رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
أطفال فلسطين.. وعام دراسي جديد على الأنقاض

مع صبيحة اليوم الأول من العام الدراسي في الضفة الغربية، توجّه طلبة "جِبْ الذِّيب"، والهيئة التدريسية إلى المدرسة، مصطحبين معهم بعض المقاعد للجلوس تحت سقف خيمة تم نصبها مكان مدرستهم بعد تعرضها للهجوم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضمن 3 مرافق تعليمية أخرى تعرضت للهدم قبيل بدء العام الدراسي بأيام . ويعتبر هذا الهجوم جزءا من هجوم أوسع على التعليم في فلسطين حيث توجد 55 مدرسة في الضفة الغربية مهددة بالهدم و"وقف العمل" من قبل السلطات الإسرائيلية في إطار سياستها لزيادة الاستيطان حيث تحمل العودة إلى المدرسة العديد من التحديات، منها عنف المستوطنين، وأوامر الهدم، وصعوبات وصول الطلبة إلى المدارس، وذلك بسبب الإغلاقات والحواجز. أشعة الشمس الحارقة ويقول إيتاي إبشتين مدير السياسات في المجلس النرويجي للاجئين، والذي زار مدرسة "جب الذيب " كان من الصعب أن نرى الأطفال ومعلميهم يحضرون ليومهم الأول من المدرسة تحت أشعة الشمس الحارقة، دون أن يجدوا غرفاً صفية أو أي مكان يلجؤون إليه، بينما يستمر العمل مباشرة في توسيع المستوطنات غير القانونية في المنطقة المجاورة دون انقطاع". وأضاف أنه في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وقعت 24 حالة هجوم مباشر على المدارس، بما في ذلك حوادث أطلقت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية على الطلبة وهم في طريقهم إلى المدرسة أو منها، وفي العام الماضي هدمت أو صودرت أربع منشآت تعليمية تعود للمجتمعات المحلية، وتم توثيق 256 انتهاكاً يتعلق بالتعليم في الضفة الغربية، مما أثر على أكثر من 29 ألف طالب. العنف والمضايقات وفيما تساءل هانيبال أبي وركو مدير المجلس النرويجي اللاجئين في فلسطين كيف يعود الأطفال إلى الفصل الدراسي، ويكتشفون أن مدارسهم تتعرض للتدمير وما هي التهديدات التي تشكلها هذه المدارس على السلطات الإسرائيلية وما الذي يخططون لتحقيقه من خلال حرمان آلاف الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم". وقال إن التهديدات التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون يومياً تشمل العنف والمضايقات من قبل المستوطنين والجنود الإسرائيليين، بالإضافة إلى النشاط العسكري داخل المدارس أو بجوارها، والتأخير في عبور الحواجز، واعتقال الأطفال وهم في صفوفهم. وأضاف أنه منذ عام 2011، هددت الحكومة الإسرائيلية أيضاً بحجب التصاريح والتمويل للمدارس التي لا تطبق المناهج الإسرائيلية، والتي أزيلت فيها الإشارة إلى الهوية والثقافة الفلسطينية والاحتلال والمستوطنات الإسرائيلية وغيرها من جوانب التاريخ الفلسطيني. ودعا أبي وركو الحكومات والجهات المانحة إلى تمويل تعليم الأطفال الفلسطينيين وممارسة كل نفوذهم لمنع هذه الانتهاكات بجميع أشكالها".. مؤكدا أن تدمير المنشآت التعليمية الممولة من الأموال الأوروبية ليس مجرد انتهاك للقانون الدولي فحسب، بل أيضاً للالتزام بضمان توفير أماكن آمنة للتعلم للأطفال والمعلمين كما يشكل إهانة للمجتمع الدولي الذي يقدم المساعدة الإنسانية للسكان الفلسطينيين". هدم المدارس وقد أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية عمليات هدم المدارس.. مؤكدة أن انتهاكات الاحتلال وإجراءاته الاستعمارية ضد الشعب الفلسطيني بلغت حدا لا يطاق ولا يحتمل، وخصوصاً أنها تندرج في إطار مخططاته المعلنة الهادفة إلى تكريس الهَيْمَنَة الإسرائيلية على كامل المناطق وتهويدها بالاستيطان، ومحاربة أي شكل من أشكال الوجود الوطني والإنساني للفلسطينيين عليها. كما استنكر اللواء جبرين اليكري محافظ بيت لحم جريمة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة والمتمثلة بهدم 3 مدارس، ووصفها بأنها جريمة وتطهير عرقي.. مشيرا إلى أن هناك طواقم قانونية وحقوقية لمتابعة ما جرى من خلال الوسائل القانونية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية من أجل إلغاء القرار الإسرائيلي بإزالة وهدم المدارس. وقال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن إسرائيل ارتكبت مجزرة بحق التعليم.. مشيرا في هذا الصدد، إلى أن هذا الأسبوع شهد ثلاثة اعتداءات إسرائيلية على المدارس مستهدفة التعليم واقتلاعنا من هذه الأرض حيث تأتى عملية الهدم ضمن الخطة الإسرائيلية لهدم المباني في ما يعرف باسم المنطقة "ج" ، وهي المنطقة التي تغطي 60% من مساحة الضفة الغربية، والواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، بما في ذلك إنفاذ القانون والتنظيم والبناء. ويشير تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى تخصيص غالبية المنطقة (ج) لصالح المستوطنات الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي، على حساب التجمّعات الفلسطينية، وهذا يعرقل تطوير السكن الملائم، والبنية التحتية وسبل العيش في التجمّعات الفلسطينية، وله تداعيات كبيرة على جميع سكان الضفة الغربية. ونوه التقرير بأن المباني التي يتم بناؤها بدون تصاريح تتلقى أوامر هدم باستمرار، مما يخلق حالة من الشك والتهديد المزمن، ويشجع الناس على الرحيل وحيثما يتم تنفيذ الأوامر، فإنها تؤدي إلى التهجير وإخلال سبل العيش، وترسيخ الفقر وزيادة الاعتماد على المعونات وقد واجه المجتمع الإنساني مجموعة من الصعوبات في تقديم المساعدات في المنطقة (ج)، بما في ذلك هدم ومصادرة المساعدات على يد السلطات الإسرائيلية. تراخيص بناء وكشف أحدث تقرير عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الصادر يوم 18 أغسطس الجاري أن السلطات الإسرائيلية هدمت أو صادرت 13 مبنى في المنطقة (ج) بحجة عدم وجود تراخيص إسرائيلية للبناء، مما أدى إلى تهجير 19 فلسطينيا، من بينهم 7 أطفال، وتضرر سبل عيش 128 شخصا.. ولم يتوقف التهديد الإسرائيلي للشعب الفلسطيني على هدم المدارس فقط بل وصل إلى المناهج الدراسية حيث تجري وزارة المعارف الإسرائيلية باستمرار تعديلات طفيفة على المناهج المدرسية وتحذف كل ما يتعلق بحقائق القضية الفلسطينية. كما تمنع الوزارة الإسرائيلية الطلبة الفلسطينيين من إنشاد النشيد الوطني الفلسطيني في الطابور الصباحي، وحذفت من المناهج مواضيع عن الانتفاضة بالإضافة إلى بعض القصائد الوطنية حيث تعمد سلطات الاحتلال إلى استخدام أسلوبي الترغيب عبر تقديم مساعدات للمدارس التي تُطبق منهاجها، والترهيب عبر إجراءات التضييق والإغلاق، وذلك من أجل القضاء على الثقافة الوطنية الفلسطينية في مدينة القدس وتهويدها بالكامل. وبحسب إحصاءات اليونيسف فإن عدد الأطفال دون سن 18 عام في فلسطين يبلغ 1,9 مليون طفل منهم مليون طفل ملتحقون بالتعليم المدرسي في (2914) مدرسة منها 2194 مدرسة في الضفة الغربية و720 مدرسة في قطاع غزة، منها 2135 مدرسة حكومية و353 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و426 مدرسة خاصة.. كما تشير تقارير اليونيسيف إلى أن أكثر من 23% من الطلبة يعانون من صعوبة الوصول إلى مدارسهم بسبب الحواجز الإسرائيلية .

7302

| 24 أغسطس 2017