قالت المفوضية الأوروبية، أن ستيفان فولي‏،‏ مفوض الاتحاد الأوروبي، لشؤون التوسيع وسياسة الجوار، يعتزم التوجه إلى كييف، اليوم الجمعة، في مسعى للتوسط بين الحكومة والمعارضة، وذلك بعد أيام من المصادمات، وفي الوقت الذي يبحث فيه الجانبان تقديم تنازلات، لأول مرة. وكان متظاهرون، هاجموا مباني حكومية في العديد من المدن الأوكرانية أمس الخميس، ولكن الطرفان توصلا إلى اتفاق أولي بعد 5 ساعات من المحادثات بين زعماء الاحتجاجات، ورئيس البلاد، فيكتور يانوكوفيتش. وكان رئيس البرلمان الأوكراني، صرح أمس الخميس، بأن الهيئة التشريعية ستبحث ما إذا كان يتعين على الحكومة الاستقالة - كما تطالب المعارضة - وذلك في جلسة استثنائية الأسبوع المقبل. وقال زعيم المعارضة، فيتالي كليتشكو، في ساعة متأخرة ليلة أمس الخميس، إنه يتعين على المحتجين أن يمتنعوا عن أي أعمال عنف أخرى مقابل هذه الخطوة، داعيا أنصاره إلى التحلي بالصبر. وقوبلت تصريحاته بصيحات الاستهجان وإطلاق الصافرات، وكلمة "عار" من بعض المحتجين المحتشدين. وقال الموقع الإلكتروني لإذاعة "ليبرتي"، أن السلطات قالت إنه لن يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد المتظاهرين، إذا ما انفضوا سلميا. وجرى تأكيد مقتل 3 نشطاء الأسبوع الجاري، وقدر أفراد من المعارضة حصيلة القتلى بـ 7 أشخاص.

أجرى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، اتصالا هاتفيا بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، مساء اليوم الخميس، ليحضه على إيجاد "حل سلمي" للازمة في بلاده، كما أعلن البيت الأبيض. وأوضحت الرئاسة الأمريكية في بيان، أن "نائب الرئيس حض الرئيس يانوكوفيتش على اتخاذ إجراءات لوضع حد للعنف والاستجابة بجدية للهواجس المشروعة للمتظاهرين السلميين، عبر التشديد على أهمية الحوار الجاري مع المعارضة، وضرورة التوصل إلى تسويات حقيقية تمثل الحل الوحيد لإنهاء الأزمة".

أدان البيت الأبيض، اليوم الخميس، العنف في العاصمة الأوكرانية كييف، وحث كل الأطراف على التهدئة وهدد بفرض عقوبات على أوكرانيا، إذا لم يتحسن الوضع. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، للصحفيين، أن التوتر في البلاد نتيجة مباشرة لعدم اعتراف الحكومة بالشكاوى "المشروعة" لشعبها. وأضاف كارني، أن الولايات المتحدة حثت حكومة أوكرانيا، على سحب قانون مناهض للديمقراطية اقر حديثا.

ذكرت وكالات أنباء روسية، أن رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف، اتهم محتجي المعارضة، اليوم الخميس، بمحاولة تنفيذ انقلاب، وقال إن من غير الواقعي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ازاروف، قوله على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا "يجري تنفيذ محاولة انقلاب حقيقية" في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع، على قرار الحكومة إلغاء خطط لتوقيع اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي. ونقل عنه قوله، إن الاضطرابات التي قتل فيها ثلاثة محتجين جعلت "من غير الواقعي إطلاقا" إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في ربيع عام 2015.

دعا الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، اليوم الخميس، إلى دورة استثنائية للبرلمان الذي قال رئيسه، إنه سيبحث في استقالة الحكومة التي تطالب بها المعارضة. وقالت الرئاسة في بيان، إن يانوكوفيتش، استقبل رئيس البرلمان، فولوديمير ريباك، وطلب منه دعوة النواب إلى الاجتماع بهدف التوصل إلى "حل سريع" للأزمة وليقر البرلمان نتائج المفاوضات المقررة مع المعارضة. ورد ريباك، بأن الدورة ستعقد مطلع الأسبوع المقبل، وسيناقش البرلمان خلالها "استقالة الحكومة" والقوانين التي أقرت مؤخرا وتثير جدلا كبيرا.

قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس، إنه لا يستبعد أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أوكرانيا حال استمرار العنف ضد المتظاهرين. غير أن شولتس نصح صناع القرار في الاتحاد الأوروبي بـ"عدم غلق الباب" وشدد في تصريح لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية صباح اليوم الخميس، على ضرورة أن يظل الاتحاد الأوروبي مستعدا للتفاوض مع أوكرانيا. ووصف شولتس قرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عدم توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بأنه "واقعي"، وقال إن الذي حسم الأمر في نهاية المطاف بالنسبة لعدم توقيع هذه الاتفاقية من الجانب الأوكراني لم تكن قضايا سياسية كبيرة، بل أمور صغيرة متعلقة بالغاز والمال "لها تأثير سياسي كبير". وأشار شولتس إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يستطع الاستمرار في المنافسة على تلبية متطلبات أوكرانيا، مضيفا: "رأيت مدى احتياج أوكرانيا للمال والغاز الرخيص". وأكد شولتس أن الاتحاد الأوروبي لم يكن قادرا على تلبية هذه المطالب وذلك خلافا لما فعله الرئيس الروسي فلايدمير بوتين.

أعلن المتحدث باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن روسيا لن تتدخل في الوضع القائم في أوكرانيا، حيث أوقعت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للاتحاد الأوروبي 5 قتلى. وقال ديمتري بيسكوف، في مقابلة نشرتها صحيفة كومسومولسكايا برافدا الشعبية، على موقعها الإلكتروني، "لا نعتقد أن من حقنا التدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية بأي طريقة كانت، من غير المقبول على الإطلاق بالنسبة لنا أن نتدخل في الشؤون الداخلية" لأي بلد آخر. وتابع بيسكوف، أن روسيا "واثقة" من أن السلطات الأوكرانية، "تعرف ما ينبغي القيام به وستجد أفضل حل ممكن لإعادة الوضع إلى طبيعته وإعادة إحلال السلام". وفي المقابل أسف بيسكوف، "للتدخل الأجنبي" في الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن هذا التدخل "جلي". وقال "لا يسعنا أن نفهم سفراء الدول الأجنبية العاملين في كييف، الذين يقولون ما ينبغي أن تقوم به السلطات في أوكرانيا، ومن أين ينبغي أن تسحب قواتها والشرطة" بدون إعطاء المزيد من التفاصيل.

أدى إطلاق النار على المتظاهرين ومقتل عدد منهم خلال اشتباكات مع الشرطة إلى تجدد المظاهرات في العاصمة الأوكرانية كييف، مساء اليوم الأربعاء، حيث احتشد أكثر من خمسين ألف شخص من المعارضين للحكومة في ميدان الاستقلال. ودعا زعيم المعارضة الأوكراني فيتالي كليتشكو المتظاهرين إلى مقاومة السلطة في أوكرانيا بقيادة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المعروف بموالاته لروسيا. وقال كليتشكو مخاطبا جموع المتظاهرين مساء اليوم:"سنظل واقفين ومناضلين في الميدان، طالما استدعى الأمر ذلك". وناشد كليتشكو الشرطة الانضمام للمعارضة.وبدأت المظاهرة بالوقوف دقيقة حدادا على ضحايا المظاهرات التي قالت المعارضة إنها فقدت فيها سبعة قتلى.

قتل خمسة من ناشطي المعارضة وأصيب 300 بجروح، اليوم الأربعاء، في المواجهات العنيفة في كييف بين متظاهرين وقوات الأمن، كما أعلن مساء اليوم، مركز الإسعاف الطبي الذي إقامته المعارضة. وقال منسق المركز الطبي اوليج موسيي، لإذاعة هرومادسك الموالية للمعارضة "أحصينا حتى الآن خمسة قتلى، وأصيب حوالي 300 شخص اليوم منذ منتصف الليل". وذكر موقع اوكرانسكا برافدا، أن أربعة من الأشخاص الخمسة الذين قتلوا أصيبوا بالرصاص.

نددت روسيا، اليوم الأربعاء "بالتدخل الخارجي" في شؤون أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، واتهمت القسم المتشدد من المعارضين للرئيس فيكتور يانوكوفتيش بمخالفة الدستور. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين لوكالة انترفاكس، إن "سلطات أوكرانيا الشرعية تواجه تدخلا خارجيا في شؤونها الداخلية". وأضاف أن "القسم المتشدد من المعارضة ينتهك بقوة دستور البلاد". وقال "من الضروري التوصل إلى قرار يتيح عودة الوضع إلى طبيعته". وتابع الدبلوماسي الروسي "ما يحصل لا يمكن تسميته عملية سياسية طبيعية". وقتل متظاهران على الأقل الأربعاء حين اقتحمت الشرطة الأوكرانية موقع تحصن المحتجين في كييف، وهما أول ضحيتين تسقطان خلال حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة المستمرة منذ شهرين. وحذرت المفوضية الأوروبية أوكرانيا من "خطوات محتملة" بسبب أعمال العنف. وكانت التظاهرات بدأت في نهاية نوفمبر بعد أن تراجع الرئيس يانوكوفيتش عن توقيع اتفاقات شراكة مع الاتحاد الأوروبي وأجرى تقاربا مع روسيا.

تصاعدت المواجهات التي اندلعت صباح اليوم الأربعاء في كييف، وألقى المتظاهرون زجاجات حارقة على قوات حفظ النظام، التي ردت بالرصاص المطاط والقنابل الصوتية. وشكل عناصر قوات مكافحة الشغب حاجزا في وجه المتظاهرين الذين كانوا يقذفونهم بالزجاجات الحارقة والحجارة في الشارع المؤدي إلى البرلمان الأوكراني، فيما احتمى المتظاهرون خلف هياكل آليات الشرطة التي أحرقت في الأيام الماضية.

أنذرت الحكومة الأوكرانية، اليوم الأربعاء، المتظاهرين بأنها قد تستخدم القوة لفض الاحتجاجات المناوئة لها. وقال مايكولا أزاروف، رئيس الوزراء الأوكراني، في تصريحاته، إن حكومته قد لا تجد أمامها خيارا سوى استخدام القانون الجديد الذي يوصف بأنه يقيد حق الاحتجاج في أوكرانيا. وبدأ تطبيق القانون الذي أغضب المعارضين، أمس الثلاثاء، غير أن ذلك أدى إلى تصعيد الاحتجاجات في العاصمة كييف. وجدد "رازاروف" تحذيره من أن هذه الاحتجاجات لا تهدد العاصمة وحدها بل تضر بأمن البلاد بأسرها، وقال إنه يأمل في التحلي بالعقل غير أنه أعلن أن حكومته قد لا تجد أمامها سوى استخدام القانون لو استمر العنف، ووصف المتظاهرين بأنهم "مستفزون". يأتي ذلك في الوقت الذي قتل فيه متظاهر برصاص الشرطة في كييف على ما أفاد مصدر في المعارضة الأوكرانية، فيما شنت قوات حفظ النظام هجوما على المتظاهرين في رابع يوم من المواجهات العنيفة. يذكر أن المعارضة بدأت اعتصاماتها في ميدان "الاستقلال" ومناطق أخرى بكييف في نوفمبر الماضي بعد أن رفضت السلطة الحالية التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، بل طلبت بدلا من ذلك قرضا من روسيا.

تجددت الاشتباكات في العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الثلاثاء، بين المتظاهرين المناهضين للحكومة الحالية ووحدات من القوات الخاصة والجيش. جاء ذلك، بعد أن حاول مقاتلون من القوات الخاصة، بيركوت، إزالة المتاريس التي أقامها المتظاهرون في شارع غروشيفسكي، بينما رشقهم المحتجون بالقنابل الحارقة. ورد رجال الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، واعتقلوا أكثر من 30 شخصا من المتظاهرين.. لكن بعد وصول المئات من المحتجين لدعم زملائهم المعتصمين في شارع غروشيفسكي، انسحب رجال الأمن وعادوا إلى مواقعهم. وتستمر المواجهة العنيفة في وسط كييف منذ الأحد الماضي، إذ يسعى المحتجون إلى كسر الطوق الأمني المكثف حول الحي الحكومي الذي يضم مقر الحكومة ومبنى البرلمان. وكانت المعارضة قد نظمت أول أمس الأحد، مظاهرة حاشدة في وسط كييف، احتجاجا على قوانين جديدة تبناها البرلمان، تفرض قيودا أشد صرامة على تنظيم المظاهرات والفعاليات الجماعية، كما تنص على المساءلة القانونية على نشر تهديدات للسلطة في شبكة الإنترنت.

دخل مئات من المحتجين الذين يحملون هراوات ويرتدون أقنعة واقية من الغازات المسيلة للدموع في مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب، اليوم الإثنين، في الأحياء التي تضم مباني حكومية في العاصمة الأوكرانية كييف، وذلك غداة إصابة أكثر من 200 شخص بجروح في أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ نحو شهرين والتي تأتي في إطار المظاهرات المناهضة للحكومة. دعوات للحوار من جانبه، اعتبر الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، في كلمة موجهة إلى الأوكرانيين اليوم، أن التظاهرات التي تجري في العاصمة كييف تحولت إلى "اضطرابات واسعة" وباتت تهدد كل البلاد، داعيا المعارضة إلى حوار. وقال الرئيس الأوكراني في كلمته التي نقل نصها موقع الرئاسة على الانترنت "أتفهم مشاركتكم في أعمال احتجاج واسعة، إلا أن الأعمال السلمية عندما تتحول إلى اضطرابات واسعة وتشوبها أعمال عنف وحرائق مفتعلة، إنما تهدد ليس المواطنين في كييف فحسب، بل كل أوكرانيا" مضيفا "أدعو إلى الحوار والى التسوية والهدوء." الحرب على الشعب وحث بطل الملاكمة في الوزن الثقيل، الذي تحول إلى زعيم للمعارضة، فيتالي كليتشكو، أنصاره من جميع أنحاء البلاد للانضمام إلى الاحتجاجات. وقال في خطاب نشر في مقطع على الانترنت: "لقد أعلنت الحكومة الحرب على الشعب". من جانبه، حذر الرئيس الأوكراني الأسبق، فيكتور يوشينكو، من أن الوضع قد يتدهور إلى حرب أهلية إذا لم يكن هناك حل سياسي. ودخل المتظاهرون وشرطة مكافحة الشغب في معارك مطولة في وسط العاصمة. وردت الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطي وفتحت خراطيم المياه بينما رشق بعض المتظاهرين الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف. وفي المجمل، أصيب نحو 100 متظاهر و 100 شرطي، وفقا لدائرة صحة المدينة ووزارة الداخلية. واندلعت شرارة تصعيد الاحتجاجات بسبب تمرير قوانين جديدة الأسبوع الماضي قال عنها محتجون وجماعات حقوق إنسان إنها تهدف إلى خنق المعارضة. وتجرم هذه القوانين التشهير وتؤسس لعقوبات جديدة ضد الاحتجاجات غير المشروعة وتجعل عملية تجريد المشرعين من حصانتهم أسهل من ذي قبل. انتخابات مبكرة ويطالب المتظاهرون، بأن تتحالف أوكرانيا بشكل أقوى أكبر مع الاتحاد الأوروبي، وأن يدعو الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، إلى انتخابات مبكرة. وكان يانوكوفيتش، قد رفض في نوفمبر، توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وسعى بدلا من ذلك إلى توثيق علاقات بلاده مع روسيا. وفي وقت سابق من اليوم، دعا كليتشكو يانوكوفيتش، إلى المشاركة في الاجتماع المزمع مع المعارضة، ووافق الرئيس على الاجتماع الذي تم ترتيبه على عجل مع كليتشكو مساء أمس الأحد، وذلك من أجل إجراء محادثات مائدة مستديرة جديدة، لكن حزبه حزب الأقاليم قال اليوم، إنه لن يشارك إلا بعد أن يوافق كلا الجانبين على الشروط. وشجبت الحكومات الأوروبية اليوم العنف ودعت كلا الجانبين إلى ضبط النفس. وفي بيان صدر في بروكسل، دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أوكرانيا إلى إلغاء القوانين الجديدة، وجعل تشريعاتها تتماشى مع التزاماتها الدولية. وأضاف الوزراء: "هذه القوانين التشريعية تقيد بشكل كبير الحقوق الأساسية للمواطنين الأوكرانيين والمتعلقة بتكوين المنظمات ووسائل الإعلام والصحافة، كما تحد بشكل خطير من أنشطة منظمات المجتمع المدني".

أعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه العميق إزاء قوانين منع التظواهر التي أقرّها البرلمان الأوكراني الأسبوع الماضي، داعياً السلطات الأوكرانية إلى نقض هذه القوانين وضمان أن تتماشى تشريعاتها الجديدة مع التزاماتها الأوروبية والدولية. وأعرب بيان صدر عن وزراء الاتحاد المجتمعين، اليوم الإثنين، في بروكسل، عن قلقه العميق إزاء التشريع الذي أقرّه البرلمان الأوكراني في 16 من الشهر الجاري. وأضاف، أن هذه التشريعات قد تقوّض الحقوق الأساسية للمواطنين الأوكران بالتجمع والتعبير، وتقيّد بشكل كبير نشاطات منظمات المجتمع المدني. ودعا الاتحاد الأوروبي السلطات الأوكرانية، إلى ضمان نقض هذه القوانين، وضمان أن تكون تشريعاتها تتماشى مع التزاماتها الأوروبية والدولية. وأعرب عن قلقه إزاء التطورات الجديدة في أوكرانيا، وحثّ كافة الأفرقاء على السعي، بواسطة حوار شامل، إلى حل ديمقراطي للأزمة السياسية الحالية يلبي تطلعات الشعب الأوكراني. وطالب كافة الأطراف بـممارسة ضبط النفس، والسلطات باحترام وحماية كاملين لحق المتظاهرين بالتجمع والتعبير السلمي، وحرية الصحافة، داعياً إلى التحقيق بكافة أعمال العنف بشكل مناسب ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة.

اندلعت مواجهات، بعد ظهر اليوم الأحد، بين متظاهرين ورجال شرطة في وسط كييف ما أسفر عن إصابة شخصين على الأقل بجروح بعد تظاهرة ضمت حوالي 200 ألف شخص. وعلى إثر التظاهرة، استولى بعض المحتجين الذين كانوا يحاولون تجاوز الطوق الأمني للتوجه إلى البرلمان، على عربات للشرطة وأضرموا النار في إحداها. وألقوا أيضا قنابل حارقة على قوات الأمن التي ردت بالغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات. وأصيب شخصان على الأقل بجروح في المواجهات، أحدهما بشظية قنبلة صوتية في رجليه والآخر بمقذوف في الرأس. من جهته حاول الملاكم وزعيم المعارضة فيتالي كليتشكو التدخل لوقف المواجهات ودعا الحشود إلى عدم استفزاز الشرطة.

أدانت المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشنكو ومنظمات غير حكومية غربية، اليوم الجمعة، قيام "نظام ديكتاتوري في أوكرانيا" غداة المصادقة على قوانين تشدد العقوبات على المتظاهرين وتدرج تهمة "عميل للخارج" كما في روسيا. واعتبر الفرع المحلي لمنظمة الشفافية الدولية "ترانسبارنسي انترنشيونال"، في بيان، أن "هذه القوانين، إذا اقرها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، ستمنع كل تظاهرة لعصيان مدني وستفتح المجال أمام القمع وستحول أوكرانيا إلى دكتاتورية". من جانبها اعتبرت المعارضة المعتقلة ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو أنها "جريمة واضحة. يانوكوفيتش قام بخطوة إضافية باتجاه إقامة دكتاتورية جديدة". وأعربت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون اليوم عن "قلقها العميق" بعد المصادقة "بسرعة" على هذه النصوص التي تقيد "الحقوق الأساسية" للأوكرانيين. من جانبه اعتبر وزير الخارجية السويدية كارل بيلدت وهو من أكبر المتحمسين لتقارب كييف مع الاتحاد الأوروبي، الوضع "مقلقا" في أوكرانيا مؤكدا أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيتناولون هذه المسألة، الإثنين القادم, خلال اجتماعهم المقرر في بروكسل.

قرر البرلمان الأوكراني، تشديد قانون التظاهر في البلاد، بعد الاحتجاجات من جانب المعارضة المؤيدة للتوجه نحو الغرب خلال الأسابيع الأخيرة. وعقد البرلمان الأوكراني جلسة صاخبة في كييف اليوم الخميس، قرر فيها زيادة مدة الحبس التي يعاقب بها القانون من يحتل المباني الحكومية أو يغلق الطريق إليها. كما نصت الإجراءات الجديدة على معاقبة من يضع لثاما على وجهه خلال المظاهرات وكذلك من يروج أخبارا كاذبة على شبكة الإنترنت. وانتقد المعارضون الملتفون حول بطل الملاكمة الأوكراني فيتالي كليتشكو التعديلات الجديدة وحذروا من إتباع منظومة تسلطية مثل التي تمارس في بيلاروس المجاورة. ويحتل معارضو الحكومة منذ الأول من ديسمبر الماضي مجلس المدينة في العاصمة كييف بالإضافة إلى المركز الرئيسي لاتحاد النقابات في المدينة.

أعلن صحفي أمريكي أمس الإثنين، أنه طرد من روسيا بعدما غطى التظاهرات المناهضة لموسكو الجارية في أوكرانيا منذ 21 نوفمبر. وكان ديفيد ساتر يعمل في روسيا منذ 2003 لحساب إذاعة أوروبا الحرة / راديو ليبرتي، وهو مراسل سابق لصحيفتي وول ستريت جورنال وفاينانشل تايمز، وصاحب ثلاثة كتب حول روسيا والاتحاد السوفيتي السابق، ومن منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين منذ زمن طويل. وقال رئيس إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي، كيفن كلوز، إن السفارة الأمريكية في موسكو تبلغت بالتحرك بحق ساتر، وأصدرت احتجاجا دبلوماسيا رسميا، مشيرا إلى أنها طلبت توضيحات من السلطات الروسية بدون نتيجة. ويأتي طرد الصحفي الأمريكي قبيل بدء الدورة الشتوية للألعاب الأولمبية في سوتشي الشهر المقبل، الأمر الذي يهدد بزيادة التوتر بين البلدين. وهي أول عملية طرد صحفي من روسيا منذ نهاية الحرب الباردة.

تظاهر حوالي 50 ألف شخص، اليوم الأحد في وسط كييف اعتراضا على ضرب وزير الداخلية الأوكراني السابق المعارض يوري لوتشينكو خلال مواجهات، الجمعة الماضية، بين متظاهرين والشرطة. وقال المتقاعد اناتولي راديوك إن الاعتداء على لوتشينكو البالغ 49 عاما والذي أدخل المستشفى إثر إصابته بارتجاج دماغي، "يظهر مدى العشوائية في بلادنا. الشرطة لا تكترث حتى للمسؤول السابق عنها". وتم إدخال يوري لوتشينكو العضو النافذ السابق في حكومة رئيسة الوزراء السابقة المؤيدة للغرب يوليا تيموشينكو، إلى قسم العناية المركزة في المستشفى مساء الجمعة إثر مواجهات بين مؤيدين للاتحاد الأوروبي والشرطة قرب محكمة في كييف. وتلقى لوتشينكو حوالي عشر ضربات بالهراوات على رأسه، وفق المتحدثة باسمه لاريسا سارجان. وأوضحت سارجان أن لوتشينكو، الذي نقل مساء أمس السبت إلى غرفة عادية في المستشفى، حالته حاليا مستقرة لكن "لا يسمح لأحد سوى لأقاربه برؤيته". ومن المقرر تنظيم تظاهرة جديدة بهدف حشد نحو مائة ألف شخص في 19 يناير.