واصلت الأسهم الأمريكية تراجعها، اليوم الإثنين، لليوم الثاني على التوالي بعد صدمة تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي مما أدى إلى أسوأ خسارة ليومين في مؤشرات الولايات المتحدة على مدى نحو 10 أشهر. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 260.3 نقطة بما يعادل 1.5% إلى 17140.45 نقطة. وتراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 36.85 نقطة أو 1.81% ليسجل 2000.56 نقطة. ونزل المؤشر ناسداك المجمع 113.54 نقطة أو 2.41% إلى 4594.44 نقطة.

اتفق زعماء ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، على أنه لا يمكن إجراء مفاوضات غير رسمية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل أن تتقدم لندن بطلب رسمي لمغادرة التكتل، حسبما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الإثنين. وبحسب وكالة أنباء "رويترز"، قالت ميركل في إشارة إلى مادة في معاهدة الاتحاد الأوروبي تتعلق ببدء عملية خروج بلد ما من التكتل: "نحن متحدون في ضرورة تفعيل المادة 50 ولا يمكن اتخاذ أي خطوات أخرى قبل اتخاذ هذا القرار".

أكد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن قرار بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي لن يؤثر على قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، المزمع عقدها يوليو المقبل، في بولندا. وأوضح كيري، في حديث صحفي، اليوم الإثنين، مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، قبيل اجتماعهما في العاصمة البلجيكية، أن جميع أعضاء الحلف ينتظرون قمة قوية للحلف، مشيرا إلى أهمية مشاركة الاتحاد الأوروبي في القمة، والعلاقات التي تربط بريطانيا مع الناتو. وبدوره، أكد ستولتنبرج أن القمة المقبلة للناتو، سيكون لها تأثير كبير في تعزيز الحلف، مشيرا أنه عقب القرار البريطاني من الخروج من الاتحاد الأوروبي، اكتسب حلف شمال الأطلسي أهمية أكبر كموجّه هام للتعاون بين أوروبا وأمريكا الشمالية. وكانت نتائج رسمية أعلنتها بريطانيا الجمعة الماضي، بخصوص استفتاء مواطنيها على عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، قد أظهرت تصويت 52% لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد، مقابل 48% صوتوا لصالح البقاء فيه، وتبع نتائج الاستفتاء، إعلان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، اعتزامه تقديم استقالته في أكتوبر المقبل.

لم ترق للفرنسيين المتمسكين بلغة بلادهم يوما مسألة فرض الإنجليزية عليهم وبعضهم انتهز قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي فرصة للتخلص من لغة شكسبير، أقله في مقر الاتحاد الأوروبي. وقبل استيعاب الصدمة التي سببها خيار البريطانيين في استفتاء الخميس الماضي الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، طالب مسؤولان فرنسيان، بريطانيا وقبل أن تغلق بابها، أن تأخذ لغتها معها. وكتب روبير مينار رئيس بلدية بلدة بزييه جنوب فرنسا، وهو من أقصى اليمين، على تويتر "لم يعد للغة الإنجليزية أي شرعية في بروكسل". ويبدو أن الاستياء من انتشار اللغة الانجليزية يعبر كافة الأطياف السياسية، حيث كتب زعيم حزب اليسار المتطرف جان لوك ميلونشون على تويتر "لا يمكن للانجليزية أن تكون بعد اليوم لغة العمل الثالثة في البرلمان الأوروبي". وسأل العديد من المغردين مينار وميلونشون عما سيفعله الايرلنديون الذين يتكلمون الانجليزية في غالبيتهم، إذا ما اختفت الانجليزية. ويأسف مينار لذلك مشيرا إلى أن اللغة الأولى لايرلندا كانت رسميا الغيلية. ويعتمد الاتحاد الأوروبي 24 لغة رسمية ولغة عمل. وتأتي فرنسا دائما أخيرة بين دول التكتل بالنسبة لإتقان الإنجليزية.

أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الإثنين، إنشاء دائرة خاصة ستبدأ العمل على مسالة الخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن تنظيم استفتاء حول الاستقلال "هو آخر شيء تحتاجه" اسكتلندا. ومن جانب آخر ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يلزم الصمت منذ إعلان استقالته غداة الاستفتاء، بالحوادث المناهضة للأجانب التي حصلت منذ فوز مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي بنتيجة استفتاء الخميس كما أعلن متحدث حكومي.

هبطت أسعار النفط اليوم الإثنين، مواصلة هبوطها الحاد بعد أن أدى تصويت بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي إلى هبوط حاد في الأسواق العالمية يوم الجمعة. وهبطت التعاقدات الآجلة لخام برنت 15 سنتا إلى 48.26 دولار للبرميل بحلول الساعة 0238 بتوقيت جرينتش اليوم بعد هبوطه عند الإغلاق يوم الجمعة 2.50 دولار أو 4.9% إلى 48.41 دولار. وهبط الخام الأمريكي 25 سنتا إلى 47.39 دولار للبرميل بعد هبوطه عند الإغلاق يوم الجمعة 2.47 دولار أو 4.9%. وواجهت أسعار النفط ضغوطا مع هبوط الجنيه الإسترليني من جديد اليوم، في الوقت الذي مازال فيه المستثمرون في حالة ارتباك بشأن ما سيحدث فيما بعد في أعقاب تصويت بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

قال مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد الرقمي والمجتمع جونتر أوتينجر اليوم الإثنين، إن على بريطانيا أن تتحرك بسرعة لتنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي للحد من الضبابية التي تثير قلق المستثمرين. وقال أوتينجر لمؤسسة الإذاعة الألمانية الرسمية (دويتشلاند فونك) "الخطوة المقبلة يجب أن تأتي من لندن". وأضاف أن كل يوم يمر في ظل حالة الضبابية يمنع المستثمرين من وضع أموالهم في بريطانيا وغيرها من الأسواق الأوروبية.

مؤكدًا متانة العلاقات بين الدوحة ولندن .. سنستمر في تطوير العلاقات الثنائية رغم الخروج البريطاني نتطلع لمزيد من التعاون في مجالات الأمن والدفاع مع قطر أكد سعادة، أجاي شارما، سفير المملكة المتحدة في الدوحة، أن الاستثمارات القطرية في بلاده لندن لن تتأثر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى لجذب المزيد من السائحين والزائرين والطلاب والمستثمرين القطريين. وشدد شارما في مؤتمر صحفي أمس على أن المملكة المتحدة لديها علاقات جيدة مع قطر، حيث إنها مبنية على التاريخ والتواصل المباشر بين الشعبين، كما أنها مبنية على المواضيع المشتركة والاهتمام المتبادل وكل هذا لن يتغير بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال إن بلاده ستستمر قدمًا في أجندتها التي تسعى لتطوير العلاقات بين المملكة المتحدة وقطر في المجالات التي عملنا بها من قبل وقد تشمل مجالات جديدة. ونوه إلى أن هناك رغبة في تطوير التجارة والاستثمار خاصة أن القطريين يستثمرون أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، معربا عن أمله بأن يستفيد القطريون من نظام الفيزا الأخير وهو نظام استهدف تطوير الحصول على التأشيرة أون لاين، وأن يتمتعوا بقضاء إجازاتهم في المملكة المتحدة خاصة في الصيف. وقال السفير البريطاني: "نتطلع لمزيد من التعاون في مجالات الأمن والدفاع لأننا ندرك أن أمن قطر هو أمن المملكة المتحدة، وهذه المنطقة مهمة جدًا لأمن بريطانيا، ونحن من جانبنا نتطلع لتعاون في المجال العسكري خاصة في مجال الدفاع والتدريب إضافة لأمن الملاعب لكأس العالم والأمن السيبراني، وكل هذه المجالات لا تتأثر بعلاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي مثلها ومجالات التعليم والرعاية الصحية والعلوم بل ستسير بنفس الطريقة إن لم يكن بتعاون أكبر". اقتصاد قوي وتابع بقوله إن الاقتصاد البريطاني قوي ويعتبر خامس أقوى اقتصاد في العالم، وهذا الاقتصاد يسعى لأن يكون قائدًا في مختلف المجالات، وكل هذا لن يتغير. وأضاف أن الرسالة الجوهرية هنا أن الاقتصاد البريطاني قوي وشراكتنا مع قطر والدول الأخرى ستسمر في النمو، وفي نهاية المطاف سنستمر في أن نكون دولة تجارية ودولة لها اقتصاد قوي. ورأى السفير شارما أن ما يجب أن نعمل عليه هو الترتيبات مع الاتحاد الأوروبي، ونستمر في التجارة مع الاتحاد الأوروبي، ولا اتفق مع من يقولون إن المملكة المتحدة فقدت علاقتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي. فبريطانيا جزء من أوروبا وقد لا تكون جزءا من الاتحاد الأوروبي ولكن علاقتها التجارية مع الاتحاد ستكون مستمرة، فأوروبا تبيع سلعًا لبريطانيا أكثر من تلك التي تبيعها بريطانيا للاتحاد الأوروبي إذا نحن أكبر سوق (بنحو 65 مليون شخص) لسلع الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فهي علاقة من طرفين مع الاتحاد الأوروبي ويجب إلا ننسى ذلك وسنجد طريقة للتعامل مع المنافع المشتركة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. قضية اللاجئين وحول قضية قضايا اللاجئين والهجرة قال شارما إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يعني أنها لن تكون لديها تعاون معه، وكما سنفعل في القطاع التجاري فسيكون لدينا تعاون وحوار مع الاتحاد مثل ما لدينا من تعاون وحوار مع دول أخرى، فمثلًا لدينا تعاون وحوار مع قطر فيما يخص التحديات الأمنية في القضايا الإقليمية، فرغم أن قطر ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، أيضًا لدينا تعاون مع الولايات المتحدة في مختلف القضايا. ولا يجب أن نقلق بأن هذا الخروج يعني بأن بريطانيا لم يعد لديها تعاون مع دول الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الحالي العديد من الدول لديها حوارات مع الاتحاد الأوروبي مثل الولايات المتحدة الأمريكية وقطر ودول مجلس التعاون الخليجي، فطالما كانت هناك منافع متبادلة ستكون هناك حلول متبادلة أيضًا. التأثيرات المحتملة وفيما يتعلق بمدى التأثير على اتفاقية السماء المفتوحة ونظام الفيزا، شدد السفير البريطاني على أن العامين المقبلين لن يتغير أي شيء حتى نغادر الاتحاد الأوروبي، والسؤال المهم هنا ما الذي يحدث عندما نغار الاتحاد ولكن من المبكر جدًا أن نتحدث عما يحدث بعد مغادرتنا للاتحاد في الوقت الراهن. وتابع بقوله: "لدينا العديد من الفرص والتحديات ومن المهم أن نواجه هذه التحديات في الوقت الذي نقوم به بالمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وسنواصل تنمية علاقاتنا مع باقي العالم". تداعيات الخروج وحول تداعيات الخروج البريطاني من الاتحاد، قال السفير شارما إن هناك العديد من ردود الفعل التي جاءت كنتيجة للاستفتاء وقد تستمر، وأعتقد من وجهة نظر الحكومة البريطانية أن القضية الأساسية الآن هي العمل على تنفيذ قرار الشعب باختياره الخروج من الاتحاد الأوروبي والعمل على تنفيذ خيار الشعب في مغادرة الاتحاد وجعل الخروج بأفضل طريقة ممكنة، وهذا قرار كل المملكة المتحدة، كجزء من ذلك ستكون جزء من هذه الإجراءات والمفاوضات من أجل الخروج. وفي النهاية فإن مصالح أسكتلندا هي مثل مصالح باقي الأجزاء في المملكة المتحدة ستكون محمية ومعروفة. وأعتقد أن الخطوة المقبلة هي تأمين إجراءات المفاوضات بشكل صحيح.

كشف مساعد للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن الرئيس اتفق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال اتصال هاتفي دام لنصف ساعة اليوم الأحد، على كيفية التعامل مع تبعات تصويت بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال المساعد إنه رغم الإشارات المتضاربة من برلين وباريس بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، "فإن الاثنين أشارا لاتفاق تام على كيفية التعامل مع الموقف الذي سببه الاستفتاء البريطاني". وأضاف، أنهما ناقشا الحاجة للتحرك سريعا بشأن عدد من الأولويات المحددة "وعبرا عن أملهما في الوضوح التام لتجنب الغموض"، لكن المساعد لم يقدم أي تفاصيل إضافية. وتستضيف ميركل مباحثات في برلين غدا الإثنين، بحضور هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي.

تصاعد الخلاف بين الحزبين الرئيسيين في بريطانيا، اليوم الأحد، بعد أن أسفر استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عما وصف بمحاولة انقلاب في حزب العمال المعارض ومنافسة شرسة على القيادة في حزب المحافظين الحاكم. وترنح الحزبان من نتيجة الاستفتاء في الوقت الذي رفض فيه الناخبون البريطانيون ما دفع به قادتهم من حجج وقرروا الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أكد انقسامات عميقة في البلد. وأعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أنه سيستقيل لتبدأ معركة عنيفة على خلافته كما انسحب عدد من نواب البرلمان المنتمين لحزب العمال من فريق أعلى للسياسات في محاولة لإجبار زعيمهم جيريمي كوربين على ترك منصبه. ووصفت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستيرجن التطورات بأنها "فراغ في القيادة". وقال كاميرون، إنه سيبقى في منصبه حتى أكتوبر، في محاولة لطمأنة العامة والأسواق، لكن إعلان قراره بالاستقالة فور ظهور نتيجة الاستفتاء أحدث هزة في المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد.

أكد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، اليوم الأحد، أن مجلس الوزراء البريطاني - الذي شهد انقساما حول ما إذا كان يجب إجراء استفتاء حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - سيستمر في عمله لحين اختيار رئيس وزراء جديد. ونقل تلفزيون "آي.تي.في"، عن هاموند، رده على سؤال حول ما إذا كان وزير المالية جورج أوزبورن، سيستمر في منصبه: "بالتأكيد سيختار رئيس وزراء جديد مجلسه الوزاري وجميعنا سنبقى في مناصبنا حتى هذه النقطة وبعدها سيتخذ رئيس الوزراء الجديد قراره". وردا على سؤال حول مصير منطقة جبل طارق وهي جيب بريطاني في جنوب أسبانيا، قالت مدريد إنها ستسعى للاشتراك في إدارته مع لندن بعد التصويت لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، قال هاموند: "سنكون أقل قدرة على حماية مصالح جبل طارق وليس الدفاع عن أراضي جبل طارق.. بالطبع يمكننا فعل ذلك لكن لحماية مصالح جبل طارق إذا لم نكن في الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "جبل طارق يعتمد على آلاف وآلاف العمال الأسبان الذين يعبرون هذه الحدود كل يوم وأي تعطيل لهذا التدفق سيكون مدمرا لاقتصاد جبل طارق".

يتوجه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، غدا الإثنين، إلى بروكسل ولندن بعد قرار بريطانيا المدوي الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما أعلن مسؤولون في أوساط الوزير، اليوم الأحد. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزير جون كيري، سيجتمع مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، في بروكسل ومع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في لندن. وتأتي الزيارة فيما يدرس المسؤولون في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا العواقب السياسية والاقتصادية لصدمة خروج بريطانيا من التكتل بعد الاستفتاء الذي أجري يوم الخميس. وقال المسؤول الكبير إن كيري سيؤكد أهمية ألا يحذو أعضاء آخرون في الاتحاد حذو بريطانيا مما سيضعف الاتحاد بشكل أكبر. الجدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان قد حث الناخبين البريطانيين على البقاء في الاتحاد.

أكدت الصين أن تصويت بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي زاد من الغموض بالنسبة للأسواق، وأن قرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن المضاعفات والنتائج ستظهر ما بين 5 و10 سنوات. وخلال تصريحات له في أول اجتماع سنوي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في بكين، قال وزير المالية الصيني، لوه جي وي، إن رد فعل الأسواق في الآونة الأخيرة "مفرط" في الوقت الذي من المحتمل أن تظهر فيه التبعات الحقيقية لهذا التصويت خلال ما بين 5 إلى 10 سنوات. وأضاف الوزير، أن رد الفعل التلقائي للسوق ربما كان مفرطا إلى حد ما ويتعين عليها أن تهدأ وتتخذ وجهة نظر موضوعية ومن الصعب التكهن الآن. الجدير بالذكر، أن أسواق الأسهم هبطت في شتى أنحاء العالم في أعقاب الاستفتاء في حين هبطت أيضا قيمة الجنيه الإسترليني.

أعلنت مؤسسة النقد العربي السعودي، إنها تحوطا لما قد يكون عليه انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من إثر على أسواق المال، فأنها قامت بمراجعة سياستها الاستثمارية فيما يخص الأصول المقومة باليورو والجنيه الإسترليني في ضوء التطورات الاقتصادية والسياسية وأجرت بعض التعديلات في حينه. وقال الدكتور أحمد بن عبدالكريم الخليفي، محافظ المؤسسة، اليوم السبت، إنه من المبكر الحكم على الأثر الدائم لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سواء على اقتصادها أو على اقتصاد الاتحاد الأوروبي وبالتالي على أسواق المال والاستثمار, أما القطاع البنكي فنتوقع أن يكون الأثر عليه محدوداً نظراً لمحدودية انكشافه على تلك العملتين.

بعد يومين فقط من التصويت في استفتاء جاءت نتيجته بتأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقع أكثر من 1.5 مليون من البريطانيين والقاطنين في المملكة المتحدة على عريضة تدعو لإجراء تصويت آخر, مما سيجبر المشرعين على بحث إمكانية مناقشة الأمر على الأقل. وتم نشر العريضة على موقع البرلمان البريطاني قبل إجراء استفتاء 23 يونيو حزيران وتدعو الحكومة إلى إجراء استفتاء ثان على عضوية الاتحاد الأوروبي إذا جاء التأييد للبقاء أو الخروج في الاستفتاء أقل من 60 بالمائة، استنادا إلى نسبة إقبال تقل عن 75 بالمائة من الناخبين. وأظهرت نتيجة استفتاء الخميس أن 52 في المائة من الناخبين يؤيدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نسبة إقبال بلغت 72 في المائة ممن يحق لهم التصويت. ومنذ ذلك الحين يزداد الإقبال على التوقيع على العريضة- التي لا يحق إلا للمواطنين البريطانيين أو للمقيمين في المملكة المتحدة التوقيع عليها - وبحلول الساعة 1417 بتوقيت جرينتش اليوم السبت وقع عليها 1580220 شخصا مع ارتفاع سريع في الأعداد. وبدا أن التوقيعات تزيد بمعدل نحو 1000 توقيع في الدقيقة في وقت من الأوقات. ويشير الموقع إلى أن أغلب من وقعوا على العريضة جاءوا من مناطق كان التأييد فيها لبقاء بريطانيا في الاتحاد قويا مثل العاصمة لندن. ويتعين على البرلمان بحث مناقشة أي عريضة تجتذب أكثر من 100 ألف توقيع. وفي السابق، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون – الذي أعلن أمس الجمعة أنه سيستقيل بعد أن قاد حملة فشلت في إبقاء بريطانيا في الاتحاد - إنه لن يكون هناك استفتاء ثان على عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي.

نعم لاستقلال لندن ! صادق خان رئيسا ! عاشت اللكسيت ! (أي خروج لندن) الأمر بدأ على شكل مزاح، إلا أن عريضة أطلقت اليوم السبت تطالب باستقلال العاصمة البريطانية وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، سرعان ما جمعت أكثر من 130 ألف توقيع. وقال مطلق العريضة الصحفي جيمس اومالي (29 عاما) لوكالة فرانس برس "البداية كانت على شكل مزاح، عبارة عن صرخة إحباط ويأس. كنت اعتقد بأنني سأجمع مائة أو مائتي توقيع كحد أقصى. أكاد لا اصدق عدد الموقعين". وأطلقت العريضة بعيد صدور نتائج الاستفتاء فجر الجمعة وهي تطالب عمدة لندن صادق خان ب"إعلان لندن مستقلة عن المملكة المتحدة، وان تقدم ترشيحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي". أليس الأمر مستحيلا ؟ يجيب اومالي "نعم، إلا إننا حتى الأمس القريب كنا نعتقد أيضا أن البريكسيت أمر مستحيل" مضيفا انه مستفيدا من "النجاح الهائل" الذي حققته العريضة فانه ينوي المطالبة سريعا بإعطاء المدينة مزيدا من الصلاحيات. ولم تبق مبادرة اومالي معزولة. فقد أطلقت عريضة أخرى مشابهة تحت شعار "لتبق لندن داخل الاتحاد الأوروبي" جمعت حتى ظهر السبت أكثر من 16 ألف توقيع.

تعد حكومة أسكتلندا، لتقديم تشريع يسمح بإجراء استفتاء ثان على الاستقلال عن بريطانيا مع مواصلة المناقشات بشأن مكان أسكتلندا داخل الاتحاد الأوروبي، حسبما قالت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستيرجن، اليوم السبت. وتابعت في تصريحات بثت على الهواء مباشرة: "إجراء استفتاء أسكتلندي ثان هو بالطبع خيار ينبغي أن يكون على الطاولة وهو مطروح بقوة"، مضيفة "لضمان أن هذا الاختيار يمكن تنفيذه خلال الجدول الزمني المطلوب ستتخذ إجراءات الآن لضمان المصادقة على التشريع المطلوب". يذكر أن أسكتلندا أيدت البقاء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 62%، مقابل 38% أيدوا الخروج في الاستفتاء الذي أجري الخميس الماضي، في تناقض صارخ مع النتيجة الإجمالية لبريطانيا والتي جاءت بتأييد الخروج بنسبة 52% ومعارضته بنسبة 48%. ورفض الناخبون الاسكتلنديون الاستقلال عن بريطانيا في 2014 بنسبة 55% مقابل تأييد 45%.

أعلن المفوض الأوروبي للخدمات المالية البريطاني، جوناثان هيل، اليوم السبت، استقالته من هذا المنصب، معبرا عن "خيبة أمله الكبيرة" من قرار مواطنيه مغادرة الاتحاد. وبحسب وكالة "فرانس برس"، قال هيل في بيان بعد يومين على الاستفتاء الذي قررت فيه غالبية البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي "بما إننا ننتقل إلى مرحلة جديدة، اعتقد أنه ليس من الجيد أن الواصل العمل بصفتي مفوضا بريطانيا كما لو آن شيئا لم يحدث".

أعلن وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، اليوم السبت، في ختام اجتماع لوزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي في برلين، أن هذه الدول ترغب في أن تبدأ بريطانيا في أسرع وقت عملية الانفصال. وقال شتاينماير، يحيط به وزراء خارجية، فرنسا جان مارك ايرولت، وهولندا بيرت كوندرس، وإيطاليا باولو جنتيلوني، وبلجيكا ديدييه ريندرز، ولوكسمبورغ جان اسلبورن: "نقول هنا معاً إن هذه العملية يجب أن تبدأ بأسرع وقت". وأضاف شتاينماير "علينا ألا نقلق أو نصاب بالاكتئاب والخمول بعد قرار المملكة المتحدة"، مشيرا إلى "أهمية تبادل الآراء بين الدول أعضاء الاتحاد لتكشف عزيمتها لتعزيز قوة أوروبا"، مشددا على ضرورة "إيجاد حلول للمشاكل التي يراقبها المواطن الأوروبي، وخاصة فيما يخص أزمات من قبيل اللاجئين، والهجرة، وتأمين فرص العمل للشباب، والمجالات الأمنية". وبين أن اجتماع اليوم سيبعث إشارة تؤكد "استمرار التعاون في مشروع النجاح (الاتحاد الأوروبي) الذي ينعم بالسلام والاستقرار منذ أعوام". وأظهرت النتائج الرسمية لاستفتاء البريطانيين على عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، الذي جرى الخميس، تصويت 52% من الناخبين لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد، مقابل 48% صوتوا لصالح البقاء فيه.

تجاوزت عريضة على الإنترنت موجهة إلى البرلمان البريطاني للمطالبة بإجراء استفتاء ثان حول الاتحاد الأوروبي، عتبة المليون توقيع، اليوم السبت، في أعقاب قرار البريطانيين الخروج من الكتلة الأوروبية. والعريضة تطالب بإجراء استفتاء جديد بعد استفتاء الخميس الذي قضى بنسبة 51.9% من الأصوات بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسجل نسبة مشاركة عالية بلغت 72%. ويتحتم على البرلمان النظر في أي عريضة تجمع أكثر من 100 ألف توقيع، غير أن هذه المناقشات لا تلزم بأي عملية تصويت أو إصدار قرار، ولا يمكن بأي من الأحوال أن تؤدي إلى إعادة النظر في نتيجة الاستفتاء. وبحسب وكالة "فرانس برس"، تعكس العريضة الانقسامات العميقة التي ظهرت في بريطانيا على ضوء الاستفتاء، ولاسيما بين الشباب والمسنين، وبين اسكتلندا وأيرلندا الشمالية ولندن من جهة، وأطراف المدن والأرياف من جهة اهرى.