يُعانى الكثير من "الأرق" الذي زادت نسبته في الآونة الأخيرة بسبب الضغوط الحياتية المُزمنة، ويُقول العلماء إن ذلك الداء يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للإنسان، وللأرق أنواع، فمنه ما هو عرضي، يدوم من ليلة إلى أسبوع، ومنه الحاد الذي يدوم لشهور، والمزمن الذي يُمكن أن يمتد لسنوات. ويحاول العلماء حل مُشكلة الأرق، بالتمارين الرياضية أو الأدوية المُهدئة أو حتى جلسات العلاج النفسي، إلا أن أحد المؤمنين بقدرة التنفس على مكافحة الأرق، يعتقد أن الأمر بسيط ويُمكن تداركه من خلال تمرين تنفسي بسيط. ونشر "ويل" - وهو خبير في التمارين التنفسية - خطوات القيام بالتمرين على موقعه الإلكتروني، وأوضح أن تنظيم التنفس، وهي إحدى الممارسات الهندية القديمة، يُهدئ الجهاز العصبي وينقل الجسم إلى حالة الاسترخاء. وينصح الخبير الأشخاص الذين يُعانون من الأرق باستخدام تقنية تنفس 4-7-8، وهو تمرين يُنفذ على عدة خطوات، يُمكن ممارسته قبل النوم مباشرة للحصول على الاسترخاء الممهد للعملية، ويطلب "ويل" من الراغبين في الحصول على النوم العميق وضع اللسان خلف الأسنان الأمامية العلوية على أن يكون مُلتصقًا بالأنسجة، مع إبقائه على هذا الوضع طيلة التمرين، ثم الزفير عن طريق الفم مع محاولة زم الشفتين قليلاً. بعد تلك المحاولة، يقوم المُتدرب بالزفير بالكامل عن طريق الفم، بعدها يُغلق الفم ويستنشق الهواء عن طريق الأنف لمدة ثانيتين تقريبًا، وبعدها يتوقف عن التنفس لمدة 5 ثوان، ثم يزفر من خلال الفم لمدة 8 ثوان. بعد انتهاء التمرين، تتم إعادته 4 مرات للدخول في حالة الاسترخاء والنوم العميق، ويقول "ويل" إن أهم جزء في العملية هو التوقف عن التنفس، إذ يسمح ذلك الإجراء للأكسجين بملء الرئة والسريان في جميع أنحاء الجسد، وهو ما ينتج عنه حالة الاسترخاء في الجسم.

تظهر الأبحاث الطبية الحديثة وجود صلة وثيقة بين صحة الإنسان والكوابيس، فقد وجد باحثون فنلنديون أن أعراض الاكتئاب والأرق هي أقوى تنبؤ بإمكانية التعرض لكوابيس متكررة. وقال "نيلسن المنوم" الباحث في مركز علم الأعصاب الإدراكي في جامعة "توركو" الفنلدنية: تعد هذه الدراسة الأكثر وضوحا حول العلاقة بين الكوابيس والاكتئاب، إلا أنها توضح أيضا العديد من التحليلات الأخرى التي تنطوي على الكوابيس والأسئلة لقياس مدى الرضا عن الحياة والصحة. وتشير النتائج إلى أن 3.9% من المشاركين في الدراسة ذكروا تعرضهم لكوابيس متكررة خلال 30 يوما السابقة على الدراسة، بما في ذلك 4.8% من النساء ونحو 2.9% من الرجال. وقد لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس متكررة كانوا الأكثر عرضة بنسبة 28.4% للمعاناة من اكتئاب، و17.1% من الذين يعانون من الأرق المتكرر. كما وجدت المزيد من التحليل أن أقوى عوامل الخطر المستقلة للكوابيس كانت الأرق، والإرهاق، وأعراض الاكتئاب وهي مواقف سلبية تجاه الذات. وقد يحدث اضطراب الكابوس، عندما يتسبب الكابوس في استغاثات متكررة أو انخفاض مستوى الأداء المهني أو الاجتماعي. وقام الفريق البحثي بالدراسة بتحليل بيانات عدد من المسوح المستقلة أجريت على عدد من السكان البالغين أجريت ما بين عامي 2007 -2012، حيث بلغ عدد المشاركين في الدراسة 13.922 بالغ، تراوحت أعمارهم ما بين 25-74 عاما، شكلت النساء نحو 53% من المشاركين. وخلص الباحثون على أن الكوابيس قد تعد مؤشرا هاما ومبكرا لبدء المعاناة من الاكتئاب، وبالتالي له قيمة تشخيصية هامة غير مستغلة في السابق.

ربطت دراسة علمية حديثة بين مرض الخرف وبعض الأدوية المستخدمة بصورة شائعة، بما في ذلك أدوية لعلاج أمراض مثل الأرق والحمى. وأشارت الدراسة إلى أن جميع هذه الأدوية تحتوي على مضادات الكولي، وقال الخبراء إنه لا داعي للذعر أو التوقف عن تناول مثل هذه الأدوية. وربطت الدراسة الأمريكية التي نشرت في مجلة "جاما" للطب الباطني بين الجرعات العالية والاستخدام المطول وارتفاع خطر الإصابة بالخرف عند كبار السن. ودرس الباحثون حالات كبار السن فقط ووجدوا أن مخاطر الإصابة بالخرف ترتفع بين الأشخاص الذين ظلوا يتناولون الأدوية يوميا لمدة 3 سنوات أو أكثر. وقالوا إن جميع الأدوية لها آثار جانبية والأدوية التي تحتوي على مضادات الكولين التي تعمل على وقف تأثير ناقل عصبي يسمى اسيتيل كولين ليست استثناء. وتحذر التقارير الطبية من أن مثل هذه الأدوية قد تؤدي إلى مشاكل في الذاكرة فضلا عن جفاف الفم، وأشار الباحثون إلى أن هذه الأدوية قد تؤدي أيضا إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.

أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الأرق المستمر واضطرابات النوم على المدى الطويل قد يؤدي إلى الوفاة. وأوضحت الدراسة، التي استغرقت 40 عاماً، أن الإصابة بالأرق المزمن واضطرابات النوم لمدة 3 ليال على الأقل أسبوعياً على مدار 6 سنوات يُسبب الهلاك. وأوضح الباحثون بجامعة أريزونا أن الأرق المتواصل له علاقة بالأسباب المؤدية إلى الوفاة بنسبة 58%، إذ يُزيد من مستويات الالتهابات في الدم المسؤول عن أغلب الأمراض الخطيرة المزمنة من ضمنها أمراض القلب والسكري والسمنة والسرطان والخرف والاكتئاب، بحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية. وشملت الدراسة 1972 مشاركاً في بدايتها ثم ازداد العدد على مدار الـ40 عاماً، وبتجميع البيانات، علماً بأن الدراسة أخذت في الاعتبار عدة عوامل منها الجنس والعمر وعوامل أخرى، تبين أن السهر والأرق لعدة ليال على مدار الأسبوع ولسنوات طويلة يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والرئة وغيرها من الأمراض المزمنة المؤدية إلى الوفاة.

خلص علماء ألمان إلى أن اكتمال القمر لا يسبب الأرق، وهو ما يتناقض مع الاعتقاد الشائع في هذا الشأن، وهؤلاء العلماء بنوا نتائجهم على تحليل لبيانات دراسات سابقة للنوم شملت عددا كبيرا من المشاركين. وقال الباحثون بمعهد "ماكس بلانك" للطب النفسي، ومقره ميونيخ، إن في عامي 2013 و2014 تم إجراء دراستين بمشاركة 30 إلى 50 شخصا في كل منهما، أظهرتا أن الفترة الإجمالية للنوم كانت أقل في ليالي اكتمال القمر، لكن كان هناك تباين في بدء مرحلة النوم "تسارع حركة العين" وهي المرحلة التي تأتي فيها الأحلام للناس. في إحدى هاتين الدراستين تأخرت فترة الاستغراق في النوم في ليالي اكتمال القمر، بينما في الدراسة الأخرى حدث ذلك في ليالي بدء الهلال، ونظرا لأن العينات الصغيرة في الدراستين المذكورتين ربما تكون قد أسفرت عن نتائج قائمة على الصدفة، قام الباحثون بتحليل بيانات النوم لـ1265مشاركا على مدى 2097 ليلة، لكنهم "لم يتمكنوا من مطابقة النتائج السابقة"، أو ملاحظة "ترابط إحصائي بين نوم الأنسان ومراحل القمر".

وجدت دراسة طبية حديثة، أن شرب كوب من عصير الكرز في الصباح والليل، يمكن أن يساعد كبار السن في التغلب على الأرق والنوم لفترة أطول. وجد باحثون من جامعة ولاية لويزيانا في الولايات المتحدة الأمريكية، أن شرب عصير الكرز مرتين يومياً لمدة أسبوعين قد ساعد على زيادة وقت النوم بنحو 90 دقيقة لدى كبار السن الذين يعانون من الأرق. الأرق مشكلة صحية شائعة بين كبار السن، ويؤثر بما يقدر بنحو 23-34 % من السكان الذين تتراوح أعمارهم فوق سن 65. ويرتبط الأرق بانتشار الألم المزمن، وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني وانخفاض الوظيفة المعرفية.

أظهرت دراسة ألمانية، أن قيادات الشركات الاقتصادية لا ينامون بشكل كاف قبل بدء عملهم في الصباح، مما يؤثر سلبا على أدائهم. وأظهرت الدراسة، التي أجراها خبراء مستشفى ماكس جرونديج الألمانية وشملت استطلاع آراء ألف مدير شركة من جميع القطاعات والأحجام وجود "أوجه قصور صارخة في مدى جودة نوم قيادات الشركات"، حسبما أفاد مستشفى ماكس جرونديج، اليوم الإثنين، بمدينة بول غرب ألمانيا. وحسب الدراسة، فإن 59% من قيادات الشركات الألمانية تعاني الأرق واضطرابات النوم، ولا تستطيع النوم فترة أطول وتستيقظ عدة مرات أثناء الليل.