانية. وقال النقيب جبار حسن لـ"الأناضول"، إن "قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية تواصل إلى جانب عملياتها القتالية في تلعفر إجلاء المدنيين من مناطق القتال ونقلهم إلى الخطوط الخلفية تمهيدا لنقلهم إلى المخيمات". وأوضح حسن، أن "أكثر من 6 آلاف مدني تم إجلاؤهم خلال اليومين الماضيين غالبيتهم من الأحياء القريبة من مركز قضاء تلعفر في المحورين الشرقي والغربي، وتم نقلهم إلى الخطوط الخلفية بعيدا عن مناطق القتال ثم إلى مخيمات جنوب الموصل". وأعلنت الأمم المتحدة الإثنين الماضي فرار 30 ألف مدني من قضاء تلعفر، فيما فرّ الثلاثاء الماضي نحو 10آلاف مدني من أحياء الموصل بحسب مصدر عسكري.

قالت وزارة النقل العراقية في بيان، اليوم الخميس، إن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال جثث 16 بحارا قضوا في غرق سفينة في مطلع الأسبوع في المياه الإقليمية مما يرفع حصيلة القتلى إلى 20. وغرقت سفينة المسبار التي تملكها سلطة الموانئ العراقية يوم السبت بعد تصادم مع سفينة أخرى. وقال أنمار الصافي المتحدث باسم الشركة العامة لموانئ العراق إن 31 بحارا كانوا على متن السفينة لدى غرقها جرى إنقاذ 11 منهم بينما انتشلت الفرق أربع جثث يوم السبت.

حررت القوات الأمنية العراقية، 3 قرى من سيطرة تنظيم "داعش"، وتمكنت من السيطرة على سلسلة جبال في قضاء "تلعفر"، في شمال البلاد. وذكرت قيادة عمليات "قادمون ياتلعفر"، في بيان صحفي، اليوم الخميس، أن القوات الأمنية العراقية حررت قرى "شيخ إبراهيم وعين الواح وحمرة العرب"، مضيفة أن القوات سيطرت على سلسلة جبال شيخ إبراهيم، غرب ناحية "المحلبية" في قضاء تلعفر. كما استهدف طيران الجيش العراقي اليوم، تجمعاً لعناصر تنظيم "داعش" داخل حي "السراي" جنوب شرق قضاء "تلعفر"، وقتل 50 من عناصر التنظيم خلال عمليات تطهير غربي قضاء "تلعفر". وكان حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة قد أعلن الأحد الماضي، انطلاق عملية تحرير "تلعفر" ثاني آخر أكبر المناطق في البلاد التي لاتزال بيد تنظيم "داعش".

أعلنت الشركة العامة لموانئ العراق، اليوم الأربعاء، أنها قامت باحتجاز السفينة الأجنبية "رويال أرسنال" داخل المياه الإقليمية العراقية، وذلك بعد صدور أمر قضائي من إحدى المحاكم في محافظة البصرة بمنع السفينة من مغادرة المياه العراقية، على خلفية اصطدامها بأخرى عراقية. وذكر رياض سوادي مدير عام الشركة، في بيان اليوم، أن احتجاز السفينة المذكورة سيستمر حتى الانتهاء من التحقيقات في ملابسات تصادمها مع السفينة العراقية "المسبار"، مضيفاً أن الشركة تواصل عمليات البحث عن المفقودين في المنطقة البحرية التي حصل فيها حادث التصادم، فيما تواصل رافعة بحرية ضخمة انتشال السفينة العراقية الغارقة. وكانت وزارة النقل العراقية قد أعلنت، في بيان مساء السبت الماضي، أن السفينة "المسبار" غرقت بالكامل بعد حادث تصادم مروع مع سفينة "رويال أرسنال" التي ترفع علم جمهورية سان فيرسنت. وكان على متن السفينة 21 بحاراً، أنقذت فرق الطوارئ ثمانية منهم، وتم انتشال أربعة جثث، فيما تواصل الفرق البحث عن الآخرين. وتعود ملكية السفينة "المسبار" إلى الشركة العامة لموانئ العراق.

أعلنت القوات العراقية أنها حررت 75% من منطقة "الجزيرة"، جنوب شرق قضاء "تلعفر"، من سيطرة تنظيم "داعش". وقال بيان لخلية الإعلام الحربي إن طيران الجيش العراقي استهدف تجمعاً لعناصر تنظيم "داعش" في حي "السراي" جنوب شرق قضاء "تلعفر"، وأوقع خسائر في صفوف التنظيم. وأضاف البيان أن الفرقة التاسعة من الجيش وصلت إلى مشارف مركز شرطة "السراي"، الذي يبعد مسافة 500 متر عن دورة "القلعة" وسط مركز القضاء، غرب الموصل، مشيراً إلى أن القوات الأمنية تمكنت كذلك من تحرير حي "الكفاح" الجنوبي، غرب "تلعفر"، بعد مواجهات قوية مع عناصر "داعش ". من جهة أخرى، قتل ثلاثة قناصة من "داعش" خلال اشتباكات مع القوات العراقية في مدخل المحور الشمالي لـ "تلعفر"، وفق ما ذكر مصدر أمني، كما قتل 13 عنصراً من "داعش " خلال اقتحام قوات جهاز مكافحة الإرهاب منطقة حي "التنك" في قضاء "تلعفر".

شدد كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، على ضرورة حماية وحدة أراضي كل من العراق وسوريا. ووصف الجانبان، خلال مباحثات أجرياها بالعاصمة التركية أنقرة اليوم، توجه إدارة إقليم كردستان شمالي العراق، لإجراء استفتاء على الانفصال بـ "الخطوة الخاطئة" وفقا لبيان صادر عن الرئاسة التركية. وأشار البيان إلى أن الرئيس التركي، أبلغ ماتيس انزعاج بلاده من دعم واشنطن لتنظيم "ب ي د - ي ب ك"، الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني "بي كا كا" المحظور. وأوضح أن اللقاء شهد "تأكيد الجانبين عزمهما على استمرار التعاون في مكافحة المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيما "داعش" و"بي كا كا"". ولفت إلى أن الرئيس التركي شدد على ضرورة تسليم إدارة المناطق المحررة من "داعش" إلى السكان المحليين، كما تطرق إلى أهمية دعم الآلية الهادفة لتشكيل مناطق خالية من الاشتباكات في سوريا. وأضاف أن أردوغان ووزير الدفاع الأمريكي بحثا أيضا التعاون في مواجهة عناصر "بي كا كا" في جبال قنديل شمالي العراق، ومنطقة "سنجار" (شمال غرب)، كما شددا على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الحليفين في إطار حلف شمال الأطلسي "الناتو".

أعلن نادي الزوراء العراقي، اليوم الأربعاء، التعاقد مع المدرب أيوب أوديشو لتولي مسؤولية الإدارة الفنية لفريق كرة القدم الأول بالنادي. ووفقًا لصفحة النادي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "تعاقد الزوراء مع المدرب أوديشو لموسم واحد فقط لقيادة الفريق في المنافسات المقبلة". ولم يعلن النادي العراقي أي تفاصيل حول القيمة المالية لعقد المدرب أوديشو أوديشو (57 عامًا)، درّب العديد من الأندية، في مقدمتها الطلبة والقوة الجوية وأربيل العراقية، كما تولى مسؤولية الإدارة الفنية لفرق سلام زغرتا والصفاء اللبنانيين. وتعاقد الزوراء اليوم أيضًا، مع مصطفى محمد لاعب نادي الطلبة، وستار جبار لاعب نادي بغداد. وجددت إدارة النادي تعاقد حسين جويد دون الإعلان عن أية تفاصيل حول عقود الثلاثي سواء المدة أو القيمة المالية. وتوّج أمس الثلاثاء الزوراء بلقب كأس العراق لكرة القدم للمرة الخامسة عشر في تاريخه، بتغلبه في المباراة النهائية على منافسه نفط الوسط بهدف دون رد. ويسعى الزوراء لتدعيم صفوفه بلاعبين جدد من أجل المنافسة على لقب الاتحاد الآسيوي العام المقبل.

التقى حيدر العبادي، رئيس مجلس الوزراء العراقي، اليوم الأربعاء، رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، الذي يزور بغداد حاليا. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات العراقية الفلسطينية، وسبل تعزيزها وتنميتها، كما تم استعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وكان سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، قد التقى في وقت سابق اليوم، وزير الخارجية الفلسطيني.

أعلنت قيادة عمليات "قادمون يا تلعفر"، اليوم الأربعاء، استعادة السيطرة على ثالث حي في مدينة تلعفر مركز القضاء الذي يحمل نفس الاسم، من سيطرة تنظيم "داعش"، منذ انطلاق عملية تحرير القضاء الأحد الماضي. فيما تحدث ضابط عن مقتل 5 جنود من الجيش والشرطة خلال معارك اليوم. وقال قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان، إن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة (تابعة للجيش) والحشد الشعبي حررت (اليوم) حي التنك شرقي مدينة تلعفر ورفعت العلم العراقي فيه". وتواصل القوات العراقية لليوم الرابع على التوالي هجومها على تلعفر بإسناد مباشر من طيران الجيش العراقي وسلاح الجو التابع للتحالف الدولي. وفي وقت سابق حررت القوات الأمنية العراقية حيي "الكفاح الجنوبي" و"الكفاح الشمالي" التابعين لمدينة تلعفر، فيما يبلغ عدد الأحياء إجمالا بالمدينة 26 حيا. من جانبه، قال الملازم في قوات الرد السريع "تابعة للشرطة" خالد سهيل الناصري لـ"الأناضول"، إن القوات العراقية استعادت السيطرة على أكثر من 70% من حي الجزيرة جنوب شرقي مدينة تلعفر.

كشفت صحيفة إسرائيلية، عن وجود مقاتلين إسرائيليين في صفوف تنظيم "داعش"، بينهم يهود، اعتنقوا الإسلام. ونقلت صحيفة "جروزاليم بوست"، عن مصادر في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلية، أن رجلا وامرأة من اليهود، اعتنقا الإسلام، وانضما لتنظيم "داعش"، بحسب "عربي21". وقالت الصحيفة إن الرجل والمرأة، ينحدران من دول الاتحاد السوفييتي، وقدما إلى إسرائيل في سن مبكرة، قبل أن يعتنقا الإسلام لاحقا، وينضما إلى تنظيم "داعش". وأوضحت أن الرجل يقيم في مدينة اللد، ويبلغ من العمر 32 عاما، فيما تقيم المرأة بأسدود، وعمرها 28 عاما. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية رصدت نحو 20 مواطنا التحقوا بتنظيم "داعش"، غالبيتهم من العرب. ويطالب وزراء، وأعضاء في الكنيست، بإقرار قانون يتيح للحكومة تجريد الملتحقين بصفوف تنظيم "داعش"، من الجنسية. يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية، أوقفت سبعة أشخاص من عرب الـ48 في أكتوبر 2015، بتهمة تشكيل خلية تابعة لتنظيم الدولة، بقصد استهداف مواقع عسكرية.

أعلنت الأمم المتحدة أنّ زهاء "30 ألف مدني محاصرون بسبب المعارك" الدائرة في مدينة تلعفر العراقية التي تحاول القوات العراقية استعادتها من تنظيم "داعش". وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة سيتفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي، إنّ هناك "مساعدة إنسانيّة يتم تقديمها عند نقاط تجمع في جنوب تلعفر وشرقها"، موضحاً أنّ "أكثر من 300 شخص أتوا إلى تلك النقاط" يوم الإثنين. وتخشى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من استخدام المدنيّين العراقيين "دروعاً بشرية"، ومن أن تترافق محاولاتهم للخروج من مدينة تلعفر مع إعدامات وعمليات قتل، بحسب ما قال دوجاريك الذي طالب الأطراف المتحاربين بالسماح للمدنيين بمغادرة منطقة المعارك. وكانت الأمم المتحدة أشارت الإثنين إلى أنها تتوقع فرار آلاف المدنيين من تلعفر والمناطق المحيطة بها في الأيام والأسابيع المقبلة.

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، إن تنظيم "داعش" ينهار في تلعفر، وهو ما مكن قوات بلاده من الوصول إلى مركز القضاء بعد يومين من بدء حملة عسكرية لاستعادة السيطرة عليه. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده العبادي في مقر إقامته ببغداد، عقب ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء. وأوضح العبادي أنه "وسط انهيار لإرهابيي داعش، تواصل القطعات العسكرية باتجاه مركز تلعفر، عقب اقتحامه من الجهتين الشرقية والجنوبية". وفي وقت سابق اليوم تمكنت القوات العراقية اليوم من الوصول إلى مدينة تلعفر (مركز القضاء الذي يحمل الاسم نفسه) واستعادة السيطرة على حي "الكفاح الشمالي" غربي المدينة وحي النور شرقيها. وبشأن المباحثات مع الوفد الكردي بشأن استفتاء الانفصال عن العراق، قال العبادي في المؤتمر الصحفي، إن "الحديث مع الوفد اتسم بالصراحة التامة، وتبادلنا الحديث معهم من منطلق عراق موحد وليس مقسم". واكتفى العبادي بـ "دعوة القادة الأكراد للتفكير بصورة جادة والابتعاد عن قرار الانفصال".

قال رئيس الإقليم الكردي شمالي العراق، مسعود بارزاني، اليوم الثلاثاء، إن إجراء الاستفتاء في الإقليم "هو لمنع إراقة الدماء في المستقبل". جاء ذلك في كلمة ألقاها بارزاني خلال لقائه مع وفد ضم مسيحيين وإيزيديين وتركمان وأرمنيين في أربيل. واستطرد قائلًا "نحن نريد أن نعيش في سلام كجيران مع العراق". وأضاف أنه "ليس من مصلحة الكرد تأجيل الاستفتاء أو عدم إجرائه". وأشار إلى أن وفد أربيل الذي زار العاصمة العراقية بغداد مؤخرًا "أوضح رؤيتنا بشأن الاستفتاء ونحن نريد أن يكون هناك ضمانات دستورية للمكونات بعد الاستقلال". وتابع "نحن بحاجة إلى نشيد وطني جديد، وتغيير العلم ليشمل رموز المكونات أخرى أيضا، إلى جانب مؤسسات دستورية لضمان حقوق الإنسان بعد الاستقلال". وبالرغم من معارضة الكثير من الجهات داخل الإقليم وفي العراق، إلى جانب جهات إقليمية ودولية، إجراء الاستفتاء، جدد برزاني تمسكه بعدم تأجيله وإجرائه في 25 سبتمبر المقبل. وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور العراق، الذي أُقر في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قوميًا.

دخلت القوات الحكومية العراقية، اليوم الثلاثاء، إلى قضاء تلعفر وسيطرت على 3 أحياء في المدينة التي تعد أحد آخر معاقل تنظيم "داعش" في العراق، تزامنا مع تأكيد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس من بغداد دعم بلاده للمعركة ضد التنظيم المتطرف. وبعد مرور أكثر من شهر من طرد التنظيم من مدينة الموصل، ثاني مدن العراق، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إثر 9 أشهر من المعارك الدامية، بدأت فجر الأحد معركة تلعفر. وتلعفر، الواقعة على بعد سبعين كيلومترا إلى الغرب من الموصل، هي إحدى المدن الإستراتيجية الرابطة بالحدود السورية. اقتحمت القوات العراقية تلعفر من عدة محاور في اليوم الثالث من العمليات التي تشارك فيها قوات من الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي وهي فصائل مساندة للقوات العراقية ومعظم أفرادها من الشيعة. وأفاد بيان للحشد الشعبي أن "اللواءين الحادي عشر والثاني في الحشد الشعبي حررا حي النور جنوب شرق تلعفر بالكامل" وكذلك "الحي العسكري شمال شرق تلعفر". وأضاف أن "اللواء الحادي عشر وفرقة التدخل السريع (التابعة لوزارة الداخلية) وقطاعات الجيش العراقي تمكنت من تحرير حي الكفاح بالكامل من سيطرة داعش". وقال المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي: "إن الاشتباكات عنيفة، لكن هناك انهيارا لدفاعات داعش على الخطوط الأمامية". بدوره، أكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن "قطاعات من الفرقة المدرعة التاسعة بمشاركة قوات الحشد الشعبي، باشرت اقتحام قضاء تلعفر من الجهة الشرقية للمدينة ومستمرة في التقدم"، في حين اقتحمت "قوات جهاز مكافحة الإرهاب مركز قضاء تلعفر من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة". تمكنت القوات العراقية من استعادة مدن مهمة ومناطق واسعة من سيطرة تنظيم "داعش" الذي تمكن عبر هجوم شرس منتصف عام 2014 من السيطرة على ثلث مساحة العراق. لكن هذا التنظيم المتطرف مازال قادرا على تنفيذ اعتداءات بينها تلك التي وقعت الأسبوع الماضي في اسبانيا وروسيا. آلاف النازحين وأعربت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء عن قلقها من نزوح آلاف المدنيين من تلعفر. وأشار بيان للمفوضية إلى وصول 1500 عائلة إلى معسكر للعبور جهز خلال الأيام الأخيرة، وهناك استعدادات جارية لاستقبال 22 ألف شخصا ممن يفرون من تلعفر. وتزامن التقدم السريع للقوات العراقية في تلعفر، مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي ماتيس، الذي عقد اجتماعات مع قادة عراقيين بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد. وجدد الوزير الأمريكي دعم بلاده للعراق في حربه ضد الجهاديين، مشيرا إلى ضرورة "هزيمة تنظيم "داعش" واستعادة سيادة وسلامة الأراضي" العراقية. وعن مسار المعركة، قال ماتيس إن "أيام داعش معدودة بالتأكيد، لكن الأمر لم ينته بعد ولن ينتهي قريبا". وأضاف أن معركة الموصل "كلفت القوات العراقية أكثر من ستة آلاف جريح وأكثر من 1200 قتيل". لكن رغم ذلك، استعادت تلك القوات ثقتها. وشدد ماتيس على أن استعادة الموصل ما كانت لتحدث "من دون ثبات رئيس الوزراء العبادي في إعادة تشكيل هذا الجيش الذي كان مشتتا في العام 2014، الجيش الذي ورثه". و لعب التدريب المكثف والتخطيط والدعم الناري من الجيش الأميركي، دورا كبيرا في تحقيق هذا النصر. استفتاء كردستان على الطاولة أوضح ماتيس أن المحادثات ستتركز حول المسار المستقبلي، ولا سيما كيفية الحفاظ على العراق ومنع وقوع انقسام سياسي جديد والحد من نفوذ إيران المجاورة. وقال المتخصص بالشؤون الأمنية الشرق أوسطية في مركز "الأمن الأمريكي الجديد" بواشنطن نيكولاس هيراس، إنه ما زال يتعين تثبيت الدعم الأميركي، متوقعا مقاومة من الفصائل الشيعية والإيرانيين. وقال هيراس إن "الوزير ماتيس سيركز كثيرا على مسلك للولايات المتحدة لتحافظ على وجودها في العراق لمواصلة تدريب قوات الأمن العراقية" وتجنب بروز خليفة لتنظيم الدولة الإسلامية. وإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة توجه كردستان إلى إجراء استفتاء حول استقلال الإقليم في 25 سبتمبر وهو ما تعارضه الولايات المتحدة بشدة باعتباره يهدد بتقويض العبادي سياسيا ويشتت التركيز عن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مبعوث الرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك إن "الاستفتاء في هذا الوقت سيكون كارثيا للحملة ضد داعش". وأضاف "ليست الولايات المتحدة وحدها، (بل) كل عضو في التحالف يعتقد أن ليس هذا الوقت المناسب لإجراء هذا الاستفتاء". وبعد أن أثنى على التقدم في تلعفر بعد تطهير 235 كيلومترا مربعا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى توقع "معركة صعبة جدا"، لكنه لفت إلى أن القوات العراقية والأمريكية "تتحرك بشكل أسرع وأكثر فعالية وكفاءة"، وذلك يعود جزئيا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى ماتيس مزيدا من الصلاحيات لاتخاذ قرار بشأن التكتيكات والموارد اللازمة. وقال ماتيس الذي يقوم بجولة لخمسة أيام تشمل الأردن والعراق وتركيا وأوكرانيا، إنه سيناقش أيضا مسألة إعادة الإعمار وعودة مئات آلاف العراقيين النازحين بسبب المعارك، وخصوصا في الموصل. غير أن هيراس اعتبر أن ماتيس الذي قال إنه يحظى بثقة العراقيين، يحتاج إلى أن يساعد العبادي في بناء سلطته كشخصية معتدلة في مرحل ما بعد الحرب، مع اقتراب الانتخابات المرتقبة العام المقبل.

أعلنت القوات العراقية اليوم، مقتل 30 عنصرا من تنظيم "داعش" خلال اقتحامها من ثلاث جهات مركز قضاء تلعفر الواقع غرب مدينة الموصل شمال العراق. وذكرت قيادة عمليات "قادمون يا تلعفر"،في بيان لها، أن قطاعات الفرقة المدرعة التاسعة والألوية 2 و11 و26 اقتحمت مركز قضاء تلعفر من الجهة الشرقية، فيما اقتحمت قوات جهاز مكافحة الإرهاب حي الكفاح ، مشيرة إلى أن قوات أخرى من الجهاز نفسه اقتحمت مركز القضاء من الجهة الجنوبية الغربية وهي مستمرة بالتقدم. وأضافت أن قوات فرقة المشاة 16 اقتحمت خطوط الصد الأولى لتنظيم "داعش" في قضاء تلعفر وقتلت 20 من عناصره، فيما تتقدم الفرقتان 15و16 من قوات الجيش العراقي حاليا من عدة محاور باتجاه أحياء الجزيرة والنور والنصر والسراي وهي الأحياء الشرقية لمركز قضاء تلعفر. وفي سياق متصل، ذكرت قيادة الشرطة الاتحادية، في بيان لها، أن قواتها تتقدم باتجاه حي الكفاح أول مناطق تلعفر من المحور الغربي ودمرت وكرا لعناصر تنظيم "داعش" وحقلا للألغام زرعه لإعاقة تقدم تلك القوات، فيما قتل 10 مسلحين تابعين للتنظيم خلال اقتحام قوات الحشد والجيش حي الخضراء جنوب شرق تلعفر.

وصل وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، اليوم الثلاثاء، إلى بغداد في اليوم الثالث من هجوم تشنه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على تلعفر، آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة نينوى بشمال البلاد. وسيلتقي ماتيس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومسؤولين آخرين في بغداد، على أن يجتمع برئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في إربيل، وذلك بعد شهر ونصف على استعادة الموصل، ثاني مدن العراق، من الجهاديين وتشديد الطوق على تلعفر.

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الإثنين، أن آلاف المدنيين يفرون من مدينة تلعفر ومحيطها في شمال العراق. وبدأ الجيش العراقي الأحد عمليات استعادة تلعفر التي تشكل أحد آخر معاقل تنظيم "داعش" في العراق. ونقل دوجاريك عن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي قولها إن هناك "عائلات سارت نحو 20 ساعة في حرارة شديدة من أجل مغادرة تلعفر المحرومة من الطعام والماء"، وانّ "نحو 40 ألف شخص غادروا المنطقة حتى الآن". وأوضح دوجاريك أن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة معها "لا تعلم أعداد الأشخاص الذين لا يزالون في مناطق القتال لكنها تتوقع أن يفرّ آلاف آخرون من الناس في الأيام والأسابيع المقبلة". وأضاف أنه "تم تسلّم أقل من نصف مبلغ الـ980 مليون دولار المخصص للمساعدات الإنسانية في العراق لهذا العام"، مشيراً إلى أن العاملين الإنسانيين على الأرض لن يتمكنوا من مساعدة السكان في حال لم تتوافر لهم موارد إضافية. واستعادت القوات العراقية الإثنين قرى عدة على مشارف مدينة تلعفر من قبضة تنظيم "داعش". وقال قادة ميدانيون إنّ هدف القوات الموالية الحكومية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هو التمركز في كل المحاور في محيط تلعفر بهدف تطويق معقل الجهاديين بالكامل.